بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ما من مولود الا يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول ابو هريرة واقرأوا ان شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. الاية. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذا الحديث وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام ما من مولود يولد الا ويولد على الفطرة بقوله عليه الصلاة والسلام هنا ما من مولود يراد بذلك ما ابتدع الله جل وعلا خلقته من بني من بني ادم قال عليه الصلاة والسلام الا ويولد على الفطرة والفطرة اختلف كلام العلماء في معناها في مثل هذا الموضع من العلماء من قال ان المراد بذلك الاسلام اي ان الله جل وعلا يجعله على الاسلام وحكى هذا القول عن جماهير العلماء غير واحد كابن عبد البر عليه رحمة الله وغيره وذهب بعض العلماء الى ان معنى الفطرة اذا اطلقت في الشريعة فان المراد بذلك ان المراد بذلك بدء الخلق اي ان الله سبحانه وتعالى قد ابتدأ الخلق على هذا على هذا النحو ومن العلماء من قال ان المراد بذلك هو هو خلق الانسان اي خلقته التي جعله الله جل وعلا عليها ويظهر والله اعلم ان المراد بهذا الموضع هو ما ابتدع الله جل وعلا الانسان عليه من فطرة وطبع والى هذا ذهب غير واحد ذهب غير واحد من السلف وهذه الفطرة هي التي تدل الانسان على الاسلام وقد جاء في ذلك جملة من الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان في بيان ابتداء ما يكون عليه عليه الانسان ويأتي مزيد كلام على هذه المسألة الفطرة تأتي في لغة العرب على عدة معاني من هذه المعاني يراد بذلك الخلق ولهذا قال الله جل وعلا واصفا نفسه ومالي لا اعبد الذي فطرني يعني الذي خلقني ويأتي كذلك ايضا بمعنى الانشقاق فهل ترى من فطور؟ يعني شقاق في في السماء ويأتي بمعنى ابتداء الشيء وابتكاره وهذا جاء في كلام الله جل وعلا فاطر السماوات والارض كما جاء تفسيره عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى كما جاء عند ابن جرير وابن ابي حاتم من مجاهد عن عبد الله ابن عباس قال كنت ما ادري ما فاطر السماوات والارض حتى جاء اعرابيان يختصمان عندي في بئر فقال احدهما انا فطرتها يعني ابتدأتها وفي هذا جملة من من اه من المسائل منها الاشارة الى ان الرجل مهما بلغ في العلم ولو كان من علية القوم الفؤاد الفهم كاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يند من معاني كلام الله جل وعلا عنهم ويحصيه ويعرفه غيره وهذا ما جاء في مثل هذا الموضع عن عبدالله ابن عباس عليه رضوان الله وقال بعض العلماء ان المراد بذلك هي السنة اي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وفي ذلك نظر فانها متباينة. من يستدل بهذا يستدل ببعض العمومات وبعض الروايات التي جاءت في في بعض الاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الفطرة عشر كما جاء في حديث عائشة عند الامام مسلم عليه رحمة الله من مصعب بن شيبة عن طلق عن عبد الله عن عبد الله ابن الزبير عن عائشة عليها رضوان الله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفطرة عشر او قال عشر من الفطرة جاء في بعض الروايات عند ابي عوانة في كتابه الصحيح قال عليه الصلاة والسلام عشر من السنة ثم ذكرها فكأنه قد جعل الفطرة من مرادفة لكلمة السنة وهذه الرواية في ذكرها في ذكرها نظر. ولكن يقال ان المراد بذلك هو هو هدي الهدي الذي غرسه الله جل وعلا في نفس الانسان وابتدأ خلقته عليه. ولكن هذه الخلقة التي يبتدأ الله جل وعلا الناس عليها لا يعني ان ربما يند عن تلك الخلقة والفطرة لبعض لبعض العوارض التي تطرأ عليه من غيره وبعض الناس او بعض المواليد ربما يطبع يطبع كافرا كما في سورة الكهف في قول عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى كما جاء في حديث سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال وكان الغلام كافرا مطبوعا او طبع كافرا. وجاء هذا ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني ان ان الولد قد يطبع يطبع كافرا ويعضد ذلك ما جاء في حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ان الله وعلا خلق للجنة خلقا وهم في بطون امهاتهم وخلق للنار خلقا وهم في بطون امهاتهم. والاستدلال الذي يذكره بعض العلماء بمثل هذا الخبر في بنظر وذلك ان المراد بهذا هو الغايات وليس المراد بذلك البدايات. والمراد في حديث ابي هريرة عليه رضوان الله تعالى هو البدايات وليس المراد بذلك هو الغايات ولهذا قال ما من مولود الا ويولد على الفطرة. واما غايته التي يذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله انما الاعمال بالخواتيم. وكذلك ما جاء في حديث عبدالله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى في قوله ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة الى اخر الحديث فهذا فهذا يراد به غايات ولا يراد به ابتداء والحديث هنا والحديث هنا عن ابتداء ابتداء الانسان والا فقد جاء مضمون ذلك في عبد الله ابن مسعود عليه رضوان الله تعالى قال ثم ثم يأمر الله الملك في كتب رزقه واجله وشقي سعيد وهذا فيه اشارة الى ان الشقاوة تكتب يعني خاتمة للانسان في ابتداء خلقه. وهذا لا وهذا لا ينافي ابتداء ان الانسان قد خلق قد خلق مفطورا على الاسلام الدلالة على هذا من غريزته في نفسه. ولهذا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة في قوله عليه الصلاة والسلام ما من مولود الا ويولد على الفطرة فابواه يهويانه او ينصرانه او يمجسانه. ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال في حال ما ما يأتي من بعض مخلوقاته كالبهائم هذا مستمر لمعنيين. المعنى الاول الابتداء والمعنى الثاني الانتهاء. الابتداء في الولادة على الفطرة والانتهاء هو الحيدة عن طريق الحق وهو وما يصرفه الاباء فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فما يحيد بالانسان عن طريق الحق من نهج ويسلك بعض الطرق فهذا هو من صنع غيره سواء كان من الاباء والغالب في التأثير على الناس هم الاباء قول هنا فابواه يهودانه او ينصرانه. الغالب ان يكون التأثير على من الاباء اكثر من غيرهم وذلك لكثرة الملاصقة. والقرب فان الانسان يحب ان يكون على ملة اهله وقومه ووالديه. ولهذا ابو طالب لما علم الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستطيع ان يتخلى عما كان عليه عما كان عليه عبدالمطلب. وكذلك سائر الامم فانهم كانوا يقولون انا وجدنا اباءنا على امة فاباءهم يؤثرون فيهم اكثر من غيرهم او اكثر من الذين يدعونهم الى الحق من غير جنسهم. وهذا له اثر في نفوس كثير في في نفوس كثير كثير من الناس. والله جل وعلا يبتدأ الانسان او يغرس فيه فطرة مستقيمة قويمة تدله الى الحق وترشده اليه وتجعله يأبى ويأنف كثيرا من الاخلاق الاخلاق والقيم. التي تجعل الانسان يقبل يقبل على الحق. والانسان في ابتداء امره يكون على الفطرة وهل يعني انه على الاسلام يقال لا يحكم عليه بالاسلام الا اذا كان من ابوين مسلمين. واما قبل ذلك فانه لا يحكم عليه لانه ولا يجري عليه قلم التكليف والمسلمون وابناء المسلمين يأخذون احكام احكام ابائهم المشركون من المواليد يأخذون احكام ابائهم. وهذا في مسألة الدنيا اما في مسألة الاخرة فان ذلك مرد الى الله جل وعلا ويأتي الكلام عليه باذن الله وفي قوله عليه الصلاة والسلام فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. جاء في بعض الروايات النبي عليه الصلاة والسلام من قال او يمثلمانه يعني يثبتانه على ما هو عليه. وهذه اللفظة وهذه اللفظة ليست في اكثر الطرق. قال فابواه ودانه. التعويد الذي يراد به هو سلوك الناج او الشريعة اليهودية المحرفة ان يسلكون بهم طريق فاليهود ذلك انه لا يوجد يهودية الا يهودية محرفة. والابتداء بالتهود هنا قبل التنصر في جل الروايات. وذلك قطر اليهودية وبيان شرها. وقد بين الله جل وعلا في غير ما موضع تقديم اليهود على النصارى. كما في قوله سبحانه وتعالى ان الذين امنوا والذين هادوا فقدم الله جل وعلا اليهود على النصارى في كثير من المواضع في سورة الحج وفي سورة المائدة وفي البقرة وال عمران وغيرها من المواضع مما يدل على ان اليهودية وان كانت قلة من جهة من جهة الخطاء من جهة العدد الا ان الخطاب من جهة التقديم اكثر واوفر. وذلك ان الشارع ينظر الى ذات الى الى خطورة العمل وخطورة افراد اكثر من نظره الى العدد. ولهذا الشريعة جاءت ببيان المعاني ولم تأتي ببيان ببيان الافراد واحوالها وهذا متقرر في سائر الشرائع سواء كان ذلك في ابواب الاصول الاصول والفروع. ولا يحتج على سبيل الاطلاق في ابواب الاعداء من جهة الكثرة والقلة في اتباع الحق وانما هذا يكون في بعض القرائن. في بعض القرائن فالله جل وعلا قد بين في اكثر المواضع في كثير من المواضع ان الكثرة لا عبرة بها بل انها تدل الانسان الى الغواية والشر. وفي بعض المواضع يبين ان الله جل وعلا ربما يجعل الكثرة دليلا على الحق كذلك ايضا في مقابل ذلك ربما تكون تكون القلة هي دليلة دليل على دليل على الذم والاكثر انها دليل على دليل على الصدق وذكرت في القرآن والسنة على سبيل على سبيل المدح في مقابل في في مقابل الكثرة وكذلك في النصرانية في مع كون هذه في كون النصرانية الذين يتدينون من من اهل الالحاد اكثر الذي من الذين يتبعون اليهودية. ومع ذلك قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود على على غيرهم. فيما يظهر لي اسباب عديدة منها ما تقدم من خطر اليهود وان من دخل اليهودية يشق عليه ان يخرج منها يعني ان الذين يدخلون في الاسلام من الملل هم اكثر من اليهود. وذلك انه بالنظر الى التاريخ لا يكاد يوجد ويعرف الانسان يهوديا قد دخل الاسلام الا في الندرة. وقد ادركت بعض اهل العلم الذين قد عمروا وبلغوا التسعين واعتنوا بامر الدعوة. قال اني لم اشاهد يهوديا بعيني على سبيل الحقيقة قد دخل الاسلام وحسن وحسن اسلامه. واما النصارى فان هذا فان هذا فيهم كثير هذا من وجوه هذا التقديم لهذا الامر. الامر الثاني ان اليهودية ان اليهودية لها اثر في سائر الملل غير الاسلام. فالنصرانية تتأثر باليهودية اكثر من تأثر اليهودية بالنصرانية. من جهة القوة في امر دينهم وكذلك القوة في امر في امر دنياهم. ولهذا في بعض اعمال الدين تجد النصارى يتبعون في بعض اقوالهم ما يأتي في كل كتب اليهود كذلك ايضا كذلك ايضا العكس. في قوله عليه الصلاة والسلام يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. المراد بذلك المجوسي والمجوسية هم عبدة النار الذين يؤمنون بخالقين هما النور والظلمة قال ما كان من الخير فهو من خلقته او من خلق النور وما كان من الظلمة فهو او يولد يولد الشر ويرون ان الليل هو موضع موضع الكوارث والعقوبات والنهار وموضع موضع المحامد ولهذا يعبدون ربما يعبدون ما يقاوم الظلمة. ولهذا ينصرفون بالعبادة الى النار باعتبار انها النور المستديم الذي يستطيع الانسان ان يدحو به الظلمة. فيعبدون النار ولهم جملة من الخرافات من عبادة من من عبادة في بعض اه المغيبات ونحو ذلك ولهذا قد تأثر بهم من خالطهم من بعض الطوائف الاسلامية كالرافضة وغيرهم من من