الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا زلنا ايها الاخوة مع مع تاريخ الانصار رضي الله عنهم. كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه في مواسم الحج والعرب كانت لها مواسم في الحج لان الله سبحانه تعالى قد كتب منذ خلق السماوات والارض ان هناك اثنى عشر شهرا وان هذه الاشهر فيها اربعة حروب وكانت هذه الاشهر الحرم ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة ومحرم والمنفرد وهو رجب يسمى ورجب الاصم فهذه الاشهر الحرم كانت شهران قبل الحج وشهر بعد الحج. فكانت العرب تريد ان جعلت اسواقها للمجاز ومجنة وعكاظ في هذه الاشهر لان الناس يأمن بعضهم بعضا فكان النبي صلى الله عليه وسلم يذهب الى اسواق العرب. عكاظ كانت قريبة من الطائف. ومجن وذي المجاز مكة فكان النبي يذهب الى كل قبيلة وكان يذهب الى منى لان العرب تجتمع في منى فكان النبي يعرض نفسه صلى الله عليه وسلم الى كل القبائل من رجل يحملني الى قومه ابلغ رسالة ربي فان قريشا منعتني بان ابلغ رسالة ربي. فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع بقادم من مكة من العرب الا وتعرض له صلى الله عليه وسلم يدعوه الى الاسلام. وكان ممن حضر من العرب الى مكة رجل يقال له ابن الصامت اخو بني عمر ابن عوف. عاد دخل مكة حاجا او معتمرا. وكان اصحابه ان الاوس والخزرج يلقبونه بالكامل. لان العرب كان السيد فيهم اذا كان كاتبا وقارئا وشاعرا وفارسا وسابحا فهذه الصفات يقولون هو كامل لان اجتمعت فيه الكمال له النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه الى الاسلام. فقال سويد للنبي قال هل معك مثل الذي معي النبي قال له ما معك؟ قال مجلة لقمان اي حكمة لقمان. فلما قرأها على النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي له كلام حسن وان الذي عندي افظل منه عندي كتاب الله قرآن انزله الله علي وهو نور وهدى فلما قرأ عليه القرآن لم يبعد ولم يقرب. وقال هذا قول حسن. ثم ذهب سويد الى قومه وقتل هناك في حرب حاطب عرفت بحرب حاطب قبل بعاث التي قدمنا ذكراها. هذا الرجل يعني من شعره يعني كان شاعرا شريفا نسيبا وله ابيات مشهورة يقول الا ربما ان تدعو صديقا ولو ترى؟ مقالته بالغيب ساء كما يفري. مقالته كالشهد يعني العسل. مقالته كالشهد ما كان شاهدا. وبالغيب مأثور على صغرة النحر يعني في لحظة غيابك ينظر الى النقطة التي عند رقبتك وهي الثغرة ليضربك فيها لتموت يسرك باديه وتحت اديمه نميمة غش تبتلي عقب الظهر تبين لك العينان ما هو كاتم من الغل والبغضاء بالنظر الشذري. فرشني بخير طالما قد بريتني. وخير الموال من يريش. ولا يبري الذي ينفع ولا يضر. ثم ذهب وقيل انه قتل في حرب باعث وقال بعض اقوامه انه كان مات مسلما شهد للنبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم اي كذلك كان. هذا الرجل هو اول من اثار في الانصار فكرة نبوة او لانه حدث قومه انه التقى برجل وكان من امره كذا وكذا. قدمنا في بعض الدروس الماضية ان الاوس والخزرج قد كان بينهم حرب استمرت قيل مائة سنة وقيل مئة وعشرين سنة. لكن لكثرة الحروب بعضهم طلب مساعدات من دول كما قدمنا في ضعاف بعضهم من فجارة بعضهم من جهينة يعني لقلة ما من مات فيهم. فكان من قدر الله ان جاء قوم يقودهم يقال له ابو الحيسر وهو انس بن رافع معه فتية من بني عبد الاشهل وهم من الاوس يطلبون حلف قريش ظد الانصار الخزرج. قريش لان مصلحتها مع الفريقين فلا تريد ان تفضل بعضهم على بعض. فلما يلتمسون آآ الحلفة من قريش على الخزرج سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم فاتاهم فجلس اليهم فقال لهم هل لكم في خير مما جئتم له؟ فعرظ النبي امره وقال اني رسول بعثني الله ادعوكم الى اسلام وتلا عليهم. كان من بين القوم رجل يقال له اياس ابن معاذ. وكان اصغر القوم. فقال والله خير مما جئنا له. فاخذ ابو الحيسر جاء حفنة من البطحاء ثم صك بها وجهه وقال دعنا منك لعمري لقد جئنا لغير هذا. هذا الرجل ايضا اياس بن معاذ قيل ان انه عند موته سمعوه يسبح ويهلل ويكبر. والله اعلم اي ذلك كان. الان كما قدمنا اه ان الله سبحانه وتعالى ذكر ان اليهود كانوا يستفتحون على الذين كفروا. الاستفتاح هو ان اليهود كانوا قد سكنوا المدينة مع الخزرج وهم والخزرج الانصار واليهود كانت بينهم وبين الانصار معارك فاذا نصر اليهود فرحوا. واذا هزم اليهود واستذلوا كانوا يقولون هذا زمان نبي يخرج فنؤمن به نقتلكم معه قتل عاد وارب. اذا الانصار كثر على سمعهم ذكر هذا النبي وانه جاء بالقتل وانه جاء منتصرا وانه اخر الانبياء وظل هذا الامر يتراود بينهم. حتى ان حسان بن ثابت رضي الله عنه يقول يقول كنت صبيا قد ميزت واذا برجل يصيح على اليهود فلما اجتمعوا او قال هذا او ان خروج نجم احمد. حسان رضي الله عنه في السادسة. والنبي ولد يعني في ذلك الوقت في زمن حسان يعني بينه وبين حسان قرابة ست سنوات. فلما دخل النبي الى المدينة كان قد قارب من اربعة وخمسين وحسان في الستين كما قيل اسلم او ستين ومات وعمره ستين لانه عاش مئة وعشرين. فلما اراد الله سبحانه وتعالى اظهار دينه واعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وكان النبي يخرج في المواسم اذ عرظ له اه في رجب قيل ان رجب في عمرة او ما شابه ذلك وقيل في الحج ان عرض له عند العقبة ستة نفر من الخزرج هؤلاء الستة جاء النبي صلى الله عليه وسلم اليهم. طبعا الاوس سموا اوس قيل لانه من عطية والذئب يسمى ايضا اوس والرجل الذي يحب اللهو واللعب يسمى اوس. والخزرج قيل هي الريح الباردة وقيل هي الريح نوبية خاصة فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المشهور في في باب السير انهم كانوا ستة وبعضهم يقول وكانوا ثمانية فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعرض نفسه على القبائل قال من انتم؟ قالوا نحن من النفر ومن الخزرج. قال امن موالي يهود؟ اي من حلفاء اليهود؟ لان الخزرج كانوا موالين للنظير آآ وبني قريظة وكانوا متعاضدين لبعض الحروب كانت بينهم فكان اليهود لهم القوة ثم قدمنا في الدروس الماظية انهم ضربوا فاستدلوا للاوس والخزرج. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان قالوا نعم نحن موالي يهود اي حلفاؤهم. قال افلا تجلسون اكلمكم؟ فقالوا له نعم. فلما جلسوا وسمعوا اه كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا امارات الصدق وعلامات الصدق في وجهه صلى الله عليه وسلم قالوا انتبهوا. قالوا والله انه للنبي الذي يوعدكم به يهود او يتوعدكم به يهود فلا تسبقنكم اليه. فلا ظنكم الي. فلما اسلموا يعني دخل الايمان في قلوبهم ايضا لانهم قوم عقلاء قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انا قد تركنا قومنا وهم يعني في شر حال فيهم العداوة والشر وانهم مع انهم اخوة لام واب. لكن هكذا يعني صار الامر حتى دخلوا المئة سنة. قال فان ماعون او يجمعهم الله عليك فلا رجل اعز منك. فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يذهبوا الى قومهم وان يدعوا قومهم الى الاسلام فان تحقق المراد فان النبي صلى الله عليه وسلم سيلاقي نصرة وعظيم خير من هؤلاء القوم. ثم ذهبوا وظلوا يدعون ويدعون ويدعون حتى كتب الله سبحانه وتعالى ان ذكر الاسلام فيما بينهم. فلما كان عام قابل حضر اولئك النفر الى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وقيل كانوا اثنا عشر رجلا. يعني المشهور في باب السير انهم اثنى عشر رجلا عشرة من الخزرج واثنان من الاوس. فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وهي ما عرفت ببيعة العقبة الاولى. وبعض العلماء يقول الستة كانت العقبة الاولى. والاثنى عشر العقبة الثانية ثلاثة وسبعين وامرأتان العقبة الثالثة وبعض العلماء يقول لا. تلك التي فيها الستة انما جاءت عرضا. هذا كان عن موعد. فسميت العقبة الاولى وكانوا قد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء. وهي المشهورة بايعوني على الا تشركوا وبالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم من املاق ولا تأتوا ببهتان ولا تعصوني في معروف تفترون من بين ايديكم وخلفكم المشهور في صحيح البخاري حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه. هذي البيعة بيعة النساء لسببين. السبب الاول انها بنصها نزل في اخر صلح الحديبية اذا جاءك مؤمنات فسميت بيعة النساء لهذا الامر. وقيل لانه لم يذكر فيها الجهاد. لانه لم يذكر فيها الجهاد هؤلاء القوم لما ذهبوا انطلقوا الى بلادهم. الرواية الاولى تقول انهم قالوا يا رسول الله ابعث معنا رجل يعلمنا فبعث معهم من ام مكتوم ومصعب بن عمير. والرواية الثانية تقول انه بعدما ذهبوا وانتشر فيهم الاسلام بعثوا الى النبي لسبب يعني راجع الى العادات والتقاليد او راجع الى العلاقة الاجتماعية اللي بين الاوس خزرج من سيصلي فينا بنا؟ من الذي سيقودنا؟ من الذي سيحكم بيننا؟ فهؤلاء لن يرضوا بهؤلاء وهؤلاء لن يرضوا هؤلاء رجلا من خارجهم يكون من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك ينجو من هذا الموقف فبعث النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير. الان مصعب ابن عمير دخل المدينة والمدينة هناك صراع شديد بين الاوس والخزرج. ونزل رضي الله عنه على اسعد بن زرارة واسعد ابن زرارة من الاوس. فاراد آآ رجل يسعى مع النبي صلى الله عليه وسلم بايعه ثم جاء الى فجعل هو الذي يقوم بكل شيء يذهب مع مصعب الى الناس الذين يظن ان فيهم خيرا واسلاما حتى بدأ الاسلام في كل بيت فسمع سعد بن معاذ وهو سيد الاوس ومعه اسعد ابن حضير اسيد ابن حضير ذهبوا فسمعوا ان في بئر يقال لها بئر مرق ان اسعد بن زرارة ومصعب بن عمير هناك. فقال اه سعد بن معاذ يا اسيد اذهب الى هذان اللذان فرقا بيننا نعم. ولولا مكان اسعد بن زرارة لكفيتك الامر. ولكن ابن خالتي فلا اريد ان يعني اتعرض له فاخذ اسيد ابن حضير وحضير كما قدمنا في حرب بعاف ابوه وسيده حضير الكتائب يسمونه لشدة بأسه وقوته وشجاعته فهو ابن حرب وابوه ابن حروب. فاخذ حربته لان هناك صراع بينهم. فلابد ان يكون دائما ذهب اليه الان اسيد ابن حضير اقبل على مصعب وعلى اسعد بن زرارة اسعد بن زرارة قال لمصعب هذا سيد قومه. قد جاءك فاصدق الله به اذا فلما رأى اسعد ابن زرارة اقبال اسيد بن حضير قال هذا سيد قومه. فاصدق الله به. فقال مصعب اني اجلس اكلمه الذي الذي عنده شيء يريد ان يعرضه على الناس لابد ان يكون وسيع الصدر عظيم لانك تريد ان تعرظ للناس شيئا عظيما ينقذهم من النار ويدخلهم الجنة. نعم. مصعب ما قال لا سنفعل ونفهم فقال له اني اجلس واكلم انما انا علي العرض. وليس علي ان يأخذ به. لست صاحب سلطان. فقال فلما وقف عليهم الان اسيد بن حضير سيقول كلاما يبرهن عما يريد من مصعب قال ما جاء بك ما الينا تسفهون ضعفائنا اعتزلانا ان كانت لكما بانفسكما حاجة اذا انتم افسدتم السفهاء. انتم افسدتم السفهاء واردتم التفريق بيننا. فان كانت لكما اجل يعني ان كنتم لا تريدون الموت انصرفوا. فقال له مصحف. الان انت قلت الذي عندك فاسمع الذي عندنا. قال او وتجلس فتسمع فان رضيت امرا قبلته. وان كرهته كف عنك ما لا تكره عرظ عليه عرظا لا يستطيع احدا ان يرده. الان اعرظ عليك امري. ان رأيت خير اقبله رأيت غير ذلك سننزل عند رغبتك. فقال اي والله لقد انصفت. فركز حربته ثم جلس يقول فقرأ مصعب عليه القرآن يقول الراوي فقال والله لعرفنا في وجهه اسلام قبل ان يتكلم في اشراقه وتسهله. فعلا انت لما تعرض على انسان شيء وهو عاقل صاحب حلم ودراية لا يستطيع رفضه. فقال لهما ما الذي يعني ما الذي يريد يفعله الانسان ليدخل في هذا الدين قالوا تغتسل وتتطهر وتطهر ثوبيك وتشهد شهادة الحق ثم تصلي. ففعل ثم قال لهما هذا الانسان ايضا عليه الا دون انسان اقوى منه. اسيد ابن حضير كما قدمنا هو سيد قومه مع ابن معاذ لكن يعلم ان سعدا اقوى منه واقبل عند الناس. فقال لهما ان ورائي رجل ان رجاء وراء رجلا ان اتبعكما لم يتخلف عنه احد من قومه وسأرسله اليكما وهو سعد بن معاذ. الان اخذ حربته وانصرف. لما رآه مقبلا سعد بن معاذ قال احلف بالله لقد جاءكم اسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم. فقال له لما وقف عليه قال اني ذهبت اليهما وكلمتهما وما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقال نفعل ما احببت الا ان بني حارثة قد خرجوا الى اسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك انهم قد عرفوا انه ابن خالتك ليغفروك. اليس مصعب ابن عمير كان في تحت جناح اسعد ابن زرارة وحمايته فاذا قتلوه خفروا ذمته. وبذلك اهانة لك يا سعد. فاخذ الحرب وقال والله ما اغنيتني شيء او ما اغنيت عني شيئا. فلما انطلق فوجدهما ساكنين ليس بهما بأس. عرف ان السيد يريد منه ان يسمع ما سمع. فقال لهما سعد قال الان اسعد يقول للمصحف هذا السيد من ورائه. والله لئن تبعك لا يتخلف عنه احد. لكنه وقف عليهما فقال لهما يعني افسدتما علينا سفهائنا وضعفائنا فان كانت لكما بانفسكما حاجة يعني اذهبا من هذا المكان فقال له مصعب او خير من ذلك تجلس. فان سمعت شيئا حسنا فاقبله. وان سمعت غير ذلك نزلنا على امرك فقال انصفت ركز الحرب وجلس. يقول فقرأ عليه القرآن فرأينا الاسلام في وجهه قبل ان ينطق به. ثم اغتسل ثوبيه وصلى ثم ذهب يعني يعني دليل على قوة هذا الانسان كانت العرب في جاهليتها عندها من القدرة على البيان ان تعرف الفرق بين قول العرب او قول البشر وقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم. فلذلك لما سمعوا القرآن قلوب صافية والقوة البلاغية والبيانية موجودة اسلموا على طول. نعم. لذلك سعد ابن معاذ اخذ اربطة وانطلق الى قومه فقالوا لما رأوه مقبلا احلفوا بالله لقد جاءكم بغير الوجه الذي ذهب به ثم وقف على باب مدخل هذه القبيلة وهي عبد بني عبد الاشهل. الان الانسان عليه ان يعرف مكانته. قال كيف تعلمون امري فيكم؟ قالوا سيدنا واوصلنا وافضلنا رأيا وايماننا نقيبا. قال فان كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله. يقول فوالله ما امسى في دار بني عبد الاشهر رجل ولا امرأة الا مسلما ومسلمة. وبذلك يعني ادخل الله سبحانه وتعالى سيد الاوس اه سيد الاوس الاوس سعد اسيد بن حضير وسعد بن معاذ الى هذا الدين العظيم. وبذلك اصبح للنبي صلى الله عليه وسلم موضع يستطيع ان ينتقل له. ماذا سيحدث بعد؟ هذا ما سيكون ان شاء الله حديثنا في الدرس القادم وصلى الله على محمد