الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا زلنا مع البلاغة الواضحة وصلنا بفضل الله الى التشبيه الضمني تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في سورة من سور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب وهذا النوع يؤتى به ليفيد ان الحكم الذي اسند الى المشبه ممكن نأخذ الامثلة قال ابو تمام لا تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي. لا تستنكر خلو الرجل الكريم من الغنى فان ذلك ليس عجيبا لان قمم الجبال وهي اشرف الاماكن واعلاها لا يستقر فيها ماء السيل الم تلمح هنا تشبيها الم تر انه يشب انه يشبه ضمنا الرجل الكريم المحروم الغنى بقمة الجبل وقد الت من ماء السيل ولكنه لم يضع ذلك صريحا. بل اتى بجملة مستقلة وضمة انها هذا المعنى بصورة برهان. وقال ابن الرومي قد يشيب الفتى وليس عجيبا ان يرى النور في القضيب الرطيب ان الشاب قد يشيب ولم تتقدم به السن وان ذلك ليس بعجيب فان الغصن الغض والرطيب قد يظهر فيه الزهر الابيض. فابن الروم هنا لم يأت بتشبيه صريح فابن الرومي هنا لم يأت بتشبيه صريح فانه لم يقل ان الفتى وقد خطه الشيب كالغصن الرطيب حين ازهاره ولكنه اتى بذلك ضمنا. وقال ابو الطيب من يهن يسهل الهوان عليه. ما جرح بميت ايلام. ان الذي اعتاد الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم له. وليس هذا الادعاء باطلا اذا ابو الطيب يقول ان الذي اعتاد الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم به وليس هذا الادعاء باطلا. لان الميت اذا جرح لا يتألم. وفي ذلك تلميح بالتشبيه في غير صراحة اذا ففي الابيات الثلاثة تجد اركان التشبيه وتلمحه ولكنك لا تجده في صورة من صوره التي عرفتها. وهذا يسمى بالتشبيه الضمني. صور التشبيه المعروفة هي ما يأتي ما ذكرت فيه الاداء الماء كاللجيء او حذفت والمشبه به خبرا. الماء لجيم. كان الماء لجينا. او حال سال الماء الماء او لجينا او مصدر مبين للنوع المضاف. صفى الماء صفاء اللجين او مضاف الى المشبه سال لجين الماء او مفعول به ثان لفعل من افعال اليقين والرجحان. علمت الماء لجينا او صفة على التأويل بالمشتق سال ماء لجين. او اضيف المشبه الى المشبه به بحيث يكون الثاني بيانا للاول ماء اللجين اي ماء هو اللجيم او بين المشبه والمشبه به جرى ماء من لوجين. القاعدة التشبيه الضمني تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة. بل يلمحان في التركيب. وهذا النوع يؤتى به افيد ان الحكم الذي اسند الى المشبه ممكن النموذج قال المتنبي واصبح شعري منهما في مكانه وفي عنق الحسناء يستحسن العقد المشبه حال الشعر حال الشعر يثنى به على الكريم فيزداد الشعر جمالا لحسن موضعه. المشبه به حال العقد الثمين. يزداد بهاء في عنق الحسناء وجه الشبه زيادة الجمال زيادة جمال الشيء لجمال موضعه. نوع التشبيه ضمني. قال المتنبي كرم تبين في كلامك ماثلا ويبين عتق الخيل في اصواتها المشبه حال الكلام وانه ينم عن كرم اصدقائه المشبه به حال الصهيل الذي يدل على كرم الفرس وجه الشبه دلالة الشيء على الشيء. نوع التشبيه ضمني. بذلك نكون انتهينا من هذا الباب باب التشبيه الضمني