الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد لا زلنا مع الدولة الاموية وصلنا الى سنة خمس وستين ولا زلنا في احداثها في هذه السنة وهي سنتها خمس وستين حدث امر عظيم قد تكلمنا عنه في الدروس الماضية فهو ما يتعلق بالصحابي الجليل سليمان ابن سرد رضي الله عنه عندما طالب بثأر الحسين ابن علي رضي الله عنه في هذه السنة سنة خمس وستين كان الاتفاق انهم يجتمعون اه حسب الاتفاق الذي اتفقوه وجمع عليه البيع وكان عددهم ضخم جدا حسب الكتاب الذي كتبوه وتعاهدوا عليه وما يعرف باسم الديوان كان هناك في تلك الفترة لم يكن مثل وضعنا الحالي يعني تستطيع ان تعرف الناس بالهويات او البطاقات او ما شابه ذلك لكن في تلك الفترة كان يسمى الديوان يسجلون اسمه ولقبه وقبيلته وحيه ويتعهد بالنصرة والمدافعة اذا في هذه السنة امر التوابين وشخوصهم للطلب بدمز الحسين ابن علي الى عبيد الله بن زياد. عبيد الله بن زياد عندما مات يزيد ابن معاوية هرب من الكوفة الى الشام. وهناك اتفقوا كما قدمنا في الدروس ماضية انهم يبايعون مروان ابن الحكم وكلفه باستعادة الشام باستعادة العراق من ابن الزبير رضي الله عنه. اذا في هذه السنة بعث سليمان ابن سرد الى وجوه اصحابه حين اراد الشخوص ذلك في سنة خمس وستين فاتوه فلما استهل الهلال هلال شهر ربيع الاخر خرج في وجوه اصحابه وكان قد واعد اصحابه عامة للخروج في تلك الليلة للمعسكر بالنخيلة. النخيلة منطقة قريبة من الكوفة لما خرج سليمان ابن سرد رضي الله عنه خرج والاتفاق كان هناك عدد كبير جدا كما سنذكر بعد قليل. لكنه لما خرج لموعده ولما اتفقوا عليه لم يعجبه الناس ولم يعجبه عدة الناس فاستدعى رجلين احدهم حكيم ابن منقذ الكندي وبعثه في خيل والوليد بن غصين الكناني وبعثه في جيش قائلا لهما اذهبا حتى تدخل الكوفة فناديا يا لثأرات الحسين وابلغ المسجد بل اعظم فنادي بذلك فخرج. وكان اول خلق الله دعوا يا لثأرات قوسين الان اه الخروج كان في غفلة بمعنى ان الناس كأنها استغفلت سليمان بن سرد فلا تريد ان تخرج. سليمان لم يرضى بذلك بعث رجال يصيحون في الكوفة ان اخرجوا الى ميثاقكم فاقبل حكيم بن منقذ الكندي في خيل والوليد ابن غصين في خيل حتى مر ببني كثير الان انظر الى عجائب هذه الدنيا. رجل لم يكن قد اكتتب معهم لكن لما سمع يا لثائرات الحسين دبت فيه الحمية ودب فيه الشجاعة واراد ان يكون له ذكر وهو عبد الله ابن رجل من الازد وكان معه امرأته سهلة بنت سبرة بن عمرو من بني كثير وكانت من اجمل النساء من اجمل النساء واحبهم اليه سمع الصوت يا لثأرات الحسين وما هو ممن كان يأتيهم ولا استجاب لهم فوثب الى ثيابه فلبسها دعى بسلاحه وامر باسراج فرسه فعل فعلا غريبا استغربته امرأته فسألته ويحك اجننت قال لا والله ولكني سمعت داعي الله فانا مجيبه انا طالب بدم هذا الرجل حتى اموت او يقضي الله من امري ما هو احب الي فقالت له الى من تدعو بنيك هذا قال الى الله وحده لا شريك له. اللهم اني استودعك اهلي وولدي. اللهم احفظهم فيني. سبحان الله! من قدر الله ابنه هذا واسمه عزرا اه بلغ مبلغ الرجال وقتل مع مصعب ابن الزبير. طبعا هذه القصة خمسة وستين. مصعب بن زبير مات سنة اثنين وسبعين. يعني ليس اكثر من سبع سنوات بينهما. نعم فلما خرج قعدت امرأته تبكي واجتمع اليها النساء. في هذه لطاف الرجلان الذي تقدما وهم يصيحون يا لثارات الحسين قام القوم دخلوا الى النخيلة فخرج حتى يعني الناس انطلقت تستجيب لذلك ومنهم رجل يقال ابو عزة القابض وكرب ابن نمران يصليان فقال يا لثارات الحسين اين جماعة القوم قيل في النخيلة. فخرج حتى اتى اهله فاخذ سلاحه ودعا بفرسه ليركب. فجاءت ابنته الرواع وكانت تحت كثبيت بالمرثد القابض فقالت يا ابت ما لي اراك قد تقلدت سيفك ولبست سلاحك فقال لها يا بنية ان اباك يفر من ذنبه الى ربه. فاخذت تنتحب وتبكي وجاءه اصهاره وبنو عمه معهم ثم خرج فلحق بالقوم. اصبح سليمان ابن سرد وقد اتاه الناس ودعا بديوانه كما قلنا قبل قليل كان يسجل كل شيء فوجد الذين في الديوان ستة عشر الفا فقال سبحان الله ما وفانا الا اربعة الاف من ستة عشر الفا فهذا شيء يعني يجرح القلب لان الناس بدأت آآ لا تهتم لوعودها وميثاقها والمفروض ان الانسان اذا دخل الى شيء يدخل على بصيرة لا يدخل عاطفة ولا يدخل مجاملة ولا يدخل طمعا في غرظ من الدنيا ولذلك قال له حميد بن مسلم قلت لسليمان بن سرد ان المختار والله يثبت الناس عنك اني كنت عنده اول ثلاث فسمعت نفرا من اصحابه يقولون قد كملنا الفي رجل اذا المختار ابن ابي عبيدة الذي سنأتي الى قصته فيما نستقبل ان شاء الله. اصبح يمنع الناس من الخروج مع سليمان قال رجل اخر آآ ان ذلك كان فاقام عنا عشرة الاف اما هؤلاء بمؤمنين؟ اما يخافون الله؟ اما يذكرون الله؟ وما اعطونا من انفسهم من العهود والمواثيق لا جاهدا ولا ينصرا طبعا سليمان اقام بالنخيلة ثلاثا يبعث ثقاته لكن الناس لم يخرج اكثر من الف فهنا لما تبين للناس ان الناس قد تخاذلت قام اليه المسيب بن نجبة اه فقال رحمك الله انه لا ينفعك الكاره ولا يقاتل معك الا من اخرجته النية. فلا تنتظرن احدا واكمش في امرك نعم فقال نعم ما رأيت وانطلق وقد آآ قال خطبته المشهورة ايها الناس من كان انما اخرجته ارادة وجه الله وثواب الاخرة فذلك منا ونحن منه. وقام اليه صخير ابن حذيفة ابن هلال فقال وقد امتدح سليمان اتاك الله رشدك ولقاك حجتك والله الذي لا اله غيره ما لنا خير في صحبة من الدنيا همه. ونيته ايها الناس وقام ايضا عبدالله بن سعد بن نفي فودعه. طبعا عبد الله بن سعد بن نفيل اه هو حاكم عن طريق ابن الزبير. لكن لما علم انهم يريدون الخروج جاء واجتمع بسليمان فاشار عليه آآ باشارات والحرب انما هي في غالبها رأي كما قال المتنبي قال الرأي قبل شجاعة الشجعان هي اول وهي المحل الثاني نعم. فقال الرأي ان يعني اقم وقاتل ولا تخرج الا على تعبئة ولا تجمع في المتخاذل فعبدالله يعني جلس اني قد رأيت رأيا ان يكن صوابا فالله وفق وليكن ليس بصواف من قبلي فاني ما الوكم ونتي نصحا. خطأ كان او صوابا. يقول انما خرجنا نطلب دم الحسين وقتلة حسين كل بالكوفة منهم عمر ابن سعد ابن ابي وقاص ورؤوس الارباع واشراف القبائل فانا نذهب ها هنا وندع الاقتال والاوتار. طبعا سعد ابن عم ابن سعد عبد الله ابن سعد ابن نفيل اقترح انهم يقتلون اولا قتلت سيدنا الحسين الذين في الكوفة. وسليمان قال لاصحابي ماذا ترون فقالوا والله لقد جاء برأي وانما ذكر لكما ذكر. والله ما نلقى من قتلة الحسين ان نحن مضينا نحو الشام غير ابن زياد. وما طلبة ها هنا بالمس وقال سليمان لكن انا ما ارى ذلك لكم ان الذي قتل صاحبكم وعبى الجنود اليه وقال لا امان له عندي دون ان يستسلم فامض فيه حكم هذا الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة عبيد الله ابن زياد اذا سليمان ابن سرد لم ينظر الى من قام بالفعل بامر عبيد. رأى ان كل الامر يرجع الى عبيد الله ابن زياد وامه مرجانة فقال سليمان ابن سرد يعني انما نيتنا عبيد الله بن زياد فلا نغير هذه النية فسيروا الى عدوكم على اسم الله فان يظهركم الله عليه رجونا ان يكون من بعده اهون شوكة منه اني لا احب ان تجعلوا حدكم وشوكتكم باول المحلين القاسطين. والله لو قاتلتم غدا اهل مصركم ما عدم رجل ان يرى رجلا قد قتل اخاه واباه وحميمة. او رجلا لم يكن يريد قتله. فاستخيروا الله وسيروا فتهيأ الناس للشخوص هذا النقاش بين سليمان ابن سرد واصحابه هل نقتل قتلة الحسين الموجودين اللي شاركوا في الجيش ام ننطلق الى عبيد الله في الشام؟ سليمان بن سرد آآ من جهتين. الجهة الاولى ان قتلكم لاهل مصركم سيولد بينكم الضغائن وطلبتكم انما عبيد الله ابن زياد. الان عندنا عبدالله ابن يزيد وابراهيم محمد ابن طلحة الذين هم آآ ولاة الكوفة عن طريق ابن الزبير لما علموا بخروج بن سرد واصحابه فنظر في امرهما فرأى ان يأتيهما في عرض عليهما الاقامة وان تكون ايديهم واحدة لان اهل الشام يريدون العراق اذا جيش التوابين بقيادة سليمان ابن سرد عبدالله ابن يزيد وابراهيم محمد ابن طلحة هؤلاء ايضا ولاة ابن الزبير. العدو مشترك وهو قتال اهل الشام فقال الافضل ان تجلسوا في الشام وننتظرهم. فان جاءونا قاتلناهم فان ابوا الا الشخوص سألوهم النظرة حتى يعبأوا معهم جيشا فيقاتلوا عدوهم بكشف واحد. اذا اما ان تدخلوا معنا في مصرنا ونقاتل جميعا واما ان تنتظرون حتى نجهز الجيش وينطلق معكم فيكون جيشكم جيش لكن آآ انا نريد ان نجيئك الان بدأت المفاوضة. وقال سليمان لرفاعة بن شداد البجلي قم انت فاحسن تعبئة الناس فان هذين الرجلين قد بعث بكيت وكيت فدعا رؤوس اصحابه فجلسوا حوله فلم يمكثوا الا ساعة حتى جاء عبد الله ابن يزيد في اشراف اهل الكوفة والشرط وكثير من المقاتل وابراهيم ابن محمد ابن طلحة في جماعة من اصحابه الان الكلام لعبيد الله لعبدالله بن يزيد قال لكل رجل معروف قد علم انه قد شارك في دم الحسين لا تصحبني اليهم مخافة ان ينظروا الي فيعدوا علي طبعا الذين قتلوا سيدنا الحسين رضي الله عنه وشاركوا في الجيش الذي خرج اليه ليسوا بناس مغمورين بل بعضهم من سادات اهل الكوفة فعبيد في عبدالله بن يزيد كره ان يخرج فيروا فيه انه يجوز قتله فقال امكث في المدينة وهي الكوفة. وكان عمر بن سعد تلك الايام عمر هو قائد الجيش الذي قتل الحسين رضي الله عنه عمر بن سعد تلك الايام التي كان سليمان معسكرا فيها بالنخيلة لا يبيت الا في قصر الامارة مع عبيد الله بن يزيد مخافة ان يأتيه