الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا زلنا في سنة اربع وستين من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن مع تحرك الشيعة لطلب ونحن مع تحرك الشيعة للطلب بدم الحسين في هذه السنة تحركت الشيعة بالكوفة والتعد الاجتماع بالنخيلة في سنة خمس وستين للمسير الى اهل الشام للطلب بدم الحسين بن علي وتكاتبوا في ذلك لما قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه في سنة احدى وستين كانت الشيعة قد خذلت وخذلت سيدنا الحسين فلذلك بعد مقتله رضي الله عنه ثابت اليهم انفسهم وارادوا ان يكفروا عن هذا الذنب. لذلك لما قتل الحسين ابن علي ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة فدخل الكوفة تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ورأت انها قد اخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين الى النصرة وتركهم اجابته الى جانبهم لم ينصروه ورأوا ورأوا انه لا يغسل عارهم الاثم عنهم في مقتله الا بقتل من قتله او القتل فيه ففزعوا بالكوفة الى خمسة نفر من رؤوس الشيعة الى سليمان بن سرد الخزاعي وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم والى المسيب ابن نجيبة الفزاري وكان من اصحاب علي وخيارهم. والى عبدالله بن سعد بن نفيل الازدي والى عبدالله بن ولل التيمي والى رفاعة بن شداد البجلي ثم ان هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا في منزل سليمان ابن سرد وكانوا من خيار اصحاب علي ومعهم اناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم لما اجتمعوا الى منزل سليمان ابن سرد بدأ المسيب ابن نجبة القوم بالكلام فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال اما بعد فانا قد ابتلينا بطول العمر والتعرض لانواع الفتن فنرغب الى ربنا الا يجعلنا ممن يقول له غدا او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم طمو النذير لذلك فان امير المؤمنين قال العمر الذي اعذر الله فيه الى ابن ادم ستون سنة وليس فينا رجل الا وقد بلغ وقد كنا مغرمين بتزكية انفسنا وتقريظ شيعتنا حتى بلا الله اخيارنا فوجدنا كاذبين في موطنين من مواطن ابنه نبينا اذا فبدأت الشيعة تتلاوم ولذلك قام رجل بعد رجل حتى قالوا ما في انفسهم من امر سيدنا الحسين رضي الله عنه ثم انه آآ قال احدهم وان وان الرأي ان نولي شيخ الشيعة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذا السابقة والقدم سليمان ابن سرد المحمود في بأسه ودينه والموثوق بحزمه اذا اتفقوا الشيعة على ان يجعلوا امرهم الى سليمان ابن سرد. لذلك قال حميد بن مسلمة والله اني لشاهد بهذا اليوم يوم ولوا سليمان بن سرد وانا يومئذ لاكثر من مائة رجل من فرسان الشيعة ووجوههم في داره تكلم سليمان ابن سرد فشدد وما زال يردد ذلك القول في كل جمعة حتى حفظته قال فقام خالد بن سعد بن نفيل فقال اما انا فوالله لو اعلم ان قتل نفسي يخرجني من ذنبي ويرضي ربي لقتلتها ولكن هذا امر به هذا امر آآ كان قبلنا ونهينا عن فاشهد الله ومن حضر من المسلمين ان كل ما اصبحت املكه سوى سلاحي الذي اقاتل به عدوي صدقة على المسلمين. وما زال الرجل يخرج ويقول مثلما قال قال خالد بن سعد بن نفيل وما زال ذلك الامر حتى قام اه سليمان ابن سرد فكتب به الى سعد بن حذيفة ابن اليمان بالمدائن فقرأته زمان لا سليمان قال فلما قرأت اعجبني فتعلمت ما نسيته كتب اليك. بسم الله الرحمن الرحيم الى سعد الى سعد ابن حذيفة ومن قبله من المؤمنين سلام عليكم. اما بعد فان الدنيا دار قد ادبر منها اما كان معروفا واقبل منها ما كان منكرا واصبحت قد تنشأت الى ذي الالباب واجمع بالترحال منها عباد الله الاخيار وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى بجزيل مثوبة عند الله لا تفنى ان اوليائكم من اخوانكم وشيعة ال نبيكم نظروا لانفسهم فيما ابتلوا به من امر ابن بنت نبيهم الذي دعا فاجاب ودعا فلم يجب. واراد الرجعة فحبس وسأل الامانة فمنع. وترك الناس فلم يتركوه وعدو عليه فقتلوه ثم سلبوه وجردوه ظلما وعدوانا وغرة بالله وجهلا. وبعين الله ما يعلمون. والى الله ما يرجعون يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون اذا كتب من سورة بهذا وبعثه الى سعد ابن حذيفة ابن اليماني مع عبد الله بن مالك الطائي فبعث به سعد حين قرأه الى من كان بالمدائن من الشيعة فقام عبدالله بن الحنظل الطائي ثم الحرمزي الحزماري فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان قد اجبنا اخواننا الى ما دعونا اليه. اذا هكذا كان امر الشيعة مع سليمان ابن سرد. ولذلك اجابه سعد ابن حذيفة ابن اليمان بعد ان حمد الله وصلى على نبيه قال كان اول ما ابتدعوا به من امرهم سنة احدى وستين وهي السنة التي قتل فيها الحسين رضي الله عنه. فلم يزل القوم في جمع الة الحرب والاستعداد للقتال ودعاء الناس في السر من الشيعة وغيرها الى الطلب بدم الحسين فكان يجيبهم القوم بعد القوم والنفر بعد النفر فلم يزالوا كذلك وفي ذلك حتى مات يزيد بن معاوية يوم الخميس لاربع عشر ليلة مضت من شهر ربيع الاول سنة اربع والستين وكان بين قتل الحسين وهلاك يزيد وامير العراق عبيد الله بن زياد وهو بالبصرة وخليفته بالكوفة فجاء سليمان الى اصحابه من الشيعة فقالوا قد مات هذا الطاغي والامر الان ضعيف فان شئت وثبنا على عمرو بن حريث واخرجناه من القصر وما اظهرنا الطلبة بدم الحسين وتتبعنا قتلته ودعونا الناس الى اهل هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم. فقالوا في ذلك فاكثروا فقال لهم سليمان بن سرد رويدا لا تعجل اني قد نظرت فيما تذكرون. فرأيت ان قتلة الحسين هم اشراف اهل الكوفة وفرسان العرب وهم المطالبون بدمه. ومتى علموا ما تريدون. وعلموا انهم المطلوبون. كانوا اشد ايكم ونظرت فيمن تبعني منكم. فعلمت انهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ولم يشفوا انفسهم ولم او في عدوهم وكانوا لهم جرزا فلو ثبت ولكن بثوا دعاتكم في المس فادعوا الى امركم هذا شيعتكم وغير شيعتكم. فاني ارجو ان يكون الناس اليوم حيث هلك هذا الطاغية اسرع الى امركم استجابة منهم قبل هلاكه ففعلوا. اذا ظل هذا الامر يتصاعد آآ اه رويدا رويدا وما زال الناس يتكلمون ويعيدون حتى حفظ الناس كلامهم كما قدمنا ان سليمان بن سرد كان يعيد الكلام في كل جمعة حتى اه حفظه شيعته. لذلك وكان اذا اجتمعت اليه جماعة من الناس ووعظهم بدأ بحمد الله والثناء عليه. قال وكان يعيد هذا الكلام في كل يوم حتى حفظه عامتنا ووثب الناس على عمرو بن حريث عند هلاك يزيد بن معاوية. فاخرجوه من القصر واصطلحوا على عامر ابن مسعود ابن امية ابن خلف الجمحي وهو دحروجة وهو دحروجة الجعل الذي قال له ابن همام السلولي اشدد يديك بزيد ان ظفرت به واشف الارامل من دحروجة الجعل. وكان كانه ابهام قصرا وزيد مولاه وخازنه فكان يصلي ناس وبايع لابن الزبير ولم يزل اصحاب سليمان ابن سرد يدعون شيعتهم وغيرهم من اهل مصر هم حتى كثر تبعهم وكان الناس الى اتباعهم بعد هلاك يزيد ابن معاوية اسرع منهم قبل ذلك. فلما مضى ستة اشهر من هلاك يزيد قدم المختار بن ابي عبيد الكوفة. فقدم في النصف من شهر رمضان يوم الجمعة قال وقدم عبدالله ابن يزيد الانصاري ثم الخطمي من قبل عبدالله بن الزبير اميرا على الكوفة على حربها وثغرها عندنا الان تضارب في الكوفة. اولا سليمان ابن سرد وشيعته اخرجوا عمرو ابن حورين. وعندنا المختار بن ابي عبيد المعروف بالكذاب الذي ادعى النبوة وسيأتي امره ان شاء الله في الدروس القادمة. وعندنا عبدالله بن الزبير بعث عبدالله بن يزيد الانصاري اذا قدم معه من قبل ابن الزبير ابراهيم ابن محمد ابن طلحة ابن عبيد الله الاعرج اميرا على اه خراج الكوفة. وكان قدوم عبدالله بن يزيد الانصاري ثم الخطم يوم الجمعة لثمان باقين من شهر رمضان سنة اربع وستين وقدم المختار قبل عبدالله بن يزيد وابراهيم محمد بثمانية ايام ودخل مختار الكوفة وقد اجتمعت رؤوس الشيعة ووجوهها مع سليمان بن سرد فليس يعدلون به. فكان المختار اذا دعاهم الى نفسه والى الطلب بدم الحسين قالت له الشيعة هذا سليمان بن سرد شيخ الشيعة قد انقادوا له واجتمعوا عليه فاخذ يقول للشيعة اني قد جئتكم من قبل المهدي محمد بن علي بن الحنيفية مؤتمنا مأمونا منتجا ووزيرا ووالله ما زال بالشيعة حتى انشعبت اليه طائفة تعظمه وتجيبه. وتنتظر امره وعظم وعظمت مع سليمان بن سرد فكان سليمان اثقل خلق الله على المختار وكان المختار يقول لاصحابه اتدرون ما يريد هذا؟ يقصد سليمان ابن سرد. انما يريد ان يخرج فيقتل نفسه ويقتلكم ليس له بصر بالحروب ولا له علم بها. قال واتى يزيد ابن الحارث ابن يزيد ابن رويم الشيباني عبد الله ابن يزيد الانصاري فقال ان الناس يتحدثون ان هذه الشيعة خارجة عليك مع مع ابن سرد ومنهم طائفة اخرى مع المختار وهي اقل الطائفتين عددا والمختار فيما يذكر الناس لا يريد ان يخرج حتى ينظر الى ما يصير اليه امر سليمان ابن سرد وقد اجتمع له امره وهو خارج من ايامه هذا. فان رأيت ان تجمع الشرط والمقاتلة ووجوه الناس ثم تنهض اليهم وننهض معك فاذا دفعت الى منزله دعوته فان اجابك فاحبسه وان قاتلك فقاتله. وقد جمعت له وعبأت وهو هذي كلمة انسان بصير باحوال الناس لكن الامر لا يسلم من قصور من عبد الله بن يزيد. اذا ما زال هذا الرجل وهو يزيد ابن الحارث يقول لعبدالله فاني اخاف عليك ان هو بدأك واقررته حتى يخرج عليك ان تشتد شوكته. وان يتفاقم امره. فقال عبدالله بن يزيد الله بيننا وبينهم. انهم قاتلونا قاتلناهم وان تركونا لم نطلبهم حدثني ما يريد الناس قال يذكر الناس انهم يطلبون بدم الحسين ابن علي قال فانا قتلت الحسين لعن الله قاتل الحسين. قال وكان سليمان بن سرد واصحابه يريدون ان يثبوا بالكوفة فخرج عبدالله بن يزيد حتى صعد المنبر ثم قام في الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فقد بلغني ان طائفة من اهل هذا المصري ارادوا ان يخرجوا علينا فسألت عن الذي دعاهم الى ذلك ما هو فقيل لي زعموا انهم يطلبون بدم الحسين ابن علي فرحم الله هؤلاء القوم قد والله دللت على اماكنه وامرت باخذهم وقيل ابداهم قبل ان يبدأوك فابيت فابيت ذلك فقلت ان قاتلوني قاتلتهم وان تركوني لم اطلبهم. وعلى ما يقاتلونني. فوالله ما انا قتلت حسينا ولا انا ممن ان يقاتله ولقد اصبت بمقتله رحمه الله عليه فان هؤلاء القوم امنون. فليخرجوا ولينتشروا ظاهرين ليسيروا الى من قتل الحسين فقد اقبل اليهم. وانا لهم على قاتله ظهير. هذا ابن زياد قاتل الحسين خياركم واماثلكم قد توجه اليكم عهد العاهد به على مسيرة ليلة من جسر منبج وقتاله والاستعداد له اولى وارشد من ان تجعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضا. ويسفك بعضكم دم بعض. فيلقاكم ذلك العدو غدا. وقد رققتم. وتلك والله امنيات عدوكم انه قد اقبل اليكم اعداء خلق الله لكم. من ولي عليكم هو وابوه سبع سنين لا يقلعون عن قتل اهل العفاف والدين هو الذي قتلكم ومن قبله اتيتم ومن قبله اوتيتم والذي قتل من تثأرون بدمه. قد جاءكم فاستقبلوه بحدكم وشوكتكم واجعلوها به ولا تجعلوها بانفسكم اني لم الكم نصحا. جمع الله لنا كلمتنا واصلح لنا ائمتنا. قال فقام ابراهيم محمد ابن طلحة فقال ايها الناس لا يغرنكم من السيف والغشم مقالة هذا المداهن الموادع والله لان خرج علينا خارج لنقتلنه ولئن استقينا ان قوما يريدون الخروج علينا لنأخذن الوالد بولده. والمولود بوالده. ولنأخذن الحميم بالحميم بما في عرفته حتى يدين للحق ويذل للطاعة. فوثب اليه المسيب ابن نجبة فقطع عليه منطقه ثم قال يا ابن الناكثين انت تهددنا بسيفك وغشمك انت والله اذل من ذلك ثم قال اما انت ايها الامير فقد قلت قولا سديدا واني والله لاظن من يريد هذا الامر مستنصحا لك وقابلا قولك فقام ابراهيم محمد ابن طلحة اي والله ليقتلن وقد ادهن ثم اعلن فقام اليه عبدالله بن والي التيمي فقال ما اعتراض كيا اخا بني تيم ابن مرة فيما بيننا وبين اميرنا فوالله ما انت علينا بامير ولا لك علينا سلطان. انما انت امير الجزية فاقبل على خراجك فلا عمر الله لان كنت مفسد ما افسد امر هذه الامة الا والدك وجدك الناكذان فكانت بينهما اليدان وكانت عليهما دائرة السوء. قال ثم اقبل مسيب نجبة وعبدالله بن وائل على عبد الله بن يزيد فقال اما رأيك ايها الامير فوالله انا لنرجو ان تكون به عند العامة محمودا وان تكون عند الذي عانيت واعتريت مقبولا فغضب ناس من عمال ابراهيم وشاة شاتموا وشتموا الناس فلما سمع ذلك عبد الله بن يزيد نزل ودخل وانطلق ابراهيم محمد وهو يقول قد داهن عبدالله بن يزيد اهل الكوفة. والله لاكتبن بذلك الى عبد الله ابن الزبير فاتى شبث ابن ربعي التميمي وعبدالله ابن يزيد فأخبره بذلك فركب به وبيزيد ابن حارث بن رويم حتى دخل على ابراهيم. فحلف له بالله ما اردت بالقول الذي سمعت الا العافية وصلاح ذات البيت ثمان اصحاب سليمان بن سرد خرجوا ينشرون السلاح ظاهرين ويتجهزون يجاهرون بجهازهم وما يصلحهم ايضا صار عندنا ايضا فراق الخوارج عبدالله ابن الزبير وفي هذه السنة فارق عبدالله بن الزبير الخوارج الذين كانوا قدموا عليه مكة. فقاتلوا معه حصين بن نمير السكوني. فصاروا الى البصرة ثم افترقت كلمتهم فصاروا احزابا وسبب فراقهم الذي من اجله تفارقوا. قال لما ركب ابن زياد من الخوارج بعد قتل ابي بلال ما ركب وكان قد وكان قبل ذلك لا يكف عنهم ولا يستبقيهم غير انه بعد قتل ابي بلال تجرد الاستئصالهم وهلاكهم واجتمعت الخوارج حين ثار ابن الزبير بمكة وسار اليه اهل الشام فتذاكروا آآ فتذاكروا اتى اليهم فقال لهم تعب ابن الازرق. ان الله قد انزل عليكم الكتاب وفرض عليكم فيه الجهاد. واحتج عليكم بالبيان. وقد جرد فيكم السيوف اهل واولوا العدا والغشم وهذا من قد ثار بمكة. فاخرجوا بنا نأتي البيت ونلقى هذا الرجل. فلما دخلوا الى عبد الله ابن الزبير سر بمقدمهم ونبأهم انه على رأيهم واعطاهم الرضا من غير توقف ولا تفتيش اي ان الخوارج لم يسألوه وهو لم يسألهم فكأنهم اتفقوا في الظاهر فقط فقاتلوا فقاتلوا معه حتى مات يزيد ابن معاوية وانصرف اهل الشام عن مكة ثم ان القوم لقي بعضهم بعضا فقالوا ان هذا الذي صنعتم امس بغير رأي ولا صواب من الامر. تقاتلون مع رجل لا تدرون لعله ليس على رأيكم. انما ما كان امس يقاتلكم هو وابوه ينادي يا لثارات عثمان فاتوه وسألوه عن عثمان فان برئ منه كان وليكم وان ابى كان عدوكم فمشوا نحوه فقالوا له ايها الانسان انا قد قاتلنا معك ولم نفتشك عن رأيك حتى نعلم امنا انت ام من عدونا خبرنا ما مقالتك في عثمان؟ فنظر فاذا من حوله من اصحابه قليل. فقال لهم انكم اتيتموني فصادفتموني حين اردت القيام. ولكن روحوا الى حتى اعلمكم من ذلك الذي تريدون. فانصرفوا وبعث الى اصحابه فقال البسوا السلاح واحضروني باجره معكم العشية ففعلوا. وجاءت الخوارج. وقد اقام اصحابه حوله صماطين عليهم السلاح وقامت جماعة منهم عظيمة على رأسه بايديهم الاعمدة فقال ابن الازرق لاصحابه خشي الرجل غائلتكم. وقد ازمع بخلافكم واستعد لكم ما ترون. فدنى منه ابن الازرق فقال له يا ابن الزبير اتق الله ربك وابغض الخائن المستأثر وعادي اول من سن الضلالة واحدث الاحداث وخالف حكم الكتاب فانك ان تفعل ذلك ترضي ربك من العذاب الاليم نفسك. وان تركت ذلك فانت من الذين استمتعوا بخلاقهم. واذهب في الحياة الدنيا طيب ذاتهم يا عبيدة بن هلال صف لي هذا الانسان ومن معه امرنا الذي نحن عليه والذي ندعو الناس اليه عبيدة بن هلال قال وكان قال انا والله شاهد يقول رجل من خثعم. انا والله شاهد عبيدة ابن هلال. اذ تقدم فتكلم. فما سمعت ناطقا قط ينطق قان ابلغ ولا اصوب قولا منه. وكان يرى رأي الخوارج قال وان كان لا يجمع القول الكثير في المعنى الخطير في اللفظ اليسير. فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم يدعو الى عبادة الله واخلاص الدين فدعا الى ذلك فاجابه المسلمون. فعمل فيهم بكتاب الله وامره. حتى قابظه الله اليه صلى الله عليه عليه وسلم واستخلف الناس ابا بكر واستخلف ابو بكر عمر فكلاهما عملا بالكتاب وسنة رسول الله. فالحمد لله رب العالمين. ثمان الناس استخلفوا عثمان بن عفان فحمى الاحماء واثر القربى واستعمل الفتى ورفع الدرة ووضع الصوت ومزق الكتاب وحقر المسلم وضرب منكر الجور واوى طريد الرسول صلى الله عليه وسلم وضرب السابقين بالفضل وسيرهم وحرمهم ثم اخذ في الله الذي افاءه عليهم فقسمه بين فساق قريش. ومجان العرب فسارت اليه طائفة من المسلمين اخذ الله ميثاقهم على طاعته لا يبالون في الله لومة لائم فقتلوه فنحن لهم اولياء ومن ابن عفان واوليائه برء. فما تقول انت يا ابن الزبير فحمد الله ابن الزبير واثنى عليه ثم قال اما بعد. فقد فهمت الذي ذكرتم وذكرت به النبي صلى الله عليه وسلم فهو ما قلت صلى الله عليه وسلم وفوق ما وصفت وفهمت ما ذكرت به ابا بكر وعمر وقد وفقت واصبت وقد فهمت الذي ذكرت به عثمان ابن عفان رحمه الله تعالى واني لا مكان احد من خلق الله اليوم اعلم بابن عفان وامره مني كنت معه حيث نقم القوم عليه واستعتبوه فلم يدع شيئا استعتبه القوم فيه الا اعتبهم فهم منه ثم انهم رجعوا اليه بكتاب له يزعمون انه كتبه فيهم. يأمر فيه بقتلهم فقال لهم ما كتبت فان شئتم فهاتوا بينتكم. فان لم تكن حلفت لكم فوالله ما جاءوه ببينة. ولاستحلفوه وثبوا عليه فقتلوه وقد سمعت ما عبته به وقد سمعت ما عبته به فليس كذلك بل هو بل هو لكل خير اهل وانا اشهدكم ومن حضر اني ولي لابن عفان في الدنيا والاخرة وولي اولياءه وعدو اعدائه. قالوا فبرئ الله منك يا عدو الله قال فبرئ الله منكم يا اعداء الله وتفرق القوم فاقبل نافع بن الازرق الحنظلي عبدالله بن صفار السعدي من بني سريم بن وعبدالله بن اباط ايضا من بني سريب وحنظلة بن بيهس وبنو الماحوز عبدالله وعبيد الله والزبير من بني سليط من يربوع حتى اتوا البصرة انطلق ابو طالوت من بني ماء زن بن مالك بن صعب بن علي بن مالك بن بكر بن وائل وعبدالله بن ثور ابو فديك من بني قيس لها علبة وعطية ابن الاسود ليشكر الى اليمامة. فوثبوا باليمامة مع ابي طالوت. ثم اجمع بعد ذلك على نجدة ابن نجدة ابن عامر الحنفي. فاما البصريون منهم فانهم قدموا البصرة وهم مجمعون على رأي ابي بلال. قال فلما اجتمع اهل البصرة انهم اجتمعوا فقالت العامة منهم. لو خرج منا خارجون في سبيل الله فقد كانت منا فترة منذ خرج اصحابنا فيا قومي علماؤنا في الارض فيكونوا مصابيح الناس يدعونهم الى الدين. ويخرج اهل الورع والاجتهاد فيلحقون بالرب. فيكون شهداء مرزوقين عند الله احياء. فانتدب لها مافع ابن فانتدب لها نافع ابن الازرق فاعتقد على ثلاث مئة رجل فخرج وذلك عند وثوب الناس بعبيد الله بن زياد وكسر الخوارج ابواب السجون وخروجهم منها واشتغل الناس بقتال الاجد وربيعة وبني تيم وقيس في دم مسعود بن عمرو فاغتنم الخوارج اشتغال الناس بعضهم ببعض فتهيأوا واجتمعوا فلما خرج نافع ابن الازرق تبعوه واصطلح اهل البصرة على عبدالله ابن الحارث ابن نوفل ابن الحارث ابن عبد المطلب يصلي بهم. وخرج ابن ابن زياد الى الشام واصطلحت الاجد وبنو تميم. فتجرد الناس للخوارج فاتبعوهم واخافوهم حتى خرج من بقي منهم بالبصرة فلحقوا فلحق بابن الازرق الا قليلا منهم ممن لم يكن اراد الخروج يومه ذلك. منهم عبد الله بن صفار وعبدالله بن اباد رجال معهما على رأيهما ونظر نافع بن الازرق ورأى ان ولاية من تخلف عنه لا تنبغي وان من تخلف عنه لا نجاة له فقال لاصحابه ان الله قد اكرمكم بمخرجكم وبصركما عمي عنه غيركم الستم تعلمون انكم انما خرجتم تطلبون شريعته وامره فامره لكم قائد والكتاب لكم امام. وانما تتبعون سننه واثره فقالوا بلى فقال ليس حكمكم في وليكم حكم النبي صلى الله عليه وسلم في وليه وحكمكم في عدوكم حكم النبي صلى الله عليه عليه وسلم في عدوه وعدوكم اليوم عدو الله وعدو النبي صلى الله عليه وسلم. كما ان عدو النبي صلى الله عليه سلم هو عدو الله وعدوكم اليوم. فقالوا نعم قال فقد انزل الله تبارك وتعالى براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين وقال ولا تنكحوا المشركات حتى اتى يؤمن فقد حرم الله ولايته والمقامة بين اظهرهم واجازات شهادتهم واكل ذبائحهم وقبول علم ديني عنهم وما زال نافع ابن الازرق يوعظهم ويعلمهم حتى ارسل الى عبد الله ابن صفار وعبد الله ابن اباط ومن قبلهم من الناس سلام على اهل الطاعة الله من عباد الله. فان من فان من الامر كيت وكيت. فقص هذه القصة ووصف هذه الصفة ثم بعث بالكتاب اليهما فاتيا به. فقرأه عبد الله بن صفار فاخذه فوضعه خلفه. فلم يقرأه على الناس خشيتان يتفرقوا ويختلفوا. فقال له عبدالله بن ايباط ما لك لله ابوك اي شيء اصبت اان قد اصبت اا قد اصيبت اخوان اخواننا او اسر بعض فدفع الكتاب اليه فقرأه فقال قاتله الله اي رأي رأى؟ صدق نافع بن الازرق لو كان القوم مشركين لكان الصواب الناس رأيا وحكما فيما يشير وكانت سيرته كسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في المشركين ولكنه قد كذب وكذبنا فيما يقول ان القوم كفار بالنعم والاحكام. وهم برءاء من الشرك. ولا تحل لنا الا دماؤهم وما سوى وذلك من اموالهم فهو علينا حرام. فقال ابن صفار برئ الله منك فقد قصرت وبرئ الله من ابن الازرق فقد غلى برئ الله منكما جميعا. وقال الاخر فبرئ الله منك ومنه. وتفرق القوم واشتدت شوكة الازارق وكثرت جموعه واقبل نحو البصرة وتفرق القوم واشتدت شوكة ابن الازرق وكثرت جموعه واقبل نحو البصرة حتى دنا من الجسر فبعث اليه عبدالله ابن الحارث مسلم ابن عبيس ابن كريز ابن ربيعة ابن حبيب ابن عبد شمس ابن عبد مناف في اهل البصرة اذا هكذا كان من الخوارج وسيأتي في الدروس القادمة ما الذي حدث بينهما وما حدث فيهم. اما صار ابن ابي عبيد فانه قدم في النصف من شهر رمضان من هذه السنة وكان مقدمه اي المختار ابن عبيد ابن ابي عبيد الكوفة. يقول اه النظر بن صالح كانت الشيعة تشتم المختار وتعتبه لما كان منه في امر الحسن ابن علي يوم طعن في اظلم اصابات فحمل الى ابيظ المدائن حتى اذا كان زمن الحسين وبعث الحسين مسلم بن عقيل الى الكوفة نزل دار وهي اليوم دار سلم ابن المسيب. فبايعه المختار ابن ابي عبيد في من بايعه من اهل الكوفة. وناصحه ودعا اليه من اطاعه حتى خرج ابن عقيل يوم خرج والمختار في قرية له بخطرانية تدعى اللقف. فجاءه خبر ابن عقيل عند الظهر ان انه قد ظهر بالكوفة فلم يكن خروجه يوم خروجه على ميعاد من اصحابه. وانما خرج حين قيل له ان هاني بن عروة المرادي ضرب وحبس فاقبل المختار في موال له حتى انتهى الى باب الفيل بعد الغروب. وقد عقد عبيد الله بن زياد لعمرو بن حريث راية على جميع الناس وامره ان يقعد لهم في المسجد. فلما كان المختار وقف على باب الفيل مر به هانم ابن ابي حية الوادع. فقال ما وقوفك ها هنا؟ لانت مع الناس ولا انت في رحله. قال اصبح رأيي مرتجعا لعظم خطيئتكم. فقال له اظنك والله قاتلا نفسك ثم دخل على عمرو ابن حريث فاخبره بما قال قال للمختار ومارد عليه المختار يقول كنت جالسا عند عمرو بن حريث حين بلغه هاني ابني ابي يحيى عن المختار هذه المقالة فقال لي قم الى ابن عمك فاخبره ان صاحبه لا يدري اين هو فلا يجعلن على نفسه سبيلا فقمت لاتيه ووثب اليه زائدة من قدامة ابن مسعود فقال له يأتيك على انه امن فقال له عمرو ابن حريث اما مني فهو امن وان رقى الى الامير عبيد الله بن زياد شيء من امره اقمت له بمحظره الشهادة. وشفعت له سنا الشفاعة فقال له زائدة بن قدامة لا يكونن مع هذا ان شاء الله الا خير. قال عبدالرحمن فخرجت وخرج معي جائت الى المختار فاخبرناه بمقولة ابن ابي حية وبمقولة عمرو بن حوريث وناشدناه بالله الا يجعل على نفسه سبيلا. فنزل الى ابن حريث فسلم عليه وجلس تحت رايته حتى اصبح وتذاكر الناس امر المختار وفعله. فمشى عمارة ابن عقبة ابن ابي معيط بذلك الى عبيد الله ابن زياد. فذكر له فلما ارتفع النهار فتح باب عبيد الله ابن زياد واذن للناس. ودخل المختار فيمن دخل فدعاه عبيد الله فقال له انت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل؟ فقال له لم افعل ولكني اقبلت ونزلت تحت راية عمر ابن حريث بت معه واصبحت فقال له عم صدق اصلحك الله. قال فرفع القضيب فاعترض به وجه المختار فخبط به عينا فسترها وقال اولى لك. اما والله لولا شهادة عمرو لك لضربت عنقك. انطلق به الى السجن فانطلقوا به الى اليه فحبس فيه فلم يزل في السجن حتى قتل الحسين. ثم ان المختار بعث الى زائد ابن دامه فسأله ان يسير الى عبد الله ابن عمر بالمدينة فيسأله ان يكتب له الى يزيد ابن معاوية في كتب الى عبيد الله بن زياد بتخلية سبيله فركب زائدة الى عبد الله ابن عمر فقدم عليه فبلغه رسالة المختار. وعلمت صفية اخت المختار بمحبس اخيها وهي تحت عبدالله بن عمر فبكت وجزعت. فلما رأى ذلك عبدالله ابن عمر كتب مع زائدة الى يزيد ابن معاوية. اما بعد فان عبيدالله بن زياد حبس المختار وهو صهري وانا احب ان يعافي ويصلح من حاله. فان رأيت رحمنا الله واياك ان تكتب الى ابن زياد فتأمره بتخليته فعلت والسلامة والسلام علي فمضى زائدة الى رواحله بالكتاب حتى قدم به على يزيد بالشام فلما قرأه ضحك ثم قال يشفع ابو عبدالرحمن واهل ذلك هو فكتب له الى ابن زياد. اما بعد فخلي سبيل المختار ابن ابي لعبيد حين تنظر في كتابه والسلام عليه. فاقبل به زائدة حتى دفعه فدعا ابن زياد بالمختار فاخرجه. ثم قال له قد اجلت ثلاثة فان ادركتك بالكوفة بعدها قد برأت منك الذمة. فخرج الى رحله وقال ابن زياد والله لقد اشترى علي زائدة حين يرحل الى امير المؤمنين حتى يأتيني بالكتاب في تخلية رجل قد كان من شأني ان اطيل حبسه علي به فمر به عمرو بن نافع ابو عثمان كاتب لابن سياد. وهو يطلب وقال له النجاة بنفسك واذكرها يدا لي عندك قال فخرج زائدة فتوارى يومه ذلك ثم انه خرج في اناس من قومه حتى اتى القعقاع بنشور الذهلي ومسلم ابن عمرو الباهلي فاخذ له من ابن زياد الامان اذا ولما كان اليوم الثالث خرج المختار الى الحجاز قال فقال الصقع ابن زهير عن ابن عرق مولى لثقيف. اقبلت من الحجاز حتى اذا كنت بالبسيطة من وراء واقصة استقبلت المختار ابن ابا عبيد خارجا يريد الحجاز حين خلى سبيله ابن زياد. فلما استقبلته رحبت به وعطفت اليه. فلما رأيت شتى استرجعت له وقلت له بعدما توجعت له ما بال عينك صرف الله عنك السوء فقال خبط عين ابن الزانية بالقضيب خبطة صارت الى ما ترى. فقلت له ما له شلت انامله؟ فقال المختار قتلني الله ان لم اقطع انامله واباجله واعظاءه اربا اربا قال فعجبت لمقالتي فقلت له ما علمك بذلك رحمك الله؟ فقال لي ما اقول لك فاحفظه عني حتى ترى مصداقه قال ثم طفق يسألني عن عبد الله ابن الزبير فقلت له لجأ الى البيت فقال انما انا عائد بربي هذه البنية والناس يتحدثون انه يبايع سرا ولا اراه الا لو قد اشتدت شوكته واستكثف من الرجال الا سيظهر الخلاف قال اجل لا شك في ذلك اما انه رجل العرب اليوم اما انه ان يخطط في اثري ويسمع قولي اكفه اكفه امر الناس والا يفعل فوالله ما انا بدون احد من العرب يا ابن عرق ان الفتنة قد ارعدت وابرقت وكان قد انبعثت فوطئت في خطامها فاذا رأيت ذلك وسمعت بي بمكان قد ظهرت فيه فقل ان المختار في عصائبه من المسلمين يطلب بدم المظلوم الشهيد المقتول بالطفأ سيد المسلمين وابن سيدها الحسين ابن علي فوربك لاقتلن بقتله عدة القتلى التي قتلت على دم يحيى ابن زكريا عليه السلام فقلت له سبحان الله وهذه اعجوبة مع الاحدوثة الاولى فقال هو ما اقول لك فاحفظه عني حتى ترى مصداقه ثم حرك راحلته فمضى ومضيت معه ساعة ادعو الله له بالسلامة وحسن الصحابة. ثم قلت في نفسي هذا الذي يذكر لي هذا الانسان يعني المختار مما يزعم انه كائن اشياء حدث به نفسه فوالله ما اطلع الله على الغيب احدا وانما هو شيء يتمناه فيرى انه كائن فهو يوجب رأيه فهذا والله الرأي الشعاع والله ما كان ما يرى الانسان انه كائن يكون فوالله ما مت حتى رأيت كل ما قاله فوالله لان كان ذلك من علم القي اليه لقد اثبت له وان كان ذلك رأيا رأى هو شيئا تمناه لقد كان يقول ابن عرق فحدثت بهذا الحديث الحجاج ابن يوسف فضحك ثم قال لي انه كان يقول ايضا ورافعة ذيلها وداعية ويلها بدجلة او حولها فقلت له اترى هذا شيئا كان يخترعه وتخرصا يتخرصه؟ ام هو من علم كان اوتيه فقال والله ما ادري ما هذا الذي تسألني عنه ولكن لله دره اي رجل دنيا ومشعل حرب ومقارع اعداء كان فقال فقال عباس بن سعد بن سعد قدم المختار علينا مكة فجاء الى عبد الله ابن الزبير وانا جالس عنده فسلم عليه فرد عليه ابن الزبير ورحب به واوسع له ثم قال حدثني عن حال الناس بالكوفة يا ابا اسحاق قال هم لسلطانهم في العلانية اولياء وفي السر اعداء فقال له ابن الزبير هذه صفة عبيد السوء اذا رأوا اربابهم خدموهم واطاعوهم. فاذا غابوا عنهم شتموهم ولعنوهم قال فجلس معنا ساعة ثم انهما ليل ابن الزبير كأنه يساره. فقال له ما تنتظر؟ ابسط يدك ابايعك واعطني ما يرضينا وثب على الحجاز فان اهل الحجاز كلهم معك وقام المختار فخرج فلم يرى حول ثمان ثماني بينما انا جالس مع ابن الزبير اذ قال لي ابن الزبير متى عهدك بالمختار بن ابي عبيد فقلت له ما لي به عهد مذ رأيت عندك عام اول فقال اين تراه ذهب؟ لو كان بمكة لقد رؤي بها بعد فقلت له اني انصرفت الى المدينة بعد اذ رأيت عندك بشهر او شهرين فلبثت بالمدينة اشهر ثم اني قدمت عليك فسمعت نفرا من اهل الطائف جاؤوا معتمرين يزعمون انه قدم عليهم الطائف وهو يزعم انه صاحب الغضب ومبيل الجبارين. قال قاتله الله لقد انبعث كذابا متكهنا ان الله ان يهلك الجبارين يكن المختار احدهم. فوالله ما كان الا ريث فراغنا من منطقنا حتى عن لنا في جانب المسجد فقال ابن الزبير اذكر غائبا تراه اين تظنه يهوى قال اظن يريد البيت فاتى البيت فاستقبل الحجر ثم طاف بالبيت اسبوعا ثم صلى ركعتين عند الحجر ثم جلس فما لبث ان مر به رجال من معارفه من اهل الطائف وغيرهم من اهل الحجاز فجلسوا اليه واستبطأ ابن الزبير قيامه اليه فقال ما ترى شأنه لا يأتينا قال لا ادري وساعلم لك علما قال ما شئت وكان ذلك اعجبه فقمت فمررت به فكأني اريد الخروج من المسجد ثم التفت اليه فاقبلت نحوه ثم سلمت عليه ثم جلست اليه فاخذت بيده فقلت له اين كنت اين بلغت بعدي؟ ابالطائف كنت فقال لي كنت بالطائف وغير الطائف وعمس علي امره فملت اليه فناجيته فقلت له مثلك يغيب عن مثل ما قد اجتمع عليه اهل الشرف وبيوتات العرب من قريش والانصار وثقيف لم يبق اهل بيت ولا قبيلة الا وقد جاء زعيمهم وعميدهم فبايع هذا الرجل. فعجبا لك ولرأيك الا تكون اتيته وفبايعته واخذت بحظك من هذا الامر. فقال لي وما رأيتني اتيته العام الماضي فاشرت عليه بالرأي فطوى دوني واني لما رأيته استغنى عني احببت ان اريه اني مستغن عنه. انه والله لهو احوج الي مني اليه قلت له انك كلمته بالذي كلمته وهو ظاهر في المسجد. وهذا الكلام لا ينبغي ان يكون الا والستر دونه مرخاة. والابواب مغلقة يلقيه الليلة ان شئت وانا معك. فقال لي فاني فاعل. اذا صليت العتم اتيناه واتعدنا الحجر قال فنهضت من عندي فخرجت ثم رجعت الى ابن الزبير فاخبرته بما كان من قولي وقوله فسر بذلك فلما صلينا العتمة التقينا بالحجر ثم خرجنا حتى اتينا منزل ابن الزبير فاستأذن ان عليه فاذن لنا فقلت اخليكما. فقال جميعا لا سر دونك فجلست فاذا ابن الزبير قد اخذ بيده فصافحه ورحب به فسأله عن حاله واهل بيته وسكت جميعا غير طويل فقال له المختار وانا اسمع بعد ان تبدأ في اول منطقه فحمد الله واثنى عليه ثم قال انه لا خير في الاكثار من المنطق ولا في التقصير عن الحاجة اني قد جئتك لابايعك على الا تقضي الامور دوني. وعلى ان اكون في اول من تأذن له. واذا ظهرت استعنت بي على افضل عملك فقال له ابن الزبير ابايعك على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال وشر غلماني انت مبايعه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما لي في هذا الامر من الحظ ما ليس لاقصى الخلق منك لا والله لا ابايعك ابدا الا على هذه الخصال قال عباس منساه فالتقمت اذن ابن الزبير فقلت له اشتر منه دينه حتى ترى من رأيك فقال له ابن الزبير فان لك ما سألته فبسط يده فبايعه ومكث معه حتى شاهد الحصار الاول حين قدم الحصين بن نمير اذ سكوني مكة تقاتل في ذلك اليوم فكان من احسن الناس يومئذ بلاء واعظمهم غناء. فلما قتل المنذر بن الزبير والمسور وابن رمى مصعب ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري نادى المختار يا اهل الاسلام الي الي انا ابن ابي عبيد ابن مسعود وانا ابن الكرار الى الفرار انا ابن المقدمين غير المحجمين الي يا اهل الحفاظ وحماة الاوتار. فحمى الناس يومئذ وابلى وقاتل قتالا حسنا. ثم قام مع ابن الزبير في ذلك الحصار حتى كان يوم احرق البيت فانه احرق يوم السبت لثلاث مضين من شهر ربيع الاول سنة اربع وستين فقاتل المختار يومئذ في عصابة معه نحو من ثلاثمائة احسن قتال قاتله احد من الناس ان كان ليقاتل حتى يتبلد ثم يجلس ويحيط به اصحابه فاذا استراح نهض فقاتل. فما كان يتجه نحو طائفة من اهل الشام الا ضاربهم حتى يكشفهم وقال عباس بن سعد تولى قتال اهل الشام يوم تحريق الكعبة عبدالله بن مطيع وانا والمختار. فما كان بين نانا فما فما كان فينا يومئذ رجل احسن بلاء من المختار وقاتل قبل ان يطلع اهل الشام على موت يزيد ابن معاوية بيوم قتال شديد وذلك يوم الاحد لخمس عشرة ليلة مضت من ربيع الاخر سنة اربع وستين وكان اهل الشام قد رجوا ان يظفروا بنا واخذوا علينا سكك مكة قال وخرج ابن الزبير فبايعه رجال كثير على الموت قال فخرجتم في عصابة معي اقاتل في جانبه والمختار في عصابة وعبدالله بن مطيع في جانبه فما زال هذا الامر بينهم ومشى المختار الى صاحبه فقاتله ثم صحنا باصحابنا وشددنا عليهم وما زال المختار يقاتل معهم واقام المختار مع ابن الزبير حتى هلك يزيد ابن معاوية وانقض الحصار ورجع اهل الشام الى الشام واصطلح اهل الكوفة على عامر ابن مسعود بعدما هلك يزيد يصلي بهم حتى يجتمع الناس وقال سعيد بن عمرو بن العاص قال والله اني لمع عبد الله بن الزبير ومعه عبدالله بن صفوان بن امية بن خلف ونحن نطوف بالبيت اذ نظر بن الزبير فاذا هو بالمختار فقال ابن صفوان انظر اليه فوالله لهو احذر من ذئب قد اطافت به السباع فمضى ومضينا معه فلما قضينا طوافنا وصلينا الركعتين بعد الطواف لحقنا بالمختار فقال ابن صفوان ما الذي ذكرني به ابن الزبير فكتمه وقال لم يذكرك الا بخير قال بلى والله بلى وربي هذه البنية ان كنت لمن شأنكما اما والله لا لا يخطن في اثري او ليقدني عليه سعرا فقام معه خمسة اشهر فلما رآه لا يستعمله جعل لا يقدم عليه احد من الكوفة الا سأله عن حال الناس وهيئتهم قال فقال ان هان ابن ابي حي الوادي قدم مكة يريد عمرة رمضان فسأله المختار عن حاله وحال الناس بالكوفة وهيئتهم فاخبره عنهم بصلاح واتساق على طاعة ابن الزبير الا ان طائفة من الناس اليهم عدد اهل مصر لو كان لهم رجل يجمعهم على رأيهم اكل بهم الارض الى يوم ما فقال له المختار انا ابو اسحاق انا والله لهم انا اجمعهم على مر الحق وانفي بهم ركبان الباطل واقتل بهم كل جبار عنيد فقال له هاني ويحك يا ابن ابي عبيد استطعت الا تضع في الضلال ليكون صاحبهم غيرك فان صاحب الفتنة اقرب شيء اجل واسوأ الناس عملا فقال له المختار اني لادعو الى فتنة انما ادعو الى الهدى والجماعة ثم وثب فخرج وركب رواحله فاقبل نحو الكوفة حتى كان بالقرعاء. لقيه سلمة بن مرفد وكان من اشجيع العرب كان ناسكا فلما التقيا تصافح وتساءل فخبره المختار ثم قال لسلمة بن مرثد حدثني عن الناس بالكوفة قال هم كغنم ظل راعيها. فقال المختار انا الذي احسن رعايتها وابلغ ونهايتها. فقال سلم اتق الله واعلم انك ميت مبعوث. ومحاسب مجزي بعملك ان خيرا فخير وان شرا فشر ثم افترق واقبل المختار قد تنتهى الى بحر الحيرة يوم الجمعة فنزل فاغتسل فيه. والدهن دهنا يسيرا ولبس ثيابه واتم وتقلد سيفه ثم ركب راحلته فمر بمسجد السكون وجبانة كندة ليمر مجلس الا سلم على اهله ابشروا بالنصر والفلج اتاكم ما تحبون واقبل حتى مر بمسجد بني ذهل وبني حجر فلم يجد ثم ثم احد فوجد الناس قد راحوا الى الجمعة فاقبل حتى مر ببني بدا. فوجد عبيدة بن عمرو البدي من كد فسلم عليه وقال له ابشر بالنصر واليسر والفرج وما زال هكذا يمر على مسجد مسجد وعلى حلقة حلقة وهو حتى قال فان المهدي ابن الوصي محمد ابن علي بعثني اليكم امينا ووزيرا ومنتخبا واميرا. وما زال يقول لهم انه رسول من عند محمد ابن علي المعروف بابن الحنفية ثم ان سليمان بن سرد يرحمنا الله واياه انما هو عشمة من العشم وحفش بال ليس بذي تجربة للامور ولا له علم بالحروب انما يريد ان يخرجكم في قتل نفسه ويقتلكم ان انما اعمل وعلى مثال قد مثل لي وامر قد بين لي فيه عز وليكم وقتل عدوكم وشفاء صدوركم فاسمعوا مني قولي واطيعوا امري ثم ابشروا وتباشروا فاني لكم بكل ما تاملون خير زعيم. هكذا كان يقول لهم كان يمنيهم. لذلك كان سليمان ابن سرد اثقل خلق الله على المختار وقد اجتمع لابن سرد يومئذ امره وهو يريد الخروج. والمختار لا يريد ان يتحرك ولا ان يهيج امرا حتى ينظر الى ما يصير اليه امر سليمان فلما خرج سليمان من سرد ومضى نحو الجزيرة قال عمر بن سعد بن ابي وقاص وشبس بنربعي ويزيد ابن الحارث ابن رويم لعبدالله بن يزيد الخطمي وابراهيم محمد ابن طلحة ابن عبيد الله ان المختار اشد عليكم من سليمان ابن سرد ان سليمان لما خرج يقاتل عدوكم ويذلله لكم. وقد خرج عن بلادكم وان المختار انما يريد ان يثب عليكم في مصركم. فيسير فيصير اليه فاوفقوه في الحديد. وخلدوه في السجن حتى يستقيم امر الناس اما ابراهيم ابن محمد فقال لعبدالله بن يزيد شد كتافا ومشيه حفيا فقال له عبيد الله سبحان الله ما كنت لامشيه ولا لاحفيه ولو كنت كنت لافعلن هذا برجل لم يظهر لنا عداوة ولا حربا انما اخذناه على الظنة وما زال هكذا يقولون لذلك قال دخلت اليه مع حميد ابن مسلم الازدي نزوره ونتعاهده فرأيته مقيدا. يعني المختار ابن ابي عبيد. فسمعت يقول ما ورب البحار والنخيل والاشجار مهامه والقفار والملائكة الابرار المصطفين الاخيار لاقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار في جموع من الامصار ليسوا بميل اغمار ولا بعزل اشرار حتى اذا اقمت عمود الدين وربأت شعب بالمسلمين وشفيت غليل صدور المؤمنين. وادركت بثأر النبيين ولم يكبر على زوال الدنيا ولم احفل بالموت اذ اتى فكان اذا اتيناه وهو في السجن رددنا عليه هذا القول حتى خرج منه. وكان يتشجع لاصحابه عندما خرج من السورد وفي هذه السنة اه هدم ابن الزبير الكعبة كانت قد مالت حيطانا مما رميت به من حجارة المجانيق فذكر محمد بن عمرو الواقدي قال هدم ابن الزبير البيت حتى ساواه بالارض وحفر اساسه وادخل الحجر فيه وكان يطوفون من وراء الاساس ويصلون الى موضعه وجعل الركن اليماني عنده في تابوت في سرق في سرقة من حرير وجعل ما كان من حلي البيت وما وجد فيه من ثياب او طيب عند الحجبة في خزانة البيت حتى اعادها لما اعاد بناءه. وقال الواقدي عن عبدالله عن معقل ابن عبد الله عن عطاء قال رأيت ابن الزبير هدم البيت كله حتى وضعه بالارض وحج بالناس في هذه السنة عبدالله بن الزبير كان عامله على المدينة فيه اخوه عبيدة ابن الزبير وعلى الكوفة عبدالله ابن يزيد الخطمي وعلى قضائها سعيد ابن نمران وابي وابى شريحا يقضي فيها وقال فيما ذكر عنه انا لا اقضي في الفتنة وعلى البصرة عمر ابن عبيد ابن معمر تيمية وعلى قضاء هشام بن هبيرة وعلى خرسان عبدالله بن خازم. وصلى الله وسلم على محمد