الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا زلنا في سنة اربع وستين من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن مع خلافة مروان ابن الحكم وفي هذه السنة بويع لمروان ابن الحكم بالخلافة بالشام سبب البيعة له انه لما بيع عبدالله بن الزبير ولى المدينة عبيدة ابن الزبير وعبدالرحمن ابن جحدم الفهري مصر واخرج بني امية ومروان ابن الحكم الى الشام وعبد الملك يومئذ ابن ثمان وعشرين فلما قدم حصين بن نمير ومن معه الى الشام اخبر مروان بما خلف عليه ابن الزبير وانه دعاه الى البيعة فابى فقال له ولبني امية نراكم في اختلاط شديد فاقيموا امركم قبل ان يدخل عليكم شامكم. فتكون فتنة عمياء صماء فكان من رأي مروان ان يرحل فينطلق الى ابن الزبير فيبايعه فقدم عبيد الله بن زياد واجتمعت عنده بنو امية وكان قد بلغ عبيد الله ما يريد مروان فقال له استحييت لك مما تريد. انت كبير قريش وسيدها تصنع ما تصنعه فقال ما فات شيء بعد. فقام معه بنو امية ومواليهم وتجمع اليه اهل اليمن. فسار وهو يقول ما فات شيء بعد اذا بعد ما انتهى الامر بحصار ابن الزبير الى انه بلغهم وفاة يزيد عبدالله بن الزبير دعا الناس الى بيعته فبايعه الناس مروان ابن الحكم اراد بيعة عبد الله ابن الزبير لكن عبيد الله بن زياد ثناه عن ذلك ورجعوا مرة اخرى الى الشام للمطالبة في هذا الامر. وكان قوله ما فات شيء بعد ما فات شيء شيء بعد فقدم دمشق ومن معه والضحاك ابن قيس الفهري قد بايعه اهل الشام على ان يصلي بهم ويقيم لهم امرهم حتى يجتمع امر امة محمد صلى الله عليه وسلم اذا يزيد ابن معاوية لما مات وابنه معاوية من بعدي وكان معاوية ابن يزيد ابن معاوية فيما يعني تحدث الناس في ذلك الامر امر بعد ولايته فنودي بالشام الصلاة جامعة فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد. فاني قد نظرت في امركم فضعفت عنه فابتغيت لكم رجلا مثل عمر بن الخطاب رحمه رحمة الله عليه حين فزع اليه ابو بكر فلم اجده فابتغيت لكم ستة في الشورى مثل ستة عمر فلم اجدها فانتم اولى بامركم فاختاروا له من احببتم ثم دخل منزله ولم يخرج الى الناس وتغيب حتى مات اذا قيل ان معاوية بن يزيد دس اليه فسقي سما وقال بعضهم طعن. اذا قدم عبيد الله بن زياد دمشق وعليها الضحاك بن قيس الفهري. فثار زفر بن الحارث الكلابي يبايع لعبدالله ابن الزبير وبايع النعمان بن بشير الانصاري بحمص لابن الزبير وكان حسان ابن مالك بحدل الكلبي بفلسطين عاملا لمعاوية ابن ابي سفيان ثم ليزيد بن معاوية بعده وكان يهوى هوى بني امية وكان سيد اهل فلسطين فدعا حسان ابن مالك ابن بحدل الكلبي روح ابن زنباع الجزمي فقال اني مستخلفك على فلسطين وادخل هذا الحي من لخم وجذام ولست بدون رجل اذ كنت عينهم قاتلت بمن معك من قومك وخرج حسان ابن مالك الى الاردن واستخلف روح ابن زيمباء على فلسطين فثار ناتل ابن قيس بروح ابن زنب فاخرجه فاستولى على فلسطين وبايع لابن الزبير وقد كان عبدالله بن الزبير كتب الى عامله بالمدينة ان ينفي بني امية من المدينة فنفوا بعيالاتهم ونسائهم الى الشام فقدمت بنو امية دمشق وفيها مروان بن الحكم فكان الناس فريقين حسان بن مالك بالاردن يهوى هوى بني امية ويدعو اليهم والضحاك بن قيس الفهري بدمشق يهوى هوى عبدالله بن الزبير ويدعو اليه قال فقام حسان ابن مالك بالاردن فقال يا اهل الاردن ما شهادتكم على ابن الزبير وعلى قتلى اهل الحرة قالوا نشهد ان ابن الزبير منافق ان قتل اهل الحارة في النار قال فما شهادتكم على يزيد ابن معاوية وقتلاكم بالحرة قالوا نشهد ان يزيد على الحق وان قتلانا في الجنة. قال وانا اشهد لئن كان دين يزيد ابن معاوية وهو حي حقا يومئذ ان انه اليوم وشيعته على حق وان كان ابن الزبير يومئذ وشيعته على باطل انه اليوم على باطل وشيعته قالوا له قد صدقت نحن نبايعك على ان نقاتل من خالفك من الناس وطاعة من الزبير على ان تجنبنا هذين الغلامين فانا نكره ذلك يعنون ابن يزيد ابن معاوية عبد الله وخالدة فانهما حديثة اسنانهما ونحن نكره ان يأتينا الناس بشيخ ونأتيهم بصبي. اذا الشيخ المقصود به عبدالله ابن الزبير وقد كان الضحاك بن قيس بدمشق يهوى هوى بن الزبير وكان يمنعه من اظهار ذلك ان بني امية كانوا بحضرته وكان يعمل في ذلك سرا وبلغ ذلك حسان بن مالك بن بحدر فكتب الى الضحى كتابا يعظم فيه حق بني امية ويذكر الطاعة والجماعة وحسن بلاء بني امية عنده وصنيعهم اليه ويدعوه الى طاعته ويذكر ابن الزبير ويقع فيه ويشتمه ويذكر انه منافق قد خلع خليفتين لانه خلع خلع يزيد وخلع معاوية وامره ان يقرأ كتابه على الناس ودعا رجلا من كلب يدعى ناقضة فصرح بالكتاب معه الى الضحاك ابن قيس وكتب حسان بن مالك نسخة ذلك الكتاب ودفعه الى ناقضة وقال ان قرأ الضحاك كتابي على الناس والا فقم فاقرأ هذا الكتاب على الناس وكتب حسان الى بني امية يأمرهم ان يحضروا ذلك فقدم ناغضة بالكتاب على الضحاك فدافعوا اليه ودافع كتاب بني امية اليهم فلما كان يوم الجمعة صعد الضحاك المنبر فقام اليه ناغضة فقال اصلح الله الامير ادع بكتاب حسان فاقرأه على الناس فقال له الضحاك اجلس فجلس ثم قام اليه الثانية فقال له اجلس ثم قام اليه الثالثة فقال اجلس فلما رآه ناغظة لا يفعل اخرج الكتاب الذي معه فقرأه على الناس فقام الوليد بن عتبة بن ابي سفيان فصدق حسانا وكذب ابن الزبير وشتمه وقام يزيد ابن ابي النمس الغساني فصدق مقالة حسان وكتابة وشتم ابن الزبير وقام سفيان بن الابرد الكلبي فصدق مقالة حسان وكتابه وشتم ابن الزبير وقام عمرو بن يزيد الحكمي فشتم حسان على ابن الزبير. واضطرب الناس تبعا لهم ثم امر الضحاك بالوليد بن عتبة ويزيد بن ابي النمس وسفيان بن الابرد الذين كانوا صدقوا مقالة حسان وشتم ابن الزبير فحبسوا وجال الناس بعضهم في بعض ووثبت كلب على عمرو بن يزيد الحكم فضربوه وحرقوه بالنار وخرقوا ثيابه وقام خالد بن يزيد بن معاوية فصعد مرقاتين من المنبر وهو يومئذ غلام. والضحاك بن قيس على المنبر. فتكلم خالد بن يزيد بكلام اوجز فيه لم يسمع مثله وسكن الناس ونزل الضحاك فصلى بالناس الجمعة ثم دخل فجاءت كلب فاخرجوا سفيان بن الابرد وجاءت غسان فاخرجوا يزيد ابن ابي النمس فقال الوليد بن عتبة لو كنت من كلب او غسان اخرجت قال فجاء ابن يزيد ابن معاوية خالد وعبدالله معهم اخواله من كلب. فاخرجوه من السجن فكان ذلك اليوم يسميه اهل الشام يوم جيرون الاول. واقام الناس بدمشق وخرج الضحاك الى مسجد دمشق فجلس فيه فذكر يزيد ابن معاوية فوقع فيه فقام اليه شاب من كلب بعصا معه فضابه بها. والناس جلوس في الحلق متقلد السيوف فقام بعضهم الى بعض في المسجد فاقتتلوا. قيس تدعو الى ابن الزبير ونصرة الضحاك وكلب تدعو الى بني امية ثم الى خالد بن يزيد ويتعصبون ليزيد ودخل الضحاك دار الامارة واصبح الناس فلم يخرج الى صلاة الفجر وكان من الاجناد ناس يهوون هوى بني امية وناس يهوون هوى الزبير وناس يهوون هوى ابن الزبير فبعث الضحاك الى بني امية فدخلوا عليه من الغد. فاعتذر اليهم وذكر حسن بلاءهم عند مواليهم وعنده وانه ليس يريد شيئا يكرهونه قال فتكتبون الى حسان ونكتب فيسير من الاردن حتى ينزل الجابية ونسير نحن وانتم حتى نوافيه بها فنبايع لرجل منكم فرظيت بذلك بنو امية وكتبوا الى حسان وكتب اليه الضحاك وخرج الناس وخرجت بنو امية واستقبلت الرايات وتوجهوا يريدون الجابية فجاء ثور بن معن بن يزيد بن الاخنس السلمي. الى الضحاك فقال دعوتنا الى طاعة ابن الزبير فبايعناك على ذلك وانت تسير الى هذا الاعراب من كلب تستخلف ابن يستخلف ابن اخيه خالد ابن يزيد فقال له الضحاك فما الرأي قال الرأي ان نظهر ما كنا نسر وندعوا الى طاعة ابن الزبير ونقاتل عليها فمالت ضحاك بمن معه من الناس فعطفهم ثم اقبل يسير حتى نزل بمرج راهط واختلف في الوقعة التي كانت بمرج راهط بين الضحاك بن قيس ومروان بن الحكم اقال الواقدي بويع مروان بن الحكم في المحرم سنة خمس وستين وكان مروان بالشام لا يحدث نفسه بهذا الامر حتى اطمعه فيه عبيد الله بن زياد حين قدم عليه من العراق فقال له انت كبير قريش ورئيسها يلي عليك الضحاك ابن قيس فذلك حين كان ما كان. فخرج الى الضحاك في جيش فقتلهم مروان والضحاك يومئذ في طاعة ابن الزبير وقتلت قيس بمرجراهط مقتلة لم يقتل مثلها في موطن قط قال هشام ابن عروة قال قتل الضحاك يوم مرج راهة على انه يدعو الى عبد الله ابن الزبير وكتب به الى عبد الله لما ذكر عنه من طاعته وحسن رأيه وقال غير هشام كانت الوقعة بمرج راهط بين الضحاك ومروان في سنة اربع وستين وقال ابو الحويرث قال قال اهل الاردن وغيرهم لمروان انت شيخ كبير وابن يزيد غلام وابن الزبير كهل وانما يقرع الحديد بعضه ببعض فلا تبارهي بهذا الغلام وارمي بنحرك في نحره ونحن نبايعك ابسط يدك فبسطها فبايعوه بالجابية يوم الاربعاء لثلاث خلونا من ذي القعدة سنة اربع وستين وقال عامر بن عبدالله ان الضحاك لما بلغه ان مروان قد بايعه من بايعه على الخلافة بايع من معه لابن الزبير ثم سار كل واحد منهما الى صاحبه فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل الضحاك واصحابه قال ابو الزناد قال لما ولي المدينة عبدالرحمن بن الضحاك كان فتى شابا فقال ان الضحاك ابن قيس قد كان دعا قيسا وغيرها الى البيعة لنفسه فبايعهم يومئذ على الخلافة فقال له زفر بن عقيل الفهري هذا الذي كنا نعرف ونسمع وان ابن الزبير يقولون وان بني الزبير يقولون ان مكان بايع لعبدالله بن الزبير وخرج في طاعته حتى قتل الباطل والله يقولون. تناول ذاك ان قريش دعته اليها فابى عليها حتى دخل فيها كارها وقعة مرج راهط بين الضحاك ابن قيس ومروان ابن الحكم قال الطبري رحمه الله محدثا عن عوانة ابن الحكم الكلبي قال مالت ضحاك بن قيس بمن معه من الناس حين صار يريد الجابية للقاء حسان ابن مالك فعطفهم ثم اقبل يسير حتى نزل بمرج راهط. واظهر البيعة لابن الزبير. وخلع بني امية وبايعوا على ذلك جل اهل دمشق من اهل اليمن وغيرهم وقد سارت بنو امية ومن تبعهم حتى وفوا حسان بالجابية. فصلى بهم حسان اربعين يوما. والناس يتشاورون وكتب الضحاك الى النعمان ابن بشير وهو على حمص والى زفر ابن الحارث وهو على قنسرين. والى ناتي لابن قيس وهو على فلسطين يستمده. وكانوا على طاعة ابن الزبير. فامده النعمان بشرح ذي القلاع ومدوا زفر باهل قنسرين ومده ناتل باهل فلسطين. فاجتمعت الاجناد الى الضحاك بالمرج. وكان الناس قيل لهم اهواء مختلفة فاما ما لك بن هبيرة السكوني فكان يهوي هوى بني يزيد ابن معاوية ويحب ان تكون الخلاف فيهم واما حصين بن نمير السكوني فكان يهوى ان تكون الخلافة لمروان ابن الحكم فقال مالك بن هبيرة لحصين بن نمير هلم فلنبايع لهذا الغلام الذي نحن ولدنا اباه وهو ابن اختنا فقد عرفت منزلتنا كانت من ابيه فانه كان يحملنا على رقاب العرب غدا يعني خالد بن يزيد فقال الحصيد لا لعمر الله لا تأتينا العرب بشيخ ونأتيهم بالصبي فقال مالك هذا ولم ترضي تهامة لما بلغ الحزام الطبيين فقال مهلا يا ابا سليمان. فقال له ما لك والله لان استخلفت مروان وال مروان ليحسدونك على صوتك وشراك نعلك وظل شجرة تستظل بها. ان مروان ابو عشرة عشرة وعم عشرة وقيل ان مروان ابو عشيرة واخو عشيرة وعم عشيرة. فان بايعوه كنتم عبيدا لهم. ولكن عليكم بابن اختكم خالد فقال حصين اني رأيت في المنام قنديلا معلقا من السماء وان من يمد عنقه الى الخلافة تناله فلم ينله وتنال وتناوله مروان فناله. والله لنستخلفنه. فقال ما لك ويحك يا حصين اتبايع لمروان وال مروان وانت تعلم انهم اهل بيت من قيس. فلما فلما اجتمع رأيهم للبيعة لمروان ابن الحكم قام روح بن زنباع الجزامي فحمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس انكم تذكرون عبد الله انكم تذكرون عبد الله بن عمر بن الخطاب. وصحبته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ايها الناس انكم تذكرون عبد الله ابن عمر ابن الخطاب وصحبته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمه في الاسلام وهو كما تذكرون ولكن ابن عمر رجل ضعيف وليس بصاحب امة محمد الضعيف واما ما يذكر الناس من عبد الله بن الزبير ويدعون اليه من امره فهو والله كما يذكرون. بانه لابن الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن اسماء ابنة ابي بكر الصديق ذات النطاقين وهو بعد كما تذكرون في قدمه وفضله ولكن ابن الزبير منافق قد خلع خليفتين يزيد وابنه معاوية ابن يزيد. وسفك الدماء وشق عصا المسلمين وليس صاحب امر امة محمد صلى الله عليه وسلم المنافق واما مروان ابن الحكم فوالله ما كان في الاسلام صدع قط الا كان مروان مما يشعب ذاك الصدع. وهو الذي قاتل عن امير المؤمنين عثمان بن عفان يوم دار وهو الذي قاتل علي ابن ابي طالب يوم الجمل. وانا نرى للناس ان يبايعوا الكبير ويستثبتوا ويستبشوا وانا نرى ان للناس ان يبايعوا الكبير ويستشبو الصغير يعني بالكبير مروان ابن الحكم وبالصغير خالد ابن يزيد ابن معاوية قال فاجمع رأي الناس على البيعة لمروان ثم لخالد بن يزيد من بعده ثم لعمرو بن سعيد بن العاص من بعد خالد على ان امارة دمشق لعمرو بن سعيد بن العاص وامارة حمص لخالد بن يزيد بن معاوية قال فدعا حسان ابن مالك ابن بحدة لخالد ابن يزيد فقال ابني اختي ان الناس قد ابوا ابا لاختي ان الناس قد ابوك لحداثة سنك. واني والله ما اريد هذا الامر الا لك ولاهل بيتك. وما ابايع مروانا الا نظرا لكم فقال له خالد بل عجزت عنا؟ قال لا والله ما عجزت عنك. ولكن الرأي لك فما رأيت ثم دعا حسان بن مروان فقال يا مروان ان الناس والله ما كلهم يرضى بك. فقال له مروان ان يرد الله ان يعطينيها لا يمنعني اياها احد من خلقه وان يريد ان يمنعني فلا يعطيني اياها احد من خلقه. قال فقال له حسان صدقت وصعد حسان المنبر يوم الاثنين فقال يا ايها الناس انا نستخلف اليوم الخميس ان شاء الله فلما كان يوم الخميس علي مروان وبايع الناس له وسار مروان الى الجابية في الناس حتى نزل مرجى راهط على الضحاك في اهل الاردن من كلب واتته والسكاسك والسكون وغسان وربع حسان بن مالك بن بحدل الى الاردن. قال وعلى ميمنته اعني مروان عمرو ابن تعيد ابن العاص وعلى ميسرته عبيد الله ابن زياد وعلى ميمنة الضحاك زياد ابن عمر ابن معاوية العقيلي وعلى ميسرة رجل الاخر لم احفظ اسمه وكان يزيد ابن ابي النمس الغساني لم يشهد الجابية وكان مختبئا بدمشق فلما نزل مروان مرجا راهط ثار يزيد ابن ابي النمس باهل دمشق في عبيدها فغلب عليها واخرج عامل الضحاك منها. وغلب على الخزائن وبيت المال وبايع لمروان ومده بالاموال والرجال والسلاح فكان اول فتح فتح على بني امية قال وقاتل مروان الضحاك عشرين ليلة كان ثم هزم اهل المرج وقتلوا وقتل وقتل الضحاك وقتل يومئذ من اشراف الناس من اهل الشام ممن كان مع الضحاك ثمانون رجلا كلهم كان يأخذ القطيفة. والذي كان يأخذ القطيف يأخذ الفين في العطاء. وقتل اهل الشام يومئذ مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها قط من القبائل كلها. وقتل مع الضحاك يومئذ رجل من كلب من بني يقال له مالك ابن يزيد ابن مالك ابن كعب. وقتل يومئذ صاحب لواء قضاعة. حيث دخلت قضاعة الشام. وهو جد ادلج ابن المقدام ابن زمل ابن عمر ابن ربيعة ابن عمر الجرشي وقتل ثور بن معن بن يزيد السلمي وهو الذي كان رد الضحاك عن رأيه قال وجاء برأس الضحاك رجل من كلب وذكروا ان مروان حين اتي برأسه ساءه ذلك وقال الان حين كبرت سني ودق عظمي وصرت في مثل ضمئ الحمار اقبلت بالكتائب اضرب بعضها ببعض. قال وذكروا انه مر يومئذ رجل قتيل فقال وما ضرهم غير حين النفوس اي اميري قيس غلب وما ضراهم غير حين النفوس اي اميري قريش غلب. وقال مروان حين بويع له ودعا الى نفسه لما رأيت الامر امرا نهبا سيرت غسان لهم وكلب والسكاكين رجالا غلبا وطيئا تأباه الا ضربا والقين تمشي في الحديد نكبا ومن تنوخ مشمخر صعب لا تأخذون الملك لا تأخذون الملك الا غصبا وان دنت قيس فقل لقربى. قال قال رجل من بني عبد ود من اهل الشام حدثني من شهد مقتل الضحاك ابن قيس قال مر بنا رجل من كلب يقال له زحمة ابن عبد الله كأنما يرمي بالرجال الجداء. ما يطعن رجلا الا صرعه ولا يضرب رجلا الا فجعلت انظر اليه اتعجب من فعله ومن قتله الرجال. اذ حمل عليه رجل فصرعه زحمة وتركه فاتيته نظرت الى المقتول فاذا هو الضحاك ابن قيس فاخذت رأسه فاتيت به الى مروان فقال انت قتلته قال لا ولكن قتله زحنة ابن عبد الله الكلبي فاعجبه صدقي اياه وترك ادعاء فامر لي بالمعروف واحسن الى زحنه قال ابو مخنف عن حبيب ابن كرة قال والله ان راية مروان يومئذ لمعي وانه ليدفع بنعل سيفه في ظهري. قال ابن برايتك ابى لك ان هؤلاء لو قد وجدوا لهم حد السيوف فرج انفراج الرأس وانفراج الغنم عن راعيها. وكان مروان في ستة الاف وكان على خيره عبيد الله بن زياد. وكان على الرجال ما لك ابن قال عبدالملك بن نوفل وذكروا ان بشر بن مروان كانت معه يومئذ راية يقاتل بها وهو يقول ان على الرئيس حقا حقا ان يخضب الصعدة او تندق. قال وصرع يومئذ عبد العزيز بن مروان قال ومر مروان يومئذ برجل من محارب وهو في نفر يسير تحت راية يقاتل عن مروان فقال مروان يرحمك الله لو انك انضممت باصحابك فاني اراك في قلة فقال ان معنى يا امير المؤمنين من الملائكة مددا اضعاف من تأمرنا ان ننضم اليه. فسر بذلك مروان وضحك وضم اناسا اليه ممن كان معه. قال وخرج الناس منهزمين من المرج الى اجنادهم فانتهى اهل حمص الى حمص والنعمان بن بشير عليها فلما بلغ النعمان الخبر خرج هاربا ليلا ومعه امرأته نائلة بنت عمارة الكلبية ومعه ثقله وولده فتحير ليلته كلها. واصبح اهل حمص فطلبوه. وكان الذي طلب رجل مناعيين يقال له عمرو بن الخلي فقتله واقبل برأس النعمان ابن بشير وبناء الى امرأته وولدها. فالقى الرأس في حجر ام ابان ابنة النعمان التي كانت الحجاج بن يوسف بعد قالت فقالت نائلة القوا الرأس الي. فانا احق به منها. فالقى الرأس في حجرها ثم اقبلوا بهم. وبالرأس حتى انتهوا بهم الى حمص فجاءت كلب من اهل حمص فاخذوا نائل وولدها قال وخرج زفر بن الحارث من هاربا فلحق بقرقيسيا. فلما انتهى اليها وعليها عياض الجرشي وابن اسلم ابن كعب ابن مالك ابن لغز ابن اسود ابن كعب ابن حدس ابن اسلم. وكان يزيد ابن معاوية ولاه قرقيسي فحال عياض بين الزفر وبين الدخول فقال له زفر اوثق لك بالطلاق والعتاق اذا انا دخلت حمامها ان اخرج منها فلما انتهى اليها ودخلها لم يدخل حمامها واقام بها. واخرج عياضا منها وتحصن زفر بها وثابت اليه قيس قال وخرج ناتل ابن قيس الجدمي صاحب فلسطين هاربا فلحق بابن الزبير بمكة واطبق اهل الشام على مروان واستوثقوا له واستعمل عليها عماله قال قال فخرج مروان حتى اتى مصر بعد ما اجتمع له امر الشام فقدم مصر عليها عبدالرحمن ابن جحدم القرشي. وخرج مروان حتى مصر بعدما اجتمع له امر الشام فقدم مصر عليها عبدالرحمن بن جحدم القرشي يدعو الى ابن الزبير فخرج اليها في من معه من بني فهر وبعث مروان عمرو بن سعيد الاشدق من ورائه حتى دخل مصر وقام على منبرها يخطب الناس وقيل لهم قد دخل عمرو مصر فرجعوا. وامر الناس مروان وبايعوه ثم اقبل راجعا نحو الشام حتى اذا دنا منها بالغه ان ابن الزبير قد بعث اخاه مصعب بن الزبير نحو فلسطين فسرح اليه مروان عمرو بن سعيد بن العاص في جيش واستقبله قبل ان يدخل الشام فقاتله فهزم اصحاب مصعب وكان معه رجل من بني عذرة يقال له محمد ابن حريث ابن سليم وهو بني الاشدق فقال والله ما رأيت مثل مصعب ابن الزبير رجلا قط اشد قتالا فارسا وراجلا. ولقد رأيته في الطريق فيطردوا باصحابه ويشد على رجليه حتى رأيتهما قد دميتا. قال وانصرف مروان حتى استقرت به الشام ورجع اليه عمرو بن سعيد وايضا انه لما قدم عبيد الله ابن زياد من العراق فنزل الشام اصاب بني امية بتدمر قد نفاهم ابن الزبير من المدينة ومكة ومن الحجاز كلها فنزلوا بتدمر واصابوا الضحاك ابن قيس اميرا على الشام لعبدالله ابن الزبير فقدم ابن زياد حين قدم ومروان يريد ان يركب الى ابن الزبير فيبايعه بالخلافة فيأخذ منه الامان لبني امية فقال له ابن زياد انشدك الله تفعل ليس هذا برأي ان تنطلق وانت شيخ قريش الى ابي خبيب الخلافة ولكن ادع اهلها تدمر فبايعهم ثم سر به وبمن معك من بني امية الى الضحاك ابن قيس حتى تخرجه من الشام. فقال عمرو بن سعيد بن العاص صدقه صدق والله عبيد الله بن زياد ثم انت سيد قريش وفرعها وانت حق الناس بالقيام بهذا الامر. انما ينظر الناس الى هذا الغلام يعني خالد ابنه زيد ابن معاوية فتزوج امه فيكون في حجرك قال ففعل مروان ذلك فتزوج ام خالد بن يزيد وهي فاختة ابنة ابي هاشم ابن عتبة ابن ربيعة ابن عبد شمس ثم جمع بني امية فبايعوه عليهم وبايعه اهل تدمر ثم سار في جمع عظيم الى الضحاك ابن قيس وهو يومئذ بدمشق فلما بلغ الضحاك ما صنع بنو امية ومسيرتهم اليه. خرج بمن تبعه من اهل دمشق وغيرهم فيهم زفر ابن الحارث فالتقوا بمرج راهض فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل الضحاك ابن قيس الفهري وعامة اصحابه. وانهزم بقيتهم فتفرقوا واخذ زفر ابن الحارث وجها من تلك الوجوه وهو وشابان من بني سليم فجاءت خيل مروان تطلبهم فلما خاف السلميان ان تلحقهم خيل مروان قال لزفر يا هذا انجو بنفسك فاما نحن فمقتولان. فمضى زفر وتركهم حتى اتى قرقيسيا فاجتمعت اليه قيس فرأسوه وعليهم فذلك حيث يقول زفر بن الحارث فلم تر مني نبضة قبل هذه فراري وتركي صاحبي ورائي. عشية اعدو بالقرآن فلا ارى من الناس الا من علي ولا لي ايذهب يوم واحد ان اسأته بصالح ايامي وحسن بلائي فلا صلح حتى تنحط قيل بالقلى فلا صلح حتى تنحت الخيل بالقنا وتثأر من نسوان كلب نسائي. الا ليت شعري هل تصيب بل نغارة تلوخا وحيا طي من شفائيا ولما بايع حصين بن نمير مروان بن الحكم وعصا مالك بن هبيرة. فيما اشار به عليه من بيعة خالد بن يزيد بن معاوية واستقر لمروان بن من الحكم الملك وقد كان الحصين بن نمير اشترط على مروان ان ينزل البلقاء من كان بالشام من كندة وان يجعلها لهم مأكل فاعطاه ذلك وان بني الحكم لما استوثق الامر لمروان وقد كانوا اشترطوا لخالد بن يزيد بن معاوية شروطا قال مروان ذات يوم وهو جالس في مجلسه ومالك ابن عميرة جالس عنده. ان قوما يدعون شروطا منهم عصارة هلا يعني مالك ابن هويرة وكان رجل يتطيب ويتكحل فقال مالك بن هبيرة هذا ولما تردي تهامة ولما يبلغ الحزام الطبيين. فقال مروان مهلا يا ابا سليمان انما داعبناك فقال مالك هو ذاك وفي هذه السنة بايع جند خراسان لسلمى بن زياد بعد موت يزيد ابن معاوية على ان يقوم بامرهم حتى يجتمع الناس على خليفة ذكر الخبر عن فتنة عبدالله ابن حازم وبيعه وبيعة سلم ابن زياد وفيها كانت فتنة عبد الله ابن خازم بخراسان يقول اخبر مسلمة بن محارب قال بعث سلم بن زياد بمن اصاب من هدايا سمرقند وخوارزم الى يزيد بن معاوية مع عبدالله بن غازب وقام سل مواليا على خراسان حتى مات يزيد ابن معاوية. ومعاوية ابن يزيد فلما بلغ سلما موته واتاه مقتل يزيد ابن زياد في سجستان واسر ابي عبيدة ابن زياد وكتم الخبر قال ابن عرادة يا ايها الملك المغلق بابه حدثت امور شأنهن عظيم. قتلى بجنزة والذين بكابل ويزيد اعلى شأنه المكتوم ابني امية ان اخر ملككم جسد بحوران ثم قيمة ابني امية ان اخر ملككم جسد بحوارين ثم مقيم. طرقت منيته عند وساده كوب وزق راعف مرثوم وما رتبك على نشوانها بالصنج تقعد تارة وتقوموا فلما ظهر شعر ابن عرادة اظهر سلم موتى يزيد ابن معاوية ومعاوية ابن يزيد ودعا الناس الى البيعة على الرضا حتى يستقيم امر الناس على الخليفة فبايعوه ثم مكثوا بذلك شهرين ثم نكثوا به قال قال شيخ من اهل خراسان لم يحب اهل خرسان اميرا قط حبهم لسلم ابن زياد فسمي في تلك السنين التي كان بها سلم اكثر من عشرين الف مولود بسلب. من حبهم سلمى وايضا قال لما اختلف الناس بخراساء ومكثوا بيعة سلب خرج سلم عن خراسان وخلف عليها المهلب بن ابي صفرة فلما كان بسرخس لقيه سليمان ابن مرثد احد بني قيس ابن ثعلبة فقال له من خلفت على خراسان قال المهلا قال ضاقت عليك نزار حتى وليت رجلا من اهل اليمن فولاه مر الرود والفار ياب والطالقان والجوزجان وولى اوس بن ثعلب بن زفر وهو صاحب قصر اوس بالبصرة هراه. ومضى فلما صار بنيسابور لقيه عبدالله بن خازن فقال من وليت من ولي فقال من وليت خرسان فاخبره فقال اما وجدت في مضر رجلا تستعمله حتى فرقت خراسان بين بكر ابن وائل وموزون عمان قال له اكتب لي عهدا على خراسان او الى خراسان انا قال اكتب لي عهدا وخلاك ذنب. فكتب له عهدا على خراسان قال فاعني الان بمائة الف درهم فامر له بها واقبل الى مروء وبلغ الخبر المهلى بن ابي صفرة فاقبل واستخلف رجلا من بني جشم بن سعد عن ابن زيد مناب تميم قال لما صار عبدالله بن حازم الى مرو بعهد سلم بن سيات منعه الجوشامي فكانت بينهما مناوشة فاصابت الجشم رمية بحجر في جبهته وتحاجزوا وخل الجشم وبين مرو الروض وبينه فدخلها ابن خازم ومات الجشم بعد ذلك بيومين قال لما مات يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد وثب اهل خرسان بعمال فاخرجوهم. وغلب كل قوم على ناحية ووقعت الفتنة غلب ابن خازم على خراسان ووقعت الحرب قال اقبل عبد الله بن خادم فغلب على مروء ثم سار الى سليمان بن مرثد فلقيه بمرو الروض فقاتله اياما فقتل سليمان بن مرثد ثم سار عبدالله بن حازم الى عمرو بن مرثد وهو في سبعمائة وبلغ عمرا اقبال عبدالله اليه وقتله اخاه سليمان فاقبل اليه فالتقوا على نهر قبل ان يتوافى الى ابن خازم اصحابه. فامر عبد الله من كان معه فنزلوا فنزل وسال عن زهير ابن ذئيب بالعدو فقالوا لم يجيء حتى اقبل وهو على حاله فلما اقبل قيل له هذا زهير قد جاء. فقال له عبدالله تقدم فالتقوا فاقتتلوا طويلا فقتل عمرو بن مرثد وانهزم اصحابه فلحقوا بهراه باوس ابن ثعلبة ورجع عبد الله ابن خازم الى مرو قال وكان الذي ولي قتل عمرو ابن مرثد زهير ابن حيان العدوي فيما يرون فقال الشاعر اتذهب وايام الحروب ولم تبئ زهير بن حيان بعمرو بن مرثد. وكان من اهل هرا قال دخل عبدالله بن حازم سليمان وعمرو بن مرثد المرفديين من بني قيس بن ثعلبة ثم رجع الى مروء يقول قتل عبد الله بن خادم سليمان وعمرو بن مرثد المرفديين من بني قيس بن ثعلبة ثم رجع الى مروء وهرب من بمرو الروض من بكر ابن وائل الى هراه. وانضم اليها من كان بكورا بكور خرسان من بكر ابن وائل فكان لهم بها جمع كثير عليهم اوس بن ثعلبة فقالوا له نبايعك على ان تسير ابن خازن. وتخرج مضر من خرسان كلها. فقال لهم هذا بغي واهل البغي مخذولون. اقيموا مكانكم هذا فان ترككم نخاصم وما اراه يفعل. فارظوا بهذه الناحية وخلوه وما هو فيه. فقال بنو صهيب وهم والي بني جحدر لا والله لا نرضى ان نكون نحن ومضر في بلد. وقد قتلوا ابني مرفد. فان اجبتنا الى هذا والا امرنا علينا غيرك قال انما انا رجل منكم فاصنعوا ما بدا لكم فبايعوه وسار اليه ابن خازن واستخلف ابنه موسى واقبل حتى نزل على واد بين عسكره وبين هراه. قال فقال البكريون لاوس اخرج فخندق خندقا دون المدينة فقاتلهم في وتكون المدينة من ورائنا فقال لهم اوس الزموا المدينة فانها حصينة وخلوا ابن خادم ومنزله الذي هو فيه فانه ان طال مقامه ضجر فاعطاكم ما ترضون به فان اضطررتم الى القتال قاتلتم فابوا وخرجوا من المدينة فخندقوا خندقا دونها فقاتلهم نخازم نحوا من سنة قال وزعم الاحنف ابن الاشهب الضبي واخبر قال سارة ابن خازم الى هراه وفيها جمع كثير لبكر ابن وائل قد خندقوا عليهم وتعاقدوا على اخراج مضر ان ظفروا بخراساء. فنزل بهم ابن خازم فقال له هلال الضبي احد بني ظهر ثم احد بني اوس انما تقاتل اخوتك من بني ابيك والله ان نلت منهم فما تريد ما في العيش بعدهم من خير. وقد قتلت بمرو الروض منهم من قتلت. فلو اعطيتم شيئا يرضون به او اصطلحت هذه الامر او اصلحتم هذا الامر قال والله لو خرجت لهم عن خراسان ما رضوا بها ولو استطاعوا ان يخرجوكم من الدنيا لاخرجوكم. قال لا والله لا ارمي معك بسهم ولرجل يطيعني من خندف حتى تعذر اليهم. قال فانت رسولي اليهم فارظهم. فاتى هلالي لاوس بن ثعلب فنام اشده الله والقرابة. قال اذكرك الله في نزار ان تسفك دماءها وتضرب بعضها ببعض. قال لقيت بني طيب قال لا والله قال فالقهم. فخرج فلقي ارث من مطرف الحنفي. وضم ضم ابن يزيد. او عبد الله بن ضمضم بن يزيد وعاصم ابن السلط ابن الحريث الحنفيين وجماعة من بكر ابن وائل وكلمهم بمثل ما كلم به اوسى. فقالوا هل لقيت بني صهيب فقال لقد عظم الله امر بني صهيب عندكم لا لم القهم قالوا القهم. فاتى بني صهيب فكلمهم فقالوا لا لولا انك رسول لقتلناك قال افما يرضيكم شيء قالوا واحدة من اثنتين ايمان تخرج عن خراسان ولا يدعو فيها لمضر داع واما ان تقيموا وتنزلوا لنا عن كل كراع وسلاح وذهب وفضة قال اما اما شيء غير هاتين قالوا لا. قال حسبنا الله ونعم الوكيل. فرجع الى ابن خازن فقال ما عندك قال وجدت اخوتنا قطعا للرحم. قال قد اخبرتك ان ربيعة لم تزل غضابا على ربها منذ بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم من مضر قال اغارت الترك على قصر اسفاد وابن خازم بهراه فحاصروا اهله وفيه اناس من الازد هم اكثر من فيها فهزمتهم فبعثوا الى من حولهم من الازد فجاؤوا لينصروهم فهزمتهم الترك فارسلوا الى ابن خازب فوجه اليهم زهير ابن حيان في بني تميم وقال له اياك ومشاولة الترك اذا رأيتم فاحمل عليهم فاقبل فوافاهم في يوم بارد. قال فلما التقوا شدوا عليهم فلم يلبثوا لهم وانهزمت للترك وتبعوهم حتى مضى عامة الليل حتى انتهوا الى قصر في المفازة. فاقامت الجماعة ومضى زهير في فوارس يتبعهم وكان عالما بالطريق ثم رجع في نصف من الليل وقد يبست يده على رمحه من البرد فدعاه غلام فدعا غلامه كعب فخرج اليه فادخله وجعل يسخن له الشحم فيضعه على يده ودهنوه واوقدوا له نارا حتى لان ودفي ثم رجع الى هراه. فقال في ذلك كعب بن معدن الاشقر اتاك اتاك الغوث في برق عارض دروع وبيظ حشوهن تميم. ابوا ان يضوموا حشو ما تجمع القرى. فضمهم يوم اللقاء ورزقهم من رائحات تزينها. دروع عريضات الخواصر كوم وقال ثابت قطنة فدت نفسي فوارس من تميم على ما كان من ضنك المقام بقصر الباهلي وقد اراني قامي حين قل به المحامي بسيفي بعد كسر الرمح فيهم اذودهم بذي شطب حسام قال اقام ابن خازن بهراء يقاتل اوس ابن ثعلب اكثر من سنة. فقال يوما لاصحابه قد طال مقامنا على هؤلاء فنادوهم. يا معشر ربيعة انكم قد اعتصمتوا بخندقكم افرضيتم من خراسان بهذا الخندق؟ فاحفظهم ذلك فتنادى الناس للقتال فقال لهم اوس بن ثعلبة الزموا خندقكم وقاتلوهم كما كنتم تقاتلونهم ولا تخرج اليهم بجماعاتكم فعصوه وخرجوا اليهم فالتقى الناس فقال ابن حازم لاصحابه اجعلوه يومكم فيكون الملك لمن غلب فان قتلت فان قتلت فاميركم شماس ابن ديثار العطر ذي فان كان فان قتل فاميركم بكير ابن وشاح الثقفي قال قال اياس بن زهير بن حيان لما كان اليوم الذي هرب فيه اوس بن ثعلب وظفر ابن خازن ببكر بن وائل قال ابن خازم لاصحابه حين التقوا اني قلع. فشدوني على السرج. واعلموا ان علي من السلاح ما لا اقتل قدر جزر جزورين فان قيل لكم اني قد قتلت فلا تصدقوه. قال وكانت راية بني عدي مع ابي وانا على فرس محزم قال وكان قال لنا ابن خازم اذا لقيتم الخيل فاطعنوها في مناخرها فانه لن يطعن فرس في نخرته الا ادبر او ورمى بصاحبه فلما سمع فرسي قعقعة السلاح وثب بي واديا كان بيني وبينهم. فالتقاني رجل من بكر بن وائل فطعنت فرسه في نخرته فصرعه. وحمل ابي واتبعته بنو تميم من كل وجه فاقتتلوا ساعة فانهزمت بكر ابن وائل حتى انتهوا الى خندقهم واخذوا يمينا وشمالا وسقط ناس في الخندق قتلوا قتلا ذريعا. وهرب اوس بن ثعلب وبه جراحات وحلف ابن خازن لا يؤتى باسير الا قتله حتى تغيب الشمس فكان اخر من اتي به رجل من بني حنيفة يقال له محمية. فقالوا لابن خادم قد غابت الشمس قال وفوا به القتلى فقتل. قال فاخبرني شيخ ان اوس بن ثعلبة هرب وبه جراحات الى سجستان. فلما صار بها او قريبا منها وفي مقتل ابن مرثد وامر اوس بن ثعلبة. يقول المغيرة بن حبناء احد بني ربيعة بن حنظلة وفي الحرب كنتم في خراسان كلها قتيلا ومسجونا بها ومسيرا. ويوم احتواكم في الحفير ابن خازم فلم تجدوا الا الخنادق مقبرة ويوم تركتم في الغبار ابن مرثد واوسن تركتم حيث سار وعسكر. قال قال قتل من بكر ابن وائل يومئذ ثمانية الاف وقال آآ ايضا قاتل ابن خازم اوس ابن ثعلب وبكر ابن وائل فظفر بهراه وهرب اوس وغلباه ابن على هراه واستعمل عليه ابنه محمد وضم اليه شماس من دثار العطارد وجعل بكير بن وشاح على شرطته وقال لهما ربياه فانه ابن اختك باب ابن اختك فكانت امه من بني سعد يقال لها صفية وقال له لا تخالفهما ورجع ابن خازم الى مروء