الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قال الامام ابن هشام رحمه الله فصل يرفع المضارع خاليا من ناصب وجازم النحو يقوم زيد اجمع النحويون على ان الفعل المضارع اذا تجرد من الناصب والجازم كان مرفوعا كقولك يقوم زيد ويقعد عمرو وانما اختلفوا في تحقيق الرافع له ما هو. فقال الفراء واصحابه رافعه نفس تجرده من الناصب والجازم وقال الكسائي حروف المضارعة. وقال ثعلب مضارعته للاسم. وقال البصريون حلوله محل الاسم قالوا ولهذا اذا دخل عليه نحو ان ولن ولم امتنع رفعه. لان الاسم لا يقع بعدها. فليس حينئذ حالا محل الاسم واصح الاقوال الاول وهو الذي يجري على السنة المعربين يقولون مرفوع لتجرده من الناصب والجازم ويفسد قول الكساء ان جزء الشيء لا يعمل فيه. وقول ثعلب ان المضارعة انما اقتضت اعرابه من حيث الجملة. ثم يحتاج كل نوع من انواع الاعراب الى عامل يقتضيه. ثم يلزم على المذهبين ان يكون المضارع مرفوعا دائما ولا قائل به ويرد قول البصريين ارتفاعه في نحو هلا يقوم لان الاسم لا يقع بعد حروف التحضيض. وينصب بلا النحو ان نبرح لما انقضى الكلام على الحالة التي يرفع فيها المضارع فن بالكلام على الحالة التي ينصب فيها. وذلك اذا دخل عليه حرف من حروف اربعة وهي لن وكي واذا وان. وبدأ بالكلام على لن لانها ملازمة للنصب بخلاف البواقي وختم بالكلام على ان لطول الكلام عليها ولن حرف يفيد النفي والاستقبال بالاتفاق. ولا يقتضي تأبيدا خلافا للزمخشري في انموذجه. ولا تأكيدا خلافا له في كالشافية بل قولك لن اقوم محتمل لان تريد بذلك انك لا تقوم ابدا وانك لا تقوم في بعض ازمنة المستقبل وهو موافق لقولك لا اقوم في عدم افادة التأكيد. ولا تقع لن للدعاء خلافا لابن السراج ولا حجة له فيما استدل به من قوله تعالى قال ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين مدعيا ان معناه فاجعلني لا اكون لامكان حملها على النفي المحض. ويكون ذلك معاهدة منه لله سبحانه وتعالى الا يظاهر مجرما جزاء لتلك النعمة التي انعم بها عليه. ولا هي مركبة من لا ان. فحذفت الهمزة تخفيفا والالف لالتقاء الساكنين خلافا للخليل ولا اصلها لا فابدلت الالف نونا خلافا للفراء وبكي المصدرية نحو لكي لا تأسوا. الناصب الثاني كي وانما تكون ناصبة اذا كانت مصدرية بمنزلة انت. وانما تكون كذلك اذا دخلت عليها اللام لفظا كقوله تعالى لكي لا تأسوا لكي لا يكون على المؤمنين حرج او تقدير النحو جئتك كي تكرمني. اذا قدرت ان الاصل لكي وانك حذفت لام استغناء عنها بنيتها فان لم تقدر الله ان كانت كي حر فجر بمنزلة اللام في الدلالة على التعليل وكانت ان مضمر بعدها اضمار اللازم. وباذن مصدرة وهي مستقبل متصل او منفصل بقسم النحو اذا اكرمك. واذا والله نرميهم بحرب الناصب الثالث. اذا وهي حرف جواب وجزاء عند سيبويه. وقال الشلوبي هي كذلك في كل موضع وقال الفارسي في الاكثر وقد تتمحض للجواب بدليل انه يقال احبك فتقول اذا اظنك صادقا اذ لا مجازاة بها هنا. وانما تكون ناصبة ثلاثة شروط الاول ان تكون واقعة في صدر الكلام فلو قلت زيد اذا قلت اكرمه بالرفض الثاني ان يكون الفعل بعدها مستقبلا. فلو حدثك شخص بحديث فقلت اذا تصدق رفعت لان المراد به الحال الثالث الا يفصل بينهما بفاصل غير القسم نحو اذا اكرمك واذا والله اكرمك وقال الشاعر اذا والله نرميهم قرب تشيب الطفل من قبل المشيب ولو قلت اذا يا زيد قلت اكرمك بالرفع وكذلك اذا قلت اذا في الدار اكرمك واذا يوم الجمعة اكرمك كل ذلك بالرفع. وبان المصدرية ظاهرة النحو ان يغفر لي. ما لم تسبق بعلم نحو ان سيكون منكم مرضى فان سبقت بظن فوجهها نحو وحسبوا الا تكون فتنة. ومضمرة جوازا بعد عاطف مسبوق من خالص النحو ولبس عباءة وتقرعين وبعد اللام نحو لتبين للناس الا في نحو لان لا يعلم ولائلا هنا للناس فتظهر لا غير ونحو وما كان الله ليعذبهم فتضمر لا غير كاظمارها بعدها حتى اذا كان مستقبل النحو حتى يرجع الينا موسى وبعد او التي بمعنى الى نحو او ادرك المنى او التي بمعنى الا نحو. وكنت اذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها او تستقيم. وبعد السببية او واو المعية مسبوقتين بنفي محض او طلب بالفعل نحو لا يقضى عليهم فيموت ويعلم الصابرين ولا فيه فيحل ولا تأكل السمك وتشرب اللبن. الناصب الرابع ان وهي ام الباب وانما اخرت في الذكر لما قدمناه ولاصالتها في النصب عملت ظاهرة ومضمرة بخلاف بقية النواصب فلا تعمل الا ظاهرة. مثال اعمالها ظاهرة قوله تعالى والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يريد الله ان يخفف عنكم. وقيدت ان بالمصدرية احترازا من المفسرة زائدة فانهما لا ينصبان المضارع. فالمفسرة هي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه نحو كتبت اليه ان كذا اذا اردت به معنى اي والزائدة هي الواقعة بين القسم ولو نحو اقسم بالله ان لو يأتيني زيد لاكرمنه. واشترطت الا تسبق المصدرية بعلم مطلق بظن في احد الوجهين احترازا عن المخففة من الثقيلة. والحاصل ان لاني المصدرية باعتبار ما قبلها ثلاث حالات احدها ان يتقدم عليها ما يدل على العلم فهذه مخففة من الثقيلة لا غير. ويجب فيما بعدها امران. احدهما رفعه. والثاني فصله ومنها بحرف من حروف اربعة وهي حرف التنفيس وحرف النفي وقد ولو. فالاول نحو علم ان سيكون. والثاني نحو افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا. والثالث نحو علمت ان قد يقوم زيد. والرابع نحو ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا وذلك لان قبله افلم ييأس الذين امنوا ومعناه فيما قاله المفسرون. افلم يعلم. وهي لغة النخع وهواز قال سحيم اقول لهم بالشعب اذ يأسرونني الم تيأسوا اني ابن فارس زهدم اي الم تعلموا ويريد ويؤيده قراءة ابن عباس اي الم تعلموا ايده قراءة ابن عباس افلم يتبين وعن الفراء ان كوني ييأس بمعنى يعلم وهو ضعيف. الثانية ان يتقدم عليها ظن فيجوز ان تكون مخففة من الثقيلة. فيكون حكم كما ذكرنا ويجوز ان تكون ناصبة وهو الارجح في القياس والاكثر في كلامهم. ولهذا اجمع على النصب في قوله تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا واختلفوا في قوله تعالى وحسبوا الا تكون فتنة. فقرأ بالوجهين الثالث الا يسبقها علم ولا ظن. فيتعين كونها ناصبة كقوله تعالى والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي واما اعمالها مضمرة فعلى ضربين لان اضمارها اما جائز او واجب. فالجائز في مسائل احداها ان تقع بعد عاطف مسبوق باسم خالص من التقدير بالفعل. كقوله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا في قراءة من قرأ من السبعة بنصب يرسل وذلك باظمار ان والتقدير او ان يرسل وانوى الفعل معطوفان على وحي اي وحيا او ارسالا. ووحيا ليس في تقدير الفعل ولو اظهرت ان في الكلام لجاز وكذا قول الشاعر ولبس عباءة تقر عيني احب الي من لبس الشفوف تقديره ولبس عباءة وانت قر عين. الثانية ان تقع بعد لام الجر سواء كانت للتعليل كقوله تعالى. وانزلنا اليك كالذكرى لتبين للناس وقوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله. او للعاقبة كقوله تعالى. فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزن واللام هنا ليس للتعليل لانهم لم يلتقطوه لذلك وانما التقطوه ليكون لهم قرة عين فكانت عقبة وانصار لهم عدو وحزنا او زائدة كقوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت فالفعل في هذه المواضع منصوب بان مضمرة ولو اظهرت في الكلام لجاز. وكذا بعد كي الجارة ولو كان الفعل الذي دخلت عليه اللام مقرونا بلا وجب اظهار بعد اللام سواء كانت لا نافية كالتي في قوله تعالى لان لا يكون للناس على الله حجة او زائدة كالتي في قوله تعالى لان لا يعلم اهل الكتاب. اي ليعلم اهل الكتاب ولو كانت اللام مسبوقة بكون بماظ منفي من الكون وجب اضمار ان سواء كان المضي في اللفظ والمعنى نحو. وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم او في المعنى فقط نحو. لم يكن الله ليغفر لهم واتسمى هذه اللام لام الجحود. وتلخص ان لان بعد اللام ثلاث حالات وجوب الاضمار وذلك بعد لام الجحود ووجوب الاظهار وذلك اذا الفعل بلا. وجواز الوجهين وذلك فيما بقي. قال الله تعالى وامرنا لنسلم رب العالمين. وقال تعالى وامرت لان اكون ولما ذكرت انها تضمر وجوبا بعد لام الجحود استطردت في ذكر بقية المسائل التي يجب فيها اضمار ان وهي اربع احداها بعد حتى واعلم ان للفعل بعد حتى حالتين الرفض والنصب. فاما النصب فشرطه كون الفعل مستقبلا بالنسبة الى ما قبلها. سواء كان مستقبلا بالنسبة بالنسبة الى الجامع للتكلم اولى. فالاول كقوله تعالى لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى فان رجوع موسى عليه الصلاة والسلام مستقبل بالنسبة الى الامرين جميعا. والثاني كقوله تعالى. وزلزلوا حتى يقول الرسول ان قول الرسول وان كان ماضيا بالنسبة الى زمن الاخبار الا انه مستقبل بالنسبة الى زلزاله. ولحتى التي ينتصب الفعل بعدها معنيان. فتارة كم تكون بمعنى كي وذلك اذا كان ما قبلها علة لما بعدها نحو اسلم حتى تدخل الجنة وتارة تكون بمعنى اله وذلك اذا كان ما بعد غاية لما قبلها كقوله تعالى لن نبره عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى وكقولك لاسيرن حتى تطلع الشمس وقد تصلح للمعنيين معا كقوله تعالى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله يحتمل ان يكون المعنى كي تفي او انت فيه والنصب في هذه المواضع وما اشبه بان مضمرة بعد حتى حتما. لا بحتى نفسها خلافا للكوفيين. لانها قد عملت بالاسماء كقوله تعالى حتى مطلع الفجر حتى حين. فلو عملت بالافعال النصب لزم ان يكون لنا عامل واحد يعمل تارة في الاسماء وتارة في الافعال وهذا لا نظير له في العربية. واما رفع الفعل بعدها فله ثلاثة شروط الاول كونه مسببا عما قبلها لهذا امتنع الرفع في نحو سرت حتى تطلع الشمس. لان السيل لا يكون سببا لطلوعها. الثاني ان يكون زمن الفعل الحال بل على العكس من شرط النصب الا ان الحال تارة يكون تحقيقا وتارة يكون تقديرا. فالاول كقولك صرت حتى ادخلها اذا قلت ذلك وانت في حالة الدخول والثاني كالمثال المذكور اذا كان السير والدخول قد مضيا ولكنك اردت حكاية الحال وعلى هذا جاء الرفع في قوله تعالى حتى يقول الرسول لان الزلزال والقول قد مضي والثالث ان يكون ما قبلها تاما هذا امتنع الرفع في نحو سيري حتى ادخلها. وفي نحو كان سيري حتى ادخلها. اذا حملت كان على النقصان دون التمام المسألة الثانية بعد او التي بمعنى الى او الا. فالاول كقولك لالزمنك او تقضيني حقي. اي الى ان تقضيني حقي. وقال الشاعر لاستسهلن الصعب او ادرك المنى. فمن قادت الامال الا لصابر والثاني كقولك لاقتلن الكافر او