الايغال في بعض الامور المغيبة وكذلك الايمان بالرجعة وكذلك العصمة وتناسق الارواح وغيرها فانهم يأخذون بهذا من المجوس. وهي عقيدة وهي عقيدة وديانة اصلها اصلها فارسي فتأثر بذلك اهل فارس بهذه العقيدة فشابهوهم في كثير من اعتقاداتهم من اعتقاداتهم وكذلك اقوالهم وسبب التأثير في ذلك ان الذين دخلوا في الاسلام الذين دخلوا في الاسلام من فارس كثير منهم كانوا على المجوسية ولم انتقلوا من اليهودية او النصرانية الى الاسلام وانما دخلوا بواسطة بواسطة المجوسية. وهي عقيدة فاسدة باطلة. وهل هي لها كتاب ثم حرف بعد ذلك ام كانت هي عقيدة بشرية هذا من مواضع الخلاف وجمهور العلماء على انها ليست بعقيدة بعقيدة او شرعة ربانية ثم بدلت ونسخت او غير اهلها وعلماؤها ما جاء من من الوحي لانبيائهم. وهذا وهذا محتمل ومن العلماء من يقول من يقول ان ان هؤلاء لهم كتاب وفي هذا نظر الذي يظهر والله اعلم انهم ليسوا باصحاب كتاب. وذلك انه لا يعلم في كلام العلماء انه وقف لهم على شيء من المرويات يروونه عن رب العالمين وانما ينسبون ذلك الى بعض الالهات الالهة قنع من تلقاء من تلقاء انفسهم وبعض العلماء يستدل على عدم صدقهم وعلى عدم صدقهم في دعواهم بانتسابهم مثلا لله جل وعلا وذلك انهم انهم يدعون شيئا من الوحي لا اصل له ان الله سبحانه وتعالى عند ذكري لهم مع اليهود والنصارى والصابئين والذين اشركوا ان الله جل وعلا يعقب يعقب ذلك بعدم اماني يوم القيامة وانما الفصل. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم ان الذين امنوا ان الذين امنوا والذين وصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم. ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الطوائف فلما تغلغل لمعهم الذين اشركوا والمجوس ذكر الله جل وعلا عاقبتهم انه يفصل بينهم يوم القيامة. واما في حال ذكر اليهود والنصارى والصابئين ليذكر الله جل وعلا الذين امنوا بالله من امن منهم بالله واليوم الاخر فلا خوف عليهم ولا هم هم يحزنون. مما يدل على ان هؤلاء اذا كانوا على ما هم عليه قبل الاسلام باتباع من غير تحريف وامنوا على ذلك ان عاقبتهم يوم القيامة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. واما الذين كانوا على المجوسين وكانوا على الشرك ان الله جل وعلا يفصل بينهم يوم القيامة يأمرهم الى الله جل وعلا بين بلوغ الوحي اليهم وعدم وعدم بلوغه وهذا من القرائن القرائن في هذا في هذا الباب انهم ليسوا باصحاب ليسوا باصحاب كتاب. وهم على طوائف متنوعة الذين يؤمنون بالنور والظلمة ونحو ذلك. وهي طائفة محاربة من اليهود والنصارى وكذلك ايضا محاربة محاربة من قبل من قبل سائر طوائف الاسلام وان كانت ظالة حتى حتى الطوائف التي تنتسب للاسلام انتسابا ولديها جملة من المكفرات الرافضة وغيرهم فانهم يحاربونهم ولا يقرون لهم ولا يقرون لهم بشيء من الصواب في ذلك. وهي ثمة طوائف من هذا من من كالمعنوية وكذلك المزدكية والديصانوية وقد قاتلهم كسرى قتالا عنيفا ويسمون في نادي الاسلام بالزنادقة وقد حتى ان العامة ينفون تلك العقائد باعتبار ان الاصل الذي يعتمدون اليه الظلم انها هي التي تخلق الشر والنور هو الذي يخلق الخير قالوا قد وجدنا من جهة الحس ان الخير يوجد في الظلمة. ولهذا يقول بعض بعض شعراء العرب وكم لظلام الليل عندك من يد يدل على ان المعنوية تكذب. يعني انا نجد من الماء من اخبار واخيار الليل التي التي يسوقها الى الناس مما يدل على ان المعنوية وهي ضرب من ضروب المجوسية الذين يؤمنون بالنور والظلمة ان ان يدل على نقض اصلهم هم كذبة في ذلك وهم على طوائف متنوعة المنوية لها لها عقائد وديصانوية والمزدكية لها لها عقائد. وهم اتباع ديصان وهم هؤلاء الثلاثة ماني وديصان ومزدك هم الذين اه انشأوا ودافعوا عن هذه العقيدة ونشروها في بلاد في بلاد فارس وهم موجودون يوجد منهم في العراق الى يومنا هذا ويوجد منهم طوائف ايضا في في ما وراء النهر يوجد في ايران ويوجد ايضا في بعض بلاد الشام وكذلك ايضا يوجد في بعض بلاد افريقية واما في جزيرة العرب فلا اعلم منهم احدا لا في الصدر الاول ولا ولا في زماننا ولا في زماننا هذا. في قوله عليه الصلاة والسلام فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. اشارة الى الحيدة عن عن طريق الحق وان من حاد عن ذلك في بعض سلوكه يقال انه قد حاد عن الفطرة اي ما تدل عليه من اتباع الامر. وهذا قد عضده الدليل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث حذيفة ابن اليمان كما في البخاري في الرجل الذي صلى ولم يخشع في صلاته قال منذ متى وانت تصلي هكذا؟ قال منذ كذا وكذا قال منذ اربعين سنة ما صليت ولو مت لمت على غير الفطرة يعني على غير ما ما دللت ما دللتك اليه فطرتك من اتباع الحق والانسياق الى الى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا اشارة الى ان ما جاء من التشريعات في الاسلام بدليل صحيح صريح ان هذا دلالة الفطرة تدل عليه فيجب على الانسان فيجب على الانسان ان يتبع ذلك ان يتبع ذلك الدليل داعي الفطرة فاذا وجد الانسان عدم انسياق الى اتباع هذا الدليل او جفوة منه مع صراحته او كون ذلك الدليل من الادلة في الاسلام المعلومة من الدين في الضرورة فليعلم ان الانسان قد طرأ عليه من المسخ والتغيير ما يجب عليه ان يرجع الى فطرته. وهذا في الامور في الامور الظرورية المعلومة بالاسلام ما لا يدخلها ما لا مما لا يدخل فيها ريب او شك. وكثير من ليس له اباء من اليهود والنصارى واو المجوس يغيرونهم ولكن ربما بمخالطة الغير والنص هنا انما ورد على التغليب وذلك هذا معلوم في الحس فان من كان من كان ابواه يهوديين فانه يتهود ومن كان ابواه نصرانيين فانه يتنصر وكذلك من كان من المسلمين فانه يكون من اهل الاسلام. ولهذا بيئة النصارى يكونوا الاولاد نصارى. في الاغلب وبيئة المسلمين يكون الاولاد وهكذا وهذا جري على الاغلب وكثير من الناس يعلق ذلك البيئة والفطرة ونحو ذلك وفي الازمنة المتأخرة يطرأ على كثير من الناس من تغيير الفطر من غير الاباء بالمخالطة بالاذان بالنظر في كتب في كتب اهل الانحراف والزيف ونحو ذلك ما يغير فاذا وجد الانسان في نفسه جفوة من بعض ما تأمر به الشريعة من الاحكام فليعلم ان فطرته قد طرأ عليها شيء من المتغيرات يجب عليه ان يؤوب الى ان يؤوب الى الى فطرته. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين النظر في كتب الغير سواء كان من اليهود والنصارى. وان الانسان ينبغي ان يرجع الى الاسلام. وهذا ما جاء عند ابن ابي وغيره وكذلك قد رواه الامام احمد اه في كتابه السنة برواية ابنه عبد الله من حديث مجارد ابن سعيد عن عامر ابن شراحيل الشعبي ان رسول صلى الله عليه وسلم وجد بيدي عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة قال ما هذه؟ يا عمر؟ قال هذه قطعة من التوراة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتهوكون يا ابن الخطاب يعني اعندكم شك فيما اتيت اتيت به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان والذي نسب بيده لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعه يعني يجب عليه ان ينقاد ان ينقاد لقوله. وهذا فيه اشارة الى ان الانسان اذا طلب الحق مما قد جاء فيه الدليل؟ او طلب او طلب فهم بعض الشريعة في بعض الكتب السابقة ونحو ذلك فانه يطلب عدما وربما به ذلك عن طريق عن طريق الحق وما جاء في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيان تأثير من حول الانسان عليه هو اصل المخالطة لهذا الشريعة قد حمت الانسان من مخالطة اهل الزيغ والضلال ولهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم فلا تقعدوا معهم وعلل ذلك بتعليل يظهر تظهر منه تظهر منه نتيجة المخالفة اطأنكم اذا مثلهم يعني ستكون ستكون الحال كحال كحال اولئك بالمخالطة. وهذا بالاشياء بمخالطة الاشياء محسوسة وذلك ان الانسان لا يمكن ان يتحقق فيه مخالطة بغير الحس وهذا في الزمن الاول لما كان سبب وصول الانسان وصول اقوال اراء الانسان سبب وصول اراء الانسان الى غيره بالمخالطة الجسدية وهي الحسية نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن تلك الوسيلة ولكن في زمننا قد ترد المخالطة الى الانسان من غير مخالطة جسدية. فالذي مثلا ينظر في كتب اليهود والنصارى او ينظر في كتب الطوائف او الفرق والمذاهب او العقلانيين ونحو ذلك وهو في اوساط المسلمين يتحقق فيه وصف الشرعي فلا تقعدوا معه. فربما يكون ممن تتحقق فيه المخالطة وبين ظهراني المسلمين. ويطرأ عليه التهود والتمجس والتنصر وهو وفي بلاد المسلمين ويخالف امر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا لان كثيرا من المسلمين يعلق رأيه او قوله وفعله بشيء محسوس ولا ينظر الى الى الواقع. الشريعة انما جاءت في مخاطبة قوم في الصدر الاول. وذلك للامية لعدم القراءة. وانما يكون انتقال الافكار والاراء بمخالط القوم او الاقوام والشعوب بعضها مع بعض. لهذا الشارع نهى عن الوسائل. ولو كانوا امة تقرأ وتكتب كما جاء في رواية عبد الله ابن عمر في حديث عبد الله ابن عمر لما كان معه شيء من التوراة ونهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تلك القضية بعينها لانها من القضايا النادرة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نحن امة امية لا نقرأ ولا ولا نكتب ولا نحسب وفيه اشارة الى ان هذه الاسباب غير موجودة فالخطاب من الشارع لا يتوجه اليها وانما يتوجه الى الى المخالطة. لهذا ينبغي للعالم والعارف بالله جل وعلا ان ينظر الى احوال زمنه وان يخاطبهم كذلك بالنظر الى المقاصد من غير نظر الى الى اسباب مجردة ما قصد الشارع الوصول اليها ومن المؤسف ان كثيرا من المسلمين او كثيرا ممن ينتسبون الى الدعوة والعلم ينظرون الى الى مسائل مخالطة المشركين الى بلدانهم ونحو ذلك. ويرى كثيرا من المسلمين منغمسين بقراءة كتب الغرب. والنظر في احوالهم ولا ولا ولا يكون هذا في قلبه شيء او لا يشكل هذا في قلبه شيء من انواع الخطورة. ولا يرى هذا نوع من انواع المخالطة التي قصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهي في هذا الموضع. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مثل بشيء محسوس كما في هذا في هذا الحديث بالبهيمة وتقدم مرارا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يورد احكاما كثيرة ويمثلها باشياء محسوسة حتى وبالفهم من الانسان كما تقدم معنا مرارا في في حديث النعمان ابن بشير في حلال بين والحرامين في قصة الرجل في قصة الاوان لكل ملك حمى الاوان والله محارمه وغير ذلك وفي قوله بني الاسلام على خمس وفي قوله اشارته عليه الصلاة والسلام في ان المسلمين ان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا يعني لبنات ذلك البناء تكون مترابطة اشارة الى ان هذا البناء اذا اختل منه لبنة اختل اختل ذلك البناء فيه فجوة ينفذ تنفذ منها النظر وتبدو في ذلك العورات. وربما كان هذا البناء على جرف هار ونحو ذلك. فالنبي عليه الصلاة السلام يمثل بكثير من الامثلة المحسوسة. لهذا ينبغي للانسان في حال تعليمه ان يتجه الى هذه المعاني وان يكون من اهل البصيرة فيه على نهج محمد صلى الله عليه وسلم