المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة قاف الدرس الثاني نعم ولما نعيدها ان شاء الله هذي فيها بحوث فنعيدها والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال المصنف رحمه الله تعالى والقرآن المجيد اي الكريم العظيم. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. واختلفوا في جواب القسم ما هو فحكى ابن جرير عن بعض النحاس انه قوله تعالى افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من خروج ومددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبثنا به فانها مكرس على ثياب فانها فانها مقرة على ثيار الماء من جميع جوانب المقررة فانها مكرس على تيار الماء المحيط بها من جميع جوانبها. وانبتنا وانبتنا فيها من كل زوج بهيج اي من جميع الزروع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قول الله جل وعلا افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج من القواعد المقررة فيك التفسير ان الاستفهام الذي يكون في القرآن تارة يكون على حقيقته يعني لطلب الفهم وتارة يكون استفهام انكار مختارة يكون استفهام توبيخ وتارة يكون استفهام توبيخ وانكار معا هو الاستفهام الذي على بابه يعني ان يكون لطلب الفهم هذا واضح وهو ان يكون السائل يريد فهم الجواب كقوله قالوا ائنك لانت يوسف واما الاستفهام الانكار فضابطه ان يكون ما بعده مبطلا يعني ايه لو ازلت الاستفهام واتيت في الكلام بدون الاستفهام لكان كلاما باطلا كقوله جل وعلا االه مع الله لو عزلت الاستفهام بالهمز صارت الكلمة اله مع الله وهذا باطل فيكون الحمد هنا الاستفهام الانكار وضابط التوبيخ ان يكون ما بعده واقعا مقابلا للاستفهام الانكاري والاخير وهو ان يكون توبيخيا انكاريا ما تردد بين هذا وهذا. اي احتملوا ان يكون للانكار ويحتمل ان يكون للتوبيخ فلا يمنع ان يكون لهما معا و اذا كان كذلك فالاستفهام كثيرا ما يأتي بعده حرف الواو او حرف الهاء كقوله هنا افلم ينظروا ومن المعلوم ان الواو او الفاء منها حرف العطف فهذه عطفت ما بعدها على اي شيء لم يذكر شيء قبلها حتى يعطف ما بعدها عليه قالوا عطف ما بعدها بالفاء او بالواو على جملة محلوفة تناسب في السياق فقوله هنا افلم ينظروا الى السماء فوقهم قال ايكذبون بالحق وبالقرآن ببعث الاجساد بعد الموت فلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها يعني تكذيبهم كان مع عدم النظر او كان مع النظر فان كان مع عدم النظر فانه اخف اما اذا كان مع النظر ومع قيام دلائل الله جل وعلا في الافاق في السماء فان هذا يكون تكذيبا قبيحا جدا ولهذا قالت الاية قبلها بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج هذا تنبيه الثاني قوله الى السماء فوقهم بالسماء اذا اطلقت في القرآن او اذا افردت ان تكون واحدة السماوات قد يشمل السماء الدنيا او ما بعدها او ان يكون المراد جنس السماء او ان يكون المراد العلو اما اذا جمعت السماوات فلا تحتمل الا ان تكون السماوات جميعا ولا يدخل معنى العلو فيها فقوله في هذه الاية افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها المقصود السماء المنظورة السماء الدنيا لانها هي التي قامت بها الحجة وقام بها الدليل سمعت ما في تفاسير السلف في قوله زيناه وكلمة زيناها هذه لها استعمال مضطرب في القرآن لا تحيد عنه وهي ان يكون التزيين او الزينة بامر خارج عن الذات المزينة فلا تقول الزيلة في القرآن بامر او بشيء في الذات نفسه يعني من خلقتها بل هو شيء مجلوب للذات ليزين بها ولهذا فسر السلف الزينة لانها ما جعل في السماء من النجوم والبروج تبارك الذي جعل في السماء بروجا. وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا نحو ذلك قوله انا جعلنا ما على الارض زينة لها ونحو ذلك قوله يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. فالزينة شيء مجلوب للذات. ليس من من الذات نفسها ولكن شيء خارج عنها يجلب للتزيين وللتحسين وبالتالي هناك فرق بين الزينة وبين الجمال ما بين الحسن وبين الزينة لان الجمال شيء ملازم والزينة شيء مجلوب على هذا الاستعمال المضطرد قول الله جل وعلا ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها فان تفسير الزينة هنا بان المراد به الوجه وانه هو الزينة الظاهرة هذا مخالف لاستعمال