المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة قاف الدرس الثامن وقنا يوم ينادي منادي من بثان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج انا نحن نفتي ونميت والينا المصير يوم تشفه الارض وعنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير. نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار. فمثل بالقرآن من يخاف وعيد. يقول تعالى يا محمد يوم ينادي المنادي من مكان قريب. قال قتادة قال كعب الاحبار يأمر الله تعالى ملكا ان ينادي على حفرة بيت المقدس ايته العظام والاوطان المتقطعة ان الله تعالى يأمركن ان تجتمعن لفصل الفضاء يوم يسمعون التي تأتي بالحق الذي كان اكثرهم فيه يمحرون ذلك يوم الخروج اي من الاجساد الا نحن نحيي ونميت والينا المصير اي هو الذي يبدأ يريده وهو اهون عليه واليه مصير مصير الخلائق من الخلائق كلهم ويجازي كلا بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر تعالى يوم تشقق الارض عنه صراع وذلك ان الله عز وجل ينزل مطرا من السماء يملك به اجساد الخلائق كلها في قبورها فما ينجز امر الله تعالى ابراهيم وقد اوعت الارواح وقد اوعت الارواح نعم وقد وضعت الارواح فاذا نفخ اسرافيل فيه خرجت الارواح بالتوحد بين السماء والارض. فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لتمتعن كل كله الذي كانت تعمره فترجع كل روح الى جسدها فتدب فيه كما يدب السموم في وتنشق الارض عنها فيقولون الى موقف فساد الصراع المبادرين الى امر الله عز وجل. مطلعين الى الداعي يقول الكافرون هذا يوم العزق. وقال الله تعالى يوم يدعوكم ستستجيبون وبحمده وتظنون الا بكم الا قليلا. وفي صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اول من تنشق عنه الارض وقوله عز وجل ذلك حشر علينا يسير اي تلك اعادة سهلة علينا يسيرة لدينا كما قال جل جلاله وما امرنا الا واحدة من تنفس البصر وقال سبحانه وتعالى ما خلفكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. ان الله سميع بصير. وقوله جل وعلا نحن واعلم بما يقولون اي نحن علمنا اي نحن علمنا وحيط بما يقول لك المشركون من التكذيب فلا يقولن كذلك كقوله ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وقوله تبارك وتعالى وما فعليهم اي ولست بالذي يجبر هؤلاء على الهدى وليس ذلك مما كلفت به. وقال مجاهد والضحاك وما انت عليهم بكبار الناس جبر عليهم والقول الاول اولى ولو اراد ما قالوا فقال ولا تكن كفارا عليهم وانما قال وما انت عليهم بالدبار بمعنى وما انت بمجبرهم على الايمان انما انت مبلغ. قال الراء سمعت العرب تقول دبر فلان فلانا على شباب انا اجبره ثم قال عز وجل فمثل بالقرآن من يخاف وعيد اي بلغ انت رسالة ربك فانما فانما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويريد بؤده بقوله تعالى فانما عليك فانما عليك البلاغ هو عليه الاكتساب. وقوله جل جلاله فذكر انما انت مذكر لست عليه بمخيطه ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. ولهذا قال تعالى ها هنا وما انت عليكم بجبار تذكر بالقرآن من يخاف وعيد. كان قد سادته يقول اقتادته. كان قسادته يقول اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدا وانتم مولودة يا بار يا رحيم الايات ظاهرة معناها ما في اشكال الا في قوله وما انت عليهم بجبار ومعلوم ان جبار صيغة مبالغة من جابر جبر معناها غير اجبرة واسم الفاعل من جبر جابر وصيغة المبالغة جبار واجبر على الشيء يعني الزم به اسم الفاعل منه مجبر اجبره يجبره فهو مجبر عليه واسم المفعول مجبر عليه ولهذا وقع الاشكال هنا في جبار ففسرت بعدة تفاسير مثل ما رأيت ومنهم من قال جبار وما انت عليهم بجبار يعني بمتكبر عليهم ومتجبر عليهم لانه نظر الى انها ثلاثي جبر عليه يعني تعاظم عليه او تجبر وتكبر عليه والمعنى الثاني اذا كان من اجبر يجبر فهو مجبر يكون من الاستجبار وما انت عليهم بجبار يعني وما انت لهم بملئ وهذا المعنى هو الذي يناسب الاية فكن جبار هنا بمعنى مجبر كما ذكر وقد قال الحراء انه سمع العرب تقول جبر يعني الزمان جبر يعني اجبر فيكون هنا في معنى الاجبار الذي هو الالزام يكون فيه من الثلاثي ومن الرباع. جبر واجبر بمعنى في الالزام. يعني بمعنى واحد في الالزام وهذا هو الاولى لسياق الاية وليس المعنى في المتكبر والمتجبر عليهم ولو كانت دلالة اللفظ الثلاثية فيه لان السياق دل على المعنى الثاني وهو ان الجبار هو الملزم يعني وما انفع عليهم بجبار ما انت ملزم لهم ومجبر لهم على ذلك قوله جل وعلا فذكر بالقرآن نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخافون فحصره في التذكير عليه الصلاة والسلام. وهذا يعني انه ليس بمجزئ كما ذكر الايات فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فاذا الاجبار ليس الى الداعية ليس الى الرسل عليهم صلوات الله وسلامه هذا الى الله جل جلاله وانما وظيفتهم التذكير بما امر الله جل وعلا به فلا تنتبه احيانا يكون خلاف في تفسير الاية راجع الى النظر اللغوي فاذا كان عند طالب العلم نظر في اللغة فهم وجه الاختلاف في التفسير ثم يكون هناك بعد ذلك ترجيح وفي اسماء الله جل وعلا الجبار والجبار في اسماء الله جل وعلا يشمل المعنيين الذين ذكر هنا ومعنى ثالث ايضا الجبار في اسماء الله هو المتكبر المتعاظم وجبار جل وعلا بمعنى الملزم النافذ امره لا يرد يعني المقصود الامر الكوني والجبار وهو المعنى الثالث مأخوذ كما قالوا من النخلة الجبارة اي العالية في السماء والمعنى الجبار في اسم في اسماء الله جل وعلا بهذا المعنى الثالث اي ذو العلو يعني العالم سبحانه وتعالى وهنا ذكر القولين في وما انت عليهم بجبار وهي واقعة في حق الله جل وعلا جبار بمعنى متعاظم فكبر سبحانه وتعالى هو جبار بمعنى ملزم بامره الكوني لا احدا يفر من امره الكوني ولا يختار ما كان لهم الخيرة وجبار بالمعنى العالي سبحانه وتعالى هنا فذكر بالقرآن من يخاف وعيد تذكير والانذار جاء في القرآن عاما وجاء خاصا فذكر بالقرآن من يخاف وعيد مثل الانذار قال انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب انما تنذر الذين انما تنذر من اتبع الذكر فالتذكير تارة يكون عاما فذكر انما انت مذكر ذكرى للبشر وتارة يكون خاصا باهل الايمان واهل الخوف. وهذا لاجل انهم هم المنتفعون به فتخصيص الانذار والتذكير في المؤمنين في ايات كثيرة بسبب انهم هم المنتفعون به عند اهل السنة وليس لاجل انه اجبرهم على الايمان او جعلهم يلتزمون به جبرا بل الانذار عام اختص بالمؤمنين لانهم هم الذين استفادوا به استفادوا منه افادوا منها نعم