بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن المقدام ابن معد كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم كيلو طعامكم يبارك لكم فيه اخرج هذه الاحاديث البخاري. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم يوم الدين اما بعد فقال النبي عليه الصلاة والسلام كيلو طعامكم يبارك لكم فيه المراد الكيل اشارة الى العد والحساب ومعرفة المقادير في الطعام وتقيد ذلك وتقيد البركة بالكيل وربطها به لازم لاقتران القلب وليس المراد بذلك الانفصال بان الانسان اذا اكل طعامه فانه يبارك له فيه وهذا لا بد فيه من النظر الى الادلة الاخرى فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث حفصة انها دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي توكي لخادم لها فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا توكي فيك الله عليك وكذلك ما جاء عن عائشة عليها رضوان الله تعالى انها قالت بقي عندي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شطر شعير فطال ثم كلته ففني يعني انني بعد ان اخذت وزنه فني وهذا ما جاء في حديث المقداد عليه رضوان الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كيلو طعامكم يبارك لكم فيه يعني مع اقتران النية وان البركة هي من الله سبحانه وتعالى والمراد بقوله هنا كيلو طعامكم اي معرفة قدر الطعام المنفق وقدر الطعام الباقي حتى يعرف الانسان ما يبقى من طعامه ونفقته لعياله الله عليه وسلم انه كان يحبس قوت سنة يعني لازواجه. كما جاء هذا في الصحيح من حديث الزهري عن مالك عن عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخر قوت سنة. وهذا الذي جعل رسول الله صلى الله عليه في ادخار قوت سنة ليس له وانما لاولاده. والجمع بين هذا وما جاء في بعض النصوص من كراهية حبس المال وعدم بانفاقه والمكاثرة فيه ان الانسان لا ينبغي له ان يحبس لنفسه قدرا زائدا وانما لذريته وقد جعل النبي عليه الصلاة والسلام انه كان يحبس قوت سنة كما جاء في الصحيح. واما ما جا عنه عليه الصلاة والسلام انه كان لم يدخر. لم يدخر شيئا او لا يدخر كما رواه الترمذي من حديث جعفر بن سليمان عن ثابت عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخر شيئا. وهذا الخبر لا يصح قد رواه رواه الترمذي من وجه اخر من وجه اخر مرسلا من حديث ثابت مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يدخر واما ما جاء في بعض الاخبار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما نام جائعا وكذلك ازواجه. وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يشبع اهله كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة قال والذي نفسي بيده لم يشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم اهله وقد جاء ايضا في حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى انها قالت والله ما شبعنا في ليلة من الاسودين يعني الماء والتمر. وهذا المراد بذلك ربما قبل ما تمكن منه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خراج اليهود من بني النظير وغيرهم حينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخر كما جاء منصوص عليه في اه الصحيح من حديث عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام حينما حينما يأتي الخراج من بني النظير كان يدخر قوت قوت سنة وهذا قد جاء فيه عن غير واحد من السلف كالحسن البصري كما روى ابن ابي حاتم في كتابه التفسير عند قول الله سبحانه وتعالى ولا تنسى نصيبك من الدنيا من حديث اسرائيل عن الحسن قال احبس قوت سنة وانفق الباقي. وهذا في اشارة الى انه لا حرج على الانسان بل انه يتأكد في حقه ان يدخره شيئا لاهله وهذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان ما جاء من المنع من الادخار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يصح لا يصح فيه فيه شيء وهذا الحديث في امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله كيلو طعامكم الامر على الاستحباب وليس على الوجوب. والمراد من هذا انه ينبغي للانسان اذا كان لديه مال او طعام ان يكيل بمعنى ان يقدر ذلك الطعام للايام او الاشهر من جهة النفقة حتى يعرف ما يبقى للايام الاتية. فلا يأخذ ولا ولا يحسب وهذا فيه جملة من المصالح الجليلة اولها ان الانسان مع اتكاله على الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يعتمد ايضا على الاسباب. كذلك ايضا ان الاسلام جاء بحفظ الانسان وصونه من الاعتماد على غيره. وان يحفظ الانسان حقه. وان يتوسط الانسان بين الاقتار والاسراف ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الانسان الذي يملك مالا ينبغي له ان يحتاط لنفسه وذريته. فلا ينفق حتى يحتاج بعد ذلك لا يحتاج بعد ذلك الى الى غيره. وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال يأتيني احدكم بماله ليس عنده شيء غيره ثم يتكفف الناس يعني ينفق في سبيل الله ثم بعد ذلك يتكفف يتكفف الناس وفي هذا اشارة الى ان الانسان ينبغي له ان ان يقدر المال وان يستعين وان يعتمد بعد ذلك على بركة الله سبحانه وتعالى قبل ذلك على بركة الله جل لو علا في الطعام فلا يعتمد على حسابه وتقديره فان اعتمد على حسابه وتقديره كان فيه شبه باهل الدنيا الذين قطعوا التعلق بالله جل وعلا وليست هذه من طرائق اهل الايمان واهل التوكل. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل امر الوزن والحساب مقترنا بالتوكل ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء كما رواه الامام مالك من حديث سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة انه قال كنا اذا خرج اتينا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واتيناه به فقال اللهم بارك لنا في ثمرنا. اللهم بارك لنا في كيلنا. وفي هذا عن رسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة بالمباركة بالكيل والثمار انه يستحب للانسان انه اذا تحصل لديه واكتسب مالا ان يدعو لماله بالبركة وان يبارك الله له فيه وان لا يعتمد قبل ذلك على الحساب ماذا يدخر؟ وماذا ينفق؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام قدم وكذلك الصحابة كانوا يقدمون امر الدعا بالبركة قبل قبل ان امر الحساب وهذا وهذا هو الهدي وهو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه عليهم رضوان الله تعالى. وآآ كذلك فان الانسان اذا اعتمد على الحساب مجردا ولم يعتمد على الله جل وعلا فان هذا لا يغنيه. ولهذا اشارت عائشة عليها رضوان الله تعالى الى هذا المعنى بقوله كان عندي شطر شعير فكلته فبني يعني ان الانسان حينما يبارك الله جل وعلا له بالمال ينبغي ان يحسب ويدعو بالبركة والا يعتمد على والا يعتمد على فقط وهذا ما يفهم من الجمع بين الحديثين بين حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى وبين حديث وبين حديث الباب. وآآ الاصل في ذلك التوكل على الله سبحانه وتعالى وان لم يحسب الانسان وان حسب الانسان فقد اتبع السنة والهدي واحتاط لنفسه وقد جاء في مناقب الشافعي عن ابن عبد الحكم انه قال له لما اراد نزول مصر قال اذا اردت ان تنزل في هذه البلد يعني مصر فليكن لديك قوت سنة وليكن لك مجلس من السلطان تتعزز به. فقال الشافعي عليه رحمة الله من لم تعزه التقوى فلا اعزه الله وقد ولدت بغزة ونشأت بالحجاز وما كان عندي طعام ليلة وما مت وما بت جائعا. والمراد من هذا ان الانسان ينبغي ان يعتمد على الله سبحانه وتعالى ابتداء وان يتوكل عليه والا يغلب جانب الاخذ بالاسباب. واذا اخذ بالاسباب مع الاعتماد والتوكل على الله جل وعلا فان ذلك هو الطريق هو الطريق الاكمل وبعض العلماء حمل هذا الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا في قول اكيلوا طعامك المبارك لكم فيه ان المراد بذلك بالبيع والشراء وليس الكيل والوزن والحساب على الذرية والخدم وهذا فيه نظر فان رسول الله صلى الله عليه وسلم انما قال هذا الخبر لعامة الناس ليس في سياق البيع وهو معمول وهو معمول به عندهم على هذا النحو. وقد تقدم معنا ما جاء في حديث انس بن مالك وجاء ايضا في حديث عثمان بن عفان. في مسألة في البيع البيع والشراء. وهنا انما ذكر الكيل في الطعام. كذلك ايضا في الحساب بالنسبة للنقدين من الذهب الفضة وما يقوم مقامهما من الاوراق النقدية ان الانسان يحسب وان يقدر. وهل للانسان ان يدخر ما زاد عن قوت سنة؟ ذهب بعض العلماء الى ذلك وهذا مروي عن غير واحد من السلف كالحسن البصري وغيره. وقال بعض العلماء انه لا دليل على الكراهة اصلا وانما رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كان يدخر قوت سنة لان الطعام يأتيه كل عام. وان الطعام يأتيه كل عام. كذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخر من اوتي ما لا يفسد في الحول وذلك انه لو ادخر ادخر مزيدا عن ذلك ربما فسد في الحول الذي يليه وغالب ادخارهم كن من الطعام ليس من النقدين من الذهب من الذهب والفضة. ولكن يقال ان الانسان ينبغي الا يعتمد على باب الادخار فقط وان يقدم حق الله جل وعلا مسألة الصدقة والانفاق. وان يقنن ذلك ايضا ان يقرن ذلك بالتوكل على الله جل وعلا والاعتماد والاعتماد عليه نعم هذا تكلمنا عليه تكلمنا عليه قبل قليل وحديث عائشة عليها رضوان الله تعالى ان هذا حساب بلا توكل حساب بلا توكل وهذا الحديث هو حساب بتوكل نعم احسن الله اليك وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه قيل من يا رسول الله؟ قال من ادرك ابويه عند الكبر احدهم احدهما او كليهما فلم يدخل الجنة ما جاء في هذا الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام رغم انف رغم انف المراد بالترغيم بكلام العرب هو الاحتقار والاهانة وقيل المراد بذلك هو وضع الانف والجبهة في التراب قالوا ارغم فلان انف فلان في حال المصارعة اذا وضع انفه في تراب يعني انه وضع اعز ما فيه عند اسفل عند اسفل جسدي وهذا غاية في الاهانة والاحتقار وهذا ايضا شامل الغبن من الامور المعنية من الامور المعنوية وذلك ان الانسان اذا غلب في بيع وشراء فان الغالب في البيع والشراء الذي الذي يهزم غيره بالمرابحة يقال ارغم فلان فلانا يعني يعني هزمه في المضاربة في السوق كذلك ايضا يلحق في المعاني في اشعار العرب اذا نقد فلان احدا بهجاء لذلك فيقال ارغم فلان فلان يعني انه انزل فيه وانزل فيه الذل والهزيمة والانكسار غير ذلك وهذا هو المقصود من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا قد جعل الانسان في هذه الارض خيرا عظيما وبابا كبيرا يصل به الى مرضاة الله جل وعلا والى الجنة فلما لم يتحصل على الجنة بالولوج من هذا الباب كان مغبونا ومستحقا الذل والحقار من الله سبحانه وتعالى وذلك بالولوج الى النار وهي غاية غاية الذل والانكسار والاهانة ولهذا قد ذكر غير واحد من العلماء ان الانسان مهما بلغ درجة ومنزلة في الدنيا اذا كان من اهل العقوق من الوالدين ان الله جل وعلا يحرم عليه الجنة ابتداء باعتبار ان هذا مانع من دخول الجنة ابتداء وايمانه وقوته وقوة ذلك مانع ايضا من دخول النار ابتداء. وقال غير من العلماء ان ان اهل الاعراف هم الذين قاتلوا في سبيل الله فقتلوا ولكنهم من اهل العقوق للوالدين. وقال غير واحد ايضا انهم ممن حرم الله جل وعلا عليهم الجنة النار منعه من دخول الجنة عقوق الوالدين وعقوق وبر الوالدين هو من اعظم الاعمال وارجى القربات. ولهذا قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعة الوالدين في قوله جل وعلا وقضى ربك الا الا اياه وبالوالدين احسانا. وهنا ذكر الوالدين على سبيل التساوي احدهما او كليهما يعني الواحد او الاثنين كلهم في حكم الواحد ومنبر واحدا وعق الآخر فهو عاق لوالديه كحال من عق الاثنين باعتبار ان الانسان قد بلغ الغاية في الاساءة لنفسه والحرمان من من دخول الجنة. وكذلك فان الانسان اذا اذا بر واحدا ولم يتمكن من بر الاخر لفوت من وفاة فان الله جل وعلا يجعل بره في الواحد كحال الاثنين وفضل الله جل وعلا واسع. وهنا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمان الانسان من دخول الجنة ولهذا قال ذكر غير واحد من العلماء ان عقوق الوالدين مما يؤخر الانسان من دخول الجنة ولكنه لا يدخله النار وذلك للتلازم بين مصاحبة الرجل المؤمن لابويه في الجنة وذلك لباب الشفاعة. فان الابوين بين يدي الله سبحانه وتعالى في ابواب الحساب تتعلق قلوبهم بذرياتهم من اهل الايمان فاذا دخلت ذريتهم دخلت ذريتهم المؤمنة النار ولم تلحق بهم في الجنة لم يكن هذا من تمام من تمام الاحسان ولهذا ذكر هنا المنع من دخول الجنة. ولم يصرح هنا بدخولهم بدخولهم النار بسبب هذا بسبب هذا الاثم جاء عن بعض السلف من المعاني مما يخالف مما يخالف هذا هذا المعنى. وبر الوالدين والعناية بذلك و المبالغة بتحقيق الرضا ومن الامور التي مردها مردها الى الشرع. ليس لاذواق الناس وقد جاء في كثير من السير وكذلك من نظر الى كتب الورع وكثير من العباد من السلف ونحو ذلك انواع من البر مما لم يكن من هدي من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا من هدي الصحابة عليهم رضوان الله تعالى كحال الرجل الذي تكون امه في في تكون امه في الدار ولا يعلو سقف الدار عليها ونحو ذلك هذا فيما ارى انه ليس ليس من البر وليس من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم البر هو من الاحسان وبذل الخير وعدم ابداء الاذية السمع والطاعة عند الحاجة وكذلك عدم تقديم رغبات النفس على رغباتهم وحاجتهم والاحسان الى من يحبون. ووصل من يحبون وصله وعدم اذيتهم بعبارة او اشارة والا يتكلف الانسان والا يتكلف الانسان شيئا ربما يوصله الى البر البر بهما كحال الانسان الذي ربما يمتنع من الطعام مع والديه ويحجم عن ذلك رغبة بايثارهم بهذا الطعام والا تمتد يده الى طعام يحبانه. وهذا وهذا فيه ما فيه. وذلك ان الاب والام يحبان ان الابناء معه في طعام او في شراب وهذا من الامور الفطرية المعلومة. واذا اعتاد الانسان على عدم الاكل معهما ايثارا لهما بذلك الطعام وان لا تمتد يده الى شيء يحبانه فيقال ان هذا فيه فيه ما فيه وللانسان ان يتناول معه ما ان يتجوز ايضا في تناول الطعام حتى يشبع وان يأخذ منه منهما ما يريد ان قد جاء في ذلك اخبار عن جملة من الزهاد والعباد في هذا الباب من التابعين واتباعهم. والعبرة كما تقدم الاشارة اليه الى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي التابعين ولا حرج على الانسان ان يبلغ من معاملته مع والديه من المسامحة ولين المعشر والممازحة والتلطف مما لا يصاحبه في ذلك احتقارا او اهانة او عدم تعظيم واجلال للوالدين فان هذا من الامور من الامور المباحة. وللاباء والامهات من الحقوق المقدرة شرعا وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من من الامور المقدرة هو تقديم حق الام على حق الاب وقد جاء في ذلك ثلاثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم وتقدم الكلام على ذلك معنا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله الرجل اي الناس احق بحسن صحبتي؟ قال امك. ثم قال امك ثم قال امك ثم قال في الرابعة ابوك. ثم ادناك فادناك وانما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم الام لجملة من الاعتبارات تقدم الاشارة اليها منها ان الاب يستطيع كفاية نفسه بخلاف الام التي تفتقر الى ابنائها اكثر من تفتقر الى ابنائها اكثر من الاب وهذا امر امر معلوم فلها حق وحظ في ذلك. كذلك ايظا فانها في تعبها في الحمل والولادة وكذلك الطعام وكذلك من الاحسان والتربية مما مما لم يكابده الرجل ويعانيه. ولها في ذلك نصيب قد تكفل به الشارع. وهل يقال في هذا ان الاجر في حق الام اعظم من حق الاب وذلك في حال الخلاف بينهما على امر لا يمكن للانسان ان يجمع بين بين الاثنين. يقال ان الانسان اذا اذا تزاحمت مصلحة الام مع مصلحة الاب ولا يمكن للانسان ان يجمع بينهما او ان يرضي الاثنين بل يرضي يقال هنا يرضي الام مع عدم الاساءة الاساءة الى الاب لظاهر الخبر هنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في بيان فضل الامهات جملة من الاخبار منها في قوله عليه الصلاة والسلام الزم رجليها فثم الجنة وكذلك حينما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه من الجهاد وكذلك في استئذان رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيارته لقبر لامه مع كونها ماتت في الفترة وحينما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لها دمعت عيناه عليه الصلاة سلام واعظم ما يكون من العقوق للوالدين هو التعدي عليهما باللعن والضرب. وقيل ان اعظم اعظم شيء في هذا ان يجتمع الاب والابن او الام وابنها عند قاظ يتحاكمان. قيل ان هذا هو اعظم اعظم انواع العقوق. كما رواه المروزي عن الحسن البصري وغيره انه قال انه قال بذلك نعم اليك وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان في قوله عليه الصلاة والسلام هنا المؤمن القوي خير واحب من المؤمن الضعيف. المؤمن القوي المراد بذلك هو مؤمن. آآ والمؤمن قوي الايمان وليس المراد بذلك هو قوي البدن وليس المراد بذلك قوة البدن باعتبار ان قوة البدن في الغالب انها ليست قوة اختيارية انما هي قوة وجودية توجد مع الانسان فيولد الرجل له بسطة في الجسم ويولد له له قوة وطول وقصر ونحو ذلك مما يخلق عليه مما يخلق عليه الانسان. كذلك فان الفطرة تدل على تدل على ان الانسان مما يعتني مما مما يتأكد لديه العناية بجسده. واما الايمان فقد حث الشارع على ذلك ان يزداد الانسان ايمانا وكلما ازداد الانسان ايمانا قوي في ابواب العمل ولو ولو كان ضعيف البدن. ولهذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظرون الى الى الصور والاجسام. قد جاء في هذا عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى الى القلوب التي في الصدور. والمراد من هذا انه ينبغي للانسان ينبغي للانسان الا ينظر الى الى ظواهر اجسام الناس واحوالهم وانما ينظر الى اعمالهم. والمراد بالعمل هنا ما يدفعه القلب فان الانسان اذا قال او فعل دافعوا الفعل والقول هو ما يتحصل في قلب الانسان من قوة الايمان. ولهذا قد جاء في الصحيحين وغيرهما ان الله صلى الله عليه وسلم مر من عنده رجل فقال لاصحابه ما تقولون في هذا؟ قالوا هذا يوشك انه اذا سأل ان يعطى واذا غاب ان يسأل عنه واذا خطب ان يزوج فمن رجل اخر؟ فقال ما تقولون في هذا؟ قال يوشك اذا غاب الا الا يسأل عنه واذا خطب الا يزوج واذا سأل الا يعطى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الارض من ملء الارض من هذا والمراد من هذا ان الناس بفطرهم مهما بلغوا حتى من الصلاح كحال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تغلب ما يسمى بالنظرة المادية بالنظر الى بهرج الاجسام وكذلك اللباس والمظاهر ولا يلتفتون الى عمل الناس واقوالهم في ميزان في ميزان الشرع فرسول الله صلى الله عليه وسلم علم اصحابه ان ينظروا الى ما في القلوب. وان القلب اذا قوي وان القلب اذا قوي قوي معه العمل وان الانسان اذا كان قوي البدن وضعيف القلب لم يكن لديه من العمل ما يقوى به عند غيره الا عند ارباب الدنيا ولهذا حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيادة الايمان كما في هذا الخبر. ومن تحقق فيه اصل الايمان ولو كان فيه ذرة من ايمان فقد تحققت فيه الخيرية ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام وفي كل خير يعني من تحقق فيه الايمان فقد تحقق فيه تحقق وفيه الخير ولو ولو قل. وذلك ان الله جل وعلا يحرم عليه النار اي يحرم عليه دخول النار ابديا وعاقبته ومآله الى الجنة. ومن كان كذلك فقد تحقق فيه وصف وصف الخير يظهر من السياق هنا ان المصنف يحتمل انه اراد بايراد هذا الحديث ان المراد بالقوة هنا ما هي القوة الجسدية وذلك لايرادي له في ابواب الجامع. ويحتمل انه اراد غير هذا المعنى. خاصة بعد ايراده لهذا الحديث بعد ما جاء في حديث كيل الطعام اشارة الى استحباب التكسب والجودة في اه الرزق وعدم الاتكال على الغير والاعتماد على الله جل وعلا ثم بعد ذلك على الحساب. ويحتمل ايضا انه اراد اراد الايمان. والنبي عليه الصلاة والسلام فيما يظهر في الخبر بالنظر الى القرائن وكذلك كثرة السياقات التي ترد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الحث على التزود بالايمان وقوته ومعلوم ان متقررة عند اهل السنن والجماعة ان الايمان ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فمن نقص ايمانه فهو ضعيف فهو ومؤمن ضعيف ولو كان ولو كان له بسطة في الجسم. ومن كان قوي الايمان فهو المؤمن القوي ولو كان جسده ضعيف. ولهذا من نظر الى احوال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يجد ان جل الصحابة لم يذكر في كتب احوال اجسامهم من جهة البسطة في الجسم وكذلك ايضا الضعف. وانما يعرف افراد معدودة من الصحابة من له طول وسطه في الجسم وكذلك وكذلك رقة في الجسد. وانما النظر الى اعمالهم. وهذا ان جاء ذكره اعني بسطة الجسم يأتي في ابواب يأتي في ابواب ضيقة. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام اشار الى الاعتماد على جملة من الصحابة ممن لم يكن لهم من الاجسام ما ما يحملون على بسطة الجسم كحال عبدالله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى وغيره كما جاء في صحيح الامام مسلم النبي عليه الصلاة والسلام قال خذوا القرآن من اربعة او استقرئوا القرآن من فذكر منه عبد الله ابن مسعود علي ابن مسعود عليه رضوان الله تعالى وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الانسان يحرص على ما ينفع ويستعين بالله ولا يعجز تقدم الاشارة الى هذه المعاني انه ينبغي للانسان ان يعتمد على الله سبحانه وتعالى وكذلك ان يحرص على ما ينفعه في دينه في دينه ودنياه ويحتمل ان مراد المنفعة هنا الى ما يزيد في قوة الايمان. وان يبتعد الانسان عن نقصانه من الاكثار من الطاعات ومعرفة مراتب بالخير بحسب معرفة الانسان للعلم ومواضعه. فاذا عرف الانسان مواضع العلم ومراتب الخير التقى في ذلك بقوة الايمان كحال الانسان الذي يعرف مواضع بسطة الجسم فان الانسان يتقوى يتقوى ببعض الطعام او يتقوى ببعض الافعال كذلك ينبغي للانسان لمن رام زيادة في الايمان ان يتقوى ببعض اعمال البر من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك مما مما دل عليه الشارع. ويظهر والله اعلم ان المراد بهذه الاعمال التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم شمولية الامرين. الاعمال الدنيوية والاعمال الدينية. وذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام اشار في قوله هنا ولا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان لكان كذا وكذا. وهذا يحدث في الاغلى في الامور الدنيوية وتجري هذا على السنة من من يحرص على اعمال الدنيوية فتفوته من الارزاق والمكاسب ونحو ذلك. فالامر في هذا انما هو لله سبحانه وتعالى فهي اقدار مضروبة. فالله جل وعلا قد جعل الانسان حظا من المال وكذلك من الرزق والموهبة. مما لا يمكن ان تعداه ولا ان يتخطاه. ولهذا قد جاء عند الدارمي عند الدارمي في كتابه الرد على الجهمية عن عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى. قال ان رجل لا يفوته من لا يفوته من الامارة والرزق الشيء. حتى اذا حتى اذا دنا منه اطلع الله عليه فقال للملائكة اصرفوه عنه فيتظن ويتحسر وما هو الا وما هو الا الله يعني ان الله سبحانه وتعالى هو الذي على الانسان ما يظنه حظا والله جل وعلا يقضي للانسان يقضي للانسان ما هو خير سواء من امر من امر دينه او امر امر امر دنياه. والله جل وعلا قد يفوت لعبده مصلحة دنيوية. اذا علم حرصه عليها لحكمة بالغة وذلك ان الحرص على العمل الديني اذا حرص عليه الانسان فاقبل عليه ولم يتمكن منه تحصل له الاجر فلا ينبغي ان يتحسر فالاجر قد تحصل تحصل له وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده الا يكلفه بعمل من الاعمال وان يكتب الله جل وعلا له وفي ذلك في ذلك الاجر. وهذا فرق بينه وبين وبين مصالح مصالح الدنيا. وذلك ان الله جل وعلا قد يفوت العبادة هذا قد يفوت العمل الدنيوي المصلحة الدنيوية وهو حريص عليها ويتضمن ذلك في بعض الاحيان حرمان للانسان وعقاب له واما بالنسبة للامور الدنيوية بالامور الدينية اذا اقبل الانسان عليها وحرص عليها ثم منعه الله جل وعلا من ادائها هذا من الامر الخيري المحض الذي اراد الله جل وعلا لعبده خيرا فينبغي للانسان ان يحمد الله سبحانه وتعالى عليه واما ما جاء في قوله هنا فلا تقول لو اني فعلت كذا وكذا لكان لكان كذا وكذا فان له تفتح عمل الشيطان. المراد بهذا ان الانسان اذا تحسر على ماظ فاته فقال لو اني فعلت كذا وكذا معتمدا على الاسباب لا معتمدا على الله سبحانه وتعالى كره له ذلك فان هذا متضمن لمعارضة قضاء الله جل وعلا وقدره. وقال بعض العلماء ان الانسان لا يشرع له ان يقول ذلك في الامور الدنيوية. واما بالنسبة للامور للامور الدينية فانه لا حرج على الانسان ان يقول ذلك. وقد جاء هذا في الصحيح من حديث جابر ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو اني استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك لبيان مصلحة لبيان مصلحة دينية وهذا لا حرج لا حرج فيه. اما بالنسبة للمصالح الدنيوية فانه يكره للانسان يكره للانسان بان يقول ذلك وذلك ان الله سبحانه وتعالى انما جعل المصالح الدنيوية اسبابا توصل الى توصل الى الله سبحانه وتعالى معها الانسان في صالح دنياه ويستلذ بها وتمضي به الى الله سبحانه وتعالى. فلا ايتخذها امرا متمحضا فان اعتمد عليها اعتمادا متمحضا جرى على لسانه من التحسر عليها. كذلك فانه لا يليق بالانسان لان يتحسر على شيء من الدنيا فات فوته الله جل وعلا عليه. وهذا متضمن لي لعدم تعلق الانسان بالله سبحانه وتعالى فاذا تحسر على شيء من الدنيا فات كانه خلق لاجل الدنيا. واذا تحسر على شيء من الدين فات واذا تحسر على شيء من الدين فات عليه فانه يرغب ضمنا بكمال رضا الله سبحانه وتعالى ولا حرج عليه هنا ان يقول ان يقول له كما قاله رسول الله صلى الله عليه تلة. وكذلك فان الانسان اذا استعان بالله سبحانه وتعالى وتوكل واعتمد عليه واخذ بالاسباب الشرعية. والاسباب الحسية في صالح دينه ودنياه فان وفقه الله جل وعلا كان كان خيرا وان لم يوفقه الله جل وعلا لتحقق مراده كان خيرا حينئذ. ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له. نعم. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدري ما يقول فليضطجع. في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم من الليل هذا متضمن الاشارة الى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لم يكن يقوم الليل كله. وقيام الليل كله مخالف للسنة وليس من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم معنا بيان ذلك بيان ذلك في كتاب قيام الليل في ابواب في ابواب الصلاة وتكلمنا ايضا على جملة من ذلك في ابواب الصيام في قيام في قيام رمضان. وان قيام الليل كله من الى اخره مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ان الليل قد جعله الله جل وعلا سكنا. وانما يأخذ بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه في قيام الليل متظمن لهديه في نوم الليل فان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها. وذلك ان الانسان اذا اتخذ كذلك سهل عليه قيام الليل والتضرع لله جل وعلا وان يأخذ نصيبه وكفايته من النوم قبل دخول النهار واما اذا قام واما اذا نام قبل صلاة العشاء فوت الفريظة وان كان يبيت الحرص على النافلة من قيام الليل وذكر الله سبحانه وتعالى واما قيام اغلب الليل بحيث تكون صلاة الانسان لاكثر الليل وينام شيئا يسيرا منه فيقال اذا قوي عليه الانسان فلا حرج عليه. واذا لم يقوى عليه فانه يكره. لظاهر الحديث هنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الانسان اذا استعجم عليه القرآن يعني لم يستطع ان يفهم والمراد بالعجمة الذي يتلفظ بلفظ لكنه لا يدرك المعنى كحال الذي يلقى او يلقن الكلام ويتلفظ به لكنه لا يدرك المعاني فهذا اعجمي فاذا استعجم القرآن على الانسان فلم يستطع حينئذ معرفة المعاني التي يتلفظ بها فانه لا يشرع لا يشرع له قيام الليل ولا قراءة القرآن ولا كذلك الدعاء فربما يدعو على نفسه. كما جاء في حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى من حديث هشام ابن عروة عن ابيا عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم من الليل فغلبه النوم فلينم فانه ربما يريد ان يدعو لنفسه فيدعو عليها. وهذا فيه اشارة لجملة من ان الانسان ربما يؤاخذ باللفظ مع انصراف القلب اذا تعمد اذا تعمد التلفظ مع علمه بعدم ادراك مع علمه بعدم بعدم الادراك. وهذا يدخل في كثير من المعاني كما انه في ابواب العبادات في حال علمه وادراكه انه اذا بقي على هذا الحال ربما بشيء لا يدركه فاستمر على ذلك ربما يؤخذ بظاهره. ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه الحال. كذلك ايضا في ابواب العقود والفسوخ كحال مثلا الذي يشرب الخمر متعمدا حتى يزول عقله. ثم يتلفظ بالطلاق ونحو ذلك. وهذا تقدم الاشارة الاشارة الى وذلك ان الانسان اذا تسبب بعدم تمام عقله وزوال عقله ثم تصرفه تصرفا يعلم به ويستطيع ان عقله وربما يؤاخذ على هذا الفعل. وفيه ايضا الاشارة الى حظ النفس وحقها من الراحة وعدم الركون وعدم الركون الى الى اتعابها. فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول عليكم من العمل ما تطيقون كما جاء في الصحيح. حينما وجد حبلا ممدودا بين فقالوا لمن هذه؟ قال قالوا لفلانة. فانها لا تنام من الليل الا قليلا. واذا تعبت قامت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليكم من العمل ما تضيقون فان الله لا يمل حتى حتى تملوا. وانه ينبغي للانسان ان يجعل لنفسه حقا ولاهله حقا ولولده ولولده حقا وهذا كما انه شامل ايضا لابواب العبادات فانه شامل ايضا لحظ الدنيا اذا صرف الانسان عن حظ الدين الى راحة بدنه. فكيف يهلكها في امر في امر الدنيا؟ بالله التي وراء المال وراء المال وعمارة الارض ونحو ذلك حتى ينهك الجسد ونحو ذلك هذا مما لا حببوا شرعا ولا عقلا فاذا صرف الانسان الى حظ جسده وسلامتها عن العبادة فهو في اهلاك جسدي الانسان لشيء من الدنيا ومتاعها من باب من باب اولى هذا متظمن ايظا الى اهمية معرفة الاعجم بدعائه. وانه لا يغنيه ان يتلفظ بدعاء لا يدرك معناه وان الاعجمي اذا تمكن من معرفة المعاني ولم يسلك طريقها فتلفظ بلفظ لا يدرك معناه من الدعاء في السجود فتلقنه فتلقنه تلقينا ولم يعرف المعنى انه لا يثاب على ذلك انه لا يثاب انه لا يثاب على هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الاستعجام وهو عدم ادراك المعنى مع قوام اللفظ مانعا من الاستمرار في قيام الليل مانعا من الاستمرار في قيام في قيام الليل. واذا كان كذلك فهو فانه مانع من الاستجابة وذلك انه لا فائدة منه وفيه اشارة والى اهمية حضور القلب في العبادة من الصلاة وان الانسان اذا لم يحضر في قلبه الخشوع فهو كحال الجسد الميت واما الخشوع في الصلاة فقد تقدم معنا في كتاب الصلاة حكمه وقد ذكر غير واحد من العلماء ان الخشوع في الصلاة مستحب ونقل الاتفاق على ذلك الامام النووي عليه رحمة الله وذهب بعض المتأخرين الى وجوبه ومال الى هذا من المتقدمين الامام البخاري عليه رحمة الله والذي يظهر لي والله اعلم انه مستحب متأكد انه مستحب مستحب متأكد. وانه لا يجب على الانسان الا اذا فوت فوت ركنا فهو تركنا من الاركان بحيث ان الانسان انه اذا لم اذا لم يعرف عدد الصلاة التي يؤديها ولم يعرف هل قرأ او لم يقرأ انه في هذا اثم وهذا هو النوع الذي يجب على الانسان ان يؤديه لذلك اه قد جاء عن غير واحد من السلف كعمر بن الخطاب وغيره انه كان يجهز الجيش وهو وهو في الصلاة نعم وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين. في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا قال اذا قام احدكم من الليل قيام الليل من السنن المتأكدة في حق الانسان ولو شيئا يسيرا هدي النبي عليه الصلاة والسلام ان يستفتح الصلاة بركعتين خفيفتين وهذا متضمن لاصل عام وهو ان الانسان اذا اراد ان يبتدأ بعمل من الخير فليبتدأ بالحد الادنى منه فاذا كان من اهل المال فاقبل على النفقة فليبدأ بالقليل ثم يستكثر واذا كان من اهل قلة الصلاة ثم اقبل على الصلاة فليبدأ بالقلة ثم يستكثر. وذلك ان المنبت لا ظهرا ابقى ولا ارضا انقطع فالانسان الذي يجد ويشق على نفسه بابتدائها يعجز كحال الذي يقبل على الصلاة او يقبل على الديانة ونحو ذلك فيبلغ الحد الذي توطنت له النفوس بعد زمن يفتر بعد ذلك وهذا معلوم مشاهد ومن نظر الى حال الشريعة وجد ان الله جل وعلا شرع للامة العبادات على سبيل التدرج حتى توطن النفوس وهذا كما انه في التشريع العام كذلك ايضا في العبادة الواحدة والذي يقبل على العبادة في باب من الابواب وهو لاهف عليها يقبل اقبال العارف المستديم لها ويجد في نفسه عدم احجام ولو قام الليل كله فهذا لا ينصى على هذا النحو ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على التدرج بالعمل وانما خص البداءة بركعتين خفيفتين هنا حتى لا يبتدئ الانسان بالصلاة طويلة. وذلك ان الانسان في صلاته قد ابتدأ بجسد قد اخلد الى الراحة او اخلد الى النوم فهو بحاجة الى التدرج في القيام. ثم يزيد في ذلك شيئا فشيئا. وهذا في سائر الابواب كما تقدم الكلام عليه في ابواب طلب العلم الاقبال في ذلك يكون على التدرج كذلك ايضا في ابواب الصيام كذلك ايضا في ابواب بالصلاة كذلك ايضا في ابواب النفقة. ولا يغتر الانسان باقبال نفسه على العبادة بعض الصالحين يجد في نفسه اقبالا على نوع من انواع العبادة اذا ذكر باهميتها مندفعا اليها فاذا بدأ باقصاها انقطع وهذا معلوم المشاهد واذا بدأ بالتدرج دام على عمله ذلك دام على عمله ذلك والشيطان في هذا يدرك تقلبات النفوس تقلبات النفوس وهذا معلوم فان الانسان اذا اقبل يجد في نفسه يجد في نفسه عدم احجام عن الصلاة والصيام كصيام يوم وافطار يوم ممن كان يعدم الصيام كذلك ايضا في حال الصلاة وفي حال طلب العلم وفي حال الاقبال على القرآن ونحو ذلك فاذا ابتدأ بت بالكمال والتمام انقطع. وذلك ان الشيطان يدرك ان الانسان الذي اقبل لا طاقة لا طاقة له بصد تلك فهو بين امرين اما ان يدعه على هذا الحال فيجد الانسان في في مثل هذا انشراحا تاما. وكأن الشيطان قد تخلى عنه ولا يوجد له وسواس. فيجد اقبالا وهذا من تخلي الشيطان وقوة مكره حتى يقبل الانسان اقبالا تاما لينقطع لانه بين امرين. اما ان يدع الانسان يقبل اقبالا تاما وينقطع او يتدرج في ذلك بوسوسته له ومضايقته له بالاعراض والوسوسة فيتدرج في هذا الامر في العبادة فيثبت عليها والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع في طلب العلم فترة ثم يحجم ويقوم ليلة ثم او اسبوعا ثم ثم يحجم ويقرأ شهرا ثم ثم يحجم والسنة في والسنة في ذلك التدرج. وهو كما انه في الشريعة على سبيل العموم كذلك ايضا في القول. في القول والعمل. ولا اعلم احدا بدأ من لا شيء في باب من ابواب العبادة فاتمها في ابتداء قوله او فعله باقصاها الا انقطع عنها بالكلية الا انقطع عنها بالكلية ولم يرجع الى ولم يرجع الى ادناه وهذا معلوم مشاهد في سائر ابواب في سائر ابواب الدين والعبادة نعم يقول قيام الليل متى يبدأ هل يبتدئ من صلاة بعده صلاة المغرب ام من بعد صلاة العشاء الليل يبتدأ كوصف الليل من غروب الشمس يقال يسمى هذا ليل اما قيام الليل فانه يبتدئ من بعد صلاة العشاء وما بين المغرب والعشاء من صلاة لا يسمى من قيام الليل على الصحيح. وذهب بعض السلف الى تسميته قياما وانما يقول بعض المتأخرين بان الصلاة بين المغرب والعشاء من قيام الليل قالوا لتحقق الوصف فيها بقولنا قيام الليل وهذا ليل. نقول الشريعة تعلق الامر بالاغلب وغالب الليل يكون بعد العشاء كذلك ايضا هدي النبي عليه الصلاة والسلام يفسره فقيام النبي عليه الصلاة والسلام يكون يكون من بعد من بعد صلاة من بعد صلاة العشاء هل تدخل في ذلك سنة العشاء الراتبة من قيام الليل ام لا؟ لا اعلم في ذلك نصا لا مرفوعا ولا موقوفا ولا اثرا محفوظا عن السلف الصالح في هذا والذي يظهر والله اعلم انه لا يدخل في ذلك انه لا يدخل لا يدخل في هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد