الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا زلنا مع البلاغة الواضحة. وصلنا الى خروج الخبر عن مقتضى الظاهر قال تعالى ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون. تجد المخاطب خالي الذهن من الحكم الخاص بالظالمين وكأن مقتضى الظاهر على هذا ان يلقى اليه الخبر غير مؤكد. ولكن الاية الشريفة جاءت بالتأكيد السؤال فما مناسبة خروجه عن مقتضى الظاهر السبب ان الله سبحانه لما نهى نوحا عن مخاطبته في شأن مخالفيه دفعه ذلك الى التطلع الى ما ما سيصيبه فنزل لذلك منزلة السائل المتردد احكم عليهم بالاغراق ام لا فاجيب بقوله انهم مغرقون الاية تقف عند ولا تخاطبني في الذين ظلموا لماذا؟ انهم مغرقون. اذا المخاطب خالي الذهن عن مصير الظالمين. فكأن السؤال وقع فكانت الاجابة انهم مغرقون قال تعالى وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء وكذلك الحال في المثال الثاني فان المخاطب خالي الذهن من الحكم الذي تضمنه قوله تعالى ان النفس لامارة بالسوء غير ان هذا الحكم لما كان مسبوقا بجملة اخرى وهي قوله تعالى وما ابرئ نفسي وهي تشير الى ان النفس محكوم عليها بشيء غير محبوب اصبح المخاطب مستشرفا متطلعا الى نوع هذا الحكم فنزل من اجل ذلك منزلة الطالب المتردد والقي اليه الخبر مؤكدة ان النفس. اذا ان التوكيدية قال تعالى ثم انكم بعد ذلك لميتون تجد المخاطبين غير منكرين الحكم الذي تضمنه قوله تعالى ثم انكم بعد ذلك لميتون. فما السبب اذا في القاء الخبر اليهم مؤكد كلنا مستيقن ان الموت مصير الجميع فلماذا اكد ثم انكم بعد ذلك لميتون. اكد بان واكد باللغو يقول فما السبب؟ يقول السبب ظهور امارات الانكار فان غفلتهم عن الموت وعدم استعدادهم له بالعمل الصالح يعد يعدان من علامات الانكار. ومن اجل ذلك نزلوا منزلة المنكر والقي اليهم الخبر مؤكدا بمؤكدين نعم وقال وقال حجل ابن نضلة القيسي جاء شقيق عارضا رمحه ان بني عمك فيهم رماه فان شقيقا لا يمكن رماح بني عمه ولكن مجيئه عارظا رمحا من غير تهيؤ للقتال ولا استعداد له دليل على عدم اكتراثه وعلى انه يعتقد ان بني عمه عزل لا سلاح معهم فلذلك انزل منزلة انزل منزلة المنكرين فاكد له الخبر وخوطب خطاب المنكر فقيل له ان بني عمك فيهم رماح وقال تعالى يخاطب منكري وحدانيته والهكم اله واحد. انظر الى المثال الخامس ترى ان الله سبحانه يخاطب المنكرين الذين يجحدون وحدانيته ولكنه القى اليهم الخبر خاليا من التوكيد. كما يلقى لغير المنكرين فقال والهكم اله واحد فما وجه ذلك الوجه ان بين ايدي هؤلاء من البراهين الساطعة والحجج القاطعة ما لو تأملوه لوجدوا فيه نهاية اقناع. وذلك لم يقم الله لهذا الانكار وزنا ولم يعتد به في توجيه الخطاب اليهم سادسا الجهل ضار تقول لمن ينكر ضرر الجهل فان لدى المخاطب من الدلائل على ضرر الجهل ما لو تأمله لارتدع عن انكاره. ولذلك القي اليه الخبر خاليا من من التوكيد اذا هذه الاشياء التي ينبغي على الانسان التثبت منها اذا ما الذي نريد ان نتثبت منه اذا القي الخبر خاليا من التوكيد خالي خالي الذهن ومؤكدا استحسانا للسائل كالمتردد ومؤكدا وجوبا للمنكر كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظاهر وقد يجري عندنا اذا وقد يجري الخبر على خلاف على خلاف ما يقتضيه الظاهر. اذا اذا القي الخبر خاليا من التوكيد لخال الذهن ومؤكدا استحسانا للسائل المتردد ومؤكدا وجوبا للمنكر كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظهر. وقد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر. لاعتبارات يلاحظها المتكلم من ذلك ما ان ينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد اذا تقدم في الكلام ما يشير الى حكم الخبر ان يجعل غير المنكر المنكر كالمنكر لظهور امارات الانكار عليه ان يجعل المنكر كغير المنكر ان كان لديه دلائل وشواهد لو تأملها لارتدع عن انكاره. الان عنده يقول الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم الظاهر في هذا المثال يقتضي ان يلقى الخبر خاليا من التوكيل لان المخاطب خالي الذهني في الحكم ولكن لما تقدم في الكلام ما يشعر بنوع الحكم اصبح المخاطب متطلعا اليه فنزل منزلة السائل المتردد واستحسن القاء الكلام اليه مؤكدا جاريا على خلاف مقتضى الظاهر اذا قلنا ان بر الوالدين لواجب. تقول لمن لا يطيع والديه. مقتضى الظاهر ان يلقى الخبر غير مؤكد. لان المخاطب هنا لا ينكر ان بر الوالدين واجب ولا يتردد في ذلك. ولكن عصيانه امارة من امارات الانكار لذلك نزل منزلة المنكر. ان الله لمطلع على افعال العباد. تقول لمن يظلم الناس بغير حق الظاهر هنا يقتضي القاء الخبر غير مؤكد ايضا. لان المخاطب لا ينكر الحكم ولا يتردد فيه. ولكنه نزل منزلة منكر والقي اليه الخبر مؤكدا لظهور امارات الانكار عليه وهي ظلمه العباد بغير حق عندما نقول الله موجود تقول ذلك لمن ينكر وجود الاله الظاهر هنا يقتضي التوكيد لان المخاطب يجحد وجود الله. ولكن لما كان بين يديه من الدلائل والشواهد ما لو تأمله لارتدى عن الانكار جعل كغير المنكر. والقي اليه خاليا من التوكيد جريا على خلاف مقتضى الظاهر هذا ما يتعلق بمبحث خروج الخبر عن مقتضى الظاهر والله اعلم