بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قال المؤلف رحمه الله تعالى وعنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبع باحسان الى يوم الدين اما بعد هذا الخبر قد رواه البخاري من حديث ابي صالح تكوان عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث من جوامع الكلمه عليه الصلاة والسلام وقد تضمن جملة من المسائل والفوائد التي ينبغي لينبغي الوقوف عندها والتأمل فيها فهذا الرجل الذي جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله فيه حرص اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سؤال النبي عليه الصلاة والسلام والاستزادة منه وذلك ان الصحابة عليهم رضوان الله سألوا او سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجابه ثم استزاده فاجابه بذات الجواب ثم استزاده فاجابه وهذا فيه مشروعية واستحباب تكرار السؤال ولو في المجلس الواحد وهذا علامة حرص والنبي صلى الله عليه وسلم قد كرر الاجابة على السائل وذلك لحاجته اليها والتكرار محمود اذا كان متفرقا ومحمود ايضا اذا كان في مجلس واحد ومن قال ان تكرار الكلام ومن قال ان تكرار الكلام في المجلس الواحد او في الجملة الواحدة ليس بمستحب فهذا مخالف لهدي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه. وقد تقدم معنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرر الكلام وقد كان عليه الصلاة والسلام اذا تكلم تكلم ثلاثا واذا سلم سلم ثلاثا حتى يسمع يسمع منه وكذلك ايضا في تكرار الكلام مزيد افهام وتأمل فربما عرظ الكلام للانسان اعتراضا لا يتأمله حتى يمر عليه مرة ثم اخرى. فربما استنبط الانسان من الكلام الذي يمر عليه مرتين اكثر من الكلام الذي يمر عليه مرة وهذا في جوامع الكلم اكثر واظهر من تفصيله وقد اوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم وهذا يظهر في اختصار هذا الجواب منه عليه الصلاة والسلام في قوله لا تغضب والغضب هو غليان دم القلب طلبا للانتقام ورسول الله صلى الله عليه وسلم انما نهى عن الاخذ او التعرض لاسباب الغضب وليس المراد ان الانسان لا يغضب فان الانسان بفطرته بفطرته يغضب. والناس يتباينون في ذلك بحسب ما فطروا عليه من الحدة وحب الانتقام والزيادة في ذلك. وكذلك فان للاخذ باسباب الغضب اثر على الانسان في زيادة الغضب صانع فان الانسان الذي يكثر الذي يكثر منه الغضب فانه في غالب في غالب الاحوال يتعلق باسباب لا ينبغي التعلق بها تستوجب الغضب. فالذي يتعلق قلبه بالدنيا والمادة وجزئياتها. كلما تعلق بهذه الجزئيات وان دقت فانه يغضب على فوات هذا الدقيق. ومن تعلق بالاصول وكذلك الدعائم العظيمة بامور الدين والدنيا فانه لا يغضب الا اذا نيل نيل من هذه الامور العظيمة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان لا يغضب الا لله جل وعلا دل على انه لا يقدم حظ الدنيا وحظ نفسه عليه الصلاة والسلام على حظ الله. ورسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح ما انتقم او لا ينتقم لنفسه وانما ينتقم اذا او يغضب اذا انتهكت اذا انتهكت محارم الله جل وعلا وفي هذا ما ينبغي على المؤمن ان يحرص على تجنب اسباب اسباب الغضب. ومن اعظم هذه الاسباب التي ينبغي للانسان ان يتجنبها ان لا يتعلق الانسان بالجزئيات والا يتعلق الانسان بامور الكمال الزائدة فان ما زاد عن الكمال نقصان في الانسان نقصان في معرفة عقله وما ينبغي للانسان ان يشرك صحته وعقله فيه. وذلك ان الانسان اذا نظر في امر دنياه يجد ان ثم ان ثمة اشياء تستقيم حياته بها وثمة اشياء هي من القدر الزائد الذي يتوهم انها تستقر لا تستقر الحياة الا به. وهذه الاجزاء الكثيرة هي متناثرة وهي اكثر من الاصول. ومن تعلق قلبه بها وبهذه الاجزاء فانه ينصرف اليها غضبا وسعادة. وكلما عظمت الهمم في النفوس وتعلقت بالعظائم. انصرفت عن الجزئيات وعاشت في براحة وسعة بال. ولم يستغضبها ارباب التفاهة والسفل. وذلك ان ارباب التفاهة نقصان من اهل الدنيا يتعلقون بالجزئيات ويتحدثون فيها ويحبون ان يفوتوها على غيرهم. واما من علق قلبه بالامور عظيمة لا يلتفت الى ما يحاولون ان يستغضبوا ان يستغضبوا غيرهم به وليس الامر هنا كما تقدم الاشارة اليه منصرف الى الى الاخذ وليس الامر منصرف في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا بالنهي عن ذات الغضب وانما التعرض لاسبابه. ومن هذه الاسباب التي ينهى التعرظ لها حضور المجالس التي يحتمل معها ورود الغضب كمجالس اللغو واللهو والسب والشتام وغير ذلك. ولهذا كان غير واحد من السلف يكره مجالس الخصومة كما كان علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى اذا كانت بينه وبين احد خصومة في قضاء لم يحضر وانما ينيب غيره والمراد من هذا ان انه عليه رضوان الله تعالى حتى لا يغضب. ولهذا يقول عليه رضوان الله تعالى في ذلك قال ان لهذه المجالس كحما يحضرها الشيطان. يعني ما يسمعه الكلام من كلام خصمه والوقيعة فيه ما الغضب لهذا ينبغي للانسان ان يجتنب. ومقام الوكيل يختلف عن مقام الاصيل فان الوكيل اذا سمع كلام غيره في موكله فانه لا يقع في نفسه الغضب بخلاف بخلاف لو كان المعني حاضرا وفرع من ذلك تجنب مواضع الغيبة والنميمة وغير ذلك. ومن الاسباب التي ينبغي الانسان ان يأخذ بها في تجنب الغضب هو الاسترسال في تتبع الجزئيات وهذا ما يسميه العرب بالتغافل والتغافل امر محمود وهذا رسول الله صلى الله عليه سلم كان ممن يتحلى بهذا بهذا الامر وهو حلية حلية اهل الايمان وخصلة اهل العقل والرزان وذلك ان التغافل من شيم الكرام الاحرار والتغافل شيء والغفلة شيء والغفلة علامة على الولادة وعدم العقل. واما التغافل فهو العلم ولكن لا يتتبع الانسان هذه الجزئيات ويسأل عنها. وانما يكون عنده شيء من ذلك لا يستقصيه فان الاستقصاء يتضمن سماع يتضمن سماع قول ثم ثم قول حتى تكون الجزئيات جزئيات عظائم في نفسي في نفس الانسان. ولهذا لما قيل عند الامام احمد عليه رحمة الله تعالى كما رواه البيهقي في شعب الايمان. وكذلك ابو ابو بكر ابن ابي الدنيا ان رجلا عند الامام احمد ذكر التغافل. فقال تسعة اعشار العافية التغافل قال الامام احمد عليه رحمة الله بل هو عشرة اجزائها. يعني هو العافية هو العافية كلها. وفي هذا من العقل وكذلك ايضا الحصافة ما ينبغي للانسان الا يتبع امثال ما يصل اليه من دقائق الامور مما في نفسه او في غيره ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقع في بيته لا يتبعه نفسه بالاستخبار والبحث ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما وقع في حادثة حفصة عليها رضوان الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام اكتفى بالالماحة وذلك انه عرف بعضه واعرض عن بعض. وهذا نوع وهذا نوع جليل من انواع من انواع التغافل وهو عافية عافية النفس وثمة امور شرعية ينبغي للانسان ان يأخذ بها من هذا الاستعاذة من الشيطان الرجيم فانه يحضر عند الغضب ويجري من ابن ادم مجرى الدم. كذلك ان يغير الانسان ان يغير الانسان حاله اذا كان قائما ان يجلس فانه ادعى للبعد عن الانتقام فان الانسان اذا سمع شيئا يغضبه وهو قائم فان ذلك ادعى الى الانتقام بخلاف لو تحول من مكانه من موضع الى من موضع الى اخر كذلك ايضا ان يتوضأ فان الغضب من علامات حضور الشيطان وهذا في الاغلب وهذا في الاغلب فينبغي للانسان ان يستعمله وهو هدي وهو هدي نبوي. وكثير ممن يغضب يتمنى ان يجد راحة البال والبعد عن الغضب ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي قد انتفخت اوداجه حينما وقع في خصومة قال عليه الصلاة والسلام اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب اب عنه ما يجد قالوا ما هي رسول الله؟ قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وذلك انه ينبغي للانسان ان يستعيذ عند عند الغضب وفي هذا الحديث ايضا رد على الجبرية الذين يقولون بان الانسان مجبور لا خيار له. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى الانسان عن الاخذ ينهى الانسان عن الغضب والتعرض لاسبابه. فاذا كان الانسان مجبورا فلا يمكن ان يتحقق معه النهي الذي وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه الجواب الى اصحابه بحسب حال السائل وبحسب المقام. فرسول الله صلى الله عليه وسلم تارة ويستوصع ويستنصح فيجيب بجواب مغاير لموضع سابق. ولموضع اخر وذلك لحال السائل. رسول الله صلى الله عليه وسلم يباينوا بالجواب بحسب حال السائل. ومعرفة حال السائل من الامور المهمة عند العالم حتى يعطيه من الجواب ما ما ينفع وهذا يظهر في تكرار رسول الله صلى الله عليه وسلم له بقوله لا تغضب لا تغضب لا تغضب اشارة الى ان هذا السائل يقع لديه من من الغضب والحدة مما مما يزيد عن غيره فاحتاج الى فاحتاج الى الوصية بهذا. ومن نظر الى كثير من اسباب الامور المحرمة يجد ان منبعها هو الغضب. فالانتقام للنفس بسفك الدماء او اتلاف الاموال او بالسباب والشتام واطلاق اللسان باللعن والقذف لا يكون من شخص مطمئن البال. وانما من شخص في حال غضب سمع شيئا فاراد ان يرده على غيره وهذا وهذا من الامور التي ينبغي للانسان ان يحتاط فيها لدينه وفي هذا ايضا من المسائل المتعلقة التي ارادها رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يحتمل في جوابه ان يقصد رجلا اخر غير السائل وهذا يرد في في بعض اجوبة النبي عليه الصلاة والسلام ان السائل يكون لديه علم ولكنه يقصد الاخر ويظهر هذا في حديث جبريل لما جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن الاسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام يعلم حاله وعلمه لحاله يظهر في قوله عليه الصلاة والسلام ما المسئول عنها باعلم من السائل لما سأله عن عن الساعة وذلك انه لا حرج على الانسان ان يسأل علما لديه لديه منه نصيب وافر او لديه ما هو اتم من المسؤول حتى حتى يعلم غيره وقد يكون هذا من المرادات في هذا الحديث نعم احسن الله اليك وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه في قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يصب منه في هذا اثبات الارادة لله سبحانه وتعالى بقوله جل وعلا من يرد في قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا والارادة على نوعين ارادة شرعية وارادة كونية وقوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا الخير عام في سائر المنح التي تمنح الانسان وكذلك ايضا ما يحبس على الانسان من المصائب والبلايا والاضرار التي تلحق به. فهذه كلها من الخير. فاذا نزل على الانسان خير او قدر زائد واعطي ووهب فان هذا من الخير سواء كان من المال والبنين. او كذلك ايضا يدخل في ابواب الخير ما يرفع عن سالم البلاء وقوله هنا عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يصب منه الخيرية هنا في ابواب الاصابة والمصائب التي تلحق الانسان هي شاملة لكل احد تصيبه مصيبة. ان الله جل وعلا يريد به خيرا وهل هذا على الاطلاق في سائر الافراد؟ يقال ليس هذا على الاطلاق ولكنه على الاغلب وقوله هنا يصب منه هذا في اشهر في اشهر الالفاظ والظبط بكسر الصاد. وفي كلام بعظ المحدثين بفتحها يصب منه. والمراد يصب منه او يصب منه يعني ان الله جل وعلا هو الذي اصابه. ويوصب منه ان الله جل وعلا يقيض له من اسباب البلاء المصيبة ما تلحقه وقوله هنا يصب منه اشارة الى ان الامر متعلق بذاته. وكلما استحكم استحكمت اصيب في ذات الانسان كلما كانت اعظم اثرا اثرا على الانسان في عاقبة في عاقبة امره والمصائب التي تحل بالانسان هي من الله جل وعلا قطعا ويريد الله سبحانه وتعالى بها تكفيرا للانسان. ولهذا قد روى البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة وابي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصاب مسلم من مصيبة ولا هم ولا وصب ولا حزن الا كفر الله به كفر الله به من خطاياه. فهذه المصائب تكون من التكفير. اذا فقول النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا ان المراد بهذا احد انواع الخير لا عمومه وهو ان الله جل وعلا يرفع عن الانسان من البلاء والاثام التي على كاهله وليس المراد بهذا ان الله سبحانه وتعالى يعطيه يعطيه خيرا زائدا. ولهذا فان المصائب لا لا تعظم اجور عباد الا باعتبار الاثر ولكن الله جل وعلا يكفر بهذه المصائب من سيئات العباد. اما الاجر الزائد فهذا يظهر في حال الموازنة فان الله سبحانه وتعالى اذا كفر للانسان ذنبه بتلك المصيبة زاد عند الموازنة زادت عند الموازنة حسناته. فيقال ان العبد فيقال ان العبد هنا زيد في حسناته. وهذا باعتبار المآل. اما من جهة التحقيق فان الانسان اذا اصيب بمصيبة لا يتحقق له النوع الاول من انواع الخير الذي تقدم الاشارة اليه وانما المراد بذلك هو النوع الثاني وهو وان الله سبحانه وتعالى يدفع عنه من الاثام والاوزار التي عليه وهذا جاء عن غير واحد من السلف فقد روى ابن ابي شيبة في كتابه المصنف من حديث عمرو بن شرحبيل ان عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى قال ان المصائب لا يعطي الله جل وعلا بها اجرا ولكن يكفر الله بها من الخطايا الاجر بالعمل وهذا قد جاء عن غير واحد عن غير واحد من السلف. ومن العلماء من قال ان الله جل وعلا يثيب العبد بالمصيبة التي تصيبه. والصواب في ذلك ان الله جل وعلا يكفر بها من عبده وهذا نوع من تحقق الفضل على العبد. فان الانسان اذا نزل به ضر ثم رفع عنه اعظم نفعا من ان يعطى خيرا لم يكن لديه. وهذا وان كان يتفاوت بحسب الخير الذي الموهوب وبحسب الشر المرفوع عن العبد الا ان الاغلب ان الضر اذا نزل على الانسان ثم رفع عنه. وعلم ان الله جل وعلا ازاله عنه باي نوع من انواع من انواع الازالة فان هذا اعظم اثرا في نفسه في نفس الانسان ذهب غير واحد من العلماء كالعز بن عبد السلام وكذلك القرطبي وذهب الى هذا شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله الى ان الانسان اذا اصابته مصيبة الله جل وعلا لا يعطيه اجرا على ذات المصيبة. وانما يعطيه من الاجر بقدر ما يلحق ذلك من عمل يفعله الانسان وذلك العمل الذي يفعله الانسان في تابع المصيبة هو الصبر. والتجلد والرضا وهذا هو العمل الذي يتاب عليه الانسان. اما ذات المصيبة فان الانسان جر فان الانسان لا يؤجر عليها وانما يرفع الله جل وعلا عنه من المآثم والاوزار بقدر بقدر تلك المصيبة. وذهب بعض العلماء الى ان الانسان يؤجر على هذا وهو قول غير واحد من العلماء ابن حجر الهيتمي ونسبه الى الامام الشافعي عليه رحمة الله في كتابه في كتابه الام ولم اره صريحا للامام الشافعي عليه رحمة الله. والصواب في ذلك ان الانسان اذا نزلت به مصيبة فان الله جل وعلا يكفر بها من خطاياه. وهي عند التحقيق من جهة الاثر اعظم. كذلك ايضا يظهر في ابواب الموازنة كما تقدم كما تقدم الاشارة اليه. وحكم الله سبحانه وتعالى في ابواب المصائب التي تنزل بالعباد عظيمة لا يمكن لاحد ان يدركها على سبيل العموم فضلا عن معرفة حكم الله جل وعلا في افراد العباد من نزول المصائب. فالله جل وعلا قد ينزل بعبد من عباده مصيبة تركوا معه فيها غيره يعني في ذات المصيبة. فيريد الله جل وعلا باحدهما خيرا ويريد الله جل وعلا بالاخر بالاخر شرا. وقد يريد الله جل وعلا باحد من عباده بعباد بعباده نزلت به مصيبة نوعا من انواع التكفير يقل عن من اشترك اشترك معه باختلاف باختلاف الاثر على الانسان. فمن الناس من من ليس من اهل الصبر والتجلد وعزيمته في ذلك ضعيفة. فالاثر في حقه من جهة من جهة نزول المصيبة اعظم من غيره. فقد يشترك في مصيبة نازلة يعظم اجر هذا بتكفير ذنبه ويكون ذلك دونه بحسب بحسب الاثر المترتب عليه. كذلك فان الله جل وعلا ربما يسلب من عبده مالا وهذا نوع من انواع المصيبة يساويه غيره بسلب ذلك المال احدهما اعظم من الاخر على اختلاف قدر المال حظوة في نفس الانسان. فكلما كانت المصيبة اعظم اثرا في نفس الانسان. كان ذلك اعظم تكفيرا في نفسه فالدينار والدرهم في نفس الانسان يختلف يختلف بحسب غيره بحسب غيره فمن الناس من مصيبته في دينار اعظم من مصيبة غيره في مئة دينار. وذلك لغنى النفس او غنى المال. فمن الناس من يتعلق بالدينار اعظم من غيره ومن الناس من لا يتعلق بالدينار ويتعلق ويتعلق بغيره. والنفوس في هذا متباينة فهي تعظم اثر فتعظم فتعظم المصيبة على الانسان بحسب الاثر المترتب المترتب عليها. ومن اراد ان يتأمل الحكم العظيمة امور المصائب التي تنزل على الانسان. يعلم ان لله جل وعلا في ذلك لطفا عظيما. يصيب الله سبحانه وتعالى به عباده منهم من يريد بذلك اجرا ومنهم من يرفع الله جل وعلا به وزرا. ومنهم من يجعل الله جل وعلا بهذه المصيبة التي تنزل على الانسان نكالا وعقوبة فربما نزلت مصيبة على بلدة تامة يجعل الله جل وعلا لبعض اهل هذه البلدة رحمة وبعضهم نقمة وبعضهم نكالا وعقابا لله سبحانه وتعالى في هذا الكون امر دقيق لا يكاد يدركه لا يكاد يدركه احد وكثير من الناس يعلق الاثار بامور محسوسة يحسبها وربما تسخط وتضجر وهذا وهذا ليس فمن الحكم التي ينبغي ان يتحلى بها من امن بالله جل وعلا خالقا وبه سبحانه وتعالى متصرفا في عباده. كذلك ايضا فانه لا يليق باهل الايمان ان يتظجروا من اسباب نزول المصائب فان الله سبحانه وتعالى جعلها من اعظم الخير الذي يكفر الله جل وعلا به به الخطايا. وقد كان غير واحد من السلف يفرح بنزول المصيبة والبلاء به لكنه لا يتمناه. وقد جاء عن ابي الدرداء كما روى ابن ابي شيبة في كتابه المصنف من حديث ابن سيرين عن ابي الدرداء قال ما احب ما احب في يوم اصاب به بمصيبة ان لي بدلا منها حمر النعم. والمراد بذلك هي هي جياد وحسان النوق والمراد من هذا ان الله جل وعلا يجعل في هذه المصائب التي تلحق الانسان منح عظيمة لا يدركها الا اهل العلم لا يدركها الا اهل العلم والمعرفة فينبغي للانسان ان يكل الامر الى الله جل وعلا فاذا نزلت به مصيبة قال انا لله وانا اليه راجعون. ومعنى ذلك ان الله سبحانه وتعالى متصرف بملكه. كما هنا في قوله انا لله يعني ملك له يأخذ منا بعضا او يأخذ او يأخذ منا ما يريد او اخذنا كلنا فهذا من حق الله سبحانه وتعالى وحده انا لله وانا اليه راجعون. يعني في ملك الله سبحانه وتعالى في الحال. وكذلك ايضا في ملك الله جل وعلا في المآل يعني بعد الممات وهذا غاية التسليم. والانسان انما يعظم اجره عند الله جل وعلا اذا نزلت به مصيبة بالصبر والرضا. والصبر على المصيبة يثاب بها الانسان. والصبر واجب والتسخط محرم. والانسان ربما يظهر منه في حال نزول المصائب. تسخط امر الله جل وعلا وذلك لمعارضته للحكم الظاهرة من اختصاص الله سبحانه وتعالى وكذلك رجوع العبد كله وبعضه لله سبحانه وتعالى. كذلك فان الله جل وعلا اذا تصرف في ملكه لا للمملوك ان ان يتضجر من من تصرف سيده. ولهذا فان الانسان ان صبر اثيب على ذلك. واما التضجر او عدم الصبر المحرم والتسخط هو ان يلطم الانسان خدا. او يتلفظ بلفظ ينافي حكمة الله سبحانه وتعالى وذلك باللعن والشتم او سب الدهر ونحو ذلك هذه من الامور المحرمة التي تمنع الانسان من حصول الاجر وكم من الناس تترى عليهم المصائب يوما بعد يوم مساء وصباحا فيحرمون الاجر والمثوبة وتكفير الذنوب وذلك بسبب تسخطهم فلم يتحقق له اجر ولم يرفع ولم يرفع عنه وزر. فالذي فالمرأة التي تنزل بها مصيبة فتشق الجيب وتحلق الشعر وتنوح لا يتحقق لها من الاجر بنزول المصيبة وتكفير السيئات كمن نزلت به مصيبة فحمد الله جل وعلا وقال ان لله وانا وانا اليه راجعون. اما الرضا والمراد بالرضا ان الانسان لا يظهر معه شيء في حال نزول المصيبة اثر على وجهه او في فعله فان هذا فان هذا على خلاف عند العلماء هل هو واجب ام لا؟ على روايتان على روايتين في مذهب الامام احمد الرواية الاولى ان الرضا واجب. والثانية انه انه مستحب. والصواب انه مستحب. ولا يمكن تحقيق الوجوب في هذا ربما من اطلق الوجوب الرواية في هذا عن بعض الائمة في وجوب الرضا. يريدون بذلك هو نفي الامور المحرمة التي التي التي تظهر من الانسان وذلك لمنفاتها للصبر والرضا. واما الرضا فهو درجة علية لا يمكن ان تتحقق الا في الاولياء الخلص الكم الذين يدركون دقائق الامور التي لا يدركها اكثر الناس ولو من ولو من صالحين الذي يسلب المال ويسلب البنين ويسلب السعادة او الفرح في يوم من الايام ونحو ذلك. ثم لا يظهر منه تسخط ولا يتغير في ذهابه ومجيئه. وغدوه ورواحه ونحو ذلك شيء وتمام الرضا ان الانسان اذا نزلت به مصيبة لم يتغير مما كان قد عقد عليه ازم قبل ذلك من الذهاب الى وليمة من الذهاب الى عرس او ذهاب الى تكسب معيشة ورزق ونحو ذلك فيكون الانسان مكلوم القلب يتصبر ولا يتضجر ويرجو ما عند الله سبحانه وتعالى ولا يظهر من ولا يظهر على جوارحه من ما في قلبه شيء ويتلفظ ايضا بالالفاظ الشرعية في هذا من ذكر الله سبحانه وتعالى وان يكل الامر اليه جل وعلا فهذا غاية غاية في الرضا والتسليم وهو مقام الانبياء. وهل البكاء او خروج الدمع ينافي الرضا؟ لا ينافي رضا ولكن الذي ينافي الرضا هو الحبس. ان يحبس الانسان نفسه عن شيء. او يدفعها الى شيء. وانما يكون الانسان على على حاله التي التي عزم عليها قبل نزول المصيبة. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى لما توفي ابنه ابراهيم فدمعت عينه عليه الصلاة والسلام وهذا من الامور التي جبل عليها جبل عليها البشر لما كان هذا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الاولياء وسيد ولد ادم فهو لمن تبعه من اولياء الله جل وعلا كذلك من باب من باب اولى وينبغي للانسان ان يأخذ بالاسباب التي تعينه على الصبر عند نزول المصيبة منها ان يتأمل الانسان النصوص الواردة في حق العبد الذي يكفر الله جل وعلا بها من خطاياه وربما كانت المصائب التي تنزل بالانسان هي السبب الذي يكفر على الانسان سائر الذنوب. حتى يلقى الله جل وعلا ليس عليه ذنب. ليس بالاستغفار ولا بالحسنات التي تذهب السيئات وانما بتلك المصائب التي ما تزال بالانسان. وقد جاء من حديث محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المصيبة بالعبد حتى يلقى الله جل وعلا وليس عليه خطيئة. وجاء في لفظ حتى يمشي على الارض وليس عليه وليس على خطيئة فاذا كان هذا من من مما يكفر سائر الذنوب فانه لا يوجد شبيه لمثل هذا الا الا التوحيد فان التوحيد هو الذي يكفر سائر الذنوب ولكن لما عظم هذا الامر اثرا على الانسان جعله الله جل وعلا في مثل هذا المقام فالتوحيد بذاته ولو مرة اذا تحقق في الانسان وختم للانسان به فان الله جل وعلا يكفر للانسان سائر السيئات واما المصائب التي تلحق بالانسان فلا بد من ان تتتابع على الانسان مرة بعد مرة حتى تزيل سائر سائر الذنوب تاني ، ولهذا اذا عرف الانسان ذلك فانه يكون من اهل التصبر وكذلك ايضا الرظا بقظاء الله وعلا وقدره. كذلك ايضا من الامور المعينة على هذا. ان يعلم الانسان ان الله جل وعلا انما يتصرف في ملكه كحال الرجل حينما يتصرف في عبده ومولاه وامته. فاذا تصرف بهما بامر ونهي وتكليف ومشقة فانه لا يحب ان ان يتضجر من قوله او فعله فان تضجروا من قوله او فعله وجد في نفسه. فاذا ادرك هذه الحقيقة البشرية فان ذلك في حق الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يكون في العبد اكثر تسليما. ان يسلم لله جل وعلا تصرفه فيه. كذلك ايضا من الامور المهمة في هذا ان الله جل وعلا يكرم العبد بهذه المصائب ان يرجع الى الله وان يمنحه الله سبحانه وتعالى البعد عن الذنوب والمعاصي. والعوارض التي تجعل على قلب الانسان غشاوة فان الانسان لا يمكن ان يعرف قيمة النور الا بعد ان يكون في الظلمة ولا يمكن ان يعرف قيمة الصحة حتى يعرف المرظ ولا يمكن ان يعرف الانسان قدر نعمة المال حتى يعوز ويكون من اهل الفقر والفاقة ولا يمكن ان يعرف الانسان قدر الحياة حتى يشرف على الموت فاذا كانت هذه من المنح التي يجعلها الله جل وعلا في العبد ثم يزيد الله سبحانه وتعالى العبد كرما فوق هذا ان من مرض او سافر كتب الله جل وعلا له ما يعمل وهو صحيح مقيم. وقد جاء في البخاري من حديث ابي موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مرض العبد او كتب الله له ما يعمل وهو صحيح وهو صحيح مقيم فاذا كان هذا في حال نزول المصيبة التي جعل الله جل وعلا للانسان فيها كفارة ثم الاجر ماظي على الانسان فان الانسان اذا عن العبادة مرظ وكان قبل ذلك يؤديها على سبيل التمام كتب الله جل وعلا له ذلك. وكلما عظمت المصيبة على الانسان فكانت عليه اعظم اثرا كانت كان الثواب الذي يجري عليه ادوم. فالانسان الذي يؤدي الصلاة في المسجد ثم اصبح اشل لا يستطيع الذهاب يكتب الله جل وعلا له اجر الجماعة حتى يلقى الله سبحانه وتعالى ومن اصبح ومن كان يصوم النهار ويقوم الليل ثم مرض فلم يستطع ذلك فان الله جل وعلا يجري له من العمل حتى يصح او يلقى الله سبحانه وتعالى. لهذا من اعظم المنح التي يوهبها الانسان ان يحرص على العبادة فربما عرظ له مرظ او عرظ له هرم كبر سن ومنع ولو حمية من طبيب ان الاجر يجري له الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى. وكم من الناس هو من اهل الحرمان في هذا من المقلين والمسرفين بالعبادة فاذا نزلت به المصيبة تفكر ورجع فاذا عمله خالي ليس من اهل الاكثار بالطاعات. فلم يجري له في حال مرضه الا الا ما كان عليه قبل قبل ذلك كذلك فان الانسان لا يدري لا يدري ماذا يعرض له فربما عرظ له اعاقة او عرظ له مرظ يحبسه طويلا فانه احوج ما يكون الى استغلال الحياة بالطاعات كذلك فان الانسان اذا نزلت به مصيبة تذكر النعمة المقابلة التي سلبها في حال نزول المصيبة. ولهذا قد روى البيهقي في كتاب شعب الايمان من حديث من حديث ابي غياث عن بكر ابن عبد الله المزني قال من اراد ان يعرف نعمة الله عليه فليغمض عينيه يعني اغمض عينيك لتعرف نعمة البصر وهذا في حال تعمد الانسان لمعرفة نعمة هو اراد حبسها عن نفسه. فكيف اذا نزلت به ولا الانسان اعادتها اليه وهذا وهذا ظاهر فان الانسان حينما يغمض عينيه ويريد في ذلك ان يتدارك وان يعرف نعمة البصر تذكر نعمة البصر وهو يملك الاعادة فلها اثر في نفسه وهو الذي فعلها ولديه اختيار بان يعيدها. فكيف اذا نزلت به مصيبة لا يدري هل تعود اليه ام لا؟ ثم تعود اليه بعد اياس فهذا اعظم اثرا بالقرب من الله سبحانه وتعالى والدنو والدنو منه نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ في هذا الحديث في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس تخصيص النبي عليه الصلاة والسلام لهاتين النعمتين وذلك لان هاتين النعمتين فيهما قوام الدنيا والدين لا يمكن ان يتحقق للانسان قواما في دنياه الا بصحة بدن وفراغ وقت وكذلك في دينه ولا يمكن ان ينصرف الانسان الى الاقبال على الله جل وعلا الا ويجد الوقت من ساعات الليل والنهار ومصالح الدنيا ومصالح الاخرة تتجاذب في هذا الامر والغلبة في ذلك للاغلب بحسب الاثر الواقع في نفس الانسان فاذا عظمت الدنيا في قلب الانسان اخذ يشغل وقته باجزائها واذا عظمت الاخرة في نفس الانسان اخذ يشغل الانسان وقته باجزاء الاخرة والاستكثار من الطاعة وهذا مطرد ولهذا تجد كثيرا من الناس يلهو ويلهث وراء الدنيا واجزائها كذلك اما اصول الاخرة العظيمة فلا يجري خلفه. لماذا؟ لان اجزاء الدنيا في نفسه اعظم من اصول الاخرة وعظائمها واذا عظمت الاخرة في نفس الانسان تتبع اجزاء الدنيا وقدم عليها اصول اصول اصول الدنيا قدم قدم قدم اجزاء الاخرة على على اصول الدنيا لان لانها في نفسه اعظم اعظم اثرا. وقوله عليه الصلاة والسلام مغبون فيهما كثير من الناس. الغبن المراد بذلك هو عدم المعرفة والخديعة والبخس لهذا يوصف البيع بالغبن وذلك حال جهالة الشعر والثمن وبيع الغبن باطل على الصحيح من اقوال العلماء وقول الجماهير وذلك ان الانسان مثلا اذا باع سلعة عظيمة قيمتها الف باعها بعشرة دنانير او عشرين دينار. يقال ان هذا البيع بخس وذلك انه ما عرف سعرها وخدعه المشتري فهو مغبون ما عرف قيمة هذه السلعة التي بين بين يديه. وله ان يرفع حكمه الى السلطان حتى يعيد سلعته منه ولو تراضيا لان هذا نوع من انواع الغبن. وقد تقدم معنا في احكام المعاملات الحد في كلام الفقهاء في حد الغبن في هذا الامر. ورسول الله صلى الله عليه وسلم انما اشار الى هاتين النعمتين والغبن فيهما وذلك لعظم الاثر على الانسان في دينه مغبون فيهما كثير من الناس والمراد من هذا اكثر الناس وذلك ان اكثر الناس لا يعقلون واكثر الناس لا يؤمنون واكثر الناس لا يشكرون فاذا كانوا كذلك فانهم مغبون في في هذين الامرين يعني ما عرفوا قيمة الوقت. وما عرفوا قيمة الصحة التي ربما لم يجدها الانسان في يوم من الايام والصحة على نوعين صحة جسد وصحة روح وقلب وصحة الجسد ربما يملكها الانسان ولكنه لا يملك صحة الروح وسلامة الصدر والنفس فاذا انشغلت النفس ولم تسلم للانسان لم ينفعها سلامة الجسد كذلك ايضا فان النفس اذا سلمت للانسان واقبلت على الله واصبح الجسد مريضا لم يتحقق له من من التحصل لانواع العبادة كما يتحصن للانسان صحيح الجسد وصحيح الروح. لهذا ينبغي للانسان لمن سلم الله جل وعلا له نفسه بان يقبل على الله سبحانه وتعالى وان اعلم قيمة الدنيا وقيمة الاخرة كذلك ايضا سلم الله جل وعلا له الجوارح ان يقبل على الله سبحانه وتعالى وان يعطي الامور حقها. بالاتيان بالفرائض والاكثار من النوافل حتى يدنو من الله جل وعلا قربا. كما تقدم معنا في حديث ابي هريرة في قول الله جل وعلا في الخبر القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه وقوله عليه الصلاة والسلام هنا الفراغ اشارة الى نعمة الوقت لدى الانسان فاذا كان الانسان ممن جعل الله جل وعلا له اليسار في الرزق وكفاه الله جل وعلا له المأوى وكفاه الله جل وعلا المؤونة ولم تتعلق له ولم تتعلق نفسه بالمزيد. بالاكثار من بالاكثار من الكمال. وما زال عنه فان فانه ينبغي ان يشغل وقته بطاعة الله سبحانه وتعالى وان يعلم ان الدنيا ليس لها نهاية وذلك لضعف الانسان لا لعظم الدنيا وذلك ان الانسان نهمه عظيم يليق بظعف نفسه ويرى ان هذا النهم عظيما وهو من جهة اصله مقارنة بالدنيا حقير فلما اقترن بالدنيا كان عند نفسه عظيما فهو يتزود من هذا الحقير ولم يصل الى نهاية فوجب عليه ان يعرف ان يعرف حقارة الدنيا فيكبح جماح نفسه من اللهث ورائها. ولهذا ينبغي للانسان في هذا الامر بين بين السعي وراء الدنيا والسعي وراء عمل الاخرة واغتنام الوقت ان يعمل الانسان باب الموازنة وذلك ان باب الموازنة يرجع فيه الانسان الى معرفة القدر الواجب على الانسان من التكسب. وهو سد حاجة الانسان وسد حاجة عياله. كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح الامام مسلم كفى بالمرء اثما ان يضيع من يملك من يملك قوته. وقد ارجع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اراد الجهاد في سبيل الله وذلك انه ترك ترك عياله ليس لهم ليس لهم عائل. وهذا ان حقق للانسان فانه اوتي خيرا عظيما فينبغي ان يغتنم باقي الوقت لي العبادات من النوافل والاكثار منها بانواعها. واما ما زاد عن حاجة الانسان وحاجة عياله فهو عرض زائل يسعى يسعى اليه الانسان. ينبغي الا يقدم عليه حظا من حظوظ الاخرة. الا يقدم عليه حظا من حظوظ الاخرة وذلك يظهر عند المزاحمة. فاذا تزاحم حظ الدنيا وحظ الاخرة فقدم حظ الدنيا على حظ الاخرة فهذا من اعظم المغبونين في هذا الباب. فاذا كان لدى الانسان وقت الاتيان بالعبادة وتردد بين العبادة وبين زيادة الكسب فقدم زيادة الكسب على زيادة العبادة فهذا فهذا مغبون في صحته ومغبون ومغبون في وقته ان العبادة تقوم بالجسد والجوارح وبهذا يتحقق الصحة ويقوم ايضا بالوقت من ساعات الليل والنهار وهذا هو الوقت ولا يمكن ان تتحقق العبرة بعده مصالح الدنيا مصالح الاخرة الا بتحقق هذين هذين الامرين ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حال الدنيا وحال الاجال وكذلك حال الاعمار وان الانسان ما هو الا ايام فاذا ذهب يوم منه ذهب ذهب بعضه وما يزال يدنو من الله سبحانه وتعالى شيئا فشيئا حتى تنقضي اعماره. ولتعلق الناس بالدنيا يحسبون ما مضى من اعمارهم ويعدون ذلك كبرا. ولا يعدون ذلك نقصانا وقربا من من الله سبحانه وتعالى فان الانسان يدنو من الله جل وعلا يوما وعمره الحقيقي ينقص لا لا يزيد هي زيادة باخذ ما مضى من عمره ولكن من جهة التحقيق هو يأخذ ساعات الليل والنهار ويأخذ الأيام والأشهر ويدنو من الله سبحانه وتعالى وهو يأكل من عمره من حيث من حيث لا ذلك لتعلقه بالامل فكثير من الناس لو حدد له عمره الذي الذي يموت فيه ولو رجع الى نفسه كم ستعيش؟ يقول السن كذا وسن كذا ونحو ذلك لو اختير له يوما من هذه الايام بعينه واعطي ضمان عليه انه سيموت في هذا اليوم لا زهد في الدنيا واعرض عنها وهو يعلم في يقينه انه يقارب هذا الوقت يسبقه قليلا او يتجاوزه قليلا وذلك ان الانسان اذا جهل تحديد الاجال تعلق بالامال. تعلق بالامال وضاعف الامور من جهة الاعمار في نفسه. ولو رجع الى نفسه لعلم ان هذا من اعظم ما يصده عن عن الله سبحانه وتعالى ويشغله بالدنيا. نعم وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي. فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عامر سبيل ابن عمر ويقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك بهذا الحديث في اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكب عبد الله ابن عمر اشارة الى ان قبض الانسان ليد المعلم وكذلك الاخذ بمنكبه نوع من شدة الحرص عليه بالتعليم والوصية ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بمنكبه من باب من باب شد الانتباه واليقظة لما يريد النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه اياه لحاجته اليه. بخلاف الكلام المرسل الذي لا اصحابه حركة للجسد بقبض اليد او تحريك المنكب ونحو ذلك فان الانسان لا ينتبه لهذا الكلام كانتباهي لحال الانسان الذي يقبض عليه ويمسك بمنكبه. ولهذا ابن عمر عليه رضوان الله تعالى حال التحديث بهذا الحديث تذكر ذلك الامر بقوله اخذ النبي عليه الصلاة والسلام بمنكبي وما حدث بالمروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط وهو قوله كن في الدنيا كأنك كأنك غريب يعني انه تذكر تلك الحال وقعت في نفسه واثرت عليه حتى عند عند التحديث. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب الدنيا ما لم تسمى دنيا الا لدنائتها وقيل لدنوها عن الاخرة فالاخرة هي العليا والحياة العاجلة هي الدنيا يعني دنت من جهة النوال ودنت من جهة من جهة المنزلة والحظ. والاثر كذلك على الانسان وذلك قلة نوال الانسان فيها. وكذلك انطباعه على كدر. كذلك ورود هذه الدنيا الى اجل معلوم محدود وذلك ان الله سبحانه وتعالى حرم الخلود الخلود فيها مع امكانه. ولهذا الله جل وعلا خير نبيه عليه الصلاة والسلام بين الخلود في الدنيا وان يعطي الله جل وعلا نبيه كاعظم ملوك اهل الارض وبين لقاء الله سبحانه وتعالى. فاختار النبي عليه الصلاة والسلام لقاء لقاء الله جل وعلا. وقوله عليه الصلاة السلام هنا كأنك غريب والمراد بالغرابة هنا بان يكون الانسان في بلد لا يعرفه فيه احد وقد يكون معه غيره. وفي هذا اشارة الى جملة من المعاني العظيمة وهي ان الانسان قد ينفرد بعمل لا يوافقه عليه غيره. فيكون غريبا في هذا السلوك وغريبا في هذا العمل وهو بين الناس بين اهله واقاربه واصحابه فهو غريب في هذا العمل وهذا ما اراده النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك ايضا في قوله عليه الصلاة والسلام كانك غريب يعني ان سكرة الجماعة هي التي تغلب على الانسان فيحب الموافقة. وتحقق الغرابة في الانسان تحققا تاما من جهة العمل لا يمكن الا بمصاحبة عقل الانسان وقلبه لها حضورا ذهنيا. وان الانسان يحاول ان ينصرف فالى امر الجماعة ولا يحب الاغتراب فان الانسان كراهته للغربة في البلدان التي ليست ببلدان اهله واوطانه يحب ان يرجع الى ما كان اليه. وذلك ان الانسان في اتيانه الذي يخالفه غيره فيها يحب ان يكون مع اولئك مع اولئك الكثرة. وهذا من النبي عليه الصلاة والسلام له على عمل الاغتراب الذي يفعله ولا يوافقه عليه احد من اهل من اهل عصره. وهذه نفوس مجبولة على هذا مجبولة على موافقة غيرها وعلى المحاكاة وان يكون الانسان كسواد الناس. فتجد المشرق الذي ينتقل الى المغرب غريبا يحب ان يرجع الى المشرق. وتجد المغربي الذي في المشرق غريبا يحب ان يرجع الى الى المغرب. وهكذا احوال الناس وهذه كما انها في غربة الاوطان كذلك ايضا في غربتي في غربة الاعمال والعقائد. فينبغي للانسان ان يعلق بذات العمل صحة وقربا من الله جل وعلا. ولا يعلق قلبه بابواب بابواب الموافقة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم اراد هذين المعنيين تحقق امر العمل كذلك ايضا ان يجعل الانسان امره قصيرا فان الانسان اذا كان في حال غربة لا يمكن ان يكون في حال غربة ثم يعمر فيها دارا او يضع فيها شيئا على سبيل الدوام لا وانما يعمل فيها يتقوت يأخذ راتب الشهر والسنة ويجمع ثم ثم يغادر بخلاف في صاحب البلد فانه يعمر هذه البلد بالبنيان والزروع والحرث ويحب ان يتزوج وحتى يحصل ويتحصل له النسل فيها بخلاف المغترب ينتظر الرجوع الى اهله حتى يتزوج وينتظر الرجوع الى اهله حتى يعمر الدور والبنيان وحتى يتحقق له الحرف. والزرع في ذلك. واما الغربة فهي موضع جمع وتكسب. كذلك ايضا فان ان الانسان في حال غربة تستحكمه العجلة والاكثار مما كان مما كان قد قدم لاجله. فان الانسان اذا كان مغتربا في بلد من البلدان لتعليم او لعمل يحب ان ينجز هذا العمل حتى يرجع. كذلك ايضا في عمل الاخرة ينبغي كان ان يغتنم وقته وساعات الليل والنهار ولا يفوت. فالمغترب مثلا المشرق الذي يعيش في المغرب ولديه عمل عمل في هذا البلد ثم يرجع اما جمع مال لقدر معين او ان يقضي حاجة من حاجات الدنيا من تعليم ونحو ذلك او نيل شهادة ونحو ذلك فان الانسان يحب ان ينجز ذلك العمل حتى يرجع الى ما كان اليه. وفي هذا اشارة الى ان مقام الانسان ليست الدنيا وان كانت عصر نشأته هي فالنبي عليه الصلاة والسلام قال كن في الدنيا كأنك غريب. الغريب ممن اتى اتى من بلده كأن الانسان في هذه الدنيا بلد الحقيقي هو الاخرة. هي التي كانه قد قدم منها الى الدنيا وسيرجع وسيرجع اليها فينبغي ان يعلق ذلك بذلك قلبه. وهذا في حال الانسان في حال الدنيا لا يشعر الانسان بالغربة بالنسبة للاخرة لماذا؟ لانه نشأ بها. بخلاف الذي لم ينشأ في الدنيا واتى اليها فانه يتعلق بالرجوع الى ما انا لما كان عليه ولو كان دون ذلك مرتبة فظلا عن امر الاخرة. ولكن لما كان هذا الامر عظمة وتباين من جهة حظ الاخرة بالنسبة لحظ الدنيا كان الانسان قد عرفها معرفة عاينها قبل ذلك بوصف الشارع له فينبغي للانسان ان يتعلق بالدنيا كحال الغريب الذي يرغب ان يرجع الى الله جل وعلا حتى يكون في مستقره الذي اراده الله سبحانه وتعالى واعده له. كن في الدنيا كأنك غريب. وهذا يتضمن التقلل من الصحبة والتقلل من فضول الاقوال والاعمال والتقلل من فضول الملبس وغير ذلك. كذلك فيه اشارة ان الانسان لا يلتفت الى المتع في البلد الذي يغترب فيه لماذا؟ لانها متع زائلة التشبث فيها يتسبب باقامة الانسان فيها والبعد عن مقصوده فاذا تعلق ببلد الغربة بشيء يطيل مكثه ناقض مقصوده وهو رجوعه الى بلده التي التي كان كان عليها فهو لا لا يبالي بالمعارف والاصدقاء في البلد في بلد الغربة ولا التكاثر من ذلك بخلاف الانسان الذي يكون في بلده يحب ان يتزود بمعرفة فلان وفلان. لماذا؟ لحاجته اليه في السنة القادمة والتي تليها بالملازمة والصحبة وقضاء الحاجة وغير ذلك بخلاف المغترب فان له غاية وهدف وهو الله سبحانه وتعالى وتحقق رضاه حتى يغادر الى الى الله جل وعلا ولهذا بين هذا الامر بقوله عليه الصلاة والسلام هنا او عابر سبيل عابر السبيل الذي يمر مرورا ولا يمكث وابن السبيل رجل وان كان كريما في قومه الا انه محتاجا عند من كان من كان فيه ولهذا من مصارف الزكاة ابن السبيل ولو كان غنيا في بلده اشارة الى الى ان الانسان في الدنيا يكون كحال ابن السبيل والرجل الغني في بلده لماذا لم يأخذ معه مالا حتى غلب في استعمال الشارع ذكر ابن السبيل والاحسان اليه. لماذا لم يتوجه الشارع بامر المسافر اذا سافر ان يأخذ معه مالا لا يحتاج وان يأخذ معه المزيد والكفاية ما يزيده في سفرة وسفرتين لسفرة واحدة ولكن الشارع ما امره بذلك لضعف لضعف قيمة المال وكذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه امر الدنيا من جهة المال ووصفه بان الصدقة في اوساخ الناس كما جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام للحسن للحسن والحسين. فاذا كان هذا في حق الزكاة الموجب لها شرعي وهي ركن من اركان الاسلام ويثاب عليها الانسان وهي اوساخ الناس فكيف بالمال الذي لا يراد به وجه الله؟ الا يسمى ذلك اشد من هذا من هذه التسمية الشرعية لهذا يعلم ان الصدقة التي يبذلها الانسان لغيره هي نوع من انواع الاوساخ في ذاتها وان اثيب عليها الانسان. فكيف بالمصارف التي يصرفها الانسان في امور في امور دنيا من قضاء المتع من المأكل والمشرب والمنكح والملبس والمسكن وغير ذلك هذه كلها وكلها حظ ونصيب زائل. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وجه الخطاب لني السبيل ان يتزود مالا؟ وجه الخطاب للمؤمن ان يعطيه مالا لماذا؟ لان القيمة ليست ليست بالمال فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن العبد المؤمن في الدنيا ان يكون كحال ابن السبيل لا يبالي بمضاعفة احتياطه في المال وانما يكون كحال العابر حتى يصل الى حتى يصل الى الى مقصوده وهذا يظهر هنا في قوله كلمة عابر كذلك ايضا في السبيل فان السبيل هو الطريق الذي ارتسم للانسان كذلك العبور الذي لا يتضمن مكوثا ولا بقاء وانما هي طرق يريد الانسان ان يصل فيها الى الغايات. وهذا ما فهمه عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى في قوله هنا اذا يا عم سيد فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء هذا هو المعنى اختصره عبد الله ابن عمر عليه رضوان الله تعالى ان ينبغي للانسان ان يترقب الاجر في اي في اي لحظة كحال المغترب الذي يترقب قضاء الحاجة حتى ينصرف الى ينصرف الى اهله راجعا وكأن الانسان في هذه الدنيا يريد ان يرجع الى اهله وازواجه في في الجنة ونعيمه وداره التي اعدها الله جل وعلا لاهل لاهل الايمان والتقى فينبغي للانسان ان يغتنم الصحة وان يغتنم الفراغ وان يغتنم ما اعطاه الله جل وعلا من سعة رزق فان الانسان لا يدري ماذا يعرض له من مرض وكذلك ما يعرض له من ضيق وقت وما يعرض له من فقر فليغتنم وسائل الدنيا التي بين يديه لرضى الله سبحانه وتعالى وكذلك لعمارة الاخرة فان ذلك اعظم للانسان ولا يوفق لهذا الا اهل الاخلاص من احبهم الله جل وعلا ومن صرفه الله سبحانه وتعالى عن اغتنام هذه الامور فليعلم انه فوت من الخير بقدر ما فوت من هذا الامر وفقني الله واياكم لمرضاته وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد