الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا زلنا مع الدولة الاموية ومع سنة ستين وخلافة يزيد ابن معاوية في هذه السنة سنة الستين بايع الناس ليزيد ابن معاوية بالخلافة بعد وفاة ابيه للنصف من رجب في قول بعضهم ولثمان بقين منه على ما ذكرنا في وفاة اه سيدنا معاوية رضي الله عنه معاوية رضي الله عنه اخذ الخلافة بعد الحدث العظيم الذي حدث بينه وبين سيدنا الحسن ابن علي رضي الله عنهما فلما تولى الخلافة مكث قرابة التسعة عشر عاما وهو خليفة للمسلمين في اخر حياته رأى ان يجعل لنفسه وليا للعهد فاختار ابنه يزيد على الخلاف الذي كان دائرا وكان سيدنا الحسين ابن علي والزبير وعبدالله بن الزبير وغيرهم يروا انهم احق بذلك فلما تولى يزيد في هذه السنة كان اول همه هو ان يبايع سيدنا الحسين ابن علي وعبدالله ابن الزبير فكان هذان الرجلان في هم يزيد ان يخضع لسلطانه كان اه امير المدينة هو الوليد ابن عتبة ابن ابي سفيان وامير الكوفة النعمان ابن بشير الانصاري. وامير البصرة هو عبيد الله ابن زياد وامير مكة عمرو ابن سعيد ابن العاص ولم يكن ليزيد هم حين ولي الا بيعة هؤلاء النفر وهم وهم آآ عبد الله ابن عمر والحسين وعبدالله ابن الزبير اذا لما تولي الخلافة اراد ان يبايع هؤلاء فارسل الى الوليد ابن عتبة ابن سفيان رسالة يقول فيها ان معاوية كان عبدا من عباد الله اكرمه الله واستخلفه وخوله ومكن له عاش بقدر ومات باجل فرحمه الله فقد عاش محمودا ومات بارا تقيا. والسلام. اذا هذه الرسالة الظاهرة التي قرأت وكتب اليه في صحيفة كأنها اذن فأرة اما بعد فخذ حسينا وعبدالله بن عمر وعبدالله ابن الزبير بالبيعة اخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام اذا جاء نعي معاوية الى الوليد بن عتبة بن ابي سفيان اهاله الامر وفظع منه ورأى ان الامر عظيم لانه كبر عليه ان يدعو هؤلاء الجلة واشراف الناس الى البيعة وليس فيها رخصة. فاستدعى من؟ مروان ابن الحكم. مروان ابن الحكم في خلافة معاوية كان والي المدينة كان قد اقصاه وجعله اه بعيدا عنه متكرها له اه لما رأى مروان هذا الامر اعتزل الوليد بن عتبة لكن الوليد بن عتبة لما رأى ان الامر ليس فيه رخصة استدعاه وقال له يعني هذا خطاب الخليفة فماذا افعل قال كيف ترى ان نصنع فقال اني ارى ان تبعث الساعة الى هؤلاء النفر فتدعوهم الى البيعة والدخول في الطاعة فان فعلوا قبلت منه وكففت عنهم وان ابوا قدمتهم وضربت اعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاوية هذه فكرة مروان ابن الحكم فكرة الحزم والغشم لكن هذه لا تصلح مع هؤلاء العظماء الحسين عبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمر لكن اراد ان يجعل الامر تهديدا كانه وقع حتى يدخلوا في الطاعة علة مروان قال فانهم ان علموا بموت معاوية وثب كل امرئ منهم في جانبه واظهر الخلاف والمنابذة ودعا الى نفسه لكن كانه استدرك على نفسه فقال لا ادري اما ابن عمر فاني اراه لا يرى القتل ولا يحب ان يلي على الناس الا ان يدفع اليه هذا الامر عفوا. ابن عمر لو اقتتل اثنان لرفظ هذا الامر اذا اجمعتم علي قبلت هذا الامر الان ارادوا ان يرسلوا الى الحسين رضي الله عنه والى عبد الله ابن الزبير فارسل اليهم عبدالله ابن عمرو ابن عثمان ابن عفان رضي الله عنه غلام صغير حدث فدعاهم فوجد الحسن فوجد الحسين ووجد عبدالله بن الزبير في المسجد الان هناك مسائل تثير الريبة هذا الامير والوالي على المدينة له اوقات معلومة يجلس فيها واوقات يحتجب عن الناس مدارسة شؤون الولاية فاذا ارسل اليك في غير وقت الجلوس يدل على ان هناك امرا ينبغي تدارك او امر يجب آآ القطع فيه واتخاذ قرار فلذلك استغرب الحسين وعبدالله ابن الزبير من هذا الوقت قال فاتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس ولا يأتيانه في مثلها وقال اجيبا الامير يدعوكما فقالا له انصرف الان نأتيه ثم اقبل بعضهم على الاخر عبدالله بن الزبير يقول للحسين ظن فيما تراه بعث الينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها فقال حسين قد ظننت ارى طاغيتهم قد هلك فبعث الينا ليأخذنا بالبيعة قبل ان يفشوا في الناس الخبر. اذا سيدنا الحسين وعبدالله بن الزبير رأوا ان الامر موت معاوية وولاية يزيد الالمعي الذي يظن بك الظن قد رأى وقد سمع اذا عبد الله بن الزبير يطلب من الحسين الرأي ماذا تصنع قال الحسين اجمع فتيان