الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين. قال ابن مالك في باب المبتدأ والخبر والاصل في الاخبار ان تؤخر وجوزوا التقديم اذ لا ضررا اذا الاصل ان المبتدأ هو المتقدم والخبر هو المتأخر لماذا؟ لان الخبر وصف في المعنى للمبتدأ فيستحق الخبر ان يتأخر لان الوصف يأتي بعد الموصوف ويجوز تقديمه اذا لم يحصل بذلك لبس او نحوه. وهذا سنبينه ان شاء الله فتقول قائم زيد وقائم ابوه زيد وابوه منطلق زيد وفي الدار زيد وعندك عمرو قد وقع في كلام بعضهم ان مذهب الكوفيين من تقدم الخبر الجائز التأخير الذي هو عند البصري وهذا فيه نظر اذا بعضهم نقل الاجماع من البصريين والكوفيين على جواز في داره زيد والذين نقلوا المنع عن الكوفيه مطلقا ليس بصحيح. اذا الشيخ ابن مالك يقول والاصل في الاخبار ان تؤخر وجوزوا التقديم اذ لا ضرر. لان عندنا مثلا ابوه منطلق زيد زيد ابوه منطلق لا لبس ولا اشكال فيه. اذا هذه هي المسألة وفيها كما قال الشيخ الذين من نقل عن الكوفيين المنع هذي فيها بحث يستحق التدبر الكوفيون منعوا تقديم في مثل زيد قائم وزيد قام ابوه وزيد ابوه منطلق هذي منعها الكوفيون. الحق انه يجوز. هل هناك مانع؟ لا ليس هناك مانع. لذلك قال ابن مالك وجوزوا التقديم اذ لا ضرر. قائم زيد قائم نكرة وزيد معرفة اذا عرفنا المبتدأ من الخبر لحيث لا لبس لان زيد تأخر تقدم هو المعرفة قائم تقدم او تأخر هو النكرة اذا المعرفة المبتدأ والنكرة الخبر قولهم منشؤ من يشنؤك فمن مبتدأ ومشنأك خبر مقدم وقام ابوه زيد ومنه قول الشاعر قد ثكلت امه من كنت وحده وبات منتشبا في برثن الاسد هذا البيت الشاهد فيه قوله قد ثكلت امه من كنت وحده حيث قدم الخبر وهو جملة ثكلة امه على المبتدأ وهو من هذا هو الجواز اذا فمن كنت واحده مبتدأ مؤخر قد ثكلت امه خبر مقدم ابوه منطلق زيد ومنه قول الشاعر الى ملك ان ما امه من محارب ابوه ولا كانت كليب تصاهره فابوه مبتدأ مؤخر وما امه من محارب خبر مقدم. هذا كله يجوز نقل ابو السعادات هبة الله بن الشجري الاجماع من البصريين والكوفيين على جواز تقديم الخبر اذا كان جملة طبعا هذا النقل عن ابن الشجري او من ابن الشجري اه غير صحيح وذلك انه وقع خلاف بين الكوفيين والبصريين في جواز تقدم الخبر وعدم جوازه الان يقول الشيخ مبينا بعض الاحترازات قال فامنعه حين يستوي الجزءان عرفا ونكرا عادمي بيان كذا اذا ما الفعل كان الخبر او قصد استعماله منحصرا او كان مسندا لذي لام ابتداء او لازم الصدر كمن لي منجدا. اذا ينقسم الخبر بالنظر الى تقديمه وتأخيره ثلاثة اقسام قسم يجوز فيه التقديم والتأخير. وهذا سبق وقسم يجب فيه تأخير الخبر وقسم يجب فيه تقديم الخبر. وجوب التقديم وجوب التأخير والجواب في هذا في هذه الابيات في هذه الابيات آآ اشار الى الخبر الواجب التأخير. فذكر منه خمسة مواضع الاول ان يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة او نكرة صالحة لجعلها مبتدأ. اذا عندي المبتدأ معرفة والخبر معرفة او المبتدأ نكرة والخبر نكرة اذا صح ان يكون المبتدأ نكرة كما تقدم في مبحث ولا يجوز ابتداب النكرة الان عندنا يجوز ان يكونا نكرتين اذ لا مبين المبتدأ من الخبر نحو زيد اخوك وافضل من زيد افضل من عمرو هذه يعني يصلح ان يكون زيد اخوك يجوز ان يكون احدهما هو المبتدأ واحدهما هو الخبر لانهما اه مشتركان في المعرفة او مشتركان في النكرة ولا يجوز تقديم الخبر في هذا ونحوه لانك لو قدمته فقلت اخوك زيد وافضل من عمر افضل من زيد لكان المقدم مبتدأ وانت ان يكون خبرا. اذا سنلتزم الجادة اول المبتدأ والثاني هو الخبر وايضا العلة الثانية لانه لا يوجد دليل يدل على من هو الخبر ومن هو المبتدأ. فنوجد دليل يدل على ان المتقدم خبر جاز ننظر مثال ابو يوسف ابو حنيفة هنا فيجوز تقديم الخبر وهو ابو حنيفة لانه معلوم ان المراد تشبيه ابي يوسف بابي حنيفة لا تشبيه ابي حنيفة بابي يوسف ومنه قوله بنون بنو ابنائنا وبناتنا بنوهن ابناء الرجال الاباعد. فبنونا خبر مقدم وبنوا ابنائنا مبتدأ مؤخر لان المراد الحكم على بني ابنائهم بانهم كبنيه وليس المراد الحكم على بنيهم بانهم كبني ابنائهم. هذا هو الشاهد والثاني ان يكون الخبر فعلا الاول اذا كان مرتبتهما واحدة اما معرفتين واما نكرتين الان ان يكون الخبر فعلا رافعا لضمير المبتدأ مستترا زيد قام فهنا لا يجوز ان يقول قام زيد ان قام خبر مقدم. هذا لا يجوز. اذا ان يكون الخبر فعلا رافعا لضمير المبتدأ مستاترا نحو زيد قام فقام وفاعله المقدر خبر عن زيد ولا يجوز التقديم فلا يقال قام زيد على ان يكون زيد مبتدأ مؤخر والفعل خبرا مقدما بل يكون زيد فاعلا لقامة فلا يكون من باب المبتدأ والخبر. اذا زيد قام لو سئلت هل يجوز قام زيد ان قام خبر مقدم وزيد مبتدأ مؤخر نقول لا يجوز في هذه المرتبة لانه سيشتبه قام هل هو خبر او زيد؟ هل هو فاعل قامة. نعم. يقول بل يكون زيد فاعلا الاقامة فلا يكون من باب المبتدأ والخبر. بل من باب الفعل والفاعل. فلو انا الفعل رافعا لظاهر نحو زيد قام ابوه جاز التقدير فتقول قام ابوه زيد. هنا لا لا اشكال يعني قام ابوه زيد زيد مبتدأ مؤخر نعم الرجل زي دون يجوز هذا في باب نعمة وبئس كما سنأتي ان شاء الله. قام ابوه زيد وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك كذلك الذي في اول المبحث. وكذلك يجوز التقديم اذا رفع الفعل ضميرا بارزا نحو الزيداني قاما قاما الالف فاعل. فيجوز ان تقدم الخبر فتقول قاما الزيدان. ويكون الزيدان مبتدأ مؤخرا وقام خبرا مقدمة. ومنع ذلك قوم واذا عرفت ذال هذا فقول المصنف كذا اذا ما الفعل كان الخبر يقتضي وجوب تأخير الخبر الفعلي مطلقا وليس كذلك بل انما يجب تأخيره اذا رفع ضميرا للمبتدأ مستترا كما تقدم الان اخذنا الاول اخذنا الثاني الان الثالث من الاقسام الخمسة ان يكون الخبر محصورا بانما نحو. انما زيد قائم او بالا نحو. ما زيد الا قائم وهو المراد بقوله او قصد استعماله منحصرا. فلا يجوز تقديم قائم على زيد بالمثالين وقد جاء التقديم مع الا شذوذا كقول الشاعر فيا ربي هل الا بك النصر يرتجى عليهم وهل الا عليك المعول؟ اذا الاصل وهل المعول الا عليك الشاهد فيه قوله بك النصر وعليك المعول حيث قدم الخبر المحصور بالا في الموضعين شذوذا. الرابع ان يكون خبرا لمبتدأ قد دخلت عليه لام الابتداء. نحو لزيد قائم. وهو المشار اليه بقوله به او كان مسندا لذي لام ابتداء. فلا يجوز تقديم الخبر على اللام. فلا تقل قائم لا زيد لان لام الابتداء صدر لها صدر الكلام وقد جاء التقديم شذوذا كقول الشاعر خالي لانت ومن جرير خاله ينل العلاء ويكرم الاخوال فلا انت مبتدأ مؤخر وخالي خبر مقدم وهذا شذوذا. اذا لام الابتداء لها صدر الكلام فاذا كانت لام الابتداء دخلت على المبتدأ لزم ان يكون مقدما ولا يجوز تأخيره. الخامس ان يكون المبتدأ له صدر الكلام كاسماء الاستفهام نحو من لي منجدا فمن فمن مبتدأ ولي خبر ومنجد حال ولا يجوز تقديم الخبر على من فلا تقول لي منجد. هذه خمسة مواضع لا يجوز فيها تقديم الخبر بل وجوب تأخير الخبر