دخل ثمامة ابن الوليد على المنصور فقال يا ثمامة اتحفظ حديث ابن عمك عروة الصعاليك ابن الورد العبسي فقال اي حديثه يا امير المؤمنين فقد كان كثير الحديث حسنة قال حديثه مع الهزلي الذي اخذ فرسه طالما يحضرني ذلك فارويه يا امير المؤمنين. فقال المنصور خرج عروته حتى دنا من منازل هذيل فكان منها على نحو ميليك وقد جاء فاذا هو بارنب فرماها ثم اوراها نارا فشواها واكلها ودفن النار على مقدار ثلاث اذرع وقد ذهب الليل وغارت النجوم ثم اتى فرحة فصعدها وتخوف الطلب فلما تغيب فيها اذ الخيل قد جاءت وتخوفوا البيات قال فجاءت جماعة منهم ومعهم رجل على فرس فجاء حتى ركز رمحه في موضع النار وقال لقد رأيت النار ها هنا فنزل رجل فحفر قدر ذراع فلم يجد شيئا فاكب القوم على الرجل يعزلونه ويعيبون امره. ويقولون عنيتنا في مثل هذه الليلة القرة وزعمت لنا شيئا كذبت فيه فقال ما كذبت ولقد رأيت النار في موضع رمحي فقالوا ما رأيت شيئا ولكن تحذلقك وتدهيك هو الذي حملك على هذا. وما نعجب الا لانفسنا فحين اطعنا امرك واتبعناك ولم يزالوا بالرجل حتى رجع عن قوله لهم واتبعهم عروة حتى اذا وردوا منازلهم جاء عروة فتكمن في كسر بيت وجاء الرجل الى امرأته وقد خالفه اليها عبد اسود وعروة ينظر فاتاها العبد بعلبة فيها لبن فقال اشربي فقالت لا او تبدأ فبدأ الاسود فشرب فقالت للرجل حين جاء لعن الله سلفك عنيت قومك منذ الليلة قال لقد رأيت نارا ثم دعا بالعلبة ليشرب فقال حين ذهب ليكره ريح رجل ورب الكعبة فقالت امرأته وهذه اخرى اي ريح رجل تجده في اناءك غير ريحك ثم صاحت فجاء قومها اخبرتهم خبره فقالت يتهمني ويظن بي الظنون فاقبل عليه باللوم حتى رجع عن قوله. فقال عروة هذه ثانية قال ثم اوى الرجل الى فراشه فوثب عروة الى الفرس وهو يريد ان يذهب به فضرب الفرس بيده وتحرك فرجع عروة الى موضعه ووثب الرجل فقال ما كنت لتكذبني فمالك فاقبلت عليه امرأته لو ما وعذلا. فصنع عروة ذلك ثلاثا وصنعه الرجل. ثم اوى الرجل الى فراشه وضجر من كثرة وفيما يقوم وقال لا اقوم اليك الليلة واتاه عروة فحال في متنه وخرج ركظا وركب الرجل فرسا عنده قال عروة فجعلت اسمعه خلفي يقول الحقي فانك من نسله فلما انقطع عن البيوت قال له عروة بن الورد ايها الرجل قف فانك لو عرفتني لم تقدم علي انا عروة ابن الورد وقد رأيت الليلة منك عجبا فاخبرني به وارد اليك فرسك قال وما هو قال جئت مع قومك حتى ركزت رمحك في موضع نار قد كنت اوقدتها فثنوك عن ذلك فانثنيت وقد صدقت ثم اتبعتك حتى اتيت منزلك وبينك وبين النار ميلان فابصرتها منهما ثم شممت ريح رجل في اناءك وقد رأيت الرجل حين اثرته زوجتك بالاناء وهو عبدك الاسود واظن ان بينهما ما لا تحب فقلت ريح رجل فلم تزل تثنيك عن ذلك حتى انثنيت. ثم خرجت الى فرسك فاردته فاضطرب وتحرك فخرج اليه ثم خرجت وخرجت ثم اضربت عنه فرأيتك في هذه الخصال اكمل الناس ولكنك تنثني وترجع. فضحك وقال ذاك لاخوال السوء والذي رأيت من صرامتي فمن قبل اعمامي وهم هذيل وما رأيت من كعاعة فمن قبل اخوالي وهم بطن من خزاعة والمرأة التي رأيت عندي امرأة منهم وانا نازل فيهم فذلك الذي يثنيني عن اشياء كثيرة. وانا لاحق بقومي وخارج عن اخوالي هؤلاء. ومخلل سبيل المرأة ولولا ما رأيت منك عاعتي لم يقوى على مناوئة قوم احد من العرب. فقال عروة خذ فرسك راشدا قال ما كنت لاخذه منك وعندي من نسله جماعة مثله فخذه مباركا لك فيه قال ثمامة ان له عندنا احاديث كثيرة ما سمعنا له بحديث هو اظرف من هذا