الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد لا زلنا في بقايا سنة خمس وستين وفي هذه السنة بايع مروان ابن الحكم لابنيه عبدالملك وعبدالعزيز قدمنا في الدروس الماضية ان مروان ابن الحكم اخذ البيع من اهل الشام لنفسه وكان هناك رجل يقال له عمرو بن سعيد بن العاص وهذا كان يطمح ان يكون بعد مروان ابن الحكم لذلك لما هزم عمرو ابن سعيد ابن الاشدق مصعب بن الزبير حين وجهه اخوه عبدالله الى فلسطين وانصرف راجعا الى مروان ومروان يومئذ بدمشق قد غلب على الشام كلها ومصر وبلغ مروان ان عمرا يقول ان هذا الامر لي من بعد مروان. ويدعي انه قد كان وعده وعدا الان هذه المسألة مسألة ان عمرو ابن سعيد ابن العاص يرى ان له حقا في هذه الولاية وهي خلافة المسلمين الان مروان آآ يريد ان يحسم هذه المادة ابدا. هناك خصمان له. الخصم الاول خالد ابن يزيد ابن معاوية وعمرو ابن سعيد ابن العاص فدعا حسان ابن مالك من بحدل فاخبره انه يريد ان يبايع لعبد الملك وعبدالعزيز ابنيه من بعده واخبره بما بلغه عن عمرو بن سعيد فقال انا اكفيك عمرا فلما اجتمع الناس عند مروان عشية قام ابن بحدل فقال انه قد بلغنا ان رجالا يتمنون اماني قوموا فبايعوا لعبد الملك ولعبد العزيز من بعد فقام الناس فبايعوا من عند اخرهم. اذا بهذا الطريقة استطاع حسان ابن مالك ان يحسم المادة مادة خالد ابن سعيد ابن العاص وخالد ابن يزيد ابن معاوية وعمرو بن سعيد ابن العاص بهذه القوة والصرامة الان في هذه السنة اه مات مروان ابن الحكم في مستهل شهر رمضان سبب هلاكه يقول لما حضرت معاوية ابن يزيد ابا ليلى الوفاة. اذا اه معاوية رضي الله عنه بايع لابنه يزيد يزيد بايع لابنه معاوية. معاوية لم يعش بعد ان تمت له البيعة اكثر من اربعين ليلة فلما حضرت معاوية ابن يزيد ابا ليلى الوفاة ابى ان يستخلف احدا وكان حسان بن مالك بن بحدل يريد ان يجعل الامر بعد معاوية ابن يزيد لاخيه خالد ابن يزيد ابن معاوية لكن المشكلة ان خالد ابن يزيد كان صغيرا وهو خال ابيه يزيد ابن معاوية حسان ابن مالك ابن بحدل خال يزيد ابن معاوية اخته ميسون بنت مالك بن بحدل صاحبة البيت المشهور اه لبيت تخفق الارواح فيه احب الي من قصر منيف ولبس عباءة وتقرعين احب الي من لبس الشفوفي فبايع لمروان وهو يريد ان يجعل الامر بعده لخالد ابن يزيد. فلما بايع لمروان وبايعه معه اهل الشام. الان حسان ابن مالك اراد ان يبايع لي مروان لانه سيد آآ الامويين. لكن اراد ان يدخل منه الى آآ مبايعة ابن اختي آآ ابن ابن اخته اللي هو خالد ابن يزيد لكن مروان ايضا آآ ينظر للامر نظرة بعيدة جدا فاستشار الناس فقيل له تزوج ام خالد وام خالد ابنة ابي هشام ابن عتبة حتى تصغر تصغر شأنه فلا يطلب الخلافة فتزوجها فهذه حركة من معاوية من مروان آآ ابن حكم آآ لتحييد خالد ابن يزيد. فدخل خالد يوما على مروان وعنده جماعة كثيرة وهو يمشي بين الصفين فقال انه والله ما علمت لاحمق تعال يا ابن الرطبة يقصر به ليسقطه من اعين اهل الشام فرجع الى امه فاخبرها فقالت له امه لا يعرفن ذلك منك واسكت فاني اكفيكه. فدخل عليها مروان فقال لها هل لك هل قال لك خالد في شيئا فقالت وخالد يقول فيك شيئا. خالد اشد لك اعظاما من ان يقول فيك شيئا. اذا هذه المرأة دبرت لزوجها لارضاء ابنها فصدقها ثم مكثت اياما ثم ان مروان نام عندها فغطته بالوسادة حتى قتلته طبعا هذه من الامور التي يعني يجهلها الانسان لابد من الاعتراف وبقتلها تصبح قاتلة ولو كان الخبر منتشر يرى انتشارا صحيحا لما ترك عبد الملك بن مروان هذا الامر يمضي بسلام لكنها لربما مات عندها او ربما حدث شيء لا نعلم من الظروف شيئا الا ان هذا هو المقيد في كتب التاريخ. ان مروان قتلته زوجته بان غطته بوسادة نعم وفي آآ هذه السنة هلك مروان في شهر رمضان بدمشق كان عمره ثلاث وستون سنة. نعم. وقيل ان كان عمر مروان احدى وستين وقيل احدى وسبعين وقيل احدى وثمانين وهو يعني اكبر ابنائه عبد الملك وهو آآ قريب جدا من آآ بني امية لانه مروان ابن الحكم ابن ابي ابن امية ابن عبد شمس وعد شمس اه ابن عبد مناف فهو يجتمع مع النبي في عبد مناف. امه امنة بنت علقمة بنت صفوان ابن امية الكيناني. وعاش فبعد ان بويع له بالخلافة تسعة اشهر. وقيل عاش بعد ان بويع بالخلافة عشرة اشهر الا ثلاث ليال. وكان قبل هلاكه قد بعث بعثي احدهما الى المدينة عليه حبيش ابن ذلجة القيني والاخر منهما الى العراق عليهما عبيد الله بن زياد فاما عبيد الله بن زياد فسار حتى نزل الجزيرة فاتاه الخبر بها بموت مروان وخرج اليه من اهل الكوفة طالبين بدم الحسين. فكان من امرهم ما قد مضى ذكره وتقدم شرحنا تفصيل عين معركة عين الورد نعم الى ان قال مقتل الان حبيش ابن دلجة في هذه السنة قتل حبيش ابن دلجة هذا بعثه مروان ليأخذ له المدينة وعليها وعليهم جابر ابن الاسود ابن عوف. اذا الذي كان واليا على المدينة هو جابر ابن الاسود ابن ابن اخي عبد الرحمن ابن عوف الصحابي الجليل واحد العشرة المبشرين بالجنة الذي ولاه عبدالله ابن الزبير. طبعا هرب جابر من ثم ان الحارث ابن ابي ربيعة والحارث ابن ابي ربيعة هو اخو عمر ابن عبد الله ابن ابي ربيعة وهو الشاعر الغزلي المعروف نعم اه وجه جيشا من البصرة وكان عبد الله بن الزبير قد ولاه البصرة عليهم الحنيف ابن السجف التميمي لحرب حبيش ابن دلجة فلما سمع حبيش بان اهل بمن سار من اهل المدينة وصرح عبدالله بن الزبير عباس بن سهل بن سعد الانصاري الى المدينة وامره ان يسير في طلب حبيش حتى يوافي الجند من اهل البصرة الذين جاؤوا ينصرون ابن الزبير عليهم الحنيف. اذا هناك جيش انطلق من البصرة هناك جيش انطلق من مكة والوعد ان يلتقوا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقبل عباس في اثار مسرعا حتى لاحقهم تبعد عن المدينة آآ لا يقل عن آآ مسافة ليست قصيرة. نعم هي مئة وثلاث مئة او مئة وثمانين بهذه الحدود يعني. وقد قال اصحاب ابن له دعهم لا تعجل الى قتالهم فقال لا انزل حتى اكل من مقنديهم يعني السويق الذي فيه القند والقند هو السكر فجاءه سهم غرب فاقاتله. فكان هذا يعني من قضاء الله وقدره ان كثير من الناس يستهين بعدوه. فيكون الامر انه يكون اول من يسقط في المعركة وقتل معه المنذر ابن قيس الجذامي وابو عتاب مولى ابي سفيان. وكان معه يومئذ وهذه من اقدار الله انه كان في هذا الجيش جيش حبيش ابن ذلجة كان موجود يوسف ابن الحكم وابنه الحجاج ابن يوسف وما نجوا يومئذ الا على جمل واحد وتحرز منهم نحو من خمسمائة في عمود المدينة. فقال لهم عباس انزلوا على حكمي فنزلوا على حكمه فضرب اعناقهم ورجع فاللحبيش الى الشام. هذه من قواعد الحروب ان الرجل آآ اذا كان المنتصر ينزلهم على حكمه يفعل بهم ما يشاء. ان شاء قتل وان شاء شاء عفا وان شاء فدى وان شاء قتل بعضهم ونفى بعضهم ومن على بعضهم حسب ما تقتضيه شؤون الحرب. اما هنا عباس قتلهم جميع قتل خمسمائة بضرب اعناقهم نعم يقول الذي قتل حبيش بن دلجة يوما ربذا يزيد بنسياه الاسوار رماه بنشابة فقتله. الاسواني نسبة الى فارس ان اساوره وان نشابه هي قوس فارسي فلما دخلوا المدينة وقف يزيد ابن سياح على بير ذون اشبه اشهب وعليه ثياب بيض فما لبث ان اسودت ثيابه. ورايته مما مسح الناس به مما اصبوا عليه من الطيب. هذا يزيد ابن سياح وقف في المدينة المنورة لانه قاتل عدوهم الذي هددهم وثيابه بيض والطيب لونه اسود فما عاد الى بيته الا وقد تغير لون بالرذونه ولون ثوبه ولون رايته من كثرة الطيب الذي سكب عليه. في هذه السنة حدث الطاعون الجارف وسمي جارف لانه لم يترك بيتا الا ودخله. اذا وقع بالبصر الطاعون الذي يقال له الطاعون الجارف فهلك به خلق كثير من اهل البصرة نعم يقول ان الجارف وقع وعبيد الله بن معمر على البصرة فماتت امه في الجارف فما وجدوا لها من يحملها حتى استأجروا لها اربعة علوج فحملوها الى حفرتها وهو الامير يومئذ اذا اذا عبيد الله بن معمر امه ماتت في هذا الطاعون لشدة ضعف الناس لم يجد من الناس من يتبرع اه حملها الى قبرها نسأل الله العافية نعم في هذه السنة ايضا مقتل نافع ابن الازرق واشتداد امر الخوارج وفي هذه السنة اشتدت شوكة الخوارج بالبصرة وقتل فيها نافع بن الازرق. طبعا نافع بن الازرق هو احد اه احد الخوارج المشهورين وفتنته كانت عظيمة جدا لانه يرى الاستئصال يعني هو يرى استئصال لذلك كان اذا تمكن من مدينة قتل كل اهلها. فلذلك كانوا شديدين الخوف وعرفت فتنته حتى سنة ثلاث وثمانين كما سنأخذ ان شاء الله عندما قضى عليهم المهلب ابن ابي صفرة نعم. اذا اه ان عبيد الله بن عبيدالله بن معمر بعث اخاه عثمان بن عبيد الله الى نافع بن الازرق في جيش فلقيهم دولاب فقتل عثمان وهزم جيشه. قال عمر اذا ابن ابي عمر ابن زيد يقول ان ابن معمر عبيد الله بعث اخاه عثمان الى ابن الازرق فهزم جنده وقتل اذا فحدث اهل البصرة ان بعثوا حارثة ابن بدر فلقيهم فقال لاصحابه كرنبوا ودولبوا وحيثما وحيث شئتم فاذهبوا. فلشدة خوفه من الخوارج حتى القائد يستسلم من مواجهتهم. وهذه كانت اه مرعبة فكرة الخوارج نافع الازرق لانه كان معه فرسان العرب وذئابهم وكانوا يقاتلون عن عقيدة وكانوا يستبسلون لذلك لا يقفوا في بوجههم احد. يقول خرجنا مع ابن عبيس فلقيناهم فقتل ابن الازرق وابنان او ثلاثة للماحوز. وقتل ابن عبيس اذا المعركة بدأت فقتل فيها نافع قائدهم وقتل للماحوز وهو احد قادة الخوارج ابنان او ثلاثة. وقتل قائد الفريق الاخر وهو ابن عبيس نعم. اذا اه من قصة ابن الازرق وابن الماحوز انه قال والذي يعني يعني كثروا على ابن الازرق نافعا الازرق اشتدت شوكته باشتغال اهل البصرة بالاختلاف طبعا في تلك الفترة وقعت حرب بين بين بني تميم وبين الازد في مسعود بن عمرو فلذلك الخوارج من الخارج اشتدت شوكتهم على اهل البصرة. لماذا؟ لافتراق اهل البصرة فيما بين القيسية وكثرت جموعه فاقبل نحو البصرة حتى دنا من الجسر فبعث اليه عبدالله ابن الحارث مسلم ابن عبيس ابن كريز ابن ربيعة ابن حبيب ابن عبد شمس ابن عبد مناف في اهل البصرة فخرج اليه فاخذ يحوزه عن البصرة ويدافعه عن ارضها حتى بلغ مكانا من ارض الاهواز يقال له دولاب فتهيأ الناس بعضهم لبعض وتزاحفوا فجعل مسلم ابن عبيس على ميمنته الحجاج ابن باب الحميري وعلى ميسرة حارثة بن بدر التميمي ثم الغداني وجعل ابن الازرق على ميمنته عبيدة ابن هلال الي يشكر. وعلى ميسرته الزبير ابن الماحوز التميمي ثم التقوا فاضطربوا فاقتتل الناس قتالا لم ير القتال قط اشد منه. فقتل مسلم ابن عبيس امير اهل البصرة وقتل نافع بن الازرق رأس الخوارج. وامر اهل البصرة عليهم الحجاج ابن باب الحميري. وامرت دمرت الازارقة عليهم عبدالله بن الماحوز ثم عادوا فاقتتلوا اشد قتال وقتل الحجابي من باب الحميري امير اهل البصرة. وقتل عبدالله بن الماحوز امير الازارقة ثمان اهل البصرة امروا عليهم ربيع الاجذم التميمي. وامرت الخوارج عليهم عبيد الله بن الماحوث ما عادوا فاقتتلوا حتى امسوا وكره بعضهم بعضا وملوا القتال. ثلاثة ايام وهم يقتتلون وكلما ولى احد الفريقين اميرا عليهم قتل في اليوم نفسه وهذا يدل على شدة القتال وعلى ان قادة في تلك المعركة كانوا يباشرون القتال بانفسهم الان آآ بدأ القتال وكره بعضهم بعضا في اليوم الثالث. بينما هم متواقفون متحاجزون يعني لا يقدم احدهم على اخر. جاءت قوارض سرية لها جامة لم تكن شاهدة القتال فحملت على الناس من قبل عبد قيس فانهزم الناس وقاتل امير البصرة ربيعة الاجدم فقتل. واخذ راية اهل البصرة حارث بن بدر. فقاتل ساعة وقد ذهب الناس عنه لان الخوارج الذين جاؤوا وهم جامون اي مستريحون ما فعلوا فيهم الافاعيل فحارث ابن بدر لما رأى الانهزام الكبير قاتل من وراء الناس في حمايتهم واهل الصبر منهم ثم اقبل بالناس حتى نزل بهم منزلا بالاهواز ففي ذلك يقول الشاعر من الخوارج يا كبدا من غير جوع ولا ظمأ ويا كبدي من حب ام حكيم ولو شهدتني يوم دولاب ابصارت طعام امرئ في الحرب غير غداة طفت في الماء بكر ابن وائل وعجن صدور الخيل نحو تميم. وكان لعبد القيس اول حدنا وذلت شيوخ الاجد وهي تعوم. وبلغ ذلك اهل البصرة فهالهم وافزعهم. فعلا الخوارج الان منتصرون وجيشهم فل والان معهم اه الخوارج سيأتونهم ويحصدونهم فبعث ابن الزبير الحارث ابن عبد الله ابن ابي ربيع القرشي على تلك الحرة يعني تلك الموقف فقدم وعزل عبدالله ابن الحارث فاقبلت الخوارج نحو البصرة الان الحارث ابن ابي ربيعة اه الخوارج اشتدت شوكتهم الان رجل عجيب سيأتي ويغير اه نمط هذه المعارك الى عشرين سنة تقريبا وهو المهلب بن ابي صفرة. لكن المهلب بن ابي صفرة في تلك اللحظة كان معه كتاب الى خراسان. اذا المهلب سيكون قائدا لمنطقة خراسان وقدومه سيكون على البصرة ثم ينطلق في طريقه الى خراسان فقدم المهلب على تلك الحال من الناس من قبل عبدالله بن الزبير وهو وال على خرسان. فقال الاحنف رحنا في ابن قيس للحارث بن ابي ربيعة وللناس عامة لا والله ما لهذا الامر الا المهلا بن ابي صفرة فخرج اشراف الناس فكلموه ان يتولى قتال الخوارج فقال لا افعل هذا عهد امير المؤمنين معي على خراسان فلم اكن لادع عهده وامره. المهلب رجل ينظر الى ابعد من يومه فهو الان يريد ان ينفذ الامر. وايضا في عينه الاخرى يعرف انه ان استسلم لهم في بادئ الامر لن يحوز شيء مما في نفسه لانه يعلم ان قتال الخوارج ليس بالامر الهين. ويحتاج معه الى اموال والى رجال والى صبر والى نفاذ والى كلمة ان تكون هي الكلمة النافذة المطاعة فدعاه ابن ابي ربيعة فكلمه في ذلك فقال له مثل ذلك. اذا الناس كلموا المهلب فرفض كلمه امير البصرة فرفض فقال له مثل ذلك. فاتفق رأي ابن ابي ربيعة ورأي اهل البصرة على ان كتبوا على لسان ابن الزبير هذي اخر حيلة ويريد ان يسمع كلام امير المؤمنين عبد الله ابن الزبير. الان كتبوا كتابا على لسان عبد الله ابن الزبير بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله بن الزبير الى المهلى بن ابي صفرة سلام عليك فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فان الحارث بن عبدالله كتب الي ان الازارقة المارقة اصابوا جندا للمسلمين كان عددهم كثيرا. واشرافهم كثيرة وذكر انهم قد اقبلوا نحو البصرة وقد كنت وجهتك الى خراسان وكتبت لك عليها عهدا وقد رأيت حيث ذكر هذه الخوارج ان تكون انت تلي قتالهم فقد رجوت ان يكون طائرك مباركا على اهل مصرك والاجر في ذلك افضل من المسير للاخوة غسان. فسر اليهم راشدا فقاتل عدو الله وعدوك. ودافع عن حقك وحق اهلك اهل مصر فانه لن يفوتك من سلطاننا خراسان ولا غير خرسان ان شاء الله. والسلام عليك ورحمة الله فاوتي بذلك الكتاب فلما قرأه قال فاني والله لا اسير اليهم الا ان تجعلوا لي ما غلبت عليه. وتعطوني من بيت المال ما اقوى به بمن معي. وانتخب من فرسان الناس ووجوههم وذوي الشرف من احببت فقال جميع اهل البصرة ذلك لك. قال فاكتبوا لي على الاخماس بذلك كتابا ففعلوا اذا كلمة الاخماس آآ البصرة كانت قبائل وكل قبيلة كانت اعدادها ليس بالقليل فهو يأخذ من كل قبيلة خمسها اه هذا معنى قوله فاكتبوا لي على الاخماس الا ما كان من مالك ابن مسمع وطائفة من بكر ابن وائل. فاضطغى نهى عليهم اي حقد عليهم المهلب. وقال الاحنف وعبيد الله بن زياد بن ظبيان اهلي اشراف اهل البصرة للمهلا وما عليك الا يكتب لك ما لك بن مسمع ولا من تابعه من اصحابه اذا اعطاك الذي اردت من ذلك جميع اهل البصرة ويستطيع مالك خلاف جماعة الناس اوله ذلك انكمش ايها الرجل واعزم على امرك وسر الى عدوك ففعل ذلك المهلب وامر على الاخماس. فامر عبيد الله ابن زياد ابن ظبيان على خمس بكر ابن وائل وامر الحريف ابن هلال السعدي على خمس بني تميم وجاءت الخوارج حتى انتهت الى الجسر الاصغر عليهم عبيد الله بن الماحوز فخرج اليهم في اشراف الناس وفرسانهم ووجوههم فحازهم عن الجسر ودفعهم عنه. فكان اول شيء دافعهم عنه اهل البصرة ولم يكن بقي لهم الا ان يدخلوا. اذا الخوارج منتصرون واهل البصرة منهزمون. فالمهلب استطاع بذلك ان يدفعهم ويطردهم عن الجسر. وبذلك قويت نفوس اهل البصرة فما كان من الخوارج الا ارتفعوا الى الجسر الاكبر. ثم انه عبى لهم فسار اليهم في الخيل والرجال فلما ان رأوا ان قد اضل عليهم وانتهى اليهم ارتفعوا فوق ذلك مرحلة اخرى. الخوارج ذئاب وهم فرسان حرب ويعلمون ان الصدام في تلك الحالة ان اهل البصرة سيقتتلون ويستقتلون فلذلك عمدوا الى ان يبعدوهم عن البصرة بطريقة فنية مدروسة حتى يقطع المدد ويقطع عنهم الهرب وما شابه ذلك نعم فلم يزل يحوزوهم ويرفعهم مرحلة بعد مرحلة ومنزلة بعد منزلة. حتى انتهوا الى منزل من منازل الاهواز يقال لها سلا فاقاموا بها ولما بلغ حارثة بن بدر الغداني ان المهلب قد امر على قتال الازارقة قال لمن معه من الناس كرنبوا ودولبوا وحيث شئتم فاذهبوا امر المهلب فاقبل من كان معه نحو البصرة فصرفهم الحارث ابن عبد الله الى المهلب ولما نزل المهلب بالقوم خندق عليه ووضع المسالح واذكى العيون واقام الاحراس المهلب اه قائد عسكري محنك اذا نزل مكان لا بد ان يحمي اصحابه. فعمل اول الامر انه خندق على نفسه يعني حفرة خندقا بينه وبين عدوه الامر الثاني وضع المسالح عملية الحراسة الليلية واذكى العيون بمعنى انه لم يكتفي فقط بهذا الامر بل ارسل الجواسيس يعرفون الاخبار واحوالهم واين نزلوا؟ ومن قائدهم؟ وكم عددهم؟ واقام الاحراص بمعنى انه اقام رجالا على اماكن يعرفون تحركات الذين حوله ولم يزل الجند على مصافيهم. يعني لم يختلط بعضهم ببعض بل كل على جهته يعني الميمنة الميمنة والميسرة على لم يغير شيء والناس على راياتهم واخماسهم وابواب الخنادق عليها رجال موكلون بها. فكانت الخوارج اذا ارادوا ابيات ابيات المهلب وجدوا امرا محكما. فرجعوا فلم يقاتلهم انسان قط كان اشد عليهم ولا اغيظ لقلوبهم منه كما سنأخذ فيما نستقبل انهم كانوا يلقبونه بالساحر قال آآ انا رجلا كان في تلك الخوارج حدثه ان الخوارج بعثت اه عبيدة ابن هلال والزبير ابن محوز في خيلين عظيمين ليلا الى عسكر المهلب فجاء الزبير من جانبه الايمن وجاء عبيدا من جانبه الايسر ثم كبروا وصاحوا بالناس فوجدوهم على تعبئتهم فيهم حذرين مغذين فلم يصيبوا للقوم غرة ولم يظفروا منهم بشيء. فلما ذهبوا ليرجعوا ناداهم عبيد الله ابن زياد ابن ظبيان فقال وجدتمونا طراء جاد لا كشفا خورا ولا اوغادا. هيهات انا اذا صيح بنا اتينا يا اهل النار فلا ابكروا الينا غدا فانها مأواكم ومثواكم فردوا عليه الخوارج يا فاسق وهل تدخر النار الا لك ولاشباهك؟ انها اعدت للكافرين وانت منهم فرد عليهم عبيد الله ابن زياد اتسمعون كل مملوك لي حر ان دخلتم انتم الجنة ان بقي فيما بين صفوان الى اقصى حج من ارض خراسان مجوسيا ينكح امه وبنته واخته الا دخلها قال له عبيدة اسكت يا فاسق فانما انت عبد للجبار العنيد. ووزير للظالم الكفور. فرد عليه الله يا فاسق وانت عدو المؤمن اتقي ووزير الشيطان الرجيم. الان بدأ هذا يرد وهذا يرد وهذا يرد فقال الناس اللي ابن ظبيان وفقك الله يا ابن ظبيان فقد والله اجبت الفاسق بجوابه وصدقت الان اصبح الناس خرج المهلب وهو على تعبئته واخماسه ومواقفهم الازدو وتميم ميمنة الناس عبد قيس ميسرة الناس واهل العالية في قلب وسط الناس وخرجت الخوارج على ميمنتهم عبيدة ابن هلال ميسرتهم الزبير بين ماحون وجاؤوا وهم احسن عدة واكرم خيلا واكثر سلاحا من اهل البصرة وذلك لانهم آآ جردوا الارض وحازوها واكلوا ما بين كرمان الى الاهواز بمعنى انهم اقاموا لهم دولة يستطيعون ان يجلبوا مالا ما ان استطاعوا ان يجلبوا الخيل والعدة وما شابه ذلك فجاءوا عليهم مغافر تضرب الى صدورهم وعليهم دروع يسحبونها وسوق من زرد يشدونها بكلاليب الحديد الى مناطقهم. اذا الخوارج جاءوا بعدة عجيبة فالتقى الناس فاقتتلوا اشد كاشد القتال فصبر بعضهم عامة النهار ثمان الخوارج شدت على الناس باجمعها ادتا من كرة اذا الخوارج قاتلوا قاتلوا حتى اذا علموا ان القوم فيهم ضعف هجموا عليهم هجمة واحدة شديدة من كرة فاجفل الناس وانصاعوا منهزمين لا تلوي ام على ولد حتى بلغ البصرة هزيمة الناس وخافوا السبا. لان قلنا ان طوابت كانوا يستحصدون واسرع المهلب. طبعا المهلب انهزم في هذه المعركة لكن العاقل الحكيم اللبيب الحازم في يكون عقله حاضرا في اشد موطن من الظغط ومن التشتت ومن الانبعث بعثر فالمهلب لما انهزم الناس لجأ الى مكان يفاء في جانب عن سنن المنهزمين اي اين طريق المنهزمين هو سلك جادة قريبة منه يرى المنهزمين ويرى المنهزمون المهلب ثم انه نادى الناس الي الي عباد الله فتاب اليه جماعة من قومه وتاب اليه سرية عمان فاجتمع اليه منهم نحو من ثلاثة الاف. فلما نظر الى من قد اجتمع رظي جماعتهم. فحمد الله واثنى. الان المهلب يريد ان يبدأ بضربة معاكسة من الانهزام الى الانتصار بعملية عجيبة. قال فان الله ربما يكل الكثير الى انفسهم فينهزمون وينزل النصر على الجمع اليسير فيظهر. ولعمري ما بكم الان من قلة اني لجماعتكم لراض وانكم لانتم اهل الصبر وفرسان اهل مصر وما احب ان احدا ممن انهزم معك فانهم لو كانوا فيكم ما زادوكم الا خبالا الان المهلب طمأنهم اه هذب نفوسهم الان يريد اعطاءهم معلومات عسكرية. عزمت على كل امرئ منكم لما اخذ عشرة احجار معه ثم امشوا بنا نحو عسكرهم فانهم الان امنون. وقد خرجت خيلهم في طلب اخوانكم. فوالله اني لارجو الا ترجع اليهم خيل حتى تستبيحوا عسكرهم وتقتلوا اميرهم ففعل. ثم اقبل بهم راجعا. فوالله ما شعرت الخوارج الا مهلة بيضربهم بالمسلمين في جانب عسكرهم. ثم استقبل عبيد الله ابن الماحوز واصحابه عليهم الدروع والسلاح كاملا. فاخذ الرجل من اصحاب يستقبل الرجل منهم فيستعرض وجهه بالحجارة فيرميه حتى يسخنه. قال خذ عشرة احجار. فالحجر الواحد يضرب به وجه الفارس فيكون وهذا خذلانا لهذا الفارس ثم يطعن به بعد ذلك برمحه او يضرب بسيفه فلم يقاتلهم الا ساعة حتى قتل عويد الله بن الماحوز وضرب الله وجوه اصحابه واخذ المهلب عسكر القوم وما فيه وقتل الازارقة قتلا ذريعا. واقبل من كان في طلب اهل البصرة منهم راجعا. الان الجيش الذي لحق المنهزمين عاد وقد وضع لهم المهلب خيلا ورجالا في الطريق تخطفهم وتقتلهم. فانكفأوا راجعين مفلولين مقتولين محرومين مغلوبين فارتفعوا الى كرمان وجانب اصفهان واقبل المهلى بالاهواج ففي ذلك اليوم يقول الصلاتان العبدي بسلا تلبرا مصارع فتية كرام وقتلى لم توسد خدودها وانصرفت الخوارج حتى انصرفت وان اصحاب النيران الخمسة والستة ليجتمعون على النار الواحدة من الفلول وقلة العدد في السابق كان عددهم كبيرا الان خمسة نيران والنار يجتمع عليها عشرة اذا الخمسين يجتمعون على نار واحدة الخمسة والستة لقلة عدد الخوارج وما قتل منهم. حتى جاءته مادة لهم من قبل البحرين فخرجوا نحو كرمان واصل باهان فاقبل المهلب بالاهواز فلم يزل ذلك مكانه حتى جاء مصعب البصرة. طبعا حنا الان في سنة خمس وستين ظل المهلب في هذا المكان لا يحرك ساكنا ولا يتحرش بالخوارج ولا يقاتلهم حتى مصعب ابن الزبير العراق كما سيأتي ان شاء الله عزل الحارس طبعا ولما ظهر المهلب على الازارقة كتب الان في السابق كان القائد يكتب للامير ما الذي حدث في الان المهلب يقول للامير الحارث ابن عبد الله من المهلب بن ابي صفرة سلام عليك فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو. اما بعد فالحمد الذي نصر امير المؤمنين وهزم الفاسقين وانزل بهم نقمته وقتله لهم كل قتلة ثم بدأ يشرح ما الذي حدث وما الذي فعل كما تقدم في ما مضى حتى قال في اخر كلامه ثم خلص الفريقان الى السيوف. فكان الجلاد بها ساعة من النهار مغالطة ومبالغة ثمان الله عز وجل انزل نصره على المؤمنين وضرب وجوه الكافرين ونزل طاغيتهم في رجال كثيرا من حمايتهم. وذوي نياتهم فقتلهما الله في المعركة. لما تلي هذا الكتاب على الحارث ابن عبيد الله بعث به الى عبد الله ابن الزبير فقرأ على الناس بمكة. طبعا الان هذاك كتاب المهلب كتاب الحارث الى المهلب قال اما بعد فقد بلغني كتابك تذكر فيه نصر الله اياك وظفروا المسلمين. فهنيئا لك يا اخا الاجد بشرف الدنيا وعزها. طبعا هذه الكلمة يا اخا الاجد هو المهلب نابي صفرة من الازل لكن له اسم فلما قرئ قرأ المؤلف كتابه ضحك ثم قال اما تظنونه يعرفوني الا باخي الاجر ما اهل مكة الا اعراب نعم الان آآ يقول آآ ابو المخارق ان ابا علقم الاحمدي قاتل يوم سلا وسلبرا قتالا لم يقاتله احد من الناس وانه اخذ ينادي في شباب الازوة وفي زديان ليحمت وفي فتيان ليحمد اعيروني جماجمكم ساعة من نهار فاخذ فتيان منهم يكرون فيقاتلون ثم يرجعون اليه يضحكون ويقولون يا ابا علقمة القدور تستعار. اعيروني جماجمكم ساعة. قال القدور تستعار فلما ظهر المهلب ورأى من بلائه ما رأى وفاة مائة الف وقد قيل ان اهل البصرة كانوا قد سألوا الاحنف قبل المهلب ان يقال قتل الازارقة اه رحم الله امرأ عرف قدر نفسه الاحنف فارس وهو فتح بلادا كثيرة في فارس. لكن قتال الخوارج قتال ليس فقط قتال معركة هي قتال ايضا تخطيطي فذلك الاحنف لما قيل له ان تتولاهم لانه ايضا ميمون النقيبة وفارس لا يشق له غبار قال هو اقوى على حربهم مني لذلك آآ اشار عليهم بشور واشارة عظيمة وكان نفعها عظيم لذلك لما انتصر المهلب وعلموا ان الكتاب الذي كتبه عبدالله ابن الزبير لم يكن صحيحا وبلغ الخبر عبد الله بن الزبير امضى تلك كلها للمهلب واجازها له. وان المهلب لما اجيب الى ما سأل وجه ابنه حبيبا في ستمائة الى عمرو ابن عمر القنا وهو معسكم خلف الجسر الاصغر في ست مئة. فامر المهلب بعقد الجسر الاصغر. فقطع حبيب الجسر الى عمرو ومن معه فقاتلهم حتى نفاهم ام عما بين الجسر وانهزموا حتى صاروا من ناحية الفرات ثم تجهز المهلب فيمن خف وهم اثنى عشر الف رجل ومن سائر الناس سبعون رجل وسار المهلب حتى نزل الجسر الاكبر وبعث المغيرة بن المهلب في الخير والرجالة فهزمتهم الرجالة بالنبأ واتبعتهم الخيل وامر المهلب بالجسر فعقد اي اعد وربط فعبر هو واصحابه فلحق عمرو القنا حينئذ بابن الماحوز واصحابه نعم وسار نحو الاهواز وقام المهلب بقية سنته في هذا الامر قولوا ابو جعفر فعلى قول هؤلاء كانت الوقعة التي كانت فيها هزيمة الازارق وارتحالهم عن نواحي البصرة الى ناحية اصبهان وكرمان في سنة ست وستين. وقيل انهم ارتحلوا عن الاهواج وهم ثلاثة الاف وانه قتل منهم في الوقعة التي كانت بينهم وبين المهلب بن ابي صفرة سبعة الاف نعم في هذه السنة سنة خمس وستين وجه مروان ابن الحكم قبل مهلكه ابنه محمدا الى وذلك قبل مسيره الى مصر وفي هذه السنة عزل عبد الله بن الزبير عبدالله بن يزيد عن الكوفة وولاها عبدالله بن مطيع. ونزع عن المدينة اخاه عبيدة ابن الزبير وولاها اخاه مصعب بن الزبير. وكان السبب سبب عزل اه عبدالله بن الزبير اخاه عبيدة عنها انه خطب الناس بعض الكلمات لا قيمة لها ولا داعي لذكر هذه الكلمة فخطب الناس واراد موعظتهم فبالغ في موعظته. فقال في اثناء موعظته قد رأيتم ما صنع بقوم في ناقة قيمتها خمس مئة درهم. فسمي مقوم الناقة. وبلغ ذلك ابن الزبير فقال ان هذا لهو اتكل دف عزله في هذه السنة سنة خمس وستين اه امر عبد الله بن الزبير ببناء البيت الحرام اذن اه يقول زياد ابن جيل انه كان بمكة يوم غلب ابن الزبير فسمعه يقول ان امي اسماء بنت ابي بكر حدثتني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة لولا حداثة عهد قومك بالكفر لرددت الكعبة على اساس ابراهيم فازيد في الكعبة من الحجر فامر به ابن الزبير فحفر فوجدوا قلاعا امثال الابل فحرك منها صخرة فبرقت بارقة فقالوا اقرؤوا على اساسها فبناها ابن الزبير وجعل لها بابين يدخل من احدهما ويخرج من الاخر وحج في هذه السنة عبدالله بن الزبير كان على المدينة اخوه مصعب بن الزبير وعلى الكوفة في اخر السنة عبد الله بن مطيع وعلى البصرة الحارث ابن عبد الله ابن ابي ربيعة المخزومي والذي يقال له القبع وعلى قضائها هشام ابن هبيرة وعلى خراسان عبدالله ابن خازن. الان في هذه السنة عبدالله ابن خازم خرجت اه بني تميم بخراسان على عبدالله ابن خازم. عبد الله ابن خازم وهو ايضا احد فرسان اه تلك المنطقة وهو من المشهورين بين اه تلك السنين بشجاعته وفروسيته وامارته وهو احد يعني الذئاب العرب وكان السبب في ذلك ان من كان بخراسان من بني تميم اعانه عبدالله بن حازم على من كان بها من ربيعة. اذا قيادتان القيسية واليمنية وعلى حرب اوس بن ثعلبة حتى قتل من قتل منهم وظفر به وصفى له خراسان. فلما صفا له ولم يمازعه به احد جفاهم وكان ضم هراء الى ابنه محمد واستعماله عليها. هراه الان في افغانستان وجعل بكير من وشاح على شرطته. اذا لما صفت خراسان لعبدالله بن خازم آآ عزل ربيعة عن هذه الدولة فلما جفى ابن خازن بني تميم اتوا بابنه محمد بهرة فكتب ابن خازم الى بكير وشماس يأمرهما بمنع بني تميم من دخول هراه فاما شماس بن ديثار فابى ذلك وخرج من هراء فصار من بني تميم واما بكير فمنعهم الدخول اذا بكير ابن شاحن لما منع بني تميم من دخول هرة اقاموا ببلاد هرة. وخرج اليهم شماس باندثار فارسل بوكيا الى شماس اني اعطيك ثلاثين الفا واعطي كل رجل من بني تميم الفا على ان ينصرفوا فابوا فدخلوا المدينة وقتلوا محمد ابن عبد الله ابن خازم اذا خرجوا وقتلوا ابن عبد الله ابن خازن نعم كيف قتلوا؟ خرج محمد ابن يتصيد بهراء وقد منع بني تميم من دخولها فرصدوه فاخذوه فشدوه وشربوا ليلتهم وانظر الى هذه الفعلة الشنيعة وهو انهم اخذوه وربطوه وشدوا وثاقه وجعلوا فكلما اراد احدهم اجلكم الله ان يبول كان يبول عليه فقال لهم شماس اما اذ بلغتم هذا منه فاقتلوه بصاحبيكم الذين قتلهما بالسياط وقد كان اخذ قبيل ذلك رجلين من بني تميم فضربهما بالسياق حتى ماتا فقتلوه فزعم فزعم لنا عمن شهد قتله من شيوخهم ان جيهان ابن مشجع الظبي نهاهم عن قتله والقى نفسه عليه. فشكر له ابن خازن ذلك فلم يقتله في من قتل يوم فر تانا عبدالله بن حازم هزمهم واستطاع ان يقضي عليهم في معركة عرفت يوم فرتنة فهذا الرجل وهو جيهان ابن مشجع الظبي لم يقتله لانه كانت له يد عنده الان زعم عامر بن ابي عمر انه سمع شيوخا من بني تميم يزعمون ان الذي ولي قتل محمد ابن عبد الله ابن خادم رجلان من بني مالك بن سعد يقال لاحدهم عجلة وللآخر كسيب فقال ابن خازن بئس ما اكتسب كسيب لقومه. ولقد عجل عجل لقومه شراء. هذه تسمى الفأل والعيافة اخذ من كسب لانه كسب على قومه اثما. ومن العجلة انه جلب على عجلة لقومه شرا. الان لما قتل بنو تميم محمد بن عبد الله بن خازن صرفوا الى مرو فطلبهم بكير ابن مشاح فادرك رجل من بني عطارد يقال له شميخ فقتله. واقبل شماس واصحابه الى مر فقالوا لبني سعد قد لكم بثأركم. قتلنا محمد بن عبد الله بن حازم بالجشامي الذي اصيب بمرء فاجمعوا على قتال ابن خادم وولى عليهم الحريش ابن هلال القريعي فالان الفوارس يعني اجتمعوا واجمع اكثر بني تميم على قتال عبد الله ابن خازن. وكان مع الحريش فرسان لم يدرك مثلهم في تلك الحقبة وخراسان على وجه الخصوص كانت تجمع من فرسان العرب من يضرب به المثل وعلى رأسهم عبد الله بن حازم كان طلبت المثل وكان مع الحريش فرسان لم يدرك مثله انما الرجل منهم كتيبة منهم شماس ابن ديثار وبحير ابن ورقاء الشريمي وشعبة ابن ظهير النهشري وورد ابن الفلق العنبر والحجاج ابن ناشب العدوي وكان من ارمى الناس وعاصم من حبيب العدو فقاتل الحريش ابن هلال عبد الله ابن خازن سنتين. فلما طالت الحرب والشر بينهم ضجر. فخرج الحريش فنادى ابن خازم وخرج اليه فقال قد طالت الحرب بيننا فعلام تقتل قومي وقومك ابرز لي فاينا قتل صاحبه صارت الارض له وهذه من العادات المنتشرة بين الابطال عندما تطال بينهم الحرب يقتلوا يخرج قائد هذا الفريق وهذا الفريق يخرج قائده فايهما قتل صاحب دخل الفريق الثاني باسهل الطرق. فقال ابن خازم وابيك لقد انصفت فبرز له فتصاوى لا تصاول الفحلين. لا يقدر احد منهم على ما يريد. الان وتغفل ابن خازم غفلة اذا في لحظة من لحظات القتال ابن خازن غفل وضربه الحريش على رأسه فرمى بفروة رأسه على وجهه وانقطع ركاب الحريش وانتزع السيف ابن حريش كان قد تمكن من غفلة ابن خازن فلما ضربه بالسيف كان السيف على ان يقطع رأس عبدالله بن خازن لكن انقطاع الركاب وهي الرجلين اللي ثبت عليهما الرجلين وعلى الفرس انقطع فاختل توازنه فما حدث من السيف الا انه اخذ الجلد الرقيق التي على الشعر فسقطت على وجه ابن خازن. قال فلم فلزم ابن خازن عنق فرسه راجعا الى اصحابه. وبه ضربة قد اخذت من ثم غاداهم القتال فمكثوا بذلك بعد الضربة اياما. ثم مل الفريقان فتفرقوا ثلاث فرق مضى بحير ابن ورقاء الى قبر شهر في جماعة. وتوجه شماس بن دثار الى ناحية اخرى قيل سيجستان واخذ عثمان ابن بشر الى فرتنة فنزل قصرا بها ومضى الحريش الى ناحية مرو الروذ فتبعه ابن خازن فلحقه بقرية من قراها يقال لها قرية الملحمة او قصر الملحم. والحريش ابن هلال في اثني عشر رجلا. وقد تفرق عنه اصحابه. فهم في بخربة وقد نصب رماحا كانت معه وترس وانتهى اليه من خازف فخرج اليه في اصحابه ومع ابن خازن مولى له شديد البأس فحمل على الحريش فضربه فلم يصنع شيئا. فقال رجل من بني ضبة للحريش اما ترى ما يصنع العبد فقال له الحريش عليه سلاح كثير وسيفي لا يعمل في سلاح ولكن انظر الى خشبة ثقيلة فقطع له عود ثقيل من عناب. ويقال اصابه اصابه في القصر فاعطاه اياه. ابن حريش قال السيف الان لا ينفع ما الذي ينفع؟ الشيء الثقيل قطع شجرة ضخمة يقول فحمل بها على مولى ابن خازن فضربه فسقط وقيلا ثم اقبل على ابن خازن فقال ما تريد وقد خليتك قال انك تعود اليها فقال لحريش فاني لا اعود تصالحوا على ان يخرج لهم من خراسان ولا يعود الى قتاله فوصله ابن خازن باربعين الفا وفتح له الحريش باب القصر فدخل ابن خازم فوصل وضمن له قضاء دينه وتحدث طويلا الان وهما يتحدثان طارت قطنة كانت على رأس ابن حازم ملصقة على الضربة التي كان الحريش ضربه فقال الحريش فتناولها فوضعها على رأسه يعني الحريش لما سقطت هذه القطنة اخذها فوضعها على رأس ابن خازن فقال له ابن خازن مسك اليوم يا ابا قدامة الين من مسك امس فقال معذرة الى الله واليك. يعني يقول انت اليوم ناعم ومسك لطيف. عكس امس فلان اه الحريشة يقول ليست الضربة لاني خائف لكن انقطع الركاب. قال معذرة الى الله واليه. اما والله لولا ان ركابي انقطع لخالط السيف اضراسك. فضحك ابن خازم وانصرف عنه وتفرق جمع بني تميم فقال بعض شعراء بني تميم فلو كنتم مثل الحريش صبرتم وكنتم بقصر الملح خير فوارس اذا لسقيتم بالعوال ابن خازم سجال دم يورثن طولة وساوس وكان الاشعث ابن ذئب اخو زهير ابن ذئب قتل في تلك الحروب فقال له اخوه زهير وبه رمق من قتلك في هذه المعركة قتل وكان الاشعث ابن ذئب اخو زهير قتل في تلك المعركة اخوه جهيل فقال له اخوه زهير وبه رمق اي بالاشعث رمق. من قتله فالان هذا الرجل لحظات الموت يقول لا ادري من قتلني لكنه على برذون اصفر فكان زهير لا يرى احدا على برذون اصفر الا حمل عليه فمنهم من يقتله ومنهم من يهرب. فتحامى اي ترك اهل العسكر البرازين الصفر فكانت مخلاة في المعسكر لا يركبها احد. وقال الحريش في قتال ابن خازن زال عظم يميني عن مركبه حمل الرودين في الادلاج والسحر حولين ما اغتمضت عيني بمنزلة الا في وساد لي على حجر بز الحديد وسربالي اذا هجعت عني العيون محال القارح الذكر. وبذلك تكون انتهت سنة خمس وستين فيما حدث بها من احوال واحداث وصلى الله وسلم على محمد