نعم اليك وعنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اطفال المشركين عمن يموت منهم صغيرا فقال الله اعلم بما كانوا عاملين في هذا الحديث في حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سئل عن اطفال المشركين هذا السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن اطفال المشركين فيه اشارة الى ان اطفال المسلمين امرهم مقضي. وليسوا هم موضع سؤال. ذلك ان مردهم الى الجنة ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سئل عن الاطفال على سبيل العموم وانما سئل عن اطفال المشركين. مما يدل على ان اطفال المسلمين حكمهم حكم ابائهم ويكونون من اهل من اهل الجنة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ولطفه ولطفه بعباده. و من الادلة ايضا على كون ان اطفال المؤمنين يكونون من اهل من اهل الجنة ان الله جل وعلا جعل من قدم من ابنائه يعني قبل ان يبلغوا الحلم انهم يكونون شفعاء له سواء ترك ابنين او ثلاثة او ابن ولا يمكن ان يشفع من استحق النار لوالديه بدخول الجنة الا وقد ضمن دخوله الجنة. وجاء النص في ذلك عاما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشامل لسائر نساء الاطفال. وكذلك يدخل في هذا المجانين من ابناء من ابناء المسلمين الاشتراك للاشتراك في الحكم وذلك ان المناط مناط رفع التكليف على الصبي هو عدم توفر العقل ولا عبرة ولا عبرة بالسنين. ولما شاركه المجنون بعدم توفر العقل دل على دخوله في حكمه. ولهذا شارك الشارع الصبي بالغلام كما جاء في حديث في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي حتى يبلغ المجنون حتى حتى يعقل والنائم حتى يستيقظ يعني ان الانسان يرفع عنه التكليف ما لم يوجد ما لم يوجد فيه العقل فاذا وجد فيه العقل فانه يكون من اهل من اهل التكليف واما اطفال المشركين قبل الولوج في هذه المسألة ينبغي ان يؤصل هذا الامر وهو مسألة العقاب من الله جل وعلا في الشريعة والذي تدل عليه النصوص الظاهرة الصريحة في كلام من كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا الا يعذب احدا من عباده حتى يبلغه الدليل وبلوغ الدليل مقتضي لفهم الانسان لذلك الدليل وانقياده له. واذا كان الانسان يبلغه والدليل وليس من اهل الفهم والادراك كان في ايصاله للدليل نوع من العبث. وكذلك ظرب من دروب من دروب التعنت. واذا كان من اهل الفهم لكنه من اهل العجز عن الانقياد. فان هذا لا يتصور معه وجوب ايصال الخطاب الخطاب اليه. كحال الانسان الذي يفهم الدليل ويكون مثلا من اهل الاعاقة الكاملة ليس في جسده شيء يتحرك الا انه يدرك اي الا انه يدرك ما يسمع فليس لاحد مثلا ان يوجه اليه الخطاب بالامر بالاتيان الى صلاة الجماعة ونحو ذلك. فان هذا فان هذا لا يتصور الا انه يخاطب بما يصل اليه ويفهمه مما يجب عليه من تكليف وهو ان يؤمن بوجوب الصلوات الخمس وانها ركن من اركان الاسلام ويخاطب بهذا النوع من الخطاب واما غير ذلك من الامر بالانقياد ان يخاطب على سبيل الاعتقاد على سبيل على سبيل الامتثال. ولهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم وما كنا نبينا حتى نبعث رسولا. لا يمكن لاحد ان يتصور ان يعاقب ان يعاقب الا الا بعد الا بعد بلوغ الحجة اليه. وفي قوله سبحانه وتعالى حتى نبعث رسولا. يعني رسولا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغه ذلك سواء كان رسولا من الله او رسول او يكون هذا من الرسل عن رسول الله جل وعلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عماله الى الافاق فكل من كان في زمن النبي من دخل في الاسلام ليس كلهم رأوه فليس كل اهل اليمن رجال ونساء الذين دخلوا بالاسلام ومن حول النبي عليه الصلاة والسلام من اهل الافاق الذين امنوا به في زمنه كانوا كانوا من اهل من اهل الاسلام. والمتقرر ايضا ان الشارع امر الحجة والبلاغ الى الناس على سبيل الوجوب لمن بلغته. لهذا قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع الله ثم ابي غمامنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخبر المتواتر بلغوا عني ولو اية. وفي تقييدي هنا ولو اية اشارة الى ان الانسان اذا بلغ او وصل اليه شيء من الدين ولو يسيرا وجب عليه ان يبلغه الى غيره حتى تقوم بذلك الحجة. ومعنى ايصال السماع هو ان يسمع الانسان الحجة لغيره على وجه يفهمها لو اراد ان يفهم. يعني ان تكون بلغته ولا تكون بلغة غيره. فاذا كان الرجل من اهل يبلغ اليه الحجة والدليل على وجه يفهمها لو اراد. يعني لو اراد ان يفهم ومعنى تقيد ذلك بالارادة اي ان الانسان اذا بلغته الحجة على وجه يفهمها لو اراد ان يفهم لكنه اذا لم يكن من اهل الارادة كالذي يضع اصبعيه في اذنيه او يحدثه غيره بخطاب الشرع ولكنه ينشغل وينصرف الى امور الدنيا ونحو ذلك فان هذا فان هذا مخاطب ويجري عليه ويجري عليه التكليف. باعتبار ان الانسان لم الى اتباع الحق وهذا كما انه فيما فيما كان من اسباب من من الاسباب الموجبة للوصول الى الله وهو النظر في حظ الدنيا فهو في حظ الاخرة من باب اولى. يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فعصر الخلقة لله وعلا وخلق الله جل وعلا ما في الارض جميعا للناس يأخذونها ويجعلونها اسبابا للوصول اليه سبحانه وتعالى. ولما كانت هذه الاسباب لم لم يخلق اليها لم يخلق لاجلها الانسان. ولو اعتقد الانسان انه خلق لاجلها فما خلق لاجله المؤمن وهو اعظم ومن ذلك وهو عبادة الله جل وعلا. فانصرف الانسان اليها وانصرف الانسان اليها بكليته وقصر في احد من اسبابها لم يكن معذورا مثال ذلك اذا كان الانسان قد ادركه العطش وهو مأمور من جهة العقل ولو لم يكن من جهة النقل بالحفاظ على حياته. وكذلك حياطة ما وادركه العطش واتاه واتاه خبر من مخبر ان ان خلف هذا الحائط او في هذا الوادي ماء يسقيك وبقي في في مكانه وقال ان الذي اخبرني خبره فيه شك فانني لا اذهب حتى يأتيني خبر اليقين ثم لم يذهب بالوصول الى الماء واتباع خبر خبر الشك الذي الذي ورد اليه ثم مات في مكانه هل يعد عند العقلاء انه قد قتل نفسه او لا؟ يقال انه قد قتل نفسه وفرط. فاذا كان هذا فيما يعتقد الانسان انه خلق لاجله في الدنيا عند اهل الالحاد كذلك في من يعتقد انه خلق لاجل العبادة كاكثر اهل الارض من اتباع رائع السماوية من اليهودية والنصرانية والاسلام. فاذا بلغه شيء من الاسلام ولو على سبيل الشك على وجه يفهمها لو اراد ان يفهم ثم ولم يتبع الحق وبقي على ما هو عليه فانه مخاطب ويستحق العقاب. لهذا قال الله سبحانه وتعالى مخاطب نبيه كما تقدم وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. قال حتى يسمع. ومعنى السماع ان ينفذ الى عقله شيء يفهمه لو اراد اراد ان يفهم. واذا كان هذا على صورة لا لا يفهمها الانسان كأن يخاطب الاعجمي بلغة عربية. او يخاطب العربي بلغة اعجمية ان ولو كان المعنى حق فانه ليس من اهل الخطاب وانما المراد بذلك ان يسمع سماعا حقيقيا. والسماع في الشريعة اذا اطلق اذا لقاء المراد به الافهام. اذا اطلق المراد به الافهام وهو ان الانسان يسمع خطابا ويرد جوابا. يعني اذا سئل سؤالا عن الخطاب الذي وجه اليه رد على ذلك على ذلك جوابا. واما فهم الحجة ومردها القلب فان الشريعة لا تنظر الى ذلك لا تنظر لا تنظر الى ذلك. والدليل على هذا جملة من الادلة منها ان الشارع قد ربط ذلك بالسماع. ومنها ان مرده الى القلب وهو الامر الباطن ولو اردنا ان نرجع ذلك الى امر باطل لتعطلت الشريعة. وتعطلت اقامة الحدود فكل احد يقول اني لم افهم ما امرتني به ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتب الكتابات الى اهل الافاق ولا ينظر هل فهيم ام لا. هذا ظاهر في اسماع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين كافة بالخطاب بالوحي الذي امره الله جل وعلا بايصاله اليهم. فلما كان يصل اليهم على نحو يفهمونه لو ارادوا ان يفهموا ولكنه لما كانوا لم يريدوا ما انقسموا على طوائف منهم من لم يرد الفهم واعرض ومنهم من فهم وبقي كحال كفار قريش لانهم قد نزل عليهم القرآن على لغة عربية يفهمونها لو ارادوا. لهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. يعني استيقنوا فهموا في قلوبهم لكنهم في الظاهر ما قالوا اننا لم نفهم. مع ذلك عاملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاملة الظاهر ولم يعاملهم معاملة الباطل اذا علم هذا تقرر لدينا ان من لم تبلغ من لم يبلغه الدليل على وجه يفهمها لم لو اراد ان يفهم او لم يكن من اهل الخطاب ان الله جل وعلا لا يعذبه ومن ذلك اطفال ومن ذلك اطفال المشركين ومجانينهم. وانما اختلف العلماء فيما عدا ذلك وهذا محل اتفاق عند العلماء ان اطفال المشركين لا يدخلون النار مع ابائهم الا من امتحن في الاخرة ولم يجب فانه يكون معهم كحال امتحان امتحان الدنيا. وبه نعلم ان ما بعض العلماء من ان الاخرة ليست موضع تكليف بالاطلاق فيه نظر على هذا النحو. وذلك ان الاخرة يكون فيها نوع تكليف خطاب الانسان اذا فعل امتثل يؤجر واذا لم يمتثل اي انه يجري عليه القلم في ذلك الموضع كحال كحال اطفال المشركين وكحال المجانين. اختلف العلماء في اطفال المشركين على عدة اقوال على عدة عدة اقوال. ذهب جماعة من العلماء الى ان اطفال المشركين محلهم الجنة وقالوا قد دل الدليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم يكونون من خدم اهل الجنة. وقد جاء في ذلك جملة من الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. منها ما رواه الطبراني من حديث الاعمش عن يزيد ابن ابي زياد عن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطفال المشركين خدم اهل الجنة وهذا قبر مضاعف فانه من رواية يزيد ابن ابي زياد وقد جاء من وجه اخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رواه ابن منده من حديث محمد ابن اسحاق عن يزيد ابن ابي حبيب عن سنان ابن سعد عن ابي مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان اطفال المشركين خدموا اهل الجنة ان اطفال ان اطفال المشركين خدموا اهل الجنة. يعني انهم يدخلونها ولكن ليسوا ليسوا من ليسوا من من دخلها بسبب الايمان وانما لخدمة اهل الجنة تغريبا لرحمة الله سبحانه وتعالى. وهذا الخبر من جهة الرواية ضعيف من جهة الرواية ضعيف. وقد ذهب الى هذا القول جماعة من العلماء وهو قال به جماعة من المحققين من فقهاء الحنابلة والشافعية وغيرهم. ومن العلماء من قال ان اطفال المشركين يمتحنون في الاخرة. فلا تحكم لهم بجنة ولا يحكم لهم بنار. وانما يمتحنون كحال امتحان كحال امتحان المعتوه كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الاربعة المحتجين يوم القيامة في وهم الاقرع والمعتوه والمجنون قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث معاذ ابن هشام عن ابيه عن قتادة آآ عن قتادة عن انس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء من وجوه عدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا انهم يمتحنون يوم القيامة ويسألون يبعث الله جل وعلا لهم رسولا ويأمر او قيل بدخول الجنة وبقيل بدخول النار فان دخلوها فان دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما وان لم يدخلوها