المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الذاريات الدرس الثاني قال الامام ابن كثير قال الله تعالى وفي موسى اذ ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين. فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون. فاخذناه وجنوده فنبذناه في اليم وهو مريم وفي عاد اذ ارسلنا اثريهم الريح العقيم ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم وفي ثمود اذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن امر ربهم فاخذتهم الصاعقة وهم ينظرون. فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين وقوم نوح من قبل انهم كانوا قوما فاسقين. يقول تعالى وفي موسى اذ ارسلناه الى فرعون مبين اي بدليل باهر وحجة قاطعة. فتولى بركنه اي فاعرض فرعون عما جاءه به موسى من الحق المبين استكبارا وعنادا وقال مجاهد تعزز باصحابه وقال قتادة غلب عدو الله على قومه وقال ابن زيد فتولى بركنه اي بمجموعه التي اي بجموعه التي معه ثم قرأ لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد. والمعنى الاول والمعنى الاول قوي كقوله تعالى ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله اي معرض عن الحق مستكبر. وقال ساحر او مجنون اي لا يخلو امرك بما جئتني به من ان تكون ساحرا او مجنونا. قال الله تعالى فاخذناه وجنوده فنبذناهم. اي القيناهم في اليم وهو البحر وهو مليم اي وهو ملوم كافر جاحد فاجر معاند ثم قال عز وجل وفي عاد اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم اي المفسدة التي لا تنتج شيئا قاله الضحاك وقتادة وغيرهما ولهذا قال تعالى ما تذر من شيء اتت عليه اي مما تفسده الريح الا جعل كالرميم اي كالشيء الهالك البالي. وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو عبيد الله ابن اخيه حدثنا ابو عبيد الله ابن اخ ابن وهب قد قال حدثنا عمي عبد الله ابن وهب قال حدثني عبد الله يعني ابن عياش الغساني قال حدثني عبد الله ابن سليمان عن دراج عن عيسى ابن هلال الصدفي عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح مسخرة من الثانية يعني من الارض الثانية. فلما اراد الله تعالى ان يهلك ان يهلك بماذا امر بماذا امر خازن الريح ان يرسل عليهم ريحا تهلك عادا؟ قال اي رب ارسل عليهم الريح قد قال اي رب ارسل عليهم الريح قدرا منخل الثور. قال له الجبار تبارك وتعالى ارسل عليه فلما اراد الله تعالى ان ان يهلك من اجل كعاد امامك. فلما اراد الله تعالى ان يهلك عادة امر خازن الريح امر خازن الريح ان يرسل عليهم ريحا تهلك عادة قال اي رب ارسل ارسل عليهم الريح ارشدوا قال اي ارسل عليهم الريح قدر منخر الثور. قال له الجبار تبارك وتعالى لا اذا تكفأ الارض ومن عليها ولكن اذا لا اذا تكفأوا الارض ومن عليها تكفئ الارض قاله قال له الجبار تبارك وتعالى لا اذا تكفأ الارض ومن عليها ولكن ارسل عليهم بقدر بقدر خاتم فهي التي قال الله عز وجل في كتابه ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم. هذا الحديث رفعه منكر والاقرب ان يكون موقوفا على عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما من زاملتيه اللتين اصابهما يوم اليرموك. والله اعلم. يعني انه من من الثورات لانه اصاب عبد الله بن عمرو اصاب اوراقا من التوراة واصبح يحدث منها يعني من احاديث بني اسرائيل قال سعيد بن المسيب وغيره في قوله تعالى اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم قالوا هي الجنوب وقد ثبت في الصحيح من رواية عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبى نصرت في الصبا واهلك نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور. وفي ثمود اذ قيل لهم تمتعوا حتى حين. قال ابن جرير يعني الى وقت فناء اجاركم والظاهر ان هذه كقوله تعالى واما ثمود فهديناهم فاستهدوا واما ثمود فهديناهم يستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون. وهكذا قال ها هنا وفي ثمود اذ قيل لهم تمتعوا وحتى حين فعثوا عن امر ربهم فاخذتهم الصاعقة وهم ينظرون. وذلك انهم انتظروا العذاب ثلاثة ايام. فجاء هم في صبيحة اليوم الرابع بكرة النهار فما استطاعوا من قيام اي من هرب ولا نهوض. وما كانوا منتصرين اي لا يقدرون على ان ينتصروا مما هم فيه. وقوله عز وجل وقوم نوح من قبل اي من اي من اهلكنا منورة لكن اي واهلكنا قوم نوح من قبر هؤلاء انهم كانوا قوما فاسقين. وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في اماكن كثيرة من سور متعددة والله تعالى اعلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه الايات مشتملة على انواعا من الله جل وعلا في خلقه وفعله اعداء رسله فقال جل وعلا وفي موسى اذ ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين يعني كما قال في اولها او فيما قبل ذلك ان وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم وفي موسى يعني وفي موسى اية اذا ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين كلمة اذ بمعنى حين ولكنها تقتضي استحضار التفاصيل التي يعلمها من يذكر بالشيء قال وفي موسى اية حين ارسل الى يرعون بسلطان مبين او وفي موسى اية واذكر حين ارسل قال علماء المعاني اذ تأتي في القرآن منصوبة بفعل مضمر تقديره اذكر او اذكروا وهذا تذكر ليستحظر جميع التفصيلات المعلومة في هذه القصة كما في قوله تعالى مثلا واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس وغالبا ما يحذف الفعل يذكر او اذكروا وتبقى اذ واذ قال ربك للملائكة واذ او حيث الى الحواريين واذ قال الله ونحو ذلك يعني انها منصوبة بفعل مظمر تقديره اذكر في كثير من المواضع وهذا يعني استحضار جميع التفاصيل وكأن الذي تكلم وكأن الذي يذكر بذلك حضره فطلب منه ان يمر كل شيء حصل بين لتكون العبرة اقوى ولتكون الحجة اعظم قال جل وعلا اذ ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين موسى عليه السلام ارسل بالسلطان وارسل الاية وارسل بالبرهان عليه ثلاثة اشياء سميت بها حجج الانبياء فحجج الانبياء التي دلت على صدقهم وكانت ظاهرة فوق ما مع عدوهم هي السلطان والاية والبرهان كما في قوله جل والبينة ايضا الرابع البينة كما في قوله جل وعلا مثلا في سورة الاعراف قد جئتكم ببينة من ربكم عرص الماء يا بني اسرائيل قال ان كنت جئت باية فات بها وقال سبحانه في تسع ايات وقال فذلك برهانان من ربك وقال فاتونا بسلطان مبين واشباه ذلك فحجج الانبياء التي قيدوا بها تسمى بالقرآن البراهين والسلطان والاية والحجة والبينة واما تسميتها معجزة فهو اصطلاح حادث وقد يكون فيه محظورا وقد يكون فيه محذور لان السلف ما استعملوا في ايات الانبياء لفظ المعجزة وانما درجوا على ما جاء في القرآن من تسميتها اية وبرهانا وسلطانا وبينة وحجة وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه قال سبحانه وتعالى هنا اذ ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين والمبين يشتمل على شيئين انه بين في نفسه قوي ظاهر واضح لا التباس فيه وايضا مبين لفساد غيره لان كلمة مبين القرآن تكون من ابانا اللازمة بمعنى وضح الشيء وظهر وبان واتضح وتكون من ابانا المتعدية اذا ابان غيره واوضح ما فيه سمى الله جل وعلا السلطان هنا الذي اوتيه موسى وهو الحية انقلاب العصا حية التي يعلمون انه لا يستطيع ساحر ان يأتي بها سماها سلطانا مبينا وهي كذلك فقال يعني وهي كذلك من جهة انها ابانت ان ما مع السحرة باطل فقال سبحانه هنا بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون. الركن هنا الجانب كما قال سبحانه في اية الحج ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله نتولى بركنه يعني تولى بجانبه مستكبرا عن ذلك مثل ما رجحه ابن كثير فيما سمعته وقال ساحر او مجنون فاخذناه وجنوده انا بذلناهم في اليم وهو مليم وهذا واظح قال بعدها وفي عهد اذا ارسلنا عليهم الريح العقيم الريح منها ما هو نافع منها ما هو غير نافع منها ما يتولد منه الخير ومنها ما لا يتولد منه خير او يكون سببا للشر الخير ريح الخير تسمى ريح الخير كما قال جل وعلا وارسلنا الرياح لواقحة يعني تلقح السحاب وهذه الريح سميت عقيما لانه لان العقيم هو الذي لا يتولد منه شيء مما ينفع ولهذا كانت متمحظة للشر قال سبحانه هنا وفي عاد اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم ماتذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم وهذا العموم مخصوص المساكن كما قال سبحانه في اية الاحقاف فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم مثل ما هو معلوم في حال هؤلاء ان مساكنهم بقيت لتدل على العذاب الذي ناله فاذا في قوله ما تذر من شيء اتت عليه هذا العام مخصوص او يقال انه قيد هنا بقوله اتت عليه والمساكن ربما انها لم تأتي عليها فيبقى العموم على حاله وفي ثمود اذ قيل لهم تمتعوا حتى حين يعني ثلاثة ايام كما في قوله جل وعلا قال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب والايات واضحة المعنى نعم قال تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون. والارض فرشناها فنعم الماهدون. ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. ولا تجعلوا مع الله الها اخر اني لكم منه ونذير مبين. يقول تعالى منبها على خلق العالم العلوي والسفلي. والسماء بنيناها اي جعلناها سقفا محفوظا رفيع بايد اي بقوة قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والثوري وغير واحد وانا لموسى اي قد وسعنا ارجاءها ورفعناها بغير عمد. حتى استقلت كما هي. والارض فرشناها اي جعلناها فراشا للمخلوقات فنعم الماهدون. اي وجعلناها مهدا لاهلها. ومن كل شيء خلقنا زوجين. اي جميع المخلوقات لازواج سماء وارض وليل ونهار وشمس وقمر وبر وبر وبحر وضياء وظلام وايمان وكفر وموت وحياة وشقاء وسعادة وجنة ونار حتى الحيوانات والنباتات ولهذا قال تعالى لعلكم تذكرون اي لتعلموا ان الخالق واحد لا شريك له. ففروا الى الله اي الجأوا اليه واعتمدوا في اموركم على اني لكم منه نذير مبين. ولا تجعلوا مع الله الها اخر. اي لا تشركوا به شيئا. اني لكم انه نذير مبين قال سبحانه وتعالى هنا والسماء بنيناها بايدي وانا لموسعون وقوله السمع هذا يشمل جنس السماوات المراد بالسماع هنا واحدة السماوات قوله بنيناها بايد يعني قيدناها ورفعناها وبنيناها بقوة شدة العيب هذه كلمة مفردة ليست جمعا ومعناها القوة والشدة كما في قوله تعالى بسورة صاد واذكر عبدنا داوود ذا الايدي انه اواب يعني ذا القوة والشدة والسطوة فقوله سبحانه هنا بنيناها بايد وانا لموسعون. يعني بنيناها بقوة لان السماء امرها عجيب والسماوات السبع متراكبة بعضها فوق بعض طباق وهي سقف محفوظ يعني سماء الدنيا سقف محفوظ لهذه الارض قوله سبحانه وتعالى وانا لموسعون يعني فيها بنيناها بايد وانا لموسعون في السماء وفيما خلق الله جل وعلا فهو سبحانه وتعالى الواسع وهو الموسع للاشياء اذا اراد واذا شاء سبحانه وتعالى وقوله وانا لموسعون هذه تحتمل ان يكون المراد بها اصل الخلق ويحتمل وهو الاوجة ان يكون المراد بها ما يكون من التغيير يوم القيامة لان الجنة التي وعد اهل الايمان تسع السماوات سارعوا الى جنة من رب سابقوا الى جنة من ربكم آآ وسابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت المتقين والاية الاخرى التي في الحديث فالسماوات والارض فيها الجنة عرضها السماوات والارض والنار في الارض وهذا لان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوسع الاشياء ويوسعها كما قال هنا سبحانه والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون. يعني يوم القيامة يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات تتوسع الارض تتوسع السماء فتكون الارض فيها النار وتكون السماء بها الجنة والارض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون آآ قول ابن كثير رحمه الله ان الشيء هذا يدخل في كل هذه التي ذكر الايمان والكفر والجنة والنار والسماء والارض اخذه من لفظ شيء ان كلمة شيء تدل على ما يصح ان يعلم او ما يؤول الى العلم وهذه الاشياء داخلة في العموم. ومن كل شيء خلقنا زوجين والازواج هي المتقابلة بعضها يضاد بعضا السمع مقابلة للارض والليل يقابل النهار ويضاده والجنة تقابل النار وتضادها هكذا حتى الحيوان والشجر فيه ذكر وفيه انثى يعني فيه ازواج وهذا من ايات الله جل وعلا الباهرة التي تدل على انه سبحانه وتعالى الخالق. ولهذا قال سبحانه هنا لعلكم تذكرون وهذا كما قال جمع من السلف انه ينبغي على العباد وقال بعضهم يجب ان يتفكروا حتى يتذكروا كما قال الحسن رحمه الله تعالى الحسن البصري عاملنا القلوب بالتفكر اورثها التذكر فعدنا بالتذكر على التفكر وحركنا القلوب بهما فاذا القلوب لها اسماع وابصار وهذا ينبغي على اهل العلم وعلى طلبة العلم وعلى كل مسلم ان يعاهد نفسه به لان الله سبحانه امرنا بالتفكر والتذكر في مخلوقاته فقال سبحانه هنا ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكروا من كل شيء خلقنا زوجين يعني فتفكروا في ذلك لعلكم تذكرون ان الذي فعل ذلك وخلقه هو الله جل جلاله فتستعدوا اتستعدون للقائه تطيعون رسوله عليه الصلاة والسلام لهذا قال بعدها ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين الله سبحانه وتعالى هو الذي لا يفر منه الا اليه سبحانه وتعالى. ولهذا قال هنا ففروا الى الله يعني فروا من غيره اليه وفروا منه سبحانه وتعالى اليه وهذا يعظم الرغب في ما عند الله جل وعلا وفي طاعته وفي حسن التوكل عليه وحسن الظن به اعتقاد انه سبحانه هو الذي يصرف الاشياء كيف يشاء سبحانه وتعالى ففروا الى الله يعني بالايمان فروا الى الله بالتوكل فروا الى الله بالتوحيد فروا الى الله حسن الظن به سبحانه وتعالى فروا الى الله تاركين غيره مهاجرين اليه جل وعلا بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم اني لكم منه نذير مبين هذي احلى هم ولا تجعلوا منكر اني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله الها اخر اني لكم منه نذير مبين هذه النتيجة الحاصلة من التفكر والتذكر والايقان بان الله هو الواحد في ربوبيته ان يطاع الرسول وهل يعبد الله وحده دون ما سواه فمن عالج امور الربوبية وتفكر فيها لذاتها لا لتقود الى عبادة الله وحده دون ما سواه وطاعة رسله وطاعة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام فانه ليس على النهج بل التفكر في افراد الربوبية والتفكر في الملكوت النافع هو الذي يقود الى طاعة الله جل وعلا والى توحيده والاستعداد للقائه فهذا هو الذي يكون نافعا اما اذا كان للذة العقل او للذة النظر واشبه ذلك فان هذا هو صنيع اهل الشرك فانهم نظروا ولم يستفيدوا فتأملوا في ملكوت الله من جهة الحسن والبهاء والدلالة على الربوبية دون ان يورثهم ذلك الاستعداد لقاء الله جل وعلا فلابد من التفكر والتفكر الصحيح يورث تذكر الرب جل وعلا والاستعداد للقائه ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون وقال سبحانه ايات ال عمران ان في خلق ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لهايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا على جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار الى اخر الايات. فافادهم التفكر ويتفكرون افادهم الخوف من النار والسعي في الايمان ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا الى والايات فدل هذا على ان التفكر مطلوب ولكن النافع منه هو الذي يورث التذكر. فالداعية الى الله جل وعلا عالم وطالب العلم والمرشد اذا حث الناس على التفكر وذكر شيئا من مخلوقات الله التي تدل على وجوده سبحانه وعلى انه هو الرب جل وعلا المصرف لهذه لابد ان يقرن هذا ب المقصود من هذا التفكر وهو تذكر الرب جل وعلا وتذكر لقائه وانه سبحانه هو الذي ستصير اليه امور جل وعلا. واما مجرد ذكر افراد الربوبية واثبات وجود الله بالدلائل الكونية او العلمية او حتى بالدلائل من القرآن والسنة فان هذا قاصر بل لابد ان يكون معه نتيجته. ولهذا في القرآن لا يذكر التفكر لا تذكر ايات الملكوت الا ومعها النتيجة منها وهي عبادة الله وحده دون ما سواه الاستعداد للقائه طاعة رسله وان ما جاء من عند الله حق واشبه ذلك فاذا التفكر وسيلة وليس غاية لهذا لا بد ان يجعل وسيلة الى المقصود الشرعي منه نكتفي بهذا زاد المعاد اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون. اتواصوا به بل هم قوم طاغوا فتولى عنهم فما انت بملوم. وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فان للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب اصحابهم فلا يستعجلون. فويل للذين كفروا ومن يومهم الذي يوعدون قال المصنف رحمه الله تعالى يقول تعالى مسميا لنبيه صلى الله عليه وسلم. وكما قال لك هؤلاء المشركون قال المكذبون الاولون لرسلهم كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون. قال الله الله عز وجل اتواصوا به اي اوصى بعضهم بعضا بهذه المقالة بل هم قوم طاغون اي لكن هم قوم طغاة تشابهت قلوبهم فقال متأخرهم كما قال متقدمهم. قال الله تعالى فتولى عنهم اي فارض عنهم يا محمد فما انت بملوم. يعني فما نلومك على ذلك وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. اي انما ينتفع بها القلوب المؤمنة. ثم قال جل جلاله وما خلقت الجن الا ليعبدون اي انما خلقتهم لامرهم بعبادتي لا لاحتياجي اليهم. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس الا ليعبدون اي الا ليقروا بعبادتي طوعا او كرها. وهذا اختيار ابن جرير وقال ابن جريج الا ليعرفون. وقال الربيع ابن انس الا ليعبدون الا للعبادة. وقال السدي من العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ليقولن الله ان سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن ليقولن الله. ليقولن الله هذا منهم عبادة وليس ينفعهم وليس ينفعهم وليس ينفعهم مع الشرك وقال الظحاك المراد بذلك المؤمنون. وقوله تعالى ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون الله هو الرزاق ذو القوة المتين قال الامام احمد حدثنا يحيى ابن ادم وابو سعيد قال حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن عبدالرحمن ابن يزيد عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم اني انا الرزاق ذو القوة المتين ورواه ابو داوود والترمذي والنسائي من حديث إسرائيل وقال الترمذي حسن صحيح ومعنى الاية انه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له. فمن اطاعه جازاه اتم الجزاء. ومن عصاه عذبه اشد العذاب. واخبر ان انه غير محتاج اليهم بل هم الفقراء اليه في جميع احوالهم فهو خالقهم ورازقهم. قال الامام احمد دفن محمد بن عبدالله حدثنا عمران يعني ابن زائدة قال قال حدث قال حدثنا عمران يعني ابن زائدة يعني ابن زائدة ابن نشيط عن ابيه عن ابي خالد هو الوالد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم يعني قال الله تعالى يا ابن ادم تفرغ لعبادتي تفرغ لعبادتي املأ صدرك غنى يسد فقرك والا والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم اسد فقرك ورواه الترمذي وابن ماجة ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث عمران ابن زائدة وقال الترمذي حسن غريب وقد روى الامام مدان وكيع وقد روى الامام احمد عن وكيع وابي معاوية عن الاعمش عن الاعمش بن سلام عن الاعمش بن سلام بن شرحبين انا لا مش عنه عن الاعمش عن سلام ابن شرحب سلام سلام تنام ابن شرحب سمعت حبة وسوءة ابني خالد يقولا يقولان اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل او يبني بناء وقال ابو معاوية يصلح شيئا فاعناه عليه. فلما فرغ دعا لنا وقال لا تيأس من رزق ما تهزهزت رؤوسك ما تهزهزت رؤوسكما فان الانسان فان الانسان تلده امه احمر ليس عليه قشرة ثم يعطيه الله ويرزقه وقد ورد في بعض الكتب الالهية يقول الله تعالى يا ابن ادم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب فاطلبني تجدني فان وجدتني وجدت كل شيء وان فتك فاتك كل شيء وانا احب اليك من كل شيء وقوله قال ان للذين ظلموا ذنوبا اي نصيبا من العذاب مثل ذنوب اصحابهم فلا يستعجلون اي فلا يستعجلون ذلك فانه واقع لا محالة نداء فلا يستعجلوني ذلك اي فلا يستعجلون ذلك فانه واقع لا محالة. فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون. يعني يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه خاتمة سورة الذاريات سورة الذاريات كما قدمنا لك سورة مكية اشتملت على تقرير الرسالة ما فعل الله جل وعلا بالمكذبين الاولين فابتدأها جل وعلا بقيام الحجة عليهم بذكر بعض اياته وذكر حال المكذبين بقوله يؤفك عنه من افك قتل الخراسون الذين هم في غمرة ساهون يسألون اي انا يوم الدين يومهم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم ذكر بعض اياته جل وعلا ومصير المؤمنين المتقين المتبعين للرسل في الاخرة ومصير المكذبين الذين كذبوا بالرسل بابراهيم عليه السلام وبلوط بموسى وبعاد وبيهود لصالح بنوح الى ان قال جل وعلا وكذلك ما ارسلنا من قبلك وكذلك ما اتى الذين من قبلك من رسول الا كانوا به يستهزئون اتواصوا به بل هم قوم طاغون وكذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون اتواصوا به بل هم قوم طاغون فهذه تدل على ان المكذبين للرسل جميعا كانت حجتهم في محض في رد الرسالات واحدة فقوله جل وعلا وكذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول هذا عام يشمل جميع الرسل وقوله الا قالوا ساحر او مجنون فيه حصر للمقولة بانه ساحر او مجنون وساحر او مجنون هذه تحتمل انها قول لكل طائفة لكل قوم وتحتمل ان تكون لاختلاف الطوائف. فبعضهم يقول ساحر وبعضهم يقول مجنون فقوم موسى فرعون ومن معه قالوا عن موسى عليه السلام ساحر واخرون قالوا عن رسولهم انه مجنون وهكذا ومحمد عليه الصلاة والسلام قال عنه قومه ساحر وقالوا عنه مجنون ايضا ووجه كونه ساحرا عندهم انه اتى بكلام مسجوع والكلام المشجوع من صنيع الكهان والسحرة عندهم وكذلك بكلام يؤثر في الناس وتخضع له القلوب فجعلوه ساحرا لهذه العلة وهذا يدلك على ان الذين يضادون الديانة والرسالة اذا رموا رموا اهل الحق ببعض الفريا فانه لا بد ان يكون عندهم تهليل وهذا التعليل يروجون به على ضعفاء العقول والايمان او ضعفاء العقول المكذبين المعتدين ووجه قولهم انه مجنون ان المجنون الذي اصيب بجني فسكنه دخل فيه او اصبح يؤثر فيه انه هو الذي يخرج مثل هذا الكلام الذي لا يعي ابعاده ولا يعي انه يفرق ولا يعي انه كذا وكذا من الافعال التي لا يختارها من يتحكم في نفسه فاذا قولهم ساحر او مجنون هذا لهم تهليل فيه فقوله جل وعلا هنا وكذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون تتابعوا على ذلك ولهذا قال بعدها اتواصوا به بل هم قوم طاغون تواصوا به الهمز في اولها اتواصوا به هذه الهمزة للانكار عليهم ذكرت لكم قاعدة الهمس ما مضى وان الهمزة التي تسبق الجمل بالتفسير قد تفيد الانكار وقد تفيد التوبيخ وقد تكون على بابها للتقرير فقوله جل وعلا اتواصوا به بل هم قوم طاغون يعني الحقيقة انهم لم يتواصوا به لكن اجتمعوا في الطغيان والطغيان هو مجاوزة الحد المأذون به فكل من جاوز الحد المألوم به في الاقوال او في الاعمال فقد اصابه الطغيان امره نبيه صلى الله عليه وسلم بالتولي عنهم فقال فتولى عنهم فما انت بملوم وذكر فان الذكر ينفع المؤمنين وهذا بين ظاهر قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واللام ذكر لك عن عدة معاني في يعبدون والصحيح ان معنى يعبدون ليعبدون يعني الا للعبادة يعني الا ليوحدون واللام هنا هي لام الغاية يعني الغاية من خلقهم هذا هي تعليل للخلق وقد يقع من العباد ذلك توحيد وقد لا يقع منهم قد يحصل منهم وقد لا يحصل ان هي تعليل للغاية الشرعية وذلك يعني انه مطلوب منهم شرعا ان يعبدوه وحده دون ما سواه فليست هي قدرية كما يظن البعظ بل الصواب انها ببيان الغاية الشرعية من خلقهم فاذا معناها الا ليعبدوني وحدي الا لعبادتي في بيان الاية من خلقهم الغاية الشرعية ما اريد منه من رزقي وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ذكرت لكم مرارا ان الاسماء والصفات القرآن لها اثارها بملكوت الله في القرآن اثارها وهذا يعرف ظهور التعليم في الايات والتعليل يستفاد بستة اوجه ذكرها العلماء بمبحث القياس في الاصول ومنها مجيء ان بعد امر او النهي الاية ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين دل على ان العلة بكونه جل وعلا ما يريد منه من رزق وما يريد ان يطعموه جل وعلا انه سبحانه هو الرزاق الذي يرزق ولا يرزق وانه هو ذو القوة سبحانه وانه المتين سبحانه وتعالى الذي كمل في غناه وكمل في اسمائه وصفاته وكذلك من مسالك التعليل التي تظهر بها اثار الاسماء والصفات مجيء الجملة مرتبة بالفاء وبالشرط وبجوابه و بالجملة الاسمية التي تفيد الثبوت و اشبه ذلك مما هو مقرر في موضعه الباقي واضح رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى سورة الحور وهي مكية قال مالك عن الجذرية عن محمد ابن جبير ابن مطعم عن ابيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأت المغرب بالطول ما سمعت احدا احسن صوتا او قراءة منه اخرجاه من طريق ما لك وقال البخاري حدثنا عبد الله ابن يوسف قال اخبرنا مالك عن محمد ابن عبد الرحمن ابن نوفل عن عروة عن زينب بنت ابي سلمة عن ام سلمة قال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اشتكي فقال يوتي من وراء الناس وانت راكبة. فطفت ورسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه واله وصحبه وسلم يصلي الى جنب البيت يقرأ في الطور. يقرأ بالطور وكتاب مستور بسم الله الرحمن الرحيم والطور وكتاب مسطور في رب معشور. والبيت المعمور والسقف المرفوع اهل المسجون ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا فويله يومئذ للمكذبين. الذي لهم في خوضه يلعبون. يوم يدعون الى جهنم داعات. هذه النار التي كنتم بها تكذبون. افسحر هذا ام انتم لا اخلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة ان عذابه واقع باعدائه وانه لا دافع له عنهم هو الجبل هو الجبل الذي يكون فيه اشجار مثل الذي سلم الله عليه موسى وارسل منه عيسى وما لم يكن فيه شجر لا يسمى انما يقال له جبل وكتاب مصدوق قيل هو اللوح المحفوظ وقيل الكتب المنزلة وقيل الكتب المنزلة المكتوبة التي تقرأ تقرأ على الناس جهارا ولهذا قال في رفع منشور والبيت المعمور ثبت في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الاسراء بعد مجاوزته الى السماء السابعة ثم رفع بي الى واذا هو يدخله كل يوم سبعون الفا لا يعودون اليه اخر ما عليهم يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف اهل الارض بكامتهم. كذلك ذاك البيت كذلك ذاك البيت المعمور. هو كعبة اهل قبل السماء السابعة ولهذا وجد ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مسندا ظهره الى البيت المعمور لانه بالي كانت ارضية والجزاء من جنس العمل وهو بحيال الكعبة وفي كل سماء بيت وفي كل سماء بيت يتعبد فيه اهلها ويصلون اليه والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزة والله اعلم وقال ابن ابي حاتم وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا الوليد ابن مسلم قال حدثنا جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اللهم صلي في السماء السابعة حيث يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج. فينتفض انتفاضة يخر عنها سبعون الف قطرة. يخلق الله مع كل قطرة ملكا يؤمرون ان يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه فيفعلون. ثم يخرجون فلا يعودون اليه ابدا ويولى عليهم احدهم ويولى عليهم احدهم يؤمر ان يقف بهم من السماء موقفا. يسبحون الله فيه الى ان الساعة هذا حديث غريب جدا تفرج به روح ابن جناح هذا وهو القرشي الاموي. مولاه هذا وهو القرشي الاموي مولاهم ابو سعيد الدمشقي. وقد انكر عليه هذا الحديث وقد انكر عليه هذا الحديث جماعة من الحفاظ. منهم الجذجان والحاكم ابو عبد ابو عبد الله النيسابوري وغيرهم قال الحاكم لا افضل له من حديث ابي هريرة لا اصل له من حديث ابي هريرة ولا سعيد ولا الزهري. وقال ابن جرير حدثنا هناد بن السري. قال حدثنا ابو الاحرص عن سماك ابن حرب عن سماك ابن حرب عن خالد ابن عرعرة ان رجلا قال لعلي ما ما البيت المعمور؟ قال بيت في السماء يقال وهو بحيال الكعبة من فوقها حرمته في السماء كفرمته في كفرمة البيت في الارض. يصلي فيه كل يوم سبعون الفا من الملائكة ثم لا يعودون فيه ابدا. وكذا رواه شعبة وسفيان الثوري عن سماك سواك. عن سماك وعندهما ان ابن الكواء هو السائل وعندهما ان ابن الكوائي هو السائر عن ذلك. ثم رواه ابن جرير عن ابي عن ابي كريم عن طرد ابن غنام عن زائدة عن عاصم عن علي ابن ربيع قال سأل ابن الكواء يعني سأل ابن كواء عليا عن البيت المعمور قال مصدر في السماء يقال له الصراخ يدخله كل يوم سبعون الفا من الملائكة ثم لا يعودون فيه ابدا. ورواهم من حديث ابي الطفيل عن علي بمثله وقال العوفي وقال العوفي عن ابن عباس هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة تصلي فيه كل يوم سبعون الفا من الملائكة ثم لا يعودون اليه وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف وقال قتادة والربيع بن انس والسدي ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليوم لاصحابه هل تدرون ما الماء البذر ونمى البيت المعمور. قالوا الله ورسوله اعلم. قال فانه مسجد في السماء بحيال الكعبة. لو قرر لخر عليها نصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك اذا خرجوا منه لم يعودوا لم يعودوا اخر ما عليهم. وزعم الضحاك انه يعمر طائفة من الملائكة يقال لهم يقال لهم الجن من قبيلة ابليس فالله اعلم وقوله تعالى والسقف المرفوع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا ربنا لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين هذه السورة من السور العظيمة التي في هذا الجزء لما اشتملت عليه من تقرير وحدانية الرب جل وعلا واقامة الحجة على المشركين في هذا الامر العظيم بيان عاقبة المكذبين وبيان عاقبة الموحدين فبين ذلك في اوله باول السورة وبين عاقبة المكذبين في اخر السورة وفيما بينهما بين عاقبة الموحدين ودلائل توحيد الله جل وعلا ولما كانت القلوب حية قال احد الصحابة رضوان الله عليهم لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو سورة الطور قال فلما بلغ قوله ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون قال كاد قلبي يطير وهذا لتدبرهم وحضور قلبهم وعلمهم بالحجج التي في هذا القرآن لانها حجة عظيمة بينة والنبي عليه الصلاة والسلام قرأ سورة الطور في المغرب كما سمعتم في حديثين فرقها الركعتين الوقف جار بما تعود القراء