القوم في داره ويذمر عليه في بيته وهو فاعل لا يعلم. طبعا فاعل بمعنى غافل لا يعلم فيقتل. الان قال لعمرو بن حريث تواليه ايضا نائبه قال له ان ابطأت عنك فصلي بالناس الظهر. انتهى الان عبدالله بن يزيد وابراهيم ابن محمد الى ابن سرد فسلم عليه ثم خطب فقال ان المسلم اخو المسلم لا يخونه ولا يغشه وانتم اخواننا واهل بلدنا واحب واهل مصر خلقه الله الينا. فلا تفجعون بانفسكم ولا ولا تستبدوا علينا برأيكم. ولا تنقصوا عدد بخروجكم من جماعتنا. اقيموا معنا حتى نتسير ونتهيأ اذ علمنا ان عدونا قد شارف بلدنا خرجنا اليهم بجماعتنا فقاتلناهم تكلم ابراهيم بن محمد بنحو هذا الكلام. فما كان من سليمان ابن سرد الا ان قال اني قد علمت انكما قد محظتما في النصيحة واجتهدتما في المشورة. فنحن بالله وله. وقد خرجنا لامر ونحن نسأل الله العزيم على الرشد والتسديد بصوبه ولا نرانا الا شاخصين ان شاء الله. الان سليمان عزم فلا يريد ان يرجع عن عزيمته الان العرض الثاني قال عبيد عبدالله بن يزيد فاقيموا حتى نعبئ معكم جيشا كثيفا فتلقوا عدوكم بكثيف وجمع واحد. فقال سليمان تنصرفون ونرى فيما بيننا وسيأتيكم ان شاء الله رأيي الان بعدما آآ تكلم عبد الله بن يزيد وتكلم ابراهيم محمد وعرظ على آآ ابراهيم سليمان ابن سرد ما عرظوا فما كان منه الا ان قال انا لسنا للدنيا خرجنا انما فعلنا ذلك لما قد كان ابتغاهما من اقبال عبيد الله بن زياد نحو العراق اذا ابراهيم بن محمد وعبدالله بن يزيد ما كلم سليمان ابن سرد بهذا الا لما علمه ان جيش الشام قد خرج اليهم. فلذلك نظروا في الانفرة وانه لا يعني يحتمل سليمان ابن سرد خرج له من الكوفة اربعة الاف من اصل ستة عشر ايضا هناك قوم من البصرة وهناك قوم من المدائن. هؤلاء ايضا لم يأتوا. فقال سليمان لا تلزموهم فاني لا اراهم الا سيسرعون اليكم لو قد انتهى اليهم خبركم وحين مسيركم. ولا اراهم خلفهم ولا اقعدهم الا قلة النفقة وسوء العدة اذا سليمان التمس لهم العذر. خطبهم سليمان ايضا خطبة اخرى. وحثهم على طلب قتل الحسين وامرهم الا يطلبوا ذهبا ولا فضة وان يتقربوا الى الله تعالى بكل خير فلما تمكن الامر منهم ادلجوا عشية الجمعة لخمس مضين من شهر ربيع الاخر سنة خمس وستين للهجرة الان خرج سليمان ودعا حكيم المنقذ فنادى في الناس الا لا يبيتن رجل منكم دون دير الاعور فالناس انطلقوا الى دير الاعور وتخلف عنه ناس كثير. اذا خرج اليه اربعة الاف. لما انطلق الى دير الاعور تخلف عنه ناس ايضا. ثم سار الى منطقة يقال لها الاقسام ثم اقساس مالك طبعا ثم انطلق وقد سقط منه الف رجل اربعة الاف وسقط منه الف فهو عدد كبير جدا. فقال سليمان ما احب ان من تخلف عنكم معكم ولو خرجوا معكم ما زادوكم الا خبالا. ان الله عز وجل كارها انبعاث فهم فثبطهم وخصكم بفظل ذلك فاحمدوا ربكم الان وصلوا الى قبر سيدنا الحسين فجلسوا يوما وليلة يصلون عليه ويستغفرون. حتى انهم لما رأوا قبر الحسين صاحوا صيحة واحدة وبكوا حتى قيل فما رؤي يوم كان اكثر باكيا من وسليمان كان يقول اللهم ارحم حسينا الشهيد ابن الشهيد المهدي ابن المهدي الصديق ابن الصديق نعم هو الصديق ابن الصديق وهو المهدي ابن المهدي وهو الشهيد ابن الشهيد. فهو سبط نبينا صلى الله عليه وسلم وريحانته وسيد شباب اهل الجنة. نعم اه انطلق سليمان ابن سرد وآآ كان رؤيتهم لقبر الحسين وجلوسهم عنده ليوم كامل زاد ذلك حنقا ثم ركبوا فامر سليمان الناس بالمسير فجعل الرجل لا يمضي حتى يأتي قبر الحسين فيقوم عليه فيترحم عليه ويستغفر قال فوالله لرأيتهم ازدحموا على قبره اكثر من ازدحام الناس على الحجر الاسود وذلك من شدة عاطفتهم وشدة ما وجدوا في انفسهم من خذلانه رضي الله عنه اذ خذلوه خذلانا مبينا نعم. فقال لهم المسيب النجب وسليمان بن سرد الحقوا باخوانكم رحمكم الله. فما زال كذلك حتى بقي نحو من ثلاثين من اصحابه فقال سليمان آآ اللهم الحمد لله الذي لو شاء اكرمنا بالشهادة مع الحسين. اللهم اذ حرمتناها معه فلا تحرمنا فيه بعده الان رجل يقال له عبد الله بن وائل ايظا اه تكلم بكلام جيد وطيب وقام المسيب بن اه نجبه فايضا تكلم بكلام طيب وقام المثنى مخرب صاحب احد الرؤوس والاشراف ثم تكلم كلاما طيبا. ثم ان سليمان بن سرد صار من موضع قبر الحسين فاخذنا على الحصاصة ثم على الانبار ثم على الصدود ثم على القيارة الان في الطريق آآ وهم يعني آآ قد مشوا في هذا الامر فما كان الا من رجل يقاله عبدالله بن عوف بابن الاحمر على فرس له ملهوب كميت مربوع يتأكد يتأكد تأكله. يعني من شدة قوة هذا الفرس فهو من الخيول الاصيلة. كان يقول يخرجن يلمعن بناء ارسالا عوابسا يحملننا ابطالا. نريد ان نلقى به الاقتال القاسطين الغد الضلال وقد رفضنا الاهل والاموال والخفيرات البيض والحجال نرضي به ذا ذي النعم المفضال فهو رجل هذا كان منه آآ هذا الكلام الطيب. ايضا لما قام عبدالله بن يزيد كتب الى سليمان ابن سرد قال بعثني فلحقته بالقيارة واستقدم اصحابه حتى ظن انه قد سبق قاهم قال فوقف واشار الى الناس الان قدمنا ان عبد الله بن يزيد هو والي الكوفة من طرف ابن الزبير. كتب بهذا الكتاب. بسم الله الرحمن الرحيم من عبيد عبد الله بن يزيد الى سليمان بن سرد. ومن معه من المسلمين سلام عليكم فان كتابي هذا اليكم كتاب ناصح ذي ارعاء. وكم من ناصح مستغش؟ وكم من غاش مستنصح محب؟ انه انكم تريدون المسير بالعدد اليسير الى الجمع الكثير وانه من يرد ان ينقل الجبال عن مراتبها تكل معاوله وينزع وهو مذموم العقل والفعل. يا قومنا لا تطمعوا عدو وكن في اهل بلادكم فانكم خيار كلكم ومتى ما يصيبكم عدوكم يعلم انكم اعلام مصركم اطمع ذلك فيما وراءكم يا قومنا. انهم ان يظهر عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا. اذا ابدا. فلما قرأ سليمان ابن سرد هذا الكتاب قال لاصحابه ماذا ترون قالوا انت ماذا ترى؟ قال آآ ما هذا قال لهم ماذا ترون؟ قال ابينا هذا عليكم وعليهم ونحن في مصرنا واهلنا فالان خرجنا ووطنا انفسنا على الجهاد ودنونا من ارض عدونا ما هذا برائي ان اخبرنا برأيك. اذا ليس بهذا برأيك انت الذي اخبرنا برأيك. قال رأي والله انكم لم تكونوا قط اقرب من احدى الحسنيين منكم يوم قم هذا. طبعا اقر على ما هو عليه ثم قال وان لنا ذنوبا ونحن تائبون منها وهذا جوابه آآ لاصحابه ارى لك شكلا غير شكلي فاقصري عن اللوم اذ بدلت واختلف الشكل هذا يقول مثلا ومثل ابن الزبير ومثل اه عبدالله ابن يزيد ثم كتب الى عبد الله بن يزيد من سليمان بن سرد ومن معه من من المؤمنين سلام عليك فقد قرأنا كتابك وفهمنا ما نويت فنعم والله الوالي ونعم الامير ونعم اخو العشيرة. انت والله من نأمنه بالغيب ونستنصحه في المشورة ونحمده على كل حال. انا سمعنا الله عز وجل يقول في كتابه ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. الى قوله وبشر المؤمنين ان القوم قد استبشروا ببيعتهم التي يبايعه انهم قد تابوا من عظيم جرمهم وقد توجهوا الى الله وتوكلوا عليه ورضوا بما قضى الله. ربنا عليك واليك انبنا واليك المصير. فلما وصل الكتاب الى عبيد الله ابن يزيد قال هذه الكلمة استمات القوم اول خبر يأتيكم عنهم قتلهم. وايم الله ليقتلن كراما مسلمين ولا والذي هو ربهم لا يقتلهم عدوهم حتى تشتد شوكتهم. وتكثر القتلى فيما بينهم. لما وصلوا الى منطقة يقال لها قرقيسيا. وكان الوالي عليها زفر بن الحارث الكلابي وكان في تلك الحقبة لم يدخل في ولاية الشام ولم يدخل في ولاية العراق. انما هو بين الامرين فسليمان ابن سرد بعث اليه المسيب ابن نجبة فقال ائت ابن عمك هذا فقل له فليخرج الينا سوقنا فانا لسنا اياه نريد. انما صمدنا لهؤلاء المحلين طبعا المسيب ابن نجبة طلب افتتاح الباب فقال له من انت؟ قال انا المسيب ابن نجب فاتاه الهذيل ابن زفر وهذا الهذيل كان في تلك الحقبة يقول عن نفسه وانا اذ ذاك لا لا علم لي بالناس ولا اعلم اي الناس هو فلما سأل اباه فقال لابي اما تدري اي بني من هذا؟ هذا فارس مضر الحمراء كلها. واذا عد من اشرافها عشرة كان احدهم. وهو بعد رجل ناسك له دين. فلما دخل المسيب قال لزفر مما تتحصن؟ انا والله ما اياكم نريد ومعترين الى شيء الا ان تعيننا على هؤلاء القوم الظلمة المحلين. زفر اجابه قال انا لم نغلق ابوابنا هذه المدينة الا لنعلم ايانا اعتريتم ام غيرنا؟ انا والله ما بنا عجز عن الناس. ما لم تدهم نحيلة. وما نحب ان بلينا بقتالكم لقد بلغنا عنكم صلاح وسيرة حسنة جميلة. اذا زفر اغلق بابه والمسيب طمأنه انه انما جاءوا لقتال عبيد الله ابن زياد وانما الان نريد ان نتزود لانهم على ظهور الخير. فالخيل تحتاج الى علف وهم يحتاجون الى ميرة وقوة في الطعام فما كان من زفر الا انه امر للمسيب بالف درهم وفرس فقال له المسيب اما المال فلا حاجة لي فيه والله ما لنا ما له خرجنا ولا اياه طلبنا. واما الفرس فاني اقبله لعلي احتاج اليه ان ظلع فرسي الفرس آآ اذا ركب مدة طويلة يصاب اما ظهره بالدبر واما حافره بالظلع لان الفرس لا يركب مدة طويلة اه او غمز تحتي فخرج به حتى اتى اصحابه واخرجت لهم السوق فتسوقوا الان شوفوا الرجل من العرب يعرف مقامات الناس فسأل المسيب ابن ابن نجب من الذين معك فلما علم بهم اه بعث لهم بالاعلاف والطعام الكثير وبعشرين جزورا وبعث الى سليمان بن سرد مثل ذلك. اذا اعطى المسيب ابن علس آآ المسيب ابن نجبة اعطاه عشرين جزورا واعطى سليمان ابن سرد عشرين جزيرة آآ جزورة. وكان زوفر يعني يسأل عن وجوه اهل العسكر. فسمي له عبدالله بن سعد بن نفيد وعبد لاهي بنوان ورفاعة بن شداد وسمي له امراء الاربع. الاربع يقصدون في تلك الفترة انه ربع الجيش يكون عليه ايضا اه الارباع اه كل قبيلة تخرج ربع اه قومها اذا جاء وقت الجهاد هذه معنى كلمة الربع ومن اين جاءت فبعث الى هؤلاء الرؤوس الثلاثة بعشر جزائر عشر جزائر. اي بعير وعلف كثير وطعام واخرج للعسكر عيرا عظيما وشعيرا كثيرا. فقال غلمان زفر. هذه عير فاجتزوا منها ما احببتم وهذا شعير فاحتملوا منه ما اردتم وهذا دقيق. فتزودوا منه ما اطقتم. اذا اغناهم عن السوق وعلى ان اه يحتاج حتى الى صوت او ثوب الان آآ زفر لما ارادوا ان ينطلقوا اجتمع بسليمان ابن سرد. فقال زفر لسليمان انه يعني الان يريد ان يعلمه القوم الاخرين اللي هم عبيد الله بن زياد بعث زفر جواسيسه واتوه بالاخبار. الان سيزود سليمان ابن سرد بهذه ايه الاخبار؟ فقال انه قد بعث خمسة امراء قد فصلوا من الرقة فيهم الحسين بن نمير السكوني وشرحبيل ابن ذي كولا وادهم ابن محرز الباهري وابو مالك ابن ادهم وربيعة ابن مخالق الغنم وجبل بن عبدالله الخثعمي. وقد جاؤوكم في مثل الشوك والشجر اتاكم عدد كثير وحد حديد وايم الله لقل ما رأيت رجالا هم احسن هيئة ولا عدة ولا اخلق لكم خير من رجال اراهم معك ولكنه قد بلغني انه قد اقبلت اليكم عدة لا تحصى. فما كان من سليمان ابن سرد الا ان قال على الله وعليه فليتوكل المتوكلون. الان كشف زفر لسليمان ابن سرد جلية الامر. الان سيبدي رأيه. قال فهل لكم في امر اعرضه عليكم؟ لعل الله ان يجعل لنا ولكم فيه خيرا. ان شئتم فتحنا لكم مدينتنا فدخلتم فكان امرنا واحدا وايدينا واحدة. سليمان ابن سرد قال هذا الامر قد عرظه اهل مصرنا علينا ولسنا فاعلين. الان الامر الثاني قال لهم اما وقد ابيتم الدخول عندنا فاني امركم ان تنطلقوا الى مدينة لانهم فصلوا من الرقة يقول فانا انظر لكم ان تذهبوا الى مدينة او موقعة او مكان يسمى عين الوردة. وبها سميت معركة عين الوردة وسميت بجيش التوابين لانهم تابوا الى الله من خذلان الحسين. يقول هذه عين وتجعلوها في ظهوركم ويكون الروستاق والماء والماد به ايديكم وما بين مدينتنا ومدينتكم فانتم له امنون لماذا؟ قال والله لو ان خيولي كرجالي لامددتكم يعني عندي انا قلة من الرجال الان قال لهم ايضا العيب الذي فيكم انكم كلكم اهل خير فليس عندكم من الرجالة شيء العلة قال قال لان الفرسان تحمي رجالها والرجال تحمي فرسانه فانتم ليس عندكم رجال فلذلك كانك اعظم اي مقطوع اليد ثم ان سليمان قال نعم المنزول به انت اكرمت النزل واحسنت الضيافة ونصحته في المشورة. عبأ سليمان الكتائب كما امره زفر ثم اقبل حتى انتهى الى عين الوردة فنزل في غربيه وسبق القوم اليها الان عندنا عبيد الله بن غازية قال اقبل اهل الشام في عساكرهم حتى كانوا من عين الوردة على مسيرة يوم وليلة. فقام فيهم سليمان ابن سرد وقال قد اتاكم الله بعدوكم الذي دابتم في المسير اليه اناء الليل والنهار. ثم ان سليمان وهذه عادة في الفرسان والامراء اذا قتل فلان ففلان قال ان انا قتلت فامير الناس المسيب ابن جب فان اصيب المسيب فامير الناس عبدالله بن سعد ابن نفيل فان قتل عبد الله بن سعد فامير الناس عبد الله بن وائل فان قتل عبدالله بن وائل فامير الناس رفاعة بن شداد رحم الله امرأ صدق ما عاهد الله عليه ثم بعث المسيب ابن نجب في اربعمائة فارس وقال له سر حتى تلقى اول عسكر من عساكره فشن فيهم الغارة فاذا رأيت ما تحب ولا انصرفت الي في اصحابك واياك ان تنزل او تدع احدا من اصحابك ان ينزل او يستقبل اخر ذلك حتى لا تجد منه بدا. طبعا انطلق المسيب وبعث آآ رجل يقال له بالجوير العبدي في مائة وبعث عبد الله بن عوف بن احمر في مائة ثم آآ انهم التقوا يقول انظر اول من تلقون فاتوني به. فكان اول من لقينا اعرابي يطرد احمره. وهو يقول يا مال اتعجلي الى صحبي واسرح فانك امن السرب. فقال يا حميد بن ماسم ابشر بشرى ورب الكعبة لانها قال يا مال لا تعجل واسره فهذا من باب التفاؤل. ثم انه قال ممن انت يا اعرابي؟ قال انا من بني تغلب فايضا اصبح من باب الفعل قال غلبتم ورب الكعبة. فانتهى الى المسيب فاخبره بخبرهم وما لقوا ثم قال المسيب للاعراب كم بيننا وبين ادنى هؤلاء القوم قال ادنى عسكر من عساكر منكم عسكر ابن ذي الكلى وكان بينه طبعا الخلاف بين الشاميين ان ذي الكلاع كان يأبى تسلط الحصين لما بين ذي كلاع وبين آآ السكون لان حصين بن نمير السكوني فهو كلاهما يمني. وجل اهل الشام كانوا من اليمنية لذلك اختلافهم ان من هو رئيس القوم هل هو الحصين او هو ابن ذي الكلاع؟ فقال آآ الحسين انا على جماعة الناس وكان رد ذي ما كنت لتتولى علي وقد تكاتب الى عبيد الله بن زياد فهم ينتظرونه فهذا عسكر ابن ذي الكلاع منكم على رأس ميل. قال فتركنا الرجل وخرجنا نحوه مسرعين. فوالله ما شعروا حتى اشرفنا وهم غارون اي غافلون. فحملنا في جانب عسكرهم فوالله ما قاتلوا كثير قتال حتى انهزموا. فاصبنا منهم رجالا وجرحنا ما فيهم. فاكثرنا الجراح واصبنا لهم دواب. وخرجوا عن عسكرهم وخلوه لنا. فاخذنا منه ما خف علينا. الان اه المسيب صاح عليهم كما وصاه آآ سليمان بن سرد قال الرجعة انكم قد نصرتم وغنمتم وسلمتم فانصرفوا الان اتى الخبر عبيد الله بن زياد فسرح الينا الحصين بن نمير مسرعا حتى نزل في اثني عشر الفا. قدمنا قبل قليل ان سليمان بن سرد خرج في ثم تخلف عنه الف وهم في عدة ثلاثة الاف والناس بطبعها تتناقص فربما كان عسكره ايضا اقل من ذلك. عسكر الحسين ابن نمير فقط اثنى عشر الف فن يقول فخرجنا اليهم يوم الاربعاء لثمان بقي من جمادى الاولى. فخرج سليمان وعبد الله على ميمنته تيب على ميسرته ووقف سليمان في القلب وجاء الحسين وقد عبأ لنا جنده فجعل ميمنته جبلة ابن عبدالله وعلى ميسرة ربيعة بن المخارق الغنوي ايضا احد الامراء ثم زحفنا اليهم فلما دنوا دعونا الى الجماعة الى عبدالملك بن مروان والى الدخول في طاعته ودعوناهم الى ان يدفعوا الينا عبيد الله بن زياد فنقتله ببعض من قتل من اخواننا وان يخلعوا عبدالملك بن مروان والى ان يخرجوا من بلادنا من ال بن الزبير ثم نرد هذا الامر الى اهل بيت نبينا الذي اتاه الله من قبلهم بالنعمة والكرامة الان آآ كل منهم دعا صاحبه الى ما يعتقد. فحملت الميمنة على الميسرة فهزمته. وحملت ميسرتنا على ميمنتهم وحمل سليمان في القلب فهزمناهم حتى اضطررناهم الى عسكرهم فما زال الظفر لنا عليهم حتى حجز الليل بيننا وبينهم. ثم انصرفنا عنهم وقد حجزناهم في عسكرهم. فلما كان الغد اذا اه المعركة كانت اشبه بالتكافؤ فلما جاء الصباح كان ذي الكلى قد وصل في ثمانية الاف. اذا الجيش اثنى عشر ثم زاد الى ثمانية فصاروا في عشرين امدهم به عبيد الله وبعث اليه يعني الى ذي الكلى يشتمه ويقول انما عملت عمل الاغمار تضيع عسكرك ومسالحك سر الى الحصين حتى توافيه وهو على الناس. فجاءه فغدى علينا وغاديناهم فقاتلناهم قتالا لم يرى الشيب والمرد مثله قط يومنا كله لا يحجز بيننا وبين القتال الا اصطلحت امسينا فتحاجزنا. وقد والله اكثر فينا الجراح غشيناه فيهم قال وكان فينا قصاص ثلاثة. القصاص في تلك الفترة وهو الواعظ لكنه في مرتبة عالية يذكر بالله ويقرأ القرآن ويخبر عن سير الماضي. فكان القصاص ثلاثة رفاعة من شداد وصحير بن حذيفة وابو الجويرية فكان رفاعة في الميمنة لا يبرحها وجرح ابو الجوير الجويرية اليوم الثاني في اول النهار فلزم الرحال وكان صحي ليلته كله يدور فينا ويقول ابشروا عباد الله بكرامة الله ورضوانه. فحق والله لمن ليس بينه وبين لقاء الاحبة. ودخول الجنة والراحة من ابراء من ابرام الدنيا واذاها الا فراق هذه النفس الامارة. فهي من باب الواو فمكثوا واصبح اصحاب ابن النمير وادهم ابن محرز الباهلي في نحو عشرة الاف فخرجوا الينا فاقتتلنا اليوم الثالث يوم الجمعة قتالا شديدا الى ارتفاع الضحى ثمان اهل الشام كاثرونا وتعطفوا علينا من كل جانب ورأى سليمان بن سرد ما لقي اصحابه الان نادى الى اخر ما يسمى بالرمق الاخير. عباد الله من اراد البكور الى ربه والتوبة من ذنبه والوفاء بعهده فاليه ثم كسر جفن سيفه ونزل معه ناس كثيرون فكسروا جفون سيوفهم واستقتلوا رضي الله عنهم. فلما رأى الحصين صبر القوم وبأسهم بعث الرجال ترميهم بالنبل واكتنفتهم الخيل والرجال فعندها قتل سليمان بن سرد رحمه الله رماه يزيد ابن الحصين بسهم فوقع ثم وثب ثم وقع فقتل سليمان ابن سرد فاخذ الراية المسيب ابن نجبة وقال لسليمان بن سرد رحمك الله يا اخي. فقد صدقت ووفيت بما عليك. وبقي ما علينا. ثم قضى الراية فقاتل ساعة ثم رجع ثم قاتل بها فقاتل ثم رجع. فعل ذلك مرارا يشد ثم يرجع ثم قتل رضي الله عنه يقول اه الان يريدون ان يعرفوا بعظ الاخبار يقول عن مولى للمسيب بن علس او مسيب ابن نجب قال لقيته بالمدائن وهو مع شبيب بن يزيد الخارجي هذا مولى للمسيب ابن نجبة الفزاري يقول لقيته مع شبيب بن يزيد الخارجي فجرى الحديث حتى ذكرنا اهل عين الوردة والله ما رأيت اشجع منه انسانا قط ولا من العصابة التي كان فيهم. ولقد رأيته يوم عين الوردة يقاتل قتالا شديدا ما ان رجلا واحدا يقدر ان يبني مثل ما ابلى. ولا ينكأ في عدوه مثلما نكأ لقد قتل جالا وسمعته قبل ان يقتل وهو يقاتلهم قد علمت ميالة الذوائب واضحة اللبات والترائم اني غداة الروع والتغالب اشجع من ذي لبد مواس قطاع اقران مخوف الجانب فلما قتل المسيب اخذ الراية عبدالله ابن سعد كما وصى سليمان ابن سرد ثم قال رحمه الله اخويا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فوالله انا لك ذلك اذ جاءنا ثلاثة فرسان. عبد الله بن الخضر وكثير بن عمرو وسعر بن ابي سعر. هؤلاء خرجوا مع سعد بن حذيفة بن اليمان في سبعين ومئة من اهل المدائن اذا لما وصلوا الى هذا المكان ووجدوا القوم يقتتلون ونظروا الى القتلى قام عبد الله بن نوفيل ان لهذا خرجنا ثم اقتتلنا فما اضطررنا الا ساعة حتى قتل المزني وطعن الحنف فوقع بين القتلى وطعن الحنفي وثم ارتث بعد ذلك فنجا وطعن الطائي بجزم انفه فقاتل قتالا شديدا وكان فارسا شاعرا فاخذ تقول قد علمت ذات القوام الرود ان لست بالوان ولا الرعديد يوما ولا بالفرق الحيود ثم حمل حملة فاقتتلنا قتلة قتالا شديدا. الان اختلف هو وعبدالله بن سعد ضربتين اللي هو ربيع ابن المخارق حمل حملة شديدة على جيش التوابين. فالتقى هو وعبد الله بن سعد بن نفيل اختلف بضربتين يعني كل منهم ضرب صاحبه لكن لم يصنع سيفيهما شيء. واعتنق كل واحد منهما صاحبه. فوقع الى الارض ثم قاما فاضطربا الان حمل ابن اخي ربيعة على عبد الله بن سعد فطعنه في ثغرة نحره فقتله وحمل عبدالله ابن عوف ابن احمر على ربيع المخارقي فطعنه فصرعه فلم يصب مقتل فقام فكر عليه الثانية فطعنه ابو ربيعة فصرعوه ثمان اصحابه استنقذوه. وقال خالد بن سعد بن نفيد طبعا اخو عبدالله اروني قاتل اخي فاريناه ابن اخي ربيعة ابن المخارق فحمل عليه فقنعه بالسيف واعتنقه الاخر فخر الى الارض فحمل اصحابه حملنا وكانوا اكثر منا فاستنقذوا صاحبهم. واقتتلوا وقتلوا صاحبنا وبقيت الراية ليس عند احد الان بدأ القوم يتدافعون وهم قوم توابين نادوا عبدالله بن وائل بعد قتلهم لانه ممن سماهم سليمان فما كان منه الا ان حمل رفاعة بن شداد فكشفهم ثم اقبل الى رايته وقد امسك عبدالله بن حازم الكثيري الذي قدمنا انه لم كن مسجلا معهم وانما خرج لما سمع يا لثارات الحسين قال فقال لابن وائل امسك عني رايتك قال امسكها عني رحمك الله فاني بي مثل حالك فقال له امسك عني رايتك فاني اريد ان اجاهد. قال فان هذا الذي انت فيه جهاد واجر. قال فصحن يا ابا عزة اطع اميرك يرحمك الله. قال فامسكها قليلا ثم ان ابن وائل اخذها منه. الان يقول حدثني شيخ للحي كان معهم يومئذ قال قال لنا ابن واد من اراد الحياة التي ليس بعدها موت والراحة التي ليس بعدها نصب. والسرور الذي ليس بعده حزن. فليتقرب الى ربه بجهاد هؤلاء المحلين والرواح الى الجنة رحمكم الله. هذا دحين عندنا وقت العصر فشد عليهم ثم انه والى القتال عند المساء ادهم ابن محرز الباهلي. فشد علينا في خيله ورجاله. فما كان من عبد الله بن واد الا انه قال قال دفعت الى احد امراء العراق رجل منهم يقال له عبدالله بن واد. وهو يقول ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين الايات الثلاث قال فغاظني هذا رجل من اهل الشام لما سمع عبد الله بن وائل يقول هذا غاظه فقلت في نفسي هؤلاء يعدوننا بمنزلة اهل الشرك يرون ان من قتلنا منهم كان شهيدا فحملت عليه يضرب يده اليسرى فاطنتها اي قطعها. وتنحيت قريبا فقلت له اما اني اراك وددت انك في اهلك وقال عبد الله بن وائل وهو صادق النية. قال بئس ما رأيت. اما والله ما احب انها يدك الان. الا ان يكون لي فيها من اجر مثل ما في يدي فقلت له لم؟ قال لك ما يرزق الله عليك وزرها لكي ما يجعل الله عليك وزرها ويعظم لي اجرها فغاظني فجمعت خيلي ورجالي. ثم حملنا عليه وعلى اصحابه. فدفعت اليه فطعنته فقتلته. وانه لمقبل الي ما فزعموا بعد انه كان من فقهاء اهل العراق الذين كانوا يكثرون الصوم والصلاة ويفتون الناس. فانا لله وانا اليه راجعون كان عباد اهل الكوفة هم الذين اه قوام جيش التوابين. يقول عبدالله بن غازي قال لما هلك عبدالله بن وائل فاذا عبد الله بن خازن قتيل الى جنبه ونحن نرى انه رفاعة بن شداد البجلي فقال له رجل من بني كنانة يقال له الوليد بن طيب امسك رايتك قال لا اريدها. فقلت له انا لله ما لك قال ارجعوا بنا لعل الله يجمعنا ليوم شر لهم. فتب عبدالله بن عوف. فقال اهلكتنا. فما فقال له فانك نعم ما رأيت ثم اقبل رفاع على الكنان فقال له اتمسكها ام اخذها؟ يعني الراية فما زالوا بذلك قتل الكناني قبل المساء. وخرج عبدالله بن عزيز ومعه ابن محمد غلام صغير. انظر الى يعني مروءة اتي القوم هذا الرجل من بني كنانة وقلنا ان الشام معظمهم من اهل اليمن. فهذا اخذ ولده الصغير فقال يا اهل الشام هل فيكم احد من كندة فخرج اليه منهم رجال فقالوا نعم نحن هؤلاء. فقال دونكم اخوكم فابعثوا به الى قومكم بالكوفة. فانا عبد الله بن عزيز الكندي قال انت ابن فانك امن قال والله لا ارغب عن مصارع اخواني الذين كانوا للبلاد نورا وللارظ اوتادا وبمثلهم كان الله يذكر فاخذ ابنه يبكي قال يا بني لو ان شيئا كان اثر عندي من طاعة ربي اذا لكنت انت ثم قاتل حتى قتل. والان يقول رجل ان كريب بن زيد الحمير مشى اليهم عند المساء ومعه راية بلقاء في جماعة قل ما تنقص من مائة رجل ان نقصت. وقد كانوا تحدثوا بما يريد رفاعا ينصع اذا امسى اذا امسى الليل يهربون فجعل الحمية لهذا يقول يا قوم انما خرجنا للجهاد لا للدنيا فقاتلوا حتى قتلوا فما كان من ذي الكلاع لما رأى الحميري قد اقبل قال هذه راية حميرية اوهم دانية فدنا منهم فسألهم فاخبروه فما كان من ذي القلاع الا ان قال انتم امنون قال ان كنت قد ان قد ام كنا امنين في الدنيا وانما خرجنا نطلب امان الاخرة ومشى رجل يقال له صخير بن حذيفة في ثلاثين من مزينة فقال لهم لا تهابوا الموت في الله فانه لاقيكم فلما امسى الناس ورجع اهل الشام الى معسكرهم نظر رفاعة الى كل رجل قد عقر به والى كل جريح لا يعين على نفسه فدفعه الى قومه. ثم سار بالناس ليلته وقطع المعابر. فلما اصبح الحسين الحسين ابن نمير قد وجد ان القوم قد ذهبوا فحاول ان يسرع بهم فما كان من ابي الجويرية العبد في سبعين فارسا قال انتم استروا الناس فلم يزالوا كذلك حتى مروا بقرقيسيا من جانب البر فبعث اليهم زفر من الطعام والعلف مثلما كان بعث لهم في الامر في المرة في الاولى وارسل اليهم الاطباء وقال اقيموا عندنا ما احببتم فان لكم الكرامة والمواساة وجاء سعد بن حذيفة الى هذه المنطقة فاستقبلته الاعراب فاخبروه بما لقي الناس فما كان منهم الا انهم آآ علموا ان المعركة قد انتهت وان الامر قد آآ قضي فانصرف اهل المدائن الى المدائن واهل البصرة الى البصرة واقبل اهل الكوفة الى الكوفة فاذا المختار محبوس فانه ادهم من محرز الباهلي اتى عبدالملك بن مروان ببشارة الفتح قال فصعد المنبر فحمد الله قال فان الله قد اهلك من رؤوس اهل العراق ملقح فتنة ورأس ضلالة سليمان بن سرد. الا وان السيوف تركت رأس المسيب ابن نجب خزاريف. الا وقد قتل الله من رؤوسهم رأسين عظيمين ضالين مضلين. عبدالله بن سعد اخا وعبدالله بن وال اخا بكر بن وائل فلم يبق بعد هؤلاء احد عنده دفاع ولا امتنان فهذه آآ يعني من العداوة التي بين اهل الشام واهل العراق. المختار مكث نحو من خمسة عشر ليلا ثم قال لاصحابه المختار كان يتنبأ ورجل ذكي رجل فطن رجل يعرف الحرب وفنونها تأول امرا وصدق حدسه. قال عدوا طازيكم هذا اكثر من عشر ودون الشهر ثم يجيئكم نبأ هتر من طعن النتر وضرب هبر وقتل جم وامر رجم فمن لها انا لها؟ لا تكذبن انا لها كتب المختار وهو في السجن الى رفاعة بن شداد حين قدم من عين الوردة قال اما بعد فمرحبا بالعصب الذي اعظم الله لهم الاجر حين انصرفوا وجعل يتمدح ثم قال لهم انا انا الامير المأمور والامين المأمون وامير الجيش وقاتل الجبارين والمنتقم من اعداء الدين والمقيد من الاوتار وضخ قام من نفسه جدا فعلم عبدالله بن يزيد وابراهيم ابن محمد فخرج في الناس حتى اتيا المختار فاخذاه فاقام عبدالله بن غزية وقف على القتلى فقال يرحمكم الله فقد صدقتم وصبرتم وكذبنا وفررنا. قال فلما سرنا واصبحنا اذ عبد الله بن غزية في نحو من عشرين قد ارادوا الرجوع يوعى الى العدو والاستقتال. فجاء رفاعة وعبد الله بن عوف وجماعة الناس قالوا ننشدكم الله الا تزيدون فلو فلولا يعني فلولا ونقصانا فانا لا نزيل لا نزايل بخير ما كان في مثلكم من ذوي النيات اما رجل منهم فغفل عن القوم وقاتل بسيفه. وهو رجل من مزين كان اه قد استقتل ففارق القوم وجعل يستقتل وجعل يقاتل اهل الشام حتى قيل اعجب ما رأيت يوم عين الوردة بعد هلاك ان رجلا اقبل حتى شد بسيفي فخرجنا نحوه فانتهى اليه وقد عقر به وهو يقول اني من الله الى الله افر. رضوانك اللهم ابدي واسر فقلت فقلنا له ممن انت؟ قال من بني ادم؟ قلنا ممن انت؟ قال لا احب ان اعرفكم ولا تعرفوني يا مخرب البيت الحرام فنزل اليه سليمان ابن عمرو بن محسن وهو يومئذ من اشد الناس فكلاهما اثخن صاحبه وشد الناس عليه من كل جانب فقتلوه فوالله ما رأيت واحدا قط هو اشد منه فهذا الذي قتل بعدما اه رجع رفاعة بالقوم. ثم انه اه دخلوا في هذا الامر وكان من الشعر الذي قاله اعشى همدان وهي احدى المكتمات كن يكتمن في ذلك الزمان مطلعها الم خيال منك يا ام طالبي فحييتي عنا من حبيب مجانب. وما زلت لي شدوا وما زلت مقصدا لهم عراني من طاقة ناصب فما انسى لا انسى انفلاتك في الضحى الينا مع البيض الوسام الخراعب. تراءت لنا هيفاء مهضوم الحشا لطيفة طي الكشح ري الحقائب مبتلة غراء رود شبابها كشمس الضحى تنكل بها تنكل بين السحابي وهي قصيدة طويلة وقتل سليمان ابن سرد قتل من معه بعين الوردة من التوابين في شهر ربيع الاخر وبذلك نكون قد اتممنا ما تم من معركة عين الوردة هذا وصلى الله على محمد