المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الطور الدرس الثالث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قاله ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحابا مركون. فدرهم يلاقوا حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون. يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون. واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وادبار النجوم يقول تعالى مخبرا عن المشركين بالعناد والمثابرة للمحسوس. وان يروا كسفا من السماء ساقطة اي عليهم اي عليهم يعذبون بما يعذبون به لما صدقوا ولما ايقنوا بل يقولون هذا سحاب مركوب اي متراكم وهذا كقوله تعالى قوم مسحور وقال الله تعالى فذرهم اي دعهم يا محمد حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون. وذلك يوم القيامة يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا اي لا ينفعهم كيدهم. ولا مكرهم الذي في الدنيا لا يجزي عنهم يوم القيامة شيئا ولا هم ينصرون ثم قال ثم قال تعالى وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك اي قبل ذلك في الدار الدنيا لقوله تعالى ولنذيقنهم من الاذى دون العذاب الاكبر ولا ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون. ولهذا قال تعالى ولكن اكثرهم لا يعلمون اي نعذبهم في الدنيا ونبتليهم في ونبتليهم فيها بالمصائب لعلهم يرجعون لعلهم يرجعون وينيبون فلا يفهمون ما يراد بهم. بل اذا بل اذا خلى عنهم مما كانوا فيه عادوا الى اسوء الى اسوأ ما كانوا عليه كما جاء في بعض الاحاديث ان المنافق اذا مرض وعوتي. مثله في ذلك كمثل البعير لا يدري فيما عقلوه ولا فيما ارسلوه وفي الاثر الالهي كم اعصيك ولا تعاقبني قال الله تعالى يا عبدي كم اعاقبك وانت لا تدري؟ وقوله تعالى واصبر لحكم ربك فانك باعيننا ان يصبر على اذاهم ولا تبار ولا تبالي ولا تباليهم فانك بمرأى منا وتحت وتحت كلئتنا. والله يعصمك من الناس وقوله تعالى وسبح بحمد ربك حين تقوم. قال الضحاك اي الى الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك. تبارك اسمك بارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك وقد وقد وقد روي مثله عن الربيع ابن انس وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم وغيرهما وروي وروى مسلم في صحيحه عن عن عمر انه كان يقول هذا في ابتداء الصلاة ورواه احمد واهل السنن عن ابي سعيد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول انه كان يقول ذلك وقال ابو الجوزاء وسبح بحمد ربك حين تقوم اي من نومك من فراشك. واختاره ابن جرير ويتأيد هذا القول بما رواه الامام احمد. حدثنا مسلم حدثنا الاوزاعي حدثني عمير بن هانئ حدثني حدثني قال حدثني من قال تحذف قبل بداخل المسانيد تحذف قال اختصارا لكنها تنطق لفظا قال حدثنا زنادة بن ابي امية قال حدثنا عبادة ابن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تعار من الليل فقال لا اله الا الله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. ولا حول ولا قوة الا بالله ثم قال ربي اغفر لي او قال ثم او قال ثم اذا دعا استجيب له فان فان عزم فتوضأ ثم ثم صلى قبلت صلاته واخرجه البخاري في صحيحه واهل السنن من حديث الوليد ابن مسلم من حديث الوليد ابن مسلم به وقال وقال ابن ابي نجيح المجاهد وسبح بحمد ربك حين تقوم. قال كل قال من كل مجلس. وقال الثوري عن ابي كما قال عن ابي اسحاق عن ابي الاحوص وسبح بحمد ربك حين تقوم قال اذا اراد الرجل ان يقوم من مجلسه قال سبحانك اللهم وبحمدك وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا وقال ابن ابي حاتم حدثني ابي قال حدثنا ابو النضر اسحاق ابن ابراهيم الدمشقي حدثنا محمد ابن شعيب اخبرني طلحة ابن عمرو الحضرمي عن عطاء ابن ابي رباح انه حدثه عن قول الله تعالى وسبح بحمد ربك حين تقوم يقول يقول يقول حين تقوم من كل مجلس ان كنت احسنت ازدت خيرا وان كنت وان كنت غير ذلك كان هذا كفارة لك وقد قال وقد قال عبد الرزاق في جامعه اخبرنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن ابي عثمان الفقير ان جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام من مجلسه ان يقول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك قال مع مر وسمعت وسمعت غيره يقول هذا القول كفارة المجلس كفارة المجالس وهذا مرسل وقد وردت احاديث مسندة من طريق يقوي بعضها بعضا. من طرق يقوي بعضها بعضا من طرق يقوي بعضها بعضا بذلك ومن فمن ذلك حديث ابن جريج عن سهل عن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عن سهيل عن بس عن سهيل عن ابي صالح اناديه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل ان يقوم من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الا الا غفر الله له ما كان في مجلسه الا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك. رواه الترمذي وهذا لفظه. والنسائي في اليوم والليلة من حديث ابن جريج وقال الترمذي حسن صحيح واخرجه الحاكم في مستدركه وقال اسناده على شرط مسلم الا ان الا ان البخاري علله ولتعلل قلت عل له الامام احمد والبخاري ومسلم وابو حاتم وابي زرعة الدارقطني وغيرهم ونسبوا الوهم فيه الى ابن جريج على ان على ان ابا داود قد قد رواه في سننه من طريق غير من طريق غير ابن جريف انطلق من غير ابن جريج على على من طريق غير ابن جريج الى ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابو داوود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك من طريق الحجاج بن دينار عن هشام عن ابي الالية عن ابي الكثير نعم من طريق الحجاج بن دينار عن عن هاشم عن ابي الالية عن ابي عن ابي بردة الاسلمي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول باخر عمره باخر عمره اذا اراد ان يقوم من مجلس من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. فقال الرجل يا رسول الله انك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى. قال كفارة لما في المجلس وقد روى وقد روي مرسلا عن ابي الالية والله اعلم الله اعلم. وهكذا رواه النسائي والحاكم من حديث من حديث الربيع ابن انس عن ابي العالية ابن خديجة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله مثله سواء مثله سواء وروي مرسلاه ايضا فالله اعلم وكذلك رواه ابو داوود عن عبد الله ابن عمر انه قال كلمات لا لا يتكلم بهن احد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات الا كفر الا الا كفر الا كفر بهن عنه كفرة نعم الا كفر بهن عنه ولا يقولهن في مجلس ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر الا ختم الا ختم بهن كما يختم وبالخاتم سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. واخرجه الحاكم من حديث ام المؤمنين عائشة. وصححه. ومن رواية جبير ابن مطعم رواه ابو بكر الإسماعيلي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد اخرجت لذلك جزءا على حد على حده بذكر طرقه والفاظه وعلله وما يتعلق بها والله ولله الحمد والمنة نعم جزء على حدة وقد افقدت فيه جزءا وقد افردت فيه جزءا لذا وقد افردت لذلك جزءا على حدة بذكر طرقه والفاظه وعلله وما يتعلق بها ولله الحمد والمنة. الحمد لله وقوله تعالى ومن الليل فسبح اي اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة في الليل كما قال تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك عسى ان يبعثك ربك وكما قال محمودا وقوله تعالى وادبار النجوم قد تقدم في حديث ابن عباس انهما الركعتان اللتان قبل قبل صلاة الفجر فانهما مشروعتان عند ادبار النجوم اي عند جنوحه اي عند جنوحها للغيوب اي عند جراحها للغيبوبة نعم وقد وقد وقد روى ابن سيلان عن ابن عن ابي هريرة مرفوعا لا تدعوهما وان وان لا تدعوهما وان طردتكم الخيل يعني ركعتي الفجر رواه ابو داوود ومن هذا الحديث كده بن سيلان عن ابي هريرة مرفوعا لا تدعوهما وان طردتكم الخيل. يعني ركعتي الفجر رواه ابو داوود ومن هذا الحديث حكي عن عن بعض اصحاب احمد القول بوجوبهما وهو ضعيف لحديث خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل قال هل علي غيرها قال لا الا ان تتطوع وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل اشد تعاهدا اشد تعهدا منه على ركعتي وفي لفظ لمسلم ركعتا ركعتا ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها انتهى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فهذه طائفة من الايات ختمت بها سورة الطور وسورة الطور كما ذكرنا لكم في اولها مشتملة على حال المعاد مصير الكفار فيه ومصير المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا وكيف انهم لم يؤمنوا بايات الله جل وعلا مع ظهور البرهان والدليل على وحدانيته سبحانه وتعالى كما في قوله ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون الى قوله ام لهم اله غير الله ثم قال سبحانه بعد ذلك وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحاب مركون الكفار الذين عاندوا الرسالات ولم يؤمنوا بما انزل الله جل وعلا يطلبون دائما الحجة ويتظاهرون بانهم لم يؤمنوا لانه لم يقم البرهان الواضح ولو جاءتهم اية لامنوا وهذا في القرآن كثير ومجيء الاية التي طلبها الكفار تارة يطلبون ان تكون الاية على الرسول ان تنزل عليه وتارة يطلبون ان تكون الاية نازلة عليهم كما في قوله وقالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالته وتارة يطلبون الاية ان تكون مع الرسول مصاحبة له كانزال ملك يمشي معه وهذه الايات التي طلبوها ليسوا صادقين فيها بانهم اذا جاءتهم الاية امنوا بل كلما جاءتهم اية لم يؤمنوا الكفار اهل القديم واهل الحديث جميعا والا فايات الله جل وعلا ظاهرة بينة كثيرة الايات المرئية والايات المسموعة لو عقلوا وادركوا لعلموا عظم الاحتجاج بها الايات التي كذب بها الكفار جاء في القرآن بيان انهم كذبوا بما جاء من الايات وتمنوا ايات هي اقل مما جاءهم وهذه الايات التي تمنوها هي على قسمين الاول ايات كونية وهذا مثاله ما جاء في هذه الاية وان يروا كسفا من السماء ساقطة يقول سحاب مرقوم وكقوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون واشباه هذا في سورة الانعام ويونس وغير ذلك والنوع الثاني ان الاية طلبوها في الرسول تحديا يعني ان تكون الرسالة لهم او ان يكون الرسول منهم كما في قوله وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فهم تحكموا في المرسل اليه وتحكموا ايضا في ايات الرسول فطلبوا هذا وطلبوا هذا مع ان الايات الكونية جاءتهم باعظم مما طلبوا وقد جاءهم من شقاق القمر الذي هو اعظم من سقوط كسف من السماء او فتح السماء كما قال سبحانه اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا اية يعرضوا ويقول سحر مستمر رأوا القمر فلقتين تلقى ذات اليمين وفي القادات الشمال وما صدقوا قالوا سحرنا كما اجاب الله جل وعلا طلبهم في قولهم افتح لنا بابا في السماء لو انه فتح لهم باب لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون. فاذا اعظم من فتح الباب لهم ان يقسم شيء في السماء اية عظيمة التي هي القمر ان تقسم قسمين وهذه لا يستطيع بشر ان يؤثر فيها بلا شك فهي اية من اعظم الاية اقتربت الساعة وانشق القمر. وان يروا اية يعرضوا ويقول سحر مستمر. وكذبوا واتبعوا اهواءهم. وكل امر مستقر اذا القرآن كله حجاج الحجاج مع المشركين لاقامة الحجة عليه والله جل وعلا جعل امثلة لما طلبوا ولم يجبهم فيما طلبوا. لكن جعل هناك امثلة اتاها الرسول عليه الصلاة والسلام لتكون حجة له وهذا يفيد اهل الحق في نزاعهم مع اهل الباطل بان لا ينساقوا معهم في كل ما يطلبونه بل يكفي ان يقيموا الحق بدليله وبرهانه في مسائل مما يفترضون او مما يطلبون ثم لا ينساق معهم بعد ذلك وهذا يظهر لك في ضعف طائفة من المسلمين وخاصة في هذا الزمن في الجواب عن شبهات المشركين وشبهات الكفار من النصارى واليهود واذنابهم من المستشرقين وغيرهم فانهم اكثروا من ايراد شو بقى على القرآن وعلى الرسالة وعلى وحدانية الله جل وعلا وعلى صحة التدين بدين الاسلام الى اخر ما اوردوه فضعفت طائفة فارادوا ان يجيبوا عن كل ما عن كل ما اوردوه من الشبه وهذا ليس منهجا صحيحا بل المنهج الصحيح ان تقيم الحق بدليله ان تقيم الحق الذي انزله الله جل وعلا وان تفهمه الناس والشبه او ما يطلبه اولئك من جواب الشبه فيكفي ان ترد بعضه لدحض قولهم وافتراءاتهم اما الانسياق معهم في كل ما يريدون فهذا خلاف ما نعلمه ما نعلمه من منهج الحجاج مع المشركين والكفار في كتاب الله جل وعلا فالمؤمن يجب عليه ان يستهلي باعلاء الله جل وعلا له بلا اله الا الله. والا يضعف امام اهل الباطل في بما يريدون والله سبحانه وتعالى بين ذلك اتم بيان في كتابه فلهذا قال بعد هذه الاية فذرهم يخوضوا ويلعبوا لان المسألة انما هي اتباع للاهوى ذرهم يعني اتركهم و ذرهم يخوضوا ويلعبوا والخوض واللعب صفة فذرهم حتى يلاقوا يومهم بنهاية الزخرف يخوضوا ويلعبوا حتى نعم هنا فذرهم حد فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون فذرهم حتى يلاقوا وفي الاية التي ذكرت لكم فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يعني في الدنيا او في الاخرة اما في الدنيا بالموت او في الاخرة حين تأتي الصعقة التي لا يسلم منها احد حيث قال عليه الصلاة والسلام يصعق الناس فاخون اول من يفيق الحديث يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون هذا تهديد ووعيد لهم والتهديد يفيد القلوب العافية كما ان الترغيب يفيد القلوب المطمئنة او القريبة والجمع بينهما يفيد القلب الذي فيه هذا وهذا قال فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون في قوله جل وعلا هنا لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون هذا فيه اثبات لصفتين من الصفات التي تلازم الكفار وهي ظنهم انهم اغنياء بقوتهم او بأبدانهم بأموالهم والثانية انهم سينصرون من اوليائهم وفي القرآن تجد نفيا لهذا ونفيا لهذا في ايات كثيرة مجتمع النفيين ومنفصل ايضا وغناهم بالاموال والاولاد وما عندهم كما قال سبحانه وما اموالكم ولا اولادكم التي تقربكم عندنا زلفى الايات والنصرة بالالهة. التي اتخذوها اولياء كما في قوله فلولا نصرهم الذين اتخذوا من ولله قربانا الهة قال سبحانه بعد ذلك وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون. قد تبين لك ان معنى قول ان معنى قوله عذابا دون ذلك ان المراد به عذاب الدنيا قبل عذاب الاخرة والظلم هنا المراد به الشرك لانهم ظلموا او عظم الظلم لان اهل الشرك ظلموا اعظم الظلم في حق الله جل وعلا اذ ادعوا ان معه الهة اخرى قال ولكن اكثرهم لا يعلمون نفي العلم هنا راجع الى شيئين فالاول انه راجع الى عدم العلم بالحق وهذا تكون معه الواو استئنافية والثاني عدم العلم بوقت مجيء هذا العذاب او انه سيأتيهم لا محالة وهذا تكون الواو عاطفة على ما قبلها عصر الجمع قال وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون وكلتا الصفتين عدم العلم بالحق وعدم العلم بمتى يجيء الاعذاب جاءت في القرآن في مواضع كثيرة ثم قال سبحانه واصبر لحكم ربك فانك باعيننا هذا الامر بالصبر امر للوجوب وحقيقة الصبر كما هو معلوم ان يصبر لي ما حكم الله جل وعلا به شرعا وما حكم الله جل وعلا به قدرا لان الحكم في القرآن ينقسم الى حكم ديني شرعي والى حكم كوني قدري كامثاله من الارادة والامر هو القضاء واشبه ذلك الصبر هنا للحكم الشرعي الديني بان لا يلتفت الصابر الى ما يشبه به المبطلون ولا الى ما يريدونه ولا الى ما يعارضون به الرسالة فلتصبر على هذا الحق حتى يأتي وعد الله جل وعلا وهذا مكلف وصعب وهو اصعب النوعين والثاني الصبر لحكم الله الكوني القدري. وهذا يمكن للكثيرين ان يصبروا عليه ولكن الصبر قال الصبر الذي يشق على النفس هو الصبر على حكم الله الشرعي ولهذا في ايات كثيرة نهى الله جل وعلا نبيه عن الاستعجال كما قال سبحانه فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون الايات او الاية فاذا الصبر هنا المأمور به الصبر على حكم الله الشرعي والصبر على حكم الله الكوني القدري اما الصبر على حكم الله الشرعي بان يستمسك المرء بالتوحيد ما انزل الله جل وعلا ولا يميل الى اولئك الكفرة والى اولئك المشركين والله سبحانه عصم نبيه وثبته وغيره يجب عليه ان يخاف كثيرا من الميل عن الصبر على حكم الله الشرعي كما قال سبحانه لنبيه ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا اذا لهذاقناك ضعف الحياة وضعف الممات كاد يركن اليهم شيئا قليلا يعني في الامور الدينية ولولا ان ثبته الله لما حضر لوقع في ذلك وهذا يوجب على كل مؤمن وخاصة من كان يخالط اولئك او يجاهدهم باللسان او بالسنان ان يخاف اشد الخوف من ان يركن اليهم وان يترك الصبر على دين الله الصبر على ما جاءت به الشريعة الصبر على الاحكام الصبر على الحق الذي علمه ومنه تعلم ان الذين تنازلوا عن الحق ودخلوا في مصالحات مع اهل الباطل بانواع من المصالحات اما الفكرية او الدينية وظنوا ان هذا فيه مصلحة ان هذا ترك للصبر الواجب. الذي امر الله جل وعلا به فليس المهم عندنا ان يصلح الناس وانما المهم ان نوافق الحكم الشرعي في صلاح الناس لان الزمن الحكم فيه ليس لنا وانما هذا قدر الله جل وعلا يمضي في خلقه فنوح عليه السلام مكث في خلقه الف سنة مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما ومع ذلك هو صابر على حكم الله جل وعلا الكون وعلى حكمه الشرعي وما مال الى القوم وما صالحه. والنبي عليه الصلاة والسلام لما عرض عليه قومه المصالحة انزل الله جل وعلا سورة البراءة العظيمة. قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون. فاذا لا مداهنة مع اهل الباطل في الحق الواضح الذي انزله الله جل وعلا في كتابه. وهم يودون ان لو نترك بعض الحق حتى ينتصروا لهذا قال سبحانه ودوا لو تدهنوا فيدهنونه فيجب على كل اهل الايمان ان يصبروا على الحق الذي معهم وان يصبروا على ما جاءت به الشريعة والا يلتفتوا الى غير ذلك. كما انه واجب عليهم ان يصبروا على حكم الله الكون بتأخر النصر او بما يحصل لاهل الايمان من الابتلاء او ما اشبه ذلك فهذا الامر لله جل وعلا من قبل ومن بعد فيه ذكر لمعنى الربوبية الذي فيه التصرف في الكون والتصرف في الملكوت و القدر فكلمة حكم ربك هذه حكم ربك فيها لرجوع المؤمن الى معاني توحيد الربوبية والصبر والحكم متعلقان بالربوبية يعني باستحضار معاني الربوبية ثم الصبر يكون عبادة راجعة الى توحيد الالهية قال فانك باعيننا والاعين هنا المراد بها كما سمعتم فانكلائتنا ورعايتنا وفي مرأى منا ومسمة وهذا من التفسير باللازم لان الاعين هنا لما عطافها الله جل وعلا الى نفسه فان المراد منها اثبات الصفة صفة العينين لله جل وعلا و قوله فإنك في اعيننا بالباء هذه افادت ان المراد لازم الاعين لازم النظر وهو الكلأ والرعاية كما في قوله سبحانه في الاية الاخرى واصنع الخلك باعيننا يعني بمرأى منا وبكلاءة ورعاية والاعين هنا جمعت وجمع الاعين لله جل وعلا لا يعني ان له اكثر من عينيه بل صفة الله سبحانه وتعالى ان له عينين سبحانه وتعالى كما ثبت في الحديث ان وان ربكم ليس بي عور يعني ان له سبحانه وتعالى عينين جل جلاله. وهذه جاءت في القرآن مجموعة والجمع تبع يتبع قاعدة لغوية وهي ان اضافة المثنى الى ظمير الجمع الافصح فيه ان يجمع المثنى فالمثنى اذا اضيف الى ظمير جمع او ظمير تسمية ايظا فان الافصح ان يجعل المثنى جمعا وهذا هو الذي جاء في القرآن كما في قوله سبحانه ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وهذا مثنى ثم قال في اية سورة ياسين او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون ويتضح لك ذلك بقوله سبحانه في سورة التحريم ان تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما والمخاطب امرأتان وفي كل امرأة قلب ومع ذلك لما اظاف القلبين الى ظمير تسمية جمع لان ذلك هو الافصح. والا فالاصل فقد صغت فقد صغى قلباكما. لكن هذا ليس الافصح ان يجمع ولهذا قال فقد صغت قلوبكما مع انهما قلبان المقصود ان من استدل بهذه الاية على ان الله جل وعلا يوصف بالاعين دون العينين فان هذا خلط على غلط في الاعتقاد وغلط في الاستدلال لان الجمع هذا ليس المراد منه الجمع وانما المراد منه التثنية لان الاظافة تدل على ذلك بدليل حديث ان ربكم ليس باعون وفي اللغة ان الاعور هو فاقد احد العينين قال سبحانه وتعالى فانك باعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وادبار النجوم سمعت كثرة الاختلاف للسلف في قوله جل وعلا هنا وسبح بحمد ربك حين تقوم في قولهم في قوله حين تقوم هل هو القيام من المجلس؟ او القيام من الليل بالصلاة؟ او هو القيام الى الصلاة تسبيح في اول الصلاة دعاء الاستفتاح وهذا كله راجع الى فهم قاعدة وهي ان الالفاظ المجملة في القرآن التي لا يستبين المراد منها وجاءت بامر او نهي فانه يستوضح او يستبان الاجمال بالرجوع الى السنة لان السنة مبينة بمجمل القرآن فرجعت طائفة الى السنة فوجدوا انه حين يقوم المرء للصلاة يدعو بدعاء الاستفتاح بعد التكبير سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك. فقالوا المراد بقوله وسبح بحمد ربك حين تقوم الى الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام في الصلاة دعا بهذا الدعاء في اول الصلاة وقالت طائفة المراد بها كفارة المجلس قد سمعت كلام ابن كثير فيها الطويل حديث كفارة المجلس لعله طائفة من اهل العلم كالبخاري وحصلت فيه المناظرة المعروفة ما بين البخاري وما بين مسلم اذ عارض مسلم رحمه الله تعالى البخاري في استدلاله بهذا الحديث اذ عارض البخاري مسلما باستدلاله بهذا الحديث فقال مسلم انه صحيح فقال البخاري ليس كذلك بل له علة فجفا مسلم بين يدي البخاري وقال يا استاذين ويا طبيب الحديث في علله افدني وذكر له علته بما هو معروف وليس هذا مكان ايضاحي وهناك من قال حين تقوم يعني حين تقوم منه من الليل واستدلوا لا في حديث من تعار من الليل فقال لا اله الا الله الحديث الذي ساقه عند الامام احمد وعند غيره. المقصود ان هذا تأخذه قاعدة لك في ان اللفظ المجمل القرآن اذا جاءت السنة فيه باوجه فان الخلاف فيه سعة وهذا له امثلة كثيرة من اختلاف السلف في التفسير. فمن علم السنة علم وجه اختلاف السلف في التفسير لان اختلافهم في التفسير اما ان يرجع لدلالات في القرآن مختلفة واما ان يرجع لدلالات في السنة مختلفة واما ان يرجع الى دلالات في اللغة مختلفة مثل مثلا والليل والليل اذا عسعس والصبح اذا ادبر والصبح اذا تنفس في هذه الاية نعم. قال والليل اذا عسعس هنا عسعس هل هو الاقبال او او الادبار اختلفوا فيه هذا من جهة دلالات اللغة وهذا المسألة الاخيرة آآ ذكرها شيخ الاسلام في اصول التفسير في قاعدته المعروفة والمقدمة المعروفة فاذا حين يختلف السلف في التفسير فاما ان ترجع هذا الخلاف الى اختلاف الايات واما ان ترجع هذا الاختلاف الى اختلاف في السنة فيما يتعلق بلفظ الاية ودلالتها واما ان يرجع الى الاختلاف في اللغة وبهذا يحصل لك تقريب كثير باختلاف اقوال السلف وفهمها التفسير قال سبحانه وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وادبار النجوم والتسبيح تسبيح الله جل وعلا معناه التنزيه والابعاد عن النقائص فاذا اجتمع التسبيح والحمد صار اعظم كمال في الثناء لان التسبيح تنزيه عن النقائص والحمد اثبات للكمالات الحمد ثناء باثبات انواع الكمالات لله جل وعلا كمال الذات وكمال الصفات وكمال الافعال وكمال الاسماء كمال الشرع والقدر جميعا والتسبيح فيها تنزيه عن النقائص بالذات وفي الصفات وفي الربوبية والالوهية والافعال وفي الشرع وفي القدر ولهذا صار اعظم الكلام سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. هذا احب الكلام الى الله الجمع بين التسبيح والحمد هذا هو الكمال في السنة فقول القائل سبحان الله وبحمده اعظم ثناء من سبحان الله وحدها واعظم ثناء من الحمد لله وحدها واذا قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فهذا اعظم الكلام واحب الكلام الى الله جل جلاله. فان زاد لا حول ولا قوة الا بالله صارت هذه الكلمات هي الباقيات الصالحات التي يتنافس فيها المتنافسون كما جاء في تفسير قوله والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا نسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن خف على لسانه ذكر الحق جل وعلا فسبحه وحمده كل حال من الليل ومن النهار وفي كل تقلباتنا واحوالنا