على قوله تعالى فيها انه هو البر الرحيم يعني في الركعة الاولى لان هذا في الوقف فيه نهاية مصير اهل الايمان ثم يبتدأ بعدها في بيان الدلائل قول فذكر الى اخره قوله جل وعلا والطور الطور في اللغة كما ذكر لك الجبل الذي عليه شجرة والشجر او المعروف الكبير يعني الذي يرتفع ويطول والمقصود بالطور هنا هو الجبل الذي كلم الله جل وعلا عنده موسى كما قال جل وعلا وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من ربك هذا الطور شرف وعظم بمناداة الله جل وعلا الكليم عنده ويقال ايضا انه هو الجبل الذي تجلى الرب جل وعلا له في قوله سبحانه فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صهطا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك الاية في الاعراف والقول الثاني ان الطور هو جنس الجبال التي تسمى في اللغة بالطول وهذا القول سياق سياق ابن كثير يدل على استظهاره هذا وترجيحه له لكن هذا ليس وجيه وذلك لان المقسمات بها بهذه الصورة كلها من الاشياء المقدسة التي عظمها الله جل وعلا فقال والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع وهو البيت المعمور والصف المرفوع الى اخره فهذه الاول في السورة كلها من الايات العظيمة التي التي جعلها الله جل وعلا للانبياء الامور المقدسة المعظمة والطور الذي هو الجبل الذي نادى الله عنده موسى يناسب ما ذكر ثم ايضا يقال انه لم يأتي في القرآن ذكر الطور ويعنى به الجبل الذي عليه الاشجار في اللغة يرحمك الله وانما يعنى بالطور الجبل الخاص المعروف الذي هو في سيناء وهذا اولى ان يحمل عليه موارد السياق في القرآن وقال جل وعلا وكتاب مسطور هذا القسم كما ذكر لك انه انه جل وعلا اقسم الطور بذكر بعض مخلوقاته الدالة على قدرته والكتاب المسطور اذا قلنا انه هو الكتب التي بايدي الرسل فانه ليس قسما بالمخلوقات لان الكتب الالهية كلام الرب جل وعلا فاذا قول ابن كثير في صدر كلامه يقسم الله ببعض مخلوقاته الدالة على قدرته هذه تحتاج الى تقييد بان يكون المراد وكتاب مسطور اللوح المحفوظ واما اذا كان المراد الكتاب المستور الذي هو بايدي الرسل فان هذا لا يصلح ان يقال انه مخلوق لانه كلام الله جل وعلا واما اللوح المحفوظ ففيه فهو مخلوق من حيث انه لوح وفيه من كلام الله جل وعلا وفيه من كتابته فيه من تقديره وتفاصيل ما يحصل في ذلك والمسطور يعني الذي سطر فيه الشيء والفرق بين الكتابة والتصدير في اللغة ان التصدير اعظم حيث لا يصلح للتغيير والرق معروف في رق ميسور والمنشور هو الذي نشر فعلم فاذا قيل ان كتاب المخطور هو اللوح المحفوظ فيصير منه ما هو في رق ومنشور للملائكة واذا كان المراد الكتاب الالهي الذي انزل على الرسل عليهم صلوات الله وسلامه فالمقصود بكونه ميسورا انه الذي ينشر للناس ايعلمون ما فيه ثم قال جل وعلا والبيت المعمور والبيت المعمور بيت في السماء كما ثبت في حديث الاسراء ووجوده في السماء السابعة ثابت في الحديث الصحيح والاحاديث في هذا كثيرة لكن ما ذكر من الروايات من انه يقال له الصراخ او انه بحيال الكعبة لو سقط سقط عليها واشباه ذلك هذه لم تثبت بها قلنا صحيحة وانما فيها روايات متعددة والى هذه الروايات ذهب من ذهب من اهل العلم الى ثبات الارض وان الارض ثابتة والسماوات مكتنفتها من جميع الجهات حيث ان موقع البيت الحرام واحد لا يتغير لان موقع البيت المعمور في السماء السابعة واحد لا يتغير فلو سقط هذا لسقط على الكعبة فدل عندهم على ان الارض ليست بدائرة في بحث طويل معروف في هذه المسألة ودلائلها من الكتاب والسنة المقصود انه استدل بهذا لكن الاحاديث التي ذكرت والاثار ليست قوية بكون البيت المعمور لو سقط لسقط على المسجد الحرام او ان المسجد الحرام تقدير هذا الموقع لكونه بحيال يعني بايزاء ومقابل البيت المعمور قلت ان هذا ما ما اعرف انها ثبتت الا في مثل هالاثار. يا شيخ آآ بالطبع اللي معي الطراح والاخر من نطق السراح كما ذكرت هنا الصراحة قوله تعالى والسقف المرفوع قال سفيان الثوري وسادته ابو الاخظر انسيماكي عن خالق انسيناك عن خالد بن عراوة عن علي والسقف المرفوع يعني السماء قال سفيان مثلا وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن اياتها معرضون وكذا قال مجاهد وقتالة والسدي وابن جرير وابن يزيد واختاره ابن جرير وقال الربيع ابن انس هو العرش يعني انه سقفا لجميع المخلوقات وله اتجاه وهو مراد مع غيره كما قاله الجمهور وقوله تعالى والبحر المسجور قال الربيع ابن انس هو الماء هو الماء الذي تحت العرش الذي ينزل الله منه المطر الذي تحيا به الاجساد في قبورها يوم ميعادها وقال الجمهور هو هذا البحر واختلف في معنى قوله المسجور وقال بعضهم المراد انه يوقد يوم القيامة نارا كقوله واذا البحار سجرت اي اضرمت فتصير نارا فتصير نارا تتأجج محيطة باهل الموقف رواه سعيد بن المسيب عن علي عن علي ابن ابي طالب وروي عن ابن عباس وبه يقول سعيد بن جبير وبه يقول سعيد بن جبير ومجاهد وعبيد وعبيد الله وعبيد الله بن عمير وغيرهم وقال العلاء بن بدر انما سمي البحر المسجور لانه لا يشرب لا يشرب منه ماء ولا يسقط زرع وكذلك البحار يوم القيامة كذا رواه عنه ابن ابي حاتم وعن سعيد ابن جبير والبحر المسجور يعني المرسل وقال قتادة المسجور المملوء واختاره ابن جريب ووجهه بان ووجهه بانه ليس منقذا اليوم فهو مملوء قيل المراد به الفارغ قال الاصمعي عن ابي عامر بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله تعالى والبحر المسجور قال الفارغ خرجت امة تسقي فرجاتك فقالت ان الحوض مسجور يعني فارغا. رواه ابن مردوية في مسانيد الشعراء. وقيل المراد بالمسجور النوع المكفوف عن الارض لان لا يغمرها فيغرق اهلها. قاله علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس وبه يقول وبه يقول السدي وبه يقول السدي وغيره وعليه يدل الحديث وعليه يدل الحديث الذي رواه الامام احمد رحمه الله تعالى في مسنده فانه قال حدثنا يزيد ابن العوام قال حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال لقيت ابا صالح مولى عمر مولى عمر بن الخطاب حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول صلى الله عليه وسلم