الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فنحن مع البلاغة الواضحة وصلنا بفظل الله الى اغراض التشبيه. عندنا اغراظ التشبيه كثيرة بيان امكان المشبه بيان حالة بيان مقدار حاله تقرير حاله وتزيين المشبه او تقبيحه. اذا عندنا خمسة اشياء بيان امكان المشبه بيان حالة بيان مقدار حالة تقرير حاله تزيين المشبه او تقبيحه. نأتي الى الصور المطلوبة. يقول البحتري دان الى ايدي العفاة وشاسع عن كل ند في الندى وضريب كالبدر افرط في العلو وضوءه للعصبة السارين جد قريب. اذا البحتري وصف ممدوحه في البيت الاول بانه قريب للمحتاجين. بعيد المنزلة بينه وبين نظرائه في الكرم بول شاسع ولكن البحتري حينما احس انه وصف ممدوحه بوصفين متضادين هما القرب والبعد اراد ان يبين لك ان ذلك ممكن وان ليس في الامر تناقظ فشبه ممدوحه بالبدر الذي هو بعيد في السماء ولكن ضوءه قريب جدا للسارين بالليل وهذا احد اغراض التشبيه وهو بيان امكان المشبه. قال النابغة كانك شمس والملوك كواكب اذا طلعت لم يبدو منهن كوكب يشبه ممدوحه بالشمس ويشبه غيره من الملوك بالكواكب لان سطوة الممدوح تغض من سطوة كل ملك كما تخفي الشمس الكواكب فهو يريد ان يبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك وهذا الغرض بيان الحال من اغراض التشبيه. اذا بيان الحال من اغراض التشبيه ايضا وقال المتنبي في وصف اسد ما قبلت عيناه الا ظنته تحتد جنار الفريق حلولا بيت المتنبي يصف عيني الاسد في الظلام بشدة الاحمرار والتوقد حتى ان من يراهما من بعد يظن نارا لقوم حلول مقيمين فلو لم يعمد المتنبي الى التشبيه لقال ان عيني الاسد محمرتان ولكنه اضطر الى التشبيه ليبين مقدار هذا الاحمرار وعظامه وهذا من اغراظ التشبيه بيان المقدار الان عندنا آآ قال تعالى والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه الاية الكريمة تتحدث في شأن من يعبدون الاوثان وانهم اذا دعوا الهتهم لا يستجيبون لهم ولا يرجع اليهم هذا الدعاء بفائدة وقد اراد الله جل شأنه ان يقرر هذه الحال. ويثبتها في الاذهان فشبه هؤلاء الوثنيين بمن يبسط كفيه الى الماء ليشرب. فلا يصل الماء الى فمه بالبداهة. لانه يخرج من خلال باصابعه ما دامت كفاه مبسوطتان فالغرض من هذا التشبيه تقرير حال المشبه. ويأتي هذا الغرض حينما يكون المشبه امرا معنويا لان النفس لا تجزم بالمعنويات جزمها بالحسيات. فهي في حاجة الى وقال ابو الحسن الانباري في مصلوب مددت يداك نحوهم احتفاء كمدهما اليهم بالهبات وبيت ابي الحسن الانباري تحسنت ما اجمع الناس على قبحه والاشمئزاز منه. وهو الصلب فهو يشبه مد ذراعي المصلوب على الخشبة والناس حوله بمد ذراعيه بالعطاء سائلين ايام حياته والغرظ من هذا التشبيه التزيين وقال اعرابي في ذم امرأته وتفتح لا كانت فمن لو رأيته توهمته بابا من النار يفتح. والاعرابي يتحدث عن امرأته في سخط والم. حتى انه ليدعو بالحرمان من الوجود فيقول لا كانت ويشبه فمها حينما تفتحه بباب من ابواب جهنم والغرظ من هذا التشبيه التقبيح. واكثر ما يكون في الهجاء ووصف ما تنفر منه النفس اذا اغراض التشبيه كما قدمنا بيان امكان المشبه وذلك حين يسند اليه امر مستغرب لا تزول غرابته الا بذكر شبيه له بيان حاله وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف. بيان مقدار حاله. وذلك اذا كان المشبه معروف الصفة قبل تشبيه معرفة اجمالية. وكان التشبيه يبين مقدار هذه الصفة تقرير حاله كما اذا كان ما اسند الى المشبه يحتاج الى التثبيت والايضاح بالمثال تزيين المشبه او تقبيحه نموذج قال ابن الروم في مدح اسماعيل ابن بلبل وكم اب قد علا بابن ذرا شرف كما علا برسول الله عدنان المشبه علو الاب المشبه به علو عدنان بالرسول. وجه الشبه ارتفاع شأن الاول بالاخر الغرض من التشبيه امكان المشبه قال المتنبي في المديح ارى كل ذي جود اليك مصيره كانك بحر والملوك جداول المشبه الضمير في كأنك والمشبه ايضا الملوك المشبه به بحر والمشبه به ايضا جداول وجه الشبه الاستمداد من شيء اعظم الغرض من التشبيه ارى كل ذي جود الضمير كأنك بحر كانك اه بيان حال المشبه. وقوله الملوك جداول بيان حال المشبه. لذلك نكون انهينا اغراض التشبيه وصلى الله على محمد