بسم الله الرحمن الرحيم يوم الكلاب الاول. كان الحارث بن عمرو المقصور بن حجر اكل المرار. قد ملك الحيرة في ايام قباذ بن فيروز ملك لدخوله في دين المزلكية الذي دعاه اليه. بعد ان نفى المنذر بن ماء السماء عنها. واشتغل بالحيرة عما كان يراعيه من امور البوادي فتفاسدت القبائل من نزار. فاتاه اشرافهم وشكوا اليه ما حل بهم من غلبة السفهاء وحكم اقوياء وطلبوا اليه ان يملك ابناءه عليهم. فملك ابنه حجرا على بني اسد وغطفان. وابنه شرحبيل على ابن وائل باسرها وعلى بني حنظلة وملك ابنه مع ذي كرب على بني تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد وملك ابنه سلمة على قيس عيلان ثم ان الحارث خرج يتصيد فرأى جماعة من حمر الوحش فشد عليها وانفرد منها حمار فتتبعه واقسم الا يأكل شيئا قبل كبده. فطلبته الخيل ثلاثة ايام حتى ادركته. واوتي به. وقد كاد يموت من الجوع ثم شوي على النار واطعم من كبده وهي حارة فمات ولما هلك الحارث تشتت امر اولاده وتفرقت كلمتهم ومشى بينهم الرجال وتفاقم امرهم حتى جمع كل واحد منهم لصاحبه الجموع وزحف اليه بالجيوش وبلغت العداوة اشدها بين شرحبيل وسلمة بفضل المنذر الذي عاد الى الحيرة بعد هلاك قباء واخذ يغري بين الاخوين وسارة شرحبيل ومن معه حتى نزلوا الكلاب واقبل سلمة في من معه وكان نصحاء شرحبيل وسلامة نهوهم عن الفساد والتحاسد وحذروهما عثرات الحرب وسوء مغبتها. فلم يقبلا ولم يبرحا واقام على التتايع واللجاجة في امرهما واقتتل القوم قتالا شديدا وثبت بعضهم لبعض فلما كان اخر النهار نادى منادي شرحبيل من اتاني برأس سلمة فله مائة من الابل. ونادى منادي سلمة من اتاني برأس شرحبيل فله مائة من الابل واشتد القتال حينئذ كل يطلب ان يظفر لعله يصل الى قتل احد رجلين ليأخذ مئة من الابل وكانت الغلبة لسلامات واتباعه ومضى شرحبيل منهزما فتبعه من بني تغلب ذو السنينة فالتفت اليه شرحبيل وضربه على ركبته فاطن رجلها. وكان لذي السنينة اخ لامه اسمه عصيم ابن ما لك وشامي ويكنى ابا حنش فقال له اذ رآه قتلني الرجل ثم هلك فقال ابو حنش لشرحبيل قتلني الله ان لم اقتلك وحمل عليه حتى ادركه. فقال يا ابا حنش اللبن اللبن فقال قد هرقت لبنا كثيرا فقال شرحبيل يا ابا حنش املكا بسوقه؟ فقال ان اخي كان ملكي ثم طعنه والقاه عن فرسه ونزل اليه فاخذ رأسه وبعث به الى سلمة مع ابن عم له اسمه ابو اجا ابن كعب. فاتاه والقى الرأس بين يديه. فقال سلمة لو كنت القيته القاء رفيقا فقال ما صنع بي وهو حي؟ شر من هذا فقال سلمة وقد دمعت عيناه انت قتلته؟ فقال لا ولكن قتله ابو حنش وعرف ابو اجا الندامة في دي سلمة وظهر عليه الجزع لموت اخيه فهرب وهرب ابو حنش ثم نظر سلمة الى رأس اخيه وبكى وقال الا ابلغ ابا حنش رسولا؟ فما لك لا تجيء الى الثواب؟ تعلم ان خير الناس طرا قتيل بين احجار الكلاب تداعت حوله جشم ابن بكر واسلمه جعاسيس الرباب قتيل ما قتيلك يا ابن سلمى تضر به صديقك او تحابي وبلغت الابيات ابا حنش فقال مجيبا احاذر ان اجيئك ثم تحبو حباء ابيك يوم صنيبعات فكانت غدرة شنعاء تهفو تقلدها ابوك الى الممات. وسمع بقتل شرحبيل اخوه معدي كذب كان صاحب سلامة معتزلا عن جميع الحروب فقال يفيه ان جنبي من الفراش الانابي. كتجافي الاسر فوق الظراب. من حديث النما الي فما ترقأ وعيني ولا اسير شرابي. مرة كالذعاف اكتمها الناس عن حر ملت كالشهاب. من شرح قيل اذ تعاوره الارماح في حال لذة وشباب. يا ابن امي ولو شهدتك اذ تدعو تميما وانت غير مجاب يوم ثارت بنو تميم وولت خيلهم يتقين بالاذناب. ويحكم يا بني ويحكم ربكم ورب الرباب. اين معطيكم الجزيل وحابكم على الفقر ابي فارس يطعن الكماة جريء تحت قارح كلون الغراب. ولما قتل شرحبيل قام عوف بن شجنة في من بني سعد دون عياله فمنعهم. وحال بين الناس وبينهم. ودفعوا عنهم حتى الحقوهم بقومهم ومأمنهم وبلغ امرؤ القيس ابن اخي شرحبيل امرهم مع عمه فقال يمدحهم ويعرض ببني حنظلة الذين خذلوه احنظل لوحاميتم وصبرتم. لا اثنيت خيرا صالحا ولا ارضاني. الا ان قوما كنتم من دونهم هم منعوا جارا لكم ال غدران. ثياب بني عوف طهارة نقية اوجههم عند المشاهد غران. عوير ومن مثل العوير ورهطه. واسعد في ليل البلاء صفوان هم ابلغوا حي المضلل اهله. وساروا بهم بين العراق ونجران. فقد اصبحوا والله اصفاهم به ابر بميثاق واوفى بجيران