الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا زلنا مع الدولة الاموية وصلنا الى سنة ست وستين. وكان فيها من الاعمال ان عبده عبد الله ابن الزبير عزل ولاته عن الكوفة وولى عليهم عبدالله بن مطيع وفيها ظهرت دعوة المختار ابن ابي عبيد قلنا في الدروس الماظية ان سيدنا الحسين لما قتل وخذله اهل الكوفة ندموا على ذلك ندما شديدا. فقام سليمان ابن سرد رضي الله عنه فطالب بدمه وجمع جيشا عرف بجيش التوابين وقتل في معركة اسمها عين الوردة لما عادت الفلول الى الكوفة استغل ذلك المختار ابن ابي عبيد. في تلك اللحظة كان المختار بن ابي عبيد بالسجن لكن دعوته قد اتت ثمارها. فبعث الى اصحاب اه سليمان ابن سرد وقال لهم عظم الله اجركم وحط عنكم الوزر بمفارقة القاسطين وجهاد المحلين. انكم لم تنفقوا نفقة ولم تقطعوا عقبة ولم تخطوا خطوة الا رفع الله لكم بها درجة. فجاء هذا الكتاب وكان حامله رجل يقال له سيحان ابن عمرو. هذا الرجل ادخلها لحرصه في قلنسوته بين الظهارة والبطانة اذا اصحاب سليمان ابن سرد وهم رفاعة ابن شداد والمثنى بن مخربة وسعد بن حذيفة بن اليمان ويزيد بن انس واحمر بن شميط وعبدالله بن شداد. وعبدالله بن كامل. هؤلاء وصل الكتاب اليهم فقرأوا ما فيه ووعوا ما فيه. فكانوا ان بعثوا عبدالله ابن كامل اليه قالوا قل له قد قرأنا الكتاب ونحن حيث يسرك. فان شئت ان نأتيك حتى نخرجك فعلنا. لانه كان في السجن آآ قال لهم لا يعني لا اريد ذلك انما انا قد هيأت سببي وحيلتي في اخراجي من السجن. لكنني اريد اه اجتماع الشيعة علي. والشيعة يعني يقصد بها المناصرون المختار ابن ابي عبيد اخته صفية كانت تحت عبدالله بن عمر. فكتب الى ابن عمر اني قد حبست مظلوما وظن بي الولاة ظنونا كاذبة فاكتب في يرحمك الله الى هذين الظالمين كتابا لطيفا. عسى الله ان يخلصني من ايديهم بلطفك وبركتك ويمنك عبدالله بن عمر كتب الى مولاة الكوفة قائلا لهما قد علمتم الذي بيني وبين المختار ابن ابي عبيد من الصهد والذي بيني وبينكم من الود فاقسمت عليكما بحق ما بيني وبينكما. لما خليتما سبيله حتى تنظران فيك حتى تنظران فيك كتابي وكان الامر كما طلب. كان الولا عبدالله بن يزيد وابراهيم محمد ابن طلحة اه وصل الكتاب اليهما لم يريدوا ان يخذلوا سيدنا عبدالله ابن عمر في هذا الامر فما كان من عبد الله ابن يزيد وابراهيم محمد ابن طلحة لما اتاهم كتاب عبد الله بن عمر الى ان دعوا المختار ودعوا بكفلاء يضمنونه بانفسهم فاتوا اليه بكفلاء كثيرين من اصحابه. فقام رجل يقال له يزيد ابن الحارث وقال لهم ما تحتاجون الى هذا العدد الكبير ضمنوه عشرة ودعوا سائرهم. وفعلوا ذلك الان اراد الانسان ان يحلف المختار باشياء حتى يضمنوا عدم وثوبه عليهم وهنا الانسان عليه ان يتدبر ان صاحب السياسة ربما وظف الكلام لصالحه لذلك يحذر الانسان من مثل هؤلاء ان ينخدع اليهم ولذلك اذا رجعنا الى التاريخ وجدنا ان الحاكم الحازم لا يثق بوعود خصومه مهما اعطوه من المواثيق. اذا دعا عبد الله بن يزيد وابراهيم محمد بن تحولات الكوفة دعوا المختار وقالوا له بعد ان حلفوه بالله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لا يبغيهما غائلا ولا يخرج عليهما ما كان لهما سلطان فان هو فعل فعليه الف بدنة ينحرها لدى الكعبة. رتاج الكعبة اي باب الكعبة ومماليكه كلهم ذكرهم وانثاهم احراهم فحلف لهما بذلك ثم خرج فجاء داره فنزلها. الان اخذوا هذه المواثيق من المختار وانطلق الى بيته. الان يريد ان يبرر لاتباعه. لماذا حلف او هل هذا الحلف آآ يلزمه او لا يلزمه. فقال قاتلهم الله ما احمقهم حين يرون. اني افي لهم بايمانهم هذه اما بالله فانه ينبغي لي اذا حالفت على يمين فرأيت ما هو خير منها ان ادع ما حلفت عليه. واتي الذي هو خير واكفر عنه يميني وهذه الكلمة لا تنبغي في مثل هذا الموطن لان الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حلفت على شيء ثم رأيت غيرها خيرا منها اتيت الذي هو طيب اما هنا حلفه الا يبغيهما غائبة وما شابهها. فهو اعطاهم على نيتهما وليس على نيته اليمين على نية المستحلف وخروجي عليهم خير من كفي عنهم واكفر يميني. واما هدي الف بدنة فهو اهون علي من بصقة وما ثمن الف بدنة فيهولني؟ واما عتق مماليكي فوالله لوجدت انه قد استتب لي امري. ثم لم املك مملوكا بعد الان نزل المختار داره بعد السجن واختلفت اليه الشيعة واجتمعت عليه واتفق رأيها على الرضا وكان الذي يبايع له الناس وهو في السجن خمسة السائب بن مالك الاشعري ويزيد ابن انس واحمر ابن شميط ورفاعة ابن شداد الفتياني وعبدالله بن شداد اذا لم تزل اصحابه يكفرون امره يقوى الى ان عزل ابن الزبير عبدالله ابن يزيد وابراهيم محمد ابن طلحة وبعث عبدالله ابن مطيع على عملهما الى الكوفة الان عبد الله ابن الزبير رظي الله عنه بعث الحارث ابن عبد الله ابن ابي ربيعة على البصرة وبعث عبد الله بن مطيع الى الكوفة آآ رجل يقال له بحير ابن ريسان الحميري ولعله يحسن بعض العيافة فقال لهما يا هذان ان القمر الليلة بالناطح فلا تسيرا. فاما ابن ابي ربيعة فاطاعه. فاقام يسيرا ثم شخص الى عمله فسلم واما عبدالله بن المطيع قال وهل نطلب الا النطح؟ قال فلقي والله نطحا وبطحا قال يقول عمر والبلاء آآ وموكل بالقول بعث عبدالله بن الزبير عماله فوصل الخبر الى عبد الملك ابن مروان فقال من بعث على البصرة؟ قال الحارث ابن عبد الله ابن ابي ربيعة. قال لا حر بوادي عوف بعث عوفا وجلس قال من بعث على الكوفة؟ قال عبدالله بن مطيع قال حازم وكثير ما يسقط وشجاع وما يكره ان يفر. من بعث الى المدينة قال بعث اخاه مصعب بن الزبير قال ذلك الليث النهد وهو رجل اهل بيته قدم عبدالله بن مطيع الكوفة في رمضان سنة خمس وستين يوم الخميس لخمس بقينا من شهر رمضان. اذا جاء عدد خمسة معنا في هذه الكلمة خمس وستين الخميس لخمس باقين من شهر رمضان الان عبدالله بن مطيع كان الولاة قبله محمد عبد الله بن يزيد وابراهيم محمد. فقال لعبدالله ان احببته ان تقيم معي احسنت صحبتك واكرمت مثواك وهل لحقت بامير المؤمنين عبدالله بن الزبير؟ فبك عليه كرامة وعلى من قبله من المسلمين. ولانه يكره ابراهيم قال له اقض امير المؤمنين ابراهيم كسر الخرج والخراج هي الارظ التي فتحها المسلمون عنوة ثم جعلت وقفا ففي السنة يدفع عن كل آآ مساحة فيها حسب رأي الامام في السنة هذه ما تسمى الخراج فكانت فتنة فعبدالله بن الزبير يعني كفى عنه. اقام ابن مطيع على الكوفة على الصلاة والخرج. وعلى شرطته اياس بن مضاد العجل الان آآ عبدالله بن مطيع قام وعظ الناس ثم ذكرهم وقال لهم اني يعني وليت من قبل امير المؤمنين وامرني بجباية فيئكم وان لا احمل فضل فيئكم عنكم الا برضا ووصية عمر ابن الخطاب التي اوصى بها عند وفاته وبسيرة عثمان بن عفان التي سار بها في المسلمين فاتقوا الله واستقيموا ولا تختلفوا. وخذوا على ايدي سفهائكم الا تفعلوا فلوموا انفسكم ولا تلوموني. اذا عبدالله ابن مطيع اراد ان يكون حازما من اول امره. فقام له السائب بن مالك الاشعري وقلنا انه من دعاة المختار ابن ابي عبيد قال اما امر ابن ابن اما امر ابن الزبير اياك الا تحمل فضل فيئنا عنا الا برظانا فانا نشهدك انا لا نرضى ان تحمل فضل شيء عنا. وان لا يقسم الا في فينا. والا يسير فينا الا بسيرة علي ابن ابي طالب رضي الله الله عنه التي سار بها في بلادنا هذه حتى هلك رحمة الله عليه. اذا بدأت الخصومة من اول يوم بين عبد الله بن مطيع وبين اتباع المختار ابن ابي عبيد الان اياس بن مضارب وهو على شرطة ابن مطيع قال له ان السائب ما لك من رؤوس اصحاب المختار ولست امن المختار فابعث اليه فليأتك فاذا جاءك فاحبسه في سجنك حتى يستقيم امر الناس فان عيوني قد اتتني فخبرتني ان امره قد استجمع له وكأنه قد وثب بالمسل ابن مطيع بعث زائدة من قدامى وحسين بن عبدالله ودخل على المختار قال اجب امير المؤمنين لبس المختار ثيابه وامر باسراج دابته لكن زائدة بن قدامة لان هواه مع المختار تلا قوله تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين الان المختار فطن. تنبه لهذه الكلمة وانها كلمة وانها كلمة اريد بها غدر به فتلى قول الشاعر وهو عبد العزى بن صحن الازدي اذا ما معشر تركوا نداهم ولم يأتوا الكريهة لم يهابوا. فاذا ففطن زائدة له ايضا هنا آآ دخل رجل فقال انني قد وعيت ما قلت يا زائدة من الاية وعلمت مارد عليك بذا البيت ولكن والله لا اقول شيئا تكرهانه وبعث المختار الى اصحابه فاخذ يجمعه في الدور حوله واراد ان يثب بالكوفة في المحرم فجاء رجل من اصحابي في شباب وكان عظيم الشرف يقال له عبدالرحمن بن شريف فلقي سعيد بن منقذ الثوري وسعد بن ابي سعد الحنفي والاسود بن جراد الكندي وقدامة بن مالك الجشمي. اذا بعدما تمكن المختار ابن ابي عبيد من هذه الدولة والاصحاب كانهم استيقظوا ان المختار ادعى ان محمد ابن الحنفية وهو ابن علي رضي الله عنه هو الذي امره ان يخرج في الكوفة والخبر انما اتاهم عن طريق المختار فهذه غفلة لا ينبغي ان تكون من اشرافهم فان المختار لا ندري هل بايعناه ولا ندري ارسله ابن الحنفي ام لا اذا دعوا بينه وبين انفسهم انهم ارادوا ان ينطلقوا الى الحج وهناك سيلتقون بابن الحنفية وهناك سيكلمونه كلاما واضحا لذلك التقوا به فقالوا قلنا لابن الحنفية ان لنا اليك حاجة. قال فسر هي ام علانية قلنا لا بل سر فرويد اذا فمكث ثم تنحى جانبا فدعا فقمنا اليه الان عبدالرحمن بن شريح وهو سيد من سادات الكوفة قال اما بعد فانكم اهل بيت خصكم الله بالفضيلة شرفكم بالنبوة وعظم حقكم على هذه الامة وقد اصبتم بحسين رضي الله عنه. وقد قدم علينا المختار بن ابي عبيد يزعم لنا انه قد جاءنا من تلقائكم وقد دعانا الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الطلب بدماء اهل البيت والدفع عن الضعفاء ثم تكلمنا واحدا واحدا بنحو مما تكلم به صاحبنا وهو يسمع. حتى اذا فرغنا حمد الله واثنى عليه وصلى على النبي ثم قال اما بعد اما ما ذكرتم مما خصصنا الله به من فضل فان الله يؤتي من يشاء والله ذو الفضل العظيم فلله الحمد واما ما ذكرته من مصيبتنا بحسين فان ذلك كان في الذكر الحكيم. وهي ملحمة كتبت عليه وكرامة اهداها الله له رفع بما كان منها درجات قوم عنده. ووضع بها اخرين. وكان امر الله مفعولة واما ما ذكرته من دعاء من دعاكم الى الطلب بدمائنا فوالله لوددت ان الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم اذا محمد ابن الحنفية في اخر كلمة لوددت ان الله انتصر لنا من عدونا فكأنها اذن منه للمختار وانه بعثه اذا هم هنا اخذوا بهذه الكلمة. قال اذن لنا. قد قال لوددت ان الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه ولو كره لقال لا تفعلوا فاجأنا واناس من الشيعة ينتظرون مقدمنا ممن كنا قد اعلمناهم. الخبر بلغ المختار فشق عليه ذلك. لان المختار اصلا قد كذب في هذا الامر فاذا جاءوا بانه لم يرسله فشل امره وان جاء بما يسره قوي امره. فلذلك حتى لا يدخل في هذا الانتظار الطويل المخيف اراد ان يثب قبل قدومهما. لكن لم يتهيأ له ذلك فاضطر ان يقول ان نذيرا منكم ارتابوا وتحيروا وخابوا. فان هم اصابوا اقبلوا وانابوا وان هم كبوا وهابوا واعترضوا وانجابوا فقد ثابوا وخابوا. فلم يكن الا شهرا وزيادة حتى اقبل القوم على رواحلهم. حتى دخلوا على المختار قال ما ورائكم فقد فتنتم وارتبتم فقالوا له قد امرنا بنصرتك. فقال الله اكبر. انا ابو اسحاق اجمعوا الي الشياه. فهنا انطلق الحجاج انطلق المختار بقوة معنوية كبيرة. فقال عبدالرحمن ابن شريح بعد ان حمد الله اثنى عليه. اما بعد يا معشر الشيعة فانا قد كنا احببنا ان ان نستثبت لانفسنا خاصة ولجميع اخواننا عامة فذكروا ان المهدي قد امرهم بقتال المحلين مع المختار فاقبلنا طيبة انفسنا منشرحة صدورنا. قد اذهب الله منها الشك والغل والريب واستقامت لنا بصيرتنا في قتال عدونا الان هناك رجل عظيم الشأن طويل النفس صارم تنديد وهو ابراهيم ابن الاشتر فهنا اشراف الكوفة قالوا انما يقاتل هذا الرجل عبد الله بن مطيع فانما من تقوى اذا اتصل بنا ابراهيم ابن الاشتر. فرجونا باذن الله القوة على عدونا. والا يظرنا خلاف من لان ابراهيم ابن الاشتر فتن بئيس وابن رجل شريف بعيد الصيت وله عشيرة ذات عز وعد قال لهم المختار فالقبر فيقول يزيد ابن انس دخلنا على ابراهيم انا قد اتيناك في امر نعرضه عليك وندعوك اليه. فان قبلته كان خيرا لك وان تركته فقد ادينا اليك فيه النصيحة ونحن نحب ان يكون عندك مستورا فقال ابراهيم مستورة يعني لا تبلغ عنا الحال قال ان مثلي لا تخاف غائلته ولا سعايته ولا التقرب الى سلطانه باغتياب الناس انما اولئك الصغار الاخطار الدقاق الهمم انما ندعوك الى ان قد اجمع عليه رأي الملأ من الشيعة. لكتاب الله وسنة نبيه. والطلب بدماء اهل البيت وقتال المحلين والدفع عن الضعفاء ثم تكلم احمى ابن شميط ثم اقبل القوم كلهم يدعونه الى امرهم ويرغبونه. ابراهيم ابن الاشتر قال فاني قد اجبتكم الى ما دعوتموني اليه من الطلب بدم الحسين واهل بيته على ان تولوني الامر. اي اكون قائد هذه المنظومة فلما قال هذه الكلمة هم ليس عندهم مانع من ذلك ولكن لان الامر جاء من محمد ابن الحنفية الى المختار فهم لا يريدون ان يتعدوا على ذلك. فانطلقوا الى المختار واخبروه فالمختار دعا بضعة عشر رجل من وجوه اصحابه. يقول الشعبي ومعه ابيه ومعه ابوه قال فسار بنا ومضى امامنا مختار اخذ بضعة رجل منهم الشعبي وابيه فاخذهم وانطلق بين الدور حتى دخل على ابراهيم ابن الاشتر فوظع له فراش. الان المختار زور كتابا على لسان محمد ابن الحنفية قال هذا كتاب المهدي محمد ابن امير المؤمنين الوصي وهو يسألك ان تنصرنا وتؤازرنا فان فعلت اغتبت وان لم تفعل فهذا الكتاب حجة عليه قال الشعبي وكان المختار قد دفع الكتاب الي حين خرج من منزله فلما جاء وقت قراءة الكتاب. فظن الخاتم واذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد المهدي الى ابراهيم بن مالك من الاشتر سلام عليك فان يحمد الله اليك الذي لا اله الا هو. اما بعد فاني قد بعثت اليكم بوزيري واميني ونجيي. الذي ارتضيته لنفسي وقد امرته بقتال عدوي والطلب بدماء اهلي بيتي اذا اعطاه ابراهيم الاجدر ما يريد ولما انقضى الكلام قال اه ابراهيم لقد كتب الي ابن الحنفية وقد كتبت اليه قبل اليوم فما كان يكتب الي الا باسمه واسم ابيه. اذا كتب قال من محمد بن علي لا يزيد على ذلك اما من المهدي العلي الوصي فهذه الكلمات لم تكن دارجة بينه وبين محمد ابن الحنفية وهذه كلمة شديدة انك كأن كتابك هذا مزور فالمختار اقتنصها واحسن ردها بقوله ان ذلك زمان وهذا زمان. قال ابراهيم فمن يعلم ان هذا كتاب من الحنفية اليه اذا انت المختار زعمت هل احد يوثق ان هذا الكتاب من عند محمد ابن الحنفي كل الموجودين شهدوا الا الشعب الا الشعبي واباه فقالوا لا نشهد على ذلك سكتوا. اما البقية فشاهدوا. فقال ابسط يدك وقام عن فراشه واجلس عليه المختار فلما انصرفوا اخذ بيد الشعبي فقال له يا شعبي اني قد حفظت انك لم تشهد انت ولا ابوك افترى هؤلاء شهدوا على حق قال لقد شهدوا على ما رأيت وهم سادة القراء ومشيخة مصر وفرسان العرب ولا ارى مثل هؤلاء يقولون الا حقا. مع ان الشعب في ذات نفسه لا يرى صدق هذا الكتاب ابن الاشتر اراد التثبت ايضا فقال اكتب لي اسماءهم فاني فاني ليس كلهم اعرف ودعا بصحيفة ودوا وكتب فيها اسماء الذين شهدوا فالشعبي قال له ما تصنع بهذا رحمك الله فقال دعه يكون اذا اراد له ابراهيم ابن الاشتر ان يتثبت لنفسه. والظروف لا يحكم الانسان بها فقال لذلك دعه يكون ودعا إبراهيم عشيرته واخوانه ومن اطاعه واقبل يختلف الى المختار وكان حميد بن مسلم الاسدي صديقا لابراهيم بن الاشتر. وكان يختلف اليه ويذهب به معه. وكان ابراهيم يروح في كل عشية عند المساء. فيأتي ويمكث عنده حتى تصوب النجوم ثم ينصرف يقصد الى منتصف الليل. فمكثوا بذلك يدبرون امورهم حتى اجتمع رأيهم على ان يخرجوا ليلة الخميس لاربع عشر من ربيع اول سنة ست وستين. ووطن على ذلك شيعته ومن اجابهم على ذلك اذا لما خرج ابراهيم وصلى المغرب وكوصار الظلام خامسا حتى قيل في المثل اخوك او الذئب فاقبل علينا السلاح اذا اتى اياس بن مضارب وهو على شرطة عبد الله بن مطيع ان المختار خارج عليك احدى الليلتين. اذا جاء الوقت موعود فخرج الياس في الشرط فبعث ابنه راشدا الى الكنافة. الكناسة هي المقبرة وكناسة كانت كثيرة الاسماء في الكوفة كناسة السابيع كناسة اه تيم هكذا. وصارت تمر علينا بعد قليل بعض هذه الاسماء. واقبل يسير حول السوق في الشرط ثم ان دخل على ابن مطيع فقال له اني قد بعثت ابني الى الكناسة فلو بعثت في كل جبانة بالكوفة عظيمة عظيمة. رجلا من اصحابك في جماعة من اهل الطاعة هاب المريب الخروج علي فبعث ابن مطيع عبد الله ابن سعيد ابن قيس الى الجبانة السبيل وقال اكفني قومك لاتين من قبلك واحكم امر الجبان التي وجهتك اليها لا يحدثن بها حدث فاوليك العجز والوهن. وبعث كعب بن ابي كعب الخثعمي الى الجبانة بشر وبعث زحر ابن قيس الى جبانة كندة وبعث شمر ابن ذي الجوشن الى الجبانة سالم وبعث عبد الرحمن ابن مخنف ابن سليم الى بانت الصائدين وبعث يزيد ابن الحارث ابن رغيم ابا حوش ابن جبانة مراد. اذا اصبح الامر الان الليل كما قال الحارث ابن حلزة اصبحوا آآ اصبحوا اصبحت لهم ضوضاء من مناد ومن مجيب ومن خيل خلال لذاك رغاء نعم. واوصى كل رجل الى ان يكفيه قومه ولا يؤتى من قبله اذا وبعث عظيما من عظماء آآ تميم وهو شبث بالربعي الى السبخة وقال اذا سمعتم صوت القوم فوجه نحوهم. فكان هؤلاء قد خرجوا يوم الاثنين فنزلوا هذه الجبامين خرج ابراهيم من اشتر من راح له بعد المغرب يريد اتيان المختار وقد بلغه ان الجبابين قد حشيت رجالا وان الشرطة قد احاطت بالسوق والقصر فخرج مع ابراهيم من منزله بعد المغرب ليلة الثلاثاء حتى مررنا بدار عمرو بن حورين ونحن مع ابن الاشعث كتيبة نحو مئة علينا الدروع قد كفرنا عليها بالاقبية ونحن متقلد والسيوف. ليس معنا سلاح الا السيوف في عواتقنا والدروع قد سترناها تقضيتنا فلما مررنا بدار سعيد بن قيس فجزناها الى دار اسامة اه مر بنا على دار خالد بن فوطة وممضي بنا الى بديلة. فلنمر في دور حتى نخرج الى دار المختار. اذا طرقا ملتوية داخل البيوت حتى لا يصطدموا بتلك الجيوش وكان ابراهيم فتى حدثا شجاعا فكان لا يكره ان يلقاهم فقال والله لامرن على دار عمرو ابن حريث الى جانب القصر وسط السوق ولارعبن بها عدونا ولاريناهم هوانهم علينا فاخذنا على باب الفيل على دار ابن هبار ذات اليمين ثم جاوزنا حتى جاوزنا الفنا اياس بن مضارب في الشرط مظاهرين السلاح الان التقى الجيشان جيش ابن مطيع قديش المختار بهذه الازقة فقال لهم اياس من انتم؟ ما انتم قال ابراهيم انا ابراهيم ابن الاشتر قال ما هذا الجمع معك؟ وما تريد؟ والله ان امرك لمريب. ولقد بلغني انك تمر كل عشية ها هنا. ومعنا بتاركك حتى اتي بك الامير فيرى فيك رأيه ابراهيم ماذا قال؟ لا ابى لغيرك خلي سبيلنا قال كلا والله لا افعل وكان هناك رجل من همدان يقال له ابو قطن كان يكون مع امرة الشرطة فهم يكرمونه ويؤثرونه. وكان لابن الاشتر صديقا فقال له ابن الاشتر يا ابا قطن ادنو مني ومع ابي قطر رمح له طويل فدنا منه ابو قطن ومعه الرمح وهو يرى ان من الاشتر يطلب اليه ان يشفع له الى ابن مضارب ليخلي سبيله. فقال ابراهيم وتناول الرمح من يده ان رمحك هذا لطويل فحمل به ابراهيم على ابن مضارب فطعنه في ثغرة نحره واصارعه. اذا ابراهيم ابن الاشتر ضرب رئيس الشرطة في النقطة التي هي الوحدة عند البعير وهي التصاق العنق بالجسد في هناك فتحة هذه تسمى ثغرة النهر وقال رجل من قومه انزل عليه فاهتز رأسه فنزل اليه فاهتز رأسه وتفرق اصحابه ورجعوا الى ابن مطيع فبعث ابنه راشدا مكان ابيه ومكث راشد بن اياس الى الكناس تلك الليلة سويد بن عبدالرحمن المنقري واقبل ابراهيم من المختار ليلة الاربعاء فدخل عليه. الان حدث امر لم يكن قد تم التخطيط له. فقال له ابراهيم انا ابتعدنا للخروج للمقابلة ليلة الخميس وقد حدث امر لا بد من الخروج الليلة الان ليلة الاربعاء والخروج المفروض بعد آآ هذه الليلة وهي ليلة الخميس المختار لم يسمع بما حدث بين ابراهيم الاشتر وبين اياس بن مبارك فقال ما هو قال عرض لي اياس بن مضارب في الطريق ليحبسني بزعمه فقتلته وهذا رأسه مع اصحابه على الباب فقال المختار فبشرك الله بخير. فهذا طير صالح وهذا اول الفتح قم يا سعيد بن منقذ اشعل الهرادي النيران ثم ارفعها للمسلمين وقم انت يا عبد الله من شداد فنادي يا منصور امد وقم انت يا سفيان ابن لي وانت يا قدامة ما لك فنادي يا لي ثأرات الحسين. ثم قال المختار علي بدرع وسلاح فاتي به فاخذ يلبس سلاحه ويقول قد علمت بيضاء حسناء الطلل واضحة الخدين عجزاء الكفل اني غداة الروع مقدام بطل. ثم ان ابراهيم قال المختار ان هؤلاء الرؤوس الذين وضعهم ابن مطيع في الجبابين يمنعون اخواننا ان يأتونا ويضيق علينا فلو انا خرجت يعني الان المختار آآ لا يعلم بما يحدث خارج آآ المدينة في هذا الوقت إبراهيم عاين الأمر اذا الجبابين طرق الى الدخول الى المختار ومنعوها الناس اذا لن يكون هناك حضور قوي من الشيعة بسبب هذه الجيوش التي تمنع الناس من الدخول على المختار فكان من رأي ابراهيم الاشتر ان يخرج مع اصحابه حتى يأتي قومه فيأتي كل من قد بايعني من قومه ثم صرت بهم في نواحي الكوفة ودعوت بشعار فخرج الي من اراد الخروج الينا ومن قدر على اتيانك من الناس فمن اتاك حبسته عندك الى من معك ولم تفرقه. اذا انت اجلسي يا المختار ومن يأتيك لا تسمح له بالانصراف. اما انا سامضي ادور في الكوفة ادعو الناس الى امرنا وانا لو قد فرقت من هذا الامر عجلت اليك في الخير والرجال قال له اما الا فاعجل واياك ان تسير الى اميرهم تقاتل. اذا يا ابراهيم ابن الاشتر افعل ما بدا لك واتي سريعا. اما ملاقاة عبد الله ابن مطيع هذا ليس اليك. ولا تقاتل احدا وانت تستطيع ان لا واحفظ ما اوصيتك به الا ان يبدأك احد بقتال. اذا ظل ابراهيم بن الاشتر يطوف سكك الكوفة من الليل وهو في ذلك يتجنب السكك التي فيها الامراء فجاء الى الذي معهم الجماعات الذين وضع ابن مطيع في الجبابيل حتى انتهى الى مسجد السكون قبيلة السكون وعجلت اليه خير من خير زحر ابن قيس ليس لهم قائد ولا عليهم امير فشد عليهم ابراهيم ابن الاشتر واصحابه فكشفوهم حتى دخلوا جبانة كندة قال من صاحب الخيل في جبانة كندة؟ فشد ابراهيم اصحابه عليهم وهو يقول اللهم انك تعلم ان غضبنا لاهل بيت نبيك وثرنا لهم فانصرنا عليهم فقيل له الزحر فقال انصرفوا بنا عنهم ثم خرج ابراهيم حتى انتهى الى الجبانة اثير فوقف فيها طويلا ونادى اصحابه بشعار فبلغ سويد بن عبد الرحمن المنقري مكانه في جبانة اثير فرجى ان يصيبه فيحظى. مرات تغلب على الانسان الظن والطموح انه سينتصر ويكون هذا رفعة له عند الامير فلم يشعر ابن الاشتر الا وهم معه في الجبانة. فلما رأى ذلك ابن الاشتر قال لاصحابي يا شرطة الله انزلوا فانكم اولى بالنصر من الله من هؤلاء الفساق الذين خاضوا دماء اهل بيت نبيكم فقال قائل منهم ان هذا الامر يراد. ها يلقون لنا جماعة الا هزموهم. يقول اذا المختار كلما قاتل اصحابه اصحاب عبدالله بن مطيع هزم اصحاب عبدالله ابن مطيع. فقالوا ان هذا يراد يقصد انهم موفقين. انهم موفقون وانهم يستطيعون ان يغلبوا الجيوش فكأنه زعم انهم مؤيدون من عند الله وقال اصحاب ابراهيم لابراهيم تبعهم واغتنم ما قد دخلهم من الرعب وقد علم الله الى من ندعو وما نطلب قال لا ولا تسيروا بنا الى صاحبنا حتى يؤمن الله بنا وحشته. ونكون من امره على علم مضى حتى اتى دار المختار فوجد الاصوات عالية والقوم يقتتلوا وقد جاء شبث ابن ربعي من قبل السبخ فعبى له المختار يزيد ابن انس وجاء حجار ابن ابجر العجل فجعل المختار في وجهه في وجه احمر من وجاء ابراهيم من قبل القصر فبلغ حجارا واصحابا ابراهيم قد جاءهم من ورائه فتفرقوا وجاء قيس بن طهفة بقريب من مائة رجل حتى اه حمل على شبث ابن ربعي وهو يقاتل يزيد واقبل حتى لقي بن مطيع وقال ابعث الى امراء الجبابين فمرهم فليأتوك هذا يقولها شبت فاجمع اليك جميع الناس ثم انهد الى هؤلاء القوم فقاتلهم وابعث اليهم من تثق به. فليكفك قتالهم فان امر القوم قد قوي وقد خرج المختار وظهر واجتمع له امره فلما بلغ ذلك المختار من مشورة شبث بالربعي على ابن مطيع خرج المختار في جماعة من اصحابه حتى نزل في ظهر دير هند بنت النعمان لها دير لانها تنصرت مما يلي بستان الزائدة في الصبغة. وخرج ابو عثمان النهدي فنادى في شاكر وهم مجتمعون في دورهم يخافون ان يظهروا في الميدان لقرب كعب منهم وكان كعب في جبانة بشر. اذا الكوفة اصبحت في ذلك اليوم في مرج وهرج. فلما اتى ابو عثمان النهدي في عصاب من اصحابه نادى. يا ثأرات الحسين يا منصور امت يا ايها الحي المهتدون. الا ان امير ال محمد ووزيرهم قد خرج فنزل دير هند وبعثني اليكم داعيا ومبشرا. فاخرجوا رحمكم الله فخرجوا من الدور يتداعون يا لثأرات الحسين. ثم ضاربوا كعب بن ابي كعب حتى خلى لهم الطريق. اذا اصبحت هذه الكوفة في مرج وفي خلط وفي صياح لذلك المختار اصبح امره قوي لحق المختار اصحابه حتى بلغوا ثلاثة الاف وثمانمائة من اثني عشر الف كانوا بايعوه فاستجمعوا له قبل انفجار الفج فاصبح قد فرغ من تعبئته وخرجت انا وحميد بن مسلمة والنعمان بن الجعد الى المختار ليلة خرج. اتيناه في داره وخرجنا معه الى معسكره. فوالله من فرج حتى فرغ من تعبئته فلما اصبح استقدم وصلى بنا الغداء ثم قرأ والنازعات وعبس وتولى فما سمعنا اماما اما قوما افصح لهجة منه. اذا اصبح المختار في هذه اللحظة سيد الكوفة. لذلك صلى بهم امنا صلاة الفجر الان اه برئت الذمة من رجل هذا ابن اه مطيع يقول ملئت الذمة من رجل لم يحضر للمسجد الليلة فتوافى الناس في المسجد فلما اجتمعوا بعث ابن مطيع شبث بالربعي في نحو ثلاثة الاف. اذا الذين اجتمعوا في المسجد بدأ يبعثهم الى الحجاج تبث ابن ربعي في ثلاثة الاف وراشدة بن اياس في اربعة الاف اذا اه هذه سبعة الاف لما صلى المختار الغداء ثم انصرف سمعنا اصواتا مرتفعة فيما بين بني سليمة سكة البريد. فقال المختار من يعلم لنا علم هؤلاء ما هم فجاءه الرجل فقال اما لا فالق سلاحك وانطلق حتى تدخل فيهم كانك نظار. يعني ممن يشاهدون ولا يقاتلون ثم تأتينا بخبرهم. يقول فلما دنوت منهم اذ مؤذنهم يقيم. فجئت حتى دنوت منهم فاذا شبث بالربعين معه خيل عظيما وعلى خير شيبان ابن حريف الضب وفي الرجالة معهم الرجال الذي ليس له فرس منهم كثرة فلما اقام مؤذنهم تقدم فصلى بهم المختار قرأ والنازعات غرقا وقرأ عبس وتولى. اما هذا فمن قدر الله ان قرأ اذا زلزلت الارض زلزالا فكان فأل سوء عليه فقلت في نفسي اما والله اني لارجو ان يزلزل الله بكم. وقرأ والعاديات ضبحا قال اصحابه لو كنت قرأت سورتين هما اطول من هاتين. فقال شبثي ترون الذيل ما قد نزلت بساحتكم وانتم تقولون لو قرأت سورة البقرة وال عمران وكانوا ثلاثة الاف اذا اصبحت المواجهة حتمية الان ابراهيم الاشتر ذهب قبالة راشد بن اياس في تسعمائة ويقال ست مئة فارس وست مئة راجم اذا وبعث نعيم في ثلاث مئة فارس وست مئة راد قال امضيا حتى تلقيا عدوكما فاذا لقيتوهم فانزلوا في الرجال وعجلوا الفراغ وابدأوهم بالاقدام ولا تستهدفوا لهم فانهم اكثر منكم ولا ترجعوا الى ان تظهر او تقتل المختار قدم يزيد في تسع مئة موجها الى نوعين وقدم نعيم وانتهت بمقتلة عظيمة شديدة فجعل نوعين ابن هبيرة سعر ابن ابي سعر الحنفي على الخيل ومشى هو في الرجال فقاتل حتى اشرقت الشمس وانبسطت فضربناهم حتى ادخلناهم البيوت ثم ان شبث بالربعين اداهم يا حمأة السوء بئس فرسان الحقائق انتم امن عبيدكم تهربون قال فثابت اليهم منهم جماعة فشد علينا وقد تفرقنا فانهزمنا وصبر نعيم بن هبيرة فقتل ونزل سعد. فاسر واسرت انا وخليد مولى حسان ابن محدود. فقال شبث الان شبث انتصر على اتباع المختار. ماذا فعل في خليل؟ وكان وسيما جسيما. من انت قال خليد مولى حسان ابن محدود الهزلي قال يا ابن المتكاء التي لا تحبس بولها تركت بيع الصحناء بالكناسة وكان جزاء من اعتقك ان تعدو عليه بسيفك تضرب رقابه اضربوا عنق فقتل ورأى سعرا الحنفي فعرف فقال اخو بني حنيفة قال نعم. قال ويحك ما اردت الى اتباع هذه السبئية قبح الله رأيك دعوا ذا. فقلت في نفسي قتل المولى وترك العربي ان علم والله اني مولى قتلني. فقال له من انت؟ قال من بني تيم الله. قال عربي انت ام مولى قال بلى بالعربي انا من ال زياد ابن خصبة قال بخ بخ ذكرت الشريف المعروف الحق باهلك اذا هذا ما كان من امرهم اما المختار ابن ابن عبيد لما يقول دنوت من المختار فاخبرته بالذي كان من امري قال اسكت وليس هذا مكان الحديث وجاء شبث حتى احاط بالمختار وبيزيد ابن انس وبعث ابن مطيع يزيد ابن الحارث في الفين في سكك اه في سكك هذه الكوفة وخرج في رجالة وبدأ تحمل جيش او خيل شبث عليهم. فما كان من يزيد الا ان قال يا معشر الشيعة قد كنتم تقتلون وتقطع ايديكم وارجلكم وتشمل عيونكم ترفعون على جذوع النخل في حب اهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم. فجعل يحثهم وتهيؤوا للحملة وبدأوا يعني يتفاعلون مع الحنق والغيظ حتى ان ابراهيم الاشر كان حين توجه الى راشد مضى حتى لقماه في مراد فاذا معه اربعة الاف فقال ابراهيم لاصحابه لا يهولنكم كثرة هؤلاء. فوالله لرب رجل خير من عشرة ولرب فئة قليلة قد غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. يا خزيمة ابن نصر سر اليهم في الخير ونزل وهو يمشي في الرجالة فاخذ إبراهيم يقول ازدلف برايتك امض بها قدما قدما واقتل الناس فاشتد قتالهم وبصر خزيمة العبسي بن راشد بن فحمل عليه فطعنه فقتله. اذا قتل راشد اه ابن اياس ابن مضارب الذي كان ابوه على شرطة الكوفة فقتلت راشدا ورب الكعبة وانهزم اصحاب راشد واقبل ابراهيم الاشتر وخزيمة بنص ومن كان معهم بعد مقتل راشد نحو المختار وبعثوا اليه البشير فكبروا واشتدت انفسهم ودخل اصحابهم مطيعي الفشل وسرح ابن مطيع حسان في جيش كثيف نحو من الفي فاعترض ابراهيم الاشتر فوق الحمراء ليرده عمن في السبخة من اصحاب ابن مطيع اذا قدم إبراهيم او قدم إبراهيم خزيمة الى حسان ومشى ابراهيم في الرجال الان القتال شديد جدا بينهم وبين اصحاب المختار. حتى قال بعضهم والله ما طعنا برمح ولا اضطربنا بشيء حتى انهزموا وتخلف حسان بن في اخريات الناس يحميهم. وحمل عليه خزيمة بنواصف فلما رآه عرف وقال يا حسان ابن فائد اما والله لولا القراب لعرفت اني سالتمس قتلك بجهدي ولكن النجاة فعثر بحسان فرسه فوقع فقال تعسا لك ابا عبد الله وابتدره الناس فاحاطوا به فضاربهم ساعة بسيف. فناداه خزيمة انك امن يا ابا عبد الله لا تقتل نفسك وجاء حتى وقف عليه ونهى الناس عنه ومر ابراهيم فقال له خزيمة هذا ابن عمي وقد امنته قال احسنت فامر خزيمة بطلب فرسه حتى اتى به فحمله عليه وقال الحق باهلك اذا بدأت المعارك بهذا الشكل من هزيمة لاصحاب بن مطيع ونصر لاصحاب اه المختار حتى وصل الامر الى ابن مطيع فقال له عمرو بن الحجاج ايها الرجل لا يسقط في خلدك ولا تلقي بيدك. اخرج الى الناس تندبهم الى عدوك فاغزهم فان الناس كثير عددهم وكلهم معك الا هذه الطاغية التي خرجت على الناس فخرج بالمطيع فقام في الناس فحمد الله وجعل يعرض في اصحاب المختار ويقول آآ قليل عددها خبيث دينها ضالة مضلة. وهكذا جعل يقول الى ان ابى المختار ان يشرب فظن اصحابه انه صائم وقال احمر لابن كامل اترى الامير صائما قال له نعم هو صائم فقال له فلو انه كان في هذا اليوم مفطرا كان اقواله فقال انه معصوم وهو اعلم بما يصنع. فقال صدقت استغفر الله. اذا كان اصحاب المختار يرون منه عجائب قائمة لشدة ذكائه ودهائه حتى ادخل في نفوسهم انه معصوم. ابراهيم بن الاشتر قد هزمهم الله وفلهم ادخلهم الرعب سر بنا فوالله ما دون القصر احد يمتنع اذا اراد المختار ان يحوز القصر. واذا اخذ القصر اذا سقطت الكوفة في يده. وهكذا اذا كانت فكرتهم ان يقاتلوا حتى لا يبقى احد من اصحاب ابن ابي ابن عبدالله ابن مطيع. لكن ايضا اه اصحاب ابن مطيع لا زال عددهم كبيرا وكبيرا الى ان قال آآ جاءكم شبث بن ردعي هذا يقول احد القواد جاءكم شبث بن ربعي وال عتيبة من النهاس وال الاشعث وال فلان وال يزيد. فسمى بيوتات من بيوتات اهل الكوفة ثم قال ان هؤلاء لو قد وجدوا لهم حر السيوف قد انصفقوا عن ابن مطيع صفات المعزى عن الذيب اذا اذا رأى الناس الجد منكم خذلوا ابن مطيع وهذا فعل من كان يقاتل من اجل الدنيا اما ان مختار فانه زرع في نفوسهم حب الدين. فكان قتالهم. لذلك وشدتهم لذلك انتهى من الاشتر الى ابن مساحر اخذ بلجام دابته ورفع السيف عليه. فقال له ابن مساحق يا ابن الاشتر انشدك الله اتطلبني بثأر. هل بيني وبينك من احن فخل الاشطر سبيلا وقال لهم اذكرها. فكان بعد ذلك ابن اسحاق يذكرها لابن الاشتر حصروا ابن مطيع ثلاثا اذا ابن مطيع دخل القصر واغلق الباب واحاطت عساكر المختار بي اه مكث ثلاثا يرزق اصحابه في القصر حيث حصر الدقيق ومعه اشراف الناس الا ما كان من عمر ابن حريد فانه اتى داره ولم يلزم نفسه الحصار ثم خرج حتى نزل البر وجاء المختار حتى نزل جانب السوق وولى حصار القصر ابراهيم بن الاشتر ويزيد ابن انس واحمر ابن شمي. فكان ابن الاشتر مما يلي المسجد وباب القصر ويزيد مما يلي بني حذيفة وسكة دار الروميين. واحمر بن شميط مما يلي دار عمارة. اشتد الحصار على ابن مطيع وكلمه الاشراف. منهم شبث قال اصلح الله الامير. انظر لنفسك ولمن معك فوالله ما عندهم غناء عنك ولا عن انفسهم قال هاتوا رأيكم شبه ثقال الرأي ان تأخذ لنفسك من هذا الرجل امانا ولنا. وتخرج ولا تهلك نفسك ومن معك قال ابن مطيع والله اني لاكره ان اخذ منه امانا والامور مستقيمة لامير المؤمنين بالحجاز كله وبارظ البصرة قال فتخرج لا يشعر بك احد حتى تنزل منزلا بالكوفة عند من تستنصح وتثق به ولا يعلم بما كانك حتى تخرج فتلحق بصاحبك. الذي هو عبد الله بن الزبير فقال لاسماء بن خارجة وعبدالرحمن ابن مخنف وعبد الرحمن ابن سعيد ابن قيس واشراف اهل الكوفة ما ترون في هذا الرأي الذي اشار به سبأ فقالوا ما نرى الرأي الا ما اشار به عليك قال فرويدا حتى امسي اذا لم يريد ان يتخذ قرارا سريعا الان اشرف اصحاب المختار من القصر وبدأوا يشتمون آآ من في القصر يشتمون المختار واصحابه اصحاب المختار يشتمونه اذا هذا الامر الى ان امسى في اليوم الثالث ابن ابي اه عبد الله بن مطيع فدعا فذكر بما هو اهله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال اما بعد فقد علمتم الذي صنعوا هذا منكم منهم وقد علمت ان ما هو اراذلكم وسفهائكم وطغاكم واخساؤكم ما عدا الرجل او الرجلين وان اشرافكم واهل الفضل منكم لم يزالوا سامعين مطيعين وناصحين. وانا مبلغ ذلك صاحبي ومعلمه طاعتكم وجهادكم عدوكم حتى كان الله الغالب على امره وقد رأيت ان اخرج الساعة فقال له شبث جزاك الله من امير خيرا. فقد والله عففت عن اموالنا واكرمت شرفائنا ونصحت وقضيت الذي عليه. والله ما كنا لنفارقك ابدا الا ونحن منك في اذن. فقال جزاكم الله خيرا اخذ هذا الامر فقالوا يا ابن الاشتر امنون نحن؟ قال انتم امنون فخرجوا فبايعوا المختار. اذا المختار دخل القصر ثم آآ صعد المنبر فكان مما قال المختار بعد ان حمد الله سبحانه وتعالى قائلا الحمد الذي وعد وليه النصر وعدوه الخسر وجعل فيه الى اخر الدهر وعدا مفعولا وقضاء مقظيا. وقد خاب من افترى ايها الناس انه رفعت لنا راية ومدت لنا غاية فقيل لنا في الراء ارفعوها ولا تضعوها وفي الغاية انجروها اليها ولا تعدوها في معنا دعوة الداعي ومقالة الواعي فكم من ناع وناعيه لقتلى في الواعية وبعدا لمن طغى وادبر وعصى وكذب وتولى وبدأ يقول هذا الامر حتى جاء الوقت الموعود فقال تبايعونني على كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء اهل البيت. وجهاد المحلين والدفع عن الضعفاء. وقتال من قاتلنا وسلم من سالم والوفاء ببيعتنا. لا نطيلكم ولا نستقيل. فجعل الرجال يبايعونه على ذلك الى ان استقبل سعيد ابن منقذ الثوري في عصابة من الشيعة واقفا عند المصطبة فلما رأوه ومعه ابنه حيان ابن المنذر قال رجل من سفهائهم هذا والله من رؤوس الجبارين اشد عليه وعلى ابنه فقتلوهما. فصاح بهما سعيد بن منقذ لا تعجلوا لا تعجلوا حتى ننظر ما رأي اميركم فيه. وبلغ المختار ذلك فكره حتى رؤيا ذلك في وجهه واقبل المختار يمني الناس ويستجر مودتهم ومودة الاشراف ويحسن السيرة جهده وجاءوا بالكامل فقال المختار اعلمت ان ابن مطيع في دار ابي موسى فلم يجبه شيئا. فاعادها عليه ثلاث مرات فلم يجبه ثم اعادها فلم يجبه. فظن ابن كامل ان ذلك لا يوافقه. وكان ابن مطيع قبل قبل للمختار صديقا اما امسى بعث الى ابن مطيع انظر المختار فيه ذكاء انه كونه ابن مطيع صاحبه وصديقه وعلم مكانه فلم يجب اصحابه ان يذهبوا فيأتوه به لكن انتظر غفلة الناس فبعث الى ابن مطيع بمئة الف قال له تجهز بهذه واخرج فاني قد شعرت بمكانك وقد ظننت انه لم يمنعك من الخروج الا انه ليس في يدك ما يقويك على الخروج الان المختار كم وجد في بيت مال الكوفة تسعة الاف الف فاعطى اصحابه الذين قاتل بهم حتى حصر ابن مطيع في القصر. وهم ثلاثة الاف وثمانمائة رجل اعطى كل رجل خمس مئة خمس مئة واعطى ستة الاف من اصحابه اتوه بعد ما احاطوا بالقصف فاعطاهم مئتين مئتين واستقبل الناس بخير ومناهم العدل وحسن السيرة وادنى الاشراف فكانوا جلساءه وحدثائه واستعمل على شرطات عبد الله بن كامل وعلى حرسه كيسان فقام ذات يوما على رأسه فرأى الاشراف يحدثونه ورآه قد اقبل بوجهه وحديثه عليه. اذا الان الذين قاتلوا المختار بالامس اصبحوا جلساء واصحاب الذين بذلوا انفسهم له ودماءهم له مؤخرين. وكأن هذا الامر غاضب كامل ما قال فقال لابن عمرة بعض اصحابه اما ترى ابا اسحاق قد اقبل على العرب ما ينظر الينا فدعاه المختار فقال ما يقول لك اولئك الذين رأيتهم يكلمونك فقال له واسر لي شق عليهم اصلحك الله صرفك وجهك عنهم الى العرب فقال لا يشقن ذلك عليكم فانتم مني وانا منكم ثم سكت طويلا ثم قرأ ان من المجرمين منتقمون. قال رجل اه ما هو الا ان سمعها الموالي منه فقال بعضهم لبعض ابشروا كأنه والله به قد قتلهم. اذا المختار عقد الرايات بعث عبد الله ابن الحارث اخو الاشتر الى ارمينيا ومحمد بن عمير بن عطارد الى اذربيجان وعبدالرحمن ابن سعيد ابن قيس الى الموصل كاق ابن مسعود الى المدائن. اذا بعث عماله. وبدأ آآ بمكاتبة ابن مطيع بالسمع له والطاعة غير ان ابن مطيع لا يقدر على عزله الا بامر ابن الزبير اللي هو محمد ابن الاشعث ابن قيس انما كان بينه وبينه ما كان. اذا اقام بها مع اناس من اشراف قوم وغيرهم وهو معتزل ينظر ما يصنع الناس والى ما ان يصير امرهم. اذا عبدالرحمن ابن سعيد لم يدخل فيما دخل فيه الناس. وانما نظر الى ما قولوا به الامور هناك قاضي مشهور اسمه شريح امره المختار ان يجلس للناس اذا فاجلس للناس شريحا وقضى بين الناس ثم انه خافهم فما رظ. وكانوا يقولون انه عثماني اي من موالين عثمان وعثمان يقتلون به مرواني وهم ما يتبعون بني امية وانهم ممن شهد على حجر بن عدي وانه لم يبلغ عن هانئ ابن عروة ما ارسله به وقد كان علي ابن ابي طالب عزله عن القضاء فلما ان سمع بذلك ورأهم يذمونه ويسندون اليه مثل هذا القول تمارض. وجعل المختار مكانه عبد الله بن عتبة ابن مسعود ثمان عبد الله مرض فجعل مكانه عبد الله بن مالك الطائي قاضيا. اذا كل الذين جعلهم المختار قضاة ممن علم المسلمون صدقهم لم يريدوا ان يدخلوا في هذا الامر اه وكان عبد الله بن همام سمع ابا عمرو يذكر الشيعة وينال من عثمان بن عفان فقنعه بالصوم فلما ظهر المختار كان معتزلا حتى استأمن له عبدالله بن شداد فجاء الى المختار ذات يوم فقال قصيدة مشهورة وحمل هواش سعى غير مؤت بهم في الفؤاد جميعا. وبدأ يمدح اصحاب اه المختار حتى اثنى عليهم كما تسمعون. فما كان منه الا ان امنه. وبذلك يكون المختار قد سيطر على هذه الدولة وهي الكوفة التي هي مرجع هذا الامر آآ لكن لا زالت هناك بعض الامور التي تحسن ان تحدث هنا وهنا ممن يرفضون ولاية آآ المختار. فما زال المختار يعطيهم ويمنعهم ويعطيهم ويمنعهم حتى امن الناس. وبذلك اه استطاع المختار ان يؤمن الناس وان يبسط امره الى ان جاءت هذه السنة التي فيها قتل المختار قتلت الحسين بالكوفة هذا ما سنتحدث ان شاء الله عنه في الدرس والله اعلم