وكان لاهل البصرة في العربية قدمة وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية. وكان اول من اسس وفتح بابه وانهج سبيلها ووضع قياسها ابو الاسود الدؤلي وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن بن جندل بن يعمر بن نفافة بن حلس بن ثعلبة بن عدي بن الدؤن. وكان رجل اهل البصرة. وكان علوي الرأي وكان يونس يقول هم ثلاثة ندون من حنيفة ساكنة الواو والدين في عبد القيس والدؤل بكنانة رهط ابي الاسود وانما قال ذلك حين اضطرب كلام العرب فغلبت السليقية ولم تكن نحوية فكان سراة الناس يلحنون ووجوه الناس. فوضع باب الفاعل والمفعول به. والمضاف وحروف الرفع والنصب جري والرف. وكان ممن اخذ عنه يحيى ابن يعمر. وهو رجل من عدوان. وعداده في بني ليث. وكان مأمونا عالما يروى عنه الفقه روى عن ابن عمر وابن عباس. وروى عنه قتادة واسحاق بن سويد وغيرهما من العلماء واخذ ذلك عنه ايضا ميمون الاقرن وانبسة الفيل ونصر بن عاصم الليث وغيرهم قال ابن سلام اخبرني يونس بن حبيب قال الحجاج لابن يعمر اتسمعني الحن قال الامير افصح الناس. قال يونس وكذلك كان. ولم يكن صاحب شعر. قال تسمعني الحن قال حرفا قال اين قال في القرآن قال ذلك اشنع له فما هو؟ قال تقول قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله. قرأها بالرفع كأنه لما طال عليه الكلام نسي ما ابتدأ به والوجه ان يقرأ احب اليكم بالنصب. على خبر كان وفعلها. قال واخبرني يونس قال قال لا جرم لا تسمع لي لحنا ابدا. قال يونس فالحقه بخرسان وعليها يزيد ابن المهلب. فاخبر ابي قال كتب يزيد ابن المهلب الى الحجاج انا لقينا العدو ففعلنا. واضطررناهم الى عرعرة الجبل. فقال الحجاج ما لابن المهلب ولهذا الكلام فقيل له ان ابن يعمر هناك قال فذاك اذا ثم كان من بعدهم عبدالله بن ابي اسحاق الحظرمي وكان اول من بعد النحو ومد القياس والعلل. وكان معه ابو عمر ابن العلاء وبقي بعده بقاء طويلا وكان ابن ابي اسحاق اشد تجريدا للقياس. وكان ابو عمرو اوسع علما بكلام العرب ولغاتها وغريبها كان بلال بن ابي بردة جمع بينهما بالبصرة وهو يومئذ وال عليها ولاه خالد بن عبدالله القسري زمان هشام بن عبدالملك قال ابو عبدالله قال يونس قال ابو عمر فغلبني ابن ابي اسحاق بالهمز يومئذ. فنظرت فيه بعد ذلك وبالغت فيه. وكان عيسى ابن عمر اخذ لابن ابي اسحاق واخذ يونس عن ابي عمرو ابن العلاء. وكان معهما مسلمة بن عبدالله بن سعد بن محارب الفهري كان ابن ابي اسحاق خالة وكان حماد بن الزبرقان ويونس يفضلانه. وسمعت ابي يسأل يونس عن ابن ابي اسحاق وعلمه قال هو والنحو سواء. اي هو الغاية قال فاين علمه من علم الناس اليوم قال لو كان في الناس اليوم من لا يعلم الا علمه يومئذ لضحك به ولو كان فيهم من له ذهنه ونفاذه ونظر نظرهم كان اعلم الناس قال وقلت ليونس هل سمعت من ابن ابي اسحاق شيئا قال قلت له هل يقول احد السويق؟ يعني السويق قال نعم عمرو بن تميم تقولها وما تريد الى هذا؟ عليك بباب من النحو يطرد وينقاس. وسمعت يونس يقول لو كان احد ينبغي ان يؤخذ بقوله كله في شيء واحد كان ينبغي لقول ابي عمرو ابن العلاء في العربية ان يؤخذ كله ولكن ليس احد الا وانت اخذ من قوله وتارك قال فاخذ على الفرزدق شيء في شعره فقال اين هذا الذي يجر في المسجد خصيه ولا يصلحه؟ يعني ابن ابي اسحاق قال اخبرني يونس ان ابا عمرو كان اشد تسليما للعرب وكان ابن ابي اسحاق وعيسى ابن عمر يطعنان عليهم كان عيسى يقول اساء النابغة في قوله حيث يقول فبت كاني ساورتني ضئيلة من الرقص في انيابها السم ناقع. يقول موضعها ناقعا. وكان يختار السم والشهد وهي علوي واخبرني يونس ان ابن ابي اسحاق قال للفرزدق في مديحه يزيد ابن عبدالملك. مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كندي في القطن منثور على عمائم منى يلقى وارحلنا على زواحف تزدا مخها ريري. قال ابن ابي اسحاق اسأت انما هي رير وكذلك قياس النحو في هذا الموضع. وقال يونس والذي قال حسن جائز فلما الحوا الف رزدق قال على زواحف نزجيها محاسير. قال ثم ترك الناس هذا ورجعوا الى القول الاول وكان يكثر الرد على الفرزدر. فقال فيه الفرزدق فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى موالي رد الياء على الاصل وهي ابيات. ولو كان هذا البيت وحده تركه ساكنا وكان مولى الحضرم وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف والحليف عند العرب مولى. من ذلك قول الراعي يريد بها غنيا وهم حلفاؤهم جزى الله مولانا غني ملامة شرار موالي عامر في العزائم وقال الاخطل اتشتم قوما اثلوك بنهشل ولولاهم كنتم كعقل موالي يعني حلف الرباب لسعد وانما قالها لجرير. وقال الكلبي حضض عذرك على فزارة واشجع الا اقيتموهم فانهم لذبين مولى في الحروب وناصروا