بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد. فهذا هو المجلس الثاني الذي شرعنا فيه قبل اسبوع بتناول احاديث الاربعين النووية. وابتدأنا فيه بحديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول انما الاعمال بالنيات. هذا الحديث المشهور الذي يحفظه عامة طلبة العلم. ويهتمون به ويمر عليهم في دروسهم وفي كتبهم وفي سائر شؤونهم. مضى الحديث في اللقاء المنصرم عن اهمية هذا الحديث على عجالة. ووزن بين احاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ومكانته عند اهل العلم من فقهاء وغيرهم. وان هذا الحديث اصل عظيم يتناول قضية كبرى تتعلق بعبادة المسلم وشأنه عند ربه سبحانه وتعالى. اه حديثنا في اللقاء المنصرم تناول مسألة النية واثري الاخلاص اهميته. نتم في لقاء الليلة بعون الله تعالى. طرفا مما يتعلق بهذا الحديث من قواعد ومسائل تتعلق الاخلاص والنيات. من ذلك رعاكم الله انه مر بنا في الدرس المنصرم ان الحديث هذا ركيزة اساس فيما يحتاج اليه طالب العلم من الحديث يعني اخلاص النية في شأنه كله وطلب العلم على وجه الخصوص. طلب العلم لانه عبادة عظيمة ومرتبة شريفة فانه لا ينبغي ان يتعامل معه المرء الا باخلاص صادق وبنية صافية لا يريد فيها الا ابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى. وتقدم ايضا بكم حديث صحيح مسلم ان اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة وذكر منهم قارئا للقرآن. وقراءة القرآن وتحصيله اعلى درجات العلم ونيله ومع ذلك صار صاحبه بهذا الوصف في اول من تسعر بهم النار اجارنا واجاركم الله. وما سبب ذلك الا انه فقد الاساس وهو الاخلاص. تقدم ايضا بكم ان اخلاص النوايا هو تربية للنفس على ابتغاء ما عند الله. هو تجريد للنفس ومحاولة تهذيب اي شيء يعلق بها. تخليص النفس من كل الشوائب لا يبقى في القلب شيء يراد به. يراد به وجه الله عز الا ويخلص فيه العمل. وما عدا ذلك فيعتني الانسان الناصح والمرء العاقل يعتني بنيته وبقلبه على الدوام. من هنا جاءت عبارات السلف مثل سفيان ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي. لانهم يرون المسألة جهاد ويعتبرونها احتسابا فيما يريد احدهم ان يصفو من عمله. اه في ختام ما يتعلق باللقاء الدرس المنصرم اشير ها هنا الى ان عندما يتحدث عن الاخلاص دوما يقوم مقابله الحديث عن الرياء الاخلاص اهميته سبل تحصيله. ما اثاره في حياة العبد ما نتائجه في الاخرة؟ يقابله تماما الرياء خطره الادلة التي حذرت منه مسالكه التي يمكن ان يقع فيها الانسان. من لطيف ما ذكر اهل العلم كما صنع الغزالي رحمه الله في احياء علوم الدين وتجده ايضا عند ابن قدامة في مختصر منهاج القاصدين. لما تكلموا عن مسالك الرياء الخفية في حياة اهل العلم. مبحث الله يستحق القراءة ويستحق من طالب العلم ان يعتني به وان ينظر فيه وان يقرأ فيه. تكلموا عن اوصاف خفية يقع فيها اهل العلم هي الرياء فيما يظنون انهم في تمام الاخلاص. وذكروا لذلك امثلة عجيبة. طبعا مختصر منهاج القاصدين هو مختصر مختصر احياء علوم فالكلام الموجود فيه مأخوذ عنه. الغزالي رحمه الله ذكر ان بعض اهل العلم ربما وقع في الرياء من حيث تظن انه قمة الاخلاص وربما يقع المرء في الرياء حيث تظن انه التواضع والخمول وعدم الرغبة في الظهور واذا هو صريح الرياء. يقول عندما يقع في قلوب بعض اهل العلم ان البعد عن الشهرة وان محاولة اظهار التواضع امام الناس وهو يريد بذلك محمدة الناس ان يقول متواضع ان يقولوا عنه انه رجل لا يريد الظهور ولا يحب الشهرة ولا يريد الاضواء ولا يريد ولا يريد. وفي النهاية وقع في الرياء فصار حتى عمله الذي ترك فيه شيئا كثيرا من الدنيا ما اراد به الظهور ولا اراد به العلو هو اراد الخمول واراد عدم لكنه وقع بين قوسين رياء لانه ايضا قصد به محمدة الناس وثناء الناس. فحيث يقع ثناء الناس محمدتهم شهرة كان او خمولا فهو رياء. لان عامة من يقع في الرياء ماذا يريد؟ يريد ثناء الناس يحب ان يحب ان يسمع يحب ان يتحدث عنه. طيب وعادة الخمول والابتعاد عن الاضواء لا يحصل فيه هذا. ومع ذلك يقع فيه الرياء فعدوهم من مسالك الرياء الخفي وربما ذكر ايضا بعضهم انه ان بعض اهل العلم اذا مر بمسألة يتحدث عنها او بشخص يتكلم عنه يظهر بعض العبارات التي تدل على تورعه وهو في الحقيقة خلاف ذلك. فاذا ذكر اسم فلان قال فلان نحمد الله على العافية. نسأل الله العافية وهو يعرض به بهذا الكلام وقصد به الايقاع. فنقول هذا مبحث يستحق النظر والقراءة ليعالج المرء نيته ويحرص فيه على اخلاصه. لقاء الليل ساعرج على بعض القضايا المهمة المتعلقة بقواعد النيات في حياة اهل العلم. وطلبة العلم والدعاة الى الله اول ذلك رعاكم الله لو تكلمنا كثيرا عن النيات وقلنا انه حيث يراد اعتني بالنية واهتم يراد بها شيئان. الشيء الاول الشيء الاول ان يقصد الانسان ايجاد هذا العمل وانشاءه. يعني هو نوى ان يلقي خطبة ان يعلم درسا ان ينصح مسلما ان يخطب جمعة اذا هو قصد انشاء هذا عمل وهذي اولى المراتب وهي الدرجة الاساس. الامر الاخر والشطر الاخر في النية هو تحقيق الاخلاص فيه لله والحرص على ابعاده عن ابعاده عن اي شيء تؤثر على الاخلاص يعني يحرص على الا يقع في شراك الرياء والسمعة. لا يحرص على ان يقول الناس عنه شيئا وتكلمت في الدرس الماضي كيف يعالج الانسان شيئا من ذلك اذا وقع شيء من حمد الناس وثنائهم وكيف يعالجه وما السبيل الى توقيه؟ هذان امران ان يقصد انشاء العمل وان يريد به وجه الله. وكلاهما حيث اطلقت النية وتصفية النية والحرص على النية فهما مقصودان ايش نية ايجاد العمل ونية ارادة وجه الله تعالى به دون ان يقع في رياء. هذا امر واضح معلوم. وقد تقدم ايضا معكم ان النية هي التي تحدد عمل الانسان. انت لما قدم صليت ركعتين قد تكون سنة المغرب وقد تكون تحية مسجد وقد قد تكون تطوعا لله عز وجل وقد تكون قضاء لامر فائت كل ذلك وارد. والذي يحدد هذا من ذاك هو النية. ثمة امر مهم في هذا السياق يختص بطلبة العلم وهو ان النية مطلوبة عند ابتداء العمل ام اثناء العمل النية مطلوبة عند ابتداء العمل ام اثناء العمل؟ كلاهما وهي في كلا المرتبتين شرط اساس يختل ويفسد به العمل اذا فقدت نعم هي مطلوبة في الامرين على تفريق في المرتبة الاولى هي شرط وفي الثانية هي كمال. كيف يعني؟ يعني النية مطلوبة عند ابتداء العمل شرطا. اساسا ليصح به العمل ليقبل عند الله ليكون اخلاصا عند ابتداء العمل. لان العمل قام عليها. طيب واما اثناء العمل؟ فاستحضار النية اثناء العمل كمال كمال الاجر كمال الثواب كمال العمل. بمعنى ان من ابتدأ العمل بنية صافية ثم فغابت عنه النية اثناء العمل فاجره الاساس في تحصيل النية باق. لكن فضيلة العمل وكمال الاجر يحصل باستحضار النية اثناء العمل هذا يذكره الفقهاء عادة. خذوا ها هنا فائدة اخرى نفيسة مهمة. ما فائدة استحضار العمل اثناء العمل؟ يعني انت لما مثلا تحج او تصوم ما فائدة استحضار النية اثناء العمل يعني في كل شهر رمضان وفي كل ايام الحج ما فائدة استحضار النية على الدوام طيلة فترة العمل ما فائدتها؟ ما فائدتها؟ واحد محافظته على الاخلاص والبعد عن الرياء. اثنين ممتاز تذوق حلاوة العبادة والتلذذ بها. هذا هذا هو المفتاح الاساس من استحضر النية على الدوام اثناء العمل يجد لذة. الى هنا مفهوم؟ نعم. طيب القاعدة الثانية هي ان العمل المتكرر في حياة العبد لاحظ معي العمل المتكرر في حياة العبد اقصد العمل الصالح المتكرر مستمر دائما في حياة العبد يحتاج الى تجديد النية معه على الدوام. ماذا اقصد؟ اقصد الصلاة التي نصليها خمس مرات في اليوم والليلة وردك من القرآن الذي تقرأه كل يوم. حضورك للحلقات والدروس واتيانك للجامعة وحضور المحاضرات. هذا عمل متكرر معك على الدوام احضار النية ها هنا في العمل الصالح المتكرر مهم يتحقق به فوائد وينجيك وينجيك من امر هو ما نسميه في افات الصالحين والاخيار الفوا العمل الصالح. يتحول العمل الصالح الى عادة. وشيء ام تألفه يعني لانك رجل من الصالحين لانك امام مسجد لانك حافظ قرآن لانك كذا لانك كذا وكأن هذا العمل اصبح عادة انتبهوا الفوا العمل الصالح احدى افات الاخيار والصالحين. كيف يعني افة؟ يعني تفقده كثيرا مما هو فيه من خير الصلاح والعمل كيف؟ يبدأ يعتاد هذا العمل. هو كل يوم يستيقظ الصباح يمشي الى الجامعة. ويرجع بعد الظهر. ما لماذا ذهب ذهب يدرس لماذا يدرس؟ ليفهم لماذا يفهم؟ ليختبر لماذا يختبر؟ لينجح. لماذا ينجح؟ ليأخذ الشهادة وما بعد الشهادة. شفت هذا اصبح الفا للعمل الصالح. لماذا اتجه الى حلقة التحفيظ في العصر؟ ليحفظ القرآن. لماذا يحفظ القرآن؟ يريد ان يختم؟ لماذا يريد ان يختم؟ هكذا عنده اصبح اعتياد والف للعمل الصالح. الان ركز معي كيف ينتقل هذا الالف بالنية الى عمل مختلف تماما. كل هنا يعرف فضائل طلب العلم ولو سألت كل واحد منكم ماذا تحفظ من الايات والاحاديث اللي جمعنا الان العشرات في هذا المجلس؟ كلكم يعرف فضيلة حفظ القرآن واخذ والعناية بالقرآن وتستطيعون ايضا ان تسردوا جملة من الفضائل. ساضرب مثال بهذين فقط. فرق كبير والله يا اخوة بين انسان يعتاد هذا العمل وانسان يستحضر مع كل مرة يتكرر فيها العمل يستحضر النية. ماذا اقصد بالنية هنا؟ ان يستحضر فضائل هذا العمل الذي اقبل عليه تكررا على الدوام. على سبيل المثال نحن في ضربنا مثالا بحفظ القرآن وطلب العلم كبير والله يا اخوة بين انسان يستيقظ كل يوم صباحا يتهيأ يلبس ثوبه يكوي ملابسه ويفطر ان كان يحتاج الى افطار يريد التوجه الى الجامعة او الى الى المعهد الى المدرسة ايا كان لطلب العلم. فرق كبير بين انسان يذهب حتى لا يحسب عليه غياب حتى لا يتأخر حتى يدرك الدرس من اوله حتى حتى حتى وبين انسان خرج مستحضرا النصوص الشرعية التي تدل على فضل طلب العلم وتحصيله. من سلك طريقا يبتغي به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. بالله عليك لو لبست ثوبك كل يوم في الصباح ولبست نعالك عند الباب وفي شعورك انك تمشي الى الجنة. كيف ما شعورك اذا قدمت؟ ما حالك اذا دخلت الفصل والقاعة؟ عندما تذكر حديث من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وحديث ايضا ان من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. تعرف ايش يعني في سبيل الله؟ الحديث اخر يقول لغدوة في سبيل الله او روحة خير من الدنيا وما فيها. والله فرق يا اخوة وعندئذ ستتوجه الى درسك الى قاعتك الى محاضرتك وملك الشعور انك يعني تفوز باكثر من الدنيا وما فيها، لانك ستحظر. شفت الفرق الكبير بين هذا الشعور شعور ايه في العمل الصالح واعتياده؟ من الف العمل الصالح سيذهب بقدر كبير احيانا من التعب. احيانا السآمة والملل وهذي مشكلة بالف هنا للعمل الصالح يصبح عندنا شيء من الملل مع الايام كل يوم وانت تؤدي هذا العمل نفسه سيصيبك شيء من الملل. وتشعر بشيء من الفتور ربما ويصيبك قدر كبير ايضا من السآمة يعني كل المتكرر يا اخوة تعتاده النفوس فتألفه فيصيبها سآمة. والله ما تدفع الا بمثل استحضار فضائل هذا العمل. ومن الافة ان العمل الصالح الذي يتكرر معنا يصبح عندنا عادة. تغيب عنا فضائل هذا العمل وحسناته وبركاته وخيراته. ويصبح كل يوم يذهب احدنا من اجل الاعتياد. انا اريد ان نجدد النية. تجدد النية كيف باستحضار فضائل العمل الذي تعمله على الدوام. مرة اخرى تذهب الى الجامعة الى المعهد الى الفصل الى المدرسة وانت تستحضر النصوص الشرعية التي دلت بالله عليك عندئذ اذا قدمت الى درسك ووجدت الدرس مثلا قد الغي. اعتذر استاذ انتهت الدراسة ما حضر ما ليس هناك احد اعلن عن انتهاء الدرس وستعود. هل ستشعر بالفرح ان وقتا بين يديك اصبح فارغا يمكنك ان تستفيد منه؟ ام تشعر بحزن واسى ان فضلا عظيما فاتك اترك الجواب لكم. لكن هو في النهاية بحسب ما نستشعر نحن والله في هذا العمل. وبحسب ما قام بنية احدنا قارن شعور كبير في الفرق بين هذين. المثال الاخر حفظ القرآن والاتيان للحلقات. والذهاب الى المساجد وثني الركب هناك من اجل حفظ اية وترداد سورة وحفظ ورد وقراءة قرآن. هذا ايضا مع العمل الصالح واعتيادي يصبح الفا. الان تخيل معي طالب من طلاب العلم يقصد الحلقات كل يوم في العصر او في المساء وهو يستحضر فضائل هذا العمل. يستحضر قوله عليه الصلاة والسلام ما جلس تقوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده كل يوم يخرج وهو ينوي عندما لبس ثوبه في العصر وتوجه الى حلقته واستاذه وفي نية هذا الشعور هو ذاهب فاذا قيل واين تذهب يقول اجلس مع الملائكة فاذا قيل له لماذا تذهب؟ يقول اريد ان يذكرني الله اليوم فوق سبع سماوات ويذكرهم الله فيمن عنده واذا غاب يوما لانه مريض او لان عنده ضيوف او لان عنده اختبار سيشعر بحزن يقطع قلبه انه اليوم ليس مذكورا عند الله في الملأ الاعلى. اليوم هو خسران تماما. سيشعر بحزن واسى ان اليوم ليس محسوبا عليه انه جلس مع الملائكة الكرام عليهم السلام سيشعر بحزن انه اليوم ابتعد عن الرحمة غشيتهم الرحمة. انه اليوم خسر السكينة ونزلت عليهم السكينة. قارنت الفرق الكبير وعندئذ والله تحث الخطى ان يجتهد في عدم التأخر وعدم الغياب وعدم الانقطاع. هذا هو الفرق الكبير بين النية التي تقوم في قلب العبد وهو يستحق فضائل العمل الصالح وبين انسان يعتاد. انا اقول عامة طلبة العلم يعتادون اعمالا صالحة كما قلت لكم خطبة جمعة بالناس آآ القاء كلمات ودروس تعليم شرعي كل هذا عمل صالح لكن اياكم وحذاري من الف العمل واعتياده. كيف نعالجه؟ بدوام استحضار فضائل هذا العمل. بدوام تذكر ما لهذا العمل من فضائل وخيرات وحسنات حتى تجدد عندك النية وتبعد عنك السآمة وتجدد عندك الاخلاص. تجد احيانا رجالا قد شابت لحاهم. وهم في هذا الطريق وهما ما شاء الله تراه اليوم كأنما هو قبل ثلاثين سنة هو كما هو همة ونشاطا وحرصا مثل هذا في الغالب هو يعالج قلبه بهذه القضايا في داخله دماء العمل الصالح من خلال تذكر هذه الفضائل. واستحضارها على الدوام. فهذه قاعدة مهمة نحن بحاجة الى الالتفات اليها الاعتناء بها. حتى امام المسجد في الصلوات الخمس اصبح عادة. لانه امام المسجد. لابد ان يكون موجودا مع الصلاة لابد ان يتقدم في الصفوف لابد ان يكبر قبل للناس ولابد ان يكون هو الامام في كل حال. كيف يعالج هذا؟ والله اذا تذكر انه يقوم بعبادة جليلة وانه كل اليوم يصلي بالناس يكسب وينوي هذا. يكسب اجر من يصلي خلفه قليلا كانوا او كثيرا لانه امامهم. ويستشعر ان هؤلاء المصلون وفد قدموا لمقابلة الله عز وجل اليس الصلاة لقاء بين العبد وربه؟ هذا لقاء. وهو امام كانما هو المتحدث الرسمي عن هذا الوفد الذي يتكلم باسمهم وبلسانهم امام ربهم جل وعلا. يا اخي اي شرف هذا؟ اي فخر؟ اي شعور يعيشه الامام لما يعتاد هذا العمل وينساه يشعر الجزء يعني يصبح بملل لانه خلاص لانها لازمة عليه لابد ان يكون موجودا. ويشعر اذا عنده مشوار ان الامامة هي التي اخرته. وانه لولا انه كان اماما لاستطاع ان يسافر من قبل كذا ويتحرك من قبل كذا اياك ان تشعر ان هذا العمل الصالح لكان يسبب لك شيئا من الاسى او الحزن او الخسارة انت والله في كل الاحوال رابح. لما تنوي ان تصلي بالناس وتشعر بكل اية تقرأها انها تقع في قلب مصلي وراءك فيفتح الله عليه. وان هداية في قلب مصل خلفك فيتوب الله عليه. يا اخي اي شرف هذا؟ فلما تكون امام ويسمع الناس تلاوتك وقراءتك وصلاتك ويتعلمون منك يا اخي هذا شرف ليس بعده شرف. هذا مثال لاعمال تتكرر معنا امامة بالناس. حلقات تحفيظ دراسة لاحدنا وطلب والعلم وتحصيله. قاعدة ثالثة ايضا في ذات السياق. فيما يتعلق بالرياء والاخلاص وحب الظهور او عدم حب الظهور نستطيع نلقي خطبة ونكلم الناس الرياء ونحذرهم منه والاخلاص ونقول لهم وهذا واجب. لكن ما حالنا نحن عندما نمارس هذا العمل انا قلت لكم سيكون لقائي الليلة خاص عن طلبة العلم واهل العلم. اهل العلم وطلبة العلم ما شغلهم؟ العلم. صح؟ طيب. اذا سنركز قضية الاخلاص في العلم وحب الظهور او عدم حب الظهور. ما رأيك لو ان انسانا بنى مسجدا فحرص على ان يكتب على باب المسجد بني على نفقة فلان يحرص ويهتم ولابد ان يضع لوحة كبيرة عند الباب بني هذا المسجد على نفقة فلان. واذا ما وضع هذا وتركت غضب وحزن واصر على كتابة اسمه. ستقول في نفسك نسأل الله العافية. هو يحب الظهور. وهو شيء يقع في نفسه واذا فعله فامره الى الله هو الذي يعلم بالنوايا لكن ستقول هو لماذا اصر؟ ولماذا يحزن اذا غاب اسمه؟ لما فاعل خير يطبع كتاب يوزع على طلبة العلم او شريط كاسيت او اي مشروع يوزع على الناس في تحصيل العلم وفضله احرص ان يكتب على الغلاف طبع هذا على نفقة المحسن الكبير فلان. الشيخ فلان جزاه الله خيرا. ندعوا له بالرحمة ولوالديه ولجميع المسلمين ويحرص على ان يكتب هذا على الغلاف. ويصر يقول لابد ان يكتب هذا. واذا ما فعل هذا سيغضب ويحزن. كل هذا نعرفه تعال لي انا وانت لما يفتح الله عليك بمسألة من العلم او فائدة ما سبقك اليها احد انت الذي قلتها او كتبتها او تحدثت بها. ماذا لو اخذها غيرك فنسبها الى نفسه؟ او تكلم بها دون ان يقول انها مأخوذة منك لا تذهب بعيدا الرسالة في الواتس ما كتب مأخوذة من فلان او تغريدة في تويتر وما كتبنا من فلان نقلها ونسبت الى نفسه وهي في العلم فيما يتعلق بفضيلة عمل او بفائدة او بتفسير اية او بمعنى ايا كان في العلم الشرعي. يقع في قلوبنا حزن انه هذا كيف سرق وكيف اخذها؟ بالله الان ما الفرق بينك وبين الذي بنى المسجد وما كتب على بابه بني على نفقة فلان؟ ما الفرق بينك وبين هذا الذي طبع الكتاب واصر على ان يكتب على الغلاف طبع على نفقة فلان. الامام الشافعي يقول والله لوددت ان الخلق كلهم تعلموا هذا العلم ولم ينسب الي منه حرف يقول لوددت الغرض عندي ان يتعلم الناس وليس الغرض ان يقولوا هذا كلام الشافعي وهذا علم الشافعي. لوددت ان الخلق كلهم تعلموا هذا العلم ولا ينسب الي منه حرف. فلماذا اصبحنا اليوم نصر على ان الشيء الذي تذكره انت تغضب اذا نسب الى غيرك بل حتى اذا اذا ذكر مثلا شيء من العلم ونسب الى فلان وكنت حاضر في المجلس ستحرص على ان تقول لا بل انا سبقت اليه وقلته في كذا ومحاضرة كذا او كتاب كذا او بحث كذا. وترى ان هذا من الامانة العلمية انت ما قلتها رياء. حاشا. لكن تقولها من باب احقاق الحق انت تريد ها هنا النصيحة لئلا يختلط على الناس. انت تريد انت تخاف على الناس من ان يخطئوا مستقبلا. وفي الحقيقة انت اردت شيئا لنفسك حظ من حظوظ نفسه وفي داخلها صدقا والله ما يقع فيه طلبة العلم في هذا الباب جزء منه تخشى تخشى ان يكون اثرا من اثار بحظوظ النفس وهذا ماخذ يستحق الانتباه والعناية لان احدنا ان لم يعتني به والله يخاف ان ينقلب. وكم معارك بين اهل العلم فضلاء وطلبة علم اخيار وسبب الخلاف ان فلانا ذكر المسألة تلك من كتابي ولم ينسبها الي فلان نقل تلك العبارة ولم يبين انها من غيره وكأنها له وهكذا يستمر شيء كبير من اشتغال طلبة العلم ربما كان نوعا من الحسد فيما بينهم او ربما كان نوعا من الحزن على شيء لم ينسب اليهم. والله يا اخوة لما تتأمل في سير الكبار الامام احمد رحمه الله يحرص على الا يكتب عنه شيء ولا يروى عنه شيء. ويموت رحمه الله وليس بين يدي طلابه. لا قليل ولا كثير من مسائل الامام احمد رحمه الله ثم يبدأ طلاب طلابه في جمع هذا من خلال التلاميذ لانه كان ينهاهم رحمه الله. واليوم يبقى علمه غزيرا فانظر كيف من منع نفسه ان ينسب اليه شيء في حياته يبقى علمه بعد وفاته الى الف واربع مئة وستة وثلاثين سنة. ارأيت الاخلاص كيف يصنع؟ ولم ثم يقع في قلب انسان ان يذكر وان يشهر وان يرفع اسمه ويحرص في البلد ان يكون اسمه موجودا. واذا علقت اللوحات ما فيها اسمه حزن وغضب وتكلم وقال كيف ما كتبتم؟ ليش ما صنعتم؟ عندما يحرص طالب العلم وهذي احفظوها عندما يحرص طالب العلم على ان يكون اسمه مذكورا في اللوحات وفي الاعلانات وفي الدعايات وان يكون مذكورا بين الناس في الاوساط في المجتمعات اقول فليراجع نفسه وليتق الله في نيته فوالله مرض وداء يفسد نية المرء ثم يذهب بركة عمله. تدري ما البركة؟ ليس البركة ان تلقي محاضرة فيحضر عندك ليس البركة ان تسجل درسا او يسجل لك فيسمعها الالوف. لا. البركة ان يبقى لك بعد مماتك الى ما شاء الله. هذه البركة الحقيقية وهذه والله ليست لي ولا لك هذه عند الله. وقوامها الاخلاص في النية لله. بقدر ما يقوم في قلبك من صدق عمل اردت فيه الاخلاص يكون لك الذكر الكبير عند الله عز وجل. ابو بكر لما خرج مهاجرا مع النبي عليه الصلاة والسلام في الغار. وهو ثاني اثنين وليس معهما احد. ما كانت هناك كاميرات تصور ولا خبر يلتقط ولا شيء يذكر. لكن ينزل فيه قرآن يتلى الى قيام الساعة. ارأيت كيف يصنع الاخلاص بصاحبه واليوم بلي طلاب العلم بهذه الاجهزة. ففي كل مكان صور نفسه. انا ذاهب الى انا في الحرم ادعو لكم عند الكعبة. يا اخي تريد ان تقول لي انك عند الكعبة والله من وسط الروضة الشريفة ادعو لكم احبتي يتقبل الله مني ومنكم. تريد ان تخبرها انك ذهبت الى المدينة؟ والله بلينا بهذا. بلينا وصار احدنا في كل شيء صغير وكبير صور نفسه او كتب عن نفسه او ذكر اي شيء عن نفسه يا اخي ما هذا البلاء؟ اخبرني الان اي عمل اصبح سرا بينك وبين الله. اي خبيئة من عمل صالح تركتها لله؟ اخبرني اي شيء تصنعه صنعته باقي في حياتك الى اليوم ما رفع عنه احد حتى زوجتك ولا اولادك اخبرني. ما هو العمل الذي موجود في حياتك اليوم لم يطلع عليه احد الا الله؟ ما هو العمل الصالح فتش ان ما وجدت احرص على ان تبدأ بشيء والله وادخره خبئا لك من عمل صالح لا يعلمه الا الله. في حياة كان هذا شيء كبير في حياتهم. اليوم مع وجود هذه الاجهزة اصبح الرياء يعني في اليد. الرياء اصبح في الجيب وفي كل مكان تستطيع ان تظهر للناس فنقول حذاري هذه مسالك نحتاج الحقيقة فيها الى تعهد انفسنا ونياتنا وان نتذكر دوما اننا والله في طريق شريف وعمل صالح جليل يقوم بالدرجة الاولى على صدق الاخلاص والنوايا لله رب العالمين. نقول هذا الكلام استشعارا من حديث انما الاعمال بالنيات وتذكروا عبارة رب عمل رب عمل صغير عظمته النية ورب عمل عظيم حقرته النية وقد يكون العمل كبيرا وضخما ومشروع ميزانية وعدد كبير وشيء ضخم قام من جهود واعمال لكنها بسبب النوايا اصبحت هباء منثورا. ورب عمل صغير قليل جدا لكنه اصبح مباركا. لما صنف الامام مالك رحمه الله قيل له هذا موطأ وهذا جامع ابن ابي ذئب. وكان اكبر منه واضخم. فكأنه قيل الامام ما لك رحمه الله يعني ماذا ستصنع بهذا الكتاب الصغير الموطأ بمقابل هذا الجامع الضخم الكبير؟ قال كلمة قال جملة واحدة من كلمتين حفظها التاريخ وبقي موطأ مالك الى اليوم تدري ماذا قال؟ قال ما كان لله يبقى. هو ما ما اتهم احدا لكن هو يقول في النهاية الذي يفوز بما ينفع الله تعالى به به بهذه الكلمتين ما كان لله يبقى. الذي يريد به الانسان وجه الله هو الذي سيبقى فتش الان في كل شيء تخدم به الدين والله واسأل نفسك هل هو لله وانت حريص فعلا على الا يدري عنك احد ولا يعلم بك احد ولا يسأل عنك احد هكذا ترجو قبولا عند الله عز وجل. نحن نقف الليلة ان شاء الله في هذه الاحاديث نشرع بعد الاختبارات في بداية الفصل الثاني ان شاء الله تعالى. نستأنف من الثاني بعون الله وتوفيقه. اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين