بسم الله الرحمن الرحيم. احمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. واصلي واسلم على الهادي البشير والسراج المنير نبي الهدى والرحمة سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. فهذا اول لقاءاتنا بحول الله تعالى وتوفيقه تفتح به ما اتفقنا على مدارسته في لقاء ماض وهو اننا نعزم بعون الله مدارسة احاديث الاربعين النووية وتتمتها الى الخمسين التي اكمل عليها الحافظ ابن رجب رحمة الله عليه. لن اعيد الحديث عن اهمية هذا الموضوع واسباب باختياره ومدى حاجتنا اليه. سنبدأ مباشرة الليلة في اول احاديث الكتاب وهو حديث امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه الحديث مخرج في الصحيحين. وفي دواوين السنة كتب الاسلام عموما لا يخلو واحد منها من هذا الحديث العظيم. هذا الحديث العظيم اصل كبير من اصول الاسلام. والمفترض انكم حفظتم الحديث واللقاءات القادمة بعون الله تعالى ستكون آآ كالتالي اول ما تحظرون ها هنا قبل بدء الدرس يسمع كل اثنين مع بعضهما الحديث الذي معنا والحديث السابق. يعني كونوا جاهزين للقاء القادم ان شاء الله تسميح حديث جبريل حديث عمر طويل اركان الايمان والاسلام مع هذا الحديث ثم اذا جئنا الاسبوع الثالث مع الفصل الثاني ان شاء الله نسمع الحديث الثالث ونراجع معه والحديثين فنمشي هكذا نحفظ المثنى وننال دراسة وحفظا لهذه الاربعين المباركة. حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث اعتبره اهل العلم اصلا من اصول الاسلام كما قلت قبل قليل. سنتناول الحديث في عناصر ثلاثة العنصر الاول الفاظ الحديث وما يتعلق به العنصر الثاني اهمية الموضوع الذي جاء في الحديث والثالث تطبيق ذلك في حياتنا وهو العنصر الذي ارجو ومن يتسع له الوقت بطريقة نستبصر بها احوالنا. حديث عمر رضي الله عنه اه اشتمل على امر عظيم وهو امر الاخلاص والنية تصفية المقاصد. يقول عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. في حديث يحفظه كلنا وصغار طلبة العلم وائمة المساجد وخطباء الجوامع ايضا لا يفتئون يذكرون هذا الحديث في المنابر وفي المساجد وفي المدارس عمد بعض اهل العلم قديما الى تصدير مجالسهم وكتبهم ومصنفاتهم بهذا الحديث. لفتا لانظار طلبة العلم الى العناية بالنية فيجعل لك في اول الكتاب حديث انما الاعمال بالنيات ويجعل في اول درس من السلسلة في اي متن وعلم. حديث انما الاعمال بالنيات كانه يقول لك انتبه وانت تفتح الكتاب. انتبه الى نيتك. انت لماذا ستقرأ في الفقه او في المصطلح او في الاصول او في العقيدة؟ كانه يقول لك من الخطوة الاولى انتبه لنيتك انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. حتى الامام البخاري رحمه الله صاحب الصحيح صدر كتابه بهذا الحديث وهو لما جاء فجعل اول الابواب والكتب في الصحيح كتاب بدء الوحي يتكلم عن الوحي وجاء بحديث عائشة ان النبي عليه الصلاة والسلام اول ما بدي به من الوحي الرؤيا الصالحة في المنام فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح. هذا هو الحديث المناسب لكتاب بدء الوحي. لكنه جاء بهذا الحديث ما حديث انما الاعمال بالنيات بالوحي. وكيف بدأ الوحي مع النبي عليه الصلاة والسلام؟ لا هو اراد ان يكون اول حديث في كتابه به الصحيح لمن يفتح صحيح البخاري ليقرأ ويدرس ويتعلم ان تقع عينه على هذا الحديث. وان اي عالم في الدنيا الى يوم القيامة يشرح صحيح البخاري اول ما يشرح هذا الحديث. والسبب اهمية ما جاء فيه ويقول لكم انتبهوا الى نياتكم. الامام البخاري رحمه الله ما كان وحده في هذا الصنيع. تتابع السلف على مثل هذا العمل. تنبيه طلبة العلم على وجه الخصوص. الى ان النية مطلب مهم وخطوة اساس وباب لابد من الدخول منه قبل كل شيء. على كل فهو تنبيه كما قلت للمقاصد والنوايا الى تصحيحها وتصفية واخلاصها لله. الحديث جاء في قصة مهاجر ام قيس كما ثبت في شروح الحديث. وذلك ان احد من هاجر آآ ام آآ في زمن النبي عليه الصلاة والسلام كان سبب هجرته في الاساس امرأة احبها واراد الزواج بها يقال لها ام قيس. ولذلك جاء في نصف الحديث الاخر فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته يعني وقع اجره مثل ما وقع في نيته فهجرته يعني من كانت هجرته الى الله ورسوله قصدا فهجرته الى الله ورسوله توابا. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه بنفس المعنى ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها يعني قصدا فهجرته الى ما هاجر اليه ثوابا. هاجر الى دنيا وتجارة وصديق يقابله ومصلحة وعمل كذلك ليس له من الثواب الا ما حصل له بهذا القصد. ان كان قد هاجر يريد بحثا عن امرأة يحبها يتزوجها ما حصل له الا هذا القصر. فهجرته الى ما هاجر اليه. نصف الحديث الثاني جاء عن الهجرة. وليس المقصود الهجرة وحدها لان اول الحديث عام انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. النقطة الثانية في شرح معاني الحديث قوله انما الاعمال بالنيات انما عند الاصوليين واهل اللغة صيغة حصر ومعنى الحصر انه جمع لك كل شيء فحصره في هذا الامر. انما الاعمال يعني انما كل عمل وحصل هذا في شيء واحد وهو النية فحصر جميع الاعمال في النية حصر جميع الاعمال من اي جهة الثواب فتقدير الحديث انما ثواب الاعمال بالنيات. فيترتب الاجر والثواب وما يريد الانسان من جزاء العمل يترتب على ماذا؟ على النية انما الاعمال اي ثوابها بالنية وانما لكل امرئ ما نوى. ما النية؟ ما النية عزم القلب وقصده ماذا يقصد القلب وماذا يقوم في داخله فعزم القلب وقصده هو النية والعمل يترتب ثوابه على ما يقوم بقلب العبد من النية والقصد وما يتوجه اليه. وانما لكل امرئ ما نوى يحصل لكل امرئ في الدنيا هذه بحسب ما نوى ما يقع في قلبه من النية. فتبين في الحديث فائدتان فقهيتان كبيرتان اولاهما ترتيب الثواب والجزاء على النية. فمن نوى بعمله وجه الله واراد الاجر والثواب حصل له ومن لم ينوه ما حصل. وهذا هو الفائدة الكبرى في الحديث. الثانية ما هي الثانية ان النية ان النية تفيد في تمييز العمل المتشابه في الصورة مختلفة في النية ثمة اعمال تتشابه في الصورة. انت تصلي ركعتين ممكن تكون سنة فجر ويمكن تكون فجر ويمكن تكون تطوع ويمكن تكون قضاء في لجواجب فائت. ما الذي يفرق بين هذي الركعتين وهذه الركعتين وهذه الركعتين اذا يقع تمييز الاعمال المتشابهة في الصورة بالنوايا. دخل انسان الحمام فاغتسل. قد يكون غسلا واجبا قد يكون مستحبا وقد يكون مباحا. واجبا اذا كان لجنابة. مستحبا اذا كان لغسل جمعة على قول من لا يرى وجوب الغسل في الجمعة اذا اراد التبرد والتنظف ما نوى به التعبد. فاراد ان يخفف من الحر فدخل واغتسل. هذا غسل وهذا غسل وهذا غسل والشخص نفسه ربما اغتسل في اول اليوم في منتصفه في اخره. وقع له في مرة واجبا وفي مرة مستحبا وفي مرة مباحا. ما الذي فرق والعمل واحد. فالذي يفرق بين الاعمال المتشابهة هي النوايا. وكذلك انسان يعمل اي عمل اي عمل تستطيع ان تقول انه في طاعة او في معصية انه في بر او في فجور بحسب ما يقوم في قلبه من النية بل ربما وقع الانسان في عمل ظاهره المعصية وهو غير عاصي. لم؟ شرب الخمر لا يدري انها خمرا. او يظن حلالا ولا يقصد بها المعصية ولا يريد بها تعدي حدود الله عز وجل. فلما فعل ذلك ولم ينوي المعصية ما حصل له العقاب ولا ولا يعتبر اثما والعكس فهذا باب كبير ترتيب العمل باجره وثوابه على النية وتمييز العمل المتشابه في الصورة ايضا بالنية هذا هو فائدة الحديث الفقهية الكبرى. ويترتب على ذلك العنصر الثاني في لقائنا اليوم وهو الحديث عن موضوع الحديث والنوايا النوايا وما يتعلق بها وكلكم يعلم انه لما يتكلم الفقهاء والعلماء فيقولون هناك احاديث احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام هي احاديث جامعة عامة شاملة تشمل كل ابواب الاسلام بلا استثناء. فيذكرون منها هذه الاحاديث الكبيرة من احدث في امر ان هذا ما ليس منه فهو رد. ويذكرون حديث انما الاعمال بالنيات. ويذكرون حديث الدين والنصيحة. وثمة احاديث يقولون الاربع الاحاديث يقوم عليها الاسلام كله. الا حديث انما الاعمال بالنيات اذا جاءوا اليه ما يقولون هذا نصف الدين ولا ربع الدين ولا ثلث الدين يقول هذا الدين كله. حديث انما الاعمال بالنيات هو عماد الاسلام الكبير. لانه ليس هناك باب في الاسلام ولا طاعة ولا عبادة ولا حكم من احكام الاسلام الا ويرجعوا الى هذا الحديث انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. فلذلك يعتبر هذا الحديث اصلا جامعا في احكام الاسلام العامة والخاصة. في كل ابواب الشريعة بالاستثناء عبادات معاملات اخلاق اداب جنايات قصاص كل احكام الاسلام تعود الى هذا الباب الكبير باب النية. فيعتبر هذا الحديث العظيم حديث عمر والله نحتاج ان يكون يعني الناظرين في الحياة في كل الخطوات كما سيأتي بعد قليل. كيف نطبقه في واقعنا المعاصر؟ لكننا والله صدقا يا اخوة بامس الحاجة الى ان نعود من جديد الى مثل هذه الاحاديث ونطبقها في حياتنا يا طلاب العلم والدعاة الى الله. هذا الحديث دل على الموضوع الكبير موضوع النوايا. ولو تأملت في نصوص الكتاب والسنة ان وجدت هذا كثيرا جدا في القرآن وفي السنة ما هو؟ الحديث عن الاخلاص واهميته عكسه عكسه الرياء وخطره. والحديث ايضا عن ما يجب على الانسان ان يعمله ليجاهد نفسه هذا شرك اصغر الرياء ولا علاج له الا بالاخلاص. وبالعكس هذا اخلاص اساس قبول العمل. يتوقف قبول عمل على شرطين اثنين اخلاصنا لله متابعتنا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ولذلك هذا اصل كبير في الاسلام في الشريعة. انت ماذا تعمل من عمل اغمض عينيك وفكر انك ستموت الليلة. وهذا اخر ليلة في حياتك. في ظنك بالله. فكر هكذا منذ ان وعيت في الدنيا وجرى عليك قلم التكليف. ما اعظم عمل تظن انك تفرح لو لقيت الله عز وجل وانت تقابله انك قمت بهذا العمل في حياتك اجمع عمل العملين ثلاثة حاول ان تتذكر حفظك للقرآن مثلا طلبك للعلم برك بوالديك ما هو؟ فكر ماذا صنعت؟ ماذا قدمت لنفسك لامتك لدينك؟ لوالديك اي عمل صالح قمت به؟ وانت تفكر واختر واحد عمل تقول هذا ان شاء الله هو هو ربما كان في حياته هو افضل شيء عندي. فاذا اخذته افتحه وفتشه بصدق. كم هو اخلاصك لله في هذا العمل خمسين في المئة ستين سبعين مئة في المئة هذه القضية حساسة وخطيرة جدا. نحن نعيش حياتنا او يوم ينقضي اثر يوم واسبوع بعد اسبوع سنة بعد سنة ونحن ما ندري ماذا اخذنا وماذا تركنا. المهم حقيقة هو هو ما يقوم بالقلب في النوايا. فباب الاخلاص وتحظير النية اصل عظيم يحتاج اليه المسلم في حياته كلها. النصوص الشرعية جاءت كثيرا في هذا الباب. اخوف ما اخاف عليكم. يقول عليه الصلاة والسلام. الشرك الاصغر وهو وهو الناصح الرؤوف الرحيم بامته عليه الصلاة والسلام يقول انتبهوا اكثر شيء اخافه عليكم هو هذا. يخاطب من صلى الله عليه وسلم. يخاطب ابا بكر وعمر وعثمان. افتح عينيك انتبه ليس انا وانت. يقول لهم انا اخاف اكثر شيء هذه القضية. ثم نحن اليوم في حياتنا ربما اخر شيء نفكر فيه هو هذه القضية. ونقطع يام اسابيع وشهور وسنوات ولا سأل احدنا يوما نفسه يوما انت ما نيتك في هذا؟ اخلاصك صحيح موجود هل وقع رياء؟ عجيب فالمسألة فعلا نعيش في غفلة الى حد كبير. بينما عاش السلف والله يقظة تامة. يقول بعض اني اذا هممت بعمل توقفت فنظرت ان كان لله امضيته وان كان لغير الله تركته. خلاص يبدأ يحاسب نفسه بكل ما جردوا كي يفكر في فكرة يريد ان يعملها يقف. ماذا تريد؟ هل هو فعلا لله؟ ما في اي سبب اخر لا حظ له شيء اخر فعل وان كان في نيته شيء شعر انه ليس لله ترك. ومع هذا فكانوا فطنين. لا يتركون العمل ايضا خشية الرياء لا هو يعمل ان كان اخلاصا عمله. وان كان رياء تركه. لكن ما يسمح للشيطان ان يأتي اليه ويقول انتبه. انت الان تلقي خطبة جمعة كيف تقول اخلاص؟ كل الناس ينظرون اليك اي اخلاص هذا او سجل درسا في الاذاعة او تقدم دورة ويحضر لك الناس ويسجلون لك وفي الاخير كل هذا ليس خلاص. الاحسن اترك هذا. حتى لا يؤثر على اخلاصك. حتى هذا كان السلف متيقظين له فيقولون انتبه. لا تعمل العمل من اجل الناس ولا تترك ايضا من اجل الناس. اعمل العمل لله. ومن هذا القبيل العبارة الجميلة لفظيل او لسفيان نسيت واحدهما يقول رحمة الله عليه يقول العمل من اجل الناس العمل من اجل الناس شرك وتركه لاجل الناس رياء يعني قد تترك العمل ويكون الرياء في ترك العمل وليس في العمل. فهذه ابواب دقيقة جدا وكلام السلف فيها كلام رائع لانه يعالج النفوس البشرية بشيء كانوا صادقين فيه الى الاخر. والى المنتهى وكانوا يتكلموا بشيء كما نعيشه نحن فيقول انتبه لا تترك لاجل الناس ولا تعمل. فلا تظن ان الرياء فقط انك اذا عملت العمل وسيكون في كلام الناس ويكون رياء. ربما تترك ويكون رياء. فهذا باب كبير. اقول نحن بحاجة الى ان نعيد النظر في عباداتنا واعمالنا الصالحة لنقيمها على هذا الاصل ونحن ندرس دائما ونحفظ ونختبر شروط قبول العمل الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن هل طبقنا هذا في حياتنا؟ نحن الى ان نذكر بعضنا بعضا. دراسة هذا الحديث اصل كبير في هذا الباب. النصوص الشرعية في التحذير من الرياء. في التذكير بثواب العمل الصالح يقول الله عز وجل في الحديث القدسي من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. خلاص لاحظ لك في الثواب يؤتى بثلاثة يوم القيامة كما في صحيح مسلم. قاموا باعمال صالحة جليلة. واحد قرأ القرآن. والثاني بماله والثالث جاهد. هذه الثلاثة الابواب كلكم يعرف فيها ايات واحاديث كثيرة. فضل العلم وحفظ القرآن وفضل صدقة وفضل الجهاد في سبيل الله. هذه الثلاثة من اكثر الاعمال التي جاءت في الاسلام فضائلها واثارها. يقول عليهم الصلاة والسلام اول من تسعر بهم النار ثلاثة فيذكر المتصدق والقارئ والمجاهد. فيؤتى بالقارئ فيقول يا رب قرأت فيك قرآن فيقال كذبت انما قرأت ليقال عنك قارئ. شفت النية؟ قرأت ليقال عنك قارئ فقد قيل. يعني حصل الذي كنت تريد وانما لكل امرئ. نويت ان يقول الناس عنك فقد قالوا عنك. خلاص. ثم يؤمر به فيسحب الى وجهه فيلقى في النار. يؤتى بالمتصدق فيقال انفقت وتصدقت في سبيلك. فيقال كذبت. انما انفقت ليقال جواد يعني كريم. فقد قيل والثالث قال قال جاهدت في سبيلك. قال كذبت انما قاتلت ليقال عنك جريء شجاع دام لا تخاف فقد قيل وانما لكل امرئ ما نوى. مرة اخرى ساقول ايضا فتشوا في نواياكم في كل عمل تقومون به حتى حضورك الليلة هنا بصدق والله. حتى حضورك الليلة هنا لما؟ هل هو لاجل عادة او لاجل تركت الزملاء وتكون معهم او لشيء اعتدت عليه او لانك اذا ما جئت سيسأل عنك فلان ما جاع ليش ما حضر؟ وانما لكل امرئ ما نوى من نوى بعمله الصالح وجه الله يريد اجرا وثوابا يريد حسنة في صحيفة عمله. يريد قربة الى الله اريد شيئا يرفعه عند الله عز وجل فلا يريد بعمله الا الله عز وجل. وانما لكل امرئ ما نوى. فانا اقول هذا باب كبير في نصوص الشريعة بينت. قال اهل العلم انما كانت ثلاثة هؤلاء من اشد الناس عذابا يوم القيامة. بل لاحظ قال اول من تسعر بهم النار. هو لو قال يدخلون النار لكان امرا فظيعا مخيفا شديدا. فكيف وقد قال اول اذا هم يدخلون النار في البداية. بل هم من مسعر يعني ويصبح جسدهم وقودا لنار جهنم تسعر يعني تشتعل النار على اجسادهم والعياذ بالله. قال اهل العلم انما كان ذلك لانهم عمدوا الى افضل الاعمال واعلاها درجة فجعلوها في ادنى المراتب بسوء الاخلاص وفقد النية. فكأنهم اهانوا العمل العظيم الذي رفع الله منزلته لما جعلوه لغير الله. اذا اعظم الاعمال واشرفها يمكن يكون قبيحا في صحيفتك الان والله افتح اذنيك جيدا. افضل الاعمال واعظمها واحبها الى الله يمكن تجده في صحيفتك قبيحا وسيئا جدا. سبحانك يا رب كيف هذا؟ لانك افسدت نيتك. فالنصيحة والله يا اخوة الذي لا يجد نية صالحة في عمله الصالح يترك العمل خير من ان يفعله. اترك اترك قراءة القرآن اترك الصدقة اترك جهاد اترك كل الاعمال الصالحة اذا كنت لا تجد نية صالحة فالنصيحة ان تترك. تترك حتى لا يحاسبك الله على امر افسدت فيه نيتك. فهذا كلام الله يهز القلوب. من لا يقدر على نية صالحة في عمل يريد به ثواب الله والدار الاخرة فليحذر. في تطبيقات هذا العمل في حياتنا انا دخلت في النقطة الاولى الان. نحن في كل ما نمارسه في حياتنا يا شباب. وصدقا والله ينبغي ان تفقدوا نواياكم وابحثوا عما يحمل احدنا على على خطوة يقوم بها على عمل يقوم به وانا اخص بالذات طلبة العلم الدعاة الى الله لانهم امام مرأى الناس وعلى سمع الناس هذا يطلب العلم وهذا ينفع الناس وهذا يخطب وهذا يفتي وهذا يعلم هذا يرشد وهذا ينصح الناس تحبه وتقبل اليه وتتعلم منه. هنا تبدأ خطوات الشيطان. وهنا تبدأ ابواب الشيطان تتفتح اخبرك كيف يحصل هذا؟ يحصل هذا سلمك الله في عمل يبدأه الانسان بنية خالصة لله. يعني اول مرة خطب فيها الجمعة ورتب ان يخطب بالناس او يصلي بالناس او يقدم درسا اول مرة فعل هذا العمل كانت نيته خالصة. اراد ان يقول يا رب انا اريد ان اعمل شيئا اخدم به الدين. ممتاز. وفقه الله. اعد اعدادا جيدا. تعب. حضر الدرس. كتب الخطبة. بحث. قرأ جمع واجتهد وتعب ايام حتى يقدم هذا الامر. درس في اذاعة او برنامج في التلفاز او خطبة جمعة او دورة يقدمها او ارسم اي شيء اجتهد وتعب حتى صنع شيئا جيدا. قام وفعل وقدمه لله عز وجل. فلما انتهى كتب الله الله له اثرا حسنا بين الناس. لانه اخلص النية. والعمل اذا كان خالصا يبارك الله فيه. ولو كان قليلا ولو كان قليلا العمل الصادق في نيته والله يقع موقعا عظيما عند الله بالبركة بالنية التي تكون في قلب صاحبها في الاخلاص. فهنا تبدأ الخطوة الاولى. الخطوة الثانية لما يقدم شيئا يحبه الناس ويفرحون به. سيثني عليه الناس ثناء حسنا صح؟ هذا الثناء سيبلغ اذنه بطريقة او باخرى. شخص يسلم عليه جزاك الله خيرا وفقك الله. وهذا يسحب رأسه ويقبله. وهذا مؤثرا بالخطبة او بالدرس والدموع في عينيه وجاء يشكره. والثالث كتب له رسالة والرابع والخامس والسادس. طيب ثم ماذا اذا دخل الاذن وقع في قلب صح؟ لا نكذب على انفسنا الكلام اذا دخل الاذن وكان كلاما جميلا يدخل الى القلب مباشرة يدخل في الكلب في القلب فيقع فتفرح النفس. قل الحمد لله اللهم لك الحمد وفقتني هذا بفضلك يا رب. هذه الخطوة الاولى ثم يستمر هذا وثناء الناس وما يقوله الناس هو في كل مرة يدفعه هذا الى ان يكون اكثر عطاء من ذي قبل لانه وجد الاثر فعرفت فيبدأ يجتهد اكثر ليقدم اكثر لينفع الناس اكثر. هو الى هنا ما في مشكلة ونيته كانت خالصة وعمله كان صالحا ممتاز ماشي بتوفيق الله. لكن بدأ تشعر انه لما جلس يحضر المرة الثانية الثالثة الرابعة للخطبة او للدرس الدورة جزء من النية هو محاولة تقديم شيء جيد حتى يكون له اثر كما حصل في المرة السابقة كما حصل في المرة التي قبلها اذا هو في نوع الان بدأ ينبت في القلب في التفات الى غير الله ولو بنسبة واحد في المئة بدأ يعني ابدأ ساصنع شيئا ليكون مقبولا عند الناس ليؤثر في الناس ليقبله الناس ركز معي ونحن صادقين هذه نفوسنا نريد لن نعالجها. فتبدأ هذه المداخل في النفس. ويبدأ بعد ذلك اذا استمر به الامر. يا اخي ليس بالضرورة خطبة ربما يكون قارئ قرآن حافظ صوته جميل تقدم يصلي بالناس وصلى صلاة الفجر او صلاة التراويح او صلاة العشاء وصلى صلاة جميلة رائعة جدا الناس شكرت واثنت مرة اخرى احضروا جوالات تسجلون واحضروا كاميرات يصورون يعني اعجبهم هذه القراءة وهذا الصوت الجميل وهذا الحفظ الممتاز صلى بهم التراويح مرة بعد مرة سيكون دخوله الثاني في المحراب او المرة الثالثة او الرابعة سيكون في نوع من محاولة ملاحظة ما يقول الناس بعد العمل حتى الخطيب يصعد المنبر المرة الثالثة الرابعة سيكون في قدر في قدر في داخله في قلبه كيف سيكون هذا عند الناس واضح؟ طيب ثم يبدأ هذا وسيصله ايضا الثناء الرسائل السلام الحار والشكر والثناء وربما يأتي الكلام حتى من البيت حتى من داخل البيوت مع النساء امرأة حضرت سمعت الخطبة سمعت الدرس سمعت الصلاة كلمت امك كلمت خالتك كلمت زوجتك جاءك الكلام حتى داخل البيت ان فلانة تقول والنساء يقلن كذا وما شاء الله يباركن لك ذلك ويشكرن فجاء من كل الجهات هذا الثناء والحسب. ثم ماذا؟ الخطوة الثالثة يبدأ احدنا يعطي مساحة اكبر في قلبه ونيته لهذا يعني ماذا سيقول الناس؟ او اذا كان يوم من الايام يعني تعب او ما اجتهد في تحضير الخطبة او الدرس او الدورة او الصلاة تقدم وكان صوته تعبان وقرأ قراءة كذا هو هو بنفسه بعد ما ينتهي من خطوة من الصلاة يقول في نفسه اليوم انا لست جيدا. يشعر انه يعني لم يصل الى الدرجة التي كان يعني يتمنى ان يصل اليها. ويشعر ان هذا اثر عند الناس في قبولهم في في فرحهم وفي اعجابهم بما يفعل. بصدق سيصل يوما ما والله يا شباب الى مرحلة اذا انتهى من الخطبة او من الدرس او من الاذاعة او من التلفاز او من البرنامج ينتظر ينتظر ثناء الناس اذا ما وجد يشعر كذا بمضايقة وانزعاج. هذه هي النفوس صدقا. واذا جاء لموقف وما وجد ثناء ولا شكرا يبدأ يعني كل غضبان يعني ما بهم لماذا ما حصل هذا؟ صحيح والله ويبدأ يفتقد هذا انظر كيف بدأ اخلاص مئة في المئة ثم بدأ يتدرج شيئا فشيئا حتى وصل الى درجة اصبح هو الذي يبحث. ثم اصبح اصبح يعني يفتقد الشيء اذا ما وجده يعني ليش ما وجده؟ ثم اصبح بعد ذلك خلاص في النهاية تنقلب النية. ربما كانت الى العكس تماما مئة في المئة يصنع الشيء من اجلك الناس طيب نحن بشر لنكن واقعيين صدقا نحن لا نكذب على انفسنا ونقول لا نحب مدح الناس ولا ثناء الناس بل نحبه وكذاب الذي يقول ما يحب. نحن بشر وهذا فطرة في النفوس. جبل الناس على ان يحمدوا ويمدحوا ويثنى عليهم الناس يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا حتى الشيء اذا ما فعلت وقال الناس ما شاء الله فلان يفعل خلاص يعجبك حتى لو كنت ما تفعل. فكيف اذا كنت تفعل سيقع هذا في قلبك ويعجبك. طيب هذه خطوة اولى. اذا نحن نحب مدح الناس وثناء الناس. وكلنا بلا استثناء اذا بلغه مدح او ثناء يشعر بالفرح في داخله. هذا لا نستطيع ان نغيره. اثنين لا نستطيع ان نكمم افواه الناس ونقول لا تمدحونا ولا تتكلموا علينا لو تفسدوا نياتنا ما نستطيع يبلغك مدح الناس احيانا رسالة في الجوال تأتيك الى الجوال. حتى لو خطبت وصليت وخرجت مباشرة ما تريد ان تقابل احد او لا تجلس احد يأتيك الى رسالة في الجوال يأتيك الى رسالة في في الواتس رسالة في البريد الالكتروني في الايميل كل شيء سيصل اليه ربما كان هذا احيانا بمبالغة اطراء وثناء كبير انك فعلت وصنعت وكذا وكأنك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقع هذا اذا نحن لا نستطيع لا نستطيع ان ننكر حبنا للمدح والثناء ولا نستطيع ان نكمم افواه الناس ونمنعهم من المدح. السؤال العملي هو كيف نفعل احدنا يبدأ العمل خالصا لوجه الله يريد ان يحافظ على اخلاصه. الحل يا اخوة في شيئين اثنين. الحل في امرين اثنين من لم يعتني بهم ما والله سيترك نيته للشيطان. وسيفقد اخلاصه في كل عمل صالح يوفقه الله تعالى فيه. الحل الاول هو دعاء امير المؤمنين خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام ابو بكر الصديق. فقد صح عنه كما صح الشيخ الالباني رحمه الله. دعاء لطيف كان يقوله لعلاج هذا الامر في نفسه نحن الان تتكلم عن سادات السلف ائمة الاسلام. كان رضي الله عنه يقول اذا بلغه مدح او ثناء يقول اللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون. بس خلاص. يقول يا رب عندي ذنوب وسيئات اغفر لها يا رب لانهم يظنون بي خيرا. واجعلني يا رب خيرا مما يظن بي الناس. وكان بعظ السلف يدعو فيقول اللهم اجعلني كبيرة وعند الناس صغيرة. قل يا رب انا لا احب ان اكبر في عين الناس. اريد ان اكون عندك كبيرا يا رب. لكن عند الناس احب ان اكون صغيرا حتى لا يشعر ان انه وصل الى النهاية يريد ان يظل بين الناس صغيرا ويعيش في نظرهم صغيرا حتى يزيده ذلك نشاطا وهمة وعملا. اذا خطوة الاولى الدعاء الدعاء بدعاء ابي بكر رضي الله عنه او بغيره اجتهد. اجتهد يا حبيبي في ان يرزقك الله الاخلاص. ان يبعد عنك الرياء ان يحفظ لك نيتك. كم مرة كم مرة في اليوم تدعو بهذا الامر؟ ربما ولا مرة. طيب في اليومين؟ في الاسبوع في الشهر كم مرة في المواقف العظيمة في صيام رمضان وفي العشر الاواخر وعند ختم القرآن وفي الحج. هذه المواقف العظيمة كم مرة حرصت على انك تذكر هذا الامر في دعائك لانه شيء عظيم. وتخاف ان تفقده. كم مرة دعوت الله؟ هذه مسألة مهمة. والله نحتاج الى ان حضر الدعاء بالاخلاص في النية والحرص عليها ليكون حاضرا في دعائنا. نسأل الله ان يحفظ علينا نياتنا واخلاصنا وهيكون هذا دائما موجودا في قلوبنا في دعواتنا وان نجعله خالصا لوجه الله الكريم. هذا هذا هذا الحل الاول. الحل الثاني اسلوبنا عملي يمارسه الانسان مع نفسه يعالج به ما قد يقع في قلبه من فرح بالمدح والثناء وما قد يحصل في نفسه من الانتفاخ والعجب لا قدر الله. المدح والثناء يحمل النفس على الانتفاخ صح؟ علاجه بالعكس. اذا كانت النفس تفرح بالمدح والثناء وتنتفخ. فان العكس النفس تأذى بالذنب صح؟ والانتقاد صح؟ والملامة والعتب صح؟ ممتاز. اذا وجدت ان نفسك قد بالمدح والثناء وبدأت تنتفخ وتنتفخ. حتى شعرت ان الطاقية اصبحت صغيرة وما تدخل في رأسك بهذا الانتفاخ وكبر الرأس. والله تارة هات هات هات لنفسك علاجا تنسم به هذا الهواء الذي بدأ ينتفخ في داخلك. اذا كانت النفس تحب المدح الثناء فان علاجها بالذم للنفس. ولوم النفس وهضم النفس. احتقار النفس هذه مصطلحات جاءت على لسان السلف بل في كتاب الله. ولا اقسم بالنفس اللوامة. هذه نفس شريفة اقسم الله بها في القرآن اه النفس اللوامة التي تلوم صاحبها دائما. تلوم صاحبها حتى ولو كان على اعلى درجات الخير والصلاح والاستقامة. النفس اللوامة وما تلوم صاحبها تعاتبه دوما وبالتالي هذا علاج والله مظمون تماما مئة في المئة. وانا اقول لو بلغك مدح اهل كلهم وثناء الدنيا كلها لو بلغك وجاءك وفرحت والله اطمئن لن تخاف على نفسك اذا كنت ممن ممن يعاتب نفسه ويلوم نفسه. ايش نقصد بلوم النفس وهضمها؟ مباشرة يا عزيزي. كلما بلغ مدح وثناء وفرح بك الناس وتكلم مباشرة قل لنفسك تعالي تعالي. انت اليوم ما صليت الفجر جماعة. انت البارحة يا خبيثة ما اوترتي اليوم صلينا اربع صلوات ما صليت السنة الراتبة الا مرة او مرتين. اليوم ينقضي وما استغفرت الله ولا سبعين مرة ولا مئة مرة وذكر نفسك بالذنوب والمعاصي التي تقع فيها انت. ذكر نفسك بالواجبات التي تقصر فيها انت. بل الانسان على نفسه وكل واحد يعرف نفسه هذا هو العلاج المضمون الذي يجعلك تعيش محتقرا لنفسك هاظما لها عاتبا عليها اجعل نفسك تحت قدميك. والله هذا ليس فقط علاجا للانتفاخ والعشب بالمدح والثناء. بل هو وقود النفس على التقدم الى الامام. تعرف متى يظل احدنا منطلقا منطلقا متقدما بقوة ولا يقف في حالة واحدة اذا شعر انه لا يزال متأخرا صح؟ لكن ماذا لو شعر انه تقدم ووصل الى الامام؟ خلاص يبدأ يقف ويبدأ ينتظر ويبدأ يستريح اكبر مداخل الخطأ في حياة طلاب العلم والدعاة الى الله شعوره بانه وصل. او شعوره بانه اصبح متقدما على الناس. خطأ والله حتى لو كنت انت في البلد انت افضل الموجودين. حتى لو كنت في الساحة انت افضل اخوانك واقرانك. حتى لو شهد لك الجميع انك المقدم بينهم اصبحت استاذهم ومعلمهم واصبحت قائدهم ومستشار حتى بعد هذا كله قل لنفسك اين انت من حياة السلف والحياة الائمة ومن الكبار في الامة لا شيء لا شيء. فكلما عدت الى نفسك بالهظم والاحتقار واللوم والتوبيخ والله تضمن ان شاء الله ان قودك يستمر بك وانك تنطلق وانك كلما صنعت شيئا قلت لنفسك هذا لا شيء. وانك تريد المزيد وانك تطمح الى اكثر من ذلك هذا باب باذن الله من دخله يأمن على نفسه اولا ويضمن لنفسه الاستمرار في الانطلاق والتقدم ثانيا وثالثا ورابعا فلا عند هذا في مواقف سلفية رائعة في هذا الباب تفهم ان السلف كانوا ينتبهون لهذه القضية علاج النفس ومحاولة رفع الهمم يعني افضل من في الامة ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. وهم مع ذلك حفظت عنهم مواقف عجيبة جدا والله يا شيخ وكلكم يعرفها. ابو بكر رضي الله عنه رغم ما بلغ من الدرجة العالية والايمان الرفيع وصحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وتفديته بالنفس ثاني اثنين اذ هما في الغار ومع هذا كان لا يرى نفسه شيئا. يتولى الخلافة ثم يقول اني وليت عليكم ولست بخيركم. بالله ابو بكر كان يعرف انه خير الصحابة ولا ما يعرفه؟ يقول هذا الكلام مجاملة لا والله هو في داخل نفسه قد اقنع نفسه انه ليس خيرا. ايش تريد اكثر من هذا؟ وهو يعرف انه خير الامة. ولما يطلع للصحابة يوم الخلافة ويخطب على المنبر صدقني ما كان يكون جاملوا ولا كان يقول تصريح تلفزيوني يسجل بميكروفونات وينقل بالصور لا كان يقول شعورا يعيشه ثم يقول عبارة والله لما تقرأها تجلس تتأمل فيها كثيرا ابو بكر بحياته العظيمة وجهاده وخلافته لرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول والله لوددت اني كنت شجرة في فلاة. شجرة ما كنت انسانا مكلفا ولا محاسبا. يقول وددت اني كنت شجرة في فلاة فيأكلني بعير فيهظمني ثم اخرج بعرة تلقى في الصحراء لا حساب ولا عقاب. هذا ابو بكر ان يكون في النهاية نبات يأكله البعير ثم يخرج فضلة من الحيوان. عمر يقول والله لوددت اني كنت شعرة في صدر ابي بكر عمر الذي سلك ما يسلكه طريقا الا يسلك الشيطان طريقا اخر. عمر الذي ينزل القرآن بموافقته يقول شيء فينزل الوحي موافقا لرأي عمر في مواضع متعددة من القرآن. النبي عليه الصلاة والسلام كان مرارا يقول عن ابي بكر وعمر هما بمنزلة السمع والبصر. الصحابة كلهم هذا الكلام. ابو بكر وعمر يعرفون هذا الكلام. عمر بن الخطاب يعيش حياته ثم يقول انا اتمنى ان اكون شعرة في صدر ابي بكر يقول لو جمع الناس يوم القيامة فقيل كلكم يدخل الجنة الا واحد لخشيت ان اكون انا. يقول لو قيل كلكم يدخل الجنة الا واحد يقول اخاف ان اكون انا هذا الواحد. هذا هذا ترى ما كانوا يقولون مجاملة صدق والله يا شيخ. لما حضرته الوفاة عمر وتعرفون هذا لما طعن وجاء الصحابة يزورونه ويتكلمون معه ويودعونه لما خلا في الحجرة مع ابنه عبدالله قال يا عبدالله انزلني من السرير وضع خدي على التراب. قال ابن عبدالله فظننته يهدي من شدة التعب والمرض. فناداه مرة اخرى قال يا عبد الله انزلني من السرير واضع خدي على التراب قال فظننت يهدي فما اجابه؟ قال في المرة الثالثة مرة اخرى قال يا عبد الله ويحك اما سمعت؟ قال فعرفت انه يعقل. قال انزلني من السرير وضع خدي على التراب قال فعرف عبدالله انه جاد في كلامه قال فانزلتهم للسرير هو مطعون بطنه مفتوحة ينازع الموت الان ثم يزول من السرير وعمر يبكي على التراب ويقول ويح عمر ان لم يرحمه ربه. يعني عمر يقول ويحه ان لم يرحمه انا وانت ايش بالله يعني خلاص ظمنا ان احدنا وصل الى درجة عالية وعنده عمل صالح وعنده قرآن وعنده دعوة ايش انا وانت؟ والله ان لم يكن في حياتنا هذا الهدي الكبير وعلاج النفس في هذه القضايا وان يقول احدنا لنفسه اخسأ انت لا شيء والله سيدخل الشيطان من اوسع ابواب وسيعبث بنياتنا ويفسد علينا عملنا الصالح كله. بالله عليك كم مرة في حياتك لليوم عشت مثل ابي بكر بهذه الكلمات مرة عشت مثل عمر شوف عمر لما قال هذا الكلام لما قال هذا الكلام عندما طعن صدقني كان يقوله لنفسه مرات ومرات ربما كل ليلة كان هو جاهز كان هذا شعوره في الداخل. ابو بكر نفس الكلام. لما قالوا هذه العبارات ما قالوها ما قالوها في موضع حصل وموقف عبر فقالوا هذا الكلام كلام اطلقوه ولا كان شعورا يعيشونه. سؤالي انا وانت اين اين حياتنا عن هذا الشعور؟ وصلنا الى مرحلة صدقا ان يعيش احدنا حياته ثم هو يقول لنفسه والله للاسف انت من اسوأ العباد في هذه الدنيا زين العابدين علي بن الحسين كان يطوف بالكعبة سيد سيد التابعين في زمانه بلا منازع. جمع الله له بين العلم والديانة والتقوى والصلاح والجود والكرم. خصال عظيمة يقول الذهبي كان يصلح للخلافة كاد يصلح ان يكون خليفة المسلمين. كل خصال الخير اجتمعت فيه. الذي حتى حتى قال فيه الفرزدق يمدحه هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم. هذا ابن خير عباد الله كلهم وهذا النقي التقي الطاهر العلم. الى ان يقول ما قال لا ما قال لا قط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم. هذا هذا زين العابدين يعيش حياته يطوف بالكعبة. زين العابدين امام الدنيا في عصره كان ينفق على اهل الفقراء من اهل المدينة النبوية ويتفقدهم بالطعام وبالاموال خفية لا يعلم به احد وكان على خير ومال. يقول الذهبي كان يبخل بين اهله. كان يتهم بالبخل. تصور؟ ينفق ينفق ويتصدق واهله لا يعرفون ويتهمونه بانه بخيل لانه ما يترك لاهله شيئا. ويظنون انه يجمع المال وهو ما يترك شيئا. تعرف متى اكتشفوا انه صاحب صدقة لما مات افتقر يقول الذهبي افتقر اهل مئة بيت في المدينة كان يعولهم. اكتشفوا فجأة ان الذي كان بالطعام والامان هو الرجل ذاك الذي كان يأتي في الليل هو زين العابدين. لما جاءوا يغسلونه وجدوا في ظهره اثر حمل الاكياس الطعام التي يدور بها على البيوت زين العابدين هذا الذي يقول لكم عنهم هذه النبذة اليسيرة كان اذا طاف بالكعبة اذا طاف يسمعه مع بعض ومن خلفه يقول يقول يا رب عبيدك بفنائك مسيكينك بفنائك. يقول يا رب انا عبدك ارحمني. انا جئت اطلب عفوك. والله ما اظنه نظر في يوما في كل الخير الذي جمعه الله له ولا رأى نفسه شيئا. ابدا قل يا رب عبيدك بفنائك مسيكينك بفنائك يا رب. يقول يا رب انا لست مسكين انا مسيكين. تظن هذا كان يقول مجاملة. هذا في دعاء بينه وبين ربه يقول سمعه بعض الناس من خلفه. ايضا مرة كان يطوف ذكر هذا عنه وذكر مرة ايضا عن بعض الصحابة كان يطوف فبالخطأ وطأ وطأ آآ احراما او ازارا لشخص كان يطوف خلفه فغضب ذلك الرجل فالتفت اليه لانه يعني ربما اذاه او ضغط على رجله وافسد ثوبه فالتفت وقال كلمة سبه كتمه لا يعرفه ولا يظن ان هذا هو الامام العلم الذي عرفت الدنيا كله فظله وخيره فالتفت اليه وقال كلمة قاسية كأنه قال يا فاسق او يا خبيث ما موقفه؟ ابدا كلمة قال والله ما عرفني الا انت يعني انت قلت صدقا من انا؟ عرفتني من انا. قال ما عرفني الا انت. ما قال انتبه انت تكلم من؟ كانوا يعيشون صدق قد ما كانوا يفتعلون المواقف ما كانوا يمثلون لا والله كان موقف عاشوا حياتهم عليه لما قال لو انت فاسد انت فاسق قال صدقا انا كذلك ما هو استسمح واعتذر. انا اقول اين نحن من هذا؟ متى نصل الى ان يكون حياتنا في مسألة النية والاخلاص واستحضار المقاصد العالية ان يكون كان في القلوب. هذا الكلام يقال لكل مسلم يا شباب. لكن والله اكد ما يكون لنا نحن يا طلبة العلم. لان ابوابنا طلب علم ودعوة الى الله وخدمة للدين. هذه والله اعمال كبيرة وعظيمة جدا. فاما ان ندخلها باخلاص او نخرج بسلام والله لا تخطو خطوة في هذا الطريق لا تفتح كتابا لا تحضر درسا لا تسمع محاضرة لا تلقي خطبة لا تعلم الا وفي قلبك اخلاص. اما ان تدخل باخلاص واما ان تخرج بسلام. تفقدوا نياتكم هذا باب خطير والله. باب حساس لكنه والله اما هذا الباب اما يرفع صاحبه في اعلى درجات الجنان واما يجعله اول من تسعر بهم النار يوم القيامة شفت خطورة الباب هذا اما ان يرفعك الى اعلى الدرجات واما ان ينزل بك الى اخر الدركات والعياذ بالله. وهذا نقوله ليس ليس تعجيزا وليس تخويفا حتى يترك الناس طلب العلم والدعوة لا لا انتم والله على خير كثير. وانتم على باب عظيم من ابواب الاسلام لكن المطلوب الا تفتحوا هذا الباب للشيطان. لا تسمحوا للشيطان. لا نكون يعني ضعفاء بدرجة ان يأتي الشيطان فيتسلط علينا فيفسد علينا نياتنا. كونوا واعقل كونوا اكثر ايمانا وعقدا وعلما وحكمة الا تتركوا هذا الباب للشيطان. الا تجعلوه يعبث بالنوايا ويفسد عليكم الاخلاص. ذكرت لكم ان وبين ذلك من الخطوات والعلاج دعاء نلتمسه من ربنا اكرم الاكرمين نقول يا رب لا تذرنا للشياطين. يا رب احفظ علينا نياتنا نسألك اللهم الاخلاص في القول والعمل. اجعل هذا دائما حاضرا في دعائك. ثم كلما عملت من عمل فاثنى عليك الناس قل يا رب والله انما اثنوا على سترك الجميل علي وعلى لطفك بي لا على شخصي. ها قل لربك يعني انت لما ترفع يديك وتدعو او تضع رأسك في السجود تدعو وقل يا رب والله ما مدحوني لاجل اني فلان. لكن مدحوني لاجل انك كريم يا رب فسترتني. واكرمتني وجعلتني في نظرهم كذلك ولو شاء ربنا والله لفضحنا بين الخلائق. والامر صدقا كما قال الربيع بن خثيم رحمة الله عليه يقول والله لو كان للذنوب ريح لو كان للذنوب ريح ما استطاع احد ان يجالسنا. هذا الربيع تدري من الربيع الذي يقول له عبدالله بن مسعود والله لو رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحبك. ابن مسعود يقول والله لو رآك النبي لاحبك. هذا الربيع يقول لو كان للذنوب ريح ما استطاع احد ان يجالسنا. فنقول صدقا القوم ما كانوا يمثلون والله. ما كانوا يقولون كلام مجاملة. لا. حقيقة كان شعورا والله يعيشونه في حياتهم صدقا بلا مجاملة. فانظر الى ان وصلوا لما تأتي المواقف الحساسة عند احتضار الموت وعند خروج الروح. المواقف التي لا يمكن ان يمثل فيها انسان او يقول شيئا الا من داخل قلبه ظهرت عبارات عجيبة جميلة رائعة. فقل هذا مبدأ حياة يعيشه طلبة العلم الدعاة الى الله ومن ارادوا السلامة والنجاة بحياتهم دنيا واخرى واللهم عليهم بهذا الطريق. الاستمساك بمجامع الاخلاص تفقد على الدوام يقول سفيان الثوري ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي. ولا زلت اختم بكلمة. عليك بالاجتهاد في العمل لا بتكفير العمل الاجتهاد في النية في العمل ولا عليك ان تكثر العمل. وجميلة عبارة السلف الذي تحفظونه كلكم رب عمل كثير حق غنية ورب عمل صغير عظمته النية. فالعمل وان كان صغيرا تأتي النية فتجعله عظيما. كيف تجعله عظيما؟ يبارك الله فيه وينفع الله به الخلق وبالعكس رب عمل كبير عظيم وجهود واموال ومشاريع واشياء ضخمة لكن لما بدأ دخل في النية اشياء وقصد الانسان امرا اخر فسدت الامور. فهمسة اخيرة رعاكم الله. حفظكم للقرآن. طلبكم للعلم. خدمتكم للدين. اي موقع يجعلك الله فيه على باب من ابواب الخير تفقد فيه نيتك. نصيحتي الا يتسلط عليك الشيطان باحد البابين. لا يجعلك في باب الرياء ولا يجعلك ايضا في باب ترك العمل خوفا من الرياء. الشيطان يريد ان يتركك من العمل. فاما ان يفسد عليك النية بالرياء واما ان يبعدك عن العمل خوفا من الرياء فلا تكن فلا تكن ضعيفا فتفقد اخلاصك ولا تكن موسوسا فتترك العمل. فهذا باب كبير احببت ان نتحدث في الماحات السريعة فيما يتعلق بحديث انما الاعمال بالنيات. اسأل الله لي ولكم الاخلاص في النوايا والقول والعمل وان يبارك لنا ولكم. ويرزقنا واياكم حسن العاقبة وجميل الاجر حسن الثواب والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين