الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد. قال المصنف ابن هشام رحمه الله والكلام لفظ مفيد. لما انهيت القول في الكلمة واقسامها الثلاثة شرعت في تفسير الكلام. فذكرت انه عبارة عن اللفظ المفيد ونعني باللفظ الصوت المشتمل على بعض الحروف او ما هو في قوة ذلك فالاول نحو رجل وفرس والثاني كالضمير المستتر في نحو اضرب واذهب المقدر بقولك انت ونعني بالمفيد ما يصح الاكتفاء به فنحو قام زيد الكلام لانه لفظ يصح الاكتفاء به واذا كتبت زيد قائم مثلا فليس بكلام لانه وان صح الاكتفاء به لكنه ليس بلفظ وكذلك اذا اشرت الى احد بالقيام او القعود فليس بكلام لانه ليس بلفظ واقل ائتلافه من اسمين كزيد قائم او فعل وسم فقام زيد صور تأليف الكلام ست وذلك لانه يتألف اما من اسمين او من فعل وسم او من جملتين او من فعل واسمين او من فعل وثلاثة اسماء او من فعل واربعة اسماء اما ائتلافه من اسمين فله اربع صور احداها ان يكون مبتدأ وخبرا نحو زيد قائم والثانية ان يكون مبتدأ وفاعلا سد ما سد الخبر. نحو اقائم الزيدان؟ وانما جاز ذلك لانه في قوة قولك ايقول ام الزيدان وذلك كلام تام لا حاجة له الى شيء. فكذلك هذا. الثالثة ان يكون مبتدأ ونائبا عن فاعل سد عندما سد الخبر نحو اما مضروب الزيدان؟ الرابعة ان يكون اسم فعل وفاعله نحو هيهات العقيق هيهات اسم فعل وهو بمعنى باعود. والعقيق فاعل به واما ائتلافه من فعل واسم فله صورتان احداهما ان يكون الاسم فاعلا نحو قام زيد والثانية ان يكون الاسم نائبا عن الفاعل ضرب زيد وما ائتلافه من الجملتين فله صورتان ايضا احداهما جملة الشرط والجزاء نحو ان قام زيد قمت والثاني جملة القسم وجوابه نحو احلف بالله لزيد قائم. واما ائتلافه من فعل واسمين فنحو كان زيد قائما ائتلافه من فعل وثلاثة اسماء فنحو علمت زيدا فاضلا. واما ائتلافه من فعل واربعة اسماء فنحو اعلنت زيدا عمرا فاضلا فهذه صور التأليف. واقل ائتلافه من اسمين او فعل واسم كما ذكرت وما صرحت به من ان ذلك هو اقل ما يتألف منه الكلام هو مراد النحوي وعبارة بعضهم توهم انه لا يكون الا من اسمين قوم فعل وسع فصل انواع الاعراب اربعة رفع ونصب في اسم وفعل نحو زيد يقوم وان زيدا لن وجر في اسم نحو بزيد وجزم في فعل نحو لم يقم. فيرفع بضمة وينصب بفتحة ويجر بكسرة ويجزم بحذف بحركة الاعراب اثر ظاهر او مقدر يجلبه العامل في اخر الكلمة. فالظاهر كالذي في اخر زيد في قولك جاء زيد ورأيت زيدا ومررت بزيد المقدر كالذي في اخر الفتى في قولك جاء الفتى ورأيت الفتى ومررت بالفتى فانك تقدر الظم في الاول والفتحة في الثاني كسرة في الثالث لتعذر الحركة فيها. وذلك المقدر هو الاعراض. والاعراب جنس تحته اربعة انواع والنصب والجر والجزم وهذه الانواع الاربعة تنقسم الى ثلاثة اقسام قسم يشترك فيه الاسماء والافعال وهو والنصب تقول زيد يقوم وان زيدا لن يقوم وقسم يختص به الاسماء وهو الجر تقول مررت بزيد وقسم يختص به الافعال وهو الجزم تقول لم يقم. ولهذه الانواع الاربع علامات تدل عليها وهي ضربان علامات وعلامات فروع. فالعلامات الاصول اربعة. الضمة للرفع والفتحة للنصب والكسرة للجر. وحذف الحركة وقد مثلت كلها. والعلامات الفروع منحصرة في سبعة ابواب. خمسة في الاسماء واثنان في الافعال وستمر بك هذه الابواب مفصلة بابا. الا الاسماء الستة وهي ابوه واخوه وحموها وهنوه وفوه ذو مال فترفع بالواو وتنصب بالالف وتجر بالياء. هذا هو الباب الاول مما خرج عن الاصل. وهو باب الاسماء الستة المعتلة مضافة وهي ابوه واخوه وحموها وهنوه وفوه وذو مال فانها ترفع بالواو نيابة عن الضمة وتنصب بالالف نيابة عن الفتحة وتجر بالياء نيابة عن الكسرة تقول جاءني ابوه ورأيت اباه ومررت بابيه وكذلك القول في الباقي. وشرط اعراب هذه الاسماء بالحروف المذكورة ثلاثة امور. احدها ان تكون مفردة. فلو كانت مثنى اعربت بالالف رفعا وبالياء جرا ونقرا كما تعرض كل تثنية تقول جاءني ابوان ورأيت ابوين ومررت بابوين وان كانت مجموعة جمع تكسير اعربت بالحركات على الاصل كقولك جاءني اباؤك ورأيت ابائك ومررت بابائك. وان كانت جمع تصحيح اعربت بالواو رفعا وبالياء جرا وبالياء جرا ونصبا. تقول جاءني ابو ورأيت ابي ومررت بابي ولم يجمع منها هذا الجمع الا الاب والاخ والحم الثاني ان تكون مكبرة. فلو صغرت اعربت بالحركات نحو. جاءني ابيك. ورأيت ابيك ومررت بابيك الثالث. الثالث ان تكون مضافة فلو كانت مفردة غير مضافة اعربت ايضا بالحركات نحو. هذا اب ورأيت ابا ومررت باب ولهذا الشرط الاخير شرط وهو ان يكون المضاف اليه غير ياء المتكلم. فان كان ياء المتكلم اعربت ايضا بالحركات. لكنها تكون تقول هذا ابي ورأيت ابي ومررت بابي. فيكون اخرها فيكون اخرها مكسورا في الاحوال الثلاثة حركات مقدرة فيه. كما تقدر في كما تقدر في جميع الاسماء المضافة الى الياء نحو ابي واخي وحامي وغلامي. واستغنيت عن هذا واستغنيت عن اشتراط هذه الشروط لكوني لفظت بها مفردة مكبرة اضافة الى غير ياء المتكلم وانما قلت وحموها فاضفت الحمى الى ضمير المؤنث لابين ان الحم اقارب زوج المرأة كابيه وعمه وابن عمه على انه ربما اطلق على اقارب الزوجة. والهن قيل اسم يكنى به عن اسماء الاجناس كرجل وفرس. وغير ذلك وقيل عما يستقبح التصريح به وقيل عن الفرج خاصة. والافصح استعمال الهن كغد. اذا استعمل الهن غير كان بالاجماع منقوصا اي محذوفا اللام معربا بالحركات كسائر اخوات تقول هذا هن ورأيت هنا ومررت بهن كما تقول يعجبني غد واصوم غدا واعتكفت في غد واذا استعمل مضافا فجمهور العرب تستعمله كذلك فتقول جاء هنك ورأيت هنك ومررت بهنك. كما يفعلون في وبعضهم يجريه مجرى اب واخ فيعربه بالحروف الثلاثة فيقول هذا هنوك ورأيت هناك ومررت بهنيك وهي لغة قليلة ذكرها سيبويه ولم يطلع عليها الفراء ولا الزجاج فاستق فاسقطاه من عدة هذه اسماء وعدها خمسة والمثنى كالزيدان فيرفع بالالف وجمع المذكر السالم كالزيدون فيرفع بالواو ويجران وينصب يصابان بالياء وكلا وكلتا مع الضمير كالمثنى وكذا اثنان واثنتان مطلقا وان ركبا واولوا عشرون واخواته واهلون ووابلون واراضون وسنون وبابه وبنون وعليون وشبهه كالجمع. الباب الثاني والباب الثالث مما خرج عن الاصل. المثنى كالزيدان والعمران وجمع كرسال كالزيدون والعمرون. اما المثنى فانه يرفع نيابة فاما اما المثنى فانه يرفع بالالف نيابة عن الضمة وجر ينصب الياء نيابة عن الكسرة والفتحة تقول جاءني الزيدان ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين وحملوا عليه في ذلك اربعة الفاظ. لفظين بشرط ولفظين بغير شرط. فاللفظان اللذان بشرط كلا وكلتا وشرطهما ان يكونا الى الضمير تقول جاءني كلاهما ورأيت كليهما ومررت بكليهما فان كانا مضافين الى الظاهر كانا بالالف على كل حال تقول جاءني اخويك ورأيت كلا اخويك ومررت بكلا اخويك. فيكون اعراضهما حينئذ بحركات مقدرة في الالف لانه مقصوران كالفتى والعصا. وكذا القول في كلتا تقول كلتاهما رفعا وكلتيهما وكلتيهما جرا ونصبا وكلتا اختيك بالالف في الاحوال كلها. واللفظان اللذان بغير شرط اثنان واثنتان تقول جاءني اثنان واثنتان ورأيت اثنين واثنتين ومررت باثنين واثنتين فتعربهما اعراب المثنى وان كان غير مضافين. وكذا تعربهما اعرابه اذا كانا مضافين للضمير اثناهم او للظاهر نحو او اثنى اخويك او كانا مركبين مع العشرة نحو جاءني اثنا عشر ورأيت اثني عشر ومررت باثني عشر واما جمع المذكر السالم فانه يرفع بالواو ويجر وينصب بالياء تقول جاءني الزيدون ورأيت الزيدين ومررت وحملوا عليه في ذلك الفاظ. منها اولوا. قال الله تعالى ولا يأتل اولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولي القربى فاولوا فاعل وعلامة رفعه الواو واولي مفعول وعلامة نصبه الياء. وقال تعالى ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب. فهذا مجرور وعلامة جره الياء ومنها عشرون واخواته الى التسعين تقول جاءني عشرون ورأيت عشرين ومررت بعشرين وكذلك تقول بالباقي ومنها اهل قال الله تعالى شغلتنا اموالنا واهلونا من اوسط ما تطعمون اهليكم الى اهليهم ابدا اول فاعل والثاني مفعول والثالث مجرور. ومنها وابلون وهو جمع لوابل وهو المطر الغزير. ومنها اراضون بتحريك ويجوز اسكانها في ضرورة الشعر. ومنها سنون وبابه وهو كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء ولم يكسر الا ترى ان سنة اصلها سنة او سنة بدليل قولهم في جمع بدليل قولهم في الجمع بالالف والتاء سنوات او سنهات. فلما حذفوا من المفرد اللام وهي الواو او الهاء. وعوضوا عنها التأنيث ارادوا في جمع التكسير ان يجعلوه على صورة جمع المذكر السالم. اعني مختوما بالواو والنون رفعا وبالياء والنون جرا ونصبا ليكون ذلك جبرا لما فاته من حذف اللام. وكذلك القول في نظائره وهي عظة وعظون وعظة وعزول وثبات وثبوت وقلة وقولون ونحو ذلك. قال الله تعالى الذين جعلوا القرآن عظين. عن اليمين وعن الشمال عز ومما حمل على جمع المذكر السالم في الاعراب بنون. وكذلك عليون وما اشبهه مما سمي به من الجموع اترى ان عليين في الاصل جمع لعلي فنقل عن ذلك المعنى وسمي به اعلى الجنة. واعرب هذا الاعراب الى اصله قال الله تعالى كلا ان كتاب الابرار لفي عليين وما ادراك ما عليون فعلى ذلك اذا سميت رجلا بزيدون قلت هذا زيدون ايت زيدين ومررت بزيد فتعربه كما تعربه حين كان جمعا. يقول واولات وما جمع بالف وتاء المزيدتين وما سمي به منهما فينصب بالكسرة نحو خلق الله السماوات واصطفى البنات. الباب الرابع مما خرج عن الاصل ما جمع الف وتاء مزيدتين كهندات وزينبات فانه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة تقول رأيت الهندات والزينبات. قال الله تعالى خلق الله السماوات واصطف البنات. فاما في الرفع والجر فانه على الاصل تقول جاءت الهندات فترفعه بالضمة مررت بالهندات فتجره بالكسرة. ولا