الساعة ثم امشي اليه فاذا بلغت الباب احتبستهم عليه وما دخلتوا عليه عبدالله بن الزبير يقول اخاف عليك اذا دخلت قال لا اتيه الا وانا على الامتناع قادر فقام فجمع اليه مواليه واهل بيته ثم اقبل يمشي حتى انتهى الى باب الوليد وقال لاصحابه اني داخل فان دعوتكم او سمعتم صوته قد علا فاقتحموا علي باجمعكم. والا فلا تبرحوا حتى اخرج اليكم دخل عليه سلم بالامارة فقال حسين كانه لا يظن ما يظن من موت معاوية. اذا سيدنا الحسين جاء كانه ولا يعلم الخبر بموت معاوية فكأنه يقول ان ما حدث مني او ما جعلني ارفض بيعة يزيد انما هو رأي رأيته ونحن لا زلنا على اه النسابة والحسب والشرف والديانة فقال الصلة طير من القطيعة اصلح الله ذات بينكما فلم يجيباه بشيء جلس سيدنا الحسين قرأ عليه الوليد كتاب يزيد ان معاوية عبد من عباد الله توفاه الله ونعى اليه معاوية ودعاه الى البيعة اذا في الليل في السر وهو الحسين ابن علي رضي الله عنه فقال الحسين انا لله وانا اليه راجعون. ورحم الله معاوية. وعظم الله لك الاجر اما ما سألتني من البيعة فان مثلي لا يعطي بيعته سرا ولا اراك تجترئ بها مني سرا دون ان نظهرها على رؤوس الناس علانية اجابه الوليد اجل قال فاذا خرجت فاذا خرجت الى الناس دعوتهم الى البيعة دعوتنا مع الناس فكان امرا واحدا والوليد كان يحب العافية قال له انصرف على اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس اذا سيدنا الحسين خدع الوليد عن البيعة لا يريد ان يبايع لانه قد عزم على الا يبايع فهو اجاب اجابة رجل محنك اني لا اعطيكم فالزم بهذا الامر. لانه قد عقد الامر على الا يبايع فقال له مروان والله لان فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها ابدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه. احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع او تضرب عنقه فهنا قال الحسين رضي الله عنه يا ابن الزرقاء انت تقتلني ام هو؟ كذبت والله واثمت خرج الحسين رضي الله عنه واتى منزلة فقال مروان للوليد عصيتني؟ لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسك ابدا. الان ما الذي جعل الوليد يحب العافية ويكره اراقة الدماء وكره ان يشتد على الحسين رضي الله عنه قال وبخ غيرك يا مروان انك اخترت التي فيها هلاك ديني والله ما احب ان لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها واني قتلت حسينا انا الله اقتل حسينا ان قال لا ابايع والله اني لاظن امرا سيحاسب اني لاظن امرأ بدم حسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة فقال مروان فان كان هذا رأيك يعني الورع والتقوى والخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى فان كان هذا رأيك فقد اصبت فيما صنعت طبعا مروان يقول هذا من باب الملاطفة والا فهو غير حامد له على رأيه. ابن الزبير كلما جاءه الرسول قال الان اتيكم ثم لا يخرج من داره فبعث اليه الوليد فوجده مجتمعا في اصحابه متحرزا فالح عليه بكثرة الرسل والرجال في اثر الرجال اما الحسين كف حتى تنظر وننظر وترى ونرى اما ابن الزبير لا تعجلوني فاني اتيكم امهلوني فالح عليهما عشيتهما تلك كلها واول ليلتهما الحسين رضي الله عنه لم يكونوا يلحوا لانه دخل على الولي وطلب ان يبايع على رؤوس الناس. اما ابن الزبير فهو يعدهم بالخروج ولا يخرج فجعل موالي الامويين يقولون يشتمونه ويسبونه ويقولون يا ابن الكاهلية والله لتأتين الامير او ليقتلنك فلبث بذلك نهاره كله واول ليلته. اذا بعث اليه من الليل مكث النهار كله ودخلت الليلة الثانية وهو يقول الان اجي. الان اتي الان اذهب اليه حتى استراب بكثرة الرسل وتتابع هذه الرجال فجعل ينتظر ويقول ما الذي يريدونه فبعث الى الوليد ابن عتبة اخاه جعفر ابن الزبير يقول له رحمك الله كف عن عبد الله فانك قد افزعته وذعرته بكثرة الرسل. وهو اتيك غدا ان شاء الله فمر رسلك فلينصرفوا عنا. فبعث اليه فانصرفوا. وخرج ابن الزبير من ليلته خذ طريق الفرع وهو واخوه جعفر ليس معهما ثالث طبعا لم يذهبا من الطريق الاعظم الذي يسلكه الناس خشية الطلب وانما اخذوا طريقا لا يسلكه الناس وتوجه الى مكة مروان يعرف هذه الحيل فقال لي الوليد والله ان اخطأ مكة فسرح في اثره الرجال فبعث راكبا من موالي بني امية في ثمانين راكبا فطلبوه فلم يقدروا عليه فرجعوا لانهم سلكوا الطريق الاعظم وهو سلك طريقا اخر وتشاغلوا عن حسين طلب عبد الله يومهم ذلك حتى امسوا ثم بعث الرجال الى حسين عند المساء فقال اصبحوا ثم ترون ونرى. فكفوا عنه تلك الليلة ولم يلحوا عليه. فخرج حسين من تحت ليلته وهي ليلة الاحد ليومين بقي من رجب سنة ستين وكان مخرج ابن الزبير قبله بليلة وخرج ليلة السبت فاخذ طريق الفرع الان عبدالله بن الزبير جعفر ابن الزبير ليس معهما ثالث ذاهبان الى مكة في طريق موحش وليل مظلم والطلب خلفهم ولا يعرفون ما امامهم وفجأة نطق جعفر ابن الزبير بقول صبر الحنظل وكل بني ام ليمسون ليلة ولم يبقى من اعقابهم غير واحد فقال عبد الله سبحان الله ما اردت الى ما اسمع يا اخي قال والله يا اخي ما اردت به شيئا مما تكره قال فذاك والله اكره الى ان يكون جاء على لسانك من غير تعمد. كانه تطير منه. اما الحسين فانه خرج ببنيه واخوته وبني اخيه وجل اهل بيته الا محمد ابن الحنفية. محمد ابن الحنفية كان من دهاة بني هاشم وكان محنكا خبيرا لذلك لما سئل محمد ابن الحنفية لماذا كان ابوك يبعثك دون الحسن والحسين وهم اكبر منك قال كنت يداه قنت يديه وكان عينيه فكان يحمي عينيه بيديه فهذا من شدة احترامه لهما فانه قال يا اخي انت احب الناس الي واعزهم علي ولست ادخر النصيحة لاحد من الخلق احق بها منك تنحى بتبعتك عن يزيد ابن معاوية وعن الامصار ما استطعت ثم ابعث رسلك الى الناس فادعهم الى نفسك فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك وان اجمع الناس على غيرك لم ينقصك الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك اني اخاف ان تدخل مصرا من هذه الامصار وتأتي جماعة من الناس فيختلف بينهم. فمنهم طائفة معك واخرى عليك فيقتتلون فتكون لاول الاسنة فاذا خير هذه الامة كلها نفسا وابا واما اضيعها دما واذلها اهلا اذا محمد ابن الحنفية ينظر من ستر رقيق بالمستقبل وهي قاعدة مطردة في هذه الدنيا اما الحسين فقد عزم على امر لا يستطيع ان يترك فقال فاني ذاهب يا اخي قال فانزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك. وان نبت بك لحقت بالرمال. وشع في الجبال. وخرجت من بلد الى بلد حتى تنظر الى ما يصير امر الناس وتعرف عند ذلك الرأي فانك اصوب ما تكون رأيا واحزمه عملا حين تستقبل الامور استقبالا ولا تكون الامور عليك ابدا اشكل منها حين تستدبرها استدبارا الان هذا الحوار الذي تم بين محمد ابن الحنفية وبين الحسين فكان النهاية ان قال يا اخي قد نصحت فاشفقت فارجو ان يكون رأيك سديدا موفقا. اذا الحسين رضي الله عنه دخل المدينة مسجد المدينة وهو يمشي معتمدا على رجلين اي واضعا يديه على الرجلين يقول وقد تمثل بشعر ابن مفرغ لذعرت السوام في فلق الصبح مغيرا ولا دعوت يزيدا يوم اعطي من المهابة ضيما والمنايا يرصدنني ان احيد. فقلت في نفسي والله ما تمثل بهذين البيتين لا لشيء يريد فما مكث الا يومين حتى بلغني انه سار الى مكة الوليد بعث الى عبد الله ابن عمر فقال بايع ليزيد فقال اذا بايع الناس بايعت فقال رجل ما يمنعك ان تبايع انما تريد ان يختلف الناس فيقتتلوا ويتفانوا فاذا جاهدهم ذلك قالوا عليكم بابن بعبد الله ابن عمر لم يبقى غيره بايعوه. عبدالله بن عمر ليست الخلافة تريده ولا يريدها قال ما احب ان يقتتلوا ولا يختلفوا ولا يتفانوا. ولكن اذا بايع الناس ولم يبقى غيري بايات تركوه ولم يتخوفوا منه. مضى ابن الزبير الى حتى دخل مكة وعليها عمرو ابن سعيد المعروف بالاشدق ولطيم الشيطان. فكان بعد ان دخل مكة انما سمى نفسه بالعائد. لم يكن يصلي بصلاته ولا يفيض بافاضتهم كان يقف هو واصحابه ناحية ثم يفيض بهم وحده ويصلي بهم وحده فلما سار الحسين نحو مكة قال فخرج منها خائفا يترقب. قال ربي نجني من القوم الظالمين. فلما دخل مكة قال ولما توجه تلقاء مدينة قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل كانت هذه الفعلة وهي التساهل مع الحسين والتساهل مع عبد الله ابن الزبير حدثا خطيرا في ولاية ياسين فغضب على الوليد بن عتبة بن ابي سفيان فعزله وولى مكانه عمرو ابن سعيد الاشدق عزله في رمضان. قدم عمرو بن سعيد بن العاص المدينة في رمضان فاخذ آآ بيعة يزيد وابناء بن الزبير لما دعي الى البيعة خرج ولم كما قدمنا ولم اه يبايع فانطلق الى مكة فولاها آآ عمرو بن سعيد ابن العاص المعروف بالاشدق هذه السنة عمرو ابن سعيد ولى عمرو ابن الزبير وهو اخو عبدالله بن الزبير. ولكن كانت قلوبهم قد اختلفت عمرو بن عمرو بن