الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد وصلنا الى آآ نقطة مهمة وهي تتكلم عن اللغة يقول الشيخ محمود شاكر واذا كان امر اللغة شديدا لا يسمح بدخول المستشرق تحت هذا الشرط اللازم للقلة التي تنزل ميدان المنهج وما قبل المنهج فان شرط الثقافة اشد واعتى لان الثقافة كما قلت انفا سر من الاسرار الملثمة في كل امة من امم وفي كل جيل من البشر. محمود شاكر يعني له خاصية وهذا ايضا تجدها في بعض المفكرين انه يعيد صياغة فكرة تقدمت وتكلم عن الثقافة وتكلم عن اللغة لكن في كل مرة يزيد الكمية اذا في المرة الاولى يعطيك ومضة تنبيه ثم في المرة القادمة يزيد المعلومة ثم في المرة القادمة حتى يشعر انه يعني قد اعطاك من الجرع ما يؤهلك للكمية الضخمة التي سوف تأتي فالان ذكر الشيخ اللغة وذكر الثقافة ثم اعاد شرح الثقافة وقد تقدمت مرتين قال سر من الاسرار الملثمة في كل امة من الامم وفي كل جيل من البشر وهي في اصلها الراسخ البعيد الغور معارف كثيرة لا تحصى متنوعة ابلغ التنوع لا يكاد يحاط بها. مطلوبة في كل مجتمع انساني الايمان بها اولا من طريق العقل والقلب. ثم للعمل بها حتى تذوب في بنيان الانسان وتجرى منه مجرى الدم لا يكاد يحس شو بها؟ ثم للانتماء اليها بعقله وقلبه انتماء يحفظه ويحفظها من التفكك والانهيار. هنا لخص القيود متى تكتشف اللغة ومتى تكتشف الثقافة يعني انت الان عندما تتكلم قد لا تشعر بهذه اللغة التي انت اصلا تغذيتها ولا تشعر بالثقافة التي انت تربيت عليها متى تكتشفها؟ عندما تريد ان تتكلم في موضوع تجد مرات صعوبة في طرح موضوع ما لماذا؟ تتصارع في فكرك وفي قلبك الموانع هل هذا مسموح او غير مسموح؟ وهل هذه الصورة ممكن عرظها الان او لا يمكن عرظها الان؟ فالثقافة تجعلك دائم التنبه لما يجوز وما لا يجوز من القول واللغة هي وعاء الثقافة كما قال محمود شاكر. اذا اعاد محمود شاكر قال وهذه القيود الثلاثة الايمان والعمل والانتماء هي اعمدة الثقافة واركانها التي لا يكون لها وجود ظاهر محقق الا بها. والا انتقض بنيان الثقافة. نرجع قليلا الى التاريخ المسلمون دخلوا بلادا ليست عربية تحولت هذه البلاد الى ماذا؟ الى عربية. يعني عربية اللسان ثم ابناؤها اصبحوا من اشهر علماء الاسلام. كيف حدث هذا؟ مع ان المستعمر مكث سنوات طويلة جدا لم يستطع ان يغير يعني مصر مثلا آآ القس زويمر يعني عمل مؤتمرات لم يتحول مسلم واحد. واذا تحول بالمال يعطونا فلوس ثاني يوم يرجع مسلم اذا عملية خداع لكن لم يتغلغلوا الى داخلهم لان الثقافة كانت تمنع هذا الامر في الجزائر نفس الطريقة بمجرد خروج المستعمر عادوا مرة اخرى الى اه وظعهم وهو الاسلام واللغة وما شابه ذلك. اذا الثقافة واللغة كلاهما واحد فاذا حاربت لغة قوم فانت في الحقيقة حاربته ثقافتهم واذا دمرت الثقافة وهي الايمان والعمل والانتماء اذا اصبحوا بلا هوية فممكن لاي انسان ان يقودهم. هذا معنى قول الشيخ والا انتقض بنيان الثقافة. وصارت مجرد معلومات ومعارف واقوال اطروحة في الطريق الثقافة لا زلنا الى الان نستعملها استخدام سيء يقولون فلان مثقف يقصدون ماذا؟ الكلمات الاخيرة معلومات معارف اقوى ليست هذه هي الثقافة هذه معلومات معرفة صحيحة او خاطئة لا شأن لنا اما الثقافة لا تكون الا صحيحة لماذا لانك سوف تؤمن بها لماذا صحيحة؟ لانك سوف تعمل بها لماذا هي صحيحة؟ لانك سوف تنتمي لها. نعم. قال يقول مفككة لا يجمع بينها جامع ولا يقوم لها تماسك ولا ترابط ولا تشابك وبديهي بل هو فوق البديهي. كلمة بديهي تقابل الظن او النظري والضروري في علم المنطق البديهي الذي لا يحتاج الانسان الى ان ينظر انما يقر به ويستسلم يعني مثلا البديهي هل الجزء اقل من الكل ام لا هل الواحد نصف الاثنين لا يحتاج الى وهذا يقولون بديهي وبديهي بل هو فوق البديهي ان شرط الثقافة بقيوده الثلاثة ممتنع على المستشرق كل الامتناع بل هو ادخل في باب الاستحالة من اجتماع الماء والنار في اناء واحد. كما يقول ابو الحسن التهامي الشاعر ومكلف الايام ضد طباعها متطلبات في الماء جذوة نار. وذلك لان الثقافة واللغة متداخلتان تداخل لا انفكاك له صادفان ويتلاقحان باسلوب خفي غامض كثير المداخل والمخارج والمسالم. لاحظ كلمة ثقافة ولغة قال متداخلتان يعني اذا نظرت للثقافة فبي اللغة واذا نظرت الى اللغة فبالثقافة هذا معنى التداخل ويترافدان الترافض كل منهم يعطي الاخر ما ينقصه وكلمة يتلاقحان بمعنى ينتجان كاجتماع الرجل والمرأة فينتجون مولودا قال باسلوب خفي غامض كثير المداخل هذا الشيء المدخل والمخارج وهو المخرج والمسارب الانفاق المسارب جمع سر والسرب هي النفق تحت الارض ويمتزجان امتزاجا واحدا غير قابل للفصل بكل جيل من البشر وفي كل امة من الامم. ويبدأ هذا التداخل والترادف والتلاقح والتمازج منذ ساعة يولد الوليد صارخا يتلمس ثدي امه تلمسا. شبه محمود شاكر هذه النقطة وهي المولود. المولود في يعني طبيعي جدا انه لا يبصر بصرا جيدا في لحظة الولادة فهو انما يعمل بماذا بالفطرة التي فطره الله ان يبحث عن هذا الشيء المعروف فتجده يعني الذي عنده ثقافة يمضي في طريق ثقافته كالمولود تجده تقوده فطرته التي تربى عليها نشأ عليها نعم ويسمع رجع صوتها وهي تدهده وتناغيه هذي من صفات الام عندما تريد اما ان تلاعب الطفل واما ان تسكته. ثم يظل يرتظع لبان اللغة الاول ولبان الثقافة الاول شيئا فشيئا طبعا تصديقا لقول الشاعر وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ابو هذا المقصود نعم يقل عن امه وابيه حتى يعقد فاذا عقل تولاه معهما المعلمون والمؤدبون حتى يستحصد. اذا يقول علماء يعني الطفل ان اللغة تكتمل عند الطفل الى سن السابعة بعد سن السابعة ادخال لغة اخرى عليه تفسد اللغة الاولى نعم. يقول فاذا استحصد وصار يقول حتى يستحصد ان يشتد عوده. فاذا استحصد وصار مطيقا اطاقة ما للبصر بمواضع الصواب والخطأ الان يعني من باب شيء بشيء يذكر فلماذا اطفالنا في سن الخامسة الى سن العاشرة يرفض ان يقول اسم امه واسم اختي ليست العادة في ذاتها انما الطفل الصغير تولدت عنده الغيرة لكنه لانه لا يعرف معناها الحقيقي فهو لا يرى الا هذه الام وهذه الاخت. ثم لا يرى الا منع الناس من معرفة الاسم انا اعرف حنا نتكلم عن الغيرة في مجتمعات اخرى قد لا تكون هذه الغيرة المطلوبة قد تكون في شيء اخر واضح؟ لكن نتكلم على الغيرة اذا هو هذا المقصد محمود شاكر انك انت لا تعقل لماذا انت تمتنع لذلك قال لاحظ عبارته قال فاذا عقل تولاه معها المعلمون. اذا اذا وصل الى مرحلة ان يعرف الصواب من الخطأ. اما في تلك اللحظة هو لا يعرف الصواب من الخطأ فانما يعمل بماذا؟ بفطرته نعم. يقول قادرا قدرة ما على فحص الادلة واستنباطها فناظر وباحث وجادل. فعندئذ يكون قد وضع قدمه على اول طريق لا طريق المنهج وما قبل المنهج فهذا بعيد جدا كما رأيت. بل على الطريق المفضي الى ان يكون له ثقافة يؤمن بها عن طريق العقل القلب ويعمل بها حتى تذوب في بنيانه وتجري منه مجرى الدم لا يحس به. وينتمي اليها بعقله وقلبه وخياله انتماء ان يحفظه ويحفظها من التفكك والانهيار كما اسلفنا قبل في سنوات مضت يعني قبل وجود ما يسمى بالمدارس سيتكلم عنها محمود شاكر في اخر الكتاب في اول اوائل الاسلام الى عصرنا القرن التاسع عشر ما الذي كان يمسك الطفل في اول امره في باب التعليم كتاتيب الكتاتيب ماذا يعرف في اولها حفظ القرآن ومبادئ القراءة ومبادئ الحساب لكن في المقام الاول القرآن فيه ستة عشر الف مفردة ستة عشر الف مفردة تخيل طفل عمره خمس سنوات سبع سنوات عشر سنوات عنده ستة عشر الف مفردة وتعلم القراءة والكتابة والحساب وهو لم يتجاوز العاشرة هنا هذا الذي قصده محمود شاكر اذا هو عنده ثقافة حفظها وتعلمها وانطلق منها لا نقصد انه يريد ان يقيم بحثا او ما شابه ذلك. مثلا يعني لما نرجع في باب علم الحديث مثلا البخاري عمره عشر سنوات وعرف الصواب من الخطأ في علم الحديث حتى رد على شيخه كيف تولد هذا؟ الامر. لما نأتي الى ان الامام مالك رحمه الله افتى وعمره ثمانية عشر او دون العشرين وقال كلمته المشهورة ما جلست مجلسي هذا حتى شهد لي ثمانين اني اهل له ابن تيمية عمره تسعة عشر وجلس للافتاء فالقضية التي تطرق لها محمود شاكر هي هذي انك في سن ما غذيت عن طريق الاب والام والمجتمع بثقافة امنت بها وثقافة عملت لها وثقافة انتميت لها لكن قضية ان تعرف المنهج وما قبل المنهج هذي قضية لاحقة يقول محمود شاكر. اذا وهذا كما ترى شرط لازم للبدء في احاطة باسرار اللغة ثم اللغة بعد ذلك هي التي تمهد له الطريق الى الاحاطة باسرار الثقافة. لان امر الاحاطة عندئذ منوط كله بالقدرة على وتمحيص مفردات اللغة تمحيصا دقيقا وتحليل تراكيبها واجزاء تراكيبها بدقة متناهية وبمهارة وحذر انزين الثقافة اللغوية كيف تأتي هي كل منا يشعر يعني انا لو اخاطبك او اخاطب فلان هو يشعر ان هناك معنى زائد عن لفظة غيرك مثلا زيد منطلق زيد المنطلق زيد ينطلق المنطلق زيد زيد هو المنطلق ان زيدا هو المنطلق هذه انظر كلها لو قلت لانسان اعجمي سيقول لك ماذا كلها بمعنى واحد لكن الذي يعرف اللغة يعرف انها ليست بمعنى واحد هذا الذي قصده محمود يشعر الذي تغذى باللغة الفروق التي بينها لكنه قد يجيبك وقد لا يجيبك. نعم يقول حتى يرى ما هو زيف جليا واضحا وما هو صحيح مستبينا ظاهرا. بلا غفلة ولا هوى ولا تسرع. ثم منوط ايضا بالقدرة الفائقة على النظر في الثقافة وعلى ترتيب مادتها بعد نفي زيفها وتمحيص جيدها. باستيعاب لكل احتمال للخطأ او الهوى او متحريا وضع كل حقيقة من الحقائق في حق موضعها طبعا كلمة حق موضعها يعني المكان ها المناسب لا زيادة ولا نقص وهذي من الفاظ الجاحظ رحمه الله. لانه لان اخفى اساءة في بوضع احدى الحقائق في غير موضعها خليق ان يشوه عمود السورة تشويها بالغ القبح والشناعة. هذه وجدناها في العصر الحاضر الذي يسمع لمحمد شحرور وعدنان ابراهيم او اه الكيلاني او غيرهم يجد هذا الامر الذي قصده محمود شاكر. اما انهم لم يتنبهوا للخطأ او لم يتنبهوا للهوى او لم يتنبهوا للتسرع لانهم يأتون في موطن يريدون ان يحرروا مسألة فيهدمون اصولا في باب اخر لا يجدون اجابة عليها وهذا من الخطأ الوارد يعني مثلا آآ يعني لم يأتي الانسان الى اجيال متقدمة عليه يعني مثلا قرآن هل القرآن وصل الينا عن طريق شخص واحد بل الاف مؤلفة يعني يعني القراء السبعة هناك قراء الاف مؤلفة غيرهم في زمنهم لكن اختيار بعض العلماء هذا الامر الثاني لما نأتي الى حديث النبي لما نأتي الى اللغة ونقلها لما نأتي الى النحو وطريقة تعامل الناس به. لما نأتي الى