فرق بين ان يكون مسمى هذا الجمع مؤنثا بالمعنى كهند وهندات او بالتاء كطلحة وطلحات او بالتاء والمعنى جميعا كفاطمة وفاطمة او بالالف المقصورة كحبلى وحبلى ياء او الممدودة كصحراء وصحراوات او يكون مسماهم ذكرا كاسطبل واسطبلات وحمام وحمامات وكذلك لا فرق بين ان يكون قد سلمت بنية واحدة كضخمة وضخمات او تغيرت كسجدة وسجدات وحبلى وحبليات وصحراء وصحراوات. الا ترى ان الاول محرك وسطه والثاني قلبت الف وياء والثالث اذ قلبت همزته وو ولذلك عدلت عن قول اكثرهم جمع المؤنث السالم الى ان قلت الجمع بالالف والتاء لاعم جمع المؤنث وجمع المذكر وما سلم فيه المفرد وما تغير وقيدت الالف والتاء بزيادة ليخرج نحو بيت وابيات وميت واموات. فان التاء فيهما اصلية فينصبان بالفتحة على الاصل تقول ابياتا وحضرت امواتا. قال الله تعالى وكنتم امواتا فاحياكم. وكذلك نحن قضاة وغزاة فان التاء فيهما وان كان زائدة الا ان الالف فيهما اصلية لانها منقلبة عن اصل الا ترى ان الاصل قضاية وغزاوة لانها من قضيت وغزوت فلما تحركت الواو والياء وانفتح ما قبلهما قلب تاء الفين. فلذلك ينصبان بالفتحة على الاصل تقول رأيت قضاة وغزاة وما لا ينصرف فيجر بالفتحة نحو بافضل من الا مع النح بالافضل او بالاضافة نحو بافضلكم الباب الخامس مما خرج عن الاصل ما لا ينصرف وهو ما فيه علتان فرعيتان من علل تسع او واحدة منهما تقوم مقامهما. فالاول كفاطمة فان فيه التعريف والتأنيث وهما علتان فرعيتان عن التنكير والتذكير والثاني نحو مساجد ومصابيح فانهما جمعان والجمع فرع عن المفرد وصيغتهما صيغة منتهى الجموع. ومعنى هذا ان مفاعل ومفاعيل وقفت الجموع عندهما وانتهت اليهما فلا تتجاوزهما ايجمعان مرة اخرى بخلاف غيرهما من الجموع فانه قد يجمع تقول كلب واكلب كفلس وافلس ثم تقول اكلب او واكالب ولا يجوز في اكالب ان يجمع بعد. وكذا اعرب واعارب وكذا اعرب واعارب فلا يجوز وفي اعارب ان يجمع كما يجمع اكلب على اكالب واصال على اصال. فكأن الجمع قد تكرر فيهما فنزل لذلك جمع وكذلك صحراء وحبلى فان فيهما التأنيث وهو فرع عن التذكير وهو تأنيث لازم منزل لزومه منزلة ثاني ولهذا الباب مكان ياتي شرحه فيه ان شاء الله تعالى. وحكمه ان يجر بالفتحة نيابة عن الكسرة حملوا جره على نصبه كما عكسوا ذلك في الباب السابق تقول مررت بفاطمة ومساجد ومصابيح وصحراء فتفتحها كما تفتحها اذا قلت رأيت فاطمة ومساجد ومصابيح وصحراء قال الله تعالى واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وقال الله تعالى يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ويستثنى من ذلك صورتان احداهما ان تدخل عليه الو. الثانية ان يضاف فانه يجر فيهما بالكسرة على الاصل فالاولى نحو وانتما عاكفون في المساجد والثانية نحو في احسن تقويم. وتمثيلي في الاصل بقول بافضلكم اولى من تمثيل بعضهم بقوله مررت بعثمان امين فان الاعلام لا تضاف حتى تنكر فاذا صار نحو عثمان نكرة زال منه احد السببين المانعين له من الصرف. وهو العلمية دخل في باب ما ينصرف والكلام ليس فيه بخلاف افضل فان مانعه من الصرف الصفة ووزن الفعل وهما موجودون فيه اضفته او لم تضفه وكذلك تمثيلي بالافضل اولى من تمثيل بعضهم بقوله رأيت الوليد ابن اليزيد مبارك كان شديدا باعباء الخلافة كاهله لانه يحتمل ان يكون قدر في يزيد الشياع فصار نكرة ثم ادخل عليه للتعريف فعلى هذا ليس فيه الا وزن الفعل خاصة ويحتمل ان باقيا على علانيته وال زائدة في كما زعم من مثل به. والامثلة الخمسة وهي تفعلان وتفعلون بالياء والتاء فيهما او تفعلين فترفع بثبوت النون وتجزم وتنصب بحذفها نحو فان لم تفعلوا ولن تفعلوا. الباب السادس مما خرج عن الاصل الامثلة الخمسة وهي كل فعل وهي كل فعل مضارع اتصلت به الف الاثنين نحو يقومان للغائبين وتقوم للحاضرين او واو الجمع نحو يقومون للغائبين وتقومون للحاضرين. او ياء المخاطبة نحن تقومين وحكم هذه الامثلة الخمسة انها ترفع بثبوت النون نيابة عن الضمة وتجزم وتنصب بحذف نيابة عن السكون والفتحة تقول انتم تقومون ولم تقوموا ولن تقوموا. رفعت الاولى لخلوه عن الناصب والجازم وجعلت علامة رفعه النون. وجزمت الثاني بلام ونصبت الثالث بلال وجعلت علامة النصب والجزم حذف النون. قال الله تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا الاول جازم ومجزوم والثاني ناصب ومنصوب وعلامة الجزم والنصب الحذف والفعل المضارع المعتل الاخر. فيجزم بحذف اخره نحو لم يغزو ولم يخش ولم يرمي. هذا الباب السابع مما خرج عن الاصل هو الفعل المضارع المعتل الاخر نحو يغزو ويخشى ويرمي فانه يجزم بحذف اخره فينوب حذف الحرف عن حذف الحركة تقول لم يغزو ولم يخش ولم يرم فصل. تقدر جميع الحركات في نحو غلام والفتى. ويسمى الثاني مقصورا. والضمة والكسرة في بنحو القاضي ويسمى منقوصة. والضمة والفتحة في نحو يخشى والضمة في نحو يدعو ويقضي وتظهر الفتحة في نحو ان القاضي لن يقضي ولن يدعو. علامة الاعراب على ضربين ظاهرة وهي الاصل. وقد تقدمت امثلتها ومقدرة وهذا الفصل معقود لذكرها. فالذي يقدر فيه الاعراب خمسة انواع. احدها ما يقدر فيه حركات الاعراب جميعها لكن الحرف الاخير منها لا يقبل الحركة لذاته. وذلك الاسم المقصور وهو الذي اخره الف لازمة نحو الفتى تقول جاء الفتى ورأيت الفتى ومررت بالفتى فتقدر في الاول ضمة وفي الثاني فتحة وفي الثالث كسرة وموجب هذا التقدير ان ذات الالف لا تقبل الحركة لذاتها الثاني ما يقدر فيه حركات الاعراب جميعها لا لكون الحرف الاخير منه لا يقبل الحركة لذاته. بل لاجل ما اتصل به وهو الاسم المضاف الى ياء المتكلم نحو غلامي واخي وابي وذلك لان ياء المتكلم تستدعي انكسار ما قبلها لاجل المناسبة. فاشتغال اخر الاسم الذي قبلها الكسرة بكسرة المناسبة فاشتغال اخر الاسم الذي قبلها بكثرة المناسبة منع من ظهور حركات الاعراب فيه. الثالث ما يقدر فيه الضمة والكسرة فقط الاستثقال وهو الاسم المنقوص ونعني به الاسم الذي اخره ياء مكسور ما قبلها كالقاضي والداعي. الرابع ما تقدر فيه الضمة والفتحة للتعذر وهو الفعل المعتل بالالف نحو يخشى. تقول يخشى زيد ولن يخشى عمرو فتقدر في الاول الضمة وفي الثاني الفتحة لتعذر ظهور الحركات على الالف. الخامس ما تقدر فيه الضمة فقط وهو الفعل المعتل بالواو. نحو زيد يدعو وبالياء نحو كيد يرمي وتظهر الفتحة لخفتها على الياء في الاسماء والافعال وعلى الواو في الافعال كقوله. ان القاضي لن يقضي ولن وقال الله تعالى اجيبوا داعي الله لن يؤتيهم الله خيرا لن ندعوا من دونه الها. وصلى الله وسلم على محمد