بسم الله الرحمن الرحيم يوم عيني اباه صار المنذر بن ماء السماء ملك العرب بالحيرة في معد كلها حتى نزل بعين اوباغ وارسل الى الحارث الاعرج بن جبلة ملك العرب بالشام. وقال له اما ان تعطيني الفدية فانصرف عنك بجنود واما ان تؤذن بحرب فارسل اليه الحادث انظرنا ننظر في امرنا فجمع ساكره وسار نحو المنذر وارسل اليه يقول له ان فلا تهلك جنودي وجنودك ولكن يخرج رجل من ولدي. ويخرج رجل من ولدك فمن قتل خرج عوضه قرب واذا ثني اولادنا خرجت انا اليك فمن قتل صاحبه ذهب بالملك وتعاهد على ذلك فعمد المنذر الى رجل من شجعان اصحابه وامره ان يخرج فيقف بين الصفين. ويظهر انه ابن المنذر. فلما خرج اخرج اليه الحارث ابنه ابا كرب. فلما رآه رجع الى ابيه وقال ان هذا ليس بابن المنذر انما هو عبده او بعض شجعان اصحابه. فقال يا بني اجزعت من الموت؟ ما كان الشيخ ليغدر فعاد اليه وقاتله فقتله الفارس والقى رأسه بين يدي المنذر وعاد. فامر الحارث بن له اخر بقتاله والطلب بثأر اخيه فخرج اليه فلما وافقه رجع الى ابيه وقال يا ابتي هذا والله عبد منذر. فقال يا بني ما كان الشيخ ليغدر؟ فعاد اليه وشد عليه الرجل وقتله. فلما رأى ذلك شمر بن عمرو الحنفي. وكان مع المنذر وكانت امه غسانية. قال له ايها الملك ان الغدر ليس من شيم الملوك ولا الكرام وقد غدرت بابن عمك دفعتين فغضب المنذر وامر باخراجه. فلحق بعسكر الحارث واخبره. فقال له سل حاجتك فقال له حلتك وخلتك فلما كان الغد حرض الحارث اصحابه وكان في اربعين الفا. واصطفوا للقتال. فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل الى المنذر وهزمت جيوشه. فامر الحارث بابنيه القتيلين فحملا على بعير بمنزلة العدلين وجعل المنذر فوقهما فردا. وقال يا لعلاوة بين العدلين. وسار الى الحيرة فنهبها احرقها ودفن ابنيه بها وبنى الغريين عليهما. وفي ذلك يقول ابن الرعلاء الضبابي كم تركنا بالعين عين اباخ من ملوك وسوقة من اكفاء امطرتهم سحائب الموت تترى ان في الموت راحة الاشقياء ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء وفي ذلك اليوم قتل ثروة وقيس بن مسعود بن عامر. فقالت ابنة فروة ترثي اباها بعين اباخة قاسمنا المنايا. فكان قسيمها خير القسيم. وقالوا ماجدا منكم قتل كذا كالرمح يكلف بالكريم