قال ليس من ليلة الا والبحر يشرق فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى ان ينفضح وعليهم فيكفه الله عز وجل وقال الحافظ ابو بكر اسماعيلي حدثنا الحسن بن سفيان ما من ليلة الا عشق حديث ليس من ليلة الا والبحر يشره فيها ثلاث مرات. يشرك من الاشراف ولا ايش عندكم كذا الا والبحر يشرق فيها ثلاث يشرف فيها ثلاث مرات تأذن الله تعالى ان ينطبق عليهم ويكفه الله فيكفه الله عز وجل فقال الحائض ابو بكر اسماعيل حدثنا الحسن ابن سفيان عن اسحاق ابن راهوية عن يزيد وهو ابن وهو ابن هارون عن العوام حدثنا شيخ مرابط قال خرجت ليلة ليلة لحرسي لم يخرج احد من الحرس غيري اتيت الميناء نعم عندي المحبس لعل هذه الحبس يعني عن الحراسة فاتيت الميناء فاتيت الميناء فصعدت فجعل يخيل الي ان البحر يشرق يحاذر رؤوس الجبال فعلى ذلك مرارا وانا مستيقظ فلقيتها فلقيت ابا صالح فقال حدثنا عمر ابن الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ما من ليلة الا والبحر يشرق ثلاث مرات يشرك يشرك ثلاث مرات استأذن الله تعالى ان ينفضح عليهم فيكفه الله عز وجل فيه رجل مكرم لم يسمى وقوله تعالى ان عذاب ربك لواقع هذا هو المقسم عليه اي لا واقع بالكافرين. كما قال في الاية الاخرى ما له من دافع اي ليس له دافع يدفعه عنهم اذا اراد الله بهم ذلك قال الحافظ ابو بكر ابن ابي الدنيا حدثنا ابي قال حدثنا موسى ابن قال حدثنا موسى ابن داوود صالح عن صالح المري عن جعفر ابن زيد العبدي قال فخرج عمر قال خرج عمر يعس المدينة ذات ليلة فمر بدائي رجل من المسلمين فوافقه قائما يصلي فوقف يستمع قراءته فقرأ والطور حتى بلغ ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع قال قسم ورب الكعبة قال قسم ورب الكعبة حق عن حماره ورب الكعبة قال قسم ورب الكعبة حق فنزل عن حماره واستند الى حائط فمكث مليا ثم رجع الى منزله فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما لا يدرون هنا ما مرضه رضي الله عنه وقال الامام ابو عبيد الله ابو عبيد في فضائل القرآن حدثنا محمد بن صالح قال حدثنا هشام ابن حسان عن الحسن ان عمر ان عمر قال ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع فربى له ربوة اعيذ منها عشرين يوما وقوله تعالى يوم تمور السماء مغرا. قال ابن عباس قال ابن عباس قوله جل وعلا هنا والسقف المرفوع كما سمعت ان السقف هو السمع لان الله جل وعلا جعلها سقفا وامتن على اهل الارض بذلك كما قال سبحانه في سورة الانبياء وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن اياتها معرضون البحر المستور الاقوال والسلف فيه كثيرة لكن الذي يدل عليه القرآن اولى من غيره وذلك ان الله جل وعلا بين لنا ان البحار ستسجل يوم القيامة بقوله واذا البحار سجرت والمستور هو المسجر وهو المضطرب نارا يعني البحر المضطرم نارا باعتبار ما سيؤول اليه ولا يمنع ان يوصف بالشيء باعتبار ما سيؤول اليه لان الشيء الى حقيقة ثابتة يصح معها ان يجزم بهذه الصفة ونظيره قوله جل وعلا اتى امر الله فلا تستعجلوه واشباه ذلك اما قوله جل وعلا ان عذاب ربك لواقع فهذا هو جواب القسم هذا قسم عظيمة والجواب عليه عظيم ايضا ولهذا نقول ان المقسم به يدل على على المقسم عليه يعني يدل على جواب القسم ومعنى المقسم عليه او جواب القسم يعني الشيء والغرض والغاية التي من اجلها اقسم المقسم بقسمه فجواب القسم هو السبب الذي من اجله اقسم فلما اقسم الله جل وعلا بهذه الاشياء؟ اقسم بها لانها لان لانه اراد تقرير وتأكيد وقوع العذاب تأكد وقوع العذاب بالقسم السابق العظيم بانواع من المقسم بهم بها واكد ذلك بقوله ان عذاب ربك بان اكد ذلك بالله ولهذا اجتمعت هذه على عمر رضي الله عنه فما قوي قلبه مع قوة هذا الوالد فقوله جل وعلا والطور الى اخره ان عذاب ربك لواقع هذا فيه ان العذاب واقع مؤكد كما انكم تعرفون الطول كما انكم تعرفون الكتاب المنشود الكتاب المسطور المنشور كما انكم تعرفون السقف المرفوع هذه حقائق عندكم واضحة جلية لا برهان عليها يحتاج بل هي ظرورية لا يشك فيها احد فكذلك عذاب الله جل وعلا واقع على الكافرين ليس له دافع وهذا من القسم العظيم البليغ المؤثر في نفوس اهل الايمان او نفوس اهل الادراك والعقل الصحيح وما ذكر عن عمر رضي الله عنه من كونه اصابه ما اصابه من الغش والمرض لاجل سماعه هذا القسم والمقسم عليه في قوله ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع يدل على ان الغالب من حال السلف والاكثر انه يؤثر عليهم القرآن بلا ظعفا منهم وقد يضعف القلب ويقوى الوارد من القرآن والحجة ايصيب السامع غياب عن الوعي وغياب عن الادراك بسبب قوة ما ورد وضعف القلب في ذلك الوقت ليس ضعف القلب في الايمان ضعف القلب في استقبال هذا القسم والمقسم عليه ولهذا ذهب علماؤنا وائمة السنة الى ان الاكمل في الحال ان يتأثر المرء بالكتاب وبوعيد الله وباياته بما لا يخرجه عن الحال الكاملة وهي حال النبي عليه الصلاة والسلام وحال الصحابة وجمهور السلف من انهم لا يغيبون بوعيهم عن لا يغيبون عن وعيهم بورود مثل هذا الوعيد الشديد بل يتأثرون وتجل القلوب وتدمع العيون ولكن لا يصلون الى المرض واشبه ذلك خرج اهل العلم كثرة ما ورد من ذلك عن بعض الموثوق بهم من اهل السنة من المتزهدة لانهم كثر عندهم الخوف الشديد بحيث انه اذا تليت مثل هذه الايات اصابهم هلع وخوف ربما تركوا معه بعض الواجبات لاجل العذر يعني كما حصل لعمر انه عيد شهرا ان صحت الرواية قالوا هذا لاجل ضعف يقينهم وايمانهم ونقصهم على الحال الصحابة وحال السلف فان الوارد اذا كان قويا والقلب ضعيف عن استقبال هذا الوارد فانه يضعف معه بحيث يلطم هذا الوارد القلب فلا يستفيق من شدة الوارد يعني من شدة المعنى من شدة ما فيها فقوله جل وعلا هنا ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع هذا ليس فيه انه للكافرين او على المؤمنين بل هو شدة ما يحصل يوم القيامة وهو يوم عصيب يطول جدا فهو عذاب حاصل على الجميع الا من امنه الله جل وعلا حيث ذكر ذلك في قوله لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة المقصود ان الواجب على العباد ان يكملوا انفسهم بحسب ما يستطيعون تحقيق قوة التعثر بهذا القرآن واما حال اهل الجفا الجافين هم الذين لا يتأثرون يسمع ايات الله فلا يجل القلب ولا تدمع العين دائما هذه حاله قلبه قاس عن التدبر عن اللين عن الاستكانة لهذا القرآن العظيم وهذا كلام الله جل وعلا فيه وعده ووعيده وتهديده وتخويفه سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على المؤمن ان يعود نفسه تعثر بهذا القرآن وان يرق قلبه له نشكو في مثل هذا الزمن من الجفا وليس من حصول مثل قوة الوارد فيما ورد عن عمر او فيما كثر عن عن الصحابة نشكو من عكس ذلك وهو ضعف القلوب او قسوة القلوب عن التأثر بالقرآن فكأن الله جل وعلا لم يقسم ولم يأتي بنذره ووعيده الشديد وهذا لا شك انه اما من ضعف التدبر او من قسوة القلوب نسأل الله جل وعلا العافية من بينك الامرين جميع نقف عند هذا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله عانى وقوله تعالى يوم تمور السماء مورا. قال ابن عباس وقتادة تتحرك تحريكا. وعن ابن عباس هو تشققها وقال مجاهد تدور دورا. وقال الضحاك استدارتها استدارتها وتحركها لامر الله وموج بعضها في بعض وهذا اختيار ابن جرير انه التحرك في استدارة. قال وانشد ابو عبيدة معمر ابن المثند بيت الاعشى فقال كان مشيته من بيت جارتها نور السحابة لا ريث ولا عجل وتسير الجبال سيرا اي تذهب فتصير هباء منبثا وتنسف نسفا فويل يومئذ للمكذبين اي ويل لهم ذلك اليوم من عذاب الله ونكاره بهم وعقابه لهم الذين هم في خوض يلعبون اي هم في الدنيا يخوضون في الباطل ويتخذون دينهم هزوا ولعبا يوم يداعون ان ينفعون ويساقون الى نار جهنم دعا. وقال مجاهد والشعبي ومحمد ابن كعب. والضحاك والسدي والثوري يدفعون فيها دفاء. هذه النار التي كنتم بها تكذبون اي تقولون اي تقول لهم الزبانية ذلك تقريعا وتوبيخا. افسحر هذا ام انتم لا تبصرون. اسلوها ايدخلوها دخول من تأمره من جميع جهاته فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم اي سواء صبرتم على عذاب بها ونكالها ام لم تصبروا لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها. انما تجزون ما كنتم تعملون. ايها لا يظلم الله احدا بل يجازي كلا بعمله ان المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما اتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذابا جحيم واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. متكئين على سرر مصفوفة. وزوجناهم بحور عين الله تعالى عن حال السعداء فقال ان المتقين في جنات ونعيم وذلك بضد ما اولئك فيه من العذاب والنكال فاكهين بما اتاهم ربهم ان يتفكهون بما اتاهم الله من النعيم من اصناف الملاذ من مآكل ومشارب وملابس لكن ومراكب ومساكن ومراكب وغير ذلك ووقاهم ربهم عذاب الجحيم. اي وقد نجاهم من عذاب النار وتلك مستقلة بذاتها مستقلة بذاتها على حدتها مع ما اضيف اليها من دخول الجنة التي فيها من السرور ما انا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقوله تعالى كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون كقوله تعالى واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. اي هذا بذاك اي هذا بذاك واحسانا وقوله تعالى متكئين على سرور مصفوفة. قال الثوري عن حصين عن مجاهد عن حصين عن مجاهد عن ابن عباس السرر السرر في الحجاب. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابو اليمان. قال حدثنا صفوا قال صفوان ابن ابن عمرو انه سمع الهيثم ابن مالك الطائي يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ليتكأ المتكأ مقدار اربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمل يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه وحدثنا ابي قال وحدثنا ابي قال اخبرنا هذبة ابن خالد هدبة ابن خالد عن سليمان ابن المغيرة عن ثابت قال بلغنا ان الرجل ليرتكب في الجنة سبعين سنة عنده من ازواجه وخدمه وما اعطاه الله من الكرامة والنعيم. فاذا حانت منه نظرة فاذا ازواج له لم يكن رآهن قبل ذلك. فيقلن قد ان لك ان ان لنا منك نصيبا ومعنى مصفوفا. اي وجوه بعضهم الى بعض كقوله تعالى على سرر متقابلين وزوجناهم بحور عين اي وجعلنا لهم طعنات صالحات وزوجات حساب من الحويج وقال مجاهد وزوجناهم انكحناهم بحور عين وقد تقدم وصفهن في غير الموضع بما اغنى عن اعادته ها هنا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه الطائفة من الايات فيها وصف ما يحصل يوم القيامة فهي تفصيل لاجمال ان عذاب ربك لواقع ما له من داع ثم فيها وصف اهل النعيم ووصف اهل الجحيم فقال جل وعلا يوم تسير الجبال سيرا يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا وذكر لك ان المرء هذا القول الصحيح هو الحركة في الاستدارة وهذا هو المعروف اللغة من كلمة مور ما رأى يمر مورا اذا تحرك بنوران ولذلك يقال في القتل سكين مثلا او بنحوه ان هذا بما له نور يعني بما له حركة استدارة فقوله جل وعلا يوم تمور السماء مورا يعني يوم تتحرك السماء وتدور مورا اي حركة ودوران والتأكيد بالمصدر من فوائده ان فيه اظهار عظمة الشيء وفيه اظهار هول الشيء لان التأكيد بالمصدر له مقتضيات في علم المعاني والبلاغة و منها تأكيد على اهميته في اظهار عظمته او ما اشبه ذلك وهنا اسند المور الى السماء قال يوم تمور السماء مورا وهذا فعل الملائكة يوم القيامة المقصود قبل يوم القيامة لان السماء تتغير وتبدل والارض تتغير وتبدل استعدادا لعذاب الله جل وعلا و لذلك اليوم العصيب كما قال سبحانه يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار والسماء تنشق فتكون وردة كالدهان فهذه الايات يفسر بعضها بعضا فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت هذا كله يحصل قبل بعث الناس قبل قيام الناس للاجساد يعني قيام الناس القيامة الكبرى وبعث الاجساد يعني يحصل ما بين نفخة الصعب ونفخة البعث فانما بين النفختين يحصل هذا التغير العظيم من مور السماء وتسيير الجبال نسف الجبال ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عيوجا ولا امتع قال سبحانه وتسير الجبال سيرا فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون وهذه كلمة تكررت في القرآن و