الزبير كان شديد الحقد على اخيه عبد الله فلما ولى عمرو بن سعيد بن العاص قدم المدينة في رمضان سنة ستين فدخل عليه اهل المدينة فدخلوا رجلا عظيم الكبر مفوها فقال كانت الرسل تجري بين يزيد بن معاوية وابن الزبير في البيعة فحلف يزيد الا يقبل منه حتى يأتي به في جامعة. جامعة سلسلة يربط فيها الانسان وتضم الى عنقه وكان وكان الحارث بن خالد المخزوم على الصلاة فمنعه ابن الزبير فلما منعه كتب يزيد الى عمرو ابن سعيد ان ابعث جيشا الى ابن الزبير وكان عمرو بن سعيد لما قدم المدينة ولى شرطته عمرو ابن الزبير. لما كان يعلم ما بينه وبين من البغضاء. فارسل الى نفر من اهل المدينة فضربهم ضربا شديدا ونظر الى كل من يهوى عبدالله ابن الزبير فضربه. وكان ممن ضرب المنذر بن الزبير وابنه محمد بن المنذر عبدالرحمن بن الاسود بن عبد ياغوث عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام وخبيب بن عبدالله بن الزبير ومحمد بن عمار بن ياسر فضربهم الاربعين الى الخمسين الى الستين عبدالرحمن بن عثمان وعبدالرحمن بن عمرو بن سهل في اناس الى مكة ثم قال عمرو بن سعيد من رجل نوجهه الى اخيك يشير الى عمرو ابن الزبير. انظر الى هذه الكلمة القبيحة التي قالها عمرو بن الزبير قال لا توجه اليه رجلا ابدا انكأ له مني فاخرج لاهل الديوان عشرات. خرج من الموالي اهل المدينة ناس كثيرون. وتوجه معه انيس ابن عمرو في سبع مئة فعسكروا في الجرف فجاء مروان ابن الحكم الى عمر ابن سعيد قال له لا تغزو مكة واتق الله ولا تحل حرمة البيت وخلوا ابن الزبير فقد كبرا. هذا له بضع وستون سنة. وهو رجل لجوج. والله لئن لم تقتلوه ليموتن فقال عمرو بن الزبير والله لنقاتلنه ولنغزونه في جوف الكعبة على رغم انف من رغم فقال مروان والله ان ذلك ليسؤني مضى انيس ابن عمرو الاسلمي حتى نزل بذي قوة وسار عمرو بن الزبير حتى نزل بالابطح وهو المحصب وهو خيف بني كنانة فارسل عمرو ابن الزبير الى اخيه بر يمين الخليفة واجعل في عنقك جامعة من فضة لا ترى يضرب الناس بعضهم بعضا واتق الله فانك في بلد حرام فعبدالله بن الزبير اخبره ان الموعد هو المسجد فارسل ابن الزبير الى عبد الله ابن صفوان الجمحي الى انيس ابن عمر في ذي طوى وامره ان يقاتل وهزم انيس ابن عمرو اقبح هزيمة وتفرق عن عمرو جماعة اصحابه فدخل عمرو ابن عمرو بن الزبير دخل في دار علقمة فاتاه اخوه عبيدة بن الزبير فاجاره ثم جاء الى عبد الله بن الزبير فقال اني قد اجرت عمرا فقال اتجير من حقوق الناس هذا ما لا يصلح هذا بداية الحديث انظر الى تفاصيل الحديث لما دخل عمرو ابن الزبير الى مكة لم يتعرض لاخيه. كان جيشه خارج مكة ودخل يريد ان يكلم اخاه تعمل عمرو ابن الزبير على جيش وابعث الى ابن الزبير وابعث معه انيس ابن عمرو هكذا خطاب يزيد ابن معاوية الى عمرو ابن سعيد. سار هذا الجيش فدخلوا الى المسجد وكان عبد الله يصلي خلف اخيه عمرو. فاذا انصرف شبك اصابعه في اصابعه ولم يبقى احد من قريش الا لاتى عمرو بن الزبير وقعد عبدالله بن صفوان بن امية الان يقول عمرو بن الزبير ما لي لا ارى عبدالله بن صفوان. اما والله لئن سرت اليه ليعلمن ان بني جمح من انضوى اليه من غيرهم لقليل بلغت الكلمة عبدالله بن صفوان وهذه من الكلمات التي تثير وتحفظ الانسان فكانوا في غنى عن هذه الكلمة ولكن غر عمرو هذه الجموع وثقة انه سينتصر. فكانت هذه الكلمة حركت عبد الله بن صفوان. فجاء لعبدالله بن الزبير اني اراك كانك تريد بقي على اخيك فعبدالله يقول انا ابقي عليه يا ابا صفوان والله لان قدرت على عون الذر عليه لاستعنت بها. هنا قال واغتنمها ابن صفوان فانا اكفيك انيس ابن عمرو فاكفني اخاك انطلق ابن الزبير فقال نعم فسار عبدالله بن صفوان الى انيس بن عمرو في طوى فلاقاه في جمع كثير من اهل مكة وغيرهم من اعوام فهزم انيس بن عمرو ومن معه وقتل مدبرهم واجهزوا على جريحهم وصار معصب بن عبدالرحمن الى عمر وتفرق عنه اصحابه حتى تخلص الى عمرو ابن من الزبير فقال عبيد بن الزبير لعمرو تعال انا اجيرك فجاء عبدالله بن الزبير فقال قد اجرت عمرا فاجار فاجره لي فابى ان يجيره وضربه بكل من كان ضرب بالمدينة وحبسه بسجن عارم. هذا السجن كان يلقى برجل فسمي سجن عارم اذا هذه آآ هزيمة عمرو ابن الزبير لما قدم عمرو ابن سعيد المدينة واليا قدم في ذي القعدة سنة ستين فولي عمرو ابن الزبير شرطته وقال قد اقسم امير المؤمنين الا يقبل بيعة ابن الزبير الا ان يأتي به في جامعة فليبر يمين امير المؤمنين فاني اجعل جامعة خفيفة من ورق اي فضة او ذهب ويلبس عليها برصنا ولا ترى الا ان يسمع صوته وقال خذها فليست للعزيز بخطة وفيها مقال لامرئ متذلل اعامر ان القوم ساموك خطة وما لك في الجيران عزل معذل. هنا قال له ابو شريح وهو احد لعمرو ابن سعيد الاشدق قال لا تغزو مكة فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما اذن الله لي في القتال بمكة ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها فابى عمرو ان يسمع قوله وقالوا نحن اعلم بحرمتها منك ايها الشيخ ان قضى هذا الامر هزم عمرو ابن الزبير وقال له اخوه عبدالله انت في ذمة وانا لك جار هذا عبيدة ابن الزبير يقول لعمرو ابن الزبير ويخاطب اخاه عبدالله فلما دخل عبدالله عمرو ابن الزبير على عبدالله وجد في وجهه دما فقال ما هذا الدم الذي في وجهك يا خبيث؟ فقال عمرو لسنا على الاعقاب تدمى كلومنا ولكن على اقدامنا تقطر الدم فحبسه واخفر عبيدة ثم قال امرتك ان تجير هذا الفاسق المستحل حرمات الله. ثم اقاد عمرا من كل من ضربه الا المنذر وابنه فانهما ان يستقيدا ما زال عمرو ما زال عبدالله ابن الزبير يقتص من عمرو ابن الزبير حتى مات تحت السياط. فمات اه ورحم الله المسلمين. الان انتهت قظية عبد الله ابن الزبير مع الجيش الذي غزاه في مكة. الان نرجع الى قظية سيدنا الحسين رضي الله عنه خرج سيدنا الحسين مع ثقله وعائلته واهل بيته وخرج مع الطريق الاعظم ولم يتنكر كما فعل ابن الزبير فقالوا له لو انك سلكت طريقا اخر غير الطريق الاعظم نخشى عليك الطلب. قال لا والله لا افارقه حتى يقضي الله ما هو احب اليه استقبله عبد الله بن مطيع فقال للحسين جعلت فدائك. اين تريد قال اما الان فاني اريد مكة. واما بعدها فاني استخير الله. قال خال الله لك وجعلنا فداك فاذا انت اتيت مكة فاياك ان تقرب الكوفة فانها بلد مشؤومة بها قتل ابوك وخذل اخوك واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه الزم الحرم فانك سيد العرب لا يعدل بك والله اهل الحجاز احدا ويتداعى اليك الناس من كل جانب لا تفارق الحرم فداك عمي وخالي فوالله لان هلكت لنسترقن بعدك. فعلا كانت نصيحة عبد الله بن مطيع نصيحة عظيمة وهي نصيحة عاد الجميع يجتمع عليها ان الكوفة بلد مشؤوم لكن ليقضي الله امرا كان مفعولا الان ابن الزبير لزم الكعبة وهو قائم يصلي عنده عامة النهار ويطوف ويأتي الحسين في من يأتيه فيأتيه اليومين المتتاليين ويأتيه بين كل يومين مرة ولا يزال يشير عليه بالرأي عبدالله بن الزبير يطمع في الخلافة وسيدنا الحسين يطمع في الخلافة فاذا التقى هذان القطبان على الخلافة وهي لا تصلح الا لواح. فكان عبدالله بن الزبير يرى ان الحسين اثقل خلق الله عليه قد عرف ان اهل الحجاز لا يبايعونه ولا يتابعونه ابدا ما دام الحسين بالبلد وان حسين اعظم في اعينهم وانفسهم منه واطوع في الناس منه فلما بلغ اهل الكوفة هلاك معاوية ارجف اهل العراق بيزيد ماذا قالوا قد امتنع حسين بن الزبير ولحق بمكة فكتب اهل الكوفة الى حسين وعليهم النعمان ابن بشير من الذي كتب سليمان ابن سرد ذكر هلاك معاوية ودعا الى بيعة بيعة الحسين فكتبوا اليه قال من سليمان ابن سرد والمسيب ابن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من اهل الكوفة سلام عليه ثم جعلوا يتكلمون عن طغيان بني امية ثم قالوا ولقد بلغنا انك قد اقبلت الينا اخرجناه حتى نلحقه بالشام ان شاء الله ثم صرحوا بالكتاب مع عبدالله بن سبع الهمداني وعبدالله بن واد وامراهما بالنجاة خرج الرجلين مسرعين في عشر مضين من شهر رمضان ثم لبث يومين فسرح اليه قيس ابن مسهر الصيداوي وعبدالرحمن ابن عبد الله الكدن الارحبي وعمارة وابن عبيد السلولي هؤلاء حملوهم ثلاث وخمسين صحيفة. الصحيفة من الرجل والاثنين والاربعة. ثم لبثوا يومين اخرين فسرح اليه ابن هانئ السبيعي وسعيد ابن عبد الله الحتفي وكتب وكتب معهما. بسم الله الرحمن الرحيم لحسين بن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين. اما بعد فحيا هلا فان الناس ينتظرونك ولا ارى لهم في غيرك فالعجل العجل وكتب شبث بن الربعي وحجار بن ابجر ويزيد ابن الحارث ابن يزيد ابن رويب وعزرة ابن قيس وعمرو ابن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي هؤلاء الذين كتبوا للحسين رضي الله عنه هم الذين سيقاتلونه مع عبيد الله ابن زياد انا لله وانا اليه راجعون قالوا له اما بعد فقد اخضر الجناب واينعت الثمار وطمت الجمام. فان شئت فاقدم على جند لك مجند. والسلام عليك. اذا سيدنا الحسين تلقى هذه الرسائل من كل حدب وصوب من الكوفة. فلذلك كان يعني ان الحسين قد رضي وقنع بهذا الامر بلغ الامر آآ ابن زياد او بلغ الامر يزيد فبعث الى آآ الى عبد الله ابن زياد ان قد وليتك الكوفة اذا كان هو امير البصرة وليس امير الكوفة لان آآ البصرة كانت حكما مفردا والكوف حكما مفردا. اول من جمعت له هو زياد ابن ابي جمع له العراق فلما مات فصلت هذه الولايات فدخل آآ منه سيدنا الحسين من هذا فرحا عظيما تلا هذه الاية بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فاستدعى اه مسلم ابن عقيل فسرحه مع قيس ابن موسى الصيداوي وعمارة ابن عبيدة او بن عبيد السلولي وقال اكتما. استأجر سيدنا مسلم بن عقيل استأجر دليلين من من المدينة لانه خرج من مكة الى المدينة من مدينة الرسول استأجر دليلين هذان الدليلان سلكا فيه طرق حتى يبتعدوا عن الطريق الاعظم لكن ان اضاع وعطش حتى كاد يهلك وهلك بعض هلك احد الدليلين فبعث اه مسلم ابن عقيل الى الحسين ان هذا الطريق قد تطيرت من وجهي هذا فان رأيت اعفيتني منه وبعثت غيري سلام فكتب اليه سيدنا الحسين اما بعد وقد خشيت الا الا يكون حملك على الكتاب الي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن فامضي لوجهك الذي وجهتك له والسلام. فلما قرأ مسلم هذا الكتاب قال هذا ما لست اتخوفه على نفسي فاقبل كما هو حتى مر بماء لطي. فنزل بهم ثم ارتحل منه فاذا رجل يرمي الصيد فنظر اليه قد رمى ظبيا حين اشرف له فصرعه فقال مسلم يقتل عدونا ان شاء الله دخل الكوفة آآ مسلم ابن عقيل ولما دخل الى الكوفة جلس في بيت آآ قام عند عباس بن ابي شبيب الشاكر ودخل في آآ بيعة اهل الكوفة من شيعة اه الحسين رضي الله عنه بلغ الامر النعمان بشير وهو كان والي الكوفة فلما سمع وكان يكره ان يصطدم مع سيدنا الحسين فصعد المنبر وقال اما بعد فاتقوا الله عباد الله ولا تسارعوا الى الفتنة والفرقة فان فيهما يهلك الرجال تسفك الدماء وتغتصب الاموال. وكان حليم الناسكا يحب العافية. اني لم اقاتل من لم يقاتلني ولا اثب على من لا يثب عليه حتى مضى في خطبته وحذر من الفتنة. قام اليه رجل يقال له عبد الله ابن مسلم ابن سعيد الحظرمي فقال انه لا يصلح ما ترى الا الغشم. ان هذا الذي انت عليه فيما بينك وبين عدوك رأي المستضعفين. يعني لابد ان تأخذ بالشدة. فقال له النعمان ان اكن من المستضعفين في طاعة الله احب الي من ان اكون من الاعازين في معصية الله ثم نزل. الان ثبت ان النعمان ضعف عن هذا الامر وهذه فتنة مقبلة فبعث عبدالله بن مسلم الى يزيد بن معاوية فان مسلم ابن عقيل قد قدم الكوفة فبايعته الشيعة للحسين فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث اليه ابعث اليها رجلا قويا ينفذ امرك هذا الاول ثم كتب عمارة بن عقبة بنفس ذلك ثم كتب عمر بن سعد بن ابي وقاص بمثل ذلك. اجتمعت الكتب عند يزيد ليس بينها الا يومين دعا سرجون مولى معاوية كان رجلا محنكا خبيرا يعلم في احوال الناس قال ما رأيك فان حسينا قد توجه نحو الكوفة ومسلم ابن عقيل بالكوفة يبايع للناس. وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سوء واقرأه كتبهم الان يريد منه من يولي الكوفة فالان لا يعلم رأي يزيد فقال له ارأيت معاوية لو نشر لك اكنت اخذا برأيه؟ قال نعم قال فاخرج عهد عبيد الله على الكوفة هذا رأي معاوية فان كان لك في العراق حاجة فولي عبيد الله الكوفة فكتب اليه بهذا الامر اني قد وليتك الكوفة تنطلق اليها واخذ عبيد الله بهذا الامر وانطلق لا يلوي على احد حتى يعني ان بعض الناس الذين كانوا معه من ما لك بن مسمع الاحنف ابن قيس المنذر ابن الجارود مسعود بن عمرو قيس بن الهيثم عمرو بن ابن عبيد الله ابن معمر هؤلاء كلهم كانوا من اشراف الناس فكل من ذلك كتب من اشراف الناس كتم. اذا الحسين كتب الى هؤلاء يدعوهم الى نفسه كلهم سكت من اهل البصرة الا المنذر ابن الجارود فانه اخبر عبيد الله. اذا دخل عبيد الله على هذا الامر على سعة ان اهل البصرة لم يدخلوا فيما يريده الحسين رضي الله عنه فدخل ولما لا يريد ان يدخلوا في هذه المصيبة العظمى وهي التعرظ لآل النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق الى آآ عبيد الله انطلق الى الكوفة وهو معه الناس الذين يطمعوا ان يكونوا معه على الناس لكنهم تساقطوا شيئا فشيئا حتى لم يبقى الا هو صاحبه وصاحبه عجز لان من الكوفة الى من البصرة الى الكوفة مسيرة ثلاثة ايام تقريبا فانطلاقته كانت سريعة لا يلوي على احد حتى جعل الناس يسقطون من التعب فدخل الكوفة وحده. عبيد الله ابن زياد دخل الكوفة وحده فلذلك كلما مر على المسالح وهي ما يعرف باسم اه نقاط للتفتيش. كانوا يظنون انه الحسين. فكانوا يقولون له مرحبا بك يا ابن رسول الله. قدمت خير مقدم فرأى من تباشيرهم بالحسين ماسةه فلما دخل عبيد الله ابن زياد الى الكوفة وصعد الى القصر جمع الشرط وقال الصلاة جامعة عف لما دخلوا المسجد. قال فان امير المؤمنين اصلحه الله ولاني مصركم وثغركم وامرني بانصاف مظلومكم واعطاء محروم وبالاحسان الى سامعكم ومطيعكم فليبق امرئ على نفسه الصدق ينبئ عنك لا الوعيد ثم اخذ العرفاء والناس اخذا شديدا. في السابق كل قبيلة او كل جزء من المدينة كان عليها عريف يعرف الناس وهو الذي يحاسب على النقص والزيادة فلذلك النعمان ابن بشير لم يكن يعلم بولاية عبيد الله بن زياد فلما طرق الباب ظنه الحسين فقال انشدك الله الا تنحيت عني ماء انا بمسلم اليك امانتي ومالي في قتلك من ارب. يظن عبيد الله ابن زياد هو الحسين فكانت هذه كلمته. فلما انه عبيدالله بن زياد فتح له النعمان ودخل وضرب الباب في وجوه الناس الذين كانوا يظنونه الحسين. هنا دخل آآ عبيد الله الى هذا المصر وبدأ يجمع الناس حتى كان من امر الحسين او مسلم ابن عقيل امرا عظيما بايعه اكثر من بضعة عشر رجلا في ايام قليلة فالان عبيدالله ابن زياد يريد ان يعرف الوضع تدعى رجل وقال له خذ هذا المال وانطلق في الكوفة حتى تعلم امر من يبايع للناس واقصد لهانئ ابن عروة فان مسلم ابن عقيل نازل عليه وقدم اه مع عبيد الله ابن زياد قدم رجل يقال له شريك ابن الاعور ايضا هذا من شيعة سيدنا علي رضي الله عنه. وهذا الرجل كان يكرمه عبيدالله ابن زياد وكان يعني قد عظمه شريك وهانئ المرادي ومسلم ابن عقيل اجتمعوا ان شريك يتداعى المرض فيزوره عبيد الله بن زياد فاقتله يا مسلم حتى تسلم لك هذه الدولة وهذه المنطقة لكن مسلم ابن عقيل كان قد غلبه الورع وهو لا يريد ان يفسد اه خفارة هانئ ابن عروة لذلك كلمة السر اذا جلس عبيد الله ابن زياد علمت ان هناك غفلة منه قلت اسقوني ماء فاذا قلت لك اسقوني ماء علمت انني قد تجهزت لقتله فاخرج فاقتله فكان يقول اسقوني ماء فيسقونهما فيقول اسقوني ماء فيسقونهما تكوني ماء فيسقونهما وهو لا يريد يسقوني ماء وانما هي كلمة السر. حتى قال اسقوني مائا ولو كانت فيه نفسي ما يقول الشاعر اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي الان تدعى عبيد الله علم هذه الغدرة فجاء الى قصره تدعى مات شريك بعدها بثلاثة ايام تدعى هاني ابن عروة طلب منه ان يعترف بجرمه لم يعترف اخرج له الرجل الذي كان جاسوسا عليهما فاراد هانئ ان يستدرك ما مضى لكنه ما استطاع. فما كان من عبيد الله الا ان اخذ العصا وضرب بها وجهها حتى ادماه ثم اخذه وقذفه في السجن فجاءت مدحج تطالب بسيدها فقال لشريك شريح القاضي اخرج اليهم فاخبرهم انه حي فخرج اليهم وقال انه حي فلما علم مسلم ابن عقيل ان هاني قد قبض عليه صاح في اهل الكوفة ان يا خيل الله اركبي يا منصور امت امت بكلمة السر فانطلق معه في اول الامر هو بايعه ثمانية عشر رجلا لكن الذين خرجوا معه خرجوا فقط اربعة الاف لكن عبيد الله كان اذكى في هذه النقطة فجمع رؤساء القبائل وجعلهم معه في القصر فلما جاء اولئك القوم مع مسلم بن عقيل حتى ضربوا عليه الباب جعل يقول لكل شريف اخذل عني الناس فجعلوا اشراف الناس يخذلونه يخذلونه حتى لم يبقى مع مسلم الا خمسين رجلا فلما امسى المساء واذا به وحده يجول في طرقات الكوفة فلما رأى ذلك مسلم لم يعرف اين يذهب. هانئ الذي كان نازلا عليه قد قبض عليه والناس قد خذلوه وهو لا يدري ماذا يفعل وهان اه واهل الكوفة قد خذلوه وكل قد اغلق بابه. فما وجد الا بابا فجلس عنده فخرجت امرأة فقال اسقني ماء فسقته ثم خرجت ووجدتهم موجودة فقالت يا عبد الله وقوفك في بابي لا يصلح انصرف عافاك الله فقال انه ليس لي مكان اذهب اليه ولكن اجعليني عندك فاني مسلم ابن عقيد فجعلته في بيت وكذا واكثرت الدخول عليه والخروج من حاجته من مطعم او مأكل او قضاء حاجة وما شابهها فلما سمع آآ مولى لمحمد بن الاشعث انه في بيتها ذهب الى محمد ابن الاشعث وهناك محمد ابن الاشعث قال لعبيد الله انه في بيت بعض دورنا. فقال اذهب فاتي به واه ذهب اليه في ثلاثين نفسا. لما سمع مسلم ابن عقيل صوت الافراس والخيل خرج بسيفه وقاتلهم وجعل يدفعهم حتى اخرجهم من الدار فضربه رجل على على شفته فقطع شفته العليا ودخل في شفه السفلى. وجعل يقول له محمد ابن آآ محمد ابن الاشعث لك الامان. وهو يقول يا فتى لك الامان لا تقتل نفسك فاقبل يقاتلهم وهو يقول اقسمت لا اقتل الا حرا وان رأيت الموت شيئا نكرا. كل امرئ يوما ملاقي شرا ويخلط البارد سخنا مرا. رد شعاع الشمس فاستقر. اخاف ان اكذب او اغر. فقال له محمد ابن اشعث انك لا تخدع ولا تكذب تكذب ولا تغر فاعطاهم الامان فلما اركبوه البغلة اخذوا سيفه فلما اخذوا سيفه علم ان هذا غدر فايس من نفسه فدمعت عيناه. قال هذا اول الغد. فقال محمد بن الاشهث ارجو الا يكون عليك بأس فقال مسلم ما هو الا رجا. اين امانكم؟ انا لله وانا اليه راجعون. فقال له عمرو ابن عبيد الله ابن عباس ان من طلب مثل الذي تطلب اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبكي لكن مسلم لم يبكي على نفسه وانما قال والله ما لنفسي ابكي ولا لها من القتل ارثي وان كنت لمن احب له طرفة عين ان تلفى ولكن ابكي لاهل المقبلين الي ابكي لحسين والحسين. فدخل الى عبيد الله ابن زياد لما اراد الدخول واذا هو قد عطش فاراد ان يشرب من قلة موجودة فقال له مسلم ابن عمر كلمة قبيحة اتراها ما ابردها؟ لا والله لا تذوق منها قطرة ابدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. وهذه كلمة قبيحة. فرد عليه مسلم قال لامك الثكل. ما اجفاك وافظعك واقصى قلبك واغلظه. انت يا ابن باهل اولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني ثم جلس فبعث اليه عمرو ابن حريث بقلة ماء بارد. فكلما اراد ان يشرب في القدح سبقه الدم فلما اراد المرة الثالثة ان يشرب سقطت ثناياه فقال لو كان لي من الرزق المقسوم شربته فلما دخل عليه قال له انك قاتل وساوصي فنظر في القوم فلم يرى الا عمر ابن سعد ابن ابي وقاص فقال اخلني فابى عمر ان يخلو حتى قال له عبيد قم انظر في حاجة ابن عمك انظر الى كلمة اه مسلم لعمر قال اني لي بالكوف دينا استدنته منذ قدمت الكوفة اربع مئة درهم فاقضيها عني وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد وابعث الى حسين من يرده فاني قد كتبت اليه اعلمه ان الناس معه ولا اراه الا مقبلا ووفى له بالدين والجثة ارسل الى الحسين يرده. وهنا علم ان الامر فيه قتل فقال اه عبيد الله بن زياد لمن ضرب مسلم على رأسه وعاتقه في اه حربه معهم فقال انت اذهب الى البيت واضرب عنقه واتبعه الجسد الرأس وقتل اه مسلم ابن عقيل رحمه الله بهذه الطريقة البشعة ضربت عنقه ثم اتبع الجسد الرأس فكان موته رظي الله عنه بهذا الامر تضيع المزعج اما هاني ابن عروة فانه ايضا كان في السجن فقال عبيد الله اذهبوا به الى السوق فاضربوا عنقه فجعل يصيحان ابن عروة ومدحجاه ولا مدحج لي اليوم اين مني مدحك؟ فلما رأى ان احدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاب ثم قال اما من عصى او سكين او حجر او عظم يجاحش به رجل عن نفسه فوثبوا اليه فشدوا وثاقه ثم قالوا امدد عنقك فقال ما انا بها مجد سخي وما انا بمعينكم على نفسي الى الله الميعاد اللهم الي رحمتك ورضوانك ثم ضربه رجل فقتله فقتل مسلم ابن عقيل وقتل اه هانئ ابن عروة اه قال عبد الله ابن الزبير الاسدي بقتل مسلم ابن عقيل وهانئ ابن عروة المرادي. ان كنت لا تدرين ما الموت فانظري. الى هانئ في السوق وابن عقيل الى بطل قد هشم السيف وجهه واخر يهوي من طمار قتيل اصابهما امر الامير فاصبح احاديث من يسري بكل سبيل ترى جسدا قد غير الموت لونه ونضح دم قد سال كل مسيل فتى هو احيا من فتاة حية امندي شفرتين ثقيل ايركب اسماء الهماليج امنا. وقد طلبته مذحج بذحول تطيف حواليه راض وكلهم على رقبه من سائر ومسيل فان انتم لم تثأروا باخيكم فكونوا بغايا ارضية بقليل فلما قتل مسلم وهانئا بعث برأسهما الى يزيد فكان اه قتله رضي الله عنه في شهر ذي الحجة فكان اه قتل في قيل يوم عرفة وخرج الحسين رضي الله عنه يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة في سنة ستين وبذلك ننتهي من هذه الحلقة الى حلقة اخرى وذكر مسير الحسين الى الكوفة. وصلى الله وسلم على محمد