بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم صوم رمضان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قوله عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعليم ان يبين مسائل الاسلام بالتمثيل بشيء محسوس كما بين هنا اركان اسلام بالبناء المشيد ومن هذا الحديث اشتق العلماء اركان الاسلام بهذه التسمية فسمي تركان الاسلام باركان الاسلام الخمسة هذا تقدم الاشارة اليه انه نهج لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الاحوال تقريبا للفهوم والمعاني حتى تصل الى اصحاب الى اصحاب الافهام مع تباينهم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم في غالب حاله انه يتنزل مع متوسط الافهام للافهام والا فالحذاق فانهم لا يحتاجون الى مثل هذا في الاغلب. وذلك ان شريعة الله جل وعلا من جهة الاصل اريد بها آآ ان تكون عامة الخطاب للناس الرفيع والوظيع الذكي ومن دونه في الفهم. وذلك انهم مخاطبون بالتعبد لله جل وعلا قوله عليه الصلاة والسلام على خمس لا يعني انها لا تخرج عن هذه الخمس وانما المراد بذلك ان هذه هي الاصول وهي الدعائم العظام من الاسلام والا قد جاء عن بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة عن ذلك كما جاء عند محمد ابن ناصر في كتابه تعظيم قدر الصلاة من حديث ربعي عن حذيفة ابن اليمان انه قال وجاء مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ثمانية اسهم. شهادة ان لا اله الا الله سام وان محمدا رسول الله سام واقامة الصلاة سام وايتاء الزكاة سام وشهادة وصوم صوم رمضان سهم وحج البيت من استطاع اليه سبيلا سهم والامر بالمعروف سام والنهي عن المنكر سام وجاء في رواية والجهاد في سبيل الله سام. وهذا يدل على ان ما جاء في بعض النصوص من حصر بعض مسائل الدين او مهماته بعدد معين ان المراد بذلك انه والاهم وما يحتاجه وما يحتاجه ناس وقوله عليه الصلاة والسلام هنا على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الشهادتان المراد وان يتلفظ بهما الانسان نطقا فلا يتحقق اسلام الانسان الا بالنطق بها ويخرج من هذا من لا يستطيع الشهادة كالانسان الذي لا يستطيع الكلام فانه يكتب والذي لا يستطيع كذلك الكتابة فانه فانه ينتقل من ذلك الى عمل الجوارح. ويقال حينئذ ان قول اللسان يسقط عنه. وذلك ان الشريعة لا تكلف الانسان الا الا قدر وسعه كما قال الله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها وفي قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح من حديث ابي هريرة اذا امرتكم بامر فاتوا منه فاتوا منه ما استطعتم. وتقديم الشهادتين هنا وجعلها انها الركن الاول من اركان الاسلام. وهي كذلك جاءت مفسرة ومفرقة من جهة المعاني في في الايمان. حينما جاء في حديث في حديث عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى في قصة جبريل الذي جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله قال ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وجبريل وبكتبه ورسله وملائكته وبالقدر خيره وشره ويوم البعث وفي رواية البعث بعد الموت وهذه اركان الايمان وهي متظمنة للشهادتين وهذا يدل على اهمية التوحيد بانواعه الثلاثة توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات وانها ينبغي ان ان تقدم سائر الاعمال وهذا وهذا لا اشكال فيه لان الانسان لا يمكن ان تتحقق معه سعادة في الدنيا والاخرة الا بتحقق التوحيد. ولا يمكن ان تتحقق لديه السعادة في الاخرة والنجاة من النار الا بتحقق التوحيد والسلامة والسلامة من الشرك ولا خلاف في هذا والنصوص وبذلك ظاهرة في كلام الله جل وعلا وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام هنا الشهادتين هما الركن الاول من اركان الاسلام وقد جعلها عليه الصلاة والسلام كذلك من اركان الايمان المفرقة كلها فجعل الايمان كله هو دلالة التوحيد. وكلمة هنا هي وكلمة التوحيد المراد بها هنا الشهادتين وقد جاءت على سبيل السياق بالمعنى في الصحيح من حديث ابي معبد عن عبد الله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوم نال كتابا اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله وجاء في رواية وهي الاشهر الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وهذا فيه دلالة الى ان التوحيد اذا اطلق بهذه الصياغة على العموم فانه به يراد به والركن الاول من اركان من اركان الاسلام. والمراد بالشهادتين اي ان يخبر الانسان عما في قلبه وهذا فيه دلالة على ان الانسان يؤخذ بظواهر بظواهر حاله من قول او فعل ومرد ما في القلب هو الى الله جل وعلا. وليس لاحد ان يحكم على ما في القلب الا الا الله سبحانه وتعالى وهذا من خصائصه جل وعلا فان الله جل وعلا لا ينصر لا ينظر الى صورنا ولا الى اعمالنا وانما ينظر الى الى قلوبنا في الصدور كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم وغيره وقوله عليه الصلاة والسلام شهادة ان لا اله الا الله اي توحيد الله جل وعلا وافراده بالعبادة. والمراد بشهادة ان لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله قد فسره بذلك بن جرير الطبري كما في كتابه التفسير وهو من وهو اول من فسر من فسر الشهادة بهذا بهذا معنى ان لا اله الا الله يعني لا معبود بحق الا الله. فالاله يعني المعبود. والله جل وعلا هذا الاسم قيل انه اسم الله جل وعلا الاعظم وعلى خلاف عند العلماء في في اسم الله جل وعلا الاعظم والذي يظهر لي والله اعلم ان هذا هو هو الاسم الاعظم لله سبحانه وتعالى وذلك لتضمنه لجملة من المعاني. او لمجموع اسماء الله جل وعلا وصفاته فان الانسان اذا اراد ان ينظر الى اشتقاقات هذا اللفظ في لغة العرب وجد انها شاملة لمجموع ما جاء من اسماء الله جل وعلا صفاته فمن معاني الاله؟ الهاء اي ارتفع ولهذا يقول الشاعر العربي تروحنا من الدهناء عصرا واعجلنا الالهة ان تغيب والمراد بذلك هي الشمس. يعني اعجلتنا الشمس من ان وهذا معنى صحيح من معاني الا ان الله جل وعلا مرتفع عن عباده جل وعلا مستو عن على عرشه سبحانه وتعالى. كذلك البقاء والدوام من غير تغير. وهذا موجود ايضا في هذا في هذا المعنى وله اصل من جهة الاشتقاق في العرب ولهذا يقول يقول الشاعر الهنا بدار لا تبين رسومها كأن بقاياها وشام على اليد اي اي الثبوت وعدم التغير من حال الى حال وانها باقية الرسوم وهذا فيه من جهة المعنى ان الله جل وعلا اول ليس له ابتداء واخر ليس له له ومن المعاني ايضا المتضمنة لهذا التعبد لله جل وعلا ولهذا يقول الشاعر لله در الغانيات المدعي سبحن واسترجعن من تأله يعني من تعبد لله جل وعلا وتعلق. كذلك الالتجاء اي ان الله جل وعلا هو مستحق الاستعانة والاستغاثة وكذلك الالتجاء اليه سبحانه وتعالى عند نزول الظراء. ولهذا يقول الشاعر العربي الهت في امور تنوبني فعلفيتكم منها كراما اماجدا. والمراد بذلك اني اني التجأت التجأت اليكم فوجدت ان لكم اهلا للمفزع. وهذا خليق بان يكون على الكمال لله سبحانه وتعالى فيكون هذا من جهة المعنى لمعنى الاله فهو ايضا متضمن لهذا اللفظ ولفظ الجلالة الله. وله معاني عديدة في تحمي هذا هذا المعنى وله اصول ايضا في كلام في كلام العرب وقوله عليه الصلاة والسلام هنا وان محمدا رسول الله والمراد الرسالة ليست على الاطلاق بل على الوصف الذي جاء في كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر في كثير من الاي وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسله الله جل وعلا الى الناس كافة وما ارسلناك الا كافة للناس فالله جل وعلى قد ارسله الى الناس كافة وامره بخطاب الثقلين ايضا ليس الذكر والانثى فان الناس هم الشاملون لبني ادم من الجنسين من الذكر والانثى واما الجن فهم مخاطبون بذلك لقول الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وكذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطب الجن وامرهم باتباعه. كذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين لا نبي. لا نبي بعده. فيجب على من ان يشهد ان محمدا رسول الله ان يتحقق في كلامه الفهم لمعنى الرسالة التي خص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانها عامة وان النبي عليه الصلاة والسلام كذلك خاتم الانبياء والمرسلين عليه اشرف الصلاة والسلام وقوله هنا واقام الصلاة المراد بالاقامة الاتيان بها على وجهها الذي امر بها العباد. وانما يقال واقام الصلاة لارتباطها بالقيوم لاهمية لاهمية ركن القيام فيها من قوة الامتثال والادب والخشوع بين يدي الله سبحانه وتعالى. والصلاة هي الركن الثاني من اركان الاسلام بالاجماع ولا خلاف عند العلماء انها اعظم واهم الاركان العملية. بل قد جاء في كثير من النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن التابعين اطلاق الكفر على من تركها كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الامام احمد وكذلك الترمذي من حديث عبدالله بن شقيق قال ما كان احد من اصحاب رسول الله ما كان احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون من الاعمال شيئا تركه كفر الا الا الصلاة وهذا ليدل على اهمية هذه الصلاة لما استثنيت من سائر التروك التي الذي تركها لا يستوجب لا يستوجب كفرا. وحكي هذا الاجماع وهذا كما انه في الصحابة كذلك في التابعين كما روى محمد بن نصر المروزي من حديث حماد بن زيد عن ايوب انه قال ترك الصلاة كفر لا نختلف لا نختلف فيه وعينا ابن تيمية السخطيان ومن ائمة من ائمة التابعين وكبارهم. وقد حكى الاجماع على كفر تارك الصلاة غير واحد من اسحاق ابن رهويه وكذلك ايضا محمد بن نصر المروزي جاء فيه اللفظ على الاطلاق وهو محتمل الكفر الاكبر والكفر والكفر الاصغر ويكفي ولو قلنا انه في المرتبة الدنيا من مراتب الكبر او الكفر