كانوا من اهل النار قالوا وفي هذا اشارة الى ان من امتثل الامر بما فيه نوع كلفة بما يخالف بما يخالف شهوة النفس ان الانسان ان الانسان يرزق من ذلك حظا عظيما عند الله سبحانه وتعالى قال وهذا هو نوع مما يعانيه الانسان في الدنيا من انقباض عن عن شهوات الدنيا ولذائذها التي تكون عاقبتها على الانسان سيئة في دنياه. وذهب الى هذا جماعة من المحققين ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وكذلك الحافظ ابن كثير واخرون ايضا قد ذهبوا الى الى هذا القول واحاديث الامتحان المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فيها كلام وهي بمجموعها يدل على ان لها اصل ان الامتحان في الاخرة حاصل ولما كان كذلك ناسب ان يكون لمن لم تبلغه الحجة كحال الذين يحتجون كالرجل الذي يكون من اهل الفترة او المعتوه الذي يحتج يوم القيامة مع هؤلاء فيقول يا رب ان ان الصبية يضربون يضربونني بالبعرة يعني يرمونني احتقارا ولم اكن من اهل الادراك والفهم. فكيف اخاطب بالدليل؟ ثم الله عز وجل يبعث لهؤلاء رسولا سواء اه كانوا من هؤلاء الصنف او كانوا ممن يقاس عليهم قالوا في الصبية من باب من باب اولى. الصبية من باب اولى وهم اولى بارسال الرسول اليهم والامتحان من من كان معتوها لان المعتوه يكون لديه نوع عقل وادراك. بخلاف الصبي مثلا الذي يموت في مهده وهو في حال الرضاع ليس لديه عقل وعقله ربما ربما بعض البهائم تدرك من الادراك من المصالح وتتقي من الشرور وتتبع من امور من امور حماية جسدها وحفظ دمها ما لا يتبعه ما لا يتبعه ويعرفه آآ الصبي في في مهده. وبه يعلم ان اه ان الامتحان يدل عليه الاصل كذلك ان اذا اخذنا بالاصول المتقدمة ان الشارع لا يعذب احدا حتى يبعث رسولا فلما لم يكن هذا لا في الدنيا ناسب او لزم ان يكون في الاخرة. والله جل وعلا قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما. فليس لاحد لم يرسل اليه رسول ثم يعاقب. والله جل وعلا يتنزه عن مثل عن مثل ذلك. وبهذا نعلم ان اطباق العلماء على انهم لا يدخلون النار ابتداء متقرر ولهذا ثبت قوله وقول ثالث ان اطفال المشركين يكونون من اهل الجنة ايضا وهذا قول قد ذهب به اه قلة وهذا المراد بهذه الاقوال اقوال اهل السنة. ومن ومن اه بعض الطوائف الاسلامية من قال ان اطفال المشركين انهم يكونون يكونون من اهل من اهل النار كابائهم وهذا في حكم في حكم العاقل اما في حكم الدنيا فاطفال المشركين حكمهم كحكم المشركين حكمهم كحكم المشركين. فان الانسان مثلا على سبيل مثال اذا كان اذا كان آآ اذا كان مسلما على سبيل المثال دخل في آآ الاسلام يكون ابناؤه مثلا على هذا ولو كان يهوديا او نصرانيا قبل ذلك. كذلك ايضا في مسألة في مسألة العكس اذا كان الانسان اذا كان على الاسلام ثم دخل اليهود ثم ولد له فان اولاده يأخذون يأخذون الحكم. كذلك ايضا في حكمهم من من جهة الدنيا من جهة الجزية ونحو ذلك لا يقال انه يأخذ الجزية يؤخذ الجزية على من كان من كان كافرا ومن كان دون ذلك فانه لا يؤخذ لا يؤخذ عليه يقال انه يؤخذ حتى على المجنون في قول بعض الفقهاء وان كان جماهير الفقهاء لا يميلون الى الى هذا القول وثمة اثار في كلام تلفي هذه المسألة تقدم الاشارة الاشارة اليها نعم الا ان الشارع قد استثنى اطفال المشركين من جملة من احكام البالغين منهم كمسألة آآ قتلهم كما في قصة سعد في قصة من ومن لم ينبت من اليهود وكذلك قتلهم في الغزو آآ هذا يقال ان هذا الاستثناء هو على باب الرحمة والشفقة. ولهذا يدخل في هذا الشيخ كبير مع دخوله في مع دخوله في الخطاب والتكليف وكذلك ايضا المرأة لا تقتل مع دخولها في الخطاب والتكليف قال المنع من هنا هو منع شفقة ورحمة لا كون ذلك انه لا يدخل من باب الاسماء فهم يطلق عليهم انهم مشركين كحال المشركين من ابائهم في في سائر بلدان اهل الشرك والكفر كفاية ما في سؤال نعم هذا يكون من المخالطة هذا يكون مخالط. يخرج من هذا اهل العلم يخرج من هذا اهل العلم الذين تشبعوا من العلم فارادوا ان ينظروا في كلام الطوائف حتى يردوا عليه ولكن كثيرا من الناس حينما يقرأ حرفا من العلم يظن انه قد علم العلم كله فيصير به ذلك الحرف كفر والعياذ بالله ولهذا ينبغي الانسان ان يحذر من هذا النوع من المخالطة. وليعلم انه اذا كان يستنكر على المسلم يقيم بين ظهراني المشركين فليعلم انه قد تحصل لديه ذات المعنى فالذي ينغمس مثلا في كتاباتهم والقراءة في في اقوالهم ونحو ذلك يتشرب اقوالهم ولو كانوا بعيدين وهذا هو اعظم انواع المخالط بل هو الغاية بل ان المسلم اذا كان في بلاد المشركين ويقيم دينه ومحترز اهون ممن يقيم في بلاد المسلمين ويعكب على كتبهم ليلا ونهارا فهذا هو هي المخالطة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي للانسان ان يكون ان يكون على حذر حذر منه. وهذا لغفلة كثير من الناس عنه مشكل حتى ان بعض الاباء لا يمنع من قراءة اي شيء وانما ينظر الى امور ظاهرة لا يحب ان ابنه يقرأ مثلا او يشاهد صور منحرفة اخلاقيا لكن عقديا لا يلتفت الى هذا الامر ولو قيل له مثلا ان ابنك يذهب يقيم بين ظهران المشركين لقال لا لا اريد ان اقيم هناك ونحو ذلك ثم يدعه يقرأ من هذه الكتب وتتحصل لديه الغاية ولا يكون لديه حصيلة شرعية فينحرف ويضر والانحراف درجات ولو لم ينحرف عن دينه بالكلية تجده مثل يأنف من بعض الاحكام الشرعية ومسلمة وقطعيات هذا نوع من من من الانحراف نوع من التنصر نوع من التهود ان يأخذ شيئا من اليهودية ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام يطلق على من تشبه ببعض المشركين ببعض افعالهم انه مثله ليس هذا اخراج له من الاسلام حتى يقع في شيء مكفر ولكن اذا اردنا اطلاق او التجوز باللفظ فهذا وارد ان يقال الانسان اخذ خلقا من النصارى او فيه نوع من التهود او التنصر ونحو ذلك اذا سلك هذا المسلك كالذي يتشبه ببعض اه المشركين ونحو ذلك وبه نعلم ان كثيرا من المسلمين الذين في بلادنا يلبسون لبس وما خرجوا من بلاد المسلمين ويتكلمون كلام وما خرجوا من بلاد المسلمين وترى منهم تصرفات وكأنهم اقاموا دهرا وزمنا طويلا في بلاد المشركين والسبب في هذه المخالطة الذهنية والقراءة في الكتب لا لا يمنع العالم المحيط بالشريعة ان يعرف قدره ان يقرأ وان ينظر في كلامهم ليوازن من جهة النقد والرد ونحو ذلك واذكر ان شابا كان يأتيني ويسأل عن مناقشة بعض الطوائف وكنت انصحه بالاعراض عن الخوظ في ما في ما هم فيه وقال اني ادخل في مواقعهم وارد عليهم وافعل وانا اعلم قلت انا ببظاعتك انت مزجيا ولا تحمل من العلم شيء اعرف قدرك كنت اعلم انه لديه ثقة زائدة في في نفسه يخوض مع هؤلاء والان من رؤوسهم وهذا هذه بلية ويزعم ان عنده شيء او يزعم ان عنده كل شيء والله ما عنده شيء وهذا هذه مشكلة ينبغي للانسان ان ان يتنبه لها في ذاته ان يتنبأ ايضا لها ايضا في ذريته واما العبارات التي تطلق ينبغي ان يكون الانسان صاحب اطلاع بواسع الثقافة ونحو ذلك هذا لمن ملك الشريعة وتحصن. نحن نريد حماية دين ان تكون صاحب ثقافة في امور الدنيا تثقف بامر الدنيا. اقرأ عن العالم. اقرأ عن الشعوب اقرأ عن الارض اقرأ عن الافلاك اقرأ ما تشاء لكن ما يمس العقيدة تحصن بالاسلام واعرف الاسلام وتشبع منه ثم بعد ذلك توسع بالنظر في كلام الطوائف ورد عليه انهم يمتحنوه هذا الراجح كيف لكن هذا ليس المراد بذلك كل من كان على هذه الصفة وانما ذكر وصفا من اه من من ذريته من كان من من اه من كان على الاسلام والملة الحنيفية سواء كان ذلك بعد الامتحان او بعد او قبله ممن تحقق فيه الاتباع قبل ذلك او بعده بعد ورود الامتحان عليه قال ان هذا ليس ليس دالا على سائر الافراد والانواع وانما هو مطلق نعم قبل البلوغ بعد الحلم رجل بعد الحلم رجل لا يسمى طفل يكلف كيف ما بلغ؟ يبلغ اذا بلغ الحلم بلغ مات ايه تمييز ايه تمييز تمييز لا يسمى طفل حتى لو عمرها اربعطعش ما لم يحتلم او يظهر فيه من علامات البلوغ والا فهو صبي لا عامة العلماء نعم تدخل تدخل في هذا كتابات الفساق والمنافقين والنظر فيها والمبالغة في هذا هذا ايضا يعني من الرزايا ونعني هذا النوع من هذا الامر لتتكلم عنه مسائل الفساق والمنافقين ونحو ذلك وللاسف الشديد كل من يدخل في القراءات الحديثة في الافكار وفي التيارات ونحو ذلك يعلم ظاهرا من الافكار لا يستطيع ان يؤصل هذه الافكار ولا يستطيع ان يرجعها الى الى قواعد واصول واعظم مشكلة في التيارات والافكار المعاصرة انها ليس لها اصول ليس لها اصول بل علماني السعودي يختلف عن العلماني المصري والعلماني المصري يختلف عن العلماني الشامي يتباينون ليس لهم عقيدة وهذا خطأ في المواجهة وهذا يتحمله من الذي يتحمله؟ يتحمله العلماء المعتزلة اول ما ظهرت من الذي اصل لها خاصة لها العلماء علماء الاسلام اصلون واعطوهم اصولهم قالوا هذه اصول ينبغي ان تمشوا عليها حنا نرد عليكم على هذه الاصول لكن فضفاضة فتجد شخص ينتمي الى الفكر العلماني او الفكر الليبرالي ونحو ذلك يقول بقول يكفره ليبرالي وعلماني شامي او مصري ونحو ذلك وهكذا فتجد ثمة خلاف لا يواجه بعضهم بعضا وذلك لان الدافع في ذلك شهوات وان كان مرد ذلك الى العقل الدافع الى هذا من جهة الاصل شهوات والدافع الى العقلانيين من المعتزلة الاوائل شبهات وليست شهوات ولهذا المعتزلة الاوائل منهم عباد وصلح وهؤلاء كلهم اصحاب شهوات وزنادقة وربما لا يصلون ولا يعترفون بشيء من هذا فيختلف يعني منبع الخروج المعلومة من العقل لهذا ينبغي للانسان ان ان يرجعهم الى اصولهم بالامكان ان يقال ان اصولهم المساواة هذا من الاصول اللي ينطلقون ينطلقون منها ان يقال اصولهم العدل من اصولهم الحرية. تجمع هذه الاصول ثم يحاول ان تضبط تجمع لهم اربع خمسة اصول ثم آآ تخرج ثم لماذا يختلفون في تنزيلها وهل الاختلاف هذا دليل على ان هذه الفكرة فضفاضة؟ لا اصل لها وما حد ذلك عندهم توضع لها هذه القواعد ثم تعطى اياهم وتبين للناس ان اصول هذه العقيدة وهذا المذهب هي هي على هذا النحو بحيث الناس يعرفون ما هي الاصول ثم يردون عليها واعظم اشكالية في المتلقين الان ان الخطاب خطاب فضفاض يعتني بجزئيات وليس له اصول فيسحر الباب كثير من الناس ولا يستطيع ولا ولا يتمكن كثير من الناظرين في ربط هذه الجزئيات بالاصول ولكن الاشكال الاكبر من هذا ايضا ان من يدعو الى هذا ينظر في الجزئيات ولا يربطها باصولهم يربطها باصول الاسلام كمسألة حرية عدل مساواة وهكذا فهم فرعوا وما اصلوا وتركوا التأصيل للعامة بحسب اذواقهم فيأخذون الفرع ويلحقونه بالاسلام. وهذا نوع من التظليل والمكر والخديعة. فينبغي للعلماء واهل ان ان يرجعوا هذا الى هذا الامر وقد كتبت كتابا في هذا الامر اسأل الله عز وجل ان ان ييسره ببيان اصولهم وارجاع اليهم التدليل على ذلك والاشارة الى السبب اه عدم تباينهم وسبب عدم حرص هؤلاء اصلا على التأصيل تأصيل الافكار التي يدعون اليها سبب انهم يريدون الوصول الى جزئيات ولا يريدون الوصول الى الى كليات يريدون جزئيات ثم آآ ان يكون الربط في ذلك فضفاض وعام تارة في الشريعة تارة يبطونه في العقل تارة يبطونه بمصلحة تارة يريدون التشعب الامر وهذا يلزم منه عدم عدم التأصيل اسأل الله عز وجل التوفيق وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد