عبد الرحمن تبغون نبدأ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما اما بعد قدمنا في المحاضرتين الماضيتين ان معظم الكلام الذي قصده محمود شاكر قد تم شرحه بالتفصيل فيما سبق الان نقرأ كل ما ورد علينا شيء جديد نشرحه اما الكلام الذي تم شرحه في اكثر من مناسبة على المستمع والمشاهد ان يرجع الى الحلقات الاولى سيجدها ان شاء الله مشروع مفصلة يقول فلما دنا نزول جند الفرنسيس ثغر الاسكندرية كانت الاخبار قد وصلت الى القاهرة غامضة فلم فلم يهتم امراء المماليك بشيء من ذلك ولم يكترثوا به اعتمادا على قوتهم فقالوا وزعموا انه اذا جاءت جميع الافرنج لا يقفون في مقابلتهم وانهم يدوسونهم بخيولهم. طبعا اعجاب الانسان بقدراته هي اول مزالق الهزيمة صحابة رضي الله عنهم لما فتحوا مكة بعشرة الاف ثم دخل معه من اهل مكة اه الالفان قالوا لن يغلب اثنا عشر الف عن قوة عن اه قلة فهزموا فهؤلاء المماليك قال لما جائتهم اخبار الافرنجة قاسوها بما مضى كما قلنا في آآ لويس الرابع عشر لما اسر لبس في دار ابن لقمان فلا زالت هذه الامجاد ترن في اذانهم. فلما سمعوا ان الفرنسيس وصلوا الى ثغر الاسكندرية بماذا بما مضى قالوا اذا جاؤوا سنقتلهم اعتمادا على ماذا على قوته. وعندئذ خرج الاستشراق من مكامنه وخرج المستشرقون الذين كانوا يتزويون بزي اهل الاسلام ويجاورون في الازهر لطلب علم الدين والدنيا مسلمين. ويخالطون المشايخ الكبار في دروسهم وبيوتهم. لا يميزهم شيء عن سائر المسلمين المجاورين في الازهر من كل جنس ولو وطافوا على المشايخ الكبار وبرفق ودهاء ومكر فاتحوهم في شأن الفرنسيس الذين شاع انهم قد دنوا نزولهم ارض مصر في الدرس الماظي تكلمنا عن قضية الديوان تكلمنا عن قضية الديوان ان بمجرد ما وصل نابليون بونابرت الى القاهرة في اليوم الثاني الف ما يعرف باسم ديوان بتعريفنا المعاصر حكومة مؤقتة اختار منهم من اثنى عشر قدمنا في الدرس الماظي انهم كانوا الذين يعني كانت بينهم وبين المماليك خلاف الان نبي اشرح محمود شاكر كيف تدسس الاستشراق الى هؤلاء وهيئوهم ان ينضم الى الفرنسيس. لذلك وفاتحوهم في شأن الفرنسيس الذين شاع انهم قد دنى نزولهم ارض مصر. فنصيحة لله رسوله وللمسلمين بينوا لهم انهم على علم بشأن هؤلاء الفرنسيس وان الذي يحملهم على القدوم الى الديار المصرية هو ما كان المماليك يعاملون به الجالية الفرنسية باذلال واحتقار ويظلمون تجارهم بانواع الايذاء والتعدي. كما يظلمون جماهير امة الاسلام في مصر بالوان من الجور ظلمي والمهانة واقدامهم على مخالفة الشرع ولا نقضي العهود والمواثيق وجرأتهم على هيبة مشايخ الكبار بلا رعاية لكرامتهم. وان كل هدف الفرنسيس هو رفع الظلم الواقع على تجارهم وتخليص حق الامة الاسلامية من يد الظالمين والقظاء على دولة المماليك الفاسدة الظالمة ووضع امور البلاد في يد العلماء والفضلاء من اهالي مصر. اذا من الذي هيأ هذا كله؟ الاستشراق. هيأوا ماذا خدعوا المشايخ ان الفرنسيس لم يأتوا للاحتلال. او كما يزعم محمود شاكر لم يأتوا لوأد النهضة التي كانت مترقبة وانما جاءوا لعلمهم اولا بظلم هؤلاء المماليك لكم وثانيا ظلمهم للجالية الفرنسية رفعوا الاجور اعتدوا على آآ تجارتهم. اذا الامر اصبح مختلط وظلوا يفتنون لهم في الذروة والغارب برفق ودهاء. الغالب هو منتهى عنق البعير واضح والذروة اللي هو اعلى سنامه. هذه المنطقة من المناطق التي البعير يكون حساس فيها. فاذا فتلته لينتهوا من هائج وغاظب الى هادئ فلذلك اصبح مثلا للرجل اللطيف في حيلته عندما يريد ان يأخذ حاجته منك. يسمونه فتى له بين السنام والغالب حتى انتهوا الى ان الفرنسيس لم يقدموا على نية القضاء على دولة المماليك الا باتفاق مع السلطان العثماني لانهم احباؤه المخلصون ما لي كثيرا ما امتنعوا عن طاعة السلطان ولم يمتثلوا لامره. وانهم يحترمون النبي صلى الله عليه وسلم القرآن العظيم وانهم هم الذين نزلوا وفي رومية وخربوا كرسي الباب الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة المسلمين. اذا بدأ العمل يعني يخلطون الحق بالباطل. نحن نحترم محمد قرآنكم نحترمه. دينكم نحترمه. اصلا نابليون هو الذي دمر عرش البابا. اذا نحن ليس هدفنا ديني نعم واستمع المشايخ لهذا وامثاله ولقلة علمهم بما هو خارج عن حدود القاهرة الان مثل هذا الحديث قلوب اكثرهم وغرتهم الاماني وعدوه نصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين وكان اخرون من المستشرقين لهم مودة بالمماليك يفاوضونهم ويهونون عليهم شأنا فرنسيس. ويمنونهم بالظفر عليهم اذا هم اقدموا على دخول القاهرة. ويزيدونهم اصرارا على الغرور بقوتهم. لماذا؟ حتى ان المماليك يخرجون بقوتهم الضعيفة فيكسحهم الفرنسيس اذا هم اصبحوا يعملون من شقين شق يلين العلماء تهيئة لما سيحدث من الديوان وخديعة رمسيس لماذا تتجهزون؟ اصلا قوتكم الموجودة الان اضعاف قوة الفرنسيس اذا اه فهم قادرون على ان يدوسوهم بخيولهم. اما الذين كان منهم يطوفون بالمشايخ فكانوا يخوفونهم من تهور المماليك. وانهم لا علم لهم قوة الفرنسيس وما في حوزته من المدافع والاسلحة مما لا يملك مثله المماليك وانه اذا وقعت الواقعة لم تغني عن المماليك مدافعهم اسلحتهم وانهم سرعان ما يفرون من وجه الفرنسيس. ثم يتفرقون شذر مذر ويتركون القاهرة مكشوفة بلا حام يحميها او يدافع عنها. اذا انتم ايها المشايخ اذا اكتسح الفرنسيس المماليك آآ لابد ان تلينوا للفرنسيس حتى لا تقع بينكم المقتلة العظيمة اذا هم بدأوا يعملون حساب حتى هزيمة المماليك الا تكون هناك مذبحة. وانما هو تدجين كما ذكره في المقابلة السابقة. وكان اخرون من المستشرقين يتأهبون لاحداث فتنة كبيرة اذا ما دخلت جيوش الفرنسيس القاهرة فطافوا بالكنيسة القبطية المصرية. وحاولوا ان يستثيروا حميتها. وان يغروها بان للفرنسيس انما هو نصرة لدين المسيح على دين الاسلام. وان واجبهم ديانة ان ينصروا الفرنسيس. ويناصب المسلمين العداء. حتى تعلو راية مسيحيين ويصبح المسلمون اتباعا لهم رعية لا سلطان لها. لا يملكون الا طاعة المستكين لدين المسيح. بيد ان الكنيسة القبطية اعرضت عنهم وعن اغرائهم لسبب بينه لنا المستشرق الانجليزي ادوارد ويليام لين في كتابه المصريون المحدث ثوم شمائلهم وعاداتهم بعد جلاء الفرنسيس عن مصر باربع وثلاثين سنة اي سنة اربع وعشرين وثمانمائة والف ومن اكثر الخاصيات اعتبارا في خلق الاقباط تعصبهم الشديد. وهم يكرهون المسيحيين الاخرين جميعا كراهية شديدة يعني المسيحيين الشماليين تفوق ايضا كراهية المسلمين للكفار في الاسلام ويعتبرونهم المسلمون مع ذلك اكثر المسيحيين ميلا للاسلام. طبعا هي باختصار اولئك ارثولكس وهم الاقباط واولئك كاثوليك وما بينهم حرب شعواء. فلما جاء الشماليون وهم كاثوليك الى هؤلاء الاقباط ليدخلوا معهم رفض الاقباط اصلا عداوتنا لكم وللمسلمين على حد سواء لكن المسلمون نحن اقرب لاننا لم نرى منهم شرا بعكسكم انتم لذلك لم يستجب للمستشرقين احد من رجال الكنيسة القبطية واخفقوا اخفاقا كاملا. فولوا وجوههم شطر الطائف الاقباط الاغنياء الذين كان عملهم جباية الاموال وضبط مالية المماليك. فاستعصى عليهم اكثرهم واستجاب لهم جاب المملوك محمد بك الالفي وهو المعروف باسم المعلم يعقوب. وجمع له من سفلة القبط وعامتهم وغوغائهم عددا كبيرا. وانضم جهرة الى الفرنسيس فكون منهم نابليون فيما بعد جيشا سماه جيش الاقباط سماه جيش الاقباط. على كراهية الكنيسة القبطية وعلى غير رضاها. وهذا الخسيس المعلم يعقوب كان هو وجيشه فتنة كبيرة وكبيرة وبلاء وبيلا لما وقعت الواقعة ونزل جيش الفرنسيس ارضا اسكندرية واجتاحوا بلاد الوجه البحري يحرقون القرى ويسفكون الدماء سبقهم الى القاهرة منشور نابليون المؤرخ اخر المحرم سنة ثلاثة عشر ومائتين والف وكتبه المستشرقان فانتور ومرسيل رأي المشايخ فيه جل ما طرق اسماعهم من حديث المستشرقين الذين كانوا يتزيون بزي الاسلام وجاءتهم انباء حرائق القرى وسفك الدماء. حين قاوموا المصريون الجيش الغازي. كما توعد نابليون في منشوره كل من مقاومة ثم بعد ايام قلائل وصل نابليون مشارف القاهرة ولقي جيشه جيش المماليك المصريين. ودارت على المماليك واخذهم الرعب وتفرقوا شذر مذر وتركوا القاهرة عارية مكشوفة ليس لها حام يحميها. فكان ذلك كله مصداقا لما سمعه المشايخ من المستشرقين ان المستشرقون تكلموا بجهتين جهة المشايخ ان هؤلاء لم يقدموا الا لحمايتهم وذكروهم انكم اذا انكشفتم من اه المماليك انه لابد لكم الخضوع حتى لا يقضي عليكم الجيش الفرنسي اذا وقعت الواقعة فوجفت قلوبهم وخافوا ان يحل بالقاهرة محل بقرى الوجه البحري. من الفظائع فلما دخل نابليون القاهرة واصدى امره بتكوين تطوان من تسعة من المشايخ الكبار استجاب ستة منهم لدعوة نابليون ثم استجاب ايضا ثلاثة اخرون لتمام التسعة بعد رفض السادات وعمر مكرم ومحمد الامير ان يستجيبوا لدعوته. والذي دعا هؤلاء للاستجابة خوفهم على مصير القاهرة التي تركت بلا حام يحميها. بعد ان خذلها حماتها من صناديد الحرب والقتال وهم المماليك المصريين او المماليك المصرية. فلم يرى المشايخ سبيلا الى حقن الدماء العامة رجالا ونساء الا المهادنة والا الصبر والسكينة حتى يكشف الله هذه الغمة بما شاء سبحانه فكانت استجابة هؤلاء المشايخ التسعة لتكوين الديوان منهم اول زلة وكانت هذه الاستجابة ايضا اول نجاح حازه الاستشراق في تدجين بعض المشايخ الكبار ولكن لم تلبث الامة خاصتها وعامة رفظت الاستماع الى هؤلاء المشايخ المدجلين. واستمعت الى اخرين من المشايخ ولا صغار طلبة العلم بالازهر الذين رفضوا نصيحة المشايخ التسعة الكبار وقاومت ثورة القاهرة وقامت ثورة القاهرة وثورات الاقاليم بعد ثلاثة اشهر من تجيين التسعة الكبار طبيعة الناس او المسلم باول الامر كما قال محمود شاكر في بداية الكلام الان انه كانت الاخبار غامضة فهم لا يعرفون هل هم غزاة هل هم منقذون؟ هل هم مسلمون؟ هل هم غير مسلمين؟ اذا في هناك اشياء فلما جاء نابليون ووضع الديوان نظروا ماذا ما هو دور الديوان فوجدوه صورة ينفذ من خلالها العدو ما يريد. هنا رفظوا هذا الديوان وبدأوا مشوارهم الاخر ان هذا عدو يجب مقاومته اذا يقول ومن دخول جزار القاهرة ارضا لم تطأها من قبل قدم غاز صليبي محترق الميكة في نابليون الذي غر هؤلاء التسعة وخدهم حسن استقباله لهما توقيرهم خداعا لهم بمهادنتهم ومكره ودهائهم وكان بعد ذلك ما كان من سفح الدماء ليلا ونهار هذا قدمناه فيما مضى. جهرة وخفية لم يستثني الجزار ارول خلفاء شيخا ثانيا ولا طفلا رضيعا ولا امرأة عاجزة حتى انكشح هو وجنوده من ارض مصر بعد ثلاث سنوات خزايا مقهورين. قدمنا في الدرس الماظي والذي قبله ان نابليون ما الذي جعله يخرج من القاهرة؟ لما هزم في عكة لما هزم في عكة عاد ادراجه الى مصر ثم بعد ايام رحل بزعم ان هناك ثورة في فرنسا واضح لم تذهب معاناة دار الاسلام في مصر من بلايا السنوات الثلاث هدرا فان ثورتها على جند الفرنسيس قد اخرجت من غمار الناس ومن مشايخ الازهر قادة جددا قد جذهم الصراع والقتال بل وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون واصبحوا هم حماة القاهرة والساهرين على الدياد عنها. على قرب عهدهم بمزاولة الحماية والدفاع ومضت اربع بعد رحيل الفرنسيس واضطربت امور ادارة البلاد ولكن ظل المشايخ الان يقول طبعا المماليك سووا اه بعد الهزيمة هربوا الى خارج القاهرة لما انتشح وهزم الجيش الفرنسي عادوا المماليك مرة اخرى لادارة شؤون البلاد وعادوا الى ظلمهم الاول. انظر الخبث اين يكون. انظر الخبث اين يكون؟ يقول عادوا بعد غيابهم ثلاث سنوات كانوا فيها معزولين عن مباشرة ما كانوا يباشرون من قبل الحملة الفرنسية من الادارة وحماية البلاد. واخيرا استقر رأي المشايخ والقادة على اسناد الامر الى رجل كانت تركيا بعثته مع ثلاثمائة من الجند في اواخر ايام الحملة الفرنسية وكان اسمه محمد علي سر شسمه وشر شسمه درجة بسيطة يلقب بها قائد عدد من الجنود في الدولة العثمانية كان ذلك في سنة واحد وثمانمئة والف ستعش ومئتين والف. كان محمد علي سرشث سرسما هذا الذي اسند اليه امر مصر في سنة خمس وثمانمائة والف الموافق عشرين ومئتين والف في الخامسة والثلاثين من عمره. انتبه ان محمد علي باشا راح يصفه الشيخ الان هذا بداية النقلة يعني الفرنسيس والمستشرقون الامر الاول ماذا نفعل؟ نقتحم نحن ديارهم ونقضي على النهضة لما تشكلت الصورة ان هذا الطريقة كانت خطأ في بدايتها خطأ بدأوا يدخلون في موظوع ثاني وهو تكوين رجل يكون هو صاحبه. الذي يعمل ما يشاء بامرهم ويعمل لهم ما يشاء وسنرى الان كيف نقل محمد علي باشا من من الامر الى يعني تدمير الحياة وسنأخذها بالتفصيل. يقول في الخامسة والثلاثين من عمره وكان جاهلا لم يتعلم قط شيئا من العلوم وكان لا يقرأ ولا يكتب وقضى اكثر عمره تاجرا يتاجر في الدخان ثم انضم الى الجند ولكنه كان ذكيا داهية عريق المكر يلبس لكل حالة لبوسة وكان مغامرا لا يتورع عن كذب ولا نفاق ولا غد. وفي اثناء في مصر من سنة واحد وثمانمائة والف الى خمسة وثمانمائة والف يراقب اضطراب امورها واختلال ادارتها وبنظرهم تعقب وذكائه خالط المشايخ والقادة والمماليك الذين حاولوا العودة الى ولاية الامور في مصر. فنافقهم جميعا واظهر لجميعهم المودة والنصح وسلامة الصدر. حتى انخدع به المشايخ والقادة واثر ولايته على ولاية المماليك. فنصبوه واليا على مصر وعلى رأس من خدع به السيد عمر مكرم اكبر قائد للمشايخ والجماهير فبذل كل جهده في اسناد ولاية مصر اليه وكان ما اراد الله هو ان يكون لم يكن استشراق وخاصة الاستشراق الفرنسي غافلا عن هذا المغامر الجديد وعن خلائقه. بل كان مراقبا له كل المراقبة من اول يوم جاء فيه الى القاهرة ومراقبا ايضا لكل ما كان يجري في مصر منذ رحيل الحملة الفرنسية. طبعا نقف هنا ونرجع لما قامت لما قامت اه في الجزائر من باب حتى تعلم ان لا يقع هناك شيء صدفة وان هناك عين تراقب في الجزائر في سنة اثنين وتسعين آآ حزب الانقاذ او حركة الانقاذ وصلت الى نسبة خمسة وثمانين كرسي. يعني اسف خمسة وثمانين بالمئة من كراسي النيابية فما كان منهم الا ان حلوا هذا الامر واعلنوا قيام الجيش واستدعوا مضياف المنفي من خمسة وعشرين سنة في المغرب تخيل وجاء وحكم فترة ثم صار عليه اغتيال ثم جاء ابو تفليقة وظل هذا الامر الى يوم الناس هذا ابو ظياف كيف جاء وهو منفي لمدة خمسة وعشرين سنة. اي ونفس الطريقة لما حدث في مصر الثورة على محمد مرسي ماذا حدث جاءوا برجل من الكويت اظنه منصور اسمه او كذا. لا يعرفه احد. كان عايش في الكويت هني ثلاثين سنة. ولما صار آآ امريكا لما اه قضت على طالبان اتوا بمن؟ كرزاي عشرين سنة وهو في امريكا لا يعرف من لم يدخل افغانستان فالعملية هناك من يراقب. وهناك من يضع الاحجار لذلك كان هناك كتاب جميل اسمها احجار على رقعة الشطرنج تكلم عن هذه السياسات الان. نعم. اذا فلما تمت ولاية محمد علي شرش اسمه على الديار المصرية احاطت به قناصل المسيحية الشمالية احاطة كاملة والقناصل هم اشراق نفسه في صورته السياسية فبدأوا يفتنون له في الذروة والغارب ويغيرون صدره على المشايخ والقاضي الذين نصبوه واليا على مصر ويخوف عاقبة سلطانهم على جماهير الامة وصادف ذلك استجابة طبيعية لما في قلب هذا المغامر الجريء من الدهاء والخبث وترك عن الغدر وانكار الجميل وحب التفرد بالسلطان الذي ناله بغتة. ولم يكن قط في حياتي يتوهم ان ينال او ينال ما هو دونه كثير. فكانت اول غدرة غدرها محمد علي شسمه؟ هذا هو هذا بالذي نصبه واليا على مصر. وبذل له في كل جهد وهو قائد الامة قائد الامة مشايخها وجماهيرها نقيب الاشراف. السيد عمر مكرم فانه بمكره اوقع به وبين بعض المشايخ ثم انتهى الامر بان نزع عنه نقابة الاشراف ثم نفاه الى دمياط في اول رجب سنة اربع وعشرين ومئتين والف. في الثاني عشر من اغسطس سنة تسع وثمان مئة والف. يعني بعد اربع سنوات من حكمه اي بعد ولاية هذا المغامر القادر الغادر باربع سنوات فقط وبقي السيد عمر في منفاه الاول هذا عشر سنوات حتى استدعاه الى القاهرة فجاءها في الثاني عشر من ربيع الاول سنة اربع وثلاثين ومائتين والف الموافق تسعة يناير سنة تسعة عشر وثمانمائة والف ثم عاد ونفاه مرة اخرى الى طنطا سنة يوم اثنين وعشرين رجب سنة سبع وثلاثين ومائتين والف. في الخامس عشر من ابريل سنة اثنين وعشرين وثمانمائة والف. فتوفي رحمه الله في تلك السنة نفسها. ثم استدار بعد ذلك على المشايخ يوقع بينهم. ليوهي سلطانهم على جماهير الامة ويفتت قوة الجماهير بعسفه وظلمه وارهابه وجبروته. بعد القضاء على قادتهم وتشتيت شملهم وكذلك كان والامر لله من قبل ومن بعد. وكذلك ظفر الاستشراق بالمشايخ الكبار. ومهد لعزل الازهر ومشايخه عن قيادة امة واوغر صدر هذا الجبار ومكن في قرارة قلبه بغض الازهر والشيوخ وطلبة العلم المجاورين فيه. وانفرد هو هذا الجاهل الجريء المستبد يوحون اليه بما يريدون وما يبيتون. ويتمون ويتمتمون ما بدوا به من وادي اليقظة التي تهددهم بها دار الاسلام في مصر على يد مسلم جاهل غر اهوج لا يعرف كثيرا ولا قليلا من الثقافات المتكاملة التي حفظت دار الاسلام قرونا طوالا وكانت لب اليقظة والنهضة الوليدة التي كانت قريبا جدا ان تؤتي ثمارها. في السابق التعليم في الاسلام اين هو كتاتيب ثم يبدأ الانسان يدخل الازهر جامع الزيتونة واضح هذه الدول التي كانت لها جامعات وفي الدول العربية المدارس مدرسة الحنابلة مدرسة الشافعي مدرسة الحنابلة. فكان طريق العلم اين هو من هذا الباب ماذا فعلوا هم؟ لما بغضوا محمد علي بالازهر لابد ان تستحدث بديل وهي المدارس بس كيف تأتي فكرة المدارس او كيف يتقبل الناس فكرة المدارس؟ بعثوا بعثة التي كان امامها رفاعة الطهطاوي يعني تخيل استاذة تخيل ان رفاعة الطهطاوي ذهب مع البعثة امام لا هو كان اماما عاد هو متعلم للفرنسية يدعو الى ترك الاسلام بس بطريقة غبية. من عنده بدأت سماها مدارس الالسن من عندها بدأت فكرة المدارس تطورت تطورت ثم اصبحت الدولة بعد الانجليز اننا لا نوظف الا من من منها متخرج من هذه المدارس. ما مرت ثلاثون سنة حتى عزل الازهر واصبحت هذه المدارس منتشرة في كل بقاع مصر لانه واصبحت هناك اه فئة الافندي فكرة الافندي اللي هو الموظف. سيأتي محمود شاكر شارحا لها وثبت هذا الطاغ يا محمد علي شفت شسمه؟ قواعد ملكه وازداد اطباق القناطر والمستشرقين على عقله وقلبه وخاصة الفرنسيون منهم كانت انجلترا ومستشرقوها ما فتئ تخوف الدولة التركية. وتؤلبها على مهد اليقظة في جزير العرب والتي قام بها واسسها محمد بن عبدالوهاب واستجابت دار الخلافة بغفلتها الى هذا التأليب حتى جردت حملات متتابعة لقمع اليقظة الوهابية. وابت في جميعها بالاخفاق ثم منذ ولي محمد علي شسمه؟ جعلت تركيا تدعوه الى تجريد جيوشه لقتال الوهابيين. وتتابع هذا الطلب من سنة سبع وثمانمئة والف الى سنة عشر وثمانمائة والف. في الثاني والعشرين بعد المئة بعد الالف فلم يستجب لنداء تركيا ولكن الاستشراق بقناصله زين اخيرا لمحمد علي شسمه ان يستجيب ليتحقق مآرب وفي وأد اليقظة التي كادت تعم جزيرة العرب وامدوه بالسلاح الذي كان يعينه على خوض الحروب وذلك في سنة ست وعشرين ومائتين والف في الحادي آآ سنة احدى عشر وثمانمائة والف اي بعد ولايته مصر بست سنوات اذا انقظوا على اليقظة الموجودة وين في مصر جبرتي والزبيدي والبغدادي. الان القضاء على من؟ من الخمسة محمد ابن عبد الوهاب. نعم وسارت جيوش قاصدة جزيرة العرب ودارت الحرب التي لم تنتهي الا بعد ثمان سنوات. في سنة خمس وثلاثين ومئتين والف في التاسع عشر آآ سنة تسعة عشر وثمانمائة والف وفقدت الجيوش المصرية الافا من ابنائها ولقيت هزائم كادت تؤدي بها. واخيرا تم النصر لمحمد علي بعد ان ارتكب من الفظائع ما لا يستحله مسلم واستباح الديار والاموال والنساء وهدم المدن فكان هو وابنه ابراهيم وسائر اولاده طغاة من شر الطغاة. وكانت حربا طاحنة لا معنى لها ولا ينتفع بها الا من دهاة المسيحية الشمالية وكذلك ادرك الاستشراق وادركت المسيحية الشمالية مآربا من اكبر مآربها في وأد اليقظة التي كانت تهددهم بها دار الإسلام في جزيرة العرب والتي كانت تخشى المسيحية الشمالية ان تنضم هذه اليقظة الى اليقظة الكائنة في دار الاسلام في مصر. فيومئذ لا يعلم غير الله تكون العواقب كما اسلفت وتم كل ذلك على يد مسلمين جهلة يوجههم الاستشراق والمسيحية الشمالية من حيث لا يبصرون ولا يعلم ماذا يراد بهم والى اي هوة من الهلكة يساقون لله الامر من قبل ومن بعد. محمد علي باشا عشان يستقر ملكه عمل مذبحة عرفت بمذبح احد المماليك المماليك لم يكن عددهم كبير خمس مئة فمحمد علي عنده كان كان عندهم طريقة يسمونها العرظ العسكري يمشون في شوارع القاهرة ثم يدخلون القلعة الموجودة الان يسمونها قلعة صلاح الدين محمد علي باشا طورها فصارت قلعة محمد علي باشا يدخلون من باب ويخرجون من باب الاخر فلما تم لهم الدخول فلما انتهى الاخر كان الباب الذي هناك مغلق فاغلقوا الباب الدخول ثم بالسلاح قد قضوا عليهم قضاء مبرما. كان محمد علي باشا موجود في القلعة ومعه السفير الفرنسي والسفير الفرنسي نقل الاحداث يعني شيء مقزز. يقولون لم ينجوا الا واحد. طبعا هي القصة انه قفز من فوق السور بفرسه ثم نجى والسور ارتفاعه خمسة امتار فانظر الى حلاوة الروح كيف رفعت الانسان الى هذا المستوى الذي يعني يصعب على الانسان تصديقه لان مسافة كبيرة جدا لكن لعل هناك ريحا او ما شابه ذلك يعني لعل هناك حدث الان يقول محمود شاكر معقبا على تقدمت ان عبدالرحمن الرافعي محمود شاكر يقول هذا مدجل بروح وطنية لذلك كان ينقل الكلام نقلا غير امين. يقول الكاتب المؤرخ المدجل عبدالرحمن الرافعي في كتابه تاريخ الحركة القومية الجزء الثالث عصر محمد علي في صفحة الثانية والخمسين بعد الاربع مئة في باب البعثات العلمية. لو تأملت مليا في العصر الذي نشأت فيه هذه الفكرة واختلجت في نفس محمد علي لعجبت لعبقريته كيف انبتت هذا المشروع ففي ذلك العصر لم يفك الحاكم شرقي ولا حاكم ولا حكومة شرقية في ايفاد مثل هذه البعثات احنا قدمنا في الدرس الماضي ان نابليون فكر بها قال اقبض على خمس مئة او ست مئة ثم ارسلهم حتى يعيشوا هناك سنتين او ثلاثة ثم اعدهم يكونون لنا حزب. فمحمد يعني محمد علي لم يكن صاحب الفكرة. وانما هي فكرة استشراقية وهذه تركيا وسلطانها كانوا يملكون من الحول والسلطة اكثر مما يملك محمد علي لم تفكر حينئذ اصلا في افاد البعثات المدرسية الى المعاهد الاوروبية فصدروا فصدور هذه الفكرة في ذلك العصر وفي ذلك الوقت الذي كان محمد مشغولا فيه بمختلف الحروب والمشاريع والهواجس. يدل حقيقة على عبقرية نادرة وهمة عالية تأمل ثم تأمل ويا للعجب لهؤلاء المؤرخين المدجلين. والحقيقة ان فكرة البعثات العلمية لم تكن نابعة من عقل هذا الجندي الجاهل محمد علي بل كانت نابعة من عقول بعيدة المدى. استغلت ما في نفسه من المطامع وحبه للسيطرة. احاطت به القناصل وهي تراقب اهواءه ومطامعه فجعلت تغذيه وتزيدها تهوجا. توهجا لتجعل قوة في قلب دار الاسلام تنازع الخلافة في تركيا وسلطانها وتنشق عنها انشقاقات يزيد في تفكك دار الاسلام ويسرع في انهيار دار الخلافة. وفي تنسيقها ضاع فيها وارتخاء قبضته على اطراف دار الاسلام. ويمهد للمسيحية الشمالية السبيل الى تخطف اقاليم دار الاسلام بعد ان اشلاء ممزقة عاجزة عن الدفاع عن نفسها. على ان تكون هذه القوة الجديدة قوة محمد علي في قبضة المسيحية الشمالية تصرفها كيف تشاء يعني محمد علي باشا آآ نظرته او طريقة تعامله الاستشراق معه تدل على ان ما نعيشه الان هو امتداد لذلك العصر وان ما هو موجود الان انما هو صورة محمد علي باشا بتطور. نعم وسنرى ذلك يعني مع الايام يقول وتقضي عليه قضاء مدمرا يوم تحتاج الى هذا التدمير. ولذلك كانت هذه البعثات الصغيرة كلها منذ ثلاثة سنة ثلاثة عشر وثمانمائة والف تتعلق بالصناعة التي تتعلق ببناء الجيش المصري لا اكثر. وكانت هذه البعثات ايضا قليلة العدد ينتفع بها محمد علي في حروب في جزيرة العرب وفي تخطف اجزاء اخرى كانت تحت سلطان الدولة العثمانية ودار الخلافة ليزيد هذا التخطف في ضعفها وتفككها. هذه كانت غاية القناصل الذين احاطوا بمحمد علي احاطة كاملة وصاروا عقله الذي يفكر به وصار هو دمية في ايديهم يحركونه الى غاياتهم ومقاصدهم. ولما فرغ محمد علي من تحطيم اليقظة التي كانت في جزيرة العرب سنة تسعة عشر وثمانمائة والف وعلى بذلك شأنه وارسى قواعد ملكه في الديار المصرية. كان في فرنسا رجل كبير ممن في الحملة الفرنسية. كان مهندسا بارعا وكانت له منزلة كبيرة عند نابليون والمستشر قنتور. خليلي نابليون ونجيه انتخب بعد عودته الى فرنسا عضوا بالمجمع العلمي الفرنسي. وكان شديد الاهتمام بكل ما يخص مصر هو المسيو جومار ادم فرانسو جومار المولود سنة سبع وسبعين وسبعمئة والف المتوفى سنة اثنين وستين وثمانمائة والف. فلما رأى نجاح القناصل في محمد علي بارسال البعثات الى اوروبا ما بين سنة احدى عشر الى سنة تسعة عشر اسرع جومال يحث الاستشراق الفرنسي وقناصله في مصر اغراء محمد علي بارسال بعثات كبيرة الى فرنسا ليجعلها تحت اشرافه ولينفذ مشروع نابليون الذي بينه لخليفته كليبر في رسالتي اليه. واذا كان نابليون بتخطيط المستشرق فانتور قد بنى مشروعه على ان يجتهد كليبر في ان يجمع خمسمائة او ستمائة شخص من المماليك فانه لم يجد العدد كافيا فليستعظ عنهم برهائن من العرب ومشايخ البلدان. ويسفرهم الى فرنسا فاذا ما وصلوا حجزوا مدة سنة او سنتين يشاهدون في اثنائها عظمة الامة الفرنسية. ويعتادون على لغتها وتقاليدها. فاذا عادوا الى مصر كان فرنسا منهم حزب ينضم اليه غيره. اذا كان مشروع نابليون الذي يراد به تكوين حزب للفرنسيس في مصر معتمدا على الولاة من المماليك ومشايخ البلدان الذين يتولون حكم البلاد في زمنه فان جومار قد طور وهذا المشروع تطويرا كبيرا بعد خمس وعشرين سنة من رحيل الفرنسيين عن مصر سنة سنة احدى تمانمئة والف ويكون حزبا لفرنسا في اخطر من حزب نابليون لقد سنحت لجمار اعظم فرصة باستجابة محمد لارسال بعثات الى اوروبا فبنى مشروعه لا على كبار السن من المماليك وشيوخ مشايخ البلدان بل على شباب غط يبقون في فرنسا سنوات تطول او تقصر يكونون يكونون اشد استجابة على اعتياد لغة فرنسا وتقاليدها فاذا عادوا الى مصر كونوا حزبا فرنسيا. وعلى مر الايام يكبرون لولا المناصب صغيرها وكبيرها. ويكون اثرهم اشد تأثيرا في بناء جماهير اكثر تبث الافكار التي يتلقونها في صميم بشعب دار الاسلام في مصر هكذا طور جومار مشروع نابليون الذي لم يستطع كليبر ان يحققه هلك دونه. نجح جمر. لاحظ قبل قليل قلت لكم تدمير الازهر وبناء مدارس. هذه المدارس هي التي يتوظف منها الانسان هؤلاء هم الذين سيحكمون فيما يأتي. ومن نظر الى اسم امين الذي مكث في فرنسا فلما عاد دعا الى التحرير الى رفاعة الطهطاوي لما عاد انشأ مدارس الالسن يعلم الانسان كيف يخطط هؤلاء القول. نجح جومار ونجح الاستشراق وقناصله في اغراء محمد علي بارسال بعثة كبيرة من شباب مصر الى فرنسا في يوليو سنة ست وثمانمائة. وتتابعت هذه البعثة الى سنة سبع واربعين وثمانمائة. اذا من سنة اه ستة وعشرين الى سبعة واربعين يعني كم سنة قرابة احدى وعشرين سنة. وكانت كلها تحت اشراف جومار يصنعها على عينه. كانوا شبانا صغارا ليس في عقولهم ولا قلوبهم الا القليل الذي لا يغني من الثقافة المتكاملة التي عاشت فيها امتهم قرونا متطاولة. ووظعهم ووظعهم جمار تحت ايدي يقينا يوجهونه من حيث لا يشعرون الى الجهة التي يريدونها ويعطونهم القدر اليسير المتفق عليه بينهم من العلوم التي يدرسونها ثم يردونهم بعد سنوات قلائل الى مصر والى دولة مصر الى دولة محمد علي التي اسسها وهي ودولته في قبضة القناصل والاستشراق ومشهوراتهم لا يستطيعون فكاكا منها لانه كان جاهلا لم يتعلم علما قط حتى الخطوة الكتابة لم يتعلمهما الا وهو في الخامسة في الخامسة والاربعين من عمره. كانت اول بعثة في سنة ست وعشرين وثمانمائة في فيها اربع واربعون تلميذا. ادخله مسيو جومار المدارس الفرنسية ليتلقوا اللغة والعلوم والفنون. ثم اعيدوا بعد سنوات من قلائل الى بلادي متى يولون المناصب والاعمال؟ وهذا شيء غريب جدا ان يكون هؤلاء الشبان قد حازوا في سنوات قلائل من العلوم والفنون التي شابت نواصي العلماء في سبيلها. في السابق في الازهر حتى تصبح شيخا كبيرا. يلزمك من الى عشرين سنة تجاز بالعالمية المدارس خلال اثنى عشر سنة او اقل يعني في الابتدائية ممكن تتوظف في المتوسط ممكن تتوظف في الثانوي ممكن تتوظف اذا قد حازوا في سنوات قلائل من العلوم والفنون التي شابت نواصل العلماء في سبيلها ما يؤهلهم للتدريس والصناعات والاعمال وجلائل الامور. شيء غريب جدا وهم قبل سفرهم لم يحصلوا من هذه العلوم والفنون الجديدة شيئا يذكر اليس هذه دعوة غريبة كل الغرابة؟ وكان في هذه البعثة الاولى رجل قد خرج مع البعثة اماما لها ليراقب افراد البعثة ويصلي بهم الصلوات الخمس. هو رفاعة روافع الطهطاوي. ولد بمدينة طهطها بمديرية بمديرية جرجا سنة احدى وثمانمائة والف في اسرة رقيقة الحال فاتم حفظ القرآن وقرأ شيئا من متون العلم المتداولة على بعض العلماء في بلده ثم توفي والده رحمه الله فرحل الى القاهرة وهو في السادسة عشر من عمره وانتظم في سلك طلبة الازهر يتلقى العلم عن شيوخه ثمان سنوات. وكان محبا ادب وفي سنة اربع وعشرين وثمانمائة عين واعظا واماما في احدى الاليات جيش محمد علي. فهذا اذا شاب في الثالثة والعشرين من عمره لا يمكن ان يكون قد بلغ مبلغا له شأن يذكر في الثقافة المتكاملة عاشت فيها امته ثلاثة عشر قرنا في حضارة متكاملة متراحبة مترامية الاطراف متباينة الدرجات متنوعة العلوم قد بلغت في العظمة والجلالة مبلغا لم تدركه قبلها امة من الامم. ثم يختار هذا الشاب في سنة ست وعشرين وثمانين مئة ليصحب بعثة بعثة الى فرنسا. يكون اماما لاعظائهم كان ذكيا. نعم. كان محبا للعلم والادب ادب عصره وشعر عصره. نعم. كان قوي العزيمة؟ نعم. كان نابها بين اقرانه نعم ولكنه على ذلك كله في الخامسة والعشرين من عمره غرير بين الغرارة. قوي العود لا اسف طري العود قد جاء من اقصى الصعيد ومن ظلماته وبؤسه وفقره وخصاصته. وهو في السادسة عشر من عمره ثم اقام تسع سنوات القاهرة في حواري الازهر المهدم المخرب بيوتها بفعل الفرنسيس الضيقة طرقاتها المظلمة ازقتها ثم يركب سفينة فرنسية تتلألأ انوارها ترمي به الى قلب فرنسا في القرن التاسع عشر بحدائقها وميادينها وانوارها ومباهجها وما لا رأته من قبل عين كعينه وما لا خطر على قلب كقلبه. اي فتنة تذهب بعقل هذا الفتى وترجه رجا لا قبل لمثله باحتماله وكذلك كان اي صيد سمين تلقفه الميسي جومار بخبرته وحنكته وتجربته وبصره النافذ فتى ناشئ في قلب الازهر ذكي محب للعلم والتحصيل قوي العزيمة رآه مفتونا بالارض التي وطأتها قدمه لم يرى مثلها من قبل ورآه مقبلا باقصى عزيمته على تعلم لغته الفرنسية. معجبا بها وباهلها كل الاعجاب فاخذه جومار من قريب وكان له صيدا اي صي. يقول الرافعي المؤرخ المدجل في كتابه اللي قدمناه. ولقد كان معه ثلاثة ائمة اخرون للبعثة فلم تتحرك نفس احد منهم الى الاغتراف من من اهل العلم في فرنسا. ولم يتجاوزوا حدود الوظيفة. اما الشيخ رفاعة فكان ذا نفس الى العلا. فاخذ يدرس اللغة الفرنسية وعكف عليها من تلقاء نفسه رغبة منه في تحصيل علومها وادابها. ويقول رفاعة الطهطاوي نفسه انه وفي تعلمها ثلاث سنوات ولم يكد حتى اخذ مسيو جومار بناصيته واسلم لطائفة من المستشرقين يصاحبونه ويوجهونه. وعلى رأسهم احد دهاقين الاستشراق وهو المستشرق المشهور البارون سلفستر دي ساسي لم يكن لهذا الفتى الازهري الصعيدي المفتون مخلص من احابيلهم ودهائهم ومكرهم ورقة حاشيتهم ومداهنتهم. فاستغلوه ابرع استغلال. وصبوا في اذنيه وطرحوا في قرارة معاني وافكارا قد بيتوها ودرسوها وعرفوا عواقبها وثمراتها حين تنمو في دخيلة نفسه من ينظر الى البعثات اللي بعثتها السعودية الى الخارج كيف عادت فهدمت ما ارادوا ان يبنوا وهذي يعني مشكلة من بعث الغر الصغير وهناك حضارة باهرة جدا يعني تغري حتى الانسان صاحب الثقافة وهم يزيدونه فتنة باشهاده روائع المحافل التي تتألق انواره وتتألق تحت انوارها ايضا مفاتن النساء الكاسيات العاريات والرجال او الابهة يختالون في شمائل الرقة الفرنسية فزادوه فتنة. وزادوه غفلته غفلة وانتهزوه انتهازا مما كان يعيش من ظلمات الصعيد وبؤسه وفقره ومن حوالي الازهر المخربة وطرقاتها الضيقة وازقتها المظلمة. حتى نسي نفسه التي صاحبها خمسا وعشرين سنة. وتنكر لماضيه قريب واعرظ عنه وسارع ينجو بحياته الجديدة من خطاطيفه التي تلاحقه. قضى رفاعة الطهطاوي رحمه الله ست سنوات في باريس من سنة ست وعشرين وثمانمئة الى سنة احدى وثلاثين وثمانمئة. قضى ثلاث سنوات منها في تعلم اللغة الفرنسية كما قال هو بلسانه وفي الثلاث الاخر درس التاريخ والجغرافيا والفلسفة والاداب الفرنسية. وقرأ مؤلفات فول تير وجان جاك روس ومانتوسكيو. وقرأ بعض الكتب في المعادن وفن العسكرية والرياضيات فحدثني بربك كيف تكون دراسة هذه المتنوعات في ثلاث سنوات؟ واضحة ان لم انما هو المام بالمواضيع الا ان يكون ذلك كله خطفا كحسو الطائر. وان يكون ما الفه رفاعة وكتبه سطوا مجردا على كتب كتبت في هذه العلوم المختلفة متباينة والله اعلم بما فيها من الزلل والخطأ وسوء الفهم. ولكن رفاعة الطهطاوي على ذلك كله امام جاء يخرج مصر من الظلمات الى النور ويا للعجب ولكن هذا الرجل الطيب يحمل من العبقرية في انشاء مدرسة الالسن. ما حمل محمد علي الجاه الذي لم يتعلم قط من العبقرية في الاهتداء الى ارسال البعثات العلمية الى اوروبا وفرنسا خاصة وقصة انشاء مدارس الالسن في سنة ست وثلاثين وثمانمائة والف. اي بعد عودته بخمس سنوات. ليست من فكري رفاعة الطهطاوي ولا من بنات عبقريتي ولكنها ثمرة من ثمار الاستشراق ودهاة الذين احتضنوه وربوه وغذوه ونشأوه مدة اقامته في باريس احنا نسميها باريس بالسين وهي في ذلك العصر تنطق وله الابريز رفاعة الطهطاوي له كتاب اسمه الابريز في محاسن باريس واضح؟ وهي مذكرات. وكما يقول الرافعي كانت مدارس الالسن عبارة عن كلية تدرس فيها اداب اللغة العربية اللغات الاجنبية وخاصة الفرنسية والتركية والفارسية. ثم الايطالية والانجليزية وعلوم التاريخ والجغرافيا والشريعة الاسلامية والشرائع الاجنبية. فهي اشبه ما قم بكلية الاداب والحقوق فلا غرو ان كانت اكبر معهد لنشر الثقافة في مصر هذا يقولها من هو؟ الرافعي ما اعجب احكام هذا المؤرخ المدجل وباقل التأمل في مناهج مدارس الالسن تعلم يقينا لا شك فيه ان رفاعة الطهطاوي نفسه لم يكن مؤهلا تدريس اكثر هذه العلوم ولا كان في مصر يومئذ من المصريين من هو مؤهل مؤهل لتدريسها. اذا ما في احد يدرس اذا لابد ان من الخالد فلا مناص من استقدام من يظن فيهم انه مؤهل لتدريسهم من الاجانب ومن المستشرقين خاصة وكذلك كان فكان هؤلاء الدهى من صنائع الاستشراق هم الذين تولوا تثقيف مئة وخمسين تلميذا كان رفاعة الطهطاوي يختارهم صغارا من مدارس الارياف والاقاليم ومن طلبة الازهر. وبذلك وضع رفاعة الطهطاوي اساسا لمدرسة ملفقة لا كلية ما يقول الرافعي مبتورة الصلة كل البتر من مراكز الثقافة المتكاملة التي كان الازهر مهدها على قرون متطاولة. وكان هو وحده على طول هذه القرون مركز ثقاف ثقافة دار الاسلام في مصر. وكذلك احدث رفاعة الطهطاوي صدا مبينا في ثقافة الامة وقسمها الى شطرين متباينين الازهر في ناحية ومدرسة الالسن في ناحية وكذلك حقق رفاعة لفيديوهات المستشرقين او الاستشراق اهم ما يتقون اليه من وأد اليقظة الواحدة المتماسكة التي كان الازهر مركزها منذ عهد البغدادي والزبيدي والجبرتي الكبير وفي وقت كان فيه محمد علي الجاهل يحطم اجنحة الازهر. ويضعه في قفص لا يستطيع الافلات منه ويدبر كل مكيدة لاسقاط هيبتي وهيبة مشايخي ويعزلهم عن جمهور الامة عزلا بين قضبانها من الحديد وجدران من الصخور. ومرت السنة يا موسنون وهذا الصدع يتفاقم حتى انتهينا الى ما نحن عليه اليوم من الانقسام والتفريط. وذهبت الثقافة المتكاملة في دار الاسلام في مصر ادراج الريح. وأدت اليقظة التي كان الخمسة الكبار ابطالها وصناديدها وكان ذلك نصرا مؤزرا ناله الاستشراق بدهائه ومكره وثاقب نظره ناله من وراء غفلة دار الاسلام في مصر. ومن وراء الجهل الذي اسندت اليه امور البلاد ومصائرها واقام الاستشراق على قبر اليقظة بناء جديدا راسخ الاساس. ظل يرعاه ويحوطه زدوا رسوخا ومتانة واتساعا وسموقا يضمن للمسيحية الشمالية الغلبة والسيطرة وتمام التمكن من اخظاع دار الاسلام لاهدافه وغاياته بلا بلا قعقعة سلاح وبلا مواجهة بين ثقافتين متكاملتين تتصارعان كفاحا فاما تتعايشان على هذا الصراع واما يحكمان السلاح حتى يقضى لاحدهم على الاخرى بالغلبة ثم يصطلحان على حسن المعايشة وايثار السلم اما الان فقد انقلبت الموازين ومزقت الثقافة المتكاملة في دار الاسلام. وانفردت الثقافة المتكاملة في ديار المسيحية الشمالية بلا قرن يكافئها ويزايدها وانما هو الخضوع والاستكانة لا غير. وقضي الامر الذي فيه تستفتي. وذهب محمد علي شرت اسمه وذهب ملكه وهلك وجاء من بعده اولاده وهم في قبضة القناصل والاستشراق والتصدع في ثقافة دار الاسلام يتفاقم والبعثات الخاضعة المستكينة تتوالى ويقع اعضاءها في قبضة الاستشراق يصنع اعضاءها على عينه والبلية التي احدثها رفاعة الطهطاوي تتعاظم. وصار الازهر الذي كان في يده تعليم الامة اسيرا يرفس في اصدافه واغلاله منتبذا ناحية ولا يدخله الا ابناء الفقراء والمساكين. ونزعته تعليم الامة المدارس التي وضع اساسها رفاعة الطهطاوي في مدرسة الالسن. وانشطر تعليم الامة شطرين ونمت هذه المدارس وتكاثرت ويدخلها ابناء الموسرين والمستورين. وجعلت الهوة بين الازهر والمدارس تتسع واصبحت المناهج تتباين تباينا جديدة. اما مناهج الازهر في عزلته فجعلت تضعف وتذوي وهي على بنائها القديم واما مناهج المدارس فجعلت تنمو ولكن نموها قائم على القشور التي تغر ولا تغني فتيلة على نفس الاساس الذي وضعه رفاعة الطهطاوي وجعلت تزداد تباعدا مقطوع الاواصر من الثقافة المتكاملة التي عاشت بها الامة قرونا متطاولة. لم تكن هذه المدارس نابعة من الثقافة المتكاملة التي تجدد نفسها تجديدا يزيد قوة ووضوحا بل كانت غراسا غريبا يزيدها بعدا وانقطاعا عن اصول الثقافة المتكاملة الاداري الاسلامي في مصر ولا تكسبها قوة ووضوحا بل تكسب ابناءها تنكرا واعراضا واحتقارا ايضا لتلك الثقافة المتكاملة التي عاشت بها امته. وكذلك صار ابناؤها حزبا جديدا ميله وحبه واكباره للمصدر الذي صدر عنه ما تعلموه ولم يتعلمه غيره. كما اراد نابليون بمشروعه الذي عهد به الى خليفته كليبر وطوره تطويرا كبيرا لمسيو جومار وتم بذلك البلاء الماحق والامر لله من قبل ومن بعد. ومضت الايام والسنون. حتى جاء الاحتلال الانجليزي في في ثاني ذي قعد سنة تسع وتسعين ومائتين والف خمسة عشر سبتمبر سنة اثنين وثمانين وثمانمائة والف ويظل يرفس قدميه في البلاد وبعد قليل رأى الحزب الذي انشأه الاستشراق الفرنسي غالبا على جميع طلبة المدارس فبدأ الاستشراق الانجليزي يدمر كل ما انشأه الفرنسيس من مدارس ويشتتها. فلما استقرت اقدام الاحتلال الانجليزي في مصر. رأى الاستشراق الانجليزي ان يبدأ في تكوين حزب قوي يناصره عن طريق التحكم في التعليم. بداية الالسن ستة وثلاثين وثمانمئة الاحتلال الانجليزي دخل مصر سنة اثنين وثمانين في سنة سبع وتسعين وضع دالو مستشارا لوزارة المعارف ودا له بانجليزي يعني بعد احتلال الانجليز لمصر بكم؟ بخمسة عشر سنة وضعوا خطة الى يومنا هذا نحن نمشي عليها الى يومنا هذا اسمعوا فاسندت امر التعليم الى قسيس مبشر عات خبيث هو داله فذعر الحزب الفرنسي انتبه مصر خاضعة في التعليم لمن؟ فرنسيين. لما وضع قال له من الذي كتب فرنسيون في جريدتهم التي هي الاحرار اسمع الحزب الفرنسي ونشر ونشرت جريدة الاهرام التي كان صغوها كله الى الفرنسيس. خبر دال بعبارة دالة كل الدلالة على هذا التحول العظيم الذي افزع حزب فرنسا فنشرت في عددها المؤرخ سنة سبعة عشر السابع عشر من من مارس سنة سبع وتسعين وثمانمئة والف ما يأتي انتبه للعبارة قضي الامر قضي الامر. وصدر الامر العالي بتعيين المستر دال لوب سكرتيرا عاما لنضارة المعارف وقد شرع المستر دالوب بعد الاتفاق مع اللورد كرومر في هدم الدراسة الثانوية التي هي اعظم اركان ما عارف كرومر هو الحاكم في مصر في تلك الحقبة يعني المندوب البريطاني فانظر الى قول الاهرام قضي الامر وما تحمله هذه الجملة القصيرة من الرعب الدال على فزع الاستشراق الفرنسي من هذا الحدث المؤدي الى القضاء على حزب فرنسا الذي انشأته المدارس القديمة وتخوفه من هذا الحزب الانجليزي الجديد الذي يتولى الاستشراق الانجليزي انشاؤه عن طريق المدارس التي سوف يشرف عليها قال له بالقسيس المبشر الداهية. ونحن ونقول نحن ايضا قضي الامر وجاء الاستشراق الانجليزي ليحدث ليحدث فيه ثقافة الامة المصرية صدعا متفاقما اخبث واعتى من الصدع الذي احدثه الاستشراق الفرنسي. ووضع دلوب اسس التفريغ الكامل لطلبة المدارس المصرية. اذا ووظع دالو اسس التفريغ الكامل لطلبة المدارس المصرية. اي تفريغ الطلبة من ماضيها المتدفق في دمائها مرتبطا بالعربية والاسلام مهد الى ملئه بماض اخر بائد في القدم والغموض. لم يبقى من ثقافته شيء البتة. ليزاحم هذا الماضي الفارغ بقايا الماضي المتدفق الحي الذي يوشك ان يتمزق ويختنق بالتفريق المتأصل المتواصل ويجعل اجيال طلبة المدارس في حيرة مدمرة بين انتمائين. بين الانتماء الى الثقافة العربية الاسلامية الواضحة في كتب اسلافهم وبين الانتماء الى الفرعونية التي بادت وبادت ثقافته ولم يبق منها الا اطلال من الحجارة. مهما بلغت في العظمة والجلال فهي فارغة من ثقافة حية تتدفق في القلوب والعقول والالسنة. انما هي اثار لا تغني شيئا ولا تؤتي ثمرة وايضا فان هذا التفريغ سوف ينشأ سوف ينشأ اجيالا من من تلاميذ المدارس تتهتك عائقها التي تربطها بالثقافة العربية الاسلامية اجتماعيا وثقافيا ولغويا حتى يتم تفريغها تفريغا كاملا من ماضيها كله. ثم يملأ هذا الفراغ علوما واداب وفنون لا علاقة لها بماضيهم. وانما هي علوم الغزاة وفنون الغزاة واداب الغزاة وتاريخ الغزاة ولغات الغزاة ومع كل ذلك. فان هذا القدر من العلوم والاداب انما هي قشور ومقتطفات توهم النفوس الظامئة المفرغة بانها نالت شيئا يذكر. والحقيقة ان نالت غذاء تعيش به موتى في صورة احياء لا غير ولا لاحظنا في بعض المجالات انت الان تتكلم عن الثقافة الروسية. ما شأننا نحن والثقافة الروسية؟ والثقافة الانجليزية والفرنسي. نحن اللغة العربية وما يشتق منها والعلوم الاسلامية وما اشتقوا منها في غنى عن هذا كله نحن عندنا حضارة متكاملة حية متدفقة كل ما سبقنا اليه الغرب نحن سبقناهم اليه ولكن عباراتنا اجمل واكثر دقة. وقد قصصت قصة هذا التفريق في مقدمتي لكتاب المتنبي وسميته لمحة من فساد حياتنا الادبية. وقد قصصت عليك هنا قصة هذا الفساد العريق من حيث بدأ الى حيث انتهى فهذا كله جواب السؤال الذي بدأت به الفقرة العاشرة. واذا فكيف نشأ الخلاف ولما نشأ الخلاف بيني وبين هذه المناهج الادبية السائدة كانت ولا تزال في حياتنا الادبية حتى رفضتها رفظا صريحا واظحا قاطعا غير متلجلج. منذ بدأت قديما احس احساسا مبهما ان حياتنا الادبية فاسدة من كل وجه كما حدثتك انفا. ومع طول حديثي هنا فان اختصرت اختصارا ارجو ان يكون غير مخل وعسى اني اكون قد اديت بعض امانة القلم وبعض امانة العلم واديت ايضا ايها القارئ بعض حقك علي. وعسى ان اكون قد بلغت مبلغا يرضي الله ورسوله في اتباع امره اذ قال صلى الله عليه وسلم الا لا يمنعن رجلا هيبة الناس ان يقول بحق اذا علمه. وهو حديثه صلى الله عليه وسلم الذي بدأت به هذه الرسالة والحمد لله وحده وصلى الله على محمد عبده ورسوله وعلى اصحابه وخيرة من خلقه وعلى التابعين وتابعيهم حفظة العلم والناطقين بالحق والداعين اليه. ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخررت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت ثم ذكر الشيخ آآ رسالة قال ذيل الرسالة ولا لم يبقى الا ان اضع بين يديك قصة التفريق الثقافي الذي ختمت به كلمات انفا فرسالة في الطريق الى ثقافة انقلها من من كتاب المتنبي في تصديره الذي سميته لمحة من فساد حياتنا الادبية وفيها شهادتان. اذا الشيخ نقل ذيل الرسالة بما كتبه في مقدمته هناك وهذا وصلى الله وسلم على محمد وجزاكم الله على حسن الاستماع وعلى الصبر على طول هذه الرسالة وما تحمل من معارف وعلوم واهوال وجروح نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم والعافية وصلى