الاصغر ان الانسان اذا ترك ذلك انه بين سائر الكبائر وبين وبين الاشراك مع الله عز وجل غيره وهو الخروج من ملة الاسلام وهذا يدل على اهمية اهمية الصلاة وقد جاءت نصوص كثيرة في التأكيد عليها. وقد جاء عن بعض السلف الصالح النص على كفر من ترك شيئا من اركان الاسلام سواء كان ذلك الصلاة او الزكاة او الصيام او الحج. وهذا مروي عن سعيد بن جبير وكذلك ايضا قد جاء عن الحكم وهو رواية عن الامام احمد وقال باسحاق بن راهويه وغيره بل ذهب بعض السلف الى ان من لم يكفر من ترك شيئا من اركان الاسلام في حال الترك بالكلية انه مرجئ. وهذا ظاهر كلام كلام اسحاق بن راهويه عليه رحمة الله. وقد مال ابو داوود عليه رحمة الله في كتابه السنن الى ان من ترك الصلاة فهو كافر ومن لم يكفر ومرجئ فانه قد بوب قول باب المرجئة واورد فيه حديث العهد الذي بينه وبينهم صلاة فمن تركها فمن تركها فقد كفر. اشارة الى ان الاعمال هي من الايمان ومن لم الى ان الاعمال من الايمان وانه لا يتم ايمان الانسان الا الا بالاتيان بالصلاة ومن لم يقل بذلك فهو داخل في باب في باب الارجاء ولهذا كانت الصلاة في هذا بهذا المقام في كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وفي قوله عليه الصلاة والسلام وايتاء الزكاة وهي الركن الثالث من اركان الاسلام وهي اهم الاركان بعد الصلاة وذلك انها قرينة الصلاة في كثير من مواضع القرآن اقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كانت كذلك كانت بهذه المرتبة كذلك فانها تأتي عقيب الصلاة في كثير من الاوامر في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك في حرص في حرص اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك. كما جاء عن عن النبي عليه الصلاة والسلام من من حديث ابي هريرة وغيره انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصم مني دمائهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله. فلما كان كذلك دل على ان من ترك الزكاة وامتنع من ادائها فانه يقاتل تل كذلك كذلك الصلاة. وعلى هذا اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال في قتالهم للمرتدين كما في قتال ابي بكر واطباق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الامر لما اورد لهم هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ان الصلاة متعلقة بالعمل البدني وهي بهذا المقام يملكها سائر الناس الفقير والغني. واما الزكاة فهي متعلقة ببعض الناس وهم الاغنياء الذين ملكوا ملكوا نصابا وتوفرت فيهم شروط الوجوب وهي متعلقة بالاموال فالصلاة متعلقة بالابدان وهي مطهرة لها كذلك فان فان الزكاة متعلقة بالاموال مطهرة كذلك لها وفي قوله عليه الصلاة والسلام وصوم رمضان قد جاء في بعض الروايات في صحيح الامام مسلم تقديم الحج على الصيام ولهذا قد اختلف العلماء في ايهما اعظم واكد الحج ام الصيام؟ وقع في ذلك خلاف بحسب التقديم والتأخير في هذه الرواية والاشهر في اكثر الروايات هو تقديم تقديم الصيام على الحج وان الحج هو اخر اركان الاسلام. وعلى كل فان الترتيب الذكري في كلام الله سبحانه وتعالى لا الترتيب من جهة الاهمية والافضلية. والا والا لزم ذلك ان يكون في كثير من الامور التي يأتي اطلاقها على سياق التقديم بالمفاضلة والادلة الصريحة تدل على خلاف على خلاف ذلك وهذا لا اضطراد لا اضطراد فيه. ولكن يقال انه لي التقدم لي بعض الالفاظ مزية في مراد الشارع. في بعض الاحيان وليس ذلك على الاطلاق. والا فالاشهر فان الصيام هو اكد من الحج لامور متعددة منها انها تتعلق بسائر الناس واغلبهم كذلك فانها من جهة الفرضية فرضت قبل الحج والحج انما فرض بعد ذلك. وربما كان الاحتمال هنا من جهة الترتيب الترتيب بحسب الفرض فالله جل وعلا قد امر النبي عليه الصلاة والسلام بالتوحيد وامر بالبلاغ ابتداء الامر ثم امره بالصلاة ثم ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج وهذه على ترتيبها على ترتيبها حينما امر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا من اراد ان ينظر الى اهتمام الشارع في اطلاق الوعيد على من ترك شيئا من اركان الاسلام يجد ان الاهمية منصرفة الى الصلاة ثم يليها بعد ذلك الحج من جهة الوعيد. ولهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ولم يأتي عن احد احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلاق الكفر على احد ترك شيئا من اركان الاسلام سوى سوى الصلاة والحج فانه قد جاء عن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى كما جاء من حديث عبدالرحمن ابن غانم عن عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى كما عند ابي بكر اسماعيل وعند البيهقي وغيرهما من حديث عبد الرحمن ابن غنم عن عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى انه قال لقد هممت ان ابعث الى الافاق فينظر من كان عنده جدة فلم يحج ان يضرب عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين. واسناده عن عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى صحيح وقد جاء من وجه اخر عند سعيد منصور في كتاب السنن. من حديث الحسن البصري عن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى وفيه وفيه انقطاع. وهذا قد جاء ايضا عن علي ابن ابي طالب وجاء مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابي امامة وجاء ايضا عند الترمذي من حديث علي بن ابي طالب ولا يصح منها شيء في المرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصواب في ذلك هو الوقف على عمر. واما ما جاء مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصواب فيه فالصواب فيه الارسال من حديث عبدالرحمن ابن سابق مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ذكر ابي امامة عليه رضوان الله تعالى فيه. وهذه الاركان هي اهم الواجبات في الاسلام الواجبات العملية وتلي التوحيد من جهة الاهمية وهي التي ينبغي ان يخاطب فيها الناس بحسب حسب حالهم فمن كان من اهل المال فانه يؤكد عليه من جهة المال ومن كان من اهل الاستطاعة والقدرة بالاتيان الى الحج فانه يؤكد عليه ومن لم يكن من اهل المال فانه لا يؤكد عليه في التفقه في مسائل الزكاة. والتفقه في دين الله جل وعلا يخاطب به الناس التكليف الموجه اليهم ولهذا قد روى الترمذي في كتابه السنن في الخبر قال لا يبع في سوقنا الا من فقهاء في ديننا يعني من فقه في التعامل بالبيع والشراء حتى لا يقع حتى لا يقع في مسائل في مسائل البيع الحرام من الربويات وغيرها. ولهذا ينبغي للمؤمن ان ان يكون متفقها في ذلك ومقتضى الامر والتأكيد على التوقف في هذه المسائل ان من جهل منها شيئا مع امكانه التفقه انه ليس بمعذور وهذا هو الاصل ان انه مع امكان العلم ان الجاهل ومن وقع في شيء من الخطأ من ظواهر الاحكام التي يمكن للانسان ان يصل اليها انه ليس بمعذور ولولي الامر ان يعاقبه. فمن تعامل بالربا مع سهولة وصوله لامثال هذه المسائل والتفقه فيها فان لولي الامر ان يعاقبه. ولهذا كان السلف الصالح من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم كانوا يعاقبون يعاقبون على اكل الربا كما عن ابن الزبير عن ابن الزبير وغيره. ويكون هذا من ابواب من ابواب التعزيرات لا من ابواب لا من ابواب الحدود نعم احسن الله اليك وعن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه. كما يكره ان يلقى في النار في هذا الحديد وهو في الصحيحين من حديث ايوب عن ابي قلابة عن انس ابن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الايمان وهذه الثلاثة تخصيصها لاهميتها والا لها لوازم فاذا وجدت هذه الثلاث وجدت لها وجدت لها توابع ولهذا قيد هذه الثلاث بما يتعلق بقلب الانسان ما يدل على اهمية امور القلب فان امور القلب هي التي تقلب عمل الجوارح وهنا في قوله عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام ثلاثة من كن فيه وجد في بهن حلاوة الايمان قال عليه الصلاة والسلام هنا حلاوة الايمان بشارة الى تمثيل بالمرض الجسدي الذي اذا اصاب الانسان فانه يقلب حلاوة العسل الى مرارة. فمن كان به مرض في جسده وفي جوفه فانه لا يتلذذ بالحلوى. فيحس بها مرارة. ومن كان مريضا في قلبه فانه يحس بعمل الطاعات مرارة ولا يأنس اليها. ومن وجد هذه الثلاث فانه يجد الحلاوة الحلاوة في قلبه واذا لم يجدها الانسان فليعلم انه مريض في قلبه كحال المريض في جسده الذي يتناول الحلوى او يتناول العسل ويجدها في لسانه مرة والعيب حينئذ لا يكون في اللسان وانما هو في جسد الانسان فان الانسان اذا احاط بجسده بعض الامراض اذا تناول العسل لا يجد له لا يجد له طعما والسبب في ذلك هو مرض البدن. كذلك فان ما يجده كثير من الناس من عدم وجود حلاوة الطاعات الظاهرة فليعلم انه ما توفرت فيه هذه الثلاث التي يجد بسببها حلاوة الايمان ولهذا مثل ما يجد الانسان من لذة العبادة بالحلاوة وهو ما يتناوله الانسان في فمه فيجد طعمه اذا كان اذا كان الانسان صحيح البدن ولهذا حينما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الثلاث فيه اشارة الى اهتمام بالامور القلبية مما ينبغي للانسان ان يعتني بها فاذا اهتم الانسان بالامور القلبية فان هذا له اثر على عمل الظاهر ومن حاول ان يتصنع عمل الظاهر مع عدم الاهتمام بالباطن فانه اقرب الى الانتكاسة عن طريق الحق ولهذا يرى كثير من المتنسكين المتعبدين هم اسرع الناس بعدا عن الحق. اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتموا ببواطنهم وما كان على ظواهرهم ما كان على السليقة من غير تكلف ولهذا قد روى البخاري في كتابه الادب المفرد من حديث الوليد بن جميع عن ابي سلمة بن عبدالرحمن قال ما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متماوتين ولا متحزلقين وانما كانوا ينشدون الشعر ويتذكرون امر الجاهلية فاذا اريد احدهم على دينه دارت حماليق عينيه اي انهم لا يتصنعون التماوت او التنسك في الظاهر ونحو ذلك فان العناية في ذلك واشغال القلب بالظاهر وعدم اشغال القلب بصلاح الباطن ومفسدة للظاهر والباطن ولهذا ليس في الاسلام تماوت الجسد وطأطأت الرؤوس والانحناء وغير ذلك فان هذا تماوت الجسد الذي كان ينهى عنه السلف الصالح بل كان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى لرأى رجلا متماوتا فقال ما به قالوا ناسك فاخذ الدرة وضربه قال لا تمت ديننا لا تمت علينا ديننا اماتك الله يعني الدين حي كن حيا. وقد جاء عن عائشة عليها رضوان الله تعالى انها رأت رجلا كذلك. فسألت عنه قالوا عابد يتنسك فقالت علي رضوان الله تعالى كان عمر قارئا عابدا وكان اذا مشى اسرع واذا تكلم اسمع واذا ضرب او جاء الامر التنسك والتعبد والذي ينبغي ان يهتم به الانسان هو عمل القلب والمحك هو امور الشرع الحلال والحرام. اذا وجد الانسان موقفه منها موقفا يخالف شرع الله جل وعلا فليعلم انه منافق في ظاهره وان تنسكوا وطأطأ الرأس وتماوت الشريعة اصحابه احياء لا يطأطأ الرؤوس بل يرفع الرؤوس وهذا وما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال ابو سلمة بن عبد الرحمن قال ما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متماوتين يعني الخفة في الحركة والهدوء حتى يشبه الانسان بانه جثة وميت بل كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشدون الشعر ويقومون فاذا اريد احدهم على الدين دارت حماليق عينيه عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا مجاملة واما عند امور الدنيا فيسمعون ويضربون ويوجعون. وهذا وهذا هو المناط من جهة معرفة الحق الذي يقع في قلب الانسان وكثير من الناس يهتم بصلاح الظاهر ولا يهتم بصلاح الباطن. صلاح الباطن الذي سببه يجد الانسان حلاوة الايمان هي التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما من جهة التزاحم وهذا هو النتيجة كثير من الناس يشكل عليه فهم هذا المعنى. فيقول كيف اعرف ان الله جل وعلا عندي احب الي مما سواهما يعرف ذلك تزاحم تزاحم الاوامر وتزاحم الحظوظ فاذا كان حق الله فاذا كان حق الله جل وعلا قد تزاحم مع حق غيره فلينظر حينئذ عند الى عمل الانسان عند ذلك حظ الانسان في نفسه في ماله في عرضه اذا قدم ذلك على حق الله جل وعلا فليعلم انه ما احب الله جل وعلا كما ينبغي وكثير من الناس يظن ان محبة الله جل وعلا بقدر عمل الانسان في الطاعات وعند التزاحم يكون اول الناقصين عن الحق وهذا وهذا من الفتنة التي يفتن بها كثير من الناس فتجد العابد الزاهد يتعبد لله جل وعلا ولكنه عند المال يقدم حقه وحظ ماله على حظ الله وعند الحرمات لا يقدم حق الله جل وعلا وهذا فيه نقص في قدر المحبة وهنا لا يجد الحلاوة هنا قيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفي وجود حلاوة الايمان وما نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجود الايمان وانما نفى الحلاوة التي يستلزم معها الثبوت والديمومة على هذا الامر فان الانسان اذا عرف حلاوة الشيء داوم عليه وانما الذي يأتي الى الشيء ويدعه ما عرف حقيقته كالانسان مثلا الذي الذي فيه مرظ في جسده فيعطى حلوى في حال مرضه فيجدها مرة في حلقه هذا يدعها لماذا؟ لانه ما عرف طعمها الحقيقي كذلك ايضا في امور الطاعات فان الانسان اذا تعبد لله جل وعلا بعبادة وكان قد توفر في قلبه اسباب وجود حلاوة الايمان فانه حينئذ يعان ويوفق على الثبات وهذا هو سبب ثبات كثير من الناس عند عند الفتن كذلك ايضا في وجود المحبة القلبية في نفوس كثير من الناس فيوجد من الناس من هو كثير في العمل لله جل وعلا لكنه عند التواد غيره اقدم منه وتجد هذا الذي يقدم هو دون ذلك عملا ولهذا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قارنهم ببعض العباد والزهاد من التابعين وجدنا ان ثمة فرق في العمل الظاهر ومن من السلف الصالح من هم اهل تنسك وعبادة وتزهد وتقلل من الدنيا وتقشف ممن لم يوجد في احادي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا اثر له عند الله جل وعلا اذا اذا نقص يقين القلب وذلك ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم اعظم ايمانا في القلب اعظم من غيره وان اكثر غيرهم في العمل. الميزان في ذلك هو عند عند التعارض والتضاد سواء في امور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك ايضا في امور العمل في ايثار حق الله جل وعلا على راحة البدن من نوم او مال وغير ذلك وعلى الولد بعدم ادخال عليهم شيئا يسرهم من المال الحرام كذلك على الزوجة وحفظ شهوات الانسان بالنظر واللسان باطلاق اللسان لشهوات كذلك السمع ان يقدم حق الله جل وعلا على هذه الحظوظ. فانه حينئذ يجد يجد حلاوة الايمان ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل بجملة من الامثلة قال وان يحب الرجل لا يحبه الا الا لله اي ان المحبة التي يجدها الانسان في قلبه للانسان لا تكون الا لحق الله سبحانه وتعالى وثمة فرق بين المحبة والمودة اما المودة فهي فطرية يميل الانسان الى بني جنسه او بني قبيلته وعشيرته او الى ولده وزوجه ونحو ذلك فهذه هي المودة القلبية والعاطفة البشرية الانسانية التي التي تنغرس في قلوب البشر ولكن تغلبها المحبة الايمانية التي لا بد ان تغلب هذا الامر. ذلك لا ينافي المحبة والمحبة غالبة فاذا وجدت المحبة مع وجود المودة فانه لا تعارض بينها كحال الانسان الذي يتزوج امرأة كتابية وهي كافرة لها في قلبه مودة. مودة الزوجية فالله جل وعلا قد جعل بين الزوجين مودة ورحمة. فهذه المودة القلبية قد اذن بوجودها الشارع على الاطلاق. وتكون بين بين البشر. اما المحبة فهي غالبة واذا جاءت المودة على سبيل الافراد فانها قد تكون شاملة لمعنى المحبة ولهذا نفاه الله جل وعلا بين اهل الايمان وبين وبين الذين يحادون الله ورسوله وهذا وهذا مطرد وهذا مطرد في قوله عليه الصلاة والسلام وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار وذلك ان الكفر سبب لدخول النار متيقن وان نار الدنيا هي دون نار الاخرة فكأنه قدم قدم الوقوع في العذاب الادنى على سبب يؤدي الى عذاب اقصى فيكون ذلك السبب اعظم عنده من العذاب الاجل فيقدم العذاب العاجل فيقدم ذلك العذاب العاجل وهو ان يقذف في نار الدنيا على الاتيان الى الى الكفر وذلك ان الكفر لا يعلم الانسان ما يختم له وهذا الحديث قد استدل به من قال بان الاكراه لا يدخل في ابواب لان الاكراه لا يسوغ للانسان الكفر العملي وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين وقبل ذلك اتفقوا على ان الانسان اذا اكره ولم يجد ممدوحة الا ان يتلفظ بالكفر جاز له ذلك جاز له ذلك. واما العمل فهذا موضع خلاف عند السلف فهل يعذر الانسان اذا اكره ان يسجد لصنم او اذا اكره ان يذبح حجر او وثن يعبد من دون الله هل يجوز له ذلك مع الاكراه محل خلاف على قولين والاشهر عند العلماء الجواز وذهب بعض السلف وهو قول سفيان الى عدم الجواز في الامور العملية وان ما جاء في كلام الله جل وعلا من الترخيص هو مخصوص بالاقوال لا بالافعال ولهذا قال الله جل وعلا الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. الاكراه المراد به هنا القول كما اكره عمار ابن ياسر عليه رضوان الله تعالى فلم يكره على شيء فعلي قالوا والامور الفعلية كما جاءت في حديث طارق بن شهاب كما في المسند وغيره حينما قيل له قرب قرب ولو ذبابة فقرب ذبابة فدخل النار. استدلوا بهذا. والذي يظهر والله اعلم ان هذا الخبر منكر وان الاصل في ذلك العموم وان الكفر في الشريعة يستوي القول والفعلي والردة من ارتد بقوله او ارتد بفعله الحكم من جهة الشرع واحد وترتب حد الشرع عليه كذلك واحد فلزم ان يكون التشابه كذلك ايضا من جهة الترخيص اذا كان الاكرام من نوع واحد لا يستطيع الانسان لا يستطيع الانسان ان يجد ممدوحة عنه فانه حينئذ يقال يقال بالعذر في هذا. وهذا الحديث فيه اهمية المحبة في الله جل وعلا وعدم الالتفات الى امور الدنيا قدر الامكان. ومعلوم ان نفوس الناس تتشوف الى محبة من به من به نفع للناس في دنياهم وذلك ان النفوس البشرية تميل الى المطامع العاجلة ولو كانت قليلة ولا تميل الى المطامع الاجلة ولو كانت عظيمة. فتريد العاجل القليل ولا تريد الاجل الكثير الا من ملك يقينا ولهذا ظل كثير من الناس باشباع رغباتهم وشهواتهم بالمعاصي والذنوب واكل الحرام وعدم تقديم ما اخبر الله جل وعلا اعانه من نعيم وفضل مقيم في الجنة فقدموا ذلك وهذا من جهة الورود والافراد لا يناقض ايمان الانسان ولكن اذا غلب على الانسان ربما يأتي على ايمانه فاذا كان يقدم الشهوات بالاطلاق فانه يأتي على ايمان على ايمان الانسان فيقدم الشهوات القلبية وكذلك في الجوارح ونحو ذلك فان هذا اذا اذا اتى على سائر شهوات الانسان فانه يأتي على يأتي على ايمانه وحينئذ يخرج من الملة والعياذ والعياذ بالله فان الانسان لا يقع في محرم الا ويقدم الا وقد قدم الشهوات من المحبوبات المكروهة ثم اذا وقع في الحرام فانه لا يقع في الشرك الا وقد وقع في الشهوات التي لا تخرجه من الملة من الكبائر وهكذا حتى يخرج من حتى يخرج من ولهذا ينبغي للانسان الا يعلق قلبه بامور الدنيا وان تعلق القلب بالميل لارباب الدنيا اصحاب الجاه اصحاب المال اصحاب الرئاسة اصحاب الحظوة النفوس تميل اليهم والى مجالستهم فان في جلوسهم محمدة لما يرجوه الانسان من جلب خير ودفع ضر فاذا قلل الانسان من اسباب ذلك فانه يجد لذة الايمان في قلبه فانه اذا خلا قلبه من هذه المحبوبات فانها ستعمر بحب الله سبحانه وتعالى وكثير من الناس يحرص على عدم الاخذ باسباب حب الدنيا والميل الى اصحابها في الظاهر وعمل الجوارح ولا ينشغل بتعلق القلب بالله كثير من الناس يبتعد بجوارحه ولكن قلبه لو كان بعيدا معلق بالدنيا وهذا وهذا ايضا من اعظم مداخل ابليس على كثير من الصالحين والزهاد والعباد ولهذا السلف الصالح كانوا يحذرون من العناية بعمل الجوارح وعدم العناية باصلاح الظاهر ولهذا قد روى الامام احمد من حديث محمد بن سعد الانصاري عن ابي الدرداء قال تعوذوا بالله من خشوع النفاق قالوا وما خشوع النفاق؟ قال ان تخشع الجوارح والقلب ليس بخاشع يعني ليس بخاشع لله سبحانه وتعالى وليس بمتعلق به. ولهذا ينبغي للانسان ان يعلق قلبه بالله سبحانه وتعالى في القول والفعل. يتأمل الحكم الظواهر ولو قليلة من امور الدنيا اذا نظر للسماء تأمل امر الله جل وعلا وتكوينه وقدرته سبحانه وتعالى وعلوه اذا نظر الى الارض تأمل الى تأمل بسط الله جل وعلا لهذه الارض وقدرته على تكوينها ودورها ونظر الى الخلق بتنوع الوانهم وصورهم ونحو ذلك فان الانسان حتى وان كان في دنياه يعمر يعمر قلبه بتعظيم الله جل وعلا فانه ان عمره بذلك قل نصيب الدنيا من قلبه ووجد حينئذ حلاوة الايمان نعم وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين بقوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه نفي الايمان هنا محمول على معنيين. المعنى الاول نفيك مال اي انه لا يكمل ايمان الانسان حتى حتى يكون النبي عليه الصلاة والسلام احب اليه من ما له من ما له وولده ونفسه والناس اجمعين المعنى الثاني نفي صحة للايمان اي لا يصح منه الايمان اصلا وعلى المعنى الاول بنفي الكمال ما يفعله الانسان من تقديم بعض اللذائذ لحظ النفس والمال. وهذا يقع من عصاة بني ادم ممن يقدم اكل الربا وهو يرى نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك ويقع في الزنا وهو يرى النصوص تنهى عن ذلك ويقع في الكذب والغيبة مع وجود التحريم وثبوته عنده فهذا في مثل هذه الاحوال وهذه الافعال قدم محبة النفس على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والعبرة بالعموم فان الانسان اذا احب رسول الله صلى الله عليه وسلم غلبت غلب الاتباع له في الظاهر والباطن وان ادعى الظاهر مع المخالفة في الباطن فهذا هو هو النفاق فهذا فهذا هو النفاق ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفيه الايمان هنا يريد اثبات ضده وهو النفاق ولا يريد بذلك اثبات الكفر والا فالثاني فانه لا يتحقق الا من الكفر من الكفار الخلص النافية الايمان بالكلية الذين لا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لذاته لا يحبون لما جاءه لما جاء به من حق. كحب ابي طالب للنبي عليه الصلاة والسلام. يحبه لانه لانه من قومه وابن اخيه وصاحب اخلاق قويمة ويدعو الى الخير ولكنه ما اتبع ولهذا يقال ان هذا لا ينفع ان هذا لا ينفع لماذا؟ لانه ما عمل بشيء من الجوارح مع وجود المحبة القلبية. فيكون هذا حال حال المنافقين الخلص فابو طالب هو من المنافقين الذين توفر فيهم النفاق الخلص كحال كفار قريش الذين اخبر الله جل وعلا عنهم انهم لا يخرجون يعني للقتال لقتال النبي عليه الصلاة والسلام الا بطرا ورياء الناس يعني يريدون المراد لا يريدون الهتهم فهم ينافقون ايضا حتى في حق الالهة فكيف في حق الله جل وعلا؟ فهو من هذا الباب منافقون وان كانوا يظهرون الكفر والعناد ففيهم ضرب ضرب نفاق كامل اما من يقع في من يقع في المحرمات والكبائر مع وجود طاعات عنده فهذه المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تتعالج مع عدمها ونقيضها والغلبة حينئذ للاغلب. ما لم يقع الانسان في شيء من نواقض من نواقض الاسلام التي تخرجه تخرجه من الملة. ولهذا ذكر رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم المال والنفس والاهل لان الاهل لهم مطامع يحب الانسان ان يغلبها وهي من شهوات الدنيا من جلب المال الحرام لهم وامتاعهم بذلك. من الانشغال عن الامور الامور الواجبة بمعاشرة ومعافسة الاهل والاولاد كذلك من المال فانه يحب التكاثر بالمال والجهل بالمال وذلك يحفه جملة من المحظورات منها المال الحرام ومنها تضييع الواجبات باتباع باتباع الضرب بالاسواق ونحو ذلك كذلك ايضا شهوات النفس وهي اعظم اعظم الامور على الانسان التي تهلكه من حيث لا لا يشعر. وهي اعظم ما يجر على الانسان سوء العاقبة في دينه ودنياه في امر دينه بظلمة بظلمة القلب وعدم النور في الوجه وضيق والحرج في النفس وعدم الراحة والطمأنينة وفي الاخرة الحساب والعقاب بين يدي الله سبحانه وتعالى ولهذا قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قد جعل حبه سابقا لسائر المحبوبات ولهذا قال الناس اجمعين يعني بجميع انواعه لا الرؤساء ولا العلماء فضلا عن الرفعاء والرعية فانه ان قدم حب الله جل وعلا على حب هؤلاء اجمعين من غير استثناء فانه قد جعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قلبه المنزلة المشروعة وكان حينئذ من اهل الايمان