بسم الله الرحمن الرحيم. اخبار جرير في كتاب طبقات فحول الشعراء. قال ابن سلام سألت بشارا العقيلي عن الثلاثة فقال لم يكن الاخطل مثلهما ولكن ربيعة تعصبت له وافرطت فيه فقلت فجرير والفرزدق قال كان جرير يحسن دروبا من الشعر لا يحسنها الفرزدق. وفضل جريرا عليه. وقال العلاء بن حريز العنبري وكان قد ادرك الناس وسمع قال كان يقال الاخطر اذا لم يجيء سابقا فهو سكيت والفرزدق لا يجيء سابقا ولا سكيت فهو بمنزلة المصلي وجرير يجيء سابقا وسكيتا ومصليا. قال ابن سلام وتأويل قوله ان للاخطر خمسا او ستا او سبعا طوالا روائع غرارا جيادا قوى بهن سابق وسائر شعره دون اشعارهما فهو فيما بقي بمنزلة السكيت والسكيت اخر الخيل في الرهان. ويقال ان الفرزدق دونه في هذه الروائع. وفوقه في بقية شعره. فهو نصلي ابدا والمصلي الذي يجيء بعد السابق وقبل السكيت وجرير له روائع هو بهن سابق وواسط هو فيهن مصل وسفسافات هو بهن سكين. قال ابن سلام واهل البادية والشعراء بشعر جرير اعجب قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال واخبرني ابان ابن عثمان الكوفي قال سئل الاخطل عن جرير بالكوفة فقال دعوا جريرا اخزاه الله فانه كان بلاء على من صب عليه وذكر من قوله ما قاد من عرب الي جوادهم الا تركت جوادهم محسورا ابقت مراكبة الرهان مجربا عند المواطن يرزق التيسير. قال ابو خليفة قال ابن سلام قال مسلمة ابن محارب ابن سلم ابن زياد كان الفرزدق عند ابي في مشربة له فدخل رجل فقال وردت اليوم المربد قصيدة لجرير تناشدها الناس ان تقع لون الفرزدق قال ليست فيك يا ابا فراس قال ففي من قال في ابن لجأ التيمي قال احفظت منها شيئا قال نعم علقت منها ببيتين قال ما هما؟ قال لان عمرتي من زمانا بغرة لقد حديت تيم فلا يطغمن الليث عكلا بغرة وعكل يشمون الفريس فقال الفرزدق قاتله الله اذا اخذ هذا المأخذ لا يقام له. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال اخبرني يونس قال كان الفرزدق يتضور ويجزع اذا انشد لجرير وكان جرير اصبرهما. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال واخبرني ابو البيداء الرياحي قال قال الفرزدق اني واياه لنغترف من بحر واحد تضطرب دلاءه عند طول النهج. قال ابن سلام وذاكرت مروان ابن ابي حفصة جريرا والفرزدق فقال احكم في الثلاثة بشعر فان الكلام يرويه كل قوم باهوائهم فقال ذهب الفرزدق بالفخار وانما حلو الكلام ومره لجرير ولقد هجى فامض اخطل تغلب وحولها بمديحه المشهور. كل الثلاث قد اجاد فمدحه وهجاءه قد سار كل مسير. وسألت الاسيدي اخى بني سلامة عنهما فقال بيوت الشعر اربعة فخر ومديح ونسيب وهجاء وفي كلها غلب جرير. في الفخر في قوله اذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضاب. وفي المدح قوله الستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح. وفي الهجاء قوله فغظ الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلاب. وفي النسيب قوله ان العيون التي في طرفها مرض قتلنا ثم لم يحيين قتلانا والى هذا يذهب اهل البادية. قال ابو عبد الله محمد بن سلام. وبيت النسيب عندي فلما التقى الحيان القيت العصا ومات الهوى لما اصيبت مقاتله قلت للاسيدي اما والله لقد اوجعكم يعني في الهجاء فقال يا احمق اوذاك يمنعه ان يكون شاعرا؟ قال ابو خليفة قال حدثنا ابن سلام قال قال ابو الغراف كان الخطف ومال. فلما ولد جرير لعطية كان ينحله من ابله وماله فولد للخطفة صبية فرجع فيما كان نحل جريرا فقال الا حي رهبا ثم حيي المطاليا لقد كان مأنوسا سباحة خالية عفا الرسم الا ان تذكر او ترى. فما من حوالي منصب الخيمبالي اذا ما اراد الحي ان يتحمله. وحن جمال الحي حن جمالي. واني وعلل بالمنى غدا ارجى ان ما لك ماليا. واني لعفو الفقر الغنى سريع اذا لم ارضى دار انتقالية. وليست لسيفي في العظام بقية وللسيف اشوى وقعة من لساني. ووفد جرير بعد ذلك الى يزيد ابن معاوية وهو خليفة سرير حدث فانشده واني لعفو الفقر مشترك الغنى. سريع اذا لم ارغد انتقالية. قال كذبت ذاك قال انا جرير قال والله لقد فارق امير المؤمنين معاوية الدنيا وهو يرى ان هذا البيت لي. قال ابو خليل قال ابن سلام اخبرني ابان ابن عثمان البجلي قال تنازع رجلان في عسكر المهلب في جرير والفرزدق وهو بازاء الخوارج. فصار اليه وسأله. فقال لا اقول فيهما شيئا وكره ان يعرض نفسه. ولكن ادلكما على من يهون عليه سخطهما عبيدة ابن هلال ليشكر وهو مولى بني قيس بن ثعلب وهو يومئذ في عسكر قطري فاتياه فوقفا حيال العسكر فدعاه وخرج يجر رمحه. وظن انه دعي للبراء فقالا له الفرزدق اشعر ام جرير وقال عليكما وعليهما لعنة الله. قال نحب ان تخبرنا ثم نصير الى ما تريد قال من يقول وطوى القياد مع الطراد بطونها طي التجار بحضرموت برود قال جرير قال هو اشعرهما. قال ابو خليفة اخبرنا محمد بن سلام قال اخبرني ابو رجاء الكلبي قال كان لي امامة امرأة جرير ابن اخ ذو ابل يقال له عضيدة. بقصر في يده فلم تزل به امرأته حتى زوجه ابنته. فعتب عليه فقال وغرتنا امامة فافتحلن عضيدة اذ تنقلت الفحول اذا ما كان فحلك فحل سوء خلجت النسل اولئما الفصيل قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال اخبرنا ابو الغراف قال دخل جرير على الوليد بن عبدالملك وهو خليفة وعنده علي ابن الرقاع العاملي فقال الوليد لجرير اتعرف هذا قال لا يا امير المؤمنين قال هذا رجل من عامله. قال الذين يقول الله جل ثناؤه عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ثم قال يقصر رباع العاملين عن العلا ولكن غير العاملين طويل. فقال العاملي اامك كانت اخبرتك بطوله امن تمرؤ لم تدري كيف تقول. فقال لا. بل لم ادري كيف اقول ووثب العاملي الى رجل الوليد فقبلها وقال اجرني منه. فقال الوليد لجرير لئن سميته لاسرجنك ولالجمنك وليركبنك فتعيرك بذلك الشعراء. فكان جرير عن اسم واسمه عدي فقال اني اذا الشاعر المغرور حربني جار لقبر على من ران قد كان اشوس اباء فاورثنا شغبا على الناس في ابنائنا الشوس. اقصر فان نزارا لا يفاخرهم. فرع لئيم واصل غير مغروس. وابن نجار احلاني منزلة في رأس ارعن عادي القداميسي. وابن اللبون اذا ما لز في قرن. لم يستطع لا تلبز للقناعيس. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال حدثني ابو يحيى الضبي قال ورد البعث المجاشعي وعلى بني سليط بن يربوع وكان ولدهما ولدوه فشكوا اليه قهر جرير صاحبهم يعني غسان السليطي. فقال اذا يسرت معزة عطية وارتعت تلاعا من المروت احوج ميمها. تعرفت حتى صككتك صكة على الوجه يكبو لليدين اميمها. اليست كليب الامن وانت اذا عدت كليب لئيمها. وكانت ام البعيث امة حمراء سجستانية تسمى فرتنة فكان يقال له ابن حمراء العجان. فهجاه جرير فثاوره فضج الى الفرزدق. والفرزدق يومئذ بالبصرة. وقد نفسه والى لا يفك قيده حتى يقرأ القرآن. فقال البعير الهى الفرزدق قيده ودرج نوار ذو الدهان وذو الغسل. ليبتعثن مني عداة مجاشع بديهة الجراء ولا وغل. فقال جرير جزعت الى درج نوار وغسلها. فاصبحت عبدا ما تمر وما تحلي. وعده الناس مغلوبا حين استغاث. قال وقال الفرزدق اني ان وثبت على جرير الان حققت على البعير الغلبة ولكني كأني وثبت عليهما فادع البعير واخذ جريرا. فقالوا الطبيب اطب. فقال لا ود سرير اللؤم لو كان عاليا ولم يدنو من زأر الاسود الضراغم وليس ابن حمراء بمفلت ولم يزدجر طير النحوس الاشائم. وانكما قد هجتمان عليكما. فلا تدعا واستسمعا للمراجم وقال دعاني ابن حمراء العجان ولم يجد له اذ دعاء مستأخرا عن دعائي. فنفست عن انفيه حتى تنفس. وقلت له لا تخشى شيئا انورائي. فلما استطاع كل واحد منهما في صاحبه قال البعير اشركتني في ثعلب قد اكلته فلم يبقى الا رأسه واكارعه فدونك خصيه وما ضمة استه فانك رمام خبيث ومراتعه قال وسقط البعير بينهما. ولج الهجاء نحو من اربعين سنة لم يغلب واحد منهما على صاحبه. ولم تهاجى شاعران في الجاهلية ولا الاسلام بمثل ما تهاجيا به. واشعارهما اكثر من ان نأتي عليها ولكنا يكتب منها النادر وقال الفرزق لجرير غلبتك بالمفقأ والمعنى وبيت المحتبى والخافقات المفقأة قوله ولست ولو فقأت عينك واجدا ابا لك ان عد المساعك دارم. هو الشيخ وابن شيخي لا شيخ مثله. ابو كل ذي بيت رفيع الدعائم. والمعنى قوله وانك اذ تسعى لتدرك دارما لانت المعنى يا جرير المكلف. والمحتبى قوله زرارة محتب بفنائه ومجاشع وابو الفوارس نحشل والخافقات قوله واين تقضي المالكان امورها بخير واين الخافقات اللوامع قال جرير اقين ابن طين ما يسر نساءنا بذي نجب انا ادعين لدارم هو في نواب ابن القين لاقين مثله لفضح المساح او لجدل الاداهم. الجد القتل والاداهم الحبال قال ابو خليفة كل من كان في عمله حديد فهو قيد. بذي نجب يوم التقت بنو حنظلة وبنو عامر الا بني مالك ابن حنظلة قال ابن سلام واشترى جرير جارية من رجل من اهل اليمامة يقال له زيد يعرف بابن النجار ففركته وكرهت خشونة عيشه فقال تكلفني معيشة ال زيد ومن لي بالمرقق وقالت لا تضمك ظمي زيد وما ظمي وليس معي شبابي. فقال الفرزدق من فركتك علجة ال زيد واعوزك المرقق والصناب. لقد من كان عيش ابيك جدب يعيش بما تعيش به الكلاب. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال حدثني حاجب ابن يزيد وابو الغراف قال لتزوج الفرزدق حدراء بنت زيغ بن بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين وهو عبدالله ابن عمرو ابن الحارث ابن همام ابن مر ابن ذهل ابن شيبان. على حكم ابيها. فاحتكم مائة من الابل. فدخل على الحجاج بعث له وقال تزوجتها على حكمها وحكم ابيها مئة بعير وهي نصرانية وجئتنا متعرضا ان نسوقها اعنت اخرج ما لك عندنا شيء. فقال عنبسة بن سعيد واراد نفعه ايها الامير انما هي من حواشي ابل الصدقة فامر له بها الحجاج ووثب عليه جرير فقال يزيق قد كنت من شيبان في حسب يزي قويح اكمن انكحت يا زيق؟ انكحت ويلك حمم. يزيق ويحك ان بارت بك السوق غاب المثنى فلم يشهد نجيكم. والحوفزان ولم يشهدك مفروق. يا رب قائلة بعد البناء بها لصهر راض ولا ابن القيل معشوق. اين الاولى استنزلوا النعمان ضاحية؟ ام ابناء شيبان الغرانيق. قال فلم يجبه الفرزدق. فقال جرير ايضا. فلا انا معطي الحكم عن بمنصب ولا عن بنات الحنظليين راغبوا وهن كماء المزن يشفى به الصدأ. وكانت ملاحا غيرهن المشارب. فلو كنت حرا كان عشر سياقكم الى ال زيق المقارب فقال الفرزدق فنل مثلها من مثلهم ثم لمهموا على دار م بين ليلة طالب ومزوج قبلي لقيطا وانكح. ضرارا وهم اكفائنا في المناسب. ولو قبلوا منا عطية سقته الى ال زيق من وصيف مقارب ولو تنكح الشمس النجوم بناتها اذا لنكحناهن قبل الكواكب. قال ابو خليفة حدثنا ابن سلام قال حدثني الزراري عن ابيه قال ما كانت امرأة من بني حنظلة الا ترفع لجرير اللوية في عكمها تطرفه لقوله وهن كماء المزن يشفى به الصدأ وكانت ملاحا غيرهن المشارب. فقلت للزرار ما اللوية؟ قال الشريحة من اللحم وهي الخدمة من التمر وهي الكبة من الشحم او الجلة من الاقط. فاذا كانت الصفرية وذهبت الالبان وضاقت المعيشة كانت طرفة عندهم. وقال جرير اثائرة من جرب النقاء. وهل لابي حد رأى في وتر طالب اتثأر بستاما اذا ابتلت السهى؟ وقد بولت في مسمعيه الثعالب قال ابن سلام والنقى الذي عناه جرير هو الموضع الذي قتلت فيه بنو ضبة بسطاما. وهو بسطام ابن قيس قال بنو شيبان ان يهتك جرير اعراضهم. فلما اراد الفرزدق نقل حدرا اعتلوا عليه وقالوا له انها ماتت. قال فاقسمتما ماتت ولكن ما التوى بحد رأى قوم لم يروك لها اهل. رأوا ان صهر القين عار عليهم. وان لبستام على غالب فضل. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال حدثني حاجب ابن يزيد ابن شيبان ابن علقمة ابن زرارة قال قال جرير بالكوفة. لقد قادني من حب ما هوية الهوى وما كنت القي للجنيبة اقودا. احب ثرى نجد وبالغور حاجة فغار الهوا يا عبد قيس وانجد. اقول له يا عبد قيس صبابة. باي ترى مستوقد النار اوقد فقال ارى اورثت بوقودها بحيث استفاض الجزع شيحا وغرقد فاعجبت الناس وتناشدوها. فحدثني جابر ابن جندل قال فقال لنا جرير. اعجبتكم هذه الابيات؟ قالوا نعم قال كانكم بالقين قد قال اعد نظرا يا عبد قيس فانما اضاءت لك النار الحمار المقيدة فلم يلبثوا ان جاءهم في قول الفرزدق هذا البيت وبعده. حمار بمرؤوت السحامة قارب وظيفيه حول البيت حتى تردد. كليبية لم يجعل الله وجهها كريما ولم يسنح بها الطير اسعد. فتناشدها الناس. فقال الفرزدق كانكم بابن المراغة قد قال وما عبت من نار من اضاء وقودها فراشا وبسطا ابن قيس مقيدا. قال فاذا هي قد جاءت لجرير وفيها هذا البيت ومعه قال مع عند سليمان بن عبدالملك وهو خليفة واتي باسرى من الروم. قال ابن سلام فاخبرني ابو يحيى الضبي قال وفي حرسه رجل من بني عبس قد علم ان سيأمر اصحابه بضرب اعناقهم. فاتى الفرزدق وذلك لسوء اثره في قيس فقال ان امير المؤمنين حري ان يأمر بضرب عنق بعض هؤلاء الاسرى. وهذا سيفي. يكفيك ان تومئ به يأتي على ضريبته واتاه بسيف كليل كهام. فقال له الفرزدق ممن انت؟ قال من بني ضبة اخوالك ما اراه سليمان بضرب عنق بعضهم فتناول السيف من العبسي ثم هزه فضرب به. ثم هزه فضرب به عنقه فما حص شعره ولم يؤثر به اثرا فضحك سليمان والناس فقال هذه ضربة سيقول فيها هذا يعني جرير وتقول فيها العرب وقال فان يا كسيف خان او قدر ابى. لتأخير نفس حتفها غير شاهد فسيف بني عبس وقد ضربوا به نبأ بيدي وارقى عن رأس خالد. كذلك الهند تنبض باتها ويقطعن احيانا مناط القلائد. وقال جرير بسيف ابي كان سيفي مجاشع ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم ضربت به عند الامام فارعش يدك وقالوا محدث غير صارم. وقال اخزيت قومك في مقام قمته ووجدت مجاشع لا يقطع. وقال الفرزدق فهل ضربة الروم جاعلة لكم؟ ابا عن كليب او ابا مثل دارم ولا نقتل الاسرى ولكن نفكهم اذا اثقل الاعناق حمل المظارم. وقال اعين تحكم بين كلب بني كليب وبين القينطين بني عقال. فان الكلب مطعم هو خبيث وان القين يعمل في سفلي. وقد حسر البعير واقعدته لئيمات والسبال ويترك جده الخطف جرير ويندب حاجبا وبني عقال. قال ابن سلام وسمعت يونس يقول فلم يلتفت لفته واراد ان يذكراه في رفعه ذلك فقال فما بقي اعلي تركتماني ولكن خفتما سرد النيبال. وقال الصلاتان العبدي الا انما تحظى اكليب بشعرها وبالمجد تحظى نهشا والاقارع انا الصلاتاني الذي قد عرفتم متى ما يحكم فهو بالحكم صادع. اتت لتميم حين هابت قضاتها. فهل انت الفصل المبين سامع قضى امرئ لا يرهب الشتم منكم. وليس له في الحكم منكم منافع فما رجع الاعشى قضية عامر وما لتميم في قضاء راجع بحر الحنظلين واحدا. فما تستوي حيتانه والضفادع. فيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله جرير ولكن في كليب تواضع. ويرفع من شعر الفرزدق ينوء بحي للخسيسة رافع. يناشدني النصر الفرزدق بعدما. الحت عليه من جرير سواقع فلم يرضى واحد منهما قوله فقال الفرزدق اما الشرف فقد عرف واما الشعر فما والشعر. وقال جرير اقول ولم املك سوابق عبرة. متى كان حكم الله في وبالنخل فقال الصلاتان اعيرتني بالنخل ان كان ما لنا؟ لود ابوك الكلب لو كان نخلي فاعترضه خليد عينين من اهل هجر فقال واي نبي كان في غير قرية وما حكم يا ابن اللؤم الا مع الرسل. وقال جرير فخلي الفخر يا ابن ابي خليد. وادي خراج رأسي ككل عام لقد علقت يمينك رأس ثور وما علقت يمينك باللجام. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال حدثني ابو الغراث قال قال الحجاج لهما وهو في قصره بحريز البصرة. ائتيان في لباس ابائكما في الجاهلية. فجاء الفرزدق وقد لبس الديباج والخز وقعد في قبة. وشاور جرير دهاة بني ربوع وقالوا ما لباس ابائنا الا الحديد؟ فلبس جرير درعا وتقلد سيفا واخذ رمحا وركب فرس قال لعباد ابن الحصين يقال له المنحاز. واقبل في اربعين فارسا من بني يربوع. وجاء الفرزدق في هيئته فقال جرير لبست سلاحي والفرزدق لعبة عليه وشاح كرج وجلاجله. اعدوا مع الخز مذهب فانما جرير لكم بعل وانتم حلائله. ثم رجع فوقف جرير في مقبرة بني حصن ووقف الفرزدق في المربد. فاخبرني ابي عن محمد بن زياد قال كنت اختلف بينهما يومئذ. فكأن جريرا كان يومئذ اظفرهما. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام. قال حدثني شعيب ابن صخب عن هارون بن ابراهيم قال رأيتهما في مسجد دمشق. قال الفرزدق في عصابة من خنده. والناس عنق على جرير. قيس وموالي بني امية. وهم يسلمون عليه ويسألونه يا ابا حزرة كيف كنت في مسيرك وذلك لمديح قيس وقوله في العجم فيجمعنا والغر اولد اب لا نبالي بعده من تغدر. قال ابو خليفة سمعت عمارة ابن عقيل ابن بلال يقول في يومه مائة حلة من بني الاحرار. قال ابو خليفة حدثنا ابن سلام وحدثني ابو اليقظان. قال حدثنا جويرية ابن اسماء قال قلت لنصيب مولى عبدالملك يا ابا محجن من اشعر الناس؟ فقال اخو بني تميم. قلت ثم من قال انا قال قلت ثم من؟ قال ابن يسار النساء فلقيت اسماعيل ابن يسار النسائي فقلت يا ابا فائد من اشعر الناس؟ قال قال اخو بني تميم. قلت ثم من؟ قال انا. قلت ثم من؟ قال نصيب. قلت انكما لتتقارظان الثناء. قال وما ذاك؟ قال قلت سألته فقال فيك مثل ما قلت فيه. قال انه والله شاعر كريم. ولا اظنه الا بدأ بابن يسار قبل لانه صايم. قال ابن سلام ومما قال جرير من الابيات المقلدة قوله. وليست لسيفي في العظام بقية ولا السيف واشوى وقعة من لساني. وقوله لا يلبس القرناء ان يتفرقوا. ليل يكر عليه ليل ونهار وقوله زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ابشر بطول سلامة يا مربع وقوله الستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح. وقال قوله لا يأمنن قوي النقض مرته اني ارى الدار ذا نقص وامرار. وقوله انا الباذل اطل على نمير اتيح من السماء لها صبابا. وقوله واني لعفو الفقر مشترك الغنى سريع اذا لم ارضى دار انتقالية. وقوله يحالفهم فقر قديم وذلة وبئس خليطان المذلة والفقر. فصبرا على ذل ربيع ابن مالك. وكل ذليل خير عادته الصبر وقوله دعونا الهوى ثم ارتمينا قلوبنا باسهم اعداء وهن صديق اوانس اما من اردن عناءه فعان ومن اطلقن فهو طليق قوله ان الذين غدوا بلبك غدروا وشلا بعينك ما يزال معينا. غيضن من عبراتهن وقلن ماذا لقيت من الهوى ولقينا. وقوله فغظ الطرف انك كمن نمير فلا كعبا بلغت ولا كلاب. اذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا. من قوله ان العيون التي في طرفها مرض قتلنا ثم لم يحيين قتلانا وقوله يا اهل جزرة اني قد نصبت لكم بالمنجنيق ولما يرسل الحجر. وقوله ولا اما التقى الحيان القيت العصا ومات الهوى لما اصيبت مقاتله. وقوله تريدين ان وانت بخيلة ومن ذا الذي يرضي الاخلاء بالبخل فانك لا يرضى اذا كان عاتبا خليلك الا بالمودة والبذل. وقوله يتيم ان بيوتكم تيمية. قرص العماد قصيرة الاطناب قوم اذا حضر الملوك وفودهم نتفت شواربهم على الابواب وقوله وكنت اذا نزلت بدار قوم طعنت بخزية وتركت عارا. وقوله اتنسى بعود بشامة سقيا البشام بنفسي من تجنبه عزيز علي ومن زيارته لامامه. ومن امسي واصبح لا اراه. ويطرقني اذا هجعني وقوله وابن اللبون اذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعي وقوله لو كنت حرا يا ابن قين مجاشع شيعت ضيفك فارسخين وميلا. وقوله لا يستطيع امتناع عن فقع قرقرة بين الطريقين بالبيد الاماليسي. وقوله لا يستطيع اخص بابا ان يرى جرى اصم ولا يكون حديد. وقوله لو ان عصم عمايتين ويذبلن سمع حديثا انزل الاوعال. قال ابو خليفة حدثنا محمد بن سلام. قال حدثنا ابو اليقظان عن جويرية ابن اسماء قال قدم الفرزدق اليمامة وعليها المهاجر ابن عبد الله الكلابي فقال لو دخلت على هذا فاصبت منه شيئا ولم يعلم بي جرير فلم تستقر به الدار حتى قال جرير. رأيتك اذ لم يغنك الله بالغنى رجعت الى قيس وخذك طالعوا وما ذاك ان اعطى الفرج قبسته باول ثغر ضيعته مجاشع. فلما بلغ ذلك الفرزدق قال لا جرب والله لا ادخل عليه ولا ارزقه شيئا ولا اقيم باليمامة ثم رحل. قال ابو خليفة حدثنا ابن قال اخبرني ابو الغراف قال نعي الفرزدق لجرير وهو عند المهاجر بن عبدالله باليمامة فقال مات الفرزدق وبعدما جدعته ليت الفرسدق كان عاش قليل. فقال له المهاجر لبئس ما قلت اتهجو ابن عمك بعدما لو رثيته كان احسن بك قال والله اني لاعلم ان بقائي بعده لقليل. وان كان نجمي موافقا لنجمه فلا ارثي جنة قال بعد ما قيل لك لو كنت بكيتهما نسيتك العرب. قال ابن سلام فانشدني معاوية بن ابي عمرو لجرير في الفرزدق حامل ولذة حمل من نفاس تعلت. هو الوافد مأمون والراتق الثأى اذا النعل يوما بالعشيرة زلتي. قال ابن قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال حدثني يونس ابن حبيب النحوي قال كان عبد الملك ابن مروان لا يسمع لشعراء مضر ولا يأذن لهم. لانهم كانوا جبيرية فوفد اليه الحجاج وفادته التي وفدها لم يفد اليه غيرها فاهدى اليه جريرا. فدخل عليه له في النشيد فقام فانشد مديح الحجاج واحدة بعد واحدة فأومى اليه الحجاج ان ينشد مديح عبدالملك فانشده التي يقول فيها الستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح. واعتمد على ابن الزبير فقال وجدوا الخليفة بريزيا الف العيصي ليس من النواحي وما شجرة عصك في قريش بعشات ولا ضواحي. قال ابو خليفة حدثنا ابن سلام قال اخبرني ابو الغراف قال لما انشده فيها تعزت ام ثم قالت رأيت المريدين ذوي لقاحي تعلل وهي صابغة بانيها بانفع من الشاب من قراح سيكفيك العوازل ارحبي. حجان اللون كالفرد الياحي تعز على الطريق بمنكبيه كما اترك الخليع على القداح. فقال له عبدالملك هل تلويه مائة وقال وهل اليها من سبيل؟ جعلني الله فداءك يا امير المؤمنين. واعطاه مائة وثمانية من الرعاء. فذكر هاجر في مديحه يزيد ابن عبدالملك وهو خليفة فقال اعطوه هنيدة يحدوها ثمانية ما في عطائهم من ولا سرف. قال ابو خليفة حدثنا محمد بن سلام قال حدثنا ابو الغراف قال اتى الفرزدق مجلس بني الهجيب في فانشدهم وبلغ ذلك جريرا. فاتاهم من الغد لينشدهم كما انشدهم الفرزدق. فقال له شيخ منهم يا هذا اتق الله فان هذا المسجد انما بني لذكر الله والصلاة. وقال جرير اقررتم للفرزدق ومنعتموني وخرج مغضبا وهو يقول ان الهجيم قبيلة ملعونة حسوا اللحى متشابه الالوان هم يتركون بنيهم وبناتهم صور الانوف لريح كل دخان. لو يسمعون باكلة او شربة بعمان اصبح جمعهم بعمان قال وخفة اللحى في بني هجيم ظاهرة. وقيل لرجل منهم ما بالكم يا بني الهجيم حصوا اللحى؟ قال الف احلى واحد قال ابو خليفة حدثنا محمد بن سلام قال حدثني ابو يحيى الضب قال نازع جرير بني حمان في ركية لهم فصاروا الى ابراهيم بن عربي باليمامة يتحاكمون اليه فقال جرير اعوذ بالامير غير الجبار من ظلم اما نوى تحويل الداء ما كان قبل حفرنا من محفار وضربي المنقار بعد المنقار في جبل غير خواط يصيح بالجب صياح صراق. له صهيل كصهيل الامهار. فاسأل بني صحب راحت الجارة والسلامين العظام الاخطار والجار قد يخبر عن دار الجار. فقال الحماني ما لكل منح من ولا دار غير مقام اتن واعيار. قس الظهور داميات الاثار. قال فقال جرير فعن جعلت فدائك اجادل. فقال ابن عربي للحمان قد اقررت لخصمك وحكم بها لجرير. قال ابن سلام واخبرني ابو يحيى الضب يقال بينما جرير يسير على راحلته اذ هجم على ابيات من مازن وهلال وهما بطنان من ضبة فخافهم لسوء اثره في طبه فقال فلا خوف عليك ولن تراعي. بعقوة مازن وبني هلال هما الحيان اذ يطير الى جرد كامثال السعال. امازن يا ابن كعب ان قلبي لكم طول يأتي لغير قال غطاريف يبيت الجار فيهم. قرير العين في اهل ومال. قالوا اجل يا ابا حزرة فلا خوف عليك. قال ابو خليفة اخبرنا ابن سلام قال حدثنا ابو يحيى الضبي قال كان الذي هاج الهجاء بين جرير وعمر بن لجأ ان عمر كان ينشد ارجوزة له يصف فيها ابله. وجرير حاضر بالماء. فقال التيمي قد قبل ان ضحائها تقرش الحيات في خرشائها. جر العجوز ثني من ردائها. فقال له اخففت مرها قال فكيف اقول؟ قال تقول جر العروس من ردائها. قال التيمي وحمي. فما قلت انت اسوأ من قول. قال فما هو؟ قال قولك واوثق عند المردفات عشية لحاقا اذا ما جردت سيف لا مع فجعلتهن مردفات غدوة ثم تداركتهن عشية. قال فكيف اقول؟ قال تقول واوثق عند مرهفات عشية. قال فقال جرير. فوالله لهذا البيت احب الي من بكري حزرة. ولكنك محلب للفرزدق فقال فيه جرير الا سوينا ادرأتم يا بني لجأ شيئا يقارب او وحشا لها غرار. احين من يا بني لجئ وخاطرت بي عن احسابها مضر. ان الحفافيف عهدي يا بني لجأ يطرقن حين يسور الحية الذكر خلي الطريق لمن يبني المنار به. وابرز ببرزته حيث ترك القدر. انت ابن برزة منسوبا الى لجأ عبد العصارة والعيدان تعتصر. ويروى ان الست نزوة خوار على امة عدى العصارة والعيدان تعتصر. فقال التيمي يرد عليه. لقد كذبت وشر القول اكذبه ما خطرت بك عن احسابها مضر؟ الست نزوة خوان على امة لا يسبق الحلبة اللؤم والخور. ما قلت من مرة الا سأنقضها. يا ابن الأتان بمثل انقضوا المرار قد اصبح الخز يبكي في بني الخطف. يخز كرمان صبرا انها الهتار. وقال ايضا ما استردفت يوم الهذيل نساؤنا ولا قمنا في صف لسجحة سجدا. ولكن منعناهن في الشرك بالقناة وفي السلم صدقنا النبي محمد. وقال ايضا عجبت لما لاقت رياح من الاذى وما اقتبسوا مني ولا الشر قابس. غضابا لكلب من كليب فرسته. هوى لشدات الاسود فرائس. اذا ما ابن يربوع اتى كل مأكل على مجلس ان الاكيل مجالس فقل لابني يربو ان الست بداحض سبالك عنا انهن نجائس. تمسح يربوع سبالا لئيمة بها مني العبد رطب ويابس. يريد ما صنع ابو سواج الضبي بليرب وكان ابو سواج اخذ بالبريرة سرد بن جمرة في شيء كان بينهما. فجاء بزنج فاوثبهم على جارية الله فكانوا يمنون في قاع ثم حلب عليه فسقاه اياه فقتله. وذلك قول الفرزدق لجرير حين امرهم الحجاج وان يأتوه في لباس ابائهم. فجاء جرير في الحديد فقال الفرزدق وقد تلبس الحبل السلاح وبطنها. اذا انت طقت عبء عليها تعادله. وذلك قول الاخطر لجرير تعيب الخمر وهي شراب كسرى تشرب قومك العجب العجيب مني العبد عبدي ابي سواج احق من المدامة ان ثم وافى جرير والتيمي المدينة وقد وردها الوليد بن عبدالملك. وكان يتأله في نفسه فقال تقذفان المحصنات تعظهان وتنفيان فامر ابا بكر ابن محمد ابن عمر ابن حزم الانصاري. وكان وليه على المدينة بضربهما فضربهما واقامهما على البلس مقرونين. والتيمي يومئذ اشب من جرير واقوى. فجعل يشول بجرير وجرير ارينيا وجرير يقول وهو المشول به. جزعت من العذاب غريبتين وملأت القميص مع الازالة ولست مفارقا قرني حتى يطول تصعد بك وانحداري. فقال التيمي ولما ان قرنت الى جرير ابا ذو بطنه لانحدارا. فقال له قدامة ابن ابراهيم الجمحي بئس ما قلت جعلت نفسك المقرون اليه. قال فكيف اقول؟ قال تقول ولما لز في قرني جرير ابا ذو الا انحدارا. قال لا والله لا اقول له ابدا الا هكذا. قال ابو البيداء لقي الفرزدق عمرو بن عطية فاخذ جرير وهو يومئذ يهاجم لجأ فقال له ويلك قل لاخيك ثكلتك امك ائت التيمية من علك ما اصنع بك وكان الفرزدق قد حمي وانف لجرير ان يتعلق به التيمي. قال ابن سلام وانشدني له خلف الاحمر يعني الفرزدق شعرا يقوله للتيمي وما انت ان قرمتني من تساميا. اخذتم الا كالوشيظة في فلو كنت مولى الظلم او في ظلاله ظلمت ولكن لا يد لك بالظلم. فاجابه ابن لجأ فقال كذبت انا القرم الذي دق مالكا واثناء يربوع وما انت بالقرن حدثني ابو الغراف قال مشت رجال تميم بين جرير والتيمي وقالوا والله ما شعراؤنا الا بلاء علينا يثيرون مخازنهم ويهجون احياءنا وامواتنا. فلم يزالوا يمشون بينهما حتى اصلحوا بينهما بالعهود والمواثيق المغلظة. الا يعود في الهجاء. فكف التيمي وكان جرير لا يزال يسل الواحدة. فيقول التيمي والله ما نقضت هذه ولا سمعت فيقول جرير هذه كانت قبل الصلح. حدثني عثمان بن عثمان عن عبدالرحمن بن حرملة قال لما ورد علينا هجاء جرير والتيمي. قال قال لي سعيد ابن المسيب تروأ لنا مما قال شيئا. فاتيت وقد استقبل القبلة يريد ان يكبر. فقال ارويت شيئا قلت نعم. فاقبل علي بوجهه فانشدته للتيمي وهو يقول هيه. ثم انشدته لجرير فقال اكله اكله اخبرني ابو الخطاب الزراري عن حجناء بن جرير قال قلت لابي يا ابت ما هجوت قوما قط الا فضحتهم او قال افسدتم الا التيب يا بني اني لم اجد بناء فاهدمه ولا حسبا اضعه او قال اصمه. وكان التيم رعاء فيغدون في غنمهم ثم يروحون. وقد جاء كل رجل منهم بابيات فيرفدون بها عمر ابن لجأ وكان اشعرهم بعد ابن وقيل لجرير ما صنعت في التيم شيئا؟ قال انهم شعراء لئام. وحدثني مسمع بن عبدالملك وهو كردين قال كان عرادة النميري نديما للفرزدق. فقدم الراعي البصرة فدعاه عرادة فاطعمه وسقاه. وقال الفرزدق على جرير فابى. فلما اخذ فيه الشراب لم يزل به حتى قال يا صاحبي دنا الرواح فسيل غلب الفرزدق في الهجاء جرير. حدثني ابو الغراف قال كان الذي هاج الهجاء بين جرير وهو عبيد بن حصين ان الراعي كان يسأل عن جرير والفرزدق فيقول الفرزدق اكرماهما واشعرهما فلقيه جرير فاستعاذه من نفسه وطلب اليه الا يدخل بينهما. وقال انا كنت اولى بعونك اني لامدحكم وانه ولا يهجوكم. قال اجل ولست لمساءتك بعائد. ثم بلغ جريرا انه عاد في تفضيل الفرزدق عليه. فلقيه بالبصرة على بغلة فعاتبه وقال استعذتك فزعمت انك غير داخل بيني وبين ابن عمي. فزعمت انك غير داخل بين بيني وبين ابن عمي. قال والراعي يعتذر له. واقبل ابنه جندل. وكان فيه خطل وعجب. وقال لابيه الا اراك تعتذر والى ابن الاتان نعم والله لنفضلن عليك ولنروين هجاءك ولنهجونك من تلقاء انفسنا وضرب وجه بغلته وقال الم تر ان كلب بني كليب اراد حياض دجلة ثم هاب. فصرف جرير مغضبا محفظا. فقال الراعي لابنه والله ليهجوني واياك فليته لا يجاوزنا. ولكن سيذكر نسوتك الراعي انه قد اساء فندم. فتزعم نمير انه حلف الا يجيبه سنة غضبا على ابنه وانه مات في السنة غيرهم انه كبد لما سمعها فمات. وكان جرير يوم جرى هذا بينهما بالبصرة. نازلا على امرأة من كليب. فبات في كلية لها وهي في سفل دارها. قالت المرأة فبات ليلته لا ينام. يتردد في البيت حتى ظننت انه عرض له جني او سنح له بلاء حتى فتح له فقال اقل اللوم عادل والعتاب وقولي ان اصبت لقد اصاب حتى قال اذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضاب ثم اصبح فغدا الى المربد فقال يا بني تميم قيدوا اي اكتبوا فلم يجبه الراعي ولم يهجه جرير بغيرها. فقال في بعض رواة قيس وعلمائهم. كان الراعي فحل مضر حتى ضغمه الليل يعني جريرا. قال ابو البيداء مر راكب تغنى وعاون عوام غير شيء رميته بقى فيها اسبابها تقطر الدم. خروف بافواه الرواة كأنها قرى هندواني اذا هز صماما. فسمعه الراعي فاتبعه رسولا فقال لمن البيتان؟ قال جرير. والله لو اجتمعت الجن والانس على صاحب هذين البيتين ما اغنوا فيه شيئا ثم قال لمن حضر ويحكم ولام ان يغلبني مثل هذا. وانما يعني جرير البعير وكذلك كان اعتراض البعيث جاريا في غير شيء. حدثني ابان ابن عثمان قال كان سراقة البارقي شاعرا ظريفا تحبه الملوك. حلو الحديث. وكان قاتل المختار قاده اسيرا فامر بقتله فقال والله لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجرا حجرا. فقال المختار لابي عمرة من اسرارنا ثم قال من اسرك؟ قال قوم على خيل بلغ عليهم ثياب بيض لا اراهم في عسكرك. قال فاقبل المختار على اصحابه ابي فقال عدوكم يرى من هذا ما لا ترون. قال اني قاتلك. قال والله يا امين ال محمد انك تعلم ان هذا ليس باليوم الذي يقتلني فيه. قال ففي اي يوم اقتلك؟ قال قال يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق فتدعو بي يومئذ فتضرب عنقي فقال المختار لاصحابه يا شرطة الله من يرفع حديثي ثم خلى عنه فقال سراقة وكان المختار يكنى ابا اسحاق الا ابلغ ابا اسحاق عني رأيت البلق دهما مصمتات ارى عيني ما لا ان تبصراه كلانا عالم بالترهات. كفرت بوحيكم وجعلت نذرا علي قتالكم حتى الممات. ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر ابن مروان. وكان بشر من فتيان قريش سخاء ونجدا وكان ممدحا فمدحه جرير والاخطل والفرزدق وكثير واعشى بني شيبان. وكان بشر يغري بين الشعراء وهو اغرى بين جرير والاخطل فحمل سراقة على جرير حتى هجاه فقال سراقة. ابلغ تميما غثها وسمينة والقول يقصد تارة ويجور ان الفرزدق حلباته عفوا قدر في الغبار جرير. ما كنت اول محمل عثرت به اباؤه ان اللئيم بعثور حرر كليبا ان خير صنيعة يوم الحساب الصوم والتحرير هذا القضاء البارق وانني بالميل في ميزانه لجدير. فقال جرير في قصيدته التي قال فيها يا صاحبي هل الصباح منير ام هل للوم عواذلي تفتي يا بشر انك لم تزل في نعمة يأتيك من قبل العلي بشير. بشر ابو مروان ان عاشرته عسر وعند يساره ميسور. يا بشر حق الى التبشير هلا غضبت لنا وانت امير. قد كان حقك ان تقول يا ال بارق فيما سب جرير. ان الكريم ينصر الكرم ابنها وابن اللئيمة للئام نصور امسى سراقة قد عوى لشقائه خطب وامك يا سر طاق يسير اسراقة انك قد غشيت ببارق امرا مطالعه عليك وعود اسراقة انك لنزارا نلتم والحي من يمن عليك نصير لبستك للفخار وبارق شيخان اعمى مقعد وكسير. وقال جرير امسى خليل قد اجد فراق هذا الحزين وذكر الاشواق. واذا لقيت مجالسا من بارق لاقيت اطبع مجلس اخلاق. افد الاكف عن المكارم كلها والجامعين مذلة ونفاقا. ولقد هممت بان ادمدم بارقا فحفظت فيهم اما انا اسحاق. قال ابن سلام يعني اسحاق الذبيح ثم نزع. فمر جرير بسراقة بمنى. فمر جرير سراقة بمنى والناس مجتمعون على سراقة وهو ينشد. فجهره جماله واستحسن نشيده فقال جرير من انت؟ قال بعض من اخزاه الله على يديك قال اما والله لو عرفتك لوهبتك لظرفك. قال كان العباس بن يزيد الكندي هج جريرا وكانت الشعراء وتعرضوا له ليهجوهم. وكان يقول لا ابتدي ولكني اعتدي. قال ابو الغراف فتأناهم حول وذلك قوله الم ينهى عني الناس ان لست ظالما بريئا واني للمتيحين متيح. فاتته كندة فاستهدوه من نفسه وطلبوا الا يذكرهم. قال فاخبروني بمساويه ان كنتم صادقين. ففرشوه امره فقالوا هم اهل بيت كانوا في فزارة مجاورين. ثم تحولوا الى بني كلاب. ثم تحولوا في طي ومعه ابنة له جارية حدث لها غلام منهم يقال له عتاب. فكان يلاعبها فقالوا انها حبلت منه وولدت. وقتل الولد. وكانوا نزولا في جبلا يقال له شعبا وكانوا اهل بيت سرو وجمال. قال رأيت رجلا من ولده فما رأيت اجمل منه. فقال ستطلع من ذرا شعبا قوافل على الكندي تلتهب التهاب. ايوما في وزارة مستديرا ويوما ناشدا حلفا كلاب. اعتابا تجاور حين نخيل اجل واعنزه الرباب. يقاتلها وتحسبه لعابا. اساء غلام مديرتك اللعبة. وما خفيته غيبة يوم جرت. ولا اطعام سخلتها الكلاب اباء يقطع بالمشاقص حالبيها وقد بلت مشيمتها التراب. وقد حملت ثمانية وتمت لتاسعها وتحسبها كعاب. اعبدا حل في عاد غريبا هلؤما لا ابا لك واغتراب. اذا نزل الحجيج على قنيع دببت الليلة تسترق العياب. فقد حلت يمينك ان امام اقام الحد واتبع الكتاب. فيزعم الناس انه لما اتته هذه الابيات كمد فمات. قال وقال رجل من عبد القيس يقال احمر بن غدانة من بني عصر على متعنا يا جرير وقد قضى اخو عصر ان قد علاك كالفرزدق وان امرأ سوى كليبا بدارم وسوى جريرا بالفرزدق احمق فاخذه عبد العزيز ابن عمر ابن مرجوم وكان سيد عبد القيس. بالبصرة وابوه سيد وجده سيد. وكان جده مرجوه اسمه عامر بن عبيد فنافر رجلا من قومه الى النعمان فنفره عليه وقال رجمتك بالشرف فسمي مرجوما وفيه يقول لبيب وقبيل من لكيز شاهد رهط مرجوم ورهط ابن المعل. فشده وثاق. فارسل به الى اجرير وقال احكم فيه فقال جرير لولا ابن عمرو ابن مرجوم لقد خرجت. شعناء لا تتقي سمعا ولا بصر اني لارجو راج الخير مدركه ان يجبر الله في الدنيا بني عسرة. كم يتيم ومسكين وارملة وبائس في قديم الدهر قد جبر. وقال جرير يرد على الصلاتان اقول ولم املك امال ابن حنظل متى كان حكم الله في كرم النخل؟ فاعترضه خليد عينيه من اهل هجر فقال واي نبي كان من اهل قرية وما الحكم يا ابن اللؤم الا مع الرسل قال جرير فخل الفخر يا ابن ابي خليد وادي خراج رأسك كل عام. لقد علقت يمينك رأس ثور وما علقت يمينك باللجام. وقال جرير كم عمة لك يا خليد وخالة خضر نواجذها من الكراث. نبتت بمنبته فطاب لشمها ونأت عن القيسوم فسكت خليم. وقال في احمد بن غدانة نبئت عبدا بالعيون يسبني احيمر سوارا على كرب النخل. فقال احمر اعيرتنا بالنخل ان كان ما لنا؟ وود ابوك اللؤم لو كان ذا نخل. فهم جرير ببني عصب. فاتاه عبدالعزيز بن عمرو بن مرجوم فشده فارسله الى جرير. وحمل جريرا وكسا