السلام عليكم ورحمة طيب وبركات اشهد ان لا اله الا الله مما ثبت عن الصحابي رضي الله عنه قل ان العبد المؤمن يرى ذنبه اصل جبل ان يقع وان الفاجر يرى ذنبه كذبابة وقفت ان في قال بها هذا الحديث يصف فيه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ال المؤمن وخوف المؤمن ان يعصي ربه تبارك وتعالى وكيف ينظر المؤمن الى ذنبه فهذا الحديث يصف خوف المؤمن ذنب ويصف كذلك خوف المؤمن اثر رتبي ذنب والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه ان كان يقول بانفسنا ذات اعمالنا النفس هي الذنوب والمعاصي وسيئات الاعمال هي المصائب التي العبد بسبب تنبه السيئة في تاني العرب وكذلك في الوحي تأتي كثيرا مصيبة ما قال الله تعالى وبلوناهم بالحق سيئات لعلهم يرجعون حسناته هي النعم والسيئات هي المصائب فهنا الصحابي الكريم يصف ال المؤمن او الحال الذي ينبغي ان يكون عليه المؤمن انه يرى ذنبه بانه اصل جبل اوشك ان يقع عليه يعني يعظم الذنب وتعظيم الذنب تعظيم لله تبارك وتعالى وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه اثر عنه قول عظيم قيم جدا اتنى به بعض اهل العلم شرط ومنهم رحمه قال علي ابن ابي طالب كلمة جامعة يعني قريبة من قول عبدالله بن مسعود قال علي رضي الله عنه لا يرجون عبد لا ربه ولا يخافن عبد الا ذنبه يعني ان العبد المؤمن لا يتكل على عمله لان عمله وان كان سببا في نيل خير فان الذي يوفقه الى العمل هو ربه تبارك وتعالى لكن لا يخشى العبد الا من ذنبه من الذنب هو اساس المصائب التي تصيب عبد ما اصابكم من طيبة كسبت اي فهذا القول من الصحابي الكريم ابن مسعود ان العبد المؤمن يرى ذنبه كانه باصل جبل يوشك ان يقع عليه اول فائدة فيه ان العبد المؤمن ينبغي ان يعظم ات الله ينبغي ان يجتهد في الا يقع فيما لا يرضي الله هذا اولا الامر الثاني ان يخشى من اثر هذا الذنب اثر هذا الذنب فان هذه الحال هي التي يصل المؤمن عن الفاجر اذا المؤمن ليس معصوما من ان يقع في خطأ او كبيرة المؤمن يمكن ان يقع في معصية. لكن الذي يبقى يميزه عن تاجر انه اولا يعظم ويخشى من اثار الذنوب والامر الثاني ان يجتهد في بعد عن الوقوع في المعصية الله سبحانه وتعالى قال ولا تتبعوا واتي الشيطان انه لكم عدو انت قوي في البعد عن المعصية والشيطان ضعيف ان ان يوقعك فيها ما دمت لم تخطو وتنفي طريق المعصية فاذا خطوت خطوة صرت اضعف وصار الشيطان اقوى. وهكذا كلما اتخذت خطوة في طريق المعصية صرت ضعيفا في عدم الوقوع فيها صار الشيطان اقوى في ان يوقعك فيها وهذا هو السلطان الذي للشيطان عليك فواقع الامر ان العبد قوي اه في اه عدم الاستجابة للشيطان ما دام لم يخطو خطوة طريق المعصية وقال الشيطان لما قضي الامر ان ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم لي فلا تلوموني ولوموا يعني انت جعلت للشيطان عليك سبيلا بهذه وات التي اطعت الشيطان فيها فصرت ضعيفا بمقاومة الشيطان وصار الشيطان قويا اما في واقع الامر فقد قال الله ان عبادي ليس لك عليهم سلطة هون نعم فانت من يعطي الشيطان على نفسه فيجعله قويا بهذه الخطوة اذا الميزة الثانية التي يتميز بها المؤمن عن الفاجر ان المؤمن يجتهد في البعد عن طاعة الشيطان يجتهد فيأخذ بالاسباب التي لا توقعه فيما لا يرضي الله الامر الثالث اذا ضعف المؤمن فوقع فيما لا يرضي الله فانه يعظم ذلك تعظيما كبيرا ويخشى اثره ويخشى التي يمكن ان بسبب ذنبه فهذا التعظيم في نفسه هو الوقود الذي يحركه للخطوط واطي التالية وهي بادر بالاستغفار والتوبة وان يستحدث اعمالا صالحة يكفر بها عن خطاياه قال الله تبارك وتعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من شيطان تذكروا فاذا هم مبصرون واخوانهم دونهم في الغي ثم لا يقصرون وقال سبحانه وتعالى في صفة عباده المؤمنين مين الذين مدحهم الله تبارك وتعالى مدحا كبيرا فبين ان من اخص خصالهم انهم اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم تذكروا عظمة الله وعظم عليهم هذا الذنب فسارعوا في التوبة والاستغفار قال الله تبارك وتعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون فالاصرار هنا معناه ان تبقى مذنبا بغير استغفار وتوبة هذا معنى الاصرار ليس معنى الاصرار ان تعود مرة اخرى الى الذنب يمكن ان يعني آآ تغلب الانسان شهوته فيعود الى ذنب بعد مجاهدة نفسه ان ينصرف عنه لكنه مع ذلك يبقى يستغفر ويسارع في التوبة ويبقى معظما لحرمات الله اذا هذه هي الخصلة الرابعة التي تميز العبد المؤمن عن الفاجر انه اذا غلبته نفسه فوقع في معصية فانه يبادر بالاستغفار والتوبة فيستحدث لذلك اعمالا صالحة قال الله تبارك وتعالى في صفة ميم والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالح صالحة فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا والله ما تابى الى اخر الاية في المؤمنين اذا الله سبحانه وتعالى بين ان العبد المؤمن يتميز عن فاجر الذي يستهين بحرمات الله بامور يمكن ان الخصها هنا في نقاط اولا ان يستعظم الذنب وان يستعظم حرمات الله ثانيا ان يجتهد في الاخذ بالاسباب اه حتى لا يقع فيما لا يرضي الله وانه يعني يبصر دائما طريقه فيعلم انه اذا اطاع الشيطان في اول خطوة صار ضعيفا وصار الشيطان اقوى لذلك نهانا الله ولا تتبعوا الشيطان الامر الثالث انه ان غلبته نفسه فوقع فيما لا يرضي الله فانه آآ يبادر بالاستغفار والتوبة وان تعوض ذلك بالاعمال الصالحة وهذه صفة المؤمن انه لا يرضى ان يبقى مذنبا بغير توبة هذا هو معنى صار معنى الاصرار ان العبد لا يكترث بانه مذنب غير تائب هذا هو معنى الاسم ليس معنى الاصرار ان العبد بعد مدة يمكن ان يعود الى ذنبه او يمكن ان تضعف نفسه. هذا ليس اصرارا وانما الاصرار ان يبقى العبد مذنبا وهو مستريح البال لا يخطر بباله انه آآ يعني فعل شيئا كبيرا لذلك قال علي رضي الله عنه لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن عبد الا ذنبه يعني لا ينبغي لعبد ان يعقد رجاءه على ما يقوم به من العمل وانما يعقد رجاءه على ربه تبارك وتعالى فهو الذي يعينه ويوفقه الى العمل كذلك لا يخاف العبد من ربه تبارك وتعالى فان الله لا يريد ان يعذبه وانما يخاف من ذنبه الذي يتسبب عنه المصائب وربما يدخله النار فهذه الاقوال الجامعة من صحابتي الكرام قولان جامعان القول الاول قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ان العبد المؤمن يرى ذنبه كانه باصل جبل يوشك ان يقع عليه الفاجر يرى ذنبه كذبابة وقفت على انفه قال بها ايه ده يعني ان الفاجر لا يعظم حرمات الله ولا يخشى من اثار هذه الذنوب التي يقع فيها بعكس المؤمن فانه يخشى من آآ الذنب وكذلك يخشى من السيئات التي هي المصائب التي تصيبه بسبب الذنب والقول الثاني بامير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن عبد الا ذنبه فنسأل الله سبحانه وتعالى صرف قلوبنا الى طاعته وان يجعلنا ممن يعظمون حرماته وان يعيننا على العمل الصالح وان يوفقنا لتوبة اه نصوح آآ بهذه الكلمات آآ نبدأ درسنا اه السابعة من التعليق على شرح كتاب لغة المحدث وصلنا اه في الحديث عن اه مصطلح الحسن وبينا ان اهل الحديث يمكن ان يستعملوا مصطلحا واحدا لاكثر من دلالة يمكن ان يعبروا عن الدلالة الواحدة باكثر من مصطلح وذكرنا لذلك آآ امثلة كثيرة اه فوصلنا الى صفحة مائة وسبعة واربعين اه في التعليق على قول ابراهيم النخاعي رحمه الله كانوا يكرهون اذا اجتمعوا ان يخرج الرجل احسن حديثه وآآ عبر عن هذه الجملة الامام آآ ابو داوود السجستاني في رسالته لاهل مكة كانوا يكرهون الغريب من الحديث الشيخ طارق هو صاحب هذا الكتاب يرى ان هذا يمكن ان يكون تفسيرا من ابي داوود السجستاني. ويمكن ان يكون رواية اخرى من ابراهيم النخاعي بمعنى ان ابراهيم النخاعي آآ رحمه الله وهو من ائمة الكوفة الكبار استعمل لفظ الحسن بمعنى الغريب او المنكر فهذا دليل للشيخ على ان المحدثين كانوا احيانا مصطلح الحسن ويريدون به آآ الحديث الغريب او المنكر طيب نكمل قال الشيخ في صفحة مائة آآ مية واربعين وان كان قوله الغريب هو من تصرف ابي داوود فهذا يدل على ان الامام ابا داود عليه رحمة الله يفهم ان الحسن والغريب معنى واحد وحسبك بذلك فهما وكذلك الامام رمه المزي اه ذكر قول ذكر مقولة النخاعي هذه بلفظ احسن ما عنده في كتابه المحدث الفاصل الامام آآ وما هرمزي له كتاب حدث فيه عن خصائص اهل انهم بالمتن كمان بالاسناد وبين فيه آآ يعني فقه النظر عند المحدثين وكان يرد بهذا الكتاب على آآ بعض المتكلمين الذين قللوا من شأن اه المهم ان هذا الكتاب اسمه المحدث الفاصل بين الراوي والواعي فذكر فيه هذه المقولة وذكرها بلفظ الحسن كانوا يكرهون اذا اجتمعوا ليخرج الرجل احسن او او المحدث احسن آآ حديثه يعني المنكرات او الغرائب التي في حد آآ ثم قال الرمى هرموزي بباب في باب من كره ان يروي احسن ما عنده. فقد صدر الباب بهذا العنوان ثم ساق كلمة النخ فهي هذه مع كلمات اخرى مأثورة عن السلف الصالح عليهم رحمة الله كلها تدل على ذم رواية والغرائب واستحباب رواية الاحاديث المشهورة المعروفة فهذا يدل على ان هرمه رموزية فهم من كلمة ابراهيم النخاعي انه يقصد بالحسن ها هنا الغريب والمنكر اه لا الحسنة الاصطلاحية الذي هو من قسم المقبول والامثلة على هذا كثيرة موجودة في كتب اهل العلم فينبغي لطالب العلم ان يتفهم هذا وان يعرف ان علماء الحديث عليهم رحمة الله قد يطلقون الحسن على ارادة الغرائب الان اخذنا آآ اربعة معاني لمعنى آآ صلاح الحسن عند اه المعنى الاول ان الحسن بمعنى الحديث آآ يعني يمكن ان يكون الحديث قد توفرت فيه كل شروط آآ كل شروط القبول ويسمونه حسنا والاطلاق الثاني الحسن بمعنى ان الاسناد به راو خفيف الضبط لكن آآ باقي الشروط متوفرة فالحديث ليس شاذا ولا معللا فيسمونه حسنا وهذا هو المعنى الاشهر وهو الذي استقر عليه الاصطلاح عند المتأخرين المعنى الثالث يقصد به الحديث الضعيف الذي آآ قوي بمجموع الطرق الذي يسميه الحسن بغيره واضح فاذا كل هذه اه تدخل في حيز المقبول اما اه الاطلاق الرابع الذي اخذناه فهو ان يطلق الحسن بمعنى الغريب او المنكر آآ سيذكر الشيخ الان مثالا لاطلاق الحسن على الحديث الموضوع او المكذوب قال الشيخ حفظه الله واما اطلاقهم للحسن على الاحاديث الموضوعة ذوبتي فهو ايضا راجع الى معنى استحسنوه في الحديث وان كان هذا المعنى قد يوجد احيانا في الاحاديث الصحيحة وقد يوجد احيانا في الاحاديث الضعيفة بل وفي الموضوعات ايضا آآ الا انهم حيث وصفوا الحديث بالحسن وارادوا هذا المعنى لم يقصدوا الحكم على الحديث فلما وجدناهم اطلقوا الحسن او الحسنى على الاحاديث الموضوعة التي اشتملت على هذا المعنى الحسن عرفنا انهم حيث اطلقوا الحسن على مثل هذه الاحاديث وارادوا مثل هذا المعنى لم يكونوا قاصدين للحكم على الحديث بانه صحيح او بانه ضعيف بل هذا معنى لا علاقة له بصحة الحديث او بضعفه يعني هو يريد هنا ان يقول ان بعض النقاد او بعض الذين حكموا على دوايات قد يطلقون لفظ الحسن على رواية مكذوبة او موضوعة يعنون بها حسن المعنى او ان هذا الحديث به امر يستحسن لاجله. ليس معنى ذلك ان هذا الحديث صحيح يحتج به قال وهذا المعنى هو ان يكون الحسن الذي ارادوه في الرواية راجعا الى شيء لطيف اشتمل عليه الاسناد او معنى رائق مليح اشتمل عليه المتن وهذا المعنى الحسن او الالفاظ الجيدة التي قد توجد في المتون ليست بالضرورة ان تكون الاحاديث التي اشتملت عليها صحيحة كما انه آآ ليست بالضرورة ان تكون ضعيفة بل قد توجد الالفاظ الحسنة والعبارات الرائقة في الروايات الصحيحة وايضا في الروايات الضعيفة. فالامام حيث يصف الحديث بالحسن ويقصد به حسن المعنى او حسن اللفظ فان هذا المعنى الذي استحسن الحديث من اجله لا علاقة له بثبوت الحديث او ضعفه. وانما نعرف صحة الحديث من ضعفه بادلة اخرى راجعة الى النظر في الرواية والنظر في رواتها نريد هنا ان احنا نتكلم عن اه الصفات التي توصف بها الاشياء آآ يعني مثلا لو اننا اردنا ان تكلم عن معنى طهرة الشهرة وصف للاحاديث هذه الشهرة ربما يكون الحديث معها صحيحا وربما يكون دوبا فكلمة الشهرة هذا وصف لمعنى معين وهو ذيوع هذا الحديث على السنة او كون هذا الحديث مشهورا يعرفه الناس قد يكون مشهورا وقد يكون صحيحا مثل حديث انما الاعمال بالنيات وقد يكون مشهورا وهو حديث باطل لا اصل له كاحاديث كثيرة جدا مشتهرة آآ بين الناس او على السنة الناس مثل نحو نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع وغير ذلك من الاحاديث مثلا يا ابن ادم لا تخف من ذي سلطان هذا حديث ايضا قدسي مشهور و لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت وغير ذلك من مثلا حديث فقيه واحد اشد على الشيطان من الف كعابد احاديث كثيرة جدا آآ يعني مشهورة على الالسنة لكنها لا تثبت وصف الشهرة هنا لا يقتضي ان يكون صحيحا ولا يستلزم ان يكون ضعيفا كذلك وصف الحسن الذي نتحدث عنه هنا هو حسن المعنى قد يكون معنى الكلام جميلا جدا لكنه لا يثبت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم اليس كل ما يصح من جهة المعنى يجب ان يكون صحيحا مسندا الى النبي صلى الله عليه وسلم او الى من اسند اليه الكلام قال وكذلك قد يستحسنون الاسناد لاشتماله على لطيفة من لطائف الاسانيد كأن يكون مشتملا على رواية الاقران بعضهم عن بعض او رواية الاكابر عن الاصاغر او يكون من المدبج والمدبج ان يروي احد القرينين كل عن الاخر كما هو معروف في كتب علوم الحديث يعني الشيخ هنا يقول يمكن للناقد ان يستحسن الحديث لمعنى لا يرجع الى الثبوت او الى الضعف كان يكون في الاسناد لطيفة معينة. يعني فائدة منها مثلا ان يكون الراوي كبيرا. يعني مثلا النبي صلى الله عليه وسلم في آآ حديث الجساسة المشهور الذي رواه الامام مسلم وان كان يعني هذا الحديث اه توجه اليه بعض اهل العلم بالنقد لكونه يتعارض مع احاديث اخرى اه المهم ان هذا الحديث فيه لطيفة وهي ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم روى هذا الحديث عن تميم ابن اوس الداري فهذه رواية الاكابر عن الاصاغر. او رواية مثلا صالح بن كيسان عن الزهري وصالحوا اكبر من الزهري. هذه لطيفة من اللطائف وقد يكون هناك لطيفة اخرى ان يروي احد القرينين عن الاخر كل منهما يروي عن الاخر مثلا آآ شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري آآ يعني كان اقرانا اه ومع ذلك يروي احدهما عن الاخر فهذه يستحسنها بعض العلماء فيرون ان هذه حسنة واه يستحسن الحديث حتى لو كان الحديث بعد ذلك غير ثابت قال فهذه المعاني كلها معان يستحسن الحديث من اجلها. وهي ليست متعلقة بصحة الحديث او بضعفه فمثال ما وصفه اهل العلم بانه حسن وارادوا به حسن المعنى او حسن الالفاظ التي اشتمل عليها المتن ما رواه الامام ابن عبدالبر في كتاب جامع في بيان العلم وفضله من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه باسناد ضعيف جدا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعلموا القرآن فان تعلمه لله خشية اه فان تعلمه لله خشية وطلبه عبادة حديث طويل معروف جدا يعني يذكره بعض اه غير المحققين حديث فضل تعلم القرآن مع ان في صحيح الحديث ما يغني عن سقيمه كثير من الاحاديث التي اه يعني اشتهرت بين يدي الناس في ابواب العلم المختلفة وفي فضائل القرآن وفضائل الاعمال يوجد في صحيح السنة وفي الوحي ما يغني عنها واقوى منها دلالة لكن كثيرا من الناس لجهله بالوحي او لجهله بالاحاديث الصحيحة يعتمد على ذلك في باب الترغيب والترهيب قال الشيخ حديث طويل اشتمل على معان حسنة وعلى الفاظ رائقة جزلة جيدة فان فاذا بالامام ابن عبدالبر عليه رحمة الله يعني ذكرنا قبل ذلك كتابا للامام ابن عبدالبر هو كتاب التمهيد طرح الموطأ وشرح اسانيد الموطأ. وهذا كتاب اخر يعني عظيم النفع وهو جامع بيان العلم فضله ذكر في هذا الحديث وعلق عليه فقال هذا حديث حسن جدا ولكن ليس له اسناد قوي فلا شك انه اراد بالحسن حسن المعنى الناظر في كلمة ابن عبدالبر هذه قد يتوهم انها كلمة متعارضة متناقضة كيف يصف يصفه بانه حسن جدا ثم يقول ليس له اسناد قوي. ولكن قد بين ذلك الامام العراقي عليه رحمة الله حيث قال اراد الامام العراقي في كتاب التقييد والايضاح والامام والعراقي هو آآ شيخ الحافظ بن حجر وهو احد العلماء البارزين المتأخرين الذين اعتنوا بعلم مصطلح الحديث حتى بالتطبيقات العملية وله كتاب آآ رائع جدا في التعليق على كتاب مقدمة ابن الصلاح اسمه التقييد والايضاح اه قال الامام العراقي رحمه الله اراد يعني ابن عبدالبر بالحسن حسن اللفظ قطعا فانه من رواية موسى ابن محمد البلق قوي عن عبدالرحيم بن زيد العامي والبلقاوي هذا كذاب كذبه ابو زرعة وابو حاتم ونسبه ابن حبان والعقيلي الى وضع الحديث والظاهر ان هذا الحديث مما صنعت يداه وعبدالرحيم بن زيد العمي هو متروك الحديث ايضا يبين ان الحديث باطل ومع ذلك اطلق عليه ابن عبدالبر الحسنى فقصد قطعا حسن المعنى فعرفنا من ذلك انه ما قصد بقوله حسن جدا آآ الا حسن اللفظي الا حسن اللفظ اه وحسن المعنى الذي اشتمل عليه آآ ذلك المتن وان كان الحديث ضعيفا من حيث اسناده وانما استحسن الامام الحديث فقط آآ لفظه ومعناه وقد وجد ذلك في استعمال ابن عبدالبر وغيره من اهل العلم حتى انه في كتاب التمهيد آآ له في كتاب التمهيد له. ذكر حديثا يرويه بعض ضعفاء عن مالك بن انس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفظه من قال في يوم مائة مرة لا اله الا الله الحق المبين اه حديث طويل ثم قال الامام ابن عبدالبر معلقا هذا الحديث هذا الحديث لا يرويه عن ما لك من يوثق به وهو لا يعرف من حديثه يعني هو منكر ثم قال وهو حديث حسن ترجى بركته ان شاء الله فنحن نفهم انه انما اراد بالحسن ها هنا حسن اللفظ فقط آآ دون حسن الرواية التي يكون راجعا الى ثبوتها ومن ذلك كل هذه ادلة تدل على ان قد يصف متنا حديثا معينا بانه حسن ولا يعنون انه صحيح وانما يقصدون حسن المعنى ومن ذلك ان الامام الذهبي عليه رحمة الله ومن ذلك ان الامام الذهبي عليه رحمة الله آآ ساق في كتاب سير اعلام النبلاء في ترجمة عباس الدوري عن الاصم انه آآ قال لم ارى في آآ مشايخي احسن حديثا منه فبين الامام الذهبي مراده من قوله احسن فقال يحتمل انه اراد بحسن الحديث الاتقان او انه آآ يتبع المتون المليحة فيرويها او آآ او فيرويها او انه اراد علو الاسناد او نظافة الاسناد آآ وتركه رواية الشاذ والمنكر والمنسوخ ونحو ذلك آآ ونحو ذلك. فهذه امور تقتضي آآ للمحدث اذا لازمها ان يقال ما احسن حديثه فيقصد انه يمكن ان يقصد بالحسن كون الراوي يعني ثقة ثبتا ينتقي روايات اه او ان الحسن هنا بمعنى انه يختار الروايات الجميلة المعنى او التي فيها لطيفة يا انا يعني استحسنها لاجلها طيب نكمل ان شاء الله فقوله آآ يحتمل انه اراد بحسن الحديث الاتقان فهذا امر وارد او انه آآ يتبع المتون المليحة فيرويها. وهذا ايضا امر وارد او انه اراد علو الاسناد فلا شك ان هذا الاسناد العالي احسن من الاسناد النازل او نظافة الاسناد لا شك ان الاسناد اذا كان نظيفا من الرواة الضعفاء فهذا معنى يستحسن الحديث من اجله وتركه رواية الشاذ والمنكر وهذا مما لا شك فيه. لان الحديث الصحيح حديث حسن قال والمنسوخ يعني آآ يترك رواية الحديث المنسوخ فالحديث المنسوخ بطبيعة الحال حديث قد وجد فيه معنا يجعل الراوي لا يقبل على سماعه ولا يستحسن سماعه بخلاف ما اذا كان الحديث محكما غير منسوخ فهذه كلها معاني يستحسن الحديث من اجلها. قال فهذه امور تقتضي للمحدث اذا لازمها ان يقال ما احسن حديثه فالشيخ هنا اه يعني في خلاصة قوله يريد ان يقول ان اطلاق النقاد على اه حديث ما بانه حسن لا يستلزم ان يكون اه حكما منهم بصحة هذا الحديث. وانما قد يعنون فقط ان لطيفة او فيه معنى جيد آآ ارادوا آآ يعني استحسنوا الحديث لاجله قال اذا عرفنا من ذلك ان الحسن ليس دائما راجعا الى ثبوت الحديث بل احيانا يكون راجعا الى ثبوت الحديث واحيانا اخرى لا يكون كذلك. ومثال الاحاديث التي احسنوها لمعنى راجع الى الاسناد بصرف النظر عن كون هذا المعنى له علاقة بالثبوت او لا ما وجد في استعمالهم انهم يطلقون اه على الحديث الذي هو من رواية الاقران بانه حسن ولو كان الحديث قد اشتمل على كذابين ومتروكين رواية الاقران الاقران هم جماعة او هم رواة تقاربوا في السن والاخذ عن المشايخ يعني اه مثلا ما لك وابن عيينة ومعمر طبقة آآ سفيان الثوري سفيان الثوري وشعبة طبقة. الحسن البصري وابن سيرين طبقة بثناء البخاري ومسلم طبقة احمد ويحيى بن معين طبقة وهكذا. طبقة يعني قوم آآ يعني اقران يعني اجتمعوا في آآ يعني تقاربوا في السن وفي الاخذ عن المشايخ او يعني عاشوا في عصر واحد قال روى الامام ابو يعلى الخليلي في الارشاد ويعلى الخليل له كتاب اسمه الارشاد تحدثوا فيه عن الرواة او عن الجرح والتعديل وله آآ مقدمة مهمة في علوم الحديث روى الامام ابو يعلى الخليلي في الارشاد حديثا من طريق ادم ابن ابي اياس عن محمد ابن كثير المصيصي آآ عن ابن المبارك عن شعبة رواه بهذا الاسناد ثم قال الامام ابو يعلى حسن جدا في رواية الاقران. ادم عن محمد وهما قرينان ومحمد يوافق ابن المبارك في شيوخ الشام اه هو كاتب ابن المباركة لا ابن المبارك في شيوخ الشام بل ادرك من لم يدركه ابن المبارك فتبين من سياق كلامه ان قوله حسن جدا ليس حكما منه على الحديث بانه حسن مقبول بل هذا راجع الى انه استحسن رواية الاقران الواقعة في هذه الرواية يعني هو قال هنا حسن لا يقصد ان هذا الحديث حديث ثابت او صحيح. يمكن ان يكون ثابتا ويمكن الا يكون ثابتا. لكنه تحدث فقط عن كون ادم اه هو ومحمد اه قرينان ومع ذلك روى احدهما عن الاخر. فهذا معنى تستحسن من اجله الرواية وكذا الحديث المذبج فان التدبيج معنى يستحسن الحديث من اجله. التدبيج ان يروي كل قرين عن اخيه يعني مثلا آآ الحسن البصري يروي عن ابن سيرين وابن سيرين يروي عن الحسن البصري. انس يروي عن ابي هريرة وابو هريرة يروي عن انس. هذا اسمه المدبج واضح؟ طبعا هذه الامور لا لا تفيد الحديث ان يكون صحيحا او ضعيفا لكنها من اللطائف التي كان يعتني بها يعني المتأخرون لم يكونوا يعتنون بهذه الامور اساسا. كانوا يعتنون بكل ما له علاقة بثبوت الرواية وكذا آآ قال روى ابو يعلى الخليلي ايضا عن يونس ابن ابن محمد عن حماد ابن زيد عن سفيان الثوري عن زيد ابن اسلمة عن عبدالرحمن ابن وعلة عن ابن عباس حديثا مرفوعا ثم قال ابو يعلى لم يروه عن حماد غير يونس وهو ثقة من كبار شيوخ بغداد وهو حسن في من المدبج فنستخلص من هذا ان مصطلح الحسن هذا مثال اخر لاطلاق العلماء على المدبج حسنا قال الشيخ فنستخلص من هذا ان مصطلح الحسن عند ائمة الحديث عليهم رحمة الله انما هو مصطلح يطلقونه على كل ما يستحسنونه من الحديث في الحديث لشيء ما سواء كان هذا الذي استحسنوه الحديث لاجله او من اجله له علاقة او له تأثير في قبول الحديث او رده اوليس له علاقة بذلك فعلى طالب العلم ان يكون فاهما لهذا ومدركا له وان يحسن فهم كلام اهل العلم عليهم رحمة الله حتى يمكنه ذلك من حتى يمكنه ذلك من ان يفهم كلام اهل العلم على وجهه فلا يعمد الى موضع اطلقوا فيه الحسن وارادوا به الضريبة او المنكر او الموضوع فاذا به يعتبر ذلك تصحيحا منهم للحديث وتثبيتا له او يفعل العكس فيعمد الى بعض المواضع التي اطلقوا فيها الحسنة وارادوا انه صحيح او ارادوا انه داخل في نطاق الحجة فاذا به يفهم من هذا الموضع انهم ارادوا الغرابة او النكارة فلا بد من معرفة مناهج المحدثين ومعرفة اصطلاحاتهم حتى يفهم كلامهم على وجهه وحتى لا يساء فهمهم فهم كلامهم وحتى لا نسب اليهم ما لم يقصدوا من الاقوال والاحكام خلاصة هذا الفصل هذا الفصل تحدث فيه الشيخ عن مصطلح الحسن بين فيه امورا يمكن ان نلخصها هنا. الامر الاول ان المتأخرين الذين اهتموا بمسألة الحد الارسطي وضبط الحدود والتعريفات على الميزان الذي الميزان المنطقي الذي وضعه ارسطو هؤلاء اضطربوا اضطرابا شديدا في في تحرير دلالة الحسن وذكرت لكم ان سبب اضطرابهم انهم ارادوا ان يطوروا المصطلح ويجعلوا لكل مصطلح دلالة واحدة بينما هذا المصطلح يستعمل في كلام النقاد لدلالات كثيرة. فكان ينبغي ان تعدد هذه الدلالات. وان تذكر القرائن التي فيها اه تعرف اي دلالة ارادوها فهذه هي الفائدة الاولى الامر الثاني هو ان مصطلح الحسن استعمل كثيرا في كلام الائمة المتقدمين وله اطلاقات تظهر من السياق وبالقرائن من ذلك اطلاقات كل حديث مقبول ايا كانت درجته يمكن ان يسموه حديث اي يسموه حديثا حسنا اه يمكن ان يكون في اعلى درجات الصحة ويمكن ان يكون حديثا متوسط القبول. ويمكن ان يكون اه حديثا اه حسنا لغيره. بمعنى انه او حديث ضعيف يتقوى من اكثر من طريق آآ لكن الحسن كمصطلح لكن الحسن كمصطلح كذلك اطلق آآ على الرواية الضعيفة او الرواية المنكرة والاستحسان فيها انهم كانوا يحبون هذا النوع يعني بعض الرواة يحبون هذا النوع من الاحاديث اه يعني يفيد به اصحابه من الرواة وكان النقاد يعتنون بهذا النوع من الاحاديث ليحذروا الناس منه وليحكموا به على الراوي بانه اروي المنكرات او الغرائب وهكذا فهذا معنى تستحسن الرواية المنكرة الغريبة لاجله كذلك يمكن ان يطلق على الحديث الموضوع اذا كان اشتمل على معنى حسن واضح؟ وكذلك يمكن ان يطلق آآ للطيفة في الاسناد كان يروي الكبير عن الصغير او يروي مثلا الولد عن ابيه عن جده. او يروي الولد عن ابيه او الوالد يروي عن الابن. او القرين يروي عن قرينه. او الاقران يروي احدهما عن الاخر آآ او كل منهما عن الاخر وهكذا واكد الشيخ في آآ خاتمة هذا الفصل معنى مهما جدا وهو ان طالب الحديث اذا لم يفقه هذا الاختلاف في اطلاق هذه المصطلحات واختلاف دلالاتها فانه سيقع في آآ الخطأ ولابد لانه ربما يعطي حكما غير رقائق لكونه فهم كلام المحدث على غير وجهه طيب آآ ندخل هنا في آآ الفصل الذي بعد ذلك صفحة مائة وخمسة وخمسين الاحتجاج بالحديث الحسن اه نقرأ ثم نعلق ان شاء الله بما يلخص الكلام ان شاء الله قال الشيخ حفظه الله واكرمه ذكرنا انفا ان الحديث ان الحسن يطلق على انواع كثيرة من الاحاديث منها المقبول عامة سواء كان صحيحا من اعلى درجات الصحة او من ادناها. ويطلق ايضا على الغرائب والمناكير والموضوعات وقد ذكرنا فيما سبق اه ان معرفتنا بالمعاني المختلفة للمصطلح الواحد يساعدنا على معرفة الاحكام المترتبة على هذه المصطلحات وعلى ضوء هذا فاذا وجدنا اماما من الائمة اطلق مصطلح الحسن على حديث فلابد قبل ان ننسب الى هذا الامام انه يصحح او يضاعفوا ان نتفهم مراده من الحسن اه في هذا الموضع سواء رجعنا في ذلك الى سياق الكلام والنظر فيما تقدمه وما تأخر عنه. بحيث نستطيع ان نفهم الكلام على وفق مراد قائله او نكون عارفين او نكون عارفين بمصطلح هذا الامام. كأن يكون من الائمة الذين لا يطلقون الحسن الا على على ارادة معنى ما وهذا شأن العلماء المتأخرين فالمتأخرون حيث يقولون حسن فالغالب انهم يقصدون الحجة فاذا وجدنا مثل الحافظ بن حجر آآ بن حجر العسقلاني آآ اه تعرض للحكم على حديث ما فقال هو حديث حسن فنحن نفهم من قوله هذا ان الحديث عنده حجة ولا يمكن ان يتطرق شك لان الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله حيث قال في هذا الحديث حسن انه يحتج به. بينما اذا قال ذلك الحكم امام متقدم فلابد وان نفهم مراده وان نعرف على اي معنى اراد هذا المصطلح فقد يكون حسن فقد يقول حسن ويريد به الصحة والقبول. وقد يقول حسن ويريد به الشذوذ او النكارة او الغرابة فلابد من تفهم هذا ومعرفته ولكن سنقف قليلا مع نوعي الحسن ان نقف هنا لان هو آآ يعني هذه فقرة جديدة الشيخ يريد آآ يعني ختم بخاتمة جيدة جدا يريد ان يقول وان كان مصطلح الحسن تختلف دلالاته نعم في تصرفات العلماء لكن لابد ان يتفهم طالب العلم معلش لكن لابد ان يتفهم طالب العلم آآ الاصطلاح الشائع. فمثلا المحدثون المتأخرون الذين لهم احكام على الاحاديث مثل الحافظ ابن حجر ومثل الذهبي ومثل زي مثلا آآ هؤلاء آآ غالب استعمالهم للفظ الحسن لا يعنون به آآ اي معنى الا الحديث المقبول. سواء كان حسنا لغيره او كان حسنا لذاته واضح لكن اذا وقع ذلك في كلام امام متقدم واشتهر عنه انه قد يغير في دلالة هذا المصطلح فيريد به مثلا اه يريد به المنكر او الشاذ فاننا يجب ان نتنبه لذلك آآ سيدخل الشيخ الان في فقرة جديدة يبين فيها انه سيقف اه عند نوعين اشتهر المتأخرين وهو الحديث الحسن لذاته والحديث الحسن لغيره آآ قال الشيخ ولكن سنقف قليلا مع نوعي الحديث الحسن اللذين وجدا في اصطلاح الائمة المتأخرين عليهم رحمة الله الا وهو ما يسمونه بالحسن لذاته وما يسمونه بالحسن لغيره ولننظر ما هي الشرائط التي يجب ان يجب توفرها في الحديث حتى يكون حسنا لذاته وحتى يكون حسنا لغيره. حتى يكون مقبولا محتجا به قد عرفنا ان الحسن لذاته حجة كلمة حجة يعني آآ تبنى عليه الاحكام او يستنبط منه الاحكام او يحتج به في المسائل قال قد عرفنا ان الحسن لذاته حجة وان الحسن لغيره ايضا حجة فما هي شرائط الحسن لذاته عند اهل العلم وما هي شرائط الحسن لغيره عند اهل العلم عليهم رحمة الله قال الحسن لذاته وشرائطه. نقرأ ان شاء الله الفقرة كاملة ثم بعد ذلك نعلق عليها بتعليق يكون مختصرا ويبين ذلك باذن الله قال الحسن لذاته وشرائطه. فاما الحسن لذاته فالعلماء عليهم رحمة الله وصفوه بانه حديث قد اجتمعت فيه كل شرائط الحديث الصحيح سوى شرط واحد وهذا الشرط لم يختل كلية فقط هو نزل من اعلى درجاته الى ادناها الا وهو شرط ضبط الراوي تراوي الحديث الصحيح هو من اعلى درجات الثقات بينما راوي الحديث الحسن من ادنى درجات الثقات آآ الا انه الا ان الجميع داخل في نطاق الثقة فراوي الحديث الحسن راو من جملة الثقات الا ان ضبطه واتقانه وتثبته لم يبلغ الى اعلى آآ مراتب الثقات كما وصل الى ذلك راوي الحديث الصحيح اما بقية الشرائط من كون الراوي عدلا ومن كون الاسناد متصلا ومن كون الحديث سالما من الشذوذ سالما من العلة فهذا كله يشترك في يمتلك تحققه في في الصحيح والحسن فلا بد في الحديث الحسن من ان يكون اسناده متصلا وان يكون الراوي عدلا وان يكون ضابطا ضابطا ايضا وان لم يبلغ في الضبط اعلى درجات الضابطين وان يكون الحديث سالما من الشذوذ وان يكون ايضا سالما من العلة اذا تحقق ذلك الحديث فاذا تحقق ذلك كان الحديث حسنا وكان حينئذ حجة بل وكما اشرنا سابقا فان بعض اهل العلم يجعل هذا الحديث هو والصحيح سواء بمعنى انهم قد يدخلون مثل هذه الاحاديث في الكتب التي خصوها برواية الاحاديث الصحيحة. فقد وجد في الصحيحين احاديث طبق عليها شرط الحسن لذاته وما ذلك الا لان البخاري ومسلما حيث اخرجا لمثل هؤلاء الرواة مثل هذه الاحاديث ترجح لديهم ان هذه الاحاديث بعينها اما حفظها هؤلاء الرواة ولم يخطئوا فيها او لم يخطئوا فيه. يعني وفي الحديث ومما سلم من الشذوذ وسلم من العلة فاستجازوا ان يدخلوها في كتاب الصحيح على اساس انها من جملة الاحاديث المقبولة المحتج بها طيب نقرأ هذه الفقرة يعني نعلق على هذه الفقرة ونبينها باذن الله الشيخ هنا بعدما تكلم عن اختلاف دلالات مصطلح الحسن اراد ان يتكلم عن دلالة واحدة وهي الحديث الحسن الذي اماه المتأخرون الحسن لذاته اولا كلمة حسن هنا تعني انه مقبول آآ لكنه لم يبلغ آآ في القبول الدرجة الكبيرة. او لم يعني نحن قبل ذلك لابد ان نعرف ان الصحة درجات طبعا يا شباب الحديث هو خبر والخبر اما صدق او كذب ليس هناك وسط فكيف يوصف حديث بانه متوسط في القبول؟ هذا بحسب نظر الناقد يعني ان هذا الناقد صحح الرواية لكنه لم يقطع بكونها صحيحة كقطعه بصحة الحديث الصحيح او الحديث المتواتر. واضح لان القبول والرد كذلك درجات والقطع والظن درجات حتى الايمان درجات ابراهيم عليه السلام كان يؤمن بان الله قادر على ان يحيي الموتى لكنه سأل ربه ان يرى ذلك بعينه فلما رأى ذلك اطمأن قلبه. يعني ازداد ايمانا كذلك الحواريون قالوا نريد ان يأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين كثرة الادلة تزيد من تصديق الانسان بالشيء وتزيد من اقتناعه. واضح فكذلك الحديث اما ان يكون حديثا كذبا او ان يكون حديثا صدقا لكن كيف يكون الحديث متوسطا في القبول يعني بالنسبة الى الناقد يعني الناقد هو الذي يترجح لديه القبول. واضح اما الخبر فاما ان يكون صدقا واما ان يكون كذبا فالشيخ هنا تحدث عن الحديث الحسن لذاته في اصطلاح المتأخرين خلاصة هذا الحديث ما معناه له حديث نظرنا الى اسناده فوجدنا الاسناد صدقة توفرت فيه كل شروط القبول. كل شروط القبول قواته ثقات حفاظ عدول الاسناد متصل ولم يثبت خطأ من الرواة لكن بعض الرواة راويا او اكثر يعني لم تبلغ درجة حفظه اعلى الدرجات فلذلك سموه الحسن. طب لماذا سموه الحسن لذاته؟ لان الحسن جاءه من اسناد واحد اما لو كثرت الاسانيد وكانت اقوى او في نفس الحكم فانه بذلك يصير الحديث حسنا آآ يصير صحيحا لغيره. او صحيحا بمجموع الطرق واضح؟ طيب هنا لابد من التنبيه على مجموعة امور الامر الاول الحديث عن الراوي اه كما سبق الراوي له حكمان حكم عام وحكم خاص فيمكن للراوي الواحد ان يكون له عشرة احكام يعني ليس حكما واحدا. فيكون هذا فيكون هذا الراوي ثقة في روايته عن راوي وضعيفا في روايته عن راوي اخر ومتوسطا في روايته عن راوي اخر وضعيفا في روايته عن اهل بلد ويكون ثقة في روايته عن اهل بلد اخرين اخذ مثالا آآ احد الرواة الحفاظ المكثرين الذين رووا كثيرا جدا من الروايات والتقوا آآ باكثر المشايخ الذين كانوا في عصرهم هذا الراوي هو معمر ابن راشد آآ رحمه الله هذا الراوي لن تستطيع ان تحكم عليه حكما واحدا فمعمر مثلا وثقة حافظ مكثر عن الزهري. وعن عبدالله بن طاووس وكذلك عن آآ عبدالله بن آآ هشام بن عروة. وكذلك آآ هو من جملة الثقات عن يحيى ابن ابي كثير لكن معمرا هذا اذا روى عن ايوب السختياني او قتادة او ثابت البناني او عمرو بن دينار فانه ضعيف لا يقبل فصار الراوي الواحد له اكثر من حكم واضح فهنا لابد ان تتنبه لهذه لهذا الامر بعض الطلاب الذين لم يتمرسوا في علوم الحديث ولم يدخلوا البيوت من ابوابها في دراسة علوم الحديث ارادوا مثلا ان يحققوا كتبا فيذهبون الى كتاب الحافظ ابن حجر رحمه الله كتاب آآ تقريب التهذيب يقولون ان هذا الحديث حسن لان فيه مثلا حماد بن سلمة وقد قال فيه الحافظ صدوق واضح؟ فظنوا ان هذا الحكم العام ينفع في في هذا الحديث الخاص او في هذه الرواية الخاصة. وهذا خطأ وجهل في الحكم لان هذه الاحكام العامة التي وصل اليها الحافظ رحمه الله هي احكام مجملة. هي مجرد مقدمة يبقى النظر في حال الراوي في تلك الرواية فربما يكون مثلا الراوي آآ في الجملة صدوق لكنه ضعيف عن شيخ واوثق الناس في شيخ. مثلا حماد بن سلمة كمثال هو في الجملة صدوق يخطئ لكنه اوثق الرواة عن ثابت البناني ومن اضعف الرواة عن قتادة وعن مثلا عمرو بن دينار. او عن ايوب. ويخطئ كثيرا ويروي رتعا هؤلاء اذا الراوي الواحد يمكن ان يتعدد فيه الحكم لماذا اردت لماذا قلت هذا؟ لان بعض الناس يتعامل مع الرواة والاحاديث تعاملا رياضيا. يرجع الى كتاب الحافظ ابن حجر رحمه الله يصب او يعني يحكم على الراوي او على روايته بناء على حكم الحافظ رحمه الله. والحافظ اساسا كان يحكم حكما مجملا كما قلت لكم ان طالبا معينا مثلا جاب امتياز او جيد جدا. هذه نتيجة عامة لكنه يمكن في مادة يكون جايب مقبول. وفي مادة اخرى يكون امتيازه في مادة اخرى جيد. مادة اخرى جيد جدا. فالحكم العام شيء والحكم الخاص آآ شيء اخر واضح طيب آآ نأتي الى التعليق على مسألة مهمة جدا وهي ان الشيخ هنا قال آآ اصحاب الصحيح البخاري ومسلم يمكن ان يدخل الواحد منهم في كتابه حديثا من هذا النوع. لماذا لان البخاري ومسلما لهم نقد للرواة فانهم قد يأتون الى راو ثقة فيتركون بعض رواياته التي تحقق عندهما انه اخطأ فيها وان كان ثقة واضح كونهم يزنون هذا الروي بغيره من الرواة. فيكتشفون ان هذا الراوي اخطأ في هذه الرواية المعينة فلا يقبلون آآ حديثه واضح كده ويمكن ان يأتوا الى راو متوسط او راو متكلم في حفظه. ويقبلون روايته لكونهما تحققا من انه ضبط تلك الرواية بموافقة الثقات له فبالتالي يخطئ ايضا بعض المتعجلين آآ في دراسة الاسانيد فيضاعفون روايات في البخاري ومسلم بناء على ان به راو هذا الراوي متكلم في حفظه او ضعيف وغفلوا عن امرين مهمين. الامر الاول ان هذا الراوي قد يكون ضعيفا في الجملة لكنه ثقة في هذا الشيخ الذي خرج له آآ احد الشيخين بخاري او مسلما او مسلم وكذلك الامر الثاني ان هذا الراوي يمكن فعلا ان يكون متكلما في حفظه. لكنه في تلك الرواية بعينها قد وافقه الثقات فتأكد الامام من كونه ضبط تلك الرواية فلا مانع من ان يخرجها بل هذا من العدل والانصاف طيب هنا سيذكر قولا للامام ابن القيم يشرح فيه لماذا يخرج الامام مسلم رحمه الله لبعض الرواة المتكلم في حفظهم قال ابن القيم اه يقول الامام ابن القيم في بعض هؤلاء الرواة يعني الرواة الذين تكلم في حفظهم اه او في ضبطهم وخرج لهم الامام مسلم. قال ولا عيب على مسلم في اخراج حديثه لانه ينتقي من احاديث هذا الضرب ما يعلم انه حفظه كما يطرح من احاديث الثقة ما يعلم انه غلط فيه فغلط آآ فغلط في هذا المقام من استدرك عليه آآ واخراج واخراج جميع حديث الثقة ومن ضعف جميع اه حديث سيء الحفظ. فالاولى طريقة الحاكم فالاولى طريقة الحاكم وامثاله. والثانية طريق ابي محمد بن حزم واشكاله وطريقة مسلم هي طريقة ائمة هذا الشأن. والله المستعان هذا من الاقوال المحكمة القوية آآ آآ العلامة ابن القيم رحمه الله فابن القيم هنا يقول رحمه الله لا عيب على مسلم انه اخرج لبعض الرواة المتكلم فيهم لانه تحقق عنده انه ضبط تلك الرواية كذلك الامام مسلم في الوجه الاخر يمكن ان يترك حديث الراوي الثقة الذي تحقق عنده انه اخطأ فهنا الامام ابن القيم يحاول ان يبين الاخطاء في فهم هذا الصنيع فيقول عندنا خطأن من يأتي الى الراوي الضعيف الذي انتقله الامام مسلم بعض الاحاديث فيلزم الامام مسلما ان يخرج له كل الاحاديث قال له هذا خطأ لان الامام مسلم انتقى له ما تحقق لديه انه ضبطه الخطأ الثاني آآ بعض الناس يأتي آآ فيلزم كذلك في الخطأ الاول هذا انه يستدرك على الامام مسلم انه كيف يخرج للضعيف او كيف يحكم على راو معين بانه ضعيف ثم يخرج روايته. فهنا خطأن في الطريق الاول بالنسبة للراوي الضعيف الخطأ الاول كيف تخرج الضعيف والخطأ والخطأ الثاني ما دمت خرجت للضعيف رواية ينبغي ان تخرج له كل الروايات اما الخطأ بالنسبة للراوي الثقة فيقول له كيف توثقه وتترك بعض رواياته فان كان ثقة اقبل كل الروايات وان كان ضعيفا رد كل الروايات. وهذا خطأ لان منهج اهل الحديث المحققين انهم لهم في كل رواية نقد خاص فلا يصح ان آآ تلزمهم بطريقة رياضية. الراوي الثقة حديثه صحيح والروي المتوسط حديث حسن والراوي الضعيف حديثه ضعيف هذا خطأ هذا جهل في التعامل مع الرواة. الرواة بشر قد ينشط الراوي فيكون ثقة في حديث. ونفس هذا الراوي يضعف في روايات اخرى. واضح قد يكون وثقة في شيخ قد يكون ضعيفا في غيره. واضح مثلا الامام الاعمش ثقة ثبت في رواية عن ابراهيم النخعي وابي وائل وابي صالح. لكنه ضعيف اذا روى عن آآ اقرانه استلمت ابن كهيل وحبيب ابن ابي ثابت وابي اسحاق السبيعي مثلا. واضح؟ معمر ابن راشد ثقة ثابت في روايته عن الزهري لكنه ضعيف في رواية عن معمر ايوب وهكذا غيرهم كثير جدا جدا من الرواة. فلن تستطيع ان تخلص آآ لراو بحكم جامع يجمع له كل الروايات واذكر هنا ان بعض الشباب المحققين يعني من زمان قرأت له تعليقا ان هو آآ يعني آآ يعنف الامام علي ابن المديني امام علي ابن المديني هو امام اهل العلل كان يقول البخاري ما استصغرت نفسي بين يدي احد الا عند علي ابن المديني فجاء شاب محقق لا يفهم شيئا وتحقيقه في منتهى الضعف والجهل فقال لابن المديني اه كيف تفعل هذا توثق راويا ثم تنكر له رواية بهذا الشاب اه الجاهل ظن ان هذا تناقض كيف توثق راويا وثم تضاعف رواية له. ثم قال كلمة صارت صارت مشهورة يعني يضحك بها الناس الذين يعني درسوا علوم الحديث قال لابن المديني بهذا اللفظ والله في التعليق ما هكذا تعل الاحاديث يا ابن المديني هذا الشاب الجاهل الذي لا يفهم يعني شيئا في علم العلل. يقول لامام العلل ما هكذا تعل الاحاديث يعني ليس يعني انسان يمكن ان يتصور ان يأتي شخص فيفتح الله عليه بعدما يتعب ويتمرس فيستدرك خطأ على عالم او على امام هذا ممكن لا نقول بعصمة هؤلاء اما ان يقول له ما هكذا تعل ده معنى كده ان هو اساسا لا يستدرك هو يقدح في منهج آآ منهجه في في التعليل والامام علي ابن علي ابن المدني هو اجل ائمة العلل وبه تخرج الائمة الكبار كاحمد والبخاري وهؤلاء المهم وهذا يعني يحصل كثيرا من متعجلين من الطلبة اما اذا كان مثل هذه الاحاديث التي يرويها مثل هؤلاء الرواة لم تسلم من شذوذ او لم تسلم من علة فان هو الحالة هذه تكون احاديث مردودة غير مقبولة ولا داخلة اه في نطاق المقبول من الاحاديث كيف لا؟ والصحيح نفسه الذي هو اعلى درجة من الحسن لذاته اذا وجد فيه شذوذ او وجد فيه علة فان ذلك يوجب على الناقدين ان يجعلوه في نطاق الاحاديث المردودة والا يحتجوا به والا يقيموا عليه الاحكام فالحسن لذاته الذي هو ادنى من الصحيح اولى بذلك واحق. يعني اذا تحقق الناقد من كون الرواية بها خطأ وتحقق من من الخطأ فانه يردها وهنا قاعدة محكمة للامام احمد يعني شرحتها لكم بالتفصيل في يقع على نخبة الفكر قال احمد رحمه الله الحديث عن الضعفاء قد يحتاج اليه في وقت والمنكر ابدا منكر يعني الحديث الذي وجد فيه راو ضعيف لا تتعجل في رده فقد توجد له روايات اخرى تبين ان الراوي الضعيف ضبطه. اما المنكر بدل منكر يعني الحديث الذي تحققت من وقوع خطأ الراوي فيه فانه مردود حتى لو كان الذي اخطأ فيه اوثق الرواة قال الشيخ حفظه الله فلهذا لابد من ان يتنبه طالب العلم الى ان الحديث الحسن لذاته لابد وان يتحقق فيه بقية شرائط الصحة وان كان شرط ضبط الراوي قد تسامح فيه الائمة ولم يشترطوا في راوي الحديث الحسن ان يكون من اعلى درجات الثقات اه كما اشترطوا ذلك في اه راوي الحديث الصحيح ومن هنا ندرك ان من يحكم من يحكم على حديث بانه حسن لذاته بناء على النظر في حال الراوي فحسب هو مخطئ في تصرفه. فبعض المشتغلين بعلم الحديث ينظر في حال الرواة فاذا وجد راوية في مرتبة الحديث الحسن اي ان العلماء قالوا فيه اقوالا تفيد ان ضبطه ليس كاملا وان كان من جملة وان كان هو من جملة الضابطين اذا به يبادر بالحكم على الحديث بانه حسن من غير ان ينظر هل هذا الحديث مما وقع فيه شذوذ او علة ام لا؟ وهذا خطأ من طالب العلم بل لابد لطالب العلم ان يتتبع الى الاحاديث وان يتتبع احكام اهل العلم عليهم رحمة الله على هذا الحديث الذي هو بصدد تحقيقه لينظر وليتبين له لينظروا لينظر وليتبين له هل هذا الحديث مما اخطأ فيه هذا الراوي ام لا؟ هل هذا الحديث مما حكم الائمة بشذوذه ام لا؟ هل الحديث مما وجد فيه اهل العلم علة ام لا ولا يكتفي بالنظر في حال الراوي ويبني حكمه على الحديث بانه حسن بناء على حال الراوي فحسب الشيخ هنا يريد ان يبين امرا مهما من اخطاء المحققين وقد سبق وآآ نبهت عليه هو ان المحقق او طالب العلم الذي يتدرب على آآ دراسة الاسانيد يتعجل في الحكم على الراوي فاذا وجد حكما عاما على الراوي بانه ثقة جعل حديثه صحيحا او وجده متوسطا جعل حديثه حسنا او وجده ضعيفا رد روايته فهذا خطأ فلا بد ان يتنبه طالب العلم ويعرف ان الحكم الاجمالي على الراوي هو مجرد مقدمة ويبقى النظر في هذا الراوي هل هذا الراوي انفرد بالرواية ام اشترك معه غيره؟ فان انفرد بالرواية هل هو ثقة اه في هذا الشيخ الذي تفرد عنه ام لا آآ وان اشترك هل وافقه الثقات ام لا؟ هل وافق الثقات ام خالفهم؟ كل هذه معايير ينبغي النظر فيها اكثر من حال الراوي العام قال ولا بأس بذكر مثال ها هنا لحديث هو من حيث الظاهر اسناده حسن لذاته. والائمة عليهم رحمة الله انكروها على راويه واعتبروه من اخطائه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله ومن من كبار المشايخ عاصرين الذين اعتنوا بعلوم الحديث كافة علم مصطلح الحديث علم علل الحديث علم الرجال صادر السنة وله دروس نافعة جدا وهو من اكثر من انتفعت بهم في حياتي يعني الدروس التي حضرتها له والدروس التي سمعتها له وهي كثيرة جدا. ونفعني الله تبارك وتعالى بدروسه آآ كون الشيخ مارس علم الحديث آآ وحقق كثيرا من الروايات صار شرحه لمصطلح الحديث شرحا رائعا جدا هذا الشرح هو شرح عملي لانه ناتج من الروايات وليس كلاما نظريا. الشيخ عنده مئات الامثلة وعشرات الامثلة على كل ما يقول وله كتاب هو امتع ما كتب في بابه يتكلم فيه عن اخطاء من المعاصرين الذين يقوون الاحاديث الضعيفة بكثرة الروايات فبين معظم اخطاء هؤلاء وذكر لكل خطأ مثالا او اثنين او ثلاثة. والكتاب له مقدمة رائعة جدا عن الجهد الذي قام به اهل الحديث في تحقيق الروايات والورع وخشية الله التي كانت عندهم في تحقيق روايات كتاب اسمه الارشادات في تقوية الحديث بالشواهد والمتابعات كتاب قيم جدا وفي رأي افضل كتاب للشيخ حفظه الله اكرمه الله وجزاه الله عنا خيرا سيذكر هنا آآ مثالا الشيخ لحديث من حيث الظاهر هو حسن. لكن العلماء انكروا قال حتى يكون مثالا يحتذى به ويقاس آآ ويقاس عليه بقية الامثلة اه قال الحديث الذي اخترته هو حديث يرويه راو اسمه الربيع ابن يحيى الاسناني الربيع هذا احد الثقات وثقه الامام ابو حاتم الرازي وغيره وروى حديثا في جمع التقديم يعني جمع الصلاة باسناد اخطأ فيه فقال عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان طالب العلم المبتدأ اذا ما نظر في هذا الاسناد من غير ان يرجع الى اهل العلم يغتر بهذا الاسناد ويحكم عليه بالحسن بل ربما بالصحة على اساس ان الراوي الذي تفرد به اه وهو الربيع بن يحيى الاوسناني احد الثقات بل قال فيه ابو حاتم نفسه ثقة اه سبت وهذا يدل على انه تفرد بحديث وهذا يدل على انه ان تفرض بحديث فان حديثه يكون صحيحا وان كان واذا كان ابو حاتم الرازي الرزي قد قال فيه هو هذا القول العالي فابو حاتم نفسه حينما سئل عن حديثي هذا انكره غاية الانكار يعني ابو حاتم هذا في الحكم المجمل وثق الربيع هذا وثقه فقال الله يسلمك يا عبدالرحمن شكرا يا حبيبي آآ الامام ابو حاتم الرازي محمد بن ادريس الرازي رحمه الله آآ وثق هذا الراوي. لكنه مع ذلك انكر له تلك تلك الرواية بعينها هذا ليس تناقضا. واضح اه فهذا حكم عام وحكم خاص آآ فقد روى ابن ابي حاتم عن ابيه في كتاب العلل كتاب العلل لابن ابي حاتم ادوا انفس آآ كتب آآ بل الحديث اه اه فيه مقدمة رائعة جدا جدا عظيمة في الترجمة لائمة النقاد الكبار وفيه فوائد كثيرة جدا في علم الحديث ينقل فيه اقوال مهمة في تعليل الروايات آآ الكتاب الذي فيه مقدمة عن آآ اما الطرح والتعديل هو كتاب مقدمة الجرح والتعديل لابن ابي حاتم اما كتاب العلل ففيه فوائد في علم علل الحديث قال اه نقل عن ابيه انه قال هذا حديث باطل عندي هذا خطأ لم ادخله في التصنيف اراد يعني الربيع ابن يحيى الاوشناني ابا الزبير عن جابر او اه ابا الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس والخطأ من الربيع يعني ان الربيع هذا اخطأ يعني ادخل اسنادا على على متن واضح فقال الامام الصحيح ان هذا الحديث ليس حديث محمد بن المنكدر عن جابر. وآآ وانما هو آآ حديث ابو الزبير عن جابر حديث ابي الزبير عن جابر او اه حديث ابي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس والذي اخطأ هو الربيع وادي فيها فائدة يا شباب ذكرناها في الدرس آآ قبل الفائت تقريبا او الدرس اللي فات ان النقاد لا يهمهم فقط آآ وقوع الخطأ في الرواية وانما يهمهم جدا مجموعة امور اولا هل الرواية خطأ ام لا؟ ثانيا ما نوع الخطأ هل هو دخول حديث في حديث؟ هل هو ابدال راو براو؟ هل هو مثلا ذكر لفظ السماع في موضع العنعنة ما هو نوع الخطأ الامر الثاني من المخطئ هذا مهم جدا يهمهم ان يعرفوا من المخطئ في الرواية حتى يعد ذلك في في اخطائه آآ طيب اه قال هذه الكلمات التي قالها الامام ابو حاتم الرازي كلمات في غاية الدقة فهو قد وثق فهو قد كان وثق الراوي الذي يخطئه هنا فلم يغتر الامام بثقة الراوي بل نظر في روايته وتأملها واعتبرها فتبين له انها آآ رواية خطأ فقال انها باطلة كلمة اعتبرها يا شباب معناها اختبرها وقارنها بغيرها من الروايات فقال انها باطلة ثم اكد ذلك بقوله لم ادخله في التصنيف قال لم ادخله في التصنيف لان المصنفات عند المحدثين هي الكتب المصنفة على الابواب كم مصنف ابن ابي شيبة ومصنف عبدالرزاق فالامام بقولي هذا لم ادخله في التصنيف يريد ان هذا الحديث الذي رواه الربيع ابن يحيى الاوشناني واخطأ في اسناده لا يصلح ان يدخل في باب مصنف على الابواب لان الحديث انما يدخله الائمة في مثل هذه الكتب اما للاحتجاج واما للاستشهاد وما لا يصلح للاحتجاج او للاستشهاد لا يصلح ان قل في مثل هذه الكتب طيب فهذا يدل على ان هذا الحديث الذي جاء به الربيع اه هذا في غاية الضعف عند الامام ابي حاتم الرازي بحيث انه عنده لا يصلح للاحتجاج ولا للاستشهاد ثم بين الامام عليه رحمة الله وجه الخطأ بحسب اجتهاده وفهمه فقال اراد ابا الزبير عن جابر يعني كأنه يرى ان ان الربيع ابن يحيى الاوشناني اخطأ في اسناد هذا الحديث فدخل عليه اسناد في اسناد اراد ان يروي الحديث من طريق ابي الزبير عن جابر عن جابر فاخطأ وقال عن محمد بن المنكدر عن جابر وذلك لان ابا الزبير له عن جابر روايات لهذا الحديث يعني ان ذكر ذكر هنا آآ محمد بن المنكدر خطأ واضح؟ والصواب انه ابو الزبير طيب ثم قال اه ثم قال او ابا الزبير عن سعيد بن جبير اه عن ابن عباس يعني ان ابا الزبير له اسناد اخر اه لهذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فكأنه يرى ان هناك امكانية ان يكون الربيع ابن يحيى الاوشناني اخطأ حيث قال محمد بن المنكدر عن جابر وكان عليه ان يقول عن ابي الزبير عن سعيد بن جبير آآ عن ابن عباس فان هذا هو الاسناد الذي يروى به هذا المتن فهذا ما يقول فيه العلماء دخل عليه حديث في حديثه فانظر الى دقة الامام ابي حاتم الرازي حيث كيف انكر اعني من حيث الاسناد مع ان كيف انكر الحديث اعني من حيث الاسناد يعني انكر اسناد الحديث مع ان الراوي الذي اخطأ فيه عنده احد الثقات وهو نفسه قد وثقه والامام الدرقطني عليه رحمة الله لما سئل عن هذا الحديث بعينه اجاب بنحو جواب الامام ابي حاتم الرازي فقد روى عنه البرقاني البرقاني في احد كبار تلامذة الدرقطني آآ وله سؤالات عنه كان يسأل الدرقطني عن العلل وعن الرواة آآ قال هذا حديث ليس لمحمد بن المنكدر فيه ناقة ولا جمل ليس فيه ناقة ولا جمل لهذا المثال مشهور يعني ربما لا يعرف بعض الناس آآ سببه ارض سوس حرب الباسوس التي كانت بين كانت بين تغلب وبكر يعني في الجاهلية اه كانت بسبب ناقة وجمل فكان بعض الناس اذا طلب منه ان يدخل في هذه المعركة اه فكان يقول انا ليس لي في هذه المعركة لا ناقة ولا جمل آآ واضح يعني آآ الناقة ناقة البسوس والجمل كان جمل آآ كليب في القصة المشهورة يعني يعني حصل مشكلة بسبب الجمل والناقة بين تغلب وبكر فكان اي واحد يطلبه منه ان هو يدخل في هذه المعركة فيقول انا ليس لي فيها لا ناقة ولا جمل. يعني انا لست صاحب الناقة ولست من اهلي الجمل اه فهو يريد هنا ان يقول ان محمد بن المنكذر اه رحمه الله لا علاقة له بهذا الحديث اصلا. وانما ادخل الربيع اسمه خطأ منه يعني ان هذا الحديث ليس هو من حديث محمد ابن المكدر اصلا انما هو من حديث غيره وهذا يدل على اه مثل ما دل عليه كلام ابي حاتم الرازي. من ان الراوي قد دخل عليه حديث في حديث روى الحديث عن محمد عن محمد بن المنكدر والصواب انه ليس من حديث محمد المنكدر انما هو من حديث غيره وسله الحاكم ابو عبدالله النيسابوري ايضا الحاكم ابو عبدالله اللي هو صاحب المستدرك آآ اسمه محمد بن عبدالله النيسابوري الحاكم المعروف الامام ولو مستدرك على الصحيحين آآ ايضا هو من تلامذة الدراقطني قال وسأله الحاكم الهاء هنا تعود على الدرقطني يعني ان الحاكم سأل الدرقطنية وسأله الحاكم ابو عبدالله عن الربيع ابن يحيى الاوشناني صاحب هذا الحديث فقال ليس بالقوي يروي عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر في الجمع بين الصلاتين وهذا حديث يسقط مائة الف حديث. فاعتبر الامام الدرقطني خطأه في هذا الحديث من نوع الفاحش جدا بحيث انه يؤثر على مائة الف حديث من احاديثه. ولعل قوله ليس بالقوي انما نزل بدرجته من اعلى درجات الثقات الى هذه الدرجة الدنيا لانه روى هذا الحديث المنكر هذا الحديث الخطأ هذا الحديث الباطل يعني ان الدار قطني استعظم ان يقع هذا الراوي في هذا الخطأ. يأتي الى حديث مشهور عن ابي الزبير عن جابر او عن ابي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن ابن عباس ثم يجعله من رواية محمد بن المنكدر فاستعظم هذا الخطأ وذكر حكما ربما يكون مبالغا فيه انه يسقط مائة الف حديث كانها كناية عن شدة الخطأ طيب نقف الى هنا في الدرس لكن نحاول ان نلخص ما اخذناه في درس اليوم اه نحن تحدثنا عن مصطلح الحسن وعن اختلاف دلالات هذا المصطلح وذكرنا معانيه كثيرة لكني اريد ان الخص الكلام على الحديث الحسن لذاته حينما نتكلم عن الحديث الحسن لذاته كلمة الحسن لذاته اولا لم تكن معروفة قط عند الائمة المتقدمين وانما وجدت في العصور المتأخرة واضح فقصدوا بالحسن لذاته ان الحديث ليس في اعلى درجات الصحة لكنه مقبول من حيث الجملة وحكموا على اسناد من اسانيده بانه حسن يعني ان الراوي الذي تفرد به متوسط في القبول واضح الفائدة التي بعد ذلك الراوي اما ان ينفرد بالرواية او ان يشترك مع غيره من اقرانه من الرواة فان انفرد فاننا ننظر في حاله عن شيخه الذي تفرد عنه. فان كان ثقة يحتمل ان ينفرد عنه كان حديثه صحيحا واضح؟ وان كان متوسطا وانفرد عنه فهذا فيه خلاف والاكثر يردون هذا التفرد ولا يقبلونه. وسيأتي في بحث التفرد وان كان ضعيفا لم يقبل تفرده عنه اما اذا اشترك الراوي مع غيره من الرواة فهذا الامر يكون اسهل. لاننا ننظر الى هذا الراوي. هل وافق الثقات ام لا ربما يكون الراوي ضعيفا عن شيخ معين لكنه يوافق الثقات في رواية عن هذا الشيخ. مثلا الاوزاعي ليس بالقوي في رواية عن الزهري لكنه ربما يوافق سفيان بن عيينة ومالكا ومعمر واضح؟ وعقيل فيقبل العلماء آآ هذه الرواية بعينها لكونه وافق وافق ثقات. مثلا جري بن عبدالحميد الضبي اه لم يكن بالضابط عن الاعمش كان متكلما في حفظي عن الاعمش لكنه ربما وافق شعبة ووافق الثوري ووافق ابا معاوية الضرير في روايته عن الاعمش فيقبلون العلماء تلك الرواية بعينها له وليس يعني ذلك انهم يقبلون كل رواياته عن آآ الاعمش واضح الامر الذي بعد ذلك انه لا يصح ان نحكم حكما كليا على الراوي بان الراوي الثقة في الجملة ينبغي ان تكون كل احاديثه صحيحة والراوي الضعيف ان تكون كل احاديثه ضعيفة. الراوي المتوسط الصدوق تكون كل احاديثه حسنة. هذا ليس صحيحا. هذا ليس انصافا وليس عدلا وانما ينبغي ان ننظر الى الحيثيات التي ذكرتها هل انفرد او اشترك مع غيره؟ هل وافق الثقات ام لا؟ هل ثبت منه وقوع الخطأ ام لا الفائدة الاخيرة التي اؤكد عليها كثيرا ان الائمة النقاد كما انهم يردون من احاديث الثقة ما تحقق لديهم انهم اخطأوا فيه. فانهم كذلك يقبلون من احاديث الرواية المتوسطين والرواة الضعفاء ما تحقق لديهم انهم اصابوا فيه نسأل الله سبحانه وتعالى العلم النافع والعمل الصالح. جزاكم الله خيرا. وبارك الله فيكم. وان شاء الله موعدنا غدا يكون يعني اخر درس بعد ذلك سيكون عندي ان شاء الله يعني دورة في في مكان اخر. يكون يعني تقريبا لمدة عشر ايام ثم يعني ان شاء الله سيأخذ معي الكتاب ان استطعت ان انا يكون عندي وقت نأخذ ان شاء الله حتى ننهي الكتاب وندخل في كتاب تحرير علوم الحديث فاذا لم استطع وان شاء الله يعني ساجتهد في ذلك سنكمل بعد عشرة ايام لكن غدا عندنا الكلام عن الحديث الحسن لغيره وشرائطه الله سبحانه وتعالى العلم النافع والعمل الصالح. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته