فانطلق حظير وابو عامر الراهب بن صيفي الى ابي قيس بن الاسلت فقال قد جاءتنا مزينة واجتمع الينا من اهل تريبة ما لا قبل للخزرج به. فما الرأي ان نحن ظاهرنا عليهم الانجاز ام البقية فقال ابو قيس بن الاسلت بل البقية. فقال ابو عامر والله لوددت ان مكانهم ثعلبا صياحا. فقال ابو اقتلوهم حتى يقولوا نزا نزا كلمة كانوا يقولونها اذا غلبوا فتشاجروا في ذلك واقسم حظيرا لا يشرب الخمر او يظهر ويهدم مزاحم من قطم عبدالله بن ابي فمكثوا شهرين يعدون ويستعدون. ثم التقوا ببعاث وتخلف عن الاوس بنو حارثة. فبعثوا الى الخزرج انا والله ما نريد قتالكم فابعثوا اليهم. ان ابعثوا لنا برهن منكم يكونون في ايدينا فبعثوا اليهم اثني عشر رجلا منهم خديجة وبعاث من اموال بني قريظة فيها مزرعة يقال لها قوراء فلذلك ادعوا بعاث الخزرج وحشد الحيان فلم يتخلف منهم الا من لا ذكر له. ولم يكن حشدوا قبل ذلك اليوم فلما رأت الاوس الخزرج اعظموهم وقالوا لحضير يا ابا اسد لو حاجزت القوم وبعثت الى من تخلف من حلفائنا من مزينة فطرح قوسا كانت في يده ثم قال انتظر مزينه وقد نظر الي القوم ونظرت اليهم الموت قبل ذلك. ثم حمل وحملوا فاقتتلوا قتالا شديدا. فانهزم الاوس حين وجدوا مس السلاح وولوا مصعدين في حرة قورا نحو العريظ. وذلك في وجه طريق نجد ضاحت بهم الخزرج اين الفرار وعيروهم؟ فنزل حضير وطعن بسينان رمحه فخذة وصاح وعقراه والله لا اريم حتى اقتل. فان شئتم يا معشر الاوس ان تسلموني فافعلوا. فعطفت عليه اوس وقام على رأسه غلامان من بني عبد الاشهل يقال لهما محمود ولبيد ابن خليفة ابن ثعلبة وهما يومئذ ذوى بطش فجعلا يرتجزان اي غلام مالك ترانا في الحرب اذ دارت بنا رحانا وعدد الناس لنا مكانا. فقاتل حتى قتل واقبل سهم فاصاب عمرو بن النعمان رأس الخزرج لا يدرى من رمى به الا ان بني قريظة تزعم انه سهم رجل يقال له ابو لبابة فبين عبدالله بن ابي يتردد على بغلة له قريبا من بعاث يتجسس اخبار القوم اذ طلع عليه بعمرو ابن النعمان ميتا في عباءة يحمله اربعة الى داره. فلما رآه عبد الله ابن ابي قال من هذا قالوا عمرو بن النعمان قال ذق وبال العقوق. وانهزمت الخزرج ووضعت فيهم الاوس السلاح فصاح صائح يا معشر اسجحوا ولا تهلكوا اخوانكم فجوارهم خير من جوار الثعالب. فتناهت الاوس وكفت سلبهم بعد اذخان فيهم وسلبتهم قريظة والنظير وحملت الاوس حظيرا من الجراح التي به وهم يرتجزون حوله ويقولون كتيبة زينها مولاها لا كهلها حد ولا فتاها وجعلت الاوس تحرق على الخزرج نخلها ودورها. فخرج سعد بن معاذ الاشهلي حتى وقف على بني سلمة واجاره واموالهم جزاء لهم بيوم رعل. وكان للخزرج على الاوس يوم مغلس ومضرس. فكان سعد بن معاذ حمل يوم اذن جريحا الى عمرو ابن الجموح الحرامي. فمن عليه واجاره واخاه يوما رعل. وهو على الاوس من الحرق والقطع فكافأه سعد بمثل ذلك في يوم بعاث. واجمعت الاوس على ان تهدم مزاحما اطم عبدالله ابن ابي. وحلف حضيرا لا منه فكلمه فيه فامرهم ان يؤثروا فيه. فحفروا فيه قوة وخرج حظير وابو عامر الراهب حتى اتيا ابا قيس بن الاسلت بعد الهزيمة. فقال حظير يا ابا قيس ان رأيت ان اتي الخزرج قصرا قصرا ودارا دار النهدم ونحرق. حتى لا يبقى منهم احد. فقال ابو قيس والله لا نفعل ذلك فغضب حضير وقال ما سميتم الاوس الا لانكم تأسون الامر اوسع ولو ظفرت بنا ما اقالوناها. ثم انصرف الى الاوس فامرهم بالرجوع الى ديارهم. وكان حضير يومئذ جرح جراحة شديدة فذهب به طلبة ابن صيفي ابن عبدالاشهل الى منزله في بني امية ابن زيد. فلبث اياما ثم مات من جراحته وقبر وهناك في بني امية بن زيد وكان يهودي اعمى من بني قريظة في اطم من اعطامهم فقال لابنه اشرف على الاطن فانظر ما فعل القوم فاشرف فقال اسمع الصوت قد ارتفع من قوراء. واسمع قائلا يقول اضربوا يا ال الخزرج. فقال الدولة اذا على لا خير في البقاء بعدهم ثم قال ماذا تسمع؟ قال اسمع رجالا يقولون يا ال الاوس ورجالا يقولون يا ال الخزرج فقال الان عم القتال ثم لبث ساعة وقال ماذا تسمع قال اسمع قوما يقولون نحن بنو صخرة اصحاب الرعل فقال تلك بنو عبدالاشهل غفرت والله الاوس وصخرة امهم بنت مرة بن ظفر من بني عبد الاشهل ثم وثب فرحا نحو باب الاطم فضرب رأسه بحافي بابه فسقط فمات. وكان ابو عامر قد حلف ليركزن رمحه في اصل جاحم اطم عبدالله ابن ابي فخرجت جماعة من الاوس حتى احاطوا به وكانت تحت ابي عامر جميلة بنت عبدالله بن ابي وهي ام حنظلة الغسيل ابن ابي عامر. فاشرف عليهم عبدالله بن ابي فقال اني والله ما رضيت بهذا الامر. ولكان عن رأيي قد عرفتم كراهتي له. فقال ابو عامر لا والله لانصرف حتى اركز لوائي في اصل اطمك. فلما رأى حنظلة وانه لا ينصرف قال لهم ان ابي شديد الوجد بي فاشرفوا بي عليه ثم قولوا له. والله ان لم تنصرف عنا لنرمين برأسه اليك. فقالوا له ذلك فركز رمحه او في اصل الاطم ليمينه ثم انصرف عنهم وذلك قول قيس بن الخطيم صبحنا بها الاقام حول مزاحم قوانص اولى بيضها كالكواكب. وقال خفاف ندبة يرثي حضير الكتائب اتاني حديث فكذبته. وقيل خليلك في المرمس. فيا عين بكي حضيرا الندى حضيرا الكتائب والمجلس