بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا هذا القرآن هو الذي نفس محمد بيده له اشد تفلتا من الابل في عقلها. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد هذا الخبر قد رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف عليه رحمة الله من حديث بريدة عن ابي بردة عن ابيه وهو ابو موسى الاشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعاهدوا القرآن يعني لتكونوا من اهل حداثة العهد بمداومة القراءة ومداومة كذلك لاستذكار ما فات الانسان من محفوظه قد جاء في السنة وجاء في كلام الله جل وعلا في بيان منزلة اهل القرآن وكذلك ما بيان حال من ترك القرآن ونسيه او تناساه وقد جاء في ذلك جملة من اخبار الوعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الكلام الكلام فيها وتعاهد القرآن يعني يعني به من كان على معرفة بقبل ذلك سواء كان من ابواب الحفظ او كان من معرفة المعاني ومن لم يكن من اهل المعرفة بالقرآن فانه يجب عليه المبادرة بمعرفته وذلك ان الله جل وعلا جعله الرحمة كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. قد جاء عن غير واحد من المفسرين ان فضل الله هو الاسلام وان رحمته هي القرآن كما جاء تفسيره عن عكرمة كما رواه ابن جرير الطبري وغيره وروي هذا عن غير واحد من المفسرين من السلف وذلك ان الله سبحانه وتعالى قد جعل فيه الحجة والبيان للناس عامة وجعله باقيا محفوظا الى قيام الساعة لا تناله الايدي بالعبس كما في قوله سبحانه وتعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. يعني ان الله جل وعلا يحفظه من عبث العابثين وتحريف تحريف الغاليين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين. وذلك كبحفظ الله جل وعلا لحروفه وكذلك قيام المعاني المنتقلة من السلف الى الى الخلف الى قيام الساعة. والقرآن من الله وعلا بدأ واليه يعود يعني ان الله سبحانه وتعالى تكلم به على الحقيقة ويعود الى الله جل وعلا في اخر الزمان حيث ان الله سبحانه وتعالى حيث ان الله جل وعلا يرفعه يرفعه من الصدور. وكذلك ايضا من الصحف في اخر في اخر الزمان والامر هنا بمعاهدة القرآن هي منصرفة الى منصرفة الى الوجوب والى الاستحباب. وذلك بحسب نوعي نوع اي العارض الذي يعرض على الانسان من من نسيان القرآن وهجرانه. وقد شكا رسول الله جل وعلا قد شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الله جل وعلا هجران قومه للقرآن والهجران يكون على نوعين النوع الاول هو هجران المعاني. وذلك بعدم معرفتها وادراكها او السماع بها وعدم الحرص على فهمها. وكذلك فهم مراد عليه الصلاة والسلام من بعض العمومات التي يطلقها بتتبع مواضع التخصيص وكذلك مواضع مواضع التقييد للعموم ومعرفة الناسخ من المنسوخ والنوع الثاني هو هجران هو هجران الحروف يعني حجران قراءة القرآن والتلفظ به وقد جعل الله جل وعلا لقارئ القرآن من المنزلة والمزية عنده ما يحث به العباد على هذين النوعين واعظم انواع الهجر هو النوع هو النوع الاول هو هجران المعاني وذلك ان الله سبحانه وتعالى قد فمن ترك المعاني مع قدرته عليها انه نسي نسي الله وذلك انه نسي المعاني والاحكام التي امر الله جل وعلا فاستحق حينئذ حينئذ العقاب والمقت من الله جل وعلا. ونسيان معاني القرآن وهجران القرآن الهجر الاول محرم باتفاق العلماء على حسب النوع المهجور. فما كان واجبا على الانسان على فروض الاعيان فان الهجرة قال في ذلك من كبائر الذنوب وبقدر ذلك الهجران وبقدر ذلك النوع من الهجران بقدر ما يلحق الانسان من الاثم. فاذا قدر ان الانسان عرف ما يجب عليه على سبيل التعيين ثم ثم ثم تركه فذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب وان كان قد نسي ذلك المعنى على سبيل الحقيقة الا ان نسيانه كان بسبب تفريط منه واليه ينصرف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعيد في نسيان القرآن. وهذا وهذا عند عند عامة عند عامة العلماء من السلف. ويأتي مزيد كلام على هذا على هذا النوع. واما النسيان النوع وهو هجران هجران الحروف وذلك بعدم قراءة القرآن. والمقدر في السنة انه يستحب للانسان ان يقرأ القرآن في كل شهر وان استطاع ان يقرأه في سبع وان استطاع ان يقرأه في ثلاث ولا يزيد على ذلك. وقد جاء في البخاري من حديث ابي سلمة عن عبد الله ابن عمران او سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن فقال اقرأه في شهر فقال اني اقدر على اكثر من ذلك فقال اقرأه في سبع ولا تزد ولا تزد على ذلك وجاء في ثلاث ولا تزد ولا تزد على ذلك. في هذا اشارة الى انه لا يستحب للانسان او يكره للانسان ان يقرأ القرآن في اقل من ثلاث وهذا قد جاءت كراهته عن غير واحد من السلف كما جاء عن عبد الله ابن مسعود عليه رضوان الله كما رواه ابن ابي شيبة وابو عبيد من حديث ابي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى انه قال من ختم القرآن في اقل من ثلاث فهو راجس يعني كحال من يهذ من يهز الشعر وبعض العلماء يستثني من ذلك احوالا وهو في الازمنة الفاضلة وكذلك في الاماكن الفاضلة انه لا حرج على الانسان ان يقرأ ان يقرأ في اقل من ثلاث وذلك يحمل عليه ما جاء عن بعض السلف من قراءة القرآن في اقل من ثلاث جاء هذا عن عثمان عن ابن عفان كما رواه عبدالرحمن ابن عثمان التيمي عن عثمان بن عفان انه قرأ القرآن في ليلة كما رواه ابو عبيد وكذلك ابو بكر ابن ابي شيبة وغيره وكذلك ايضا قد جاء عن بعض السلف انه ختمه ختمه في ليلة قد جاء هذا عن تميم الداري وجاء ايضا عن ابي بن كعب انه قرأه في ليلتين وجاء ايضا عن جماعة من السلف انهم كانوا يختمونه في ليلتين في رمضان. روي هذا عن سعيد ابن جبير كذلك عن الاسود ابن يزيد وعن عطاء ابن السائب كما رواه ابو عبيد. من حديث واصل ابن سليمان قال صحبت عطاء بن السائب. في سفره فكان يختم القرآن لليلتين يأتي عن بعض السلف الاطلاق في هذا في هذه في هذه التلاوات او ختمها في ليلتين او ثلاث من غير تقييد في رمضان وفي بعضها يأتي التقييد بازمنة فاضلة وفي بعض وفي بعض الروايات يكون في اماكن فاضلة كما في كما جاء عن عثمان بن عفان انه ختم القرآن في ركعة واحدة عند عند البيت. عند البيت. وجاء هذا ايضا عن عثمان بن عفان كما رواه ابو عبيد كما رواه ابو عبيدة عن عثمان ابن عفان حينما اراد اراد الخوارج ان ان يقتلوه عليه رضوان الله تعالى الا انه كان يختم القرآن في ليلة فلم تقتلونه؟ واسناد ذلك لا بأس لا بأس به وقد جاء عنه من وجوه من وجوه اخر وما جاء عن عثمان بن عفان ايضا انه ختم القرآن عند البيت في ركعة وجاء ايضا عن ابراهيم النخعي كما رواه ابن ابي شيبة من حديث منصور عن ابراهيم وجاء ايضا عن علقمة يرويه عن عبد الله ابن مسعود عليه رضوان الله تعالى انه ختم ذلك في اقل من ثلاث وليس هذه منها النصيب قد جاء رواه ذلك عن غير رواه غير واحد من اصحاب عبدالله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى عنه. وهذا فيه اشارة الى الى مسائل منها ان ما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لا تزد على ذلك ان المراد به هو عدم الفقه والفهم. ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه ابو داود في كتابه السنن. قال ما فقه من قرأ القرآن في ثلاث. وجاء في رواية دون ثلاث وفي هذا اشارة الى ان النبي عليه الصلاة والسلام انما نهى عبدالله بن عمرو كما جاء في الصحيح قال ولا تزد على ذلك يعني انك لا تفقه وبين هذا عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى في قوله من ختم القرآن دون ثلاث فهو راجز يعني يهظ القرآن كهذ الشعر قال بعض العلماء فاذا تحقق في الانسان انه يفهم القرآن يفهم القرآن كحال من يختمه في شهر وختمه في اقل من ثلاث فان هذا جائز فان هذا جائز وهذا لا يكاد يتحقق عند المتأخرين فاذا كان السلف ينهون عن ذلك وهم عرب عربى وفصحاء ويفهمون لغة القرآن من على السليقية من غير تكلف فكيف فكيف يفهم من جاء بعدهم بازمنة متأخرة وقد سرت وانتشرت فيهم فيهم العجمة ويقال ان هذا بعيد وان تذرع بعض الناس او الذين يعتنون بقراءة القرآن والاكثار من ذلك ان هذا يمكنهم فيقال ان هذا متعذر في عند اكثر الخلق بل عند اكثر العلماء ممن يشار اليهم بالبنان ان يدركوا من معاني القرآن ما نهى سلف عن ختم القرآن في اقل من ثلاث لاجله. يعني انهم لا يدركون من المعالي ما لا يدركون من المعاني ما لا يدركه ومن ختمه في اكثر من ذلك ولهذا قال هذا المعنى عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى لبعض اصحابه كما رواه ابو عبيد وقاله ايضا مجاهد مجاهد ابن جبر واستدل بقوله سبحانه وتعالى على يعني على ترو من غير من غير عجلة. الله سبحانه وتعالى انما انزل القرآن ليتدبر الناس ويتأملون وكذلك يتبصروا بما فيه من معاني وحكم لا ان ان لا ان يهذوه هذ الشعر كان يستثنى من ذلك ما يحصل لبعض المتعلمين من ضبط القرآن وحروف من ضبط حروفه و والتمعن للمعاني يكون بعد ذلك فيقال ان كل حالة تقدر بقدرها. الا ان لولا الانسان ان يقرأ سورة يفهمها يفهم معانيها وان كانت قصيرة افضل من ان يقرأ اكثر من ذلك وهو لا يفهم لا يفهم المعاني. وهذا عند من اعتنى بضبط القرآن وتجاوز ذلك واما ضبط القرآن فانه يطرأ على اه على الانسان في ابتداء عنايته بالقرآن من الجهل بكثير من معانيه مما لا يتحقق معه مما لا يتحقق معه الجمع بين حفظ القرآن ومعرفة سائر سائر المعاني. ولهذا يظهر من حال السلف انهم كانوا كانوا يعلمون الصبية انت من غير معرفة لكثير من معانيه ولهذا كثير منهم يحفظ القرآن وهو في التمييز او دون دون وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن والحث على ذلك والنهي عن هجرانه هو كما تقدم مشتمل او محمول على المعنيين السابقين هو هجر المعاني وحجر الحروف وهجر المعاني متفق على على تحريمه. بحسب ذلك اجر الهجر ما يتعلق مما يجب على الانسان على الاعيان او ما كان على فروظ الكفاية فانه محرم وما كان من المسائل من المسائل الاخرى من جهل بعض المعاني ما يتعلق بقصص القرآن وكذلك احوال الامم الغابرة ونحو ذلك فان اه جهله الانسان او نسيه وان متعمدا بعدم تعهده له يقال ان هذا ان هذا من الامور من الامور الفاضلة التي لا تجب على الانسان بعينه ويقال لا يأثم الانسان وان تعمد النسيان الا انه يتأكد في حقه الحرص على معرفة تلك المعاني. اما نسيان حروف القرآن من حفظه. فقد جاء في ذلك اخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن نظر فيها وجد ان كلها ضعيفة. لا يصح من ذلك شيء. جاء في هذا من حديث سعد بن عبادة وجاء من حديث عبادة ابن الصامت عليه رضوان الله تعالى وجاء ايضا من وجه اخر من حديث انس ابن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح ولا يصح منها شيء. وانما الثابت في ذلك بعض الموقوفات وبعض المقطوعات جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عرضت علي ذنوب امتي حتى القذاة. يأخذها الرجل او يخرجها رجل الى المسجد فلم اجد اثما اعظم من سورة حفظها القرآن حفظها الرجل ثم ثم نسيها. وهذا الخبر معلول فانه يرويه عيسى ابن فائد عن رجل عن سعد ابن عبادة وتارة يرويه تارة يرويه يزيدنا بزيادة عن عيسى عن سعد ابن عبادة من غير ذكر الواسطة وتارة يرويه يزن ابي زياد عن عيسى ابن فائد عن عبادة ابن الصامت فيجعله من فيجعله من حديثه بلفظ من قرأ القرآن ونسيه لقي الله وهو وهو اجزم. وجاء من وجه اخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الامام احمد وكذلك عند ابي داوود وعند الترمذي من وجه اخر من حديث عطا عن انس ابن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصواب في ذلك والصواب في ذلك الارسال. وقد جاء في ذلك بعض المقطوعات عن بعض السلف كما رواه الامام احمد في كتاب الزهد من حديث خالد ابن دينار عن ابي العالية الرفيعة بن مهران قال كنا نعد تعلم القرآن وتركه من اعظم الذنوب. تعلم القرآن وتركه من اعظم الذنوب ولكن هذا لا لا يشمل نسيان القرآن من جهة الحروف. وانما هو داخل في داخل في ترك تعلم تلك المعاني. وروي هذا ايضا عن ابن سيرين قال كانوا يكرهون كانوا يكرهون نسيان قرآن ومن نسيه يمقتونه ويقولون فيه قولا شديدا. قد روى ذلك ابو عبيد وغيره. واما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في في كما جاء في المسند والسنن من قوله عليه الصلاة والسلام ولم ارى ذنبا اعظم من سورة اوتيها رجل ثم ثم نسي حمله بعض العلماء على نسيان المعاني وهذا هو هو الصواب. صوب ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله وجماعة من الائمة اقل احوال نسيان حروف القرآن هو الكراهة وذهب جمهور الفقهاء من المتأخرين الى التحريم ومن نظر الى ما جاء عن السلف في ذلك والنظر الى الاخبار يجد ان القول بالتحريم لا لا اصل له صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء في ذلك عن بعض السلف كعب العالي الرفيع بن مهران وكذلك جاء عن ابن سيرين فهو فهو محمول على المعاني كما في ظاهر كما في ظاهر تلك الالفاظ وتدبر القرآن والنظر في معانيه اه هو قسيم او فرع عن معرفة انواع واقسام من جهة الوارد فيه والوارد في القرآن ثلاثة انواع. النوع الاول توحيد وهو عقائد والنوع الثاني هو احكام والحلال والحرام اما النوع الثالث هو معرفة القصص من احوال الامم الغابرة وكذلك ما يأتي في في الازمنة المتأخرة مما لا يتعلق فيه حكم من الاحكام الشرعية فينبغي للانسان ان يرتب معرفته للمعاني وتعاهده للقرآن بحسب اقسام القرآن يعتني بالقسم الاول معرفة العقائد ومواضع الادلة من كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على مسائل الايمان ويتنزل بعد ذلك الى النوع الثاني وهو معرفة الاحكام والحلال والحرام. والائمة عليهم رحمة الله قد اعتنوا في هذا الباب بجمع بجمع الايات في الاحكام. واعتنوا بذلك عناية تامة. منهم من اعتنى على معين ومنهم من اعتنى من غير مذهب والمصنفات في ذلك متظافرا في ممن اعتنى في هذا في مذهب الامام احمد كالقاظي ابي يعلى في في كتاب احكام القرآن وكذلك الجصاص ابو بكر آآ الحنفي على مذهب ابي حنيفة بعنايته في جمع الاحكام في كتاب احكام القرآن وكذلك في آآ كلام الشافعي عليه رحمة وله كتاب في ذلك احكام القرآن وكذلك في فقه المالكية كاحكام القرآن لابي بكر ابن العربي وغيرها من المصنفات في هذا الباب وثمة جملة من المصنفات من لا يعتني لا يعتني بمذهب معين وان كان في اصله ممن ينتسب الى مذهب في هذا كاحكام القرآن لاسماعيل القاضي المالكي وهو مطبوع او مطبوع بعضه. وينبغي لطالب العلم ان يعتني بهذين القسمين. وان لا والا ينصرف الى غيرها الا وقد ظبط هذين النوعين. وكثير من طلاب العلم يعتني بمعرفة الاحكام احكام الحلال والحرام من القرآن. ولا يعتني معرفة مسائل العقائد من القرآن وهذا نوع من القصور. وكثير ايضا من طلاب العلم يعتني يعتني بضبط حروف القرآن الا انه لا يعتني بمعرفة بمعرفة مواضع الاستدلال من القرآن فمن القصور ان يستدل طالب العلم على شيء من مسائل الفقه بالسنة مع وضوح الدليل من كلام الله جل وعلا وهذا وهذا للاسف مشتهر عند كثير عند كثير من المعتنين في ابواب في ابواب الفقه. كذلك من اوجه القصور الملموسة عند كثير من طلاب العلم انهم لم يعتنوا بمعرفة مواضع العقائد من القرآن وهذا يتعمل في ذلك ايضا القصور اهل العلم في هذا فقد اعتنوا بجمع الايات بجمع الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابواب على ابواب الفقه بمعرفة احاديث الاحكام ويرتبونها من الطهارة الى الاقرار. الا انه في ابواب العقائد لا يكاد يوجد مصنف تامي تجمع فيه مسائل العقائد على الايات والاحاديث. ولهذا يوجد متون في ابواب الاحكام تحفظ عن رسول صلى الله عليه وسلم الا انه لا يكاد يوجد احاديث شاملة لسائر ابواب العقائد تشمل الاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في انواع التوحيد الثلاث الربوبية والالوهية والاسماء والاسماء والصفات كذلك ولا يكاد يوجد جمع للايات الواردة في كلام الله جل وعلا بها على على ابواب العقائد ومسائله ولهذا يعتني كثير من طلاب العلم بحفظ المتون الفقهية واستنباط الادلة منها ويعرضون عن الاستنباط من كلام الله سبحانه وتعالى وهذا نوع من القصور والاعراض عن كلام الله سبحانه وتعالى وهذا وهذا نوع من ايضا من التجاهل والنسيان للقرآن فالنسيان على نوعين ونسيان للمعاني ونسيان نسيان للحروب ونسيان المعاني ونسيان المعاني اعظم. وينبغي لطالب العلم ان يتدرج في طلبه للعلم واكد ما ينبغي ان يعتني به حفظا وفهما هو كلام الله جل وعلا بمعرفة بمعرفته على الطريقة على الطريقة السابقة ثم بعد ذلك السنة الواردة في ذلك ويأخذها وبحسب ورود ورود ورود دلالتها بحسب ما يناسب المعاني الواردة في كلام الله سبحانه وتعالى. وقد تيسر لطلاب العلم من المتأخرين من المدونات والمصنفات والرسائل في هذا ما لم يتيسر لمن سلف بما يستطيع معه طالب العلم ان يتحصن له من العلم لو اعتنى وحرص واجتهد ما لا حصل لي السالفين من السلف الصالح من من معرفة مسائل العلم والدقة في ذلك وكذلك الاحاطة بكثير من مسائل الدين ولكن لما توفر لكثير من طلاب العلم الوسائل وسهلة وسهل عندهم الاطلاع وقراءة الكتب والمدونات اه غيرها اه ركنوا الى اه الكسل والبعد عن ذلك وهذا فيما يظهر هو السبب الذي حرص لاجله السلف على العلم فلم فشدت وسائله شد العزم على على تحصيله. ولما اه شغلت وسائله والسعي اليه خف العزم عندك كثير من الناس ويظنون ان حفظ العلم المراد بذلك هو تدوينه في السطور. ونحن نلاحظ ان مع وفرة الكتب والدواوين وحفظ الكتب في السطور مما لم يحفظ في الزمن المتقدم. البدع والضلال والشرك انتشر في الازمنة المتأخرة اكثر من السالفين الذين الذين لم يحفظوا القرآن لم يحفظوا القرآن والسنة الا الا في صدورهم مما يدل على ان على ان حفظ القرآن وضبطه والعناية به والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما وتدبرا وحفظا في في الصدور واولى من ان يكون في السطور ان وجد لدى الانسان من الكتب ما تنوي بحمله حمله الجبال الا ان ذلك لا لا يغني من الحق شيئا ما لم يعمل بذلك الانسان. ينبغي مسلما يعتني بالقرآن قراءة واستحضار الفضل في ذلك وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك بزية وفظلا كما رواه الامام احمد وابو داوود من حديث عاصم عن سرنا عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة. لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. والمراد بهذه الحروف هي الكلمة وليست هي الحروف الهجائية كما آآ اصطلح عليه اكثر المتأخرين من قولهم ان ان الهمزة هي حرف الباء والتاء والثاء والجيم وليس ليس المراد هذا وانما المراد بالكلمة ولهذا قال الف لام ميم حرف ولم يقل الم كما في قوله جل وعلا الم تر وانما الكلمة المنفصلة بذاتها. ولهذا قال لا اقول الف لام ميم حرف. الف حرف ولام حرف وميم حرف ولو كانت الم تر لكانت الم حرف وترى حرف. ويكون الاجر على ذلك والحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن؟ لمن يشاء فظل الله عز وجل واسع وينبغي للانسان ان يحتسب الاجر في ذلك. وليعلم ان اهل القرآن هم اهل الله وخاصته واولى الناس بالقرآن هم الذين يتدبرون معانيه ويتفكرون بما فيه. ويستنبطون منه الاحكام. فالله جل وعلا قد جعل فيه اسرارا اسرارا عظيمة ولهذا كان القرآن غائي له عمومات ينبغي للانسان ان يستنبط منها قدر وسعه من مما يليق بنوازل الاحكام بعيدا عن التشهد ما في ما لم يرد فيه نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح واضح بين. ولهذا جعله الله جل وعلا رحمة للناس الى الى الى قيام الساعة كما في قوله سبحانه وتعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. رحمة الله هو القرآن كما فسره بذلك غير واحد من المفسرين جاء هذا عن عكرمة مولى عبد الله ابن عباس وغيره حفظ القرآن جاء في بيانه وفضله ومنزلته قدر كبير من السنة وكذلك ايضا من كلام الله سبحانه وتعالى من ذلك قول الله جل وعلا قل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ما كان في الصدور هو المحفوظ. وما كان في السطور مما لم يحفظ. ولهذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله يعني الذي يضبط يضبط اكثر لحروف القرآن ويكون من اهل المعرفة من اهل المعرفة بالمعاني. فان الانسان اذا تقدم في الصلاة فانه يقرأ من محفوظه لا يقرأ من لا يقرأ من ولهذا القراءة اذا اطلقت في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تلفظ اللسان من غير الى من غير نظر الى مسطور. وان نظر الى مسطور فهو قدر زائد عن معنى عن معنى القراءة وان كان وان كان اللفظ ينصرف ينصرف اليه. ومن ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل انه يقال له يوم القيامة اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. قد جاء عن واحد من السلف وجاهد عن عائشة عليها رضوان الله تعالى ان عدد مراتب الجنة بحسب او بقدر عدد اي القرآن بعدد اي القرآن وهي اكثر من ستة الاف اية فيكون على هذا مراتب الجنة ودرجاته اكثر من ستة الاف درجة وفي قوله في قوله عليه الصلاة والسلام اقرأ وارقى ورتل فان منزلتك عند اخر ايات تقرأها معلوم لو ان الانسان في يده مصحف ويقرأه فانه لن لن يتوقف الا عند اخر اية. والمراد من ذلك انه يقرأ يقرأ من محفوظه ويعلو في منزلة حتى حتى يتم القرآن كاملا واخر منزلة هي منزلة النبيين والصديقين. ولهذا قد جاء عن غير في واحد من السلف ان من حفظ القرآن لا تمسه لا تمسه النار. وجاء هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه الامام احمد في كتابه المسند من حديث مشرح ابن عن عن عبد الله ابن عن عقبة ابن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان القرآن في ايهاب فالقي في النار ما مسته النار المراد من هذا كما فسره غير واحد من الائمة كالامام احمد عليه رحمة الله كما رواه ابو القاسم البغوي وكذلك البوشنجي وغيرهم ان هذا الاديم في قول النبي عليه الصلاة والسلام لو ان القرآن في اديم يعني جلد الانسان ثم القي في النار ما مسته ما مسته النار وفي هذا اشارة الى ان الله سبحانه وتعالى يقي عبده من ذلك وكذلك ايضا ينبغي ان يعلم ان القرآن اما ان يكون حجة لك او حجة او حجة عليك. ان كان حجة عليك فانت اشد اهل النار عذابا يوم القيامة. كما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسلم من حديث سليمان اليسار عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم رجلا قرأ القرآن ثم يقال ثم يعرف نعمة الله فيعرفها فيقال له ما عملت بها فيقول يا رب قرأت القرآن وعلمته فيك فليقال كذبت انما قرأت القرآن ليقال قارئ فيؤمر به في النار. وهذا اول من تسعر بهم النار في حال كونه حجة على الانسان وفي كونه حجة عليه انه يكون ممن اتبع القرآن واهتدى بهديه ولم يقدم ولم يقدم عليه ولم يقدم عليه احدا. ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في مسلم من حديث عمر ابن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ليرفع بهذا القرآن اقواما ويضع او به اخرين يضع به يعني ممن قرأه واعتنى به يضعه الله جل وعلا يضعه الله جل وعلا وينزله حسب بعده عن القرآن ان الحجة قد قامت قد قامت عليه. فاذا كان الانسان بمجرد سماعه للحكم الشرعي ولم يعرف حقيقته تقصيرا منه بتتبع معرفة تلك الحقيقة كان كمن عرف الحقيقة وتنكبها. فكيف بمن سمع بالحقيقة وعرفها وعرفها على النحو الذي بلغه النبي عليه الصلاة والسلام فهو اشد قصورا وبعدا. لهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في مسلم من حديث الفزاري احد من هذه الامة يسمع بي ثم لا يؤمن الا ادخله الله النار كائنا من كان. وجاء النبي عليه الصلاة والسلام اليهودية ولا نصراني يسمع بي اه ثم لا يؤمن الا ادخله الله النار. في قوله عليه الصلاة والسلام يسمع به يعني مجرد سماع من غير بحث عن حقيقة. واستبصار فاذا سمع الحقيقة بان حقيقة المحمدية بذات محمد وانه الله جل وعلا ارسله كذلك هذا ينطلي على سائر الفروع التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فمن سمع بحكم ان الله جل وعلا فرضه على العباد ولم يستفصل عنه فانه كمن عرف الحقيقة وصورتها على التمام ثم فرط ثم فرط فيها فذلك ممن يضعه الله جل وعلا بسبب سبب ذلك ذلك القرآن. وكذلك من الدلالات التي تدل على منزلة حفظة القرآن وان اول من ينصرف اليهم في قول آآ القراء وكذلك من قرأ القرآن ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث عبد الله ابن عمر عليه الله تعالى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله الكتاب فهو يقوم به اناء الليل ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل والنهار. في قوله عليه الصلاة والسلام فهو يقوم باناء الليل اناء الليل هي مظنة القراءة من غير الواح وخصه بامر الليل بخلاف النفقة فانه ينفقه في الليل في اناء الليل واناء انا النهار وانا النهار وقد جاء عن غير واحد في بيان منزلة حفظة القرآن والقائمين فيه ان الله سبحانه وتعالى لا يردهم الى ارذل العمر وان وان كبروا في السن. جاء هذا عن غير واحد من السلف كما روى ابن ابي شيب ابو عبيد من حديث الحكم عن عبدالملك بن عمير قال من حفظ القرآن لا يرده الله الى ارذل الى اارذل العمر وجاء هذا المعنى عن بعض السلف ايضا من الصحابة واظهر ما جاء في ذلك عن عبدالملك عن عبدالملك ابن عمير. وروي هذا ايضا عن عكرمة. وروي هذا ايضا عن عبد الله ابن عباس عليه رضوان الله تعالى كما رواه ابو عبيد القاسم ابن سلام وغيره. وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده وهذا اكثر ما يقسم به رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لاشد تفلتا يعني من صدور من صدور العباد وهذا التفلت هو شامل شامل للمعنيين المعنى الاول من جهة المعاني. المعنى الثاني من جهة الحفظ وينصرف في اكثر ما ينصرف اليه الى الحفظ واما من جهة المعاني فالاصل انصراف فالاصل انصرافه اليه من وجه. وذلك ان الله سبحانه وتعالى كما يسر للعبد القرآن يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ يسأل الله جل وعلا القرآن للناس والاصل فيما يتحصل عليه الانسان بيسر وسهولة ان من لم يعتني به بقبضه فينصرف عنه بيسر وسهولة وهذا من مبدأ من مبدأ المقابلة الامر الثاني ان الاثمان العظيمة والقيم الجليلة اذا اؤتيها الانسان ولم يتشبث بها بحفظ انها اسرع ضياعا وانفلاتا من غيرها من الاثمان او سقط المتاع. فالذهب يحترس ويصان ويتعاهد حتى يحفظ. وسقطوا المتاع كالعصا والسوط وغيرها يضعها الانسان عند بابه ولا يأخذها احد وان كانت من الاثمان. ولهذا القرآن لما جعله الله جل وعلا اغلى ما يملكه المسلم فاسره الله جل وعلا له فهو اشد تفلتا ممن لم يعتني به ويعطيه ويعطيه حقه. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد تفلتا من صدور العباد من الابل في عقلها الابل اذا اصبحت معقلة فانها اقرب الى الانفلات من غيرها من البهائم في حال ربطها وذلك لقوتها وشدة حركتها فاذا لم يتعاهدها صاحبها فانها ان عقلها ليلا ربما لا يجدها صباحا. وان عقلها صباحا ربما لا يجدها لا يجدها ليلا. ولهذا ينبغي للمؤمن لمن لمن اعتنى بالقرآن حفظا وفهما ان يتعهد محفوظا وان يتعاهد مفهومه بالنظر فيه وادامته على هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ويغتنم ذلك بحسب الزمان وبحسب المكان. في الازمنة الفاضلة يعتني بالاكثار من الاكثار من قراءته القرآن وكما جاء ذلك عن السلف. ولهذا جاء عن عتمة جاء عن الشافعي عليه رحمة الله كما رواه ابن عساك في والخطيب والبيهقي من حديث الربيع بن سليمان ان الشافعي كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة يعني في كل يوم في كل يوم مرتين وروي هذا من طرق متعددة عن الامام الشافعي عن الامام الشافعي عليه رحمة الله. واما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهي فقال بعض العلماء كالنووي عليه رحمة الله قال اكثر العلماء على ان ذلك متعلق بمقدار فهم الانسان فاذا كان يفهمه بتمعن وتدبر فان هذا فان هذا يجوز له ان يختمه. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ما فقه من ختم القرآن في ثلاث كما تقدم الاشارة الاشارة اليه. نعم. احسن الله اليك وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم فهو اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم. في هذا الحديث وهو ايضا في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة في نهي في عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينظر الانسان فيما في من دونه يعني من امر الدنيا وفي هذا اشارة الى شيء حسي وذهني معروف لدى البشر وهو ان الانسان كلما اكثر نظرا لشيء من امور الدنيا ومد بصره اليها فان فذلك له اثر على القلب وان لم وان لم يشعر الانسان يزيد شيئا فشيئا حتى يتعلق من حيث لا يشعر. والنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال انظروا النظر هنا منصرف الى البصر من جهة الاصل وهو كامل لنظر القلب فان لنظر القلب فان للقلب نظر وللبصر وللعينين بصر وللقلب بصيرة والجمع بينهما ان يصون الانسان هذين الامرين من ولوج الباطل اليهما. فان كثيرا من الناس ممن يحمي بصره لا يحمي قلبه. فاذا كان يغض طرفه عن امور الدنيا او عن مواضع الحرام فان قلبه منشغل بها وكثير من الناس يظن ان المخالطة التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها من مخالطة اهل الباطل او اطلاق البصر الى الى الحرام او اطلاق البصر لاهل الدنيا ممن يقصر عنهم الانسان ان هذا هو ان هذا هو المنهي عنه. فلربما كان الانسان بعيدا عن الناس ولكن ولكن تجد قلب الانسان معلق بامور الدنيا فيتفكر وينظر ويحسب ويفعل وكأنه يفعل بيديه حال هذا من جهة انشغال القلب اعظم نكاية فيه وفي ايمانه ممن اطلق بصره وقلبه منصرف فان الانسان اذا اطلق البصر ربما يطلق يطلق البصر من غير تتبع بقلب او يطلق البصر وهو متأسف او تحسر واما تعلق قلب الانسان وبصيرته بمتاع الدنيا وعظيمها وان لم يشاهدها. كذلك فان الانسان ربما يشاهد من فوقه مرة ثم بعد ذلك يعلق قلبه به تفكيرا. ومن الناس من يشاهد مرات ولا يعلق قلبه بذلك تفكير والاغلب ان الانسان يجد قلبه تابع للبصر فاذا كرر الانسان البصر لمن فوقه او كرر البصر البصر للمتاع من الدنيا المحرم فان قلبه يتأثر بذلك ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام في قوله ان الفتن تعرض على القلوب عودا عودا وجاء في رواية في لفظ عودا عودا يعني تتكرر مرة بعد مرة وها وهذا لا يكون الى القلب مباشرة وان بواسطة منافذه. المنافذ الى القلب هي البصر والسمع والشم والذوق الحس هذه هي منافذ الانسان الى منافذ الانسان الى قلبه. واكثر منفذ لقلب الانسان هو السمع اكثر من البصر. ولهذا يقال ان الثلثين مما يعيه القلب يكون من السمع لا من السمع لا من البصر. مع قلة المسموع وكثرة المرء. ولهذا اعتنى الشارع بحفظ الانسان من جهة سمعه والا يسمع الا الا يسمع الا حقا. وانما جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لا تنظر يعني لا تعلق قلبك ترك وسمعك الى شيء من هذه الدنيا وانما خص السمع لان متاع الدنيا في الغالب يرى بالعين ولا يسمع ولا يسمع سماعا فان الانسان في في حال سماعه للناس لا يميز بين احوال اهل الدنيا واهل الاخرة الا بحسب منطوقهم وهذا مقترن بالسماع. واما بالنسبة للرؤيا فان الانسان لا قد يدرك لا يكاد يدرك ذلك من امر الدنيا الا الا بالمشاهدة. وهذا الخبر يدل على عظم منزلة منزلة اه البصر كذلك وان الانسان ينبغي له ان يشكر المنعم. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى لئن شكرتم لازيدنكم مجرد الشكر هو سؤال لله جل وعلا بالزيادة. وكثير من الناس يغفل عن هذه الحكمة العظيمة. ويسأل الله جل وعلا المزيد من فضله وينسى شكر الله جل وعلا على نعمه السابقة. فان الانسان اذا اذا شكر الله على نعمة سابقة كانه قال الله ثم لك الحمد على ما انعمت من مضى من نعماء واسألك يا ربنا المزيد من فضلك. فان شكر المنعم على النعماء مؤمن متظمن للزيادة واثرها. ومن سأل الله جل وعلا الزيادة فهو سائل للزيادة فحسب من غير شكر المنعم على عن عامه على انعامه السابق. وكثير من الناس يغفل عن هذه المرتبة العظيمة في حق الله سبحانه فيسأل الله جل وعلا المزيد ولا يجد مزيدا لانه ما اخذ باسباب باسباب الزيادة. من اعظم الاسباب التي يشكر فيها الانسان نعمة الله سبحانه وتعالى ويقدرها قدرهم ان ينظر لمن هو دونه في امر في امر الدنيا. ومن هو في حال ومن هو دونه في حال الدنيا يعرف به الانسان نعمة الله سبحانه وتعالى عليه فان كان من اهل صحتي في بدنه فينظر لمن ابتلاه الله جل وعلا بالامراض والاسقام وان كان به عاهة ينظر لمن هو اشد منه وهذا يورث الانسان سعة باليقين وراحة في النفس لا يجدها من علق قلبه بمن هو بمن هو فوقه. كذلك ايضا ثمة اشارة لطيفة وهي ان الانسان اذا نظر الى من هو دونه فان مراتب الناس في الدون لها حد محدود لها حد لها حد محدود فان اعظم ما يبتلى به الانسان ان يفسد عليه ماله ودينه. بخلاف نظر الانسان الى من هو فوقه فان درجات الدنيا والتنعم فيها لا حد لها من جهة اموال الناس الطائلة. واما من جهة المال فغاية فقر الانسان ان لا يملك شيئا وغاية عدم سعادة الانسان الا يملك من نعيم الدنيا شيء فادراك فقدان هذا القدر معلوم. واما بالنسبة لدرجات النعيم في الدنيا ومراتب العلو لا حد لعلوها. لهذا فالاسترسال في ذلك مهلكة لعمر الانسان ومضيعة له. فان الانسان لا يمكن ان يبلغ مرتبة الا ويجد من فوقه كذلك. بخلاف من حال الدنيا فان الانسان ما وصل الى مرتبة لا يجد من دونه من دونه في ذلك احد. ولهذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان ينظر الانسان الى من كان من كان اعلى منه في امري في امر دنياه. ومن نظر الى من كان واعلى منه طغى وتجبر وتحسر ولم يكن ذلك سببا للشكر المنعم بل كان ذلك نقيدا له بكفر النعمة وعدم شكرها والتغافل عن شكر تلك النعمة والانشغال بالمزيد والبحث عنه. وكذلك فيه مجلبة لجملة من المفاسد حتى في دنيا الانسان الا يستمتع بماله فانه اذا علق قلبه بمن هو اكثر منه حظا في الدنيا انشغل بالمزيد ولم يتلف ولم يتلف ما لديه في متعة حياته التاء لا ينقص منه فانه يعلق قلبه بالزيادة والبحث عن المزيد متظمن لحفظ ما بقي لدى الانسان فلا ينقص منه شيئا هذا يتضمن بخلا والشارع قد ذم البخل ومدح الكرم والانفاق ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نهى عن هذا القدر لتضمنه جملة من الامور العظيمة لتضمنه جملة من الامور عظيمتي التي حذر منها الشارع على سبيل الاستقلال منها الشح البخل وعدم الايثار واقتار الانسان على نفسه وعياله وانشغال قلبه بالدنيا وعدم شكر منعمي على نعمائه. وكذلك انشغال الانسان عن امري عن امر دينه. وكذلك هذا كله تثمر عدم يثمر عدم البركة في مال في مال الانسان. واذا نظر الانسان واذا نظر الانسان الى الى من دونه فان ذلك ينتفت هذه الاسباب تنتفي عنه ويكون من اهل الانفاق لانه لن يبلغ قدرا لمن دونه وكذلك حماه الله جل من الوصول الى ذلك كذلك فان الكرامة في الدنيا هي كرامة الدين. الكرامة في الدنيا هي كرامة الدين ان يوفق الله جل وعلا الانسان الى الخير والهداية والرشد والفوز وان يدله الله سبحانه وتعالى الى طرق الخير والحق ويحميه من طرق الفساد والشر اما كرامة الدنيا فان الله جل وعلا يمنحها سائر العباد فيغتنم من يغتني ولو كان الله جل وعلا يبغضه ويفتقر من يفتقر ولو كان الله جل وعلا يحبه ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلتفت الى شيء من الدنيا فكان ما في يديه ينفقه وهو حق له جل عليه الصلاة والسلام جعله الله جل وعلا له حقا من الفي والغنائم فلنبي عليه الصلاة والسلام في ذلك حقا فكان يعطي عطاء من لا يخشى من لا يخشى الفقر. ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهوده مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث في حديث عائشة وما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز خبز بر وربما تمضي ليالي ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقد في لم توقد في يوقد في بيت النار من من عدم من عدم الوجود ويكفي في هذا ما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة النبي عليه الصلاة والسلام كان يصبح فيأتيها فيقول يا عائشة اعندكم شيء اعندكم طعام؟ يعني يريد ان يأكل؟ فان قالت له قال اني صائم. بيت النبوة لا يجد لا يجد طعاما ثم يصوم. في نفسه ان يطعم فان قالت له عندي طعام طعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا وفي هذا انه ينبغي للانسان الا يتبع الدنيا نفسه والا ينظر الى من فوقه واما بالنسبة للدين ان ينظر الانسان الى الى من فوقه فيتزود ويكثر اه ان ينظر بهدي السالفين من الانبياء والصالحين والصديقين ليعلو بذلك مرتبة وان يعرف قدره وحاله فان الانسان لا يمكن ان يعرف مرتبته في الدين الا بمقارنته بغيره لغيرهم من اهل الصدق من الانبياء والصديقين والاولياء واهل العلم. واما اذا كان الانسان يرجع في ذلك الى نفسه فربما يسول له الانسان انه من اهل الطاعة والديانة واهل الحرص على العبادة وهو ابعد ما يكون وهو ابعد ما يكون عنها فان ما يزال يعظم الشيطان في في فان الانسان ما يزال الشيطان يعظم في نفسه العبادة حتى يظن انهم من العباد وهو من المقصرين هذا اذا انطلى على اهل العلم فانه على سائر الناس من باب من باب اولى. نعم نعم ما يتعلق ذكرنا ان القرآن الله عز وجل يرفع به اقواما ويضع به اخرين من القرآن من من الناس من يضع الله جل وعلا بسبب هذا القرآن انه حمله فكان حجة عليه ولهذا جاء في بعض الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شرار الناس في اخر الزمان القراء وهذا مشاهد وهذا مشاهد تجد كثيرا من اقطار العالم الاسلامي ممن يعتنون بقراءة القرآن القراء يطوفون على القبور وينذرون لها ويقعون في الشرك الاكبر وهم يتلون القرآن بل ان البلد التي فيها اكثر قراء العالم سواء في قارة اسيا او في قارة افريقيا هي اكثر البلدان وقوعا في الشرك فما نفع القراء قراءتي فما نفع القراء قراءتهم للقرآن لانهم لم يطبقوه ولم يتدبروا المعاني لهذا يقال ان اعلى المراتب هو تدبر المعاني اعلى اعلى مراتب تعاهد القرآن والعناية به هو ان يعتلي الانسان بمعاني القرآن وحروفها وحروفه. المرتبة الثانية ان يتعاهد معاني القرآن وهذه الثانية وبعدها مراتب بحسب قصور الاول وكمال والثاني المرتبة الثالثة الا يعلم الانسان من القرآن لا حروفا ولا معاني وليست مرتبة فضل ولكنها مذمة وتذكر هنا لانها خير ممن يعلم القرآن حروفا ولا يعمل بمعانيه ان يعطل هذه المعاني والمسألة نسبية بحسب مواضع القرآن وبحسب كثرتها وفرة معرفة الحروف واضاعة المعاني وبحسب ايضا ذات المسائل التي اه التي امر الشارع بها سواء على سبيل التأكيد على الاعيان او على فروظ الكفاية ونحو ذلك تختلف من موضع الى موضع من قرآن نعم كيف يأتي هذا يأتي هذا وقد جاء عن ابي جمرة عن عبد الله ابن عباس انه قال له بحمزة عن عبد الله ابن عباس انه قال له اني اسرع في قراءة القرآن واتيت سرعة فهل اقرأه في ليلة فقال لان اقرأ القرآن وافهمه احب الي في ليلة بعظ القرآن فافهمه احب الي من ان اقرأ القرآن كله هؤلاء الجيل من التابعين ومن الصحابة حينما شددوا في هذا الامر وهم عرب يفهمون سليقة لا يستغرق عليهم كثير من الفاظ القرآن مع ذلك شددوا في هذا الامر ما جاء عن داوود وما جاء عن بعض السلف انه سريع الفهم نقول هذا لا يطلق المسألة ان الانسان له ان يهذ هذا ندرة فاذا كان ندرة حتى عند السلف من الفقهاء الكبار هو ندرة في زماننا حتى عند العلا ان يقرأ الانسان القرآن في يوم او في يومين ثم يقول اني افهم جميع ما امر عليه نقول هذا متعذب. نعم كيف الدعاء ان يوصل الله عز وجل عبده لمثل هذه المرتبة مشروع لا شك ان يسأله ان يفهمه القرآن بحسب اه بحسب قربه من القرآن لفظا ومعنى بحسب كونه من اهل الله ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام اهل القرآن اهل الله وخاصته. فيكثر الانسان من قوله اللهم اجعلني من اهلك وخاصتك اللهم اجعلني من اهلك وخاصتك ومن اهل القرآن. فاذا استجاب الله جل وعلا له ذلك تيسر له ما لم يتيسر لغيره. لكن هذا نقول الندرة والقلة من الناس. وهذا يتحقق بامثال الكبار مجتمعا حينما نقول الشافعي حينما يختم القرآن مثلا مرة في يوم وغيره من الائمة الكبار وكذلك عليه القوم من السلف يقول عثمان بن عفان وغيرهم الذين اصحاب فهم واصحاب آآ سليقة خلاف غيرهم ممن تأخر. نعم. نعم الاخ يسأل عن ان القرآن لا ينتفع مثلا بالانسان الا اذا كان القلب خالي من الشبهات والشهوات نقول القرآن يستفيد منه صاحب الفطرة الخالي ويستفيد منه المنصف ولو كان صاحب شبهة وشهوة اذا كان صادق وطالب حق والاغلب في اصحاب الشبهات انهم لا يستفيدون من قراءتهم للقرآن الا غيا وذلك ان الذي يقرأ القرآن وهو يطلب الشبهة او يطلب المواضع التي تعضده فيما يقول انه يقيم القرآن حجة عليه فيتعلق في بعض الالفاظ او يستنبط ما يخالف ما عليه السلف اعظم ما ينتفع فيه الانسان في فهم القرآن ان يفهم القرآن بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين هؤلاء هم علية الخلق ولو لم يكونوا صحابة يكفي فيهم انهم اصحاب اللسان فصيح ما دخلته عجمة يفهمون القرآن على السليقية من غير من غير دخول عجمة. وما يرد عنهم من تفسير بعض القرآن وحمله على بعض وجوه لا يعني ذلك عدم حملها على الوجوه الاخرى وذلك ان ما يرد من بعض السلف يحملونه على بعض نوازل الحال. اما ما يتعلق باحكام العبادة فالواجب فيه حملها على ظاهرها من غير خروج عنها بتعدد اللفظ. اما ما يتعلق من المعاني العامة التي دخلت في عمومات الشريعة فان هذا لا حرج من من تنوع فيه. نعم ما فيه لا اعلم في هذا الشيء للاسف ذكرنا الكتب المذاهب الاربعة ذكرنا شيء منها كلمة افضل صعب يعني الافضل بصعوبة. بعضها اميز من وجه وبعضها اميز من وجه الجصاص ابو بكر العربي يعني هي امثل موجودة نعم يقول هنا الفهم بالسرقية الفهم بالسرقية هذا لا يمكن ان يتحقق عند المتأخرين لا يمكن ان يتحقق عند المتأخرين وما يتحقق عند المتأخرين هو فان بالتفهم التعلم والتصون اما السليقية فلا لماذا لانه لا يمكن ان يتحقق لدى الانسان ان يأخذ العربية من صغره تاما في بيته وفي الشارع وفي المدرسة وفي المسجد وفي وسائل الاعلام سليقة ان ظبطها في مدرسة حرفت في الشارع وان ظبطها في البيت حرفت في المدرسة وهذا مشكل ولهذا كان بعض الائمة يصف من سبقه وهم في قرن واحد انه كان يتكلم سارقية كالشافعي عليه رحمة الله يقول كان الامام مالك يتكلم سليقية اذا كان هذا الشافعي يصف مالك يعني يرى ان اللحن قد وجد في اهل عصره حتى عند اهل العلم وهو عربي ومن افصح اهل زمانه الشافعي عليه رحمة الله يقال ان فهم القرآن اذا اراد الانسان ان يفهمه على نحو يهتدي به ويعتصم من من المظلات الاهواء ان يفهم القرآن بفهم السلف ان يعتني بالتفاسير التي اعتنت في هذا الباب من امثالها تفسير القرآن او الجامع لابن جرير الطبري والتفسير القرآن لابن ابي حاتم والتفسير القرآن لعبد بن حميد وطبعت قطعة من وتفسير آآ القرآن لابن المنذر وتفسير القرآن للبغوي وكذلك تفسير القرآن لعبد الرزاق و غيرها من كتب التفاسير التي اعتنت بتفسير المأثور يعتني بها قراءة وفهما وجمع لاقوالهم وينظر الخلاف الوارد عنهم في بعض الاية في الغالب ان الخلاف الوارد عنهم هو من خلاف التنوع لا من خلاف التضاد من خلاف التنوع لا من خلاف التضاد كما قال ذلك غير واحد سفيان الثوري وغيره وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد