قال الزجاجي مجلس الكساء مع حمزة الزيات. حدثني احمد بن جعفر قال حدثني محمد بن فرج الغساني قال سمعت ابا عمر يقول سمعت الكسائي يقول هداني على النظر في النحو اني كنت اقرأ على حمزة الزيات فتمر بي الحجة ولا اتجه لها ولا ادري ما الجواب فيها فارجع الى المختصر الذي عمله اهل الكوفة وكان يسمى هذا المختصر الفصل فلا اتبين فيه حجة وكانت قبائل العرب متصلة بالكوفة فخرجت واهلي لا يعلمون بخروجي وذاك اني خفت ان استأمر ابي فلا يأذن لي في الخروج لما كان يغلظ علي في لزوم الدكان فلما صرت الى ظاهر الكوفة ولقيت القبائل جعلت اسألهم فيخبرونني مشافته فيخبرونني مشافهة وينشدوني الاشعار فانظر الى ما في يدي والى ما اسمعه منهم فاجد الحجة تلزم ما عندي فما زلت اكتب عنهم حتى نفدت نفقتي وشحب وجهي وجلدي فصرت كاني رجل منهم فاشتريت شملتين فاتزرت بواحدة وارتديت باخرى. ولبثت كذلك ما شاء الله ثم رجعت الى الكوفة. فلما دخلتها لم تطب نفسيا اتي منزلنا حتى امر بمسجد حمزة الزيات فمررت بهم وهم يقرأون القرآن. فلما دخلت المسجد لم يعرفني احد منهم البتة لسواد وخلوقة ثيابي فسلمت وجلست في ناحية من المسجد فسمعت بعضهم يقول لبعض هذا حائك؟ فقال بعضهم ان كان حائكا فسوف يقرأ سورة يوسف فما زلت ساكتا لا اكلمهم ولا انضم اليهم ثم قمت فاتيت القارئ الذي يعرض على حمزة فجلست عنده قريبا منه. فلما فرغ من قراءته جلست باركا بين يدي حمزة ثم ابتدأت فقرأت سورة يوسف فلما بلغت الذيب قال لي حمزة الذئب الهمز فقلت له انه يهمز ولا يهمز ايضا. فلم يقل لي شيئا. فلما فرغت من السورة قال لي حمزة بارك الله عليك. اني اشبه قراءتك بقراءة فتى كان يأتينا يقال له علي ابن حمزة قال فقمت عند ذلك وسلمت عليه وصافحته فقال لي يا علي انه تغيرت حليتك في عيني حتى لم اثبتك. فما كان حالك ويحك ان اهلك لما فقدوك اقاموا عليك النوائح اين كنت قلت خرجت الى البادية في اشياء استفدتها من العرب قال ثم قمت من عنده الى منزلنا