آآ البلاغة وما شابهها يجد الانسان فيها بحورا فلما يأتي انسان لم يقرأ من البلاغة حتى اصبح من اهلها ولم يقرأ بالفقه حتى يكون من اهله ثم يا عيد اللعابة كل يستطيع متى يأتي انسان يقول والله الفقهاء دمروا الفقه كلمة عابرة يستطيع اي انسان ان يقول لكن لو قلت له دلل سيأتيك الى اضعف الاقوام ويهمل القواعد التي انطلقت منها الاقوال. اذا لذلك محمود شاكر قال بالاخير يشوه عمود الصورة تشويها بالغ القبح والشناعة. فقبل كل شيء انى للمستشرق ان يحوز ما لا يحوزه الا من ولد في بحبوحة اللغة وثقافتها منذ كان في المهد صبيا. ثم نشأ فيها وارتظع وادب حتى عقل واستحصد غير ممكن. وهبه ممكنا ان المستشرق على الكبر فيعاشر اصحاب هذه اللغة وهذه الثقافة ويخالطهم دهرا طويلة. وهبه ممكنا ايضا ان ينسي كل ما نشأ هو فيه صغيرا وادي افا ممكن هو ان يحوز ذلك كله وهو مقيم في بلاده بين اهله وعشيرته بان يتعلم على الكبر من معلم يعلمه لغة وثقافة هما معا اجنبيان عنها وعن معلمه جميعا غير ممكن. محمود شاكر لاحظ يتكلم عن شيء اخر ليس طلب العلم انما يتكلم عن ثقافة يبنى عليها قدرة على الكتابة فيها يعني راح يذكرها بعد قليل آآ محمود شاكر العبارة ما هي؟ الان انا اتيت الى اللغة على الكبر هل ممكن ان اكون احد علمائها انا العربي المسلم الذي نشأ سننطف. الذي نشأ في هذا الامر وجدنا في التاريخ نعم هذا ابن حزم رحمه الله ما طلب العمر العلم الا بعد الثلاثين فاصبح من اكابر العلماء خالد الازهري عرف بالوقات كتب آآ كان مهمته في الازهر يوقد المصباح لطلبة العلم وطبيعة هذه الاعمال ان يقع خطأ فسقطت النار على بعض الطلبة فضربه واهانه فطلب العلم اعاد ترتيب نفسه وطلب العلم حتى صار اية بالنحو واعرب الالفية واعرب الاجرومية وله شروح كثيرة فكون المسلم يطلب هذا شيء بسيط ومقدور عليه وما يسوى. الذي تكلم عنه محمود شاكر كيف المستشرق ناشئ في بلاده يعلمه اعجمي مثله ثم يأتي الى لغتنا وديننا وثقافتنا ويقيمها هذا هو الذي قصده محمود شاكر رحمه الله وسيعيد شرحها اكثر الان غير ممكن اقصى ما يبلغه هذا المستشرق بعد عشرات السنين من الدأب والجهد وبعد ان يشيب قرونه او تشيب قرونه والقرون ظفائر شعر الرأس ان يكون شاديا لا اكثر والشادي الذي تعلم شيئا من العلم والادب اي اخذ طرفا منه اي انه انما تعلم لغة اجنبية وبس. كلمة بس ذكرها شيخ انها عربية قديمة هذا صريح العقل. اذا فخبرني اهو ممكن ان يكون مجرد تعلم لغة انت فيها شاذ كفيلا بان يجعلك كاتبا او باحثا في اسرار هذه اللغة وفي ثقافتها مهما كانت منزلتك انت في لغتك وثقافتك. افمكن هو مجرد خطور امكان هذا في وهمك مخرج لك من بالعقل يعني لما ينظر الانسان الى الخليل ابن احمد مثلا وظع اصول الموسيقى اللي معروفة الان بالنوتة الموسيقية وهو لم يجلس الى موسيقار. ولكن عقله دله على ذلك. لكن اهل الصنعة مثل اسحاق الموصلي عاب عليه هذا انت فتحت لنا الباب لكنك لست من اهل هذا الفن لان الذي يدخل في فن ما كالموسيقى والفن والشعر وما شابه ذلك. والجانب الاخر العلوم الدينية والعلوم العقلية وانت لم ترتضع لغة هي لغة اولئك القوم باساليبهم بمناهجهم فانك في الحقيقة ستسقط على ام رأسك وتندق عنقك هذه قاعدة في كل العلوم وجربت دخل الانسان لذلك الكلمة المشهورة لابن حجر من دخل في غير فنه اتى بهذه العجائب لماذا؟ لان كما قلنا لا بد ان تؤمن بهذا الذي تقرأ فيه و تعمل له وايضا تنتمي له هذه الاشياء التي تحفظ لك هذه الثقافة اما انسان يرى ان النحو لا فائدة منه هل في الحقيقة امن به؟ انتمى اليه الجواب لا. اذا سيفسد اكثر مما يصلح وانا اقيسه على السيارة السيارة لم يأتي ميكانيكي يقول لك هذه القطعة لا فائدة منها الذي صنعها ووضعها. لا بد ان هناك علة لوظع هذا الشيء فانت تقول لا لا فائدة منه لكن يتضح بعد سنوات ان قيمة هذه القطعة وقس على ذلك في الاجهزة التكنولوجية وغيرها. نعم اذا يقول محمود شاكر اذا يقول مجرد خطور امكان هذا في وهمك مخرج لك من حد العقل فاعجب العجب اذا ان يعد احد شيئا مما كتبه المستشرقون في لغتنا. وثقافتنا وتاريخنا وديننا داخلا في حد الممكن وان يراه متضمنا لرأي حقيق بالاحترام والتقدير فضلا عن ان يكون عملا علمية او بحثا منهجية. نسترشد به نحن في شؤون لغتنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا. قدمنا في الدرس الماظي اننا وصلنا الى مرحلة ان كتب بعظ المسلمين بهذا النص يقول امريكا جاء قدمت لتصحيح ديننا هكذا كتب اذا هذا اين وصلنا الى قضية خطيرة اننا لا ثقافة لنا واننا ابناء هذه اللغة وهذه الثقافة قد سقط من ايدينا وغيرنا لا لغته لغتنا ولا دينه دينا ولا ثقافته ثقافتنا يصحح لنا ديننا فهو في العمل اما ان الاول وهو الذي كتب مجنون مرفوع عنه القلم او انه اداة من ادوات املاح امر اخر لها. نعم. يقول الشيخ فضلا عن ان يكون عملا علميا او بحثا منهجيا نسترشد به نحن في شؤون لغتنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا كما هو السائد اليوم في حياتنا هذه الادبية الفاسدة. اليس هذا شيئا لا يطاق سماعه ولا تصوره؟ ومع ذلك فهو كائن معمول به بلا غضاضة. اليس هذا غريبا اليس غريبا جدا الا يكون لمثل هذا شبيه البتة باي لغة واي ثقافة كانت في الارض او هي كائنة اليوم وقلت يوما ارأيت قط رجلا من غير الانجليز او الالمان مثلا مهما بلغ من العلم والمعرفة كان مسموع الكلمة في اداب اللغة الانجليزية وخصائص لغتها. وفي تاريخ الامة الانجليزية وفي حياة المجتمع الانجليزي يدين له علماء الانجليز بالطاعة تسنيم تخيل ان الالمان انفسهم على عظم من عندهم في اللغة والتاريخ والثقافة. الا انه رجل منهم يقبل منه ويرد عليه وكذلك الانجليز فكيف يكون مستشرقا في قومه غير مقبول الكلمة ثم يأتي الينا ويكون كلامه محل التسليم اذا هناك خلل استقبال للمعلومة اننا اما اننا تنازلنا عن هذه الثقافة ورضينا بثقافته او ان هناك امر دبر بليل. اليس غريبا ان يكون غير الممكن ممكنا في ثقافتنا نحن لها دون سائر ثقافات البشر قديمها وحديثها غريب عجيب لا محالة واشياء قليلة ولكنها عظيمة الخطر احب ان انبهك اليها ونحن في حديث الثقافة حتى لا تختلط عليك الامور. يوجب علي علمي بفساد حياتنا الادبية الحديثة حاضرها وغابرها ولانها تسير بنا اليوم في طريق الغموض لا في طريق الوضوح وقد استشرى خطر هذه السيرة بما شاع في هذه الحياة من الثرثرة والادعاء والتحكم والعجرفية وقلة المباهاة والزهو هذه ستة صفات ثرثرة وادعاء وتحكم وعجرفية وقلة مباهاة وزهو فارغ ستة صفات موجودة في عصرنا الان فادى بنا ذلك كله الى ان نألف استعمال الفاظ موهمة غامضة الدلالة طب فاضت المعاني بجرأة وبلانات وبلا ظبط وبلا تعمق الذي يراجع ثقافتنا المتأخرة يجد ان الانسان لا يحترم الكلمة يعني هذه الكلمة غير محترمة فاي كلمة يلقيها الانسان عليك انت ان تتدبرها بحسن نية القائل او بخبث نية القائل وهذا عمل من اعمال القلوب. انا لا استطيع ان احاكمك الى قلبك انما استطيع ان احاكمك الى امرين استخدامك للكلمة واضح دلالة السياق يعني عندما دلالة السياق واستخدام الكلمة تدل على امر شائن ثم تقول نياتي صالحة نقول نياتك لك لكن الذي قلته يعني من الكلمات العجيبة ان رجل كلما مر على بيت رجل قال ذهبت من الهجران في كل مذهبي ولم يك حقا كل هذا التجنب كل ما مر على بيتي فاستدعاه الرجل الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال الرجل وهل علي الا ان انشدت بيتا فقال عمر وهلا كان هذا في غير هذا لان هذا الرجل اتهم بامرأة هذا فاستخدامك لهذا البيت عند وصولك الى باب هذا الرجل معناته ان هناك ريبة فجلده عمر على تعديه على الحرام فالانسان مرات قد يستخدم كلمة ثم مطلوب منه حسن النية هذا امر ايضا يعني ينبغي على الانسان ان يحترمه. محمود شاكر نفس الطريقة تستخدم انت كلمات يعني مثلا الفقهاء كلهم بلا استثناء خدعونا هكذا قال فلما وقفناه على كلمات قال انا اقصد قلنا له كلامك الفقهاء كلهم الفقهاء يعني من الناحية اللغوية عموم كلهم تأكيد لهذا العموم. ثم قلت خدعونا فاعدت الظمير اليهم هذي كلها كيف اؤولها انك تقصد بعض انزين في باب المنطق الفقهاء ممكن يعني يتأول له بعض الفقهاء من باب انها مهملة قضية مهملة. انزين كلهم هذا سور كيف اهرب من هذا السور فالقضية اذا الانسان الذي لا يحترم الكلمة ولا مدلولات الكريم ولا طريقة الكلمة اذا سيتكلم بماذا بالهذر الذي قال عنه محمود شاكر انها ثرثرة انزين عندما تدعي اشياء هذا ايضا مشكلة لان الدعوة تحتاج الى دليل وبرهان ايضا لما يقول الشخص التحكم هذا يدخل وهذا لا يدخل. هذا يدخل يعني مثلا لما تأتي الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات تقول بعض الاعمال تدخل في النية وبعض الاعمال لا تدخل في النية نقول هذه دعوة وهذه تحكم. هذه دعوة وهذه تحكم يعني ادخلت شيء واخرجت شيء دون شيء يعني يعني يدل عليه. العجرفية تعرف العجرفية كل منا يدعي لنفسه شيئا ليس له. قلة المبالاة وجهه الفارق تكملة للثرثرة والادعاء. فادى بنا ذلك قل لي الى ان نألف استعمال الفاظ الان يقول محمود شاكر فالامر يحتاج مني ومنك الى وقفة متأنية ومراجعة ضابطة للفظ الثقافة لان امرها اجل واخطر مما توهمك بها النظرة الاولى بيد اني لا استطيع هنا الافاضة في بيانها وما هو الا الاشارة الخاطفة والتحديد لا غير. وايضا لان لفظ الثقافة لفظ مستحدث في زماننا هذا تفشى استعماله على الالسنة بلا ضابط وبلا دقة وبلا مبالاة الثقافة في عرف لغتنا تقف الشيء اي كان مائلا فاعاد استقامته لذلك سمونا آآ ثقافة القدح وهو السهم يكون فيه ميلان فلهم ادوات معينة بحيث ان يعود مرة ثانية الى الاستقامة. ايضا تقف فلان فتنثقف بمعنى انه ذكي ماهر فاذا الثقافة كلها في لغتنا مبنية على المهارة والدقة والاتقان هذي معناته اللغة لكن الان في وقتنا الحاضر اصبحت الثقافة شاملة لاشياء كثيرة شاملة للعادات والتقاليد والكلمات والاقوال والدين والطبيعة والسياسة والاقتصاد كلها تسمى ثقافة اذا يقول محمود جاكر الثقافة في جوهرها لفظ جامع يقصد بها الدلالة على شيئين احدهما مبني على الاخر ايهما طوران متكاملة. الثقافة مبنية على امرين طبعا الامران يكمل احدهم الاخر الطور الاول اصول ثابتة مكتسبة تنغرس في نفس الانسان لاحظ اصول ثابتة لا ثابتة لو قال آآ ظرورية مثلا تكون فطرة لكن قال مكتسبة ما دام قال مكتسبة اذا هناك تدريب فيها لاحظ في نفس الانسان متى يتدرب الانسان؟ قال منذ مولده ونشأته الاولى حتى يشارف حد الادراك البين. هذا اللي قدمناها قبل قليل قلنا قبل قليل محمود شاكر يأتي بالكلام عاما متقنا ثم لا يشرحه ثم في موطنه يعيد شرحه مرة اخرى. اذا جماعها كلها ما يتلقاه عن طيب واهله وعشيرته ومعلميه ومؤدبيه حتى يصبح قادرا على ان يستقل بنفسه وبعقله في كلمة دائما نرددها الانسان بطبعه الاول مقلد الانسان بطبعه الاول مقلد الطفل الصغير يقلد كيف تنطق كيف تتحرك كيف تقول؟ كيف تقف كل هالطفل ماذا يقلد بعد ما يصل الى مرحلة معينة يبدأ يقيم هذا اخذه وهذا دون ان يعرف صوابا او خطأ قال وتفاصيل ما يتلقاه الوليد حتى يترعرع او يراهق تفوت كل حصر بل تعجزه. يعني هذه الاصول التي تلقاها من الاب والاهل والعشيرة والمعلمين والمؤدبين هذه الخمسة هذه اصول يعجز الانسان عن ان يكتشفها لان كل نظرة ثقافة كل كلمة يسمعها ثقافة تنحفر في قلبك يعني جرب انت ان يعني تسمع لشخص فترة طويلة عندما تريد ان تتكلم ستحاكيه عندما تنظر الى شخص يتحرك بعد فترة حتى تعابير الوجه ودون ان تشعر ودون ان هذا الذي يقصده محمود شاكر. وهذه الاصول لكل حي ناشئ في مجتمع ما لكي تكون له لغة يبين بها عن نفسه ومعرفة تتيح له قسطا من التفكير يعينه على معاشرة من نشأ بينهم من اهله وعشيرته. اذا هذه الشيخ قال لغة ومعرفة. لم يقل ثقافة لان ما هي الثقافة التي قدمناها ايمان وعمل وانتماء هنا معرفة اذا هي لغة يسمعها ومعرفة يقتنع بها فقط. نعم قالوا على وهذا على شدة وضوحه عند الوهلة الاولى لانك الفته لا لانك فكرت فيه وتعمقت التفكير هو في حقيقته سر ملثم يحير العقول ادراك دفينه لانه مرتبط اشد الارتباط بل متوغل في اعماق سرين عظيمين غامضين هما سر النطق وسر العقل النطق الان انا اتكلم اين موطن النطق اللسان الاداة التي انطق بها لكن موطن النطق وين العقل هو ان ايضا مشكلة واينما كان لذلك محمود شاكر في مقالاته التي قدمنا آآ المتنبي ليتني ما عرفته تكلم عن قضيتين سر البيان القدرة على البيان والقدرة على النطق والتي هي البيان والتبين فهذان الامران يعجز الانسان يعني لو تجلس اما انا جربت جلست بيني وبين نفسي ان اعرف موطن العقل لا اعرف واين موطن النطق لا اعرف هذا الكلام الذي اتكلمه الان امامك متى فكرت فيه متى رتبت الكلام كيف قدمت كلمة على كلمة؟ طبقة الصوت كيف تحكمت بها لماذا اذا تكلمت عند كلمة معينة الصوت يصبح ثقيلا واذا تكلمت عند موطن اخر يكون الصوت رقيقا لماذا عندما اتكلم بكلام معين تنطلق اسرار وجهي وعندما اتكلم بكلام معين يبدأ وجهي يعني يتغير. فلذلك محمود شاكر قال هذان السران العظيمان ان سر النطق سر العقل اللذان تميز بهما الانسان من سائر ما حوله من الخلق كله وتحيرت عقول البشر في كيف جاء وكيف يعملان؟ لان الانسان لم يشهد خلق نفسه حتى يستطيع ان يستدل بما شهد لكي يصل الى خبئ هذين السرين الملثمين المستغلقين البعيدين. وانتهى هم احيانا بالالف انهما قريبان واضحان فعلا يعني عندما تصنع الة طبيعي جدا ان تعرف هذا يخرج من الهارديسك والرام الحكم بينهما سهل جدا لكن الانسان لانه خلقه فهو يعرف اسرار هذه الالة عندما تأتي الى السيارة كل نقطة فيها انت عارف وظيفتها وتحملها وطاقتها هذه تعمل مدى الحياة حتى تفنى والاطار وبعض الادوات تحتاج الى تغيير لانك يعني انسان انت الذي صنعته. اما الانسان نفسه ما اشتم خلق السماوات ولا خلق انفسهم ازا انا لم ارى نفسي ولم اعرف اسرارا فكيف استدل بها من الثقافة الان انت اخذتي اصول مكتسبة اين تخزنت تخزنت في العقل والقلب والعقل وين؟ اذا وهذا البيان الذي انت يخرج منك اين موطنك كيف يخرج هذي اسرار يعني الانسان عندما يتعمق فيها يعني يصيب بذهول لقوله سبحانه وتعالى الرحمن خلق الانسان واضح خلق الانسان علمه البيان الله خلقك وعلمك ما قال تعلم البيان علمه وعلم ادم الاسماء كله. فالانسان ان يقول محمود شاكر عندما يأتي الانسان الى هاتين الصفتين معناته هو يريد ان يضرب مثل بقوله هذه الثقافة التي يعيش الناس كلهم بها هي اشياء ترسخت في نفسك دون ان يكون لك طاقة في معرفة اين هي وكيف تعبث بك العقل سهل جدا العقل ساجد انما عمليات رياضية واحد زائد واحد يساوي اثنين لكن بعمل العقل اللي هو كيف يفرز هذه الثقافة؟ كيف ينظمها هذي اشياء يصعب على الانسان طبعا البسيط ان يكتشف سرها يعني ولان الانسان منذ مولده قد استودع فطرة باطنة بعيدة الغور في اعماقه توزعه اي تلهمه وتحركه ان يتوجه الى عبادة رب يدرك ادراكا مبهما انه خالقه وحافظه ومعينه هذه من القضايا ايضا المشكلة وجود الاله طبيعة الانسان البحث عن المجهول وفي نفس الوقت يريد ان يريح هذا العقل اذا هناك صراعان صراع البحث عن المجهول هو صراع اراحة العقل فالذي يبحث عن يعني يريد ان يريح يريد البحث عن المجهول يعني الفلاسفة لا يقتنعون بالمحسوسات فصار بحث ما وراء الطبيعة وقد وصلوا الى نتائج لكن لان هذا المجهول انت ايضا لا تستطيع ان تتحقق من صدق ما توصلت اليه كذبة لانه ليس محسوسا حتى تقيم عليه تجارب وانما هي نظرية قد تصيب قد تخطئ فتحتاج الى معصوم. ولذلك يسمونه خبر الانبياء لكن لما تأتي الى الارض تستطيع ان تدرك بعقلك صحة وصواب بعض الاشياء لذلك لما الانسان يتعب من البحث وراء هذا الشيء يضطر الى ان يصنع لنفسه اله يعني محمود اه الجاحظ لما ذكر هذه النقطة قال والا فقريش فوق عبادة الاصنام وعقول الهند اعظم من عبادة البد والبدنة اذا هي الف الانسان الف عادة فجرى عليها لم يتعب نفسه ما وراه. لكن لما يعمل الانسان حدثت في التاريخ مثل آآ زيد بن عمرو بن نفي ورق بن نوفل عثمان بن الحويرس هؤلاء رفضوا عبادة ابو ذر الغفاري رفظ فهذه اشياء يعني يعني تستثنى من هذه القاعدة. اذا يقول فهو لذلك سريع الاستجابة لكل ما يلبي حاجة هذه الفطرة الخفية الكامنة في اغواره وكل ما يلبي هذه الحاجة هو الذي هدى الله عباده ان يسموه الدين ولا سبيل البتة الى ان يكون شيء من ذلك واضحا في عقل الانسان الا عن طريق اللغة لا غير. لان العقل لا يستطيع ان يعمل شيئا فيما نعلم الا طريق اللغة فالدين واللغة منذ النشأة الاولى متداخلان تداخلا غير قابل للفصل ومن اغفل هذه الحقيقة ضل الطريق واوغل في طريق الاوهام. هذا شأن كل البشر على اختلاف مللهم والوانهم. ذات تكاد تجد امة من خلق الله ليس لها دين بمعناه العام كتابيا كان او وثنيا او بدعا والبدع الديني الذي ليس له كتاب او وثن معبود. ولذلك فكل ما يتلقاه الولي الناشئ في مجتمع ما من طريق ابويه واهله وعشيرته ومعلميه ومؤدبيه من لغته ومعرفة يمتزج امتزاجا واحدا في اناء واحد ركيزته او نواته او خميرته دين ابويه ولغتهما وابلغهما اثرا هو الدين. فالوليد في نشأته يكون كل ما هو لغة او معرفة او دين متقبلا في نفسه تقبل الدين. ان يتلقاه بالطاعة والتسليم والاعتقاد الجازم بصحته وسلامته طبعا لما قدمنا في الدروس الماضية قلنا الدين لا يتغير الذي يتغير ماذا؟ العادات والتقاليد لان العادات والتقاليد حاجات وقتية يعني تقريبا كل ثلاثين سنة تتغير العادات والتقاليد تقريبا لماذا؟ لان هناك صراع حضاري كلما زادت المادة وزاد الاختلاط والاطلاع على ثقافات الاخرين تبدأ الانسان يضعف امامها لذلك يعني حتى يهرب الانسان يلجأ الى الصحراء او الى مناطق منعزلة. اذا هذا هروب وليس مقاومة عكس ماذا؟ الدين الدين مهما اختلفت انماط الحياة تجده منسجما معه محافظا على اصوله مستبيحا بعض الاشياء المباحة. يعني ممكن يباح في موطن لا يباح في موطن لكنه في دائرة المباح. وترجع الى تقدير الناس لكن اصول هذا الدين لا يمكن ان تتغير في مكان دون ما كان. اما العادات والتقاليد فهي حاجات وقتية يعني نتشدد في موطن نتساهل في موطن حسب الامور المتغيرات الحياة متغيرة تطلب منك تشدد الطلبات تطلب منك التساهل وهكذا. نعم اما الدين فهو شيء يقنع القلب والعقل معا ويغذيه ثقافتك وتغذيه لغتك طبعا اللغة عند محمود شاكر ليست اللغة هي التخاطب فقط هي القدرة على البيان يعني انت عندك القدرة ان تعبر عما في نفسك هذا المقصود نعم قال وهذا بين جدا اذا انت دققت النظر في الاسلوب الذي يتلقى به اطفالك عنك ما يسمعونه منك او من المعلم في المراحل الاولى من التعليم. ويظل حال الناشي يتدرج على ذلك لا يكاد يتفصى شيء من معارفه من شيء. يتفصى اي يتخلص من هذا المضيق. حتى يقارب حد الادراك ولكنه لا يكاد يبلغ هذا الحد حتى تكون لغته ومعارفه جميعا قد غمست في الدين وصبغ به وعلى قدر شمول الدين لشؤون حياة الانسان. وعلى قدر ما يحصل منه الناشئ يكون اثره بالغ العمر في لغته التي يفكر بها وفي معارفه التي ينبني عليها كل ما يوجب عمل العقل من التفكير والنظر والاستدلال فهذه هي الاصول الثابتة المكتسبة في زمن النشأة على وجه الاختصار. اذا الانسان منا طبعا اه نتكلم قد يمكن قبل قليل تكلمنا عن الكتاب اذا طفل في الرابعة من عمره يحفظ القرآن ومبادئ الحساب ومبادئ الكتابة والقراءة يعني عندما يدخل في التاسعة من عمره حافظ لكتاب الله وعارف اصول الثقافة واصول المعرفة ابوه وامه الذين ادخلوه الكتاب قد حفظوا القرآن اصول هذا الشيء. فينشأ الطفل متغذيا بهذه الاصول لذلك اول ما حارب اعداؤنا حاربوا الكتاتيب وسيتكلم عنها محمود شاكر في احدى الابواب التي نتطرق لها ان شاء الله ببناء مدارس حديثة هدفها القضاء على هذه النواة هي في ظاهره عمل بسيط لكنها عمل عميق جدا يعني آآ يذكر يعني من سمعتها قريبا محمد آآ من الحسن الددو يعني يذكر انه حفظ القرآن وهو في سن السابعة حفظ القرآن جيد لكن العجب تثبيت هذا القرآن وكيف كان يفعل ابوه جعله يكرره على مسمعه. يعني هو حافظ ثمانين مرة تخيل ثمانين مرة تعيد تسميع القرآن لذلك ينفتق لسانه فيصبح هذا القرآن قد عاش في قلبه ولذلك نشبهها دائما الانسان كما قدمنا قبل قليل عندما يريد ان يكتب هو يجد حواجز فهم الناس هذه تجوز في ديني او لا تجوز هذه الكلمة ترتيب الاقوال اريد ان ابين شيء في نفسي. هذه الاشياء كلها مبنية على ماذا على ثقافتي ليس انني اقول ما اشاء وقت ما اشاء ولذلك اصبح الانسان عاجزا عن فهم الشاعر العربي القديم لماذا؟ لانه كانه يعني استصعب عليه الاسلوب وليس الكلمات ويفهم الكلمة لكن صعب عليه الاسلوب لو انه عاش معك هذا الشيء على انه ثقافته وان هذا انسان يريد ان يخاطبني بشيء ويبينه لي لوجد العجب العجاب نعم اذا يقول آآ محمود شاكر رحمه الله آآ الطور الثاني فروع منبثقة عن هذه الاصول المكتسبة بالنشأ وهي تنبثق حين يخرج الناشئ من ايثار التسخير الى طلاقة التفكير محمود شاكر له عبارات جيدة من ايسار التسخير. اليسار يعني الاسر والتسخير معناته انني اعمل لغيري ومنها السخرة الى ماذا يقابل ايثار الطلاق والى التسخير التفكير فقابل لفظه لفظة وانما سميت الطور الاول ايثار التسخين لانه طور لا انفكاك لاحد من البشر منه منذ نشأته في مجتمع فاذا بلغ مبلغ الرجال مداركه وبدأت معارفه يتفصى بعضها من باب او يتداخل بعضها في بعض. ويبدأ العقل عمله المستتب في الاستقلال بنفسه ويستبد بتقليب النظر والمباحثة وممارسة التفكير والتنقيب والفحص ومعالجة التعبير عن الرأي الذي هو نتاج مزاولة العقل لعمله فعندئذ تتكون نواة جديدة لما يكون لما يمكن ان يسمى ثقافة اذا ذكر محمود شاكر ما هي الثقافة؟ لاحظ يبدأ العقل بالعمل ما هو عملك؟ استقلال بنفسك في ماذا؟ في النظر والبحث ممارسة التفكير والتنقيب والفحص ثم معالجة التعبير عن الرأي الذي هو نتاج مزاولة العقل عمله اذا هذه هي الثقافة ان يكون لي فكري استقلالا لكن هذا الاستقلال في البحث والتنظير والتفكير ثم ما ينتجه هذا العمل ومزاولة العقل في نظري لتاريخي. ليس لانه باطل مثل ما فعل طه حسين طه حسين دمر تاريخك كل هذا الشعر مكذوب اذا ما تاريخي لا تاريخ لي اذا انا في الحقيقة دمرت تاريخي اذا اذا كان اول حياة كذب فليس القرآن معجزا وليس هؤلاء المسلمون اهل لان يوثق بعلمهم لانهم كله مبني على كذبة فانظر الى كلمة لم يلقى لها بال كيف احدثت هذا كله. نعم يقول محمود شاكر وبين ان سبيله الى تحقيق ذلك هو اللغة والمعارف الاولى التي كانت في طورها الاول مصبوغة بصبغة الدين لا محالة. حتى لو استعملها في الخروج على الدين تريد ان تخرج عن الدين؟ انت ستخرج بالاصول التي تعلمتها اولا نعم الخروج على الدين الموروث ومناقشة رفظا له او لبعظ تفاصيله. هذه حال النشء الصغار حتى يبلغ منزلته الادراك المستقل المفظي الى حيز الثقافة فعلا الانسان وهذي جربناها ممكن كلنا جربه انا في بادئ امري اقلد اما معجب بقارئ معين بكاتب معين بمتحدث معين احفظ كلامه وقصصه واسلوبه بعد فترة يبدأ العقل يعمل ويبدأ يجمع كلامه الاول وكلامه الاخر ثم يبدأ يطارح غيره المعلومات ثم تبدأ الاعتراضات ثم يبدأ العقل اما يؤيد فيبحث عن ادلة تؤيده والخصم بالعكس مع الايام تصبح هذه الثمرة وهذه النواة قابلة لان تقول للشيء هذي اصولك التي امتزت بها فانت صواب او هذه اصولك التي افسدتها فانت فاسد وثقافة كل امة وكل لغة هي حصيلة ابنائها المثقفين بقدر مشترك من اصول وفروع كلها مغموسة في الدين المتلقى عند النشأة. طبعا محمود شاكر هنا اعتمد انه شرح كلمة الدين في اباطيل واسمار وهناك فصل تفصيلا عجيبا من عرظه يعني محمود شاكر في عرضه له اوقفتني يعني معلومة الصور المكية اكثر من الصور المدني تقريبا اربعة الاف وست مئة اية مكية والف وست مئة اية مدنية مع ان المدة كم متساوي يعني المدة المكية عشر سنوات اذا قلنا بقول من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم فتر الوحي عنه ثلاث سنوات فترى بمن انقطع النبي مكث في مكة ثلاثة عشر سنة عشر سنوات لكن لو قلنا ان النبي قيل ان فترة الوحي ستة شهور والمكثر يقول ثلاث سنوات نأخذ القول انها ثلاث سنوات. اذا يصبح المدة المكية مساوية المدة المدنية لكن الايات التي نزلت في مكة كم ضعف تقريبا ضعفين اربعة الاف وست مئة مقابل الف وست مئة والاحكام التي في المدنية اكثر من الاحكام التي في المكية اذا المكية بنت على ماذا على العقيدة بكل اطوارها ومناهجها وسبلها وتحصينها هذه هي التي محمود شاكر بنى عليها. فلما نرجع الى لفظة الدين في القرآن الكريم في العهد المكي محمود شاكر عجيب يعني ذكر العهد المكي اما انها متصلة بال او ال مع الاخلاص مخلصين له الدين او آآ يذكرها الله سبحانه وتعالى دينهم واضح؟ فمحمود شاكر استطاع ان يتلخص الى ست معاني للدين في اللغة العربية والمعنى العام المطلوب. لكنه ذهب الى ابعد من ذلك وقال ان الدين اذا اطلق فهو الدين الصحيح لذلك الله سمى الباقي ليس دينا. سماها ملل واضح؟ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ميلتهم فهي ملة وليست دين. لذلك خطأ من يقول الاديان السماوية لان الدين واحد عيسى اديان متعددة. نعم. وثقافة كل امة وكل لغة وحصيلة ابنائها المثقفين بقدر مشترك من اصول وفروع كلها مغموسة في الدين المتلقى عند النشأ. فهو لذلك صاحب السلطان المطلق الخفي على اللغة وعلى النفس وعلى العقل جميعا. سلطان لا ينكره الا من لا يبالي بالتفكر في المنابع الاولى التي تجعل الانسان ناطقا عاقلا ومبينا عن نفسه ومستبينا عن غيره فثقافة كل امة مرآة جامعة في حيز المحدود كلما تشعث وتشتت وتباعد من ثقافة كل فرد من ابنائها على اختلاف مقاديرهم ومشاربهم ومذاهبهم ومداخلهم ومخارجهم في الحياة. وجوهر هذه المرآة هو اللغة واللغة والدين كما اسلفت متداخلان تداخلا غير قابل للفصل البتة لذلك عندما تقرأ كلام محمود شاكر ثم ترجع الى اباطيل واسمار وتقرأ تاريخ الدعوة الى الدعوة الى اللغة العامية والى كتابة القرآن باللغة اللاتينية. تعرف خطر هذه المسألة لانك كلما دمرت لغة قوم ازلتها عزلا تاما عن دينها وهذا هو الخطر الذي اراده يعني المستشرقون لكن الله سبحانه وتعالى حمى هذا الدين. لذلك اجمع العلماء انه لا يجوز القرآن انما تترجم التفسير القرآن يكتب كما قوى وتترجم التفسير. اما تترجم القرآن الله حماه بهذه المسألة. فباطل كل البطلان ان يكون في هذه الدنيا على ما هو ما هي عليه. ثقافة يمكن ان تكون ثقافة عالمية بهذا التحديث الذي عرفه محمود شاكر هل يوجد شيء اسمه ثقافة عالمية ان كنت تقصد بالثقافة العالمية العلوم البحتة او البتة او البحث اسف هذه علو ليست ثقافة ثقافة عالمية بالمعنى الذي تكلمنا ايمان وعمل وانتماء لا يوجد بالدنيا شيء اسمه ثقافة عالمية لكن كنت تقصد العلوم البحتة كيميا وفيزيا نظريات هذي هذه معارف وليست ثقافة. يقول اي ثقافة واحدة يشترك فيها البشر جميعا ويمتزجون على اختلاف لغاتهم ومللهم ونحلهم واجناسهم واوطانهم فهذا تدليس كبير وانما يراد بشيوع هذه المقولة بين الناس والامم هدف واحد. او هدف اخر يتعلق بفرظ سيطرة امة غالبة على امم مغلوبة. اذا هذه هي النظرية عندما اقول ثقافة عامة فانا في الحقيقة اسيطر عليك عن طريق ثقافتي وعن طريق ما اريد ان افهمك اياه اذا فالثقافة يقول سيطرة امة غالبة على امم مغلوبة لتبقى تبعا لها. فالثقافات متعددة بتعدد ومتميزة بتميز الملل ولكل ثقافة اسلوب في التفكير والنظر والاستدلال منتزع من الدين الذي تدين به لا محالة فالثقافات المتباينة تتحاور وتتناظر وتتناقش ولكن لا تتداخل تداخلا يفضي الى الامتزاج البتة ولا يأخذ بعضها عن بعض شيئا الا بعد عرظه على اسلوبها في التفكير والنظر والاستدلال في رجل في الهند اسمه جلال اكبر هذا الرجل حكم الهند من الدولة المغولية الهندية هذا الرجل آآ رعاياه ما هم هندوس ونصارى ومسلمين فيريد ان يوحد شعبه فالف دين سماه الدين الالهي يعني اخذ من الاسلام ومن النصرانية واليهودية ومن الهندوسية المتفق عليه واراد الناس ان يدينوا بهذا الدين وبذلك هو مزج بين اشياء لا تمتزج اساسا لكن مات بموته هذا الدين اللي سماه الدين الالهي فان يقول فان استجاب للاسلوب اخذته وعدلته وخلصت. هذي القاعدة في الثقافة يعني مثلا المسلمون عندما اخذوا من الاغريق علومهم عرظوها ماذا على دينهم وثقافتهم. فما كان قابلا لدينهم اخذوه ومن كان مخالفا رفضوا لما نأتي الى اوروبا لما اخذت علومنا قلصت علومهم من علومنا لانه لم يبقى من تاريخهم الا ما اخذناه نحن فاخذوا ما يناسبهم وتركوا ما لا يناسب. خذوا الكيميا والجبر والحساب والفلك وما شابه الذي طوره المسلمون كالطب وغيره ثم طوروهم ما يحتاجون الى تطويره. اذا يقول فان استجاب يعني اني اخذت من ثقافة غيري. للاسلوب اخذه اخذته وعدلته وخلصته من الشواهد وان استعصى نبذته واطرحته وهذا باب واسع جدا ليس هذا مكان بيانه ولكنني لا حتى انبهك لشيء مهم جدا. وهو ان تفصل فصلا حاسما. بينما يسمى وبينما يسمى اليوم علما اعني العلوم البحتة لان لكل منها طبيعة مباينة للاخر فالثقافة مقصورة على امة واحدة تدين بدين واحد والعلم مشاع بين خلق الله جميعا يشتركون فيه اشتراكا واحدا مهما اختلفت الملل والعقب يعني مثلا علوم الحساب والرياضيات هل تستطيع ان تقول هذا دين؟ او يمثل دين؟ او له توجه في الدين؟ لا تستطيع والكيميا والطب وما شابه ذلك. هذي يسمونها علوم بحتة ليست نابعة عن ثقافتك وليس مردودة الى ثقافتك فاذا عرفت هذا واستبصرت خبيئه وانعمت النظر فيه. قدمنا في الدرس الماظي انعم وامعن انعم اطال الفكر بتقديم النون على العين و اذا وضعت الميم امعن بمعنى اكثره امعنت في السير اي اكثرت في السير امعن في الاكل اي اكثر في الاكل. اما انعم النظر معناته دقق الفكر فعندئذ يفضي بك النظر الى امر المستشرق فهو حين ينظر في ثقافة امة اخرى غير امته. انما ينظر في لاحد امرين اما ان ينظر فيها ليكسب منها شيئا لامته وثقافته واما ان ينظر فيها ليناظر ويناقش. اذا المستشرق عندما ينظر في ديننا سينظر تقريبا هي لا يخرج عن هذا الامرين اما انه يريد ان يستفيد من هذه الثقافة لامته واما ان يقول ساناقش افكاركم. اما لاثبت صحته او اثبت خطأها وكلا الامرين حق لا ينازعه فيه منازع. وفي كلا الامرين هو واقع في مأزق ضيق مأزق اللغة ومأزق ثقافة لا يستطيع ان يأخذ الا على قدر ما فهم من لغة قريبة غريبة اصلا على اللغة ولا يستطيع ان يناقش الا على قدر ما يتصور انه استبانه وادركه من ثقافة غريبة عن ثقافته ولكن ليس هذا شأنه وحده بل هو شأن وشأنك ايضا في ثقافة المستشرق وامته التي ينتمي اليها. وعلى نفس القاعدة التي ذكرتها لك قبل هذا او هذه الاصل اذا هذه النقطة يعني من باب الانصاف يعني المستشرق اذا اراد ان يقرأ وانا يعني انا عندما اريد ان ابحث في تاريخ النصارى من تبحث عن ماذا اما عن علم استفيده لامتي واما ان اناقش النصارى في معتقدي هل هذا امر مباح ام محرم مباح حق لجميع الناس لكن عندما اقرأ في تاريخ النصارى لاصحح لهم او اريد ان ابين ان دينكم ليس هكذا فانا في الحقيقة متعدي لانني افتقد اشياء كثيرة ليس هذا وقتها. لان هناك اشياء العقل لا يقبلها لكن لا يستطيع ان يثبت بطلانه لانها جاءت عن طريق العادات والتقاليد يعني الديانات تبنى على امرين المشاهد والغائب المشاهد تستطيع ان تحاسبه اما الغائب فمبني على الابتلاء لذلك الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة وذكر مدحا في المؤمنين قال يؤمنون بالغيب فانا امتحنك وابتليك بالطاعة باني اخبرك عن اشياء لا تستطيع انت ان تصل اليها ولا ان تكتشفه ولا ان تعرف مآله حق المعرفة فهذه اشياء ينبغي على الانسان ان يتدبرها ويعي بها ونقف الى هنا وصلى الله