الزينة المضطرد في القرآن لان الزينة لا تكون من الذات ففي قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها نعلم باستعمال القرآن المطلب ان الزينة مجلوب لتحسين المرأة ولهذا اختلف السلف في هل هو في هل هو اللباس او الكحل والخاتم و القرب ونحو ذلك اما من قال الزينة الوجه هي الزينة الظاهرة فهذا خارج اهم ما هو التحقيق في فهمي معنى الزينة في القرآن وانبتنا فيها من كل زوج بهيج على مهلك اقرأ على مهلك. نعم. والارض مددناها وسعناها وفرشناها والقينا فيها رواسي وهي الجبال لئلا تميل باهلها وتضطرب. فانها مقرة على اختيار الماء المحيط بها من جميع جوانبها. وانبتنا فيها من كل زوج بهيج اي من جميع الزروع والثمار والنبات والانواع. ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون وقوله بهيج اي حسن المنظر. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. هنا في قوله والقينا فيها فيها تحتمل ان يكون معناها على بابها يعني في الظرفية فتكون الرواسي في داخل الارض ويحتمل ان يكون معنا فيها عليها والقينا عليها رواسيا وكلا المعنيين صحيح بان هذه الرواسي فيها وعليها كما قال جل وعلا في اية فصلت وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقال جل وعلا في اية النبأ والجبال اوتادا والوثد او الوثد منه ما هو اعلى ومنه ما هو في داخلي الارض فاذا من فسرها من المعاصرين بان الرواسي هي الجاذبية ونحو ذلك نقول هذا باطل لان الرواسي في القرآن جاءت انها داخلة وخارجه والخارجة عليها واما الجاذبية فهذه ليست بامر خارج عليها وانما هي امر خفي واذا كان امرا خفيا فالحجة لا تقوم او الاستدلال لا يقوم بامر خفي فظهر هنا ان قوله رواسي والقى والقينا فيها رواسيا ان هذا الالقاء فيها في داخلها القينا فيها رواسب يعني في داخل الارض تجعلها متزنة لا تلين ولا تظطرب كما قال هو الذي جعل لكم الارض ذلولا. فهي كالدابة الذلول تمشي بصاحبها على احسن ما يريد وفي اية فصلت وجعل فيها رواسي من فوقها يفيد ان هذه الرواسي عليها من فوقها فاذا تجمع هذه وهذه اما التفسير بالجاذبية ونحو ذلك فهذه تفسيرات ليست جيدة من جهة اللفظ ومن جهة ايضا ان الحجة لا تكون بامر خافي. انما الحجة تكون بامر ظاهر التفسير العلمي اذا كان خارجا عن اللفظ فانه باطل لانه يكون من باب الاشارة التي لا دليل عليها لان الكلام في القرآن نفهمه باللسان العربي ما نفهمه بما في اذهاننا من تصورات دون دلالة اللفظ عليه فاذا دل اللفظ على الشيء صار مستمسكا. اما اذا كان اللفظ خارجا عن المدعى الذي يدعيه طائفة من العصريين الاكتشافات العلمية ونحو ذلك فلا يؤخذ بهذه الاكتشافات من جهة دلالة القرآن عليها مبصرة وذكرى لكل عبد منيب طيب ومشاهدة خلق السماوات والارض وما جعل فيهما من الايات العظيمة تبصرة ودلالة وذكرى لكل عبد منيب اي خائب اي خاضع خائف وجل رجاع الى الله عز وجل. وقوله تعالى ونزلنا من السماء ماء مباركا اي نافعة. فانبتنا به جنات اي حدائق من بساتين ونحوها واحب الحصيد وهو الزرع الذي يراد لحبه وادخاره. اصل انابة ابى لكن جاءت النون للتقوية. تقوية المعنى فكما ان المبنى زاد فكذلك المعنى زاد والفاظ وضعتها العرب متقاربة من اول حرف الالف التاء وكذلك الباء مع شيء من اهمال النظر ابى وكان وهاب هذي كلها فيها الرجوع حتى باب فيها يظل الرجوع اه المقصود ان النون هنا في منيب اه انها لتقوية معنى الاياء لا اصلها ان اصل الكلام يعني من حيث الاشتقاق منيب من الاياب انا ابا يهوب ثيابا ثم قوي فصارت انابا ينيب انابة للتقوية هذي تنتبه لها من التفسير كثيرا اذا عرفت الكليات التي تدور عليها الالفاظ يعني معاني الالفاظ فانك يسهل عليك فهم الكلمات وتفسيراتها مع معرفة ما تدور به في القرآن فبن كثير الان ايش قال في تفسير منيب اي مشاهدة اي مشاهد في خلق السماوات والارض؟ منيب منيب انت ما قريت انه سطر عليه مش شرط انه يدفع لكل عبد منيب؟ كلمة منيب ايش قال عليها قال ايهما شهادة خلق السماوات والارض كمل كمل ومن جعل فيهما من الايات العظيمة تبصرة ودلالة وذكرى لكل عبد منيب اي خاضع خائن كمل اي خاضع خائف من وجهه الى الله عز وجل. شوف هنا كلمة رجع يعني لان تفاسير السلف ومن نحى نحوهم ليست ثقافية ليست كلمة يفسرها بالمزاج بما يريد كلمة رجع هذه لماذا استعمل صيغة المبالغة اخذها من ان مجيء النون في كلمة منيب من اصلها اباء يدل على تقوية المعنى يعني هل المبالغة في فدائما تنتبه تسير بالكثير سهل ممتلئ. فيها الفاظ يفسرها لماذا استعمل لفظ المبالغة هنا ترجع من اين اتى بانه رجع المنيب رجعه لاجل الاشتقاق الذي ذكرته لك انبهكم تنبيهات عامة بس ممكن تفهموا على منوالها تفسير في اي مكان منه ان شاء الله. نعم فانبتنا به جنات اي حدائق من بساتين ونحوها وحب الحصيد وهو الزرع الذي يراد لحبه وادخاره والنخل باسقات اي طوال شهيقات. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد عكرمة والحسن وقتادة والسدي وغيرهم. الباسطات لها طلع نظيف اي رفقا للعباد اي للخلق. واحيينا به نظيد بمعنى منضود هذا على بابها يعني نظيف بمعنى منبوت لان فعيل تأتي بمعنى فاعل او بمعنى مسعود بحسب ما يناسب السياق وتارة تأتي هذه وهذه جميعا تناسى مثل والقرآن الحكيم الحكيم بمعنى حاكم محكم انا فعيل بمعنى فاعل وقتيل بمعناه مقتول لا ما يكون قتيل بمعنى قاتل. قتيل فهل بمعنى مفعول؟ هنا نظير بمعنى منبوت ففهيل سهرة تأتي في التفسير بمعنى فاعل وتارة تأتي بمعنى مفعول نعم والنوم النوم برص الشيء. هذه بجنب هذا هذا معنى النفط نعم رزقا للخلق وحين به بلدة وهي الارض التي كانت حامدة. فلما نزل عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج. من ازاهير وغير ذلك مما يحارب تركه في حسنها. وذلك بعدما كانت لا نبات بها فاصبحت تهتز خضراء. فهذا مثال للبعث بعد الموت كذلك يحيي الله الموتى وهذا المشاهد من عظيم قدرته بالحس اعظم مما انكره الجاهدون للبعث كقوله عز وجل لخلق مواسم الارض اكبر من خلق الناس وقوله تعالى اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهم بقادر على ان يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير وقال سبحانه وتعالى ومن اياته ان سترى الارض خاشعة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت. ان الذي احياها لمحيي الموتى على كل شيء قدير واحيينا به بلدة ميتة كذلك الخروج الماء ايضا في القرآن ظاهره المطب الغيث وله معنى باطن في كثير من الايات وهو ان المراد بالماء القرآن الوحي ولا شك ان القرآن والوحي غيث ولهذا تجد من تفاسير السلف الايات التي فيها ذكر الماء انهم يقولون هذا فيه الاشارة او فيه البيان عن نزول القرآن. واثره على القلوب هنا قال في اخر الاية او في اخر اية واحيينا به بلدة ميتة به يعني بالماء وهذا فيه السببية فهذه الاية فيها رد على الاشاعرة ومنكرة الاسباب عموما لانه اثبت الفاعل واثبت السبب. فقال واحيينا به بلدة تميت فالمحيي هو الله بسبب هذا الماء فلا يكون احياء الله جل وعلا فيما جرت به سنته بلا سبب وهو جل وعلا على كل شيء قدير يحيي بلا سبب ولكن فيما جرت به السنة انه يوحي بسبب والباء هنا باب الباء باء السببية قوله كذلك الخروج الكاف كذلك واحيينا به بلدة ميتا يعني ان الماء ينزل على الارض الخاشعة الهامدة فتهتز نباتا بهيجا حسنا في هيل رائيه بعد ان كان لا يتصور ان هذه تحيا هل كذلك الخروج؟ هذا لاجل ان الخروج يكون بانزال مطر على الارض التي فيها الاجساد بعد البلاء فتنبت الاجساد مثل النبات هذا مثل هذا هو لهذا قال جل وعلا ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وظربت ان الذي احياها لمحيي الموتى لان المسألة واحدة وذلك ان الانسان يبلى منه كل شيء الا حجب الذنب لا يبلى فيكون كبذرته. بل هو بذرة له في الارض فينزل الله جل وعلا بين النفختين النفخة الاولى والثانية فيها لنفحة الصعب ونفخة البعث ينزل مطرا كماس الرجال من جهة صفته من انه غليظ ابيض فتمطر الارض منه اربعين فاذا امطرت نبتت الاجسام الى ارواح كالاشجار ثم بعد ذلك ينفخ في الصور نفخة الباب تتطاير الارواح فتذهب روح كل انسان الى صاحبها فيكون البعث المقصود من ذلك ان قوله كذلك الخروج تنتبه للكاف هذه وتفسيرها في اية سورة فصلت ان الذي احياء على محي الموتى وفي اية فصلت بالمناسبة قوله خاشعة فيها البحث وهو ان الخشوع يكون في الظاهر. هذا من ادلة من قال ان الخشوع يكون في الظاهر لا الباطن ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت فان الاهتزاز الظاهر هذا ينافي الخشوع او يقابل الخشوع كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وتموت يا بركة