الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا زلنا في سنة احدى وستين من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم قدمنا في الدرس الماضي مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه ونستأنف ما بقي من هذه السنة في هذه السنة قتل ابو بلال مرداس بن عمرو بن حدير بن ربيعة بن حنظلة. هذا الرجل قدمنا في الدروس الماضية سبب خروجه على الدولة الاموية وجه اليه عبيد الله بن زياد اسلم ابن زرعة الكلابي في الفي رجل والتقاهم في منطقة يقال لها اسك وهزيمة اسلم وجيشه منه من ومن اصحابه فيما تقدم اذا مرداس ابو بلال هزم اسلم ابن زرعة هذا الحدث جعل الخوارج آآ قوتهم كبيرة وطموحهم اصبح اكبر وبدأ خطرهم يتناول منطقة شاسعة. فما كان من عبيد الله ابن زياد الا ان ارسل اليه بثلاثة الاف وجعل على رأسهم عباد ابن الاخظر التميمي. هذا الرجل عباد جعل يطلبه من مكان الى مكان فلحقه بمكان يقال له توج فهناك حمل عليهم ابو بلال واصحابه. لكن لان عباد كان قد تحصن واصبح يعرف خطط الخوارج وقدرتهم على المناورة والكر والفر. فلذلك كان آآ فعل ابي مرداس او فعل ابي بلال ليس بالقوة التي كانت مع اسلم الان اصبح القتال شديدا جدا فما كان من ابي بلال الا انه قال لاصحابه من كان منكم انما خرج للدنيا فليذهب ومن كان منكم انما اراد الاخرة ولقاء ربه فقد سبق ذلك اليه وقرأ. من كان يريد تحرث الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة في من نصيب. اذا اصبح الامر انما هم بزعم الخوارج نسأل الله العافية انما يطلبون الجنة فلذلك نزل هو واصحابه ولم يفارقه منهم انسان فقتلوا من عند اخرهم. ورجع عباد ابن الاخضر وذلك الجيش الى البصرة. والان عباد الاخظر اصبح مشهورا جدا بانه قتل ابا بلال لذلك الخوارج لم يصمدوا او لم يسكتوا على هذا الفعل العظيم لان لان ابا بلال كان من رؤوس الخوارج ومن عبادهم ومن علمائهم فقام رجل يقال له عبيدة ابن هلال معه ثلاثة نفر هو رابعهم فرصدوا عباد ابن الاخظر فاقبل يريد قصر الامارة وهو مردف ابنا له غلاما صغيرا فانظر الى خطة الخوارج وخديعتهم قالوا يا عبد الله قف حتى نستفتيك. فوقف فقالوا نحن اخوة اربعة قتل اخونا فما ترى قال استعدوا الامير. اذا اطلبوا رفع محاكمة قال استعديناه فلم يعدنا الان المسكين قال كلمة كانه ادان نفسه فقال فاقتلوه قتله الله. فوثبوا عليه فحكموا تحكموا هي كلمة تطلق على الخوارج وهي كلمة لا حكم الا لله فهذه معنى كلمة حكامة. فوثبوا عليه وحكموا والقى ابنه فقتلوه. اذا بذلك قتل عباد ابن اخبر على يد عبيد ابن هلال وبذلك قتل هو زعيمهم فقتلوه غيلة وكان هذا طبعا عند خوارج الان اه عبيد الله بن زياد يزيد ابن معاوية يعتبر زياد عبيد الله ابن زياد ابن عم يزيد ابن معاوية. عبيد الله ابن زياد له اخوة ومنهم رجل يقال له سلم ولاه يزيد ابن معاوية على خرسان وسجستان. اذا سبب التولية ان سلم ابن زياد وفد تعالى يزيد وهو ابن اربع وعشرين سنة. فقال له يزيد يا ابا حرب اولي كعمل اخويك عبدالرحمن وعباد فقال ما احب اا امير المؤمنين فولاه خرساء ان وسجستان. فوجه سلم الحارث بن معاوية الحارثي. جد عيسى ابن شبيب من الشام الى خراسان. خراسان مع الجهة الشرقية من ايران مع افغانستان والجهة الشمالية من الهند. هذه كلها تسمى خراسان ما ورائها الى سمرقند هذي كلها تسمى خراسان الان هذا الرجل قدم البصرة فتجهز وصار الى خراسان وهو سلب. فاخذ الحارث ابن قيس ابن الهيثم السلمي فحبسه وضرب ابنه شبيب واقامه في سراويل ووجه اخاه يزيد ابن زياد الى سجستان كتب عبيد الله بن زياد الى عباد اخيه لان الان سلم سيأخذ مكان عبدالرحمن وعباد. فعبيد الله ابن زياد بعث الى اخيه عباد وكان له صديقا يخبره بولاية سلم. فقسم عباد ما في بيت المال في عبيده وفضل فضل فنادى مناديه من اراد سلفا فليأخذ فاسلف كل من اتاه وخرج عباد عن سجستان فلما كان بجيرف او بيجي رفت بلغه مكان سلم اذا سيلتقيان في الطريق فاخذ اه عباد طريقا اخر فعدل فذهب يقال ان عباد كان له الف مملوك اقل مملوك كان معه عشرة الاف. اضرب عشرة الاف بالف فانظر كم المبلغ الذي كان موجودا في تلك اخذ عباد على فارس ثم قدم على يزيد. فيزيد ابن معاوية قال له اين المال؟ قال كنت صاحب ثغر فقسمت ما اصبت بين الناس الان طبيعة في موجودة في تلك العصور ان الحاكم على منطقة ما اقليم ضخم مثل خراسان فهذا الاقليم فيه خراج فيه الزكاة وفيه الحروب وفيه المغانم وفيه الفيء. فهذه الاموال الضخمة كانت توزع اما بطريقة واما بطريقة غير عادلة ايضا عندك العمال قد يكونوا انتهبوا او اغتصبوا او سرقوا فاذا حكم حاكم اخر فهذا الحاكم يأتي الى السجلات التي عند الاول الداخل والخارج ثم يبدأ يعامل العمال السابقين باسترجاع الاموال التي تصرفوا فيها بغير وجه حق لذلك لما شخص سلم الى خرسان شخص معه عمران ابن الفصيل او الفصيل البرمجي وعبدالله ابن خازم السلمي طلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي والمهلب بن ابي صفرة وحنظلة بن عرادة. اذا اخذ معه قوما مشهورين ومنهم يحيى ابن يعمر العدواني وخلق كثير من فرسان البصرة واشرافهم. اذا قدم سلم بكتاب يزيد الى عبيد الله. عبيد الله بن زياد في تلك الحقبة كان آآ يأخذ من العراق الى المشرق الى الصين هذا كله تابع اقليم العراق وان كان صوريا لكن كانت البوابة للدخول والخروج الى تلك المناطق هو المرور بالعراق اذا سلم كتبه لهم يزيد بامارة خراسان وسجستان فلما مر على عبيد الله وكان اميرا للبصرة امره بانتخاب بالفي رجل بل اخذ ببعض الاحوال ستة الاف فكان سلب ينتخب الوجوه والفرسان ورغب قوم في الجهاد فطلبوا اليه ان يخرجهم. منهم حنظلة ابن عرادة فقال له عبيد الله دعه لي. قال هو بيني وبينك. فان اختارك فهو لك. وان اختارني فهو لي. قال فاختار سلما. وكان الناس يكلمون سلما ويطلبون اليه ان يكتبهم معه. منهم رجل يقال له صلة ابن من اشيم العد والعدوي. هذا الرجل كلما قال له كاتب كاتب الديوان يا ابا الصحباء الا اثبت اسمك فان فانه جهاد وفضل يقول استخير الله استخير الله استخير الله حتى قالت له زوجه آآ معاذ ابنة عبدالله العدوية الا تكتب نفسك فرأى في المنام اتاه ات فقال اخرج فانك تربح وتفلح وتنجح. فلما جاء الى الكاتب قال الكاتب قد فرغنا لكن لن اداءك فاثبته وابنه فخرج سلم فصيره سلم مع يزيد ابن زياد اسار الى سجستان اه سلم خرج بامرأته ام محمد ابنة عبد الله ابن عثمان ابن ابي العاص الثقفي وهذه المرأة هي اول امرأة من العرب قطع بها النار اذا هذه من اعمالها ايضا كان من ان عمال خراسان كانوا يغزون. فاذا دخل الشتاء قفلوا من مغازيهم الى مرو الشاه جان فلما انصرف المسلمون اجتمع ملوك خرسان في مدينة من مدائن خرسا مما يلي خارج مما يلي خارج فيتعاقدون الا يغزو بعضهم بعضا ولا يهيج احد احد ويتشاورون بامرهم. فكان المسلمون يطلبون الى امرائهم في غزو تلك المدينة فيابون عليهم. فلما قدم خرسا غزى فشتى في بعض مغازيه. اذا الح عليه المهلب بن ابي صفرة ان يوجهه الى تلك المدينة فوجهه في ستة الاف ويقال اربعة الاف فحاصرهم. وسألهم المهلى ان يذعنوا له بالطاعة فطلبوا اليه ان يصالحهم على ان يفدوا انفسهم فاجابهم اذا كذلك فصالحهم المهلب على نيف وعشرين الف الف وكان في صلحهم ان يأخذ منهم عروضا ليس الذهب والفضة وانما عروض القماش وما شابه ذلك. فكان يأخذ الرأس بنصف ثمنه والدابة بنصف ثمنها والكي مخت بنصف ثمنه فبلغت قيمة ما اخذ منهم خمسين الف الف. اذا بذلك حظي المهلب عند سلب واصطفى سلم من ذلك ما اعجبه وبعث الى يزيد معمر زبان مر واوفد في ذلك وفدا اذا غزى سلم سمرقند بامرأته ام محمد ابنة عبدالله فولدت لسلم ابنا فسماه صغدي سلم لما غزا خوارزم صالحهم على مال كثير ثم عبر الى سمرقند فصالحه اهلها وامرأته ولدت في تلك الغزاة وارسلت الى امرأة صاحب الصغد تستعير منها حليا فبعثت اليها بتاجها قفلوا فذهبت بالتاج. اذا هذه السنة عزل يزيد عمرو بن سعيد عن المدينة وولاها الوليد ابن عتبة الان ندخل في مشكلة عظيمة كان عمرو بن سعيد يحاول مدافعتها. لكن قضاء الله سبحانه وتعالى عظيم ولله حكمة في كل اعماله نزع يزيد بن معاوية عمرو بن سعيد لهلال ذي الحجة من هذه السنة. وامر عليها الوليد ابن عتبة ابن ابي سفيان على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحج بالناس حجتين سنة فاحدى وستين وسنة ثنتين وستين وكان هذا الامر العظيم الذي سيحدث فيما نستقبل. اظهر ابن الزبير الخلاف على يزيد وخلعه وفي ها بويع له سبب عزل يزيد عمرو ابن سعيد عن المدينة وتوليته عليها الوليد ابن عتبة هذا السبب لما قتل الحسين قام ابن الزبير في اهل مكة وعظم مقتله وعاب على اهل الكوفة خاصة ولام اهل العراق عامة. فقال بعد ان حمد الله اثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم ان اهل العراق غدرة فجر الا قليلا وان اهل الكوفة شرار اهل العراق وانهم دعوا لينصروه ويولوه عليهم. فلما قدم عليهم ثاروا اليه فقالوا له اما ان تضع يدك في ايدينا فنبعث بك الى ابن زياد ابن سمية سلما فيمضي فيك حكمه واما ان تحارب فرأى والله انه هو واصحابه قليل في كثير وان كان الله عز وجل لم يطلع على الغيب احدا انه مقتول. ولكنه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة. فرحم الله حسينا واخزى قاتل حسين. لعمري لقد كان من خلافهم اياه وعصيان ما كان في مثله واعظ وناه عنهم. ولكنه ما حن منازل واذا اراد الله امرا لن يدفع. ابعد الحسين نطمئن الى هؤلاء القوم ونصدق قولهم لهم عهدا لا والله ولا نريهم بذلك اهلا. اما والله لقد قتلوه طويلا بالليل قيامه كثيرا في النهار صيامه. احق بما هم فيه منهم واولى به في الدين والفظل اما والله ما كان يبدل بالقرآن الغنى ولا بالبكاء من خشية الله الحداء ولا بالصيام شرب الحرام ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد. يعرض بيزيد فسوف يلقون هنا غي ثار الان اصحاب عبد الله ابن الزبير وقالوا له ايها الرجل اظهر بيعتك فانه لم يبقى احد اذ هلك حسين ينازعك هذا الامر. وقد كان يبايع الناس سرا ويظهر انه وعائد بالله فقال لهم لا تعجلوا. عمرو بن سعيد بن العاص يومئذ كان عاملا على مكة وكان اشد شيء عليه وعلى اصحابه وكان مع شدته عليهم يداري ويرفق. اذا عمرو كان يريد ان يمكر في ابن الزبير لكن لا يستطيع لكثرة اصحاب عبدالله ابن الزبير. فلما استقر عند يزيد ما قد جمع ابن الزبير من الجمع بمكة اعطى الله عهده ليوثقنه في سلسلة فبعث بسلسلة من فضة فمر بها البريد على مروان ابن الحكم بالمدينة فاخبر الخبر ما قدم له والسلسلة التي معه. فقال مروان خذ خذها فليست للعزيز بخطة وفيها مقال لامرئ متضعف مضى وقدم على ابن الزبير فلما حضر عند ابن الزبير البريد واخبر بما قال وتمثل به مروان فقال ابن الزبير لا والله لا اكون انا ذلك المتضعف ورد ذلك البريد ردا رقيقا. علا امر ابن الزبير بمكة وكتبه اهل المدينة وقال الناس اما اذ هلك الحسين فليس احد ينازع ابن الزبير. اذا عبد العزيز ابن مروان لما بعث يزيد ابن معاوية ابن عظاهن الاشعري ومسعد واصحابهما الى عبد الله ابن الزبير بمكة ليؤتى به في جامعة لتبر يمين ويزيد. بعث معهم بجامعة من ورق وبرس نخز اذا بعث يزيد بهذه الجامعة من ورق وبرس يخزن فارسل مروان ابن الحكم ابنه اه عبد العزيز واخاه يبلغون اه عبدالله ابن الزبير رسالة وان كانت ليست صريحة. قال اذا سلم الرسل الرسالة فتعرض له وليتمثل احدكما فخذها فليست للعزيز بخطة وفيها مقال لامرئ متذلل اعامر ان القوم ساموك خطة وذلك في الجيران غزل بمغزل ارأك اذا ما كنت للقوم ناصحا يقال له بالدلو ادبر واقبل. فلما بلغته الرسل الرسالة تعرظنا. فقلت لاخي اكفنيها فسمعني فقال عبد الله ابن الزبير فهم ان هناك كلاما سيقوله ابني آآ مروان فقال اي ابني مروان قد سمعت ما قلتما وعلمت ما ستقولانه فاخبرا اباكما. اني لمن نبعة صم مكاسرها اذا تناوحت القصباء والعشر فلا الين لغير الحق اسأله حتى يلين لضرس الماضق الحجر فما ادري ايهما كان اعجب يقول فعبدالله آآ فاحد الرواة يقول ذكرت مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير. قال قد سمعته من ابي على نحو الذي ذكرت لكني لا احفظ اسنادا. اذا عمرو بن سعيد لما رأى الناس قد الى ابن الزبير ومدوا اليه اعناقهم ظن ان تلك الامور تامة له الان عمرو بن سعيد اراد ان يتثبت من معلومة وهي بعض اخبار السابقين عن المستقبل. فذهب الى عبد الله ابن عمرو ابن العاص وهو كانت له صحبة وكان مع ابيه بمصر وقد كان قرأ كتب دانيال هناك وكانت قريش ذاك تعده عالما. فقال له عمرو بن سعيد اخبرني عن هذا الرجل اترى ما يطلب تاما له؟ واخبرني عن صاحبي يزيد الى ما ترى امره صائرا اليه فقال لا ارى صاحبك اذا يزيد الا احد الملوك الذين تتم لهم امورهم حتى يموتوا وهم ملوك فلم يزدد عند ذلك الا شدة على ابن الزبير مع الرفق بهم والمداراة لهم. اذا هكذا كان عمرو بن سعيد ودائما الانسان لا يقدم على الامور اقداما لا يحسب عواقبها. كان عمرو بن من الدهاة بل من دهاة قريش وهو الند لعبد الملك بن مروان كما سنستقبل ان شاء الله. ولكن بعض الناس لا يحسن الاخبار فقام الوليد ابن عتبة وناسا معه من بني امية قالوا ليزيد ابن معاوية لو شاء عمرو ابن سعيد لاخذ ابن الزبير وبعث به اليك فصرح الوليد ابن عتبة على الحجاز اميرا وعزل عمرا. وكان عزل يزيد عمرا عن الحجاز وتأميره عليه في هذه السنة اي سنة احدى وستين. اذا نزع يزيد عمرو بن سعيد بن العاص لهلال ذي الحجة سنة احدى وستين وولى الوليد بن عتبة فاقام الحج سنة احدى وستين بالناس واعاد ابن ربيع العامري على قضائه. اذا حج بالناس في هذه السنة احدى الوليد ابن عتبة. الان دخلنا في سنة ثنتين وستين. فمن ذلك مقدم وفد اهل المدينة على يزيد ابن معاوية ان يزيد ابن معاوية لما سرح الوليد ابن عتبة على الحجاز اميرا وعزل عمرو بن سعيد قدم الوليد المدينة فاخذ غلمان ان كثيرا لعمرو وموالي له فحبسهم فكلمه فيهم عمرو فابى ان يخليهم. الان قدمنا قبل قليل هذه طبيعة الحكومات في تلك الحقبة كلما عزل عامل ووضع بدله عامل كان يأخذ من قبله اذبوا اتباعه. فلما دخل عمرو بن سعيد على الوليد بن عتبة اراد ان يتهكم به فقال لا تجزع يا عم مقام ابان ابن سعيد ابن العاص قال اعمر يجزع والله لو قبضتم على الجمر وقبض عليه ما تركه حتى اتركوه. هنا عمرو اراد ان يجعل الامر اه دون مصادمة سار ونزل من المدينة على ليلتين وكتب الى غلمانه ومواليه وهم نحو من ثلاثمائة رجل اني باعث الى كل رجل منكم جملا وحقيبة واداة. وتناخ لكم الابل في السوق فاذا اتاكم رسولي فاكسروا باب السجن ثم ليقم كل رجل منكم الى جمله فليركبه ثم اقبلوا علي حتى تأتوني. فجاء رسوله حتى اشترى الابل. ثم جهزها بما ينبغي لها. ثم اناخها في السوق ثم اتاهم حتى اعلمهم ذلك فكسروا باب السجن وخرجوا الى الابل فاستووا عليها ثم اقبلوا حتى الى عمرو ابن سعيد فوجدوه حين قدم على يزيد ابن معاوية فلما دخل عمرو على يزيد بن معاوية قربه وادنى مجلسه ورحب به ثم عاتبه على تقصيره في اشياء كان يأمره بها في شأن ابن الزبير فلا ينفذ منها الا ما اراد عمرا فقال يا امير المؤمنين قال عمرو بن سعيد يا امير المؤمنين الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. وان جل اهل مكة واهل المدينة قد كانوا مالوا اليه وهووه واعطوه الرضا ودعا بعضهم بعضا سرا وعلانية ولم يكن معي جند اقوى بهم عليه. لو نهضته وقد كان يحذرني ويتحرز مني وكنت ارفق به واداريه لامكر به فاثب عليه ومع اني قد ضيقت عليه ومنعته من اشياء كثيرة لو تركته واياها ما كانت له الا معونة ماذا فعل عمرو بن سعيد؟ قال وجعلت على مكة وطرقها وشعابها رجالا لا يدعون احدا يدخلها حتى يكتبوا الي باسمه واسم ابيه ومن اي بلاد الله هو وما جاء به وما يريد فان كان من اصحابه او ممن ارى انه يريده رددته صاغرا. وان كان ممن لا اتهم خليت سبيله اذا هكذا كان يعمل عمرو بالخفاء ودون ان يبلغ احد ثم قال عمرو ليزيد. انت الان بعثت الوليد وسيأتيك من عمله واثره ما لعلك تعرف به فضل مبالغتي في امرك ومناصحتي لك ان شاء الله. والله يصنع لك ويكبت عدوك يا امير المؤمنين. اذا قام عمرو بن سعيد بحجته وبين له ان الوليد ابن عتبة سيعمل اشياء تكون عونا لابن الزبير على دولة بني امية فقال له يزيد انت اصدق ممن رقى هذه الاشياء عنك وحملني بها عليك وانت ممن اثق به وارجو معونته وادخره لربأ الصدع وكفاية مهم وكشف نوازل الامور العظيمة. فقال له عمرو وما ارى يا امير المؤمنين ان احدا اولى بالقيام بتشديد سلطانك وتوهين عدوك وشد على من نابذك مني. قدم الوليد يريد ابن الزبير فوجده متحذرا متمنعا في تلك اللحظة خرج رجل يقال له نجدة ابن عامر الحنفي باليمامة وكان من الخوارج وسار ابن الزبير في مكة. فكان الوليد يفيض من عرفة وتفيض معه عامة الناس وابن الزبير واقف واصحابه ونجد واقف في اصحابه. ثم يفيض ابن الزبير باصحابه. ونجلى باصحابه. لا يفيض واحد منهم بافاضة صاحبه كان يلتقي بابن الزبير فيكثر حتى ظن الناس انه سيبايعه. ثمان ابن الزبير علم غفلة الوليد وانه لا يحسن ادارة هذه الازمة فاراد المخادعة. فماذا عمل؟ بعث الى يزيد ابن معاوية. انك بعثت الينا رجلا اخرق لا يتجه لامر رشد ولا يرعوي لعظة حكيم. ولو بعثت الينا رجلا سهل الخلقة او سهل الخلق لينوا الكتف رجوت ان يسهل من الامور ما استوعر منها. وان يجتمع ما تفرق فانظر في ذلك فان فيه صلاح خواصنا وعوامنا ان شاء الله. هنا انخدع يزيد ابن معاوية لهذه الكلمة فعزل الوليد وبعث عثمان ابن محمد ابن ابي سفيان. شاب غر حدث غمر لم يجرب الامور. ولم يحنكه السن ولم تدرسه التجارب. وكان لا يكاد ينظر في شيء من سلطانه وعمله. اذا بعث غلاما من حيث التجارب ليس عنده تجارب من حيث المعلومات ليس له معلومة وايضا اهمل شؤون سلطانه هنا بعث هذا الشاب عبد الله ابن حنظلة الغسيل الانصاري وعبد الله ابن ابي عمرو ابن حفص ابن المغيرة المخزومي والمنذر ابن الزبير ورجالا كثيرا من اشراف اهل المدينة. فقدموا على يزيد ابن معاوية فاكرمه واحسن اليهم واعظم جوائزهم ثم انصرفوا من عنده. قدموا المدينة الا المنذر بن الزبير ذهب الى عبيد الله ابن زياد في البصرة وكان يزيد قد اجازه بمئة الف درهم. قدم اولئك النفر الى المدينة فاظهروا شتم يزيد وعتبة وقالوا انا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويضرب عنده القيام ويلعب بالكلاب ويسامر الخراب والفتيان. وانا نشهدكم انا قد خلعناه تابعهم الناس. هنا ينبغي ان علينا ان نقف وقفة بسيطة جدا وهي التهم الموجهة الى يزيد ابن معاوية خرجت من ناس ليسوا باقل ديانة وورعا. فهم رجال وبعضهم بلغ من الرتبة العليا في الشرف لكن في تلك الحقبة لم يكن اشتهار الفسق والفجور في الحكام علنا وانما ان كان فهي في السر فهؤلاء اتهموه تهمة عظيمة جدا ردها محمد ابن الحنفية لما خرجوا على يزيد قال اما انكم ان كنتم جلوسا عنده فانتم شهودا. واما انكم لم تروا فلا تقولوا بما لا تعلمون. فرجل ليس له دين يشرب الخمر يعزف بالطنابير يضرب وعنده القيام يلعب بالكلاب. يسامر الخراب والفتية. هذا حدث عظيم لا يليق بيزيد بن معاوية علانية كان حدث في السر والله يغفر للناس في سرها ما لا يغفر في العلانية. لكن هكذا الامر لا ندري حقيقته وهم في نفس الامر وانما هي تهمة انكرها يزيد ابن معاوية فلم يبق الا انه اتهم ورفض هذه التهمة والله اعلم ما كان منها الناس اتوا الى عبد الله ابن حنظل الغسيل فبايعوه وولوه عليهم ورجع المنذر الى جياد. عبيد الله ابن زياد. احسن وفادته. بلغ الخبر الى يزيد ان هؤلاء القوم اظهروا الانكار عليه وخلعوه فبعث الى عبيد الله بن زياد ان اقبض ما لديك من المنذر واوثقه بالحبال وابعثه الي. فعبيد الله كره لانه ضيفه وكان صديقا لابيه زياد. فقال له قال اذا اجتمع الناس فاذن فاطلب مني الاذن بالانصراف الى بلدك. فاذا قلت لا بل اقم عندي فان لك الكرامة والمساواة الاثرة فقل لي ضيعة وشغل اجد من الانصراف بدا واجتمع الناس عند عبيد الله وقام المنذر يستأذنه اذن له فانصرف الى آآ المدينة فلما دخل على اهل المدينة قال ان يزيد والله قد اجازني بمئة الف في درهم وانه لا يمنعني ما صنع الى ان اخبركم خبره واصدقكم عنه والله انه ليشرب الخمر وانه ليستر حتى يدع الصلاة وعابه مثل ما عاب به اصحابه الذين كانوا معه واشد فكان سعيد بن عمرو يحدث بالكوفة ان يزيد بلغه قوله فيه فقال اللهم اني اثرته واكرمته ففعل ما قد رأيت فاذكره بالكذب والقطيعة الان يزيد ابن معاوية اه بعث الى النعمان ابن بشير الانصاري فقال له ائت الناس وقومك فافأهم عما يريدون فانهم ان لم ينهضوا في هذا الامر لم يجترئ الناس على خلاف وبها من عشيرة ما لا احب ان ينهض في هذه الفتنة فيهلك. دخل النعمان بن بشير فاتى قومه ودعا الناس عامة وامرهم بالطاعة ولزوم الجماعة وخوفهم الفتنة وقال لهم انه لا طاقة لكم باهل الشام هنا قد يخدع الانسان عن نفسه قام اليه عبدالله بن مطيع العدوي فهذا الرجل ظن ان الامر سيكون كانها نزهة. فقال اما والله لك اني بك قد نزل بك تلك الدعوة التي تدعو اليها. وقامت الرجال على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحى الموت بين الفريقين قد هربت على بغلتك تضرب جنبيها الى مكة. وقد خلفت هؤلاء المساكين يعني الانصار يقتلون في دكاكهم ومساجدهم وعلى ابواب دورهم فعصاه الناس. فانصرف وكان والله كما قال. ماذا قال عبدالله بن مطيع العدوي قال له يا نعمان لماذا تفت في اعضادنا وقد رأيت اجتماعنا؟ فقال له النعمان هذا الامر ان الامر سيقع على اهل المدينة ويقتل اكثر اهلها من الانصار. فكان كما وقع نسأل الله العافية. دخلت سنة ثلاث وستين اخرج اهل المدينة عمل يزيد ابن معاوية عثمان ابن محمد ابن ابي سفيان من المدينة واظهر خلع يزيد ابن معاوية اسروا من كان فيها من بني امية. اذا وثبوا على عثمان بن محمد بن ابي سفيان وعلى بني امية على موالي بني امية ومن رأى رأيهم من قريش فكانوا نحوا من الف رجل. فخرجوا بجماعتهم حتى نزلوا دار مروان ابن الحكم فدعت بني امية رجل يقال له حبيب ابن كرة وكان الذي بعث اليه منهم مروان ابن حكم وعمرو بن عثمان بن عفان عفان مروان كان هو الذي يدبر امرهم لان عثمان بن محمد بن ابي سفيان غلاما حدثا لم يكن له رأي الان كتب مروان آآ مع حبيب بن كرة وجماعة بني امية الى يزيد ابن معاوية. من الذي اخذ الكتاب؟ عبدالملك ابن مروان خرج معه الى ثنية الوداع الان عبد الملك يقول لحبيب قد اجلتك ثنتي عشر ليلة ذهاهبا وثنتي عشر ليلة مقبلا فوافني لاربع وعشرين ليلة في هذا المكان تجدني ان شاء الله في هذه جالسا انتظرك. الكتاب ما فيه. بسم الله الرحمن الرحيم. اما بعد فانه قد حاصرنا حصرنا في دار ابن الحكم العذب ورمينا بالجبوم فيا غوثاه يا غوثاه انطلق الرجل فدخل على يزيد وهو جالس على كرسي واضع قدميه قدميه في ماء طست من وجع كان يجد فيه ما يقال له النقرس. فقرأه ثم قال فيما بلغنا متمثلا قد بدلوا الحلم الذي من سجية فبدلت قومي غلظة بلياني. ثم قال كم عدد بني امية؟ يأتون الفا قال نعم. قال ما قاتلوا ساعة من نهار؟ قال يا امير المؤمنين اجمع الناس كلهم عليهم فلم يكن لهم بجمع الناس طاقة. الان بعثاه بهذا الكتاب وامره آآ ان يذهب الى عمرو ابن سعيد وقال له سر الى الناس عمرو بن سعيد ابن العاص كان هو الوالي قبل اولئك القوم. فقال كنت قد ظبطت لك البلاد واحكمت لك الامور. اما الان اذ صارت انما هي دماء قريش تراق في الصعيد. فلا احب ان اكون انا اتولى ذلك يتولاها منهم من هو ابعد منهم مني. يقول فبعث بالكتاب الى مسلم ابن عقبة المري وهو شيخ كبير ضعيف مريض. فلما يقول دخلت عليه قال لي اما يكون بني امية ومواليهم وانصارهم المدينة الف قلت بلى ويكونون اكثر. قال فما استطاعوا ان يقاتلوا ساعة من نهار. ليس هؤلاء باهل ان ينصروا حتى يجهدوا وانفسهم في جهاد عدوهم وعز سلطانهم. اخذ الكتاب دخل على يزيد. قال لا تنصر هؤلاء فانهم الاذلاء اما استطاع ان يقاتل يوما واحدا او شطره او ساعة منه دعهم يا امير المؤمنين حتى يجهدوا انفسهم في جهاد عدوهم وعز سلطانهم ويستبين لك من يقاتل منهم على طاعتك ويصبر عليها او يستسلم اليزيد قال ويحك انه لا خير في العيش بعدهم. فاخرج فانبأني نبأك وسرب الناس. صار اه مسلم ابن عقبة فقال اه سيروا الى الحجاز اعطاهم اعطياتهم كل رجل مئة دينار فانتدب اثنى عشر الف رجل يقال ان يزيد بعث الى عبيد الله ابن زياد نغز ابن الزبير فقال عبيد الله والله لا اجمعهما ابدا قتل بنت رسول الله واغزو بيت الله. لذلك يقال ان مرجان وهي امه كانت امرأة صدق فقالت لعبيدة حين قتل حسين ويلك ماذا صنعت؟ وماذا ركبت؟ اذا حبيب يقول اقبلت حتى اوافي عبد الملك. في ذلك المكان فوجدته جالسا متقنعا تحت شجرة فاخبرته بالذي كان فسر به فانطلقنا حتى دخلنا دار مروان على جماعة بني امية فانبأهم النبأ فحمدوا الله. الان لم يقول يزيد خرج الى الخيل يتصفحها وهو متقلد سيفا متنكب قوسا عربيا ابلغ ابا ابا بكر اذا الليل سرى وهبط القوم على وادي القرى. عشرون الفا بين كهل وفتى جمع سكران من القوم ترى ام جمع يقظان نفاعا هلكارا؟ يا عجبا من ملحد يا عجبا مخادع في الدين يكف بالعرب اذا انفصل الجيش ومعهم مسلم فقال يزيد اذا حدث لك حدث يا مسلم فعلى الناس حصين ابن نمير السكوني ماذا قال له؟ قال ادعوا القوم ثلاثة فانهم اجابوك والا فقاتلهم. فاذا اظهرت عليهم فابحها ثلاثة. فما فيها من مال او رقة او وسلاح او طعام فهو للجند. فاذا مضى الثلاث فاكف عن الناس. وانظر الى علي ابن الحسين المعروف بزين العابدين فاكفف عنه واستوصي به خيرا وادني مجلسه فانه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه وقد اتاني كتابه وعلي لا يعلم بشيء ان مما اوصى به يزيد مسلم ابن عقبة. اذا قضية اباحة المدينة بالطريقة التي هي موجودة في الكتب الاخرى هي تحتاج الى تحرير. هو يزيد ابن معاوية اباحها بالكلام الذي قدم خذوا المال وذو الرقة وهي الفضة وخذوا السلاح والطعام واعطها للجند اما التعرض للحرم فهذا لم يكن وهي يعني كلمة عظيمة جدا انهم استباحوا النساء نسأل الله العافية ليست صحيحة في ذاك العصر علي ابن الحسين لما خرج بنو امية نحو الشام اوى اليه ثقل مروان ابن الحكم وكانت امرأة مروان ابن الحكم عائشة بنت عثمان ابن عفان. لما اراد اهل المدينة ان يخرجوا ذهب مروان الى ابن عمر على ان يغيب اهله عنده فابى ابن عمر ان يفعل. كلم علي ابن الحسين قال يا ابا الحسن ان لي رحما وحرمي تكون مع حرمك. فقال علي ابن الحسين نعم افعل. فبعث اليه اقبل مسلم ابن عقبة بالجيش حتى بلغ اهل المدينة اقباله هنا وثبوا الى اهل الى بني امية وقالوا اما ان نقتلكم واما ان نأخذ عنكم عهدا لا نكف عنكم حتى نضرب اعناقكم او تعطون عهدا من الله وميثاق لا تبغون غائلة ولا تدلوا لنا على عورة ولا تظهر علينا عدوا. فاعطاهم بني امية فخرجوا باثقالهم فالتقوا بمسلم بوادي القرى الان عائشة بنت عثمان ابن طلحة ذهبت الى الطائف فمرت بعلي ابن حسين فقال له احملي ابني عبدالله معك فذهبت به. دخل عمرو ابن عثمان ابن عفان على مسلم قال اخبرني خبر ما ورائك واشير علي هنا عمرو ابن عثمان ابن عفان لان اهل المدينة اخذوا منه ميثاق قال لا استطيع ان اخبرك اخذ علينا العهود والمواثيق الا ندل على عورة ولا نظاهر عدوا هنا مسلم ابن عقبة انتهر قال والله لولا انك ابن عثمان لضربت عنقك وايم الله لا اقيلها قريشيا بعدك. فخرج بما لقي من عنده الى اصحابه. مروان ابن الحكم علم ان مسلم والمعروف بكلمة مسرف قال ادخل يا عبد الملك قبلي لعله يجترئ بك عني. دخل عبد الملك فقال له مسلم هات ما عندك اخبرني خبر الناس وكيف ترى؟ قال نعم ارى ان تسير بمن معك فتنكب هذا الطريق الى المدينة حتى اذا انتهيت الى ادنى نخل بها نزلت فتستظل فيستظل الناس في ظله واكلوا من صقره نوع من الرطب. حتى اذا كان الليل اذكيت الحرس الليل كله عقبا بين اهل العسكر. حتى اذا اصبحت صليت بالناس الغداء ثم مضيت بهم وتركت المدينة ذات اليسار ثم ادرت بالمدينة حتى تأتيهم من قبل الحرة مشرقا. اذا تجعل الشمس خلفك ثم تستقبل القوم فاذا استقبلتهم وقد اشرقت عليهم وطلعت الشمس طلعت بين اكتاف اصحابك الا تؤذيهم وتقع في وجوههم فيؤذيهم حرها ويصيبهم اذاها. ويرون ما دمتم مشرقين من ائتلاف بيظكم وحرابكم واسنتكم ورماحكم وشيوخكم ودروعكم وسواعدكم ما لا ترونه انتم شيء من سلاحهم ما داموا مغربين ثم قاتلهم واستعن بالله عليهم فان الله ناصرك اذ خالفوا الامام وخرجوا من الجماعة. هنا سمع مسلم ابن عقبة هذا الكلام فقال لله ابوك اي امرئ ولد اذ ولدك لقد رأى بك خلفا. دخل مروان فقال له مسلميه وقال مروان اليس قد دخل عليك عبد الملك قال بلى واي رجل عبد الملك قل ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبيها فقال مروان اذ لقيت عبد الملك فقد لقيتني. وفعل مسلم ابن عقبة ما قال له اه عبدالملك بن مروان. فلما استقر في مكانه عفا الى اهل المدينة ان امير المؤمنين يزيد ابن معاوية يزعم انكم الاصل واني اكره اراقة دمائكم واني اؤجلكم ثلاثة فمن ارعوى وراجع الحق قبلنا منه وانصرفت عنكم وسرنا الى هذا الملحد الذي بمكة وان كنا قد اعذرنا اليكم متى حدثت واقعة الحرة في ذي الحجة من سنة ثلاث وستين آآ لان هذه الواقعة حدثت في ذي الحجة من سنة ثلاث وستين يوم الاربعاء لليلتين بقيتا منه مضت الثلاثة ايام اهل المدينة قال لهم مسلم ماذا تصنعون اتسالمون ام تحاربون؟ فقالوا بل نحارب. فقال لهم لا تفعلوا بل ادخلوا في الطاعة ونجعل حدنا وشوكتنا على هذا الملحد الذي قد جمع اليه المراق والفساق من كل اوب. هنا اهل المدينة قالوا يا اعداء الله اما والله لو اردتم ان تجاوزونا يعني نحن في الطاعة واردتم ان تجعلوا المدينة طريقا الى مكة ما تركناكم حتى نقاتلكم نحن ندعكم تأتون بيت الله الحرام وتخيفوا اهله وتلحدوا فيه وتستحلوا الحرمة لا والله لا نفعل اهل المدينة اتخذوا خندقا امروا عليهم عبدالرحمن ابن زهير ابن عبد عوف ابن عم عبدالرحمن ابن عوف الزهري وكان عبد الله بن مطيع على ربع من اهل المدينة وكان معقل ابن سنان الاشجعي على ربع اخر وكان امير جماعتهم عبد الله بن حنظلة الغسيل. اذا وكان على اعظم تلك المناطق. اذا عبد الله بن مطيع كان على قريش من اهل المدينة وعبدالله بن حنظلة كان على الانصار ومعقل ابن سنان كان على المهاجرين مسلم صمد جميع من معه فاقبل من قبل الحر حتى ضرب فسطاطه على طريق الكوفة ثم وجه الخير نحو ابن الغسيل. حمل ابن الغسيل على الخيل في الرجال الذين معه حتى كشف الخيل. حتى انتهوا الى امسلم ابن عقبة فنهض في وجوههم بالرجال وصاح بهم فانصرفوا فقاتلوا قتالا شديدا. هناك رجل قال له الفضل ابن عباس ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب. جاء الى عبد الله ابن حنظل الغسيل فقاتل في نحو من عشرين فارسا قتالا شديدا حسنا. ثم قال لعبدالله مر من معك فارسا فليأتني فليقف معي. فاذا حملت فليحملوا فوالله لا انتهي حتى ابلغ مسلما فاما ان اقتله واما ان اقتل دونه. عبدالله ابن حنظلة قال لعبدالله بن الضحاك من بني عبد الاشهل من الانصار. نادي في الخير فلتقف مع الفضل ابن عباس فدخلوا معه فقال لاصحابه الا ترونهم كشفا لئام؟ احملوا اخرى جعلت فدائكم فوالله قيل ان عاينت اميرهم لاقتلنه او اقتل دونه. صبروا ساعة فاذا بهم قد انفرجت خيل اهل الشام عن مسلم ابن عقبة. وهو في خمسمائة راجل جثاثا على الركب مشرعي الاسنة اذا فجعل آآ الفظل قصد الى صاحب الراية فظربه على مظفرة فقد المغفرة وقع ميتا وكان يظنه مسلما فقال خذها مني وانا ابن عبد المطلب فظن انه قتل مسلما. فقال الطاغية ورب الكعبة. فقال له مسلم بن عقبة اخطأت استك الحفرة وانما كان ذلك غلاما. يقال له الرومي وكان شجاعا فاخذ مسلما الان رايته ونادى يا اهل الشام اهذا القتال قتال قوم يريدون ان يدفعوا به عن دين وان يعجوا به نصر امامهم. قبح الله قتالكم منذ اليوم. ما اوجعه لقلبي واغيظه لنفسي. اما والله بما جزاؤكم عليه الا ان تحرموا العطاء. وان تجمروا في اقاصي الثغور. شدوا مع هذه الراية. طرح الله وهاكم ان لم تعتبوا فمشى برايته وشدت تلك الرجال امام الراية. شرع الفضل فقتل بين بينه وبين اطناب مسلم عشرة اذرع. قتل معه زيد ابن زيد ابن عبد الرحمن ابن عوف. وقتل معهم ايضا ابن نعيم العدوي في رجال كثير من اهل المدينة اذا اه مسلم ابن اه عقبة كان في تلك اللحظة مريضا شديد المرض وكان قد جعل كرسي وسريرا وضعه بين الصفين ثم قال لهم يا اهل الشام قاتلوا عن اميركم او دعوا ثم زحفوا فاخذوا لا يصمدون لربع من تلك الاربع الا هزموا ولا يقاتلون الا قليلا حتى تولوا. هنا اقبل عبدالله بن حنظلة فقال قتل قتالا شديدا. ثم قال بعدما قتل الفضل ابن عباس واراد ان يقتل مسلما وكان الفضل اه احمرا فلما رفع السيف ليضرب بها اه مسلم ابن عقبة قال ان العبد الاحمر قاتلي. فاين انتم يا بني الحرائر؟ اشرجوه بالرماح فوثبوا اليه فطعنوه حتى سقط. اذا هنا اه انتهى الفضل فما كان من مسلم الا انه جعل يحرضهما ويقول يا اهل الشام لستم بافضل العرب في احسابهم في حسابها ولا انسابها ولا اكثرها عددا ولا اوسعها بلادا ولم يخصصكم الله بالذي به من النصر على عدوكم وحسن المنزلة عند ائمتكم الا بطاعتكم واستقامتكم وان هؤلاء القوم. واشباه من العرب غيروا فغير الله بهم. فلذلك بدأت في المعركة شديدة جدا حتى صاح مسلم ابن عقبة بحصين ابن نمير. انزل في جندك فنزل في اهل حمص. فمشى اليهم فلما رآهم قد اقبلوا يمشون تحت راياتهم نحو ابن الغسيل. قال يا هؤلاء ان عدوكم قد اصابوا وجه القتال الذي كان ينبغي ان تقاتلوا به. واني قد ظننت الا تلبثوا الا ساعة حتى يفصل الله بينكم وبينهم اذا مشى برايته غير بعيد ثم وقف وجاء ابن نمير برايته حتى ادناها. امر مسلم بن عقبة عبدالله بن عطاء الاشعري فمشى في خمسمئة الى ابن الغسيل. ابن الغسيل لما رأى هذا الامر قال علام تستهدفون لهم؟ من اراد التعجل الى الجنة فليلزم هذه الراية قام اليه كل مستميت. فقال اغدو الى ربكم. فوالله اني لارجو ان تكونوا عن ساعة قريري عين. نهض القوم بعضهم الى بعض فاقتتلوا اشد قتال رؤي في ذلك الزمان ساعة من نهار واخذ عبد الله ابن حنظلة الغسيل يقدم بنيه امامه واحدا واحدا حتى قتلوا بين يديه وابن الغسيل يضرب بسيفه ويقول بعدا لمن رامى الفساد وطغى وجانب الحق واية الهدى لا الرحمن الا من عصى قتل معه اخوه لامه محمد ابن ثابت ابن قيس ابن شماس وكان محمد ابن ثابت يقول ما احب ان الديل ما قاتلوني مكان هؤلاء القوم. ثم قاتل. وقتل معه محمد ابن عمرو ابن حزم وعليه مروان ابن الحكم وكان برطيل من فضة فقال رحمك الله فرب سارية قد رأيتك تطيل القيام في الصلاة الى تنبيها. اذا اه ابن القتيل اه جعل يقاتل يوم الحرة ويقول احيا اباه هاشم ابن حرملة يوم الهباتين ويوم ليعمل كل الملوك عنده مغربلة ورمحه للوالدات مثقلة لا يلبث القتيل حتى جدله يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له لا يلبث القتيل حتى يجد له. يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له. اذا خرج رجل يقال له محمد ابن سعد ابن ابن ابي وقاص فقاتل فجعل يضرب والناس منهزمون بسيفه حتى غلبته الهزيمة فذهب مع الناس اباح مسلم المدينة ثلاثة ايام يقتلون الناس ويأخذون الاموال حتى ان ابا سعيد الخضري هرب الى كهف فدخل رجل من الشام خلفه فلما اخذ ابو سعيد السيف وانطلق اليه ليخيفه وجد الشامي قد استعد له فالقى السيف وقال ان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين. فقال لي من انت ولله ابوك فقلت انا ابو سعيد. قال صاحب رسول الله؟ قال نعم. فتركه. دعا مسلم ابن عقبة بقباء الى البيعة فطلب الناس منه البيعة وجعل يؤتى بالناس فيقول بايعوا فاجأه رجلان من قريش فقال بايع فقال نبايع على كتاب الله وسنة نبيه. فقال لا والله لا اقيلكما هذا ابدا فقدمهما فضرب اعناقهما فقال له مروان سبحان الله اتقتل رجلين من قريش اتيا ليؤمن فضربت اعناقهما فنخسه مسلم بالقضيب في خاصرته ثم قال وانت والله لو قلت بمقالتهما ما رأيت السماء الا برقا. اذا جاء معقل ابن سينا فدعا له بشراب فقال اي الشراب احب اليك؟ قال العسل قال اسقوه فشرب حتى ارتوى. قال اقضيت ريك من شرابك؟ قال نعم. قال والله لا تشربوا بعده شرابا ابدا الا الحميم في نار جهنم اتذكر مقالتك لامير المؤمنين؟ صرت شهرا ورجعت شهرا واصبحت صفرا. اللهم غير تعني يزيد فقد دمه فضرب عنقه. اذا هكذا اه قتل مسلم ابن عقبة معقل ابن سنان الذي لقيه في طبرية ليلة خرج من عند يزيد الذي قال سرنا شهرا ورجعنا من عند يزيد صفرا نرجع الى المدينة انخلع هذا الفاسق ونبايع لرجل من ابناء المهاجرين فيما غطفان واشجع من خلع من الخلع والخلافة اني اليت بيميني لا القاك في حرب اقدر فيه على ضرب عنقك الا فعلت ثم امر به فقتل. جيء برجل يقال له يزيد ابن وهب بن زمع. فقال بايع. قال ابايعك على سنة عمر. قال اقتلوه. قال فانا ابايع قال لا والله لا اقيلك عثرة فجاء اذا قتله جاء اه مروان ابن الحكم بصهر بينهما فقال بايعوا على انكم خول ليزيد ابن معاوية ثم امر به فقتل. جيء بعلي ابن الحسين بين مروان وابنه عبدالملك. فلما آآ وجد مسلم من عقبة انه دخل بينهما قال والله ليس مشيك بين هؤلاء لتأمن عندي. لكن والله ان هذا الامر لامير المؤمنين ولو كان لهما لقتلتك امير المؤمنين امرني واوصاني بك واخبرني انك كاتبته وذلك نافعك عندي. دخل رجل يقال له وعمرو ابن عثمان ابن عفان. فلما دخل على مسلم قال يا اهل الشام اتعرفون من هذا؟ قالوا لا. قال هذا الخبيث ابن الطيب هذا عمرو بن عثمان بن عفان امير المؤمنين هيهين يا عمرو اذا ظهر اهل المدينة قلت انا رجلا رجل منكم وان ظهر اهل الشام قلت انا ابن امير المؤمنين عثمان ابن عفان فامر به فنتفت لحيته. يا اه فجعل مسلم بن عقبة يأخذ على الناس انهم خول ليزيد. كانت وقعت الحرة مأساة في تاريخنا الاسلامي وقعت يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين لثلاث ليال بقيت منه وبذلك حج في تلك ابن الزبير بالناس سنة ثلاث وستين وكان يسمى يومئذ العائد. ويرون الامر شورى. فلما كانت ليلة المحرم آآ ونحن في منزلنا اذ قدم علينا سعيد مولى المسور ابن مخرم. فخبرنا بما اوقع مسلم باهل المدينة وما نيل منهم فجاءهم امر عظيم فرأيت القوم شهروا ووجدوا واعدوا وعرفوا انه نازل يقال رجل اسمه جويرية ابن اسماء. يقول ان معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد فقال له ان لك من اهل للمدينة يوما فان فعلوا فارمهم بمسلم ابن عقبة فانه رجل قد عرفت نصيحته. فلما هلك معاوية وفد اليه وفد من اهل المدينة وكان ممن وفد عليه عبد الله ابن حنظلة ابن ابي عامر وكان شريفا فاضلا سيدا عابدا معه ثمانية بنين له فاعطاه مائة الف درهم واعطى بنيك لكل واحد منهم عشرة الاف سوى كسوتهم وحملانهم فلما قدم المدينة عبد الله ابن حنظلة اتاه الناس وقالوا ما ورائك قال جئتكم من عند رجل والله لو لم اجد الا بني هؤلاء لجاهدتهم به. قالوا قد بلغنا انه اجادك واعطاك واكرمك قال قد فعل وما قبلت منه الا ليتقوى به وحظظ الناس فبايعوه. فلما بلغ ذلك يزيد بعث مسلم بن عقبة اليهم وقد بعث اهل المدينة الى كل ماء بينهم وبين الشام فصبوا فيه زقا من قطران وعور. فارسل الله عليهم فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة. فخرج اليهم اهل المدينة بجموع كثيرة وهيئة لم يرى مثلها فلما رآهم اهل الشام هابوهم وكرهوا قتالهم. ومسلم شديد الوجع فبينما الناس في قتال اذ سمعوا التكبير من خلفهم في جوف المدينة واقحم عليهم بنو حارثة اهل الشام وهم على الجد فانهزم الناس. فكان من اصيب في الخندق اكثر ممن قتل من الناس فدخلوا المدينة وهزم الناس وعبد الله بن حنظلة مستند الى احد بني يغط نوما نبهه ابنه فلما فتح عينيه فرأى ما صنع الناس امر اكبر بني فتقدم حتى قتل. فدخل مسلم ابن عقبة المدينة فدعا الناس للبيعة على انهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم واموالهم واهليهم ما شاء وهذه المهزأ وهذه المأساة انتهت بهذا الحدث العظيم وهي سنة سنة ثلاث وستين نسأل الله العافية صلى الله على محمد