الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه سنة احدى وستين من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم. وفيها قتل سيدنا الحسين رضي الله وعنهما قتلا في المحرم لعشر خلونا منه اذا سيدنا الحسين انطلق الى العراق في سنة ستين يوم التروية وقد وصلها في المحرم وهناك قد انتشر خبره انه قادم الى الكوفة عبيد الله بن زياد بعدما استحكم امر الكوفة واستطاع ان يقتل مسلم ابن عقيل وهاني بن عروة جهز جيشا لمنع الحسين رضي الله عنه من دخول سيدنا الحسين رضي الله عنه لم يعلم بالجيش الذي خرج لملاقاته امر صبيانه بان يجمعوا الماء لانه ارى ان الوقت قد لا يسعفه في في ادراك الابار فامر الغلمان في السحر ان يجمعوا الماء فلما كان في منتصف النهار من الغد رأى احد رجاله شيئا ان اسودا فقال الله اكبر. فقال سيدنا الحسين الله اكبر ما كبرت؟ قال رأيت النخل فقال رجال معه يعرفون هذا المكان بل رأى او هوادي الخيل لذلك عدل سيدنا الحسين الى منطقة ذو حسم حتى يجعل ظهره الى الجبل ويقاتل القوم في اتجاه واحد جاء القوم على الحر بن يزيد وكان عددهم الف فوقفوا مقابل الحسين يمشون بمشيه ويقفون بموقفه حتى وصلوا الى القادسية هنالك ادركتهم صلاة الظهر فصلى آآ سيدنا الحسين بمن معه وخطب فيهم خطبة يعتذر انه لم يقدم الا بعد ان دعاه اهل الكوفة الى اه الى امارة المسلمين. لذلك كان من سيدنا الحسين ان صلى بالحر ابن يزيد ومن معه ان لم تأتي الرسل الى الان في آآ دخوله في ان منع سيدنا الحسين من الدخول او منعه من الرجوع الان الحر بن يزيد اه لما استفسر عن سبب حضور سيدنا الحسين سيدنا الحسين قال انما جئت بدعوة من اهل الكوفة ومن اشرافهم. فقال الحر بن يزيد انا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر؟ فقال سيدنا الحسين يا عقبة ابن سمعان اخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم فاخرج خرجين مملوئين صحوفا. فنشرها بين ايديهم الحر بن يزيد يقول فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد امرنا اذ نحن لقيناك ان لا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله بن زياد سيدنا الحسين اجاب على هذه الكلمة الموت ادنى اليك من ذلك لذلك قال الرجل لسيدنا الحسين يعني انما انا امرت ان اذهب بك اليه. فقال الحسين رضي الله عنه ثكلتك امك ما تريد فقال اه الحر بن يزيد اما والله لو غيرك من الناس يقولها لي وهو على مثل الحال التي انت عليها ما تركت ذكر امه بالثكل ان اقوله كائنا من ان كان ولكن والله ما الى ذكر امك من سبيل الا باحسن ما يقدر عليه الرجل. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه لما قال للحسين ثكلتك امك ما تريد اما ان تجعلني ادخل الكوفة واما ان تجعلني ارجع مرة اخرى او اذهب الى يزيد. فقال له اني لم اومر بقتالك وانما امرت الا افارقك حتى اقدمك الكوفة فان ابيت فلا ترجعوا الى المدينة ولا الى اي مكان وانما اجازمك حتى تأتيني كتب عبيد الله ابن زياد فاخذ سيدنا الحسين عن طريق العذيب والقادسية وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ثمان الحسين رضي الله عنه خطب خطبة فقال ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يعمل في في عباد الله بالاثم والعدوان. فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخل اذا سيدنا الحسين كان يرى هذا الظلم قد بدا في الناس فاراد ان يغيره رضي الله عنه. لذلك خطب في اصحاب فقال انه قد نزل من الامر ما قد ترون. وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وادبر معروفها مر جدها لذلك قال لهم من كان يريد ان يمضي الى اهله فليمضي. فقام اليه رجل يقال له زهير ابن القيد قال هذه يتكلمون ام اتكلم لان سيدنا الحسين رضي الله عنه قد اذن لهم اما في الانصراف واما في البقاء لكن قد وضح لهم الامر ان الغدر واقع عليهم. فقال هذا زهير قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين الا ان نفارقها في نصرك ومواساتك لاثرنا الخروج معك على الاقامة فيها وهذه كلمة كبيرة جدا. لذلك قال الحر بن يزيد وهو يساير سيدنا الحسين يا حسين اني اذكر اذكرك في ذكروا الله في نفسك فاني اشهد لئن قاتلت لتقتلن ولئن قتلت لتهلكن فيما ارى هذه الكلمة قالها الحر بن يزيد شفقة على سيدنا الحسين ولكنه يخاطب الاسد فقال له الحسين افا بالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب ان تقتلوني ما ادري ما اقول لك ولكن اقول كما قال اخو الاوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال اين تذهب فانك مقتول. قال سامضي وما بالموت عار على الفتى اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما واسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا يغش ارغم اذا سمع سيدنا الحسين رضي الله عنه هذه هذه الكلمات واقبل يقول لاصحابه وقد انتهوا الى بالهجنات وكانت هجاء للنعمان في تلك الاحقاق. فاذا هم باربعة رجال قد اقبلوا من الكوفة على رواحلهم يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل. ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي على فرسه وهو يقول يا ناقتي لا تذعري من زجري وشمري قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر حتى تحلي بكريم النجري الماجد الحر رحيب صدري اتى به الله لخير امري ثم تابقاه بقاء الدهر. فلما انتهوا الى الحسين رضي الله عنه قال اما والله اني لارجو ان يكون ما اراد الله بنا قتلنا ام ظفرنا قال الحر الان سيدنا الحسين قدم معه قوم وهؤلاء الاربعة يريدون ان يلتحقوا بالحسين. فقال لهم الحر ان هؤلاء النفر الذين من اهل الكوفة ليسوا ممن اقبل معك وانا حابسهم او رادهم. فسيدنا الحسين قال هؤلاء انصاري واعواني وقد وقد كنت اعطيتني الا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد. قال اجل لكن لم يأتوا معك. لذلك كف عنهم الحر ودخلوا عند الحسين رضي الله عنه فكان اول ما سأل ان قال خبروني خبر الناس وراءكم. فقال له مجمع ابن عبد الله العائذي وهو احد النفر الاربعة. اما اشراف ناس فقد اعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم يستميلهم ودهم ويستخلص به نصيحتهم فهم واحد عليك واما سائر الناس بعد فان افئدتهم تهوي اليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك. كما قال الفرزدق كما قلنا في الدرس الماضي. فقال له فقال لهم الحسين رضي فما بعلى برسوله قدمنا ان رسوله الذي ذهب الى الكوفة ليعلم الناس ان الحسين قد قدم قتل رضي الله عنه. قال خبروني عن رسولي. قالوا من هو؟ قالوا قال قيس ابن مسهر الصداوي قالوا نعم اخذه الحصين ابن تميم فبعث به الى ابن زياد فامر ابن زياد ان يلعنك ويلعن اباك. فصلى عليك وعلى ابيك ولعن ابن زياد واباه ودعا الى نصرتك فالقاه ابن زياد من طمار القصر فقتل رضي الله عنه. ثم قال الطرماح بن عدي انه دنا من الحسين فقال والله اني لانظر فيما ارى معك احد ولو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين اراهم ملازميك لكان كفى بهم. يقول هؤلاء الف وانتم لن تتجاوزوا المئة. هؤلاء لو قاتلوكم قضوا عليكم. فكيف بالجيش الذي تخرج اليك بقيادة عمر ابن سعد لذلك قال وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة اليك بيوم ظهر الكوف وفيه من الناس ما لم ترى عيناي في صعيد واحد جمعا اكثر منه. فسألت عنهم فقيل اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون الى الحسين رضي الله عنه ثم قال له الطرماح وهو من طي قال له ان قدرت على الا تقدم عليهم شبرا الا فعلت. فان اردت ان تنزل بلدا يمنعك الله به حتى ترى رأيك ويستبين لك ما انت صانع فسر حتى انزلك مناع جبالنا الذي يدعى امتنعنا والله به من ملوك غسان حمير ومن النعمان بن المنذر ومن الاسود والاحمر. والله ان دخل علينا ذل قط. فاسيروا مع كحتى انزلك القرية. ثم ابعث الى الرجال من من باجا وسلمى من طيف والله لا يأتي عليك عشرة ايام حتى تأتيك طي رجالا وركبانا فان هاجك هيج فانا زعيم لك بعشرين الف طائي يضربون بين يديك باسيافهم والله لا يصل اليك ابدا ومنهم عين تطرف عرض عليه الطائي هذا العرض السخي الجزيل فقال له الحسين رضي الله عنه جزاك الله وقومك خيرا انه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف. لان الحر قال له اما اما ان تنتظر او حتى يأتي امر ابن زياد والا تغادر فودعه الطرماح وذهب وقال دفع الله بك شر الجن والانس. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه ذهب الى تلك وجعل ينتظر هذا الامر وهو كيف يكون امر الناس اه مع الحسين رضي الله عنه انطلق رضي الله عنه الى منطقة يقال لها قصر مقاتل بينما هم يمشون واذا بالحسين رضي الله عنه قد خفق خفقة من النوم ثم استيقظ وهو يقول انا لله وانا اليه راجعون. والحمد لله رب العالمين. فقال له يا ابت ابنه علي ابن الحسين يا ابتي جعلت فداءك مما حمدت الله واسترجعت فقال يا بني اني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس على فرس وقال القوم يسيرون والمنايا تسري اليهم. فعلمت انها انفسنا الينا. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه قد وصل الى منطقة نينوى ونزل في مكان هناك وجعل الحر اه ابن يزيد يدعدعه ولا يجعله يستقر. حتى وصل الكتاب الى الحر من عبيد الله ابن زياد واذا فيه اما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنازله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء. وقد امرت رسولي ان يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بانفاذ امرك والسلام. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه جعل آآ الحر ابن اه يزيد اه لا يجعله يستقر في مكان وانزله في الصحراء وليس في المدن وليس على ماء رضي الله عن وكان سبب خروج ابن سعد الان عندنا عمر ابن سعد ابن ابي وقاص ابوه سعد ابن ابي وقاص احد العشرة المبشرين بالجنة. عمر هذا كان يهوي امارة ويشتاق الى الامارة ويريد ان يتأمر طاقته فكان من قدر الله وابتلائه ان كان على رأس الجيش الذي قتل الحسين رضي الله عنه. لذلك سعد كان قد واعده عبيد الله بن زياد ان يجعله على منطقة دستبة وهي آآ قريبة من الديلم وكان على الري فلذلك استدعاه وجعل معه اربعة الاف من اهل الكوفة فقال له وهم بحمام اعين اخرج الى حسين فاذا انتهيت فامض الى عملك. فقال عمر اني رأيت ان رأيت رحمك الله ان تعفيني فافعل. قال عبيد الله نعم على ان ترد علينا عملنا. وهذه حب الامارة جعلته فكر ثم قرر ان يعود مرة اخرى ويقبل بهذا الامر وقاد الجيش الى الحسين رضي الله عنه. اقبل عمر من سعد قال ابن زياد فقال اصلحك الله انك وليتني هذا العمل وكتبت لي العهد وسمع به الناس فان رأيت ان تنفذ لي ذلك فافعل. وابعث الى الحسين في هذا الجيش من اشراف الكوفة من باغنى ولا اجزأ عنك في الحرب منه فسمى له اناسا عمر ابن سعد يريد ان يخرج من هذا العمل بشتى الطرق فوصف عبيد الله بن زياد اقواما يجعلهم مكانه فقال له ابن زياد تعلمني باشراف اهل الكوفة ولست استأمرك فيما اريد ان ابعث ان ان سريت بجندنا والا فابعث الينا بعهدنا فلما اه قد لجأ فقال اني سائر فاقبل في اربعة الاف حتى نزل بلا الحسين من الغد نزل يعني نزل على الحسين آآ في اليوم الذي نزل الحسين فيه منطقة ني نوى سيدنا الحسين ايضا بعث الى آآ الى عمر ابن ابي عمر ابن سعد وقال له اني والله لا اريد ان اقاتلكم واني سأعود مرة اخرى من حيث جئت ولكنه ايضا لم يقبل منه. دعا عمر ابن سعد ابن ابي وقاص رجل يقال له قرة ابن قيس الحظ الحنظلي فقال له ويحك يا قرة القي حسينا فسله ما جاء به وماذا يريد المشكلة ان قيس ابن سعد من الذين كتبوا الى الحسين ان اقبل فقد طابت الثمار فهذا الرجل لما دعاه عمر وقال اذهب اليه كره ان يكون اه معه هذا الامر وان يقبل اليه فلما رآه الحسين مقبلا قال اتعرفون هذا فقال حبيب ابن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميمي وهو ابن اختنا فلما رأوا انه رجلا فاتتا شجاعا خبيثا رفضوا استقباله الا بشروط ان يضع سيفه والا يدخل على الحسين الا وهم معه. ويبلغ رسالته الى حبيب من مظاهر وحبيب يبلغها الحسين كل ذلك خوفا على الحسين من الاغتيال رضي الله عنه سيدنا الحسين عرض عليهم اما ان يذهب الى الثغر واما ان يذهب الى يزيد واما ان يعود من حيث اتى فعمر فرح بذلك فرحا شديدا عمر ابن سعد فقال اني لارجو ان يعافيني الله من حربه وقتاله فبعث بكتاب الى عبيد الله بن زياد. اما بعد فاني حيث نزلت بالحسين بعثت اليه رسولي فسألته عما اقدمه وماذا يطلب ويسأل؟ فقال كتب الي اهل هذه البلاد واتتني به رسلهم فسألوني القدوم ففعلت فاما اذ كرهوني فبدا لهم غير ما اتتني به رسلهم فاني منصرف عنهم فلما قرأ تابوا على ابن زياد قال الان اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناصي فكتب الى عمر ابن سعد قد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين ان يبايع ليزيد بن معاوية هو وجميع اصحابه. فاذا فعل ذلك اينا رأينا؟ الى هنا والامور كانها فرجت. عمر بن سعد شعر بالسلامة عبيد الله بن زياد شعر انه ليس بحاجة الى قتال الحسين اذا بايع لكن كل شيء يجري في غير ما اراد. فكتب آآ عمر فكتب عبيد الله بن زياد الى عمر فحل بين الحسين واصحابه وبين الماء. ولا يذوق منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي المظلوم امير المؤمنين عثمان ابن عفان فبعث سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس. فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين واصحابه وبين ماء يقول رجل واسمه عبد الله ابن ابي حصين الازدي يا حسين الا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء كأنه كبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا وسيدنا الحسين دعا عليه فقال اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له ابدا. يقول حميد بن مسلم والله لعدته بعد ذلك في مرضه. يعني عاد الرجل المسمى عبد الله ابن ابي حصين من الأجدي يقول والله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا اله الا هو لقد رأيته يشرب حتى بغر ثم يقيئ ثم يعود في شرب حتى يبغر. فما يروى فما زال ذلك دأبه حتى تلفظ عصبه يعني نفسه. لما دعا عليه سيدنا الحسين هناك رجل اسمه العباس ابن علي ابن ابي طالب وهو اخو الحسين رضي الله عنه بعثه الحسين في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا بعشرين قربة فجاءوا حتى دنوا من الماء لكن قابلهم رجل يقال له نافع بن هلال الجملي فقال عمرو بن الحجاج من الرجل وقال ما جاء بك؟ قال جئنا نشرب من هذا الماء فقالوا لهم لا سبيل الى السقي. فما زالوا يضربون ويتقاتلون حتى عبأوا تلك العشرين مرة اخرى الى الحسين وقد ملئت تلك القراب بعث الحسين الى عمر بن سعد رجل يقال له عمرو ابن قرظة ابن كعب الانصاري ان القني الليل بين عسكري وعسكرك فخرج عمر في نحو عشرين وخرج الحسين في نحو عشرين فلما التقوا قال له فاكشفنا عنهما بحيث لا نسمع اصواتهما يعني العشرون من هؤلاء والعشرون من هؤلاء يسمعون ولا يسمعون يسمعون ولا يسمعون واذا في الكلام بين الحسين رضي الله وعمر ان قال حسين لعمر اخرج معي الى يزيد ابن معاوية وندع العسكري فقال عمر اذا تهدم داري. قال انا ابنيها لك. قال اذا تؤخذ ضياعي. قال اذا اعطيك خيرا منها من بالحجاز قال فتكره ذلك عمر يقول اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه لما رأى منه امتناعا عرض عليه الخصال الثلاث لذلك لم يقبلوا من الحسين رضي الله عنه تلك الخصال الثلاث. ورضي الله عنه اراد امرا لكنه اه يعمل الانسان ما يريد والله يقضي ما يشاء سبحانه وتعالى. بعث عمر مر الى آآ عبيد الله بن زياد فان الله قد اطفأ النائرة وجمع الكلمة واصلح امر الامة. هذا قد اعطاني ان يرجع الى المكان الذي منه اتى. او ان نسيره الى اي ثغر من ثغور المسلمين شئنا. فيكون رجلا من لهما لهم وعليه ما عليهم او ان يأتي يزيد امير المؤمنين فيضع يده في يد فيرى فيما بينه وبين رأيه وفي هذا لكم رضا وللامة صلاحا. قرأ عبيد الله بن زياد هذا الكلام فقال هذا كتاب رجل ناصح لاميره مشفق على قومه نعم قد قبلت ولكن كان في القوم رجل خبيث جدا خبيث وهو الذي تولى كبر هذه المسألة وهو شمر ابن ذي الجوشن هذا الرجل الخبيث كان عند ابن زياد فقال اتقبل هذا منه؟ وقد نزل بارضك الى جنبك والله لان رحل من بلدك ولم يضع يده في يدك ليكونن اولى بالقوة والعزة ولتكونن اولى لا بالضعف والعجز. فما زال يحث عبيد الله حتى قال ابن زياد نعم انعم ما رأيت؟ الرأي رأيك. فكتب عبيد الله الى الى عمر وبعث بالكتاب شمر ابن ذي الجوشن ان اذا جاءك كتابي فقاتل الحسين ان ابيت فامير الناس شمر ابن ذي الجوشن وامرته ان يضرب عنقك ويبعث به اليه فكان ما كتب عبيد الله بن زياد الى عمر اني لم ابعثك الى حسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنه السلامة والبقاء فامر بذلك بقوله فان لم ترد قتاله فخل بين شمر ابن ذي الجوشن وبين العسكر. فلما رأى ذلك قبض شمر الكتاب انطلق به الى آآ عمر ابن ابي ربيعة عمر ابن سعد ابن وقاص فكان هذا اخر السلامة له فقام اه عمر ابن سعد وقد قطعت بينه وبين الحسين آآ رضي الله عنه هذا الامر فلما كان يوم الخميس لتسع مضينا من محرم جاء شمر ابن للجوشن حتى وقف على الحسين وجعل يصيح اين بنو اختنا؟ فخرج اليه العباس وجعفر وعثمان بنو علي رضي الله عنه فقالوا له ما لك وما تريد؟ قال انتم يا بني اختي امنون قال له الفتية لان كنت خالنا اتأمننا وابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا امان له. ثمان عمر نادى يا خيل الله اركبي وابشري في الناس ثم زحفوا بعد صلاة العصر وحسين جالس امام بيته محتبيا بسيفه رفع الحسين رضي الله عنه وقد غثى غفوة فسمع الاصوات فقالت له اخته زينب اتسمع؟ قال الحسين رضي الله عنه اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي انك تروح الينا فقال العباس ابن علي قال يا اخي اتاك القوم فنهض ثم قال يا عباس اركب بنفسك انت يا اخي حتى تلقاهم لان هناك كانت بينه وبينه عهود وان يرسل الى عبيد الله لكن لم يصل اليه الخبر فجأة وجد الجيوش قد احاطت به رضي الله عنه فانطلق العباس ابن علي رضي الله عنه في عشرين فارسا فيهم زهير ابن القين وحبيب ابن مظاهر فقال لهم العباس ما بدا لكم؟ قال جاء امر الامير بان نعرض عليكم ان تنزلوا على حكمه او ننازلكم. فقالوا له لا تعجل نخبر الحسين رضي الله عنه فما كان منهم الا ان قالوا ننتظر ولكن لن نطيل. فما زال الامر بينهم يذهب ويجيء حتى بدأ عمر ابن سعد فرمى بسهم فقال اشهدوا اني في اول من رمى. فقال عمر ابن الحجاج سبحان الله والله لو كانوا من الدينمي ثم سألوك هذا. يقصد سألوهم ان ينتظروا حتى يرتبوا امرهم. لكن كان العباس ابن علي قد اخذ آآ من سيدنا الحسين بما عرظ عليه عمر ارجع اليهم فان استطعت ان تؤخرهم الى الغداء وتدفعهم عند العشي لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفر. اذا لما بدأوا الهجوم انتظر آآ الحسين رضي الله عنه قال اجعلوا القتال في غد لعلنا في هذه الليلة نخلص الدعاء الى ربنا ونستمتع ما بقي لنا من الدنيا في الذكر والصلاة وعمل البر قالوا نعم اجلناكم الى غد. فان استسلمتم صرحنا بكم الى اميرنا عبيد الله ابن زياد. وان ابيتم فلسنا اتاركيكم جمع الحسين اصحابه وذلك عند قرب المساء فقال علي بن الحسين الاصغر المعروف بزين العابدين قال فدنوت منه لاسمى وانا مريض فسمعت ابي وهو يقول لاصحابه بعد ان اثنى على الله سبحانه وتعالى وحمده في السراء والضراء. اللهم اني احمدك على ان اكرمتنا بالنبوة. وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا اسماعا وابصارا وافئدة ولم تجعلنا من المشركين اما بعد فاني لا اعلم اصحابا اولى ولا خيرا من اصحابي ولا اهل بيت ابر ولا اوصل من اهل بيتي. فجزاكم الله عني جميعا خيرا. الا واني اظن يومنا من هؤلاء الاعداء غدا الا واني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا في حل. ليس عليكم مني ذمام. هذا ليل قد غشي لكم فاتخذوه جملا. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه قدم معه قوم من مكة وهم يظنون ان الامر قد تم فلما رأوا الحرب لا محالة واقعة اراد سيدنا الحسين ان يجعل لهم عذرا. فقال هذا الليل قد اقبل وهو جمل واذهبوا فانتم في حل. لذلك ما كان من اصحابه الا ان قالوا اننا معك نموت الا ما مت عليه وهم خير صحب رضي الله عنهم. فقال الحسين لبني عقيل مات منهم مسلم كما قدمنا في الدروس الماظية وهم كما جاء في اسمائهم وهم آآ بنو اخته قال لهم آآ الحسين رضي الله عنه يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم. اذهبوا قد اذنت لكم لكن القوم فيهم الانفة والعزة. قال فما يقول الناس يقولون انا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الاعمام ولم نرمي معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكن تفديك انفسنا واموالنا واهلونا ونقاتل معك حتى نرد نرد موردك. فقبح الله العيش بعدك. اذا كان منهم رضي الله عنهم كلاما جميلا تكلم رجلا من من اصحاب سيدنا الحسين مسلمة ابن عوسجة الاسدي فكان كلامه من اجمل الكلام ثم تكلم سعيد ابن عبد الله الحنفي كان من كلامه العظيم قال انه انما هي قتلة واحدة ولوددت ان لي سبعين نفسا اقتل في اه في دفاعي عنك. تكلم زهير ابن القيم فقال انه لو كانت له الف قتلة تتمنى ان يقتل في كل مرة وما زال ذلك دأبهم ودأبه حتى جعل الحسين يعالج سيفه ويقول يا دهر اف لك من خليلي كم لك بالاشراق والاصيل من صاحب او طالب قتيل. والدهر لا يقنع بالبديل انما الامر الى الجليل وكل حي سالك السبيل. فجعل يرددها حتى خنقت العبرة اخته فقال لها يا عمتي فاني سمعت ما سمعت يقولها علي ابن الحسين يقولها يا عمتي لا تبكين فانما هي ارواحنا عند الله سبحانه وتعالى. لذلك لما صرخت قال لها الحسين يا اخية لا يذهبن حلمك الشيطان. فما زال الحسين رضي الله عنه يقوم الليل ويصلي ويستغفر ادعو حتى كان يتلو هذه الايات ولا يحسبن الذين كفروا انما انما نملي لهم خير لانفسهم انما انملي لهم ليزدادوا اثما. فما زال هذا الامر آآ من عجائب هذه الايام الغزيرة المعاني الفاجعة التي تفطر القلب بقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه. فلما صلى عمر ابن سعد للغداء يوم السبت وقيل انه كان يوم الجمعة وذلك يوم عاشوراء ابأ الحسين اصحابه وصلى بهم الغدا. وكان معه اثنان وثلاثون فارسا واربعون راجلا فجعل زهير ابن القيم في ميمنة اصحابه وحبيب بن مظاهر في ميسرة اصحابه. واعطى رايته العباس بن علي اخاه. وجعلوا البيوت في ظهورهم وامر بحطب وقصب كان من وراء البيوت يحرق بالنار مخافة ان يأتوا من ورائهم. لذلك انطلق رجل من اتباع الحسين فجعل يقول ليس ثم الا النار يعني ليس عندهم شيء الا هذه النار. لذلك خرج عمر ابن سعد بالناس وجعل على ربع المدينة عبد الله بن زهير وربع مذحج واسد عبد الرحمن ابن ابي صبرة وعلى ربع ربيعة وكند قيس بن الاشعث ابن قيس وعلى ربع تميم وهمدان الحر ابن يزيد الان الحر بن يزيد هو الذي منع الحسين من ان ينصرف الى مكة او يدخل الكوفة فلما سمع ان الحسين عرض عليهم ثلاث خلال فرفضوا ذلك عدل الى الحسين رضي الله عنه ودخل معه وقاتل حتى قتل كما سنأخذ بعد قليل سيدنا الحسين امر بفسطاط فضرب له وامر بمسك وضع في جفنة عظيمة ثم دخل فتطلى بالنورة والناس على الباب ينتظرون خروجه حتى يتبرك بهذا المسك. لذلك سيدنا الحسين اه لما سمع الشمر ابن ذي الجوشن يصيح باعلى صوته يا حسين. استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة لانه او قد النار خلف البيوت يمنحهم من ان يأتوه بالخلف. فقال الحسين من هذا قالوا شمر ابن ذي الجوشن فقال يا ابن راعية المعزة انت اولى بها صليا. ثم ان الحسين رضي الله عنه لما قال له رجل يقال له مسلم ابن عوسجة دعني ارمي شمرا بسهم قال لا ابدأهم حتى يبدأوني. اذا الحسين رضي الله عنه علم ان الامر هو الموت لا محالة فهو سيد شباب اهل الجنة ولكن القوم قد استحلوا دمه والعياذ بالله. لذلك شمر كان يقول هو يعبد الله على حرف. ان كان يدري ما يقول لان الحسين كان يمدح نفسه انه حفيد النبي وريحانته وسيد شباب الجنة وامه فاطمة وابوه علي واخوه الحسن فهذه اوصاف الحسين العظيمة. فقال شمر هو يعبد الله على حرف كان يدري ما يقول. فقال حبيب ابن مظاهر والله اني لاراك تعبد الله على سبعين حرفا. اذا سيدنا الحسين لما رأى ان اهل الكوفة قد عزموا على قتاله جعل يصرخ ويقول يا شبث ابن ربعي ويا حجار ابجر ويا قيس بن الاشعث ويا يزيد بن الحارث الم تكتبوا الي ان قد اينعت الثمار الجناب وطمت الجمام وانما تقدم على جند لك مجند فاقبل قالوا له لم نفعل. فقال سيدنا الحسين سبحان الله. بلى والله لقد فعلتم ايها الناس اذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم الى مأمني من الارض فما زالوا يقولون بل تنزل على حكم عبيد الله ابن زياد. فقال سيدنا الحسين لا والله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر اقرارا العبيد عباد الله اني عذت بربي ورب قم ان ترجمون. لذلك عقل رضي الله عنه دابته وبدأ القتال في هذا الامر حتى ان شمر ابن ذي الجوشن رمى بسهم فقال اسكت اسكت الله نعمتك ابرمتنا بكثرة كلام لان الشمر جعل يصيح على الحسين والناس يريدون اسكاته فهو الذي تولى كبر هذه المعركة نسأل الله العافية نرجع الى الحر ابن يزيد لما رأى زحف عمر بن سعد قال له اصلحك الله مقاتل انت هذا الرجل قال اي والله قتالا ايسره ان تسقط الرؤوس. وتطيح الايدي. قال افما لكم في واحدة من الخصال التي عرظ عليكم رظا قال عمر اما والله لو كان الامر الي لفعلت ولكن اميرك قد ابى ذلك هنا قام الحر بن يزيد واخذ فرسه وانطلق حتى وقف على بين الصفين فجعل يقول لاحد الذين معه يقال له قرة ابن قيس اسقي فرسك واتني فيقول قرة لم انتبه انه يريد الانصراف الى الحسين. فانصرف الى الحسين ودخل معه وكان ابن يزيد من اشجع اهل الكوفة ما عدوت هذا الرجل الا عن الف فارس. فلذلك لما رأى فعل اهل الكوفة انطلق الى الحسين فقال له جعلني الله فداءك يا ابن رسول الله انا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان. والله الذي لا اله الا هو ما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضت عليهم ابدا. ولا يبلغون منك هذه المنزلة. اذا الحر رضي الله عنه لما علم ان القوم قد غدروا به اتصل بالحسين رضي الله عنه. فالحسين رضي الله عنه ما زال يكلمونه ويريدون منه ان انزل على حكم عبيد الله ابن زياد. فكان عمر قد ارسل سهما وقال اشهد اني اول مرة رميت. كل ذلك ليرضي عبيد الله ابن زياد. اذا اه هكذا وقعت الاحداث سريعا بين سيدنا الحسين وبين اهل الكوفة يقال ان هناك رجل يقال رجلا من بني كلب معه امرأته سمع بسيدنا الحسين فاتصل به ودخل معه فخرج رجل يريد ان يطلب النزال فخرج له هذا الرجل فقال اني لا اريدك وانما اريد من هو خير منك فصاح اه هذا الكلبي فاخذ ينطلق بهذه السرعة الهائلة فقتل ذاك الرجل الذي طلب البراز وقتل الاخر وهو يقول وقد قتل لهما جميعا ان تنكروني فانا ابن كلب حسبي ببيتي في علي من بيتي. اذا هو رضي الله عنه جعل يرتجز بهذه الابيات العظيمة التي فيها نمدح نفسه ويمدح فعله فعاد وقد قتل الرجلين وهو يقول آآ هذه الابيات او هذا الرجز وهو ان تنكروني فاني ابن كلب حسبي ببيتي في عليم حسبي اني امرؤ ذو مرة وعصب لست بالخوار عند النكب اني زعيم لك ام وهبي بالطعن فيهم مقدما والضرب ضرب غلام بنربي فقامت امرأته فاخذت عمودا ثم اقبلت الى زوجها وقالت فداك ابي وامي قاتل عن الحسين فامرها الحسين ان ترجع مرة اخرى الى الفسطاط. خرج رجل وقال له عبد الله ابن حوزة. هذا الرجل يقول لسيد شباب اهل الجنة وهو الحسين يا حسين يا حسين فقال الحسين ما تشاء قال ابشر بالنار فقال كلا اني اقدم على رب رحيم وشفيع مطاع. من هذا؟ فقال اصحاب هذا ابن حوزة فقال رب حزه الى النار. انظر ما فعل الله به فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه. وتعلقت رجله بالركاب ووقف وقع رأسه في الارض ونفر الفرس. فاخذ يمر به فيظرب برأسه كل حجر وكل شجر التماس. هذا من دعاء سيدنا الحسين رضي الله عنه. آآ ما زال اصحاب الحسين يقتل الرجل بعد الرجل ويقتل آآ احدهم يعني مقبلا غير مدبر حتى انهم كانوا يمتدحون انفسهم بقتال الحسين رضي الله عنه وقتل من كان آآ معه. اذا آآ اه هناك بعض المعارك وبعض الاحوال التي حدثت في هذه المعركة الشديدة. منها ان الحر بن يزيد لما لحق بحسين قال رجل من بني تميم آآ يقال له يزيد ابن سفيان اما والله لو اني رأيت الحر بن يزيد حين خرج لاتبعته السنان فبينما الناس يتجاولون ويقتتلون والحر بن يزيد يحمل على القوم مقدما ويتمثل قول عنترة ما زلت ارميهم بثغرة بنحره ولبانه حتى تسربل بالدم. وان فرسه لمضروب على اذنيه وحاجبه. وان دمائه فقال الحسين ابن تميم وكان على شرطة عبيد الله فبعثه الى الحسين وكان مع عمر بن سعد فولاه عمر مع المجفف ليزيد ابن سفيان هذا الحر ابن يزيد الذي كنت تتمنى. قال نعم فخرج اليه فقال هل لك يا حر ابن يزيد في المبارك فقال نعم ان شئت فانا سمعت الحسين الحسين بن تميم يقول والله لابرز له. فكأنما كانت نفسه في يده فلما لبثه الحسين حتى اليه ان قتله. اذا هكذا كانت شجاعة الذين مع سيدنا الحسين رضي الله عنه. رجل يقال له عمر ابن الحجاج حمل على الحسين في الميمنة فضرب ساعة فصرع مسلم ابن عوسجة وكان اول اصحاب الحسين ثم انصرف عمرو ابن الحجاج واصحابه بعدما ارتفعت الغبر فاذا بمسلم ابن عوسج صريعا فمشى اليه الحسين وبه رمق فقال رحمك الله يا مسلم ابن اوسج. لذلك كان آآ سيدنا الحسين كلما مات احد اصحابه خرج مرة اليهم صلى عليه رضي الله عنه بالدعاء وكذلك فعل. يقول تنادى اصحاب عمرو ابن قتلنا مسلم ابن عوسجة. فانظر ماذا قال شبث بن الربعي لبعض من حوله ثكلتك ثكلتكم امهاتكم انما تقتلون انفسكم بايديكم وتذللون انفسكم لغيركم يقتل مثل مسلم ابن عوسجة. اما والذي اسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم. لقد رأيته يوم سلق اذربيجان قتل ستة من المشركين قبل ان تتام الخيل للمسلمين افيقتل منكم مثله وتفرحون وهذه هي الذلة التي ارادها عبيد الله لهؤلاء القوم لذلك قام عبد الرحمن بن حصين لعمر بن سعد قال اما ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدة لان اصحاب ان كانوا يرمونهم بالنبال ويطعنونهم بالرماح. فقال لشبث بن ربعي عمر ابن سعد يقول لشبث ابن ربعي تقدم فقال سبحان الله تعمد الى شيخ مضر واهل مصر عامة تبعثه في الرماة لم تجد من لهذا وتجزأ عنك ويجزئ عنك غيري. اذا فانطلق آآ غيره لان كان قد كره قتال الحسين وهو من الذين ارسلوا الى الحسين ان اقدم. في رجل يقال له ابو زهير العبسي. هذا الرجل يقول في امارة مصحف ابن الزبير. يقول لا يعطي الله اهل هذا المصري خيرا ابدا ولا يسددهم لرشد الا تعجبون انا قتلنا مع علي ابن ابي طالب ومع ابنه من بعده ال ابي سفيان خمس سنين ثم عدونا على ابنه وهو خير اهل الارض نقاتله مع ال معاوية وابن سمية ضلال يا لك من ضلال هكذا هي الدنيا اخذ واعطى. لذلك كان الحسين رضي الله عنه قاتلهم الى نصف النهار قتل الكلبي وقتل اه من اصحاب الحسين رجلا بعد رجل. لذلك لما قامت اه شمر ابن ذي الجوشن فقال اه يريد ان يقتل الاولاد والنساء فقال له احدهم امرعبا للنساء صرت فاستحى شمر وذهب الان اصبح الحسين رضي الله عنه مع اصحابه كلما مات منهم رجل لم يعوض بشيء لان عددهم كانوا دون واما اصحاب عمر ابن سعد ابن ابي وقاص فكانوا اربعة الاف وكانوا مع الحر بن يزيد الف هذه خمسة الاف رجل فاذا قتل آآ منهم احد من اصحاب عمر لم يتبين. اما اذا قتل من اصحاب الحسين كان يتبين ذلك. لذلك فقال رجل يقال له آآ رجل يقال له انه يريد ان يقتل آآ رجلا اسمه القاسم ابن حبيب وهو ابوه حبيب ابن مظاهر قتل وخذ رأسه ودخل به على عبيد الله بن زياد ابنه القاسم ابن حبيب لما رأى رأس ابيه دخل مع هذا الرجل فقال له يا بني ما تريد؟ قال لا اريد شيئا ولكن هذا ابي واريد ان اخذه واغسله وادفنه. فقال اني لا استطيع ذلك انما اريد وان اخذ من ان اخذ من الامير ثوابا. فما كان من هذا الصبي الا ان انتظر قاتل ابيه في زمن مصعب ابن دبي فقتله بابيه. هكذا قتل حبيب ابن مظاهر وقتل زهير ابن القيء. قتلوا جميعا رضي الله عنه عند الحسين. لما رأى اصحاب الحسين ان اه الموت لازم لهم غير مفارق لهم قالوا نموت بين يدي الحسين رضي الله عنه فقتل من اصحاب الحسين امامه وهو ينظر الى اصحابه يموت الرجل الرجل بعد الرجل ويقتل وبين يدي الحسين الرجل بعد الرجل وهو رضي الله عنه كلما مات احدهم دعا له وجعل آآ يقاتلون عن الحسين رضي الله عنهم وهم لا يجدون عنه ما آآ مدفعا. لذلك كسيدنا الحسين رضي الله عنه بعدما رأى ان الامر لم يعد الا الموت قام رضي الله عنه وجعل يدافع عن نفسه دفاع الاسد. من العجائب التي رويت في ذلك اليوم يقول حميد ابن مسلمة خرج الينا غلام كأن وجهه شقة قمر في يد به السيف عليه قميص وازار ونعلان. قد انقطع شسع احدهما ما انسى انها اليسرى. فقال والله لاشدن عليه فقلت له سبحان الله وما تريد الى ذلك يكفيك قتل هؤلاء الذين تراهم فجعل هذا الرجل لا يلوي على شيء حتى قدم على هذا الغلام فضربه فوقع على وجهه وهو يقول يا عماه قال فجال الحسين كما يجلو الصقر ثم شد شدة ليث غضب فضرب عمرا بالسيف اتقاه بالساعد فاطلها من لدنه للمفرق واخذ الحسين ووضع الرجل على صدره والغلام وقال له وهو ينظر نظرا عظيما ويقول عز والله على عمك عز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك او يجيبك ثم لا ينفعك صوت والله كثر واتروه وقل ناصروه. هكذا سيدنا الحسين رضي الله عنه قتل آآ ابن اخيه القاسم ابن الحسن ابن علي رضي الله عنه. اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه ما يقتل ويقتل من اصحابه الكثير والكثير حتى رضي الله عنه. آآ لبقي وحيدا بين اصحابه وقد مات معظم اصحابه. لذلك كان رظي الله عنه آآ يقاتلهم لوحده كلما هجم بعضهم رجع فقاتل الاخرين. كان الحسين رضي الله عنه قد بقي في ثلاثة رهط او اربعة وقتل ايضا هؤلاء. فما كان من الحسين رضي الله عنه الا ان اه لم يتجاسر الناس على قتاله بانهم كانوا يخشون ان يبوء احدهم بقتله. لذلك قال احدهم قال والله ما رأيت مكسورا قط قد قتل ولده واهله واصحابه اربط جأشا ولا امضى جنانا ولا اجرأ مقدما منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله رضي الله عنه اذا سيدنا الحسين رضي الله عنه ظل يقاتل القوم ولقد مكث طويلا من النهار ولو شاء الناس ان يقتلوه لفعلوا. ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض ويحب هؤلاء ان هؤلاء حتى كان قضاء الله سبحانه وتعالى فحمل عليه رجل يقال له سنان ابن ابن عمرو النخعي فطعنه بالرمح فوقع ثم قال لخولي ابن يزيد الاصبحي احتز رأسه فاراد ان يفعل فضعف فنزل سنان ابن انس فقطع رأس الحسين واعطاه لخول ابن يزيد. اذا باء هذا الرجل سنان ابن انس هذا الاسم العظيم وهو قتل سيد شباب اهل الجنة وريحانة النبي صلى الله عليه وسلم. قام عمر فقال الا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة احد وليعرضن لهذا الغلام المريض ومن اخذ من متاعهم شيئا ليرده. ولعل من نافلة القول ان نقول علي ابن الحسين الملقب بزين العابدين جاء في بعض آآ كتب التاريخ انه كان قد راهق البلوغ وهذا غير صحيح. فسيدنا علي ابن الحسين زين العابدين كان في تلك الحقبة قد تجاوز الخامسة والعشرين عشرين وكان قد ولد له من الابناء محمد رظي الله عنهم اذا اه كان قتل الحسين رضي الله عنه في يوم عاشوراء قتل من اصحابه اثنان وسبعون رجلا وقتل من اصحاب عمر ثمانية وثمانون رجلا سوى الجرحى. اذا قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه في هذا الزمن ان التعيس وهو يوم عاشوراء ذهبوا برأسه الى عبيد الله بن زياد فجعل يضرب بالقضيب ثنيته فقام له زيد ابن ارقم قال قال دعه فقد رأيت النبي يقبل تلك الشفتين. رضي الله عنه اذا وعبيد الله بن زياد لما نظر الى علي بن الحسين آآ قال له ان يعني اذلكم الله فكان ان قال له والله انما نموت بآجالنا ثم حملهم فبعث بهم الى عبيد الى يزيد ابن معاوية. فلما ترى يزيد ابن معاوية بهؤلاء قال لهم يعني قال آآ سيدنا قال يزيد ابن معاوية لسيدنا علي ابن الحسين اما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه كنت ارظى منكم بان اكون آآ بقدون قتل حسين رضي الله عنه لانه آآ يعني سيدنا سيدنا علي ابن الحسين كان هو اخر من بقي من ذرية اه الحسين ابن علي رضي الله عنه فجهزهم اه يزيد ابن معاوية وحملهم الى المدينة وكان آآ يزيد ابن معاوية قد قال لعلي يا علي ابوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله بهما قد رأيت. فقال له علي ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان ابرأها فقال يزيد لابنه خالد اردد عليه. فما درى خالد ما يرد عليه. فقال له يزيد قل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. ثم اه حملهم مع النعمان ابن بشير. وقال اذهب بهم الى المدينة وما هذا امرهم حتى دخلوا المدينة رضي الله عنهم. وبذلك يكون انتهى مقتل الحسين اعظم فاجعة حدثت في تلك الحقبة موت قتل ريحانة النبي وسيد شباب اهل الجنة هذا وصلى الله على محمد