ومما يروى من قديم الشعر قول دودان ابن زيد ابن نهب قال حين حضره الموت اليوم يبنى لدويد بيته لو كان للدهر بلن ابليته. او ناطرني واحدا كفيته. يا ربنا صالح حويته. ورب غيل حسن لويته ومعصم مخضب ثنيته. وقال ايضا القى علي الدهر رجلا ويدا ودهر ما اصلح يوما افسد. يصلحه اليوم ويفسده غدا قال واوصى بنيه عند الموت فقال اوصيكم بالناس شرا لا تقبل لهم معذرة ولا تقيلوهم عثرة. وقال اعصر بن سعد بن قيس بن عيلان وهو منبه ابو باهلة وغني والطفاوة. قالت عميرة ما لرأسك بعدما نفذ الزمان بلون منكر. اعمير ان اباك شيب رأسه كر الليالي واختلاف الاعصر فبهذا البيت سمي اعصر وقد يقول قوم يعصر وليس بشيء. ومنهم المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد ابن تميم كان قديما وبقي بقاء طويلا حتى قال ولقد سألت من الحياة وطولها من عدد السنين مئينا مئة اتت من بعدها مئتان وازددت من عدد الشهور سنين. هل ما لكما قد فاتنا يوم يكر وليلة تحدون قوله بقى يريد بقي وفنى يريد فني وهما لغتان لطي وقد تكلمت بهما العرب وهما في لغة طي اكثر. قال زهير بن ابي سلمة تربع عصارة حتى اذا ما فنى الدحلان عنه والاضاء انشدنيها يونس وانشدني عبدالله بن ميمون المري اذا ما المرء صم فلم يناجي وهدى سمعه الا نداي. ولا بنيه كفعل الحر يحترش العطايا يلاعبهم وودوا لو سقوه من سفيان مرتعة ملاية. فلا ذاق النعيم ولا شرابا. ولا يسقى من المرض الشفاء اية ومنهم زهير ابن جناب الكلبي كان قديما شريف الولد وطال عمره فقال ابني ان اهل فاني قد بنيت لكم بنية وجعلتكم ابناء سادات جنادكم من كل ما نال الفتى قد نلته الا التحية. كم من محيا لا يوالي جيني ولا يهب الرعية. ولقد رأيت النار للشلة فتوقد في طمية ولقد رحلت البازل الوجن ليس لها ولية. ولقد غدوت بمشرف الطرفين لم يؤمر قضية فاصبت من حمر القنان معا ومن حمر القفية. ونطقت طوبى ماجد غير الضعيف ولا العيي. والموت خير للفتى وليهلكان وبه البقية من ان يرى الشيخ البجال وقد يهادى بالعشية. وقال جزيمة الابرش ربما وفيت في علم ترفعن الثوب شمالات بفتو انا رابئهم من كلال غزوة ماتوا. ليت شعري ما اماتهم. نحن اللجنة وهم باتوا وقال امرؤ القيس عجى على الطلل المحيل لعلنا نبكي الديار كما بكى ابن حزام وهو رجل من طي لم نسمع شعره الذي بكى فيه ولا شعرا غير هذا البيت الذي ذكره امرؤ القيس. وكان اول من قصد القصائد وذكر الوقائع. المهلهل ابن ربيعة التغلبي في قتل اخيه كليب وائل. قتلته بنو شيبان. وكان اسم المهلهل عديا. وانما سمي مهلهل تأهيلا لهلهلة شعره كهلهلة الثوب وهو اضطرابه واختلافه ومن ذلك قول النابغة اتاك بقول هلهل الناس كاذب ولم يأت بالحق الذي هو ناصع وزعمت العرب انه كان يدعي في شعره ويتكثر في قوله باكثر من فعله وكان شعراء الجاهلية في ربيعة اولهم المهلهل والمرقشان. وسعد بن مالك وطرفة بن العبد وعمرو بن قمئة والحارث بن حلزة والمتلمس والاعشى والمسيب بن علس. ثم تحول الشعر في قيس فمنهم الذبيان وهم يعدون زهير بن ابي سلمة من عبدالله بن غطفان وابنه كعب ولبيد والنابغة الجعدي والحطيئة والشماخ واخوه مجرد وخداش بن زهير. ثم ال ذلك الى تميم فلم بل فيهم الى اليوم كان امرؤ القيس ابن حجر بعد مهلهل ومهلهل خاله وطرفت وعبيد وعمرو ابن قمئة والمتلمس في عصر واحد فكان من الشعراء من يتأله في جاهليته ويتعفف في شعره ولا يستبهر بالفواحش ولا يتهكم في الهجاء. يقال يتهكم ويتكهم. قال الفضل ويقال ليلة بهرة اذا كان قمرها مضيئا ومنهم من كان ينعى على نفسه ويتعهر. منهم امرؤ القيس قال ومثل حبلى قد طرقت ومرضع. فالهيتها عندي تمائم محولي. وقال دخلت وقد القت او من ثيابها لدى الستر الا لبسة المتفضل. وقال سموت اليها بعدما نام اهلها سمو حباب الماء حالا على حال. ومنهم الاعشى قال فظللت ارعاها وظل يحوطها حتى دنوت اذا الظلام دنى لها. وقال واقررت عين من الغانيات اما نكاحا واما اوزن. وقال وقد اخرجوا الكعبة من خدرها اواشيع القمار وقال ورادعة بالطيب صفراء عندنا لجس الندامة في يد الدرع ما افتاقوا وقال وقد اخلص رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل. وكان الفرزدق اقوى لاهل الاسلام في هذا الفن قال هما دلتان من ثمان نقامة كمن قض باز اقتمر كاسره. فلما استوت رجلاي في الارض نادت احيا يرجى ام قتيلا نحاذره؟ فقلت ارفعوا الاسباب لا يفطنوا بنا ووليت في اعجاز ليل ابادر واصبحت في القوم الجلوس واصبحت مغلقة دوني هذا ساكره. قالها وهو بالمدينة فانكرت ذلك قريش وازعجه مروان ابن الحكم وهو وال على المدينة اجله ثلاثا ثم اخرجه عنها قال وقال يونس كان للفرزدق غلامان احدهما اسمه وقاع والاخر نقطة ولوقاع يقول تغلغل وقاع اليها فاصبحت تخوض خداريا من الليل اخضر. لطيف اذا من غل ادرك ما ابتغى اذا هو للظبي الغرير تقتر. وقال ايضا فابلغهن وحي القول عني وادخل رأسه تحت القرام. فابلغهن وحي القول عني وادخل رأسه تحت القرام. اسيد ذخريطة نهارا من المتلقط فقلن له نواعدك الثريا وذاك اليه مجتمع الزحام. ثلاث واثنتان هن خمس وسادسة تميل الى الشمال. الشمام المشامة. فبتن بجانبي مصرعات وبت افظ اغلق الختام. وكان جرير مع افراطه في الهجاء يعف عن ذكر النساء كان لا يشبب الا بامرأة يملكها. قال ابن سلام فلما راجعت العرب رواية الشعر وذكر ايامها ومآثرها. استقل بعض العشائر شعر شعرائهم. وما ذهب من بوقائعهم وكان قوم قلت وقائعهم واشعارهم. فارادوا ان يلحقوا بمن له الوقائع والاشعار. فقالوا على السنة شعرائهم ثم كانت الرواة بعد. فزادوا في الاشعار التي قيلت وليس يشكل على اهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا ولا ما وضع المولدون وانما عضل بهم ان يقول الرجل من اهل البادية من ولد الشعراء. او الرجل ليس من ولدهم فيشكل ذلك بعض الاشكال. قال ابن سلام اخبرني ابو عبيدة ان ابن داوود ابن متمم ابن نويرة قدم البصرة في بعض ما يقدم له البدوي من الجلب والميرة فنزل النحيت فاتيت انا وابن نوح العطاردي. فسناه عن شعر ابيه متمم. وقمنا له بحاجته وكفيناه ضيعته فلما نفد شعر ابيه جعل يزيد في الاشعار ويصنعها لنا. واذا كلام دون كلام متمم. واذا هو يحتذي على فيذكر المواضع التي ذكرها متمم والوقائع التي شهدها. فلما توالى ذلك علمنا انه يفتعله كان اول من جمع اشعار العرب وساق احاديثها حماد الراوية. وكان غير موثوق به. وكان ينحل شعر الرجل غيره وينحله غير شعره ويزيد في الاشعار. قال ابن سلام اخبرني ابو عبيدة عن يونس قال قدم حماد البصرة على بلال بن ابي بردة وهو عليها. فقال اما اطرفتني شيئا فعاد اليه فانشده القصيدة التي في شعر الحطيئة في مديح ابي موسى. قال ويحك يمدح الحطيئة ابا موسى لا اعلم به. وانا اروي شعر الحطيئة ولكن دعها تذهب في الناس قال ابن سلام اخبرني ابو عبيدة عن عمر ابن سعيد ابن وهب الثقفي قال كان حماد لي صديقا ملطفا فعرظ علي ما قبله يوم فقلت له املي علي قصيدة لاخوال بني سعد ابن مالك لطرفه فاملى علي. ان الخليط اجد منتقله ولذاك زمت غدوة ابله عهدي بهم في النقب قد سندوا تهدي صعاب مطيهم ذلله. وهي لاعشى همدان وسمعت يونس يقول العجب ممن يأخذ عن حماد وكان يكذب ويلحن ويكسب ثمان اقتصرنا بعد الفحص والنظر والرواية عمن مضى من اهل العلم الى رهط اربعة اجتمعوا على انهم اشعر العرب طبقة ثم اختلفوا فيهم بعد وسنسوق اختلافهم واتفاقهم. ونسمي الاربعة ونذكر الحجة ولكل واحد منهم. وليس تبدئتنا احد في الكتاب نحكم له ولابد من مبتدأ ونذكر من شعرهم الابيات التي يكون في الحديث والمعنى