الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد لا زلنا مع البلاغة الواضحة وصلنا بفضل الله الى الكناية. والكناية لفظ اطلق واريد واريد لازم معنى مع توازي ارادة ذلك المعنى. وتنقسم الكناية باعتبار المكن عنه ثلاثة اقسام فان المكني فيه قد تكون صفة وقد يكون موصوفا وقد يكون نسبة. الان عندنا مسألة كثرة الوسائط كثرة الوسائط تلويح كنا رمز آآ وظحت ايماء واشارة. وايظا هناك التعريف سنأخذه بكماله تقول العرب فلانة بعيدة ما هو القرض فلانة بعيدة مهوى القرد ما هو القرد؟ المسافة من شحمة الاذن الى الكتف. واذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم ان يكون العنق طويلا. فكأن العربي بدل ان يقول ان هذه المرأة طويلة الجيب نفحنا بتعبير جديد يفيد اتصافها بهذه الصفة قالت الخنساء في اخيها صخر طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد اذا ما شتى تصف الخنساء اخاها بانه طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماة. تريد ان تدل هذه التراكيب على انه شجاع عظيم في قومه جواب. فدلت عن التصريح بهذه الصفات الى الاشارة اليها والكناية عنها لانه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه ويلزم من طول الجسم الشجاعة عادة ثم انه يلزم من كونه رفيع العماد ان يكون عظيم المكانة في قومه وعشيرته كما انه يلزم من كثرة الرماد كثرة حرق الحطب ثم كثرة الطبخ ثم كثرة الضيوف ثم الكرم ولم مكان كل ولما كان كل تركيب من التراكيب السابقة وهي بعيدة ما هو القرض طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد. كني بها عن صفة لازمة لمعناها كان كل تراكيب كل تركيب من هذه وما يشبهه جناية عن صفة وقال اخر في فضل دار العلم في احياء لغة العرب وجدت فيك بنت عدنان دارا ذكرتها بداوة الاعراب. اراد الشاعر ان يقول ان اللغة العربية وجدت فيك ايتها المدرسة مكانا يذكرها بعهد بداوتها فعدل عن التصريح باسم اللغة العربية الى تركيب يشير اليها ويعد كناية عنها وهو بنت عدنان فقال اخر الضاربين بكل ابيض مخذم والطاعنين مجامع الاضغان. اراد الشاعر وصف ممدوح بان ممدوحيه بانهم يطعنون القلوب وقت الحرب فانصرف عن التعبير بالقلوب الى ما هو واملح واوقع في النفس وهو مجامع الاضغان. لان القلوب تفهم منه اذ هي مجتمع الحقد والبغض والحسد وغيرها واذا تأملت هذين التركيبين وهما بنت عدنان مجامع الادغان رأيت ان كلا منهما كني به عن ذات لازمة لمعناها. لذلك كان كل منهما كناية عن موصوف. وكذلك كل تركيب يماثلهما. الان عندنا المجد بين ثوبيك والكرم ملء برديك. فانك اردت ان نسيبه المجد والكرم الى من تخاطبه فعدلت عن نسبتهما اليه مباشرة ونسبتهما الى ما له اتصال به وهو الثوبان والبردان ويسميه هذا المثال وما يشبهه كناية عن نسبة واطهر علامة واظهر علامة لهذه الكناية ان يصرح فيها بالصفة كما رأيت او بما يلزم الصفة نحو في ويه اسد فان هذا المثال كناية عن نسبة الشجاعة واذا رجعت الى امثلة الكناية السابقة رأيت ان منها ما يجوز فيه ارادة المعنى الحقيقي الذي يفهم من صريح اللفظ. ومنها ما لا يجوز فيه ذلك اذا القاعدة الكناية لفظ اطلق واريد لازم معناه. مع جواز ارادة ذلك المعنى. تنقسم الكناية المكن عنه ثلاثة اقسام. فان المتن فيه قد تكون صفة وقد يكون موصوفا وقد يكون نسبة. اذا كثرت الوسائط في كناية كمثل كثير الرماد نسميه تلويح قلت وخفت فلان من المستريحين كناية عن الجهل والبلادة نسميها رمز قلت الوسائط وضحت او لم تكن سميت نسميه ايماء واشارة. الفض يسير حيث صار فولا. ومن الكناية نوع يسمى التعريف وهو ان يطلق الكلام ويشار به الى معنى اخر يفهم من السياق. كان تقول لشخص يضر الناس خير الناس انفعهم للناس الان عندنا نموذج قال المتنبي في وقيعة سيف الدولة ببني كلى فمسهم وبسطهم حرير وصبحهم وبسطهم تراب ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب اذا في البيت الاول كنا بكون بسطهم حريرا عن سيادتهم وعزتهم ويكون بسطهم ترابا عن حاجتهم وذلهم. فالكناية في التركيبين عن صفة وكنا بمن يحمل قناعة عن رجل وبمن في كفه خضاب عن المرأة وقال انهما سواء في الضعف امام سطوة سيف اولى وبطشه فكلا الكنايتين كناية عن موصوف. وقال في مدح كافور ان في ثوبك الذي المجد فيه ضياء يزري بكل ضياء اراد ان يثبت المجد لكافور. فترك التصريح بهذا واثبته لما له وتعلق بكافور وهو الثوب باكينا فالكناية عن نسبة وصلى الله على محمد