المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة قاف قديش السابع سم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. قال الله تعالى في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وكانت الصلاة المفروضة قبل الاسراء اثنتان قبل طلوع الشمس في وقت الفجر وقبل الغروب في وقت العصر وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت وكان في الصلاة المفروضة قبل الاسراء اثنتان قبل طلوع الشمس في وقت الفجر وقبل الغروب في وقت العصر. وقيام الليل كانت الصلاة المفروضة في اثنتين ها؟ كلها اي نسخة وجهها اقول وش وجع انسان الثنتين اه هنا الخبر كان ابو فرحانة منصور وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى امته حول ثم نسخ في حق الامة وجوبه ثم بعد ذلك نسخ الله تعالى ذلك كله ليلة الاسراء بخمس صلوات ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وقد قال الامام احمد حدثنا وكيع حدثنا وفيع قال حدثنا اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم الجليل ابن عبدالله رضي الله عنهما قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر فقال اما انكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه. يعني يقول وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وكانت الصلاة قبل لا وكانت الصلاة المفروضة قبل الاشراق يعني قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وكان ذلك الصلاة المفروضة ثم ترتد وتقول ثنتان قبل طلوع الشمس على تقدير وهما ثنتان فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وكانت تلك وكانت تلك الصلاة هذا ثم تأتي سنتان خبر لمنتدى محله هذا ظاهر الكلام. نعم اما انكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه. فان استطعتم الا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فاسألوا. ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ورواه البخاري ومسلم. وبقية الجماعة من حديث اسماعيل وقوله تعالى ومن الليل تسبح اي فصل له كقوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمود وادبار السجود قال ابن ابي نسيف عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما هو التسبيح بعد الصلاة ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال جاء سفراء المهاجرين فقالوا يا رسول الله ذهب اهل الذكور بالدرجات العلى والنعيم المحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق. قال صلى الله عليه افلا اعلمكم شيئا اذا فعلتموه سبقتم من بعدكم؟ ولا يكون احد افضل منكم الا من فعل مثل ما فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل في الصلاة ثلاثا وثلاثين. قال فقالوا يا رسول الله سمع اخواننا اهل الاموال. لماذا؟ لما فعلنا ففعلوا مثله. فقال صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والقول الثاني ان المراد بقوله تعالى وادبار السجود هما الركعتان بعد المغرب. وروي ذلك عن عمر وعلي وابنه الحسن وابن عباس وابي هريرة وابي امامة رضي الله عنهم. وبه يقول مجاهد وعتمة والشعبي والنخعي والحسن وقتادة وغيرهم قال الامام احمد حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن ابي اسحاق كان عن سفيان عن ابي اسحاق عن عاصم ابن ضبرة عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على على حسب كل صلاة مكتوبة ركعتين الا الفجر والعصر. وقال عبد دبر كل صلاة. ورواه ابو داوود والنسائي من حديث سفيان الثوري به. زاد النسائي عن ابي اسحاق. وقال ابن ابي حاتم هارون اسحاق الهمداني قال حدثنا ابن فضيل الرشدي عن رشدين لكريب عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت ليلة عند رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى ركعتين خفيفتين اللتين قبل الفجر ثم خرج الى الصلاة وقال يا ابن عباس ركعتين قبل صلاة الفجر اصدار النجوم وركعتين بعد المغرب ادبار السجود. ورواه الترمذي عن هشام الرفاعي عن محمد بن فضيل به. وقال قريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وحديث ابن عباس رضي الله عنهما وانه بات في بيت خالته ميمونة رضي الله عنها وصلى تلك الليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة ركعة ثابت في الصحيحين وغيرهما. فاما هذه الزيادة فغريبة لا تعرف الا من هذا الوجه وتحسين ابن خريب ضعيف ولعله من كلام ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه والله اعلم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد وفي هذه الايات قال الله جل وعلا فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحوا وادبار السجود الصبر الذي امر به الانبياء عليهم الصلاة والسلام وخص به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فالقرآن على نوعين صبر العام والصبر الجميل والصبر الهام معروف المعنى لديكم وهو الذي امر به في هذه الاية بان يصبر على ما يقولون ويدخل في معناه الا يظهر الحزن ولا يكون عنده جزع لا باللسان ولا بالعمل على ما قالوا الصبر من الحبس ففيه حبس اللسان عن التشكي وحبس القلب على الجزع وهذا مناسب لهذا الموضع. ففي قوله جل وعلا هنا فاصبر على ما يقولون الصبر العام وهو ان يحبس القلب عن الجزع فيما قالوا والحزن على ما قالوا ويحبس اللسان ان يقول شيئا لا ينبغي تجاه اقوال المشركين والنوع الثاني هو الصبر الجميل قد امر به في مواضع كقوله جل وعلا فاصبر صبرا جميلا انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ونحو ذلك والصبر الجميل هو اعلى مراتب الصبر بان يكون القول حسن وان يكون ما في القلب حسن لان الاول فيه الحبس حبس اللسان عن التشكي او عن مقابلة المشركين بما لا ينبغي وحبس القلب على الجذع والصبر الجميل مرتبة عليا في انه لا يحبس فقط بل يحبس ويقول الجميع وكذلك لا يحبس القلب عن الجزع فقط بل يحبسه عن الجزاء ويظن الظن الجميل بالله جل جلاله فلا يحزن ولا يقنط ولا ييأس كما قال جل وعلا في ايات فلا تحزن عليهم ولا تكن في ضيف مما يمكرون واشبه ذلك هذا هو مقام المتقين ومقام اولي العزم من الرسل كما قال جل وعلا فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم يعني الصبر الجميل وهذا لا يكون الا عند اولئك الذين عمل الله جل وعلا قلوبهم بمحبته ومعرفة اسمائه وصفاته فيكون قبرهم كانه بلا مبالاة لوثوقهم بما عند الله جل جلاله حسن ظنهم بالله جل جلاله وهنأ اطمئنانهم للايمان جعلهم لا يضطربون في قول ولا في عمل ولا في حركة قلب وهنا في هذه الاية امر بالصبر على ما قالوا لان ما قالوه هو الذي كان في معاني او في مقاصد هذه السورة لردهم للرسالة وتكذيبهم بالبعث بعد الموت واما التسبيح فهو زاد الصابر لان الصبر بلا عبادة ولا اقبال على الله جل جلاله هذا قد يضعف ويضعف حتى ينعدل فاذا صبر العبد وصبر نفسه واقبل على عبادة الله جل جلاله ثبت على ذلك الصبر وحسن ظنه بربه واقبل عليه بكليته وباجماع احوال قلبه فاستقام على الصبر وعلى مقتضاه ولهذا امر بالتسبيح بعد الصبر بهذا الغرض وقال جل وعلا هنا وسبح بحمد ربك والتسبيح بحمد الله يكون على الحان منها ان يسبح قارنا التسبيح بالحمد متصلا به يعني يقول مثلا سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده. وهذا هو ظاهر الاية. لانه قال وسبح بحمد ربك يعني سبح تسبيحا مقترنا بحمد ربك وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون التسبيح سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يكون المعنى هنا اسبح الله جل وعلا حامدا له والصورة الثانية ان يكون التسبيح مستقلا والحمد مستقلة فيقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله ثم الحمد لله الحمد لله الحمد لله او يقرن بينهما بالواو سبحان الله والحمد لله سبحان الله والحمد لله الى اخر ذلك والصورة الثالثة بما يكون فيه تسبيح بالحمد ان يكون مصليا لان الصلاة فيها حمد الله جل وعلا والثناء عليه وفيها تسبيحه فيستدع الصلاة بالحمد ثم يسبح في الركوع ثم يسبح في السجود وهكذا ولهذا اختلف السلف بما سمعت من التفسير اختلفوا في التسبيح هنا قبل طلوع الشمس وقبل الغروب المراد به الصلاة اول وضعت به التسبيح الذي ذكره سبحان الله وسبحان الله يعني القول واشباه ذلك وهذا مرده الى النظر الى بعض جهاته فاعلى ما يكون به التسبيح بحمد الله جل وعلا هو التسبيح الواجب بالصلاة لانه هنا امر به قال وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. فاذا كان من انحاء التسبيح وهو الثالث التسبيح والحمد في الصلاة وكان مأمورا به هنا والامر للوجوب فيفسر التسبيح بما هو واجب في الشرع. وهو الصلاة لهذا ذهب من ذهب ان المراد بالتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل وادبار السجود انها الصلاة لانه نور به والتسبيح الاخر انما هو مستحب وليس واجبا ومأمور به امر استحباب فمن نظر ان الامر هنا امر للوجوب جعل التسبيحة هنا في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب انها الصلاة المفروضة ومن نظر الى انه التسبيح المستحب فجعل ذلك الصلاة النافلة او التسبيح المعروف والظاهر من سياق الاية ان التسبيح هنا المأمور به يشمل الواجب والمستحب فيشمل الصلاة الفرض الفجر والعصر والليل يشمل المغرب والعشاء ويشمل ايضا صلاة النافلة كما مر معه ويشمل ايضا قول سبحان الله سبحان الله وقول الحمد لله الحمد لله الى اخر ذلك لان الامر قد يكون للوجوب قد يكون للاستحباب فصرفه الى الواجب دون غيره. وبعض افراده ومن المتقرر في اصول التفسير ان اللفظ يصرف في التفسير الى جميع افراده الا بدليل فاذا كان ثم دليل على الاقتصار على بعض الافراد ساغ القصر واذا لم يكن ثم دليل قال له على عموم ما تدل عليه الفاظه والتسبيح والحمد متكاملان فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك. التسبيح تنزيه الله جل وعلا عن النقائص تنزيه الله جل وعلا عن النقص والحمد اثبات الكمال لله جل وعلا والثناء عليه بانواع الكمالات وفي التسبيح والحمد يكون التنزيه واثبات الكمالات بخمسة اشياء عليها القرآن والسنة صحيحة فمنها التنزيه عن النقائص واثبات الكمالات للرب جل وعلا في ربوبيته لخلقه وهذا ثم فيه تفصيل والثاني تنزيه الله جل وعلا عن النقائص واثبات الكمالات له في استحقاقه للعبادة وحده دون ما سواه هذا في الالوهية والثالث في الاسماء والصفات تنزيه الله جل وعلا عن النقائص في اسمائه وصفاته واثبات الكمالات له كمال المطلق في ذلك والرابع تنزيه الله جل وعلا عن النقائص واثبات انواع الكمالات له في امره الديني وشرعه المنزل والخامس تنزيهه عن النقائص واثبات الكمالات له بامره الكوني وقضائه وقدره وهذه في كل منها ايات من القرآن في التسبيح وفي الحمد فاذا نظرت مثلا الى قول الله جل وعلا الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب هذا ثناء على الله جل وعلا راجع الى الكمالات في اي شيء بانزال الكتاب وهو النوع ايش الرابع بما ذكرت يعني الامر الديني والشرع قال ادعوه مخلصين له الدين في سورة غافر مثلا ادعوه مخلصين له الدين. الحمد لله رب العالمين هذا ايش لاستحقاقه وعبادة دون ما سواه الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور هذا في الربوبية وهكذا في اشياء تسبيحها والحمد. التسبيح والحمد متكاملان. تسبيح تنزيه عن النقائص اذا قلت سبحان الله معناه انك تقول لربك تنزيها لك يا ربي عن اي نقصين فتنزه الله جل وعلا عن النقص في الربوبية من ان يكون معه شريك او انه لا يحسن تدبير هذا الكون او انه يقع في ملكه ما لا يشاء واشبه ذلك وتثبت له الكمال في هذا وهو كمال اتصافه في الربوبية والالوهية الى اخر ذلك. فالتنزيه هو التسبيح واثبات الكمال هو الحل الناس سفروا اهل العامة قصروا الحمد على بعض النوع الخامس النوع الخامس الحمد لله يعني الثناء على الله على امره الكوني وقضائه وقدره فهم اذا جاءهم ما يسرهم قالوا الحمد لله واذا جاءهم ما لا يسرهم قالوا الحمد لله. وهذا بعض ذلك النوم لكن طالب العلم والمؤمن اذا قال الحمد لله فانه يثني على الله جل وعلا بما هو اهله في هذا جميعا هذا يزداد بازدياد العلم وبمعرفة اية القرآن وما اثنى الله جل وعلا به على نفسه اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض وما في دعاء صلاة الليل اللهم لك الحمد انت قيوم السماوات والارض هذا ثناء على الله جل وعلا بما يستحقه من الاسماء والصفات ومعاني الربوبية الى اخر ذلك وهذا البحث يطول من فوائد هذه الاية ان الاوراد المعروفة التسبيح والاذكار التي تكون قبل طلوع الشمس وقبل غروبها على ظاهر الاية تكون بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس وتكون قبل صلاة المغرب هذا هو الذي عليه عمل المسلمين فيما مضى فانهم يأتون الى المساجد للورد او يوردون في بيوتهم قبل صلاة المغرب يعني قبل اذان المغرب قبل غروب الشمس وهذا هو الافضل ويجوز ان تكون بعد صلاة العصر تسبيح والاوراق ويجوز ان تكون بعد صلاة المغرب ولكن الافضل ان تكون قبل غروب الشمس فينتهي قبل الغروب بقليل او مع الغروب ينتهي من ورده بظاهر الاية فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. في اية سورة طه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها اناء الليل فسبح واطراف النهار لعلك ترظى من فوائد الاية ايضا ان تسبيح والحمد واجب من واجبات الصلاة لان التعبير عن العبادة ببعضها يدل على وجوب ذلك البعض كما هو مقرر في اصول الفقه نعم