الكامل. ولهذا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا حب رسول الله على سائر المحبوبات فمنهم من ترك بلده وماله وهاجر من مكة الى المدينة وترك العشيرة وفيها متع النفس وترك الاهل والاولاد ومنهم من حمل السيف على اهله وعشيرته. يقاتلهم وهم اقرب اليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا تقديم لحب محمد صلى الله عليه وسلم لهذا كانوا في هذا الباب عليهم رضوان الله تعالى افضل من غيرهم ففاقوا الناس اجمعين ممن جاء بعدهم. نعم احسن الله اليك وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الكفر لا على الصحيح لا طبعا هو من تركها مستحلا لها وكافر لا خلاف في ذلك. من لم يكفره فهو كافر اصلا الا اذا تعذر بانه معذور بالجهل ونحو ذلك هذه مسألة اخرى وباب اخر اما من ترك الصلاة بالكلية كان بالكلية لا يصلي شيء فهذا ارى انه كافر ولا اشكال في ذلك. وان النصوص المطلقة من كلام النبي عليه الصلاة والسلام وكلام الصحابة والتابعين انها منصرفة اليه وذلك ان الذي لا يقر بوجوب الصلاة ليس بحاجة ان ينصرف اليه اليه خلاف في التكفير عند السلف ولهذا حينما يقول ايوب السخطاني حينما قال ترك الصلاة كفر لا نختلف فيه. هل يريد الترك بالاستحلال لا يمكن لانهم اهل ايمان كذلك ايضا في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم ما كانوا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الا الصلاة يريدون بذلك هو الترك مع وجود الايمان بوجوبها واما عدم الاقرار بالوجوب فان الانسان ربما يكفر بغير ذلك من ظواهر الشريعة ولو لم تكن من اركانه من اركان الاسلام والصواب في ذلك ان من صلى صلاتين في اليوم فانه لا يكفر لما جاء في مسند الامام احمد من حديث قتادة عن نصر ابن عاصم ان رجلا منهم جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاراد ان يبايعه على الا يصلي الا صلاتين فرخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيعه على ذلك نعم لا ويقال انه لا يعلم الخلاف في هذا اول من قال به الزهري وليس بصريح. نعم نعم ان وقر في قلبه ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ان ابو بكر الصديق اقوى في عمل الباطن وعمر اقوى في عمل الظاهر والغلبة لعمل الباطل هم له يقول بكثير صلاة وصيام ما يقصد مطلق الاعمال تكاسل عن الصلوات النوافل والصيام هل يعني هذا عدم المحبة او كمال المحبة اولا ينبغي ان يعلم ان الحكمة من تنوع العبادات في الشرع انها لتنوع حاجات النفوس حينما شرع الله عز وجل الصيام وشرع الصلاة وشرع الصدقة لاختلاف نفوس الناس من الناس من لا يطيق الصلاة لكنه يكثر من من لا لا يطيق الصيام لكنه يستطيع ان يكثر من الصلوات ومنهم العكس يصوم يوما ويفطر يوما لكنه يقصر في الاكثار من النوافل فهذا التنوع موافق لطبيعة البشر كذلك من الناس من هو صاحب مال وينفق ولكنه قليل الصيام وللمال له حظوة على نفسه وكثير من الناس لو انه قيل له صم يوما ونعطيك مال لصام بنفاسة المال عنده وهذا ينفق المال فالامور فالامور تتفاوت ولهذا العبادات انما تنوعت في الشريعة لتنوع طبائع البشر من جهة الاقبال والادبار ولكن كلما اتى الانسان بعبادة وهي ثقيلة عليه فله من ذلك النصيب الوافر اكثر من ان لو اقبل عليها بيسر وسهولة نعم نعم يعاملون يبين يبين لهم تبين لهم الادلة وتبين لهم النصوص والاحكام ينبغي لاهل العلم الا ينساقوا خلف تساهل الناس بعض الناس يرى ان ترك الصلاة كفر يتعامل مع هؤلاء تعامل المسلمين لانهم متعولون هؤلاء متعولون ولهم اثر ايضا ولهم اثر هناك من الائمة من قال بهذا القول لكن لا ينبغي ان الانسان يدع القول المترجح عنده لفعل مجتمع من المجتمعات ينبغي ان يظهر الحق الذي لديه واما كون المجتمع كله يترك الصلاة ننساك على المجتمع ونقول ان ترك الصلاة ترك الصلاة ليس بكفر ولكن ادوا الصلاة واجبة ونحو ذلك لا نبين لهم الوقوف واذا قال انا ما حكمي عندك تتلو عليه الحديث بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة هذا حكمك عندي هل تكفرني؟ يقول انظر الى النص انا لا اكفر ولا ادخل الايمان الذي يدخل هو محمد عليه الصلاة والسلام فانت تتلو تتلو نصوص هذا يبين الحق للناس من غير آآ آآ فرقة ومن غير ايظا آآ شقاق ويبين الحق ولكل مجتمع ايضا له خصيصة نعم يعامل لا شك المنافقون يعاملون معاملة المسلمين يؤكلون ويزوجون ويتزوج منهم ويدفنون في مقابر المسلمين كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يصنع ذلك وعند عند من يكفره يعامل بهذه المعاملة. وعندما لم يكفره طبعا لا يعامله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. والدرس هذا الدرس الاخير ونستأنف ان شاء الله عز وجل في اول اثنين من الدراسة ليس السبت وانما الاثنين لان السبت يتأخر الاخوان احيانا خاصة ان كان خارج الرياض والله اعلم صلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد