الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا زلنا في سنة ستين من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا في الحلقة الماضية ما حدث لعبدالله ابن الزبير مع الجيش الذي بعثه اه يزيد ابن معاوية اليه والان نحن مع حدث عظيم حدث غير وجه التاريخ وهو مقتل الحسين ابن علي رضي الله عنهما الان سنتكلم ان شاء الله عن مسير الحسين الى الكوفة لان قدمنا في الحلقة الماضية انه بعث ابن عمه مسلم ابن عقيل ان مسلما قتل دون ان يعلم به الحسين رضي الله عنه فانطلق الحسين بعد ما بعث اليه مسلم ان الارض قد مهدت وان الناس قد بايعت وان معه ثمانية عشر الفا قد بايعوا على نصرته. والكتب التي وصلت الى الحسين رضي الله عنه قد تجاوز عدد الذين بايعوا مئة الف الان الحسين رضي الله عنه قد تهيأ وانتشر الخبر انه يقصد العراق جاءه رجل يقال له عمر ابن عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام المخزومي بعدما قدمت الكتب من اهل العراق الى الحسين رضي الله عنه وتهيأ للمسير الى العراق. هذا الرجل جاء الى الحسين حمد الله اثنى عليه ثم قال اما بعد فاني اتيتك يا ابن عم لحاجة اريد ذكرها لك نصيحة فان كنت ترى انك تستنصحني والا كففت عما اريد ان اقول. اذا هذا الرجل قدم مقدمة طيبة يا حسين انا سانصح هل انا اهل ان تقبل منه النصيحة ام لا؟ فان كنت لست اهلا لهذا فاني في الحقيقة لن اقول شيء لكن سيدنا الحسين رضي الله عنه قال قل فوالله ما اظنك بسيء الرأي ولا هو للقبيح من الامر والفعل الان انفتح الباب لعمر فقال انه قد بلغني انك تريد المسير الى العراق. واني مشفق عليك من مسيرك انك تأتي بلدا فيه عماله وامراؤه ومعهم بيوت الاموال وانما الناس عبيد لهذا الدرهم والدينار ولا امنوا عليك ان يقاتلوك من وعدوك نصرهم. اذا هذا الرجل قدم مقدمة جميلة ان اهل العراق عرف عنهم الغدر فسيدنا علي رضي الله عنه قتل بين اظهرهم وسيدنا الحسن رضي الله عنه قد حاولوا اغتياله فكيف تأمن قوما هذا فعلهم في ال بيتك فقال في اخر حديثه ومن انت احب اليه ممن يقاتلك معه. اذا هم يحبون هم يحبونك لكن الامر سيكون لغيرك. فقال الحسين رضي الله عنه جزاك الله خيرا يا ابن عم فقد والله علمت انك مشيت بنصح وتكلمت بعقل ومهما يقضي من امر يكن اخذت برأيك او تركته فانت عندي احمد مشير وانصح ناصح كلمة سيدنا الحسين كلمة العاقل وهي انت ترى ونحن نرى واما تركي لنصيحتك فليس لانك لست اهلا لهذه النصيحة. وقبولي لها لا ينقص مما اريد شيئا انصرف عمر دخل على الحارث بن خالد بن العاص بن هشام فسأله لقيت حسينا؟ قال نعم. قال ماذا؟ قال لك. قال قلت له كذا وكذا. وقال كذا وكذا. فقال عندها فقال عندها الحارث نصحته ورب المروة الشهباء. اما ورب هذه البنية ان الرأي لما رأيته او قبله او تركه ثم قال رب مستنصح يغش ويردي وظنين بالغيب يلفى نصيحا اذا الحسين رضي الله عنه اجمع المسير وصل الخبر الى عبد الله ابن عباس حبر هذه الامة وترجمان القرآن فدخل على الحسين فقال يا ابن عم انك قد ارجف الناس انك سائر الى العراق. يا ابن عم انك قد ارجف الناس انك سائر الى العراق فبين لي ما انت صانع. اذا سيدنا عبد الله بن عباس دخل على الحسين اعطاه ان الخبر منتشر انك ستتوجه الى العراق فالان لا يريد ان يبدي النصيحة قبل ان يعلم خطة الحسين فقال سيدنا الحسين اني قد اجمعت المسيرة في احد يومي هذين ان شاء الله تعالى. اذا بسط له انه يريد الخروج فعبدالله بن عباس كان احد امراء سيدنا علي رضي الله عنه من خاض معه الحروب وهو من الذكاء والعلم والقدرة والسياسة شيء عظيم فلما دخل على الحسين قال فاني اعيذك بالله من ذلك. اخبرني رحمك الله اتسير الى قوم قد قتلوا اميرهم وظبطوا بلادهم ونفوا عدوهم فان كانوا قد فعلوا ذلك فسر اليهم. وان كانوا انما دعوك اليهم واميرهم عليهم قاهر لهم. وعماله تجبي بلادهم فانهم انما دعوك الى الحرب والقتال ولا امنوا عليك ان يغروك ويكذبوك يخالفوك ويخذلوك وان يستنفروا اليك فيكونوا اشد الناس عليك. وهذا الذي حدث. نسأل الله العافية انا ساذهب الى دولة عليها امير وله عمال والبلاد تجبى والسلاح معه والقوة معه وهم انما وعدوني كلاما هذا لا يحسن ان يخرج الرجل اليهم سيدنا الحسين قال اني استخير الله وانظر ما يكن. فخرج ابن عباس من عنده اتاه ابن الزبير ادثه ساعة ثم قال ما ادري ما تركنا هؤلاء القوم وكففنا عنهم. ونحن ابناء المهاجرين وولاة هذا الامر من دونهم. خبرني ما تريد ان تصنع اذا عبد الله ابن الزبير يريد ان يعرف ما عند الحسين. فالحسين قال له والله لقد حدثت نفسي باتيان الكوفة ولقد كتب الي شيعتي بها واشراف اهلها واستخير الله ابن الزبير قال لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها ثم ان ابن الزبير خشي ان يتهم ثم قال اما انك لو اقمت بالحجاز ثم اردت هذا الامر ها هنا ما خولف عليك ان شاء الله ثم خرج من عنده الحسين ليس بالغفلة ويعلم ان عبد الله ابن الزبير يطمح الى الامر الذي يطمح اليه الحسين فقال ها ان هذا ليس شيء يؤاتيه من الدنيا احب اليه من ان اخرج من الحجاز الى العراق وقد علم انه ليس له من الامر معي شيء. وان الناس لم يعدلوه بي فود اني خرجت منها خلوله اذا الحجاز فيخلو لعبد الله ابن الزبير فلما كان العشي او من غد اتى الحسين عبد الله بن عباس عبدالله بن عباس جاءه في المرة الاولى استنصحه خرج منه. عبدالله بن عباس ليلته وهو يغلي كالمرجل جل لا يستطيع ان يكتم ما في نفسه. فعاد مرة اخرى الى الحسين قائلا يا ابن عم اني اتصبر ولا اصبر اني اتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال. ان اهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم اقم بهذا البلد فانك سيد اهل الحجاز فان كان اهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم اقدم عليهم فان ابيت الا ان تخرج اعطاه حلا اخر فقال فسر الى اليمن ان بها حصونا شعابا وهي ارظ عريظة طويلة ولابيك بها شيعة. وانت عن الناس في عزلة فتكتب الى الناس وترسل وتبث دعاتك فاني ارجو ان يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية. فقال له الحسين يا ابن عم اني والله لاعلم انك ناصح مشفق ولكني قد ازمعت واجمعت على المسير. فقال له ابن عباس فان كنت سائرا فلا تسر بنسائك وصبيتك فوالله اني لخائف ان تقتل كما قتل عثمان ونسائه وولده ينظرون اليه. نسأل الله العافية هذا الذي حدث كما سنذكر ان شاء الله. ثم قال ابن عباس لقد اقررت عين ابن الزبير بتخليتك اياه والحجاز والخروج منها وهو اليوم لا ينظر اليه احد معك والله الذي لا اله الا هو لو اعلم ابن عباس الان يريد ان يقول للحسين كم ان هذا الامر شديد عليه وان خروج الحسين محفوف بالمخاطر والنهاية تكاد تكون منظورا. قال والله الذي لا اله الا هو لو اعلم انك اذا اخذت بشعرك وناصيتك ثم يجتمع علي وعليك الناس اطعتني لفعلت ثم خرج ابن عباس من عنده فمر بعبدالله ابن الزبير فقال قرت عينك يا ابن الزبير ثم قال بيتا لطرف من العبد يا لك من قنبلة اعمار خلالك الجو فبيضي واصفر. ونقري ما شئت ان تنقري. هذا حسين يخرج الى العراق وعليك بالحيل ايجاز هنا هذا الامر العظيم الذي حدث لسيدنا الحسين رضي الله عنه مع بعض الصحابة خرج الحسين يوم التروية الناس يذهبون الى منى وهو قد خرج الى العراق قابله رجلان سنذكرهم بعد فترة آآ قليلة آآ ماذا حدث لهما؟ يقول خرجنا حاجين من الكوفة حتى وقدمنا مكة فدخلنا يوم التروية فاذا نحن بالحسين وعبدالله بن الزبير قائمين عند ارتفاع النهار فيما بين الحجر والباب قال فتقربن منهما فسمعنا ابن الزبير وهو يقول للحسين ان شئت ان تقيم اقمت فوليت هذا الامر فازرناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك فقال له الحسين ان ابي حدثني ان بها كبشا يستحل حرمتها فما احب ان اكون انا ذلك الكبش. فقال ابن الزبير فاقم ان شئت وتوليني انا الامر فتطاع ولا تعصى قال وما اريد هذا ايضا اذا اما ان تكون الامير او اكون انا الامير ولا اخالفك في امر الان يقول هذان الاسديان يقول اللهم انهما اخفيا كلامهما دوننا. فما زالا يتناجيان حتى سمعنا دعاء الناس طائحين متوجهين الى منى عند الظهر. طاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمروة وقص من شعره ان من عمرته ثم توجه الى الكوفة وتوجهنا نحو الناس الى منى الحسين رضي الله عنه وهو بمكة وهو واقف مع عبد الله ابن الزبير فقال له ابن الزبير يا ابن فاطمة فاصغى اليه فساره ثم التفت الينا حسين فقال اتدرون ما يقول ابن الزبير فقلنا لا ندري جعل لنا الله فداء. قال اقم في هذا المسجد اجمع لك الناس ثم قال الحسين والله لان اقتل خارجا منها بشبر احب الي من ان اقتل داخلا منها بشبر. وايم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهواء لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم والله لا يتعدين علي كما اعتدى كما اعتدت اليهود في السبت. وهذه القصص التي تحدث في التاريخ يجد فيها الناس ينقصون فيها الناس وانما كما ذكرها الاولون والفطن يعرف صوابها من خطأها. خرج الحسين من مكة اعترضه رسل ابن سعيد ابن العاص عليهم يحيى بن سعيد اذا عمرو ابن سعيد ابن العاص ايضا اه جعل عدم الخروج من مكة حتى لا يناصر احد الحسين كانت هذه خطته فقال له انصرف اين تذهب؟ فابى عليهم سيدنا الحسين ومضى وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط ثمان الحسين واصحابهم تنعوا امتناعا شديدا. ومضى سيدنا الحسين على وجهه فناداه اولئك القوم. يا حسين الا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق هذه الامة وتأول سيدنا الحسين قوله تعالى لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل اه لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. ثمان الحسين مر تنعيم في طريقه الى المدينة فوجد عيرا قد اقبل بها من اليمن بعث بها بحير بريسان الحميري الى يزيد ابن معاوية وكان عامله على اليمن وعلى الامير الورس والحلل ينطلق بها الى يزيد. فاخذها سيدنا الحسين انطلق بها ثم قال لاصحاب الابل لا اكرهكم من احب ان يمضي معنا الى العراق اوفينا قراءه احسنا صحبته ومن احب ان يفارقنا من مكاننا هذا اعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الارض قال فمن فارق او منهم حوسب واوفي حقه. ومن مضى منهم اعطاه قراءه وكساءه. صادف الحسين رضي الله عنه وهو خارج من مكة رجلا مشهورا شاعرا عظيما وهو الفرزدق ابن غالب الشاعر فوقفه سيدنا الحسين فقال قال الفرزدق اعطاك الله سؤلك واملك فيما تحب. فقال له الحسين بين لنا نبأ الناس خلفك وكلمة الفرزدق كانت هي الحقيقة التي الكل يعرفها ولكن لا مرد لقدر الله. فقال له الفرزدق من الخبير سألت قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني امية والقضاء ينزل من السماء. والله يفعل ما يشاء. اذا كان قد حج بامه فلما رأى الحسين سأله ما الذي وراءه؟ فقال القلوب معك والسيوف مع بني امية والقضاء بيد الله فقال سيدنا الحسين صدقت اذا هكذا حدث لسيدنا الحسين رضي الله عنه عندما انطلق لا يلوي على شيء حتى خرج من مكة رضي الله عنه علم عبد الله ابن جعفر ابن ابي طالب بخروجه فبعث ولديه عون ومحمد قال برسالة كتب فيها اما بعد فاني اسألك بالله لمن صرفت حين تنظر في كتابي فاني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له ان يكون فيه هلاكك واستئصال اهل بيتك ان يكون فيه هلاكك واستئصال اهل بيتك. ان هلكت اليوم طفئ نور الارض فانك علم المهتدين ورجاء المؤمنين فلا تعجل بالسير فاني في اثر الكتاب والسلام. اذا اه عبدالله بن جعفر اراد ان يعطل الحسين قال له اذا قرأت كتابي فلا تعجل لاني ساكون اه بعد الكتاب مباشرة اليك دخل عبد الله بن جعفر على عمرو ابن سعيد ابن العاص فكلمه فكتب الى الحسين بامانه وبما يريد من حفظ مكانته وكرامته لكن سيدنا الحسين رضي الله عنه قال لهم اني رأيت رؤيا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وامرت فيها بامر انا ماض له على كان اولى فقال له فما تلك الرؤيا؟ قال ما حدثت بها احدا وما انا محدث بها حتى القى الله. اذا لما كتب عمرو بن سعيد اه الى الحسين رضي الله عنه فاني اسأل الله ان يصرفك عما يبقك وان يهديك لما يرشدك بلغني انك قد توجهت الى العراق واني اعيذك بالله من الشقاق فاني اخاف عليك فيه الهلاك اذا هكذا قال اه عمرو ابن سعيد ابن العاص لكن سيدنا الحسين بعث اليه فانه لم يشاقق الله ورسوله من دعا الى الله عز وجل بل وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. وقد دعوت الى الاماني والبر والصلة فخير الامان امان الله. ولن يؤمن الله يوم القيامة من يخفه في الدنيا من لم يخفه في الدنيا. فنسأل الله مخافته في الدنيا توجب لنا امانه في الاخرة. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه انطلق الى ما يريد مما عزم عليه رضي الله عنه. كان الذين مع الحسين ما اجتمع له من الاصحاب والذرية وغيرهم اجتمع له خمس واربعون فارسا ومئة راجل عبيد الله ابن زياد هذا الرجل المجرم السفاح كان قد انتهى من هاني ابن عروة ومن مسلم ابن عقيل وعلم ان اه مسلم كتب الى الحسين ان اقبل وجاءته الاخبار ان الحسين قد اقبل فكان قد وعد عمر ابن سعد ابن ابي وقاص ان يوليه الري فلما اراد ان يخرج قال له اكفني هذا الرجل قال اعفني فابى ان يعفيه. قال له عبيد الله بن زياد اما ان تخرج الى الحسين او الغي عهدك على الرأي فعندها اه استسلم عمر وقال اذهب اليه. سيدنا الحسين لما وصل الخبر اليه ومع رجل يقال له الحصين ابن تميم وهو طليعة جيش عمر ابن سعد ابن ابي وقاص قال لهم كلمته المشهورة اعرض عليكم ثلاث خلال اما ان تدعوني فانصرف من حيث جئت يعني يعود الى مكة واما ان تدعوني فاذهب الى يزيد في الشام واما ان تدعوني الحق بالثغور وهي كلمة امام عظيم الحسين ابن علي ابن ابي طالب ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم لا يخادع ولا يخدع رضي الله عنه. وكلمته سيف قاطع. لكن القوم نسأل الله العافية كتبوا الى عبيد الله قال لا ولا كرامة حتى يضع يده بيدي فعندها قال الحسين لا والله لا يكون ذلك ابدا وقاتل الحسين كان معه بضعة عشر شابا من اهل بيته وقتل جميعا ممن كان معه رضي الله مقمق هي الا القليل لما آآ هب الحسين رضي ورفض هذا الامر انطلق اهل الكوفة الذين بايعوه الى عبيد الله بن زياد فاعطوه ما يريد. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه انطلق الى العراق وهو ولا يعلم بمقتل مسلم ابن عقيل. اذا هكذا الامر دار بينهم لان كما قدمنا في الدرس الماظي ان مسلم ابن عقيل كان في دار بعض آآ رشعث ابن قيس وصل الخبر الى محمد ابن الاشعث اخبر السلطان وهو عبيد الله فاخذ آآ مسلما فكان قد قطع شفتاه العليا وشفته السفلى وكان الدم قد زاد عليه فامر بقتله كان قد طلب ممن حضر من عمر ابن سعد ابن ابي وقاص ان يرسل الى الحسين ويرسل اليه ان ارجع فان القوم قد غدروا بك. لكن كان الامر قد قضي عند الله سبحانه وتعالى. الان اجتمع الحسين رضي الله عنه لم يكن قد وصله خبر امر مقتل مسلم ابن عقيل آآ عبيد الله بن ابي بن زياد جيش الجيش قوامه اربعة الاف عليهم عمر ابن سعد ومعه شمر ابن ذي الجوشن وحصين ابن بن تميم الطليعة كانت مع الحر ابن يزيد الحنظلي النهشلي. فلما سمع ما يقول الحسين من قوله اني اريد الذهاب الى الثغور او العودة الى مكة او الذهاب الى يزيد فابوا الا ان يضع يده في يد عبيد الله من افعل به ما يشاء فقال لهم الا تقبلون من هؤلاء الحر بن يزيد يقول الا تقبلون من هؤلاء ما يعرضون عليكم؟ والله لو سألكم هذا الترك والديل ما حل لكم ان تردوهم فابوا الا على حكم زياد. هنا الحر غلبته الحمية الاسلامية فانطلق الى اصحاب الحسين فلما قرب منهم وقد ظنوا انه جاء ليقاتلهم آآ قلب ترسة وسلم عليهم ثم كر على اصحاب ابن زياد فقاتلهم وقتل منهم رجلين ثم مات رحمه الله اذا الحصين آآ او زهير ابن القين البجلي لقي الحسين حاجا واقبل معه الان اصبح الامر واضحا اما القتال او الاستسلام دون شرط اه زهير هذا يقول رأيت قوما واقفين على تل وهم يبكون ويقولون اللهم انزل نصرك فقال لهم يا اعداء الله الا تنزلون فتنصرونه؟ ليس عندكم فقط الا الدعاء فهنا جاءهم الحسين رضي الله عنه يقول فقال لهم اني اريد كذا وكذا وكذا يعني اما دعوني اذهب الى يزيد واما ان ارجع من حيث جئت او اذهب الى الثغور فقالوا له لا وكانت عليه جبة فلما انصرف رميه رماه احدهم فسقطت في الجبة. والذين كانوا معه قريبا من مئة فيهم لصلب سيدنا علي خمسة من بني هاشم ستة عشر ورجل من بني سليم ورجل من بني كنانة. اذا اي جاء الامر الى عمر ابن سعد وهو مستنقع في الماء لانه كان وقت حر فجاءه رجل يقال له جويرية ابن بدر التميمي امر صارم من عبيد الله ابن زياد اما ان تقاتل الحسين او اضرب عنقك فوثب على فرسه فركبها ثم دعا بسلاحه وجعلا يحض الناس على القتال. اذا آآ سيدنا الحسين رضي الله عنه كان قد بلغه القتال ان تيقتلوه ومن نظر في حال الحسين رضي الله عنه يجد انه ليس بالغافل عما سيقع ويعلم انه سيقتل رضي الله عنه. لانه ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وعنده من اخبار النبي عن ابيه او غيره من الصحابة ما سيحدث كما قال سيدنا ابو هريرة يقول حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابان بثثت فيكم احدهم بقي الاخر ولو بثثته لقطعت هذه الحلقوم. فالنبي اخبر مما اخبر عن احوال مثل قتل سيدنا علي رضي الله عنه لما قيل لعلي انك تموت؟ قال لا ولكن اقتل اضرب من هنا حتى تخذل هذه. فكان عند الصحابة رضي الله عنهم مثل اه اه ابو هريرة وسمرة بن جندم لما قال لهم النبي اخركم موتا في النار. فكان ابو هريرة يخشى من هذه الكلمة وغيرها من الكلمات الحسين رضي الله عنه كان يعلم ما سيحدث ويعلم ان القوم ناصحون له قد بذلوا الجهد في نصيحته ولكنه يعلم علم اليقين انه مقتول في طريقه هذا ولا راد لامر الله سبحانه وتعالى. قتل الحسين في عشر خلونا من المحرم سنة احدى وستين. اذا سيدنا الحسين لما انطلق كان اخوه محمد ابن الحنفية بالمدينة وقدمنا نصيحته في الدرس الماظي فوصل الخبر الى محمد ابن الحنفية جعل يبكي وكان يتوضأ في طست فيقولون كنا نسمع وقف دموعه في الطست. اذا هكذا بلغ الامر ان الناس علمت انه مقتول في هذا الطريق اذا وصل الخبر الى سيدنا الحسين انه آآ قد بايعه للكوفة بعث اليه مسلم ابن عقيل بعث اليهم رسول مع رجل يقال له قيس ابن مسهر السداوي بعثه الى اهل الكوفة الان سيدنا الحسين لم يعلم بمقتل آآ مسلم بن عقيل بعث قيس يستوفي منهم الاجل فكتب يقول اخبرني مسلم ابن عقيل بحسن رأيكم واجتماع ملائكم على نصرنا والطلب بحقنا فسألت الله ان يحسن لنا الصنع وان يثيبكم على ذلك اعظم الاجر. وقد شخصت اليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضينا من ذي الحجة يوم التروية لكن لما دخل الرجل الى اه الكوفة قبض عليه اه الحسين ابن تميم فبعث به الى عبيد الله ابن زياد. عبيد الله بن زياد اصعد على اه قصر وسب الحسين واخبرهم بامر الحسين. فهذا الرجل قال اني رسول الحسين واني قد فارقته بالحاجر فاجيبوه. ثم سب عبيد الله ابن زياد فرماه اه ابن زياد من فوق القصر تكسرت عظامه وجاء رجل فذبحه. اذا الحسين رضي الله عنه تقى في بعض مياه العرب برجل يقال له عبد الله بن مطيع العدوي فلما رآه قال بابي انت وامي يا ابن رسول الله ما اقدمك قال كان من موت معاوية ما قد بلغك. فكتب الي اهل العراق يدعونني الى انفسهم الان عبدالله بن مطيع كقوله كقول ابن عباس وابن عمر وغيرهم من الصحابة كابي سعيد وغيرهم الذين قالوا له لا تذهب الى اولئك القوم فانهم اهل غدر وقال اذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الاسلام ان تنتهك لكن الحسين رضي الله عنه اقبل الى ما قدر الله التقى في بعض بني فزارة واخبروه الخبر وما زال آآ يعني رضي الله عنه يأخذ على المياه العرب من يجد انه اه يريد صحبته الى ان اقبل على رجل يقال له جهير ابن القيس زهير ابن القيس كان لا يمشي بمشي الحسين اما ان يتأخر او يتقدم وهكذا حتى بعث اليه الحسين رضي الله عنه قال ان ابا عبد الله الحسين بعثني اليك لتأتيه فطرح كل انسان ما في يده حتى كأن على رؤوسهم الطير انطلق هذا الرجل الى الحسين رضي الله عنه فعاد مستبشرا وطلق زوجته وقال لاصحابه من كان منكم يريد ان يصحبني فاني لا ارجع في طريق هذا فما زال يقاتل مع الحسين حتى قتل رضي الله عنه. الان نرجع الى الاسديان اللذان كانا يسمعان حسين وعبدالله ابن الزبير عند آآ الحجر والباب فيقول لم يكن لنا هم بعد ان قضينا حجنا الا ان نلحق بالحسين فادركناه بزرود فدانونا منه فلما ذهبنا اه وجدنا رجلا من بني اسد يقال له بكير من الموت اعبره هذا الرجل لا يريد ان يلتقي بالحسين فذهبنا نحن اليه فسألناه قال خرجت من الكوفة وقد قتل مسلم ابن عقيل وهاني ابن عروة ورأيتهما يجران بارجلهما في السوق. انطلق هذان الرجل فدخل على الحسين في الثعلبية فقال له يرحمك الله ان عندنا خبرا فان شئت حدثنا علانية وان شئت سرا. قال سيدنا الحسين ما دون هؤلاء سر؟ قال ارأيت الراكب الذي استقبلك عشاء امس قال نعم وقد اردت مسألته. قال قد استبرأنا لك خبره. وكيفيناك مسألته هو امرؤ من اسد منا ذو رأي وصدق وفضل وعقل وانه حدثنا انه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم ابن عقيل وهاني ابن عروة وحتى رآهما يجران في السوق بارجلهم فما زال سيدنا الحسين يردد انا لله وانا اليه راجعون حتى قالا له فننشدك الله في نفسك واهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا فانه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة. بل نتخوف ان تكون عليك هنا انطلق بنو عقيل وقالوا والله لا نبرة حتى ندرك ثأرنا او نذوق ما ذاق اخونا. اذا فقال سيدنا الحسين لا خير في العيش بعد هؤلاء نعم اذا ثبت لدى الحسين رضي الله عنه ان اهل الكوفة قد غدروا به وانه لا ناصر له فلذلك لما رأى الجيش وما اراد الجيش اه ان يأخذ لم يعطوه ما يريد وهو الذهاب الى يزيد الرجوع من حيث اتى الانطلاق الى الثغور. اذا علم انها الحرب. لذلك قال سحرا فامر فتيانه فاستاقوا الماء واكثروا منه ثم اراد اصحابه ان يثبطوه فقالوا وان بعض عمومته قال اني انشدك الله لما انصرفت. فوالله لا تقدم الا على الاسنة وحد السيوف. فان هؤلاء الذين بعثوا لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطؤوا لك الاشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا. فاما على هذه الحالة التي تذكرها فاني لا ارى لك ان تفعل الكلمة التي يعلمها الحسين علم اليقين يقول يا عبد الله انه ليس يخفى علي الرأي ما رأيت ولكن الله لا يغلب على امره ثم ارتحل وبذلك تكون انتهت سنة ستين وندخل في سنة احدى وستين وهي التي قتل فيها الحسين هذا وصلى الله على محمد