بسم الله الرحمن الرحيم يوم اليحاميم كان الحارث بن جبلة الغسان قد اصلح بين قبائل طي فلما هلك عادت الى حربها فالتقت جديلة والغوث بموضع في حرب. فقتل قائد بني جديلة وهو اشبع ابن امر ابني لا واخذ رجل من سنبس اذنيه فخسف بهما نعليه. وفي ذلك قال ابو سروة السنبسي نخسف بالاذان منكم نعالنا ونشرب كرها منكم في الجماجم. وتناقل الحيان في ذلك اشعارا كثيرة وعظم ما صنعت الغوث على اوس بن خالد بن لا. وعزم على لقاء الحرب بنفسه وكان لم يشهد الحروب المتقدمة هو ولا احد من رؤساء طيء كحاتم بن عبدالله وزيد الخيل وغيرهم من الرؤساء فلما تجهز اوس للحرب واخذ في جمع جديلة ولفها قال ابو جابر اقيموا علينا الفصد يا ال طيئ والا فان العلم عند التحاسب فمن مثلنا يوما اذا الحرب وشمرت ومن مثلنا يوما اذا لم نحاسب. وبلغ الغوث جمع اوس لها واوقدت النار على ذروة اجى وذلك اول يوم توقد عليه النار. فاقبلت قبائل الغوث. كل قبيلة وعليها رئيسها ومنهم زيد الخيل وحاتم واقبلت جديلة مجتمعة على اوس بن حارثة بن لا. وحلف اوس الا يرجع عن طيئ حتى ينزل معها جبليها اجا الماء وتجبي له اهلها وتزاحفوا فاقتتلوا قتالا شديدا قال عدي بن حاتم اني لواقف على الياء حميم. والناس يقتتلون اذ نظرت الى زيد الخيل. قد احضر ابنيه مكنفا وحريفا في لشعب لا منفذ له وهو يقول اي بني ابقي على قومكما فان اليوم يوم التفاني. فان يكن هؤلاء ما من فهؤلاء اخوال فقلت كانك قد كرهت قتال اخوالك فاحمرت عيناه غضبا وتطاول الي حتى نظرت الى ما تحته من سرجه فخفته فضربت فرسي وتنحيت عنه واشتغل بنظره الي عن ابنيه. فخرج كالصقرين ثم انهزمت جديلته عند وقتل فيها قتل ذريع. فلم تبق لجديلة بقية للحرب بعد يوم الياء ميم. فدخلوا بلاد كلب احالفوهم واقاموا معهم