وكان عيسى ابن عمر اذا اختلفت العرب نزع الى النصب كان عيسى ابن عمر وابن ابي اسحاق يقرأان يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين وكان الحسن وابو عمر ابن العلا ويونس يرفعان نرد ونكذب ونكون قلت لسيباويه كيف الوجه عندك؟ قال الرفع قلت فالذين قرأوا بالنصب قال سمعوا قراءة ابن ابي اسحاق فاتبعوه وكان عيسى ابن عمر يقرأ الزانية والزانية والسارقة والسارقة وكان ينشد يا عديا لقلبك اجي وكان يقرأ هؤلاء بناتي هن اطهر لكم. فقال له ابو عمرو ابن العلاء هؤلاء بنيهم ماذا وقال عشرين رجلا فانكرها ابو عمرو. وكان ابو عمرو وعيسى يقرأان يا جبال اوبي معه والطير فيختلفان في التأويل كان عيسى يقول على النداء كقولك يا زيد والحارثة لما لم يمكنه يا زيد يا الحارث وكان ابو عمرو يقول لو كانت على النداء لك انت رفعا ولكنها على اضمار وسخرنا الطير. كقولي على اثر هذا ولسليمان الريح اي سخرنا الريح وقال يونس قال ابن ابي اسحاق في بيت الفرزدق وعضوا زمان يا ابن مروان لم يدع من المال الا مسحة او مجرف. ويروى ايضا مجلف المجرف الذي لتجرفته السنة وقشرته. والمجلف الذي سيرته جلفا للرفع وجه. قال ابو عمرو قال اعرف لها وجه وكان يونس لا يعرف لها وجهها. قلت ليونس لعل الفرسدق قالها على النصب. ولم يأبه فقال لا كان ينشدها على الرفع وانشدنيها رقبة على الرفع. وتقول العرب سحتته واسحتته يقرأ بهما في جميعا. فمن قرأ فيسحتكم بعذاب فهو من اسحت يسحت فهو مسحت. وهي التي قال الفرزدق. ومن افيسحتكم فهو من ساحة يسحت فهو مسحوت. واخبرني الحارث البوناني اخو ابي الجحاف انه سمع الفرزدق ينشد فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن اباها نحشل او مجاشع كأنه اله غاية فخفض. ثم كان الخليل بن احمد وهو رجل من الازد من فراهين يقال هذا رجل فراهيدي ويونس يقول فرهودي مثل قردوسي. فاستخرج من العروض واستنبط منه ومن علل ما لم يستخرج احد ولم يسبقه الى مثله سابق من العلماء كلهم. رجع الى قول الشعراء والى قول العلماء فيه ولكل من ذكرنا قول فيه قال فنقلنا ذلك الى خلف بن حيان ابي محرز وهو خلف الاحمق اجتمع اصحابنا انه كان افرس الناس ببيت شعر واصدقه لسانا. كنا لا نبالي اذا اخذنا عنه خبرا. او انشدنا شعر الا نسمعه من صاحبه وكان الاصمعي وابو عبيدة من اهل العلم واعلم من ورد علينا من غير اهل البصرة المفضل بن محمد الضبي الكوفي ففصلنا الشعراء من اهل الجاهلية والاسلام والمخضرمين الذين كانوا في الجاهلية وادركوا الاسلام فنزلناهم منازلهم واحتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حجة. وما قال فيه العلماء. وقد اختلف الناس والرواة في فنظر قوم من اهل العلم بالشعر والنفاذ في كلام العرب والعلم بالعربية اذا اختلفت الرواة فقالوا وقالت العشائر باهوائها ولا يقنع الناس مع ذلك الا الرواية عمن تقدم. فاقتصرن من الفحول المشهورة طورين على اربعين شاعرا. فالفنا من تشابه شعره منهم الى نظرائه فوجدناهم عشر طبقات اربعة رهط كل طبقة متكافئين معتدلين. وكان الشعر في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون واليه يصيرون. قال ابن سلام قال ابن عون عن ابن سيرين قال قال عمر بن الخطاب كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم اصح منه. فجاء الاسلام فتشاغلت عنه وتشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم. ولهت عن الشعر وروايته فلما كثر الاسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب بالامصار راجعوا رواية الشعر فلم يؤولوا الى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب والفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل فحفظوا اقل ذلك وذهب عليهم منه كثير. وقد كان عند النعمان بن المنذر منه ثيوان فيه اشعار الفحول. وما مدح هو بيته به صار ذلك الى بني مروان او صار منه. قال يونس بن حبيب قال ابو عمر ابن العلا ما انتهى اليكم مما قالت العرب الا اقله. ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه قلة ما بقي بايدي الرواة المصححين لطرفة وعبيد. الذين صح لهما قصائد بقدر عشر وان لم يكن لهما غيرهن فليس موضعهما حيث وضعا من الشهرة والتقدمة وان كان ما يروى من الغثاء لهما فليس يستحقان مكانهما على افواه الرواة ونرى ان غيراهما قد سقط من كلامه كلام كثير غير ان الذين لهما من ذلك اكثر وكان اقدم الفحول فلعل ذلك لذاك. فلما قل كلامهما حمل عليهما حمل كثير. ولم كل اوائل العرب من الشعر الا الابيات يقولها الرجل في حاجته وانما قصدت القصائد وطول الشعر على عهد عبدالمطلب وهشام بن عبد مناف وذلك يدل على اسقاط شعر عاد وثمود وحمير وتبة فمن قديم الشعر الصحيح قول العنبر ابن عمرو ابن تميم وكان جاور في بهراء فرابه ريب فقال قد راباني من اضطرابها والنائي في بهراء واغترابها. الا ملأ يجئ قرابها. وقد قال قوما ان انه كان من بهراء فجاور عمرو بن تميم وانه قال قدر بني من دلوي اضطرابها. والنهي عن بهراء واغترابها ولا نرى ذلك كما قالوا بل هو كما ذكر العنبر بن عمرو بن تميم. وكان على عائشة محرر من ولد اسماعيل فلما قدم سبي العنبر امرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تعتق منهم وهم اصحاب الحجرات. اخبرني ابو محرز واصل ابن شبيب المنافي قال كان سعد ومالك ابن زيد مناه ابن تميم فكان سعد اسودهما وكان مالك ترعية يعزب في الابل وامهما مفداة بنت ثعلبة بن دودان بن اسد. وخالتهما ممناة بنت ثعلبة. ام ثعلبة بن عقبة بن كعب بن علي بن بكر بن وائل ابي شيبان وقيس وذهل وتيم وهو الحصن. وقال ابو محرز زار ثعلبة ابنته وهي هي حامل بسعد فمخضت ليلى فاستحيت من ابيها وزوجها فخرجت فاعجلها الولاد فطرقت على قرية نم. فادركها ابوها وزجر فقال لان صدقت الطير ليملأن ابنك هذا الارظ من ولده. قال ابو محرز فتزوج ما لك بن زيد مناه النوار بنتجلي بن عدي بن عبد مناف بن اد وهم عدي وتيم ويقال لتيم تيم عدي وهما من الرباب. وكانت امرأة زولة جزلة فلما اهتداها امالك خرج سعد في الابل فعزب فيها ثم اوردها لظمئها ومالك في صفرة وكان عروسا فاراد القيام. فمنعته امرأته من القيام. وجعل سعد وهو مشتمل سقيها ولا يرفق فقال يظل يوم وردها مزعفرا وهي خناطير تجوس الخضر فقالت النوار لمالك الا تسمع ما يقول اخوك؟ اجبه قال وما اقول قالت قل اوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الابل. فولدت حنظلة الاغر وفيه بيت تميم وشرفها. وقال حنظلة ولدت لمالك وولد ليمالك. وقال جرير لعمر بن لجأ فلم تلد النوار ولم تلدكم. مفداة المباركة الولود