يسلم. اي الا ان يسلم. وقول الشاعر وكنت اذا غمست قناة قوم كسرت كعوبها او تستقيم اي الا ان تستقيم فلا اكسر كعوبها. ولا يصح ان تكون هنا بمعنى الى لان الاستقامة لا تكون غاية للكسر المسألة الثالثة بعد فاء السببية اذا كانت مسبوقة بنفي محض او طلب بالفعل. فالنفي كقوله تعالى لا يقضى عليهم موتوا وقولك ما تأتينا فتحدثنا واشترطنا كونه محضا احترازا من نحو ما تزال تأتينا فتحدثنا وما تأتينا الا فتحدثنا فان معناهما الاثبات. فلذلك وجب رفعهما. اما الاول فلان للنفي وقد دخل عليه النفي ونفي نفي اثبات واما الثاني فالانتقاض النفي بالا. واما الطلب فانه يشمل الامر كقوله يناق سيري عنقا فسيحا الى سليمان فنستريحا. والنهي نحو قوله تعالى ولا تطغوا فيه في حل عليكم غضبي. والتحضير نحو لولا اخرتني الى اجل قريب فأصدق والتمني نحو يا ليتني كنت معهم فافوز والترجي كقوله تعالى لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات اطلع في قراءة بعض السبعة بنصب والدعاء كقوله ربي وفقني فلا اعدل عن سنن الساعين في خير سنن والاستفهام كقوله هل تعرفون لباناتي فارجو ان تقضى فيرتد بعض الروح للجسد والعرض كقوله يا ابن الكرام اتدنوا فتبصر ما قد حدثوك فما راء كمن سمع. واشترطت في الطلب ان يكون بالفعل احترازا من نحو قولك نزال فنكرم وصه فنحدثك خلافا للكساء في اجازة ذلك مطلقا. ولابن جن وابن عصفور في اجازته بعد نزال ودراك ونحوهما ما فيه لفظ الفعل دون صحومة ونحوهما مما فيه معنى الفعل دون حروفه. وقد صرحت بهذه المسألة في المقدمة في باب اسم وقد صرحت بهذه المسألة في المقدمة في باب اسم الفعل المسألة الرابعة بعد واو المعية اذا كانت مسبوقة بما قدمنا ذكره مثال ذلك قوله تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين في قراءة حمزة عامر وحفص وقال الشاعر الم اك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والاخاء. وقال اخر لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم. وتقول لا تأكل السمك وتشرب اللبن فتنصب تشرب ان قصدت النهي عن بينهما وتجزم ان قصدت النهي عن كل واحد منهما. اي لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن وترفع ان نهيت عن الاول وابحت الثاني اي لا تأكل السمك ولك شرب اللبن قال المؤلف رحمه الله فان سقطت الفاء بعد الطلب وقصد الجزاء جزم. نحو قوله تعالى قل تعالوا اتلوا وشرط الجزم بعد النهي صحة حلول الا محله نحو. لا تدنو من الاسد تسلم بخلاف يأكلك. ويلزم ايضا بلم نحو لم يلد ولم يولد ولما نحن ولما يقضي وباللام ولا الطلبيتين نحو لينفق ليقضي لا تشرك لا تؤاخذ خذن ويجزم فعلين ان واذ ما واين وان وايانا ومتى ومهما ومن وما وحيثما نحو ان يشأ يذهبكم من يعمل سوءا يجزى به. ما ننسخ من اية او ننسيها نأتي بخير منها ويسمى الاول شرطا والثاني جوابا وجزاء. واذا لم يصلح لمباشرة الاذى قرن بالفاء نحو. وان يمسسك بخير فهو وعلى كل شيء قدير او بإذا الفجائية نحو وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون لما انقضى الكلام على ما ينصب الفعل المضارع شرعت في الكلام على ما يجزمه والجازم ضربان جازم لفعل واحد وجازم لفعلين. فالجازم لفعل واحد خمسة امور. احدها الطلب. وذلك انه اذا تقدم انا لفظ دال على امر او نهي او استفهام او غير ذلك من انواع الطلب وجاء بعده فعل مضارع مجرد من الفاء. وقصد به الجزاء. فانه يكون مجزوما بذلك الطلب لما فيه من معنى الشرط ونعني بقصد الجزاء انك تقدره مسببا عن ذلك المتقدم. كما ان جزاء الشرط مسبب عن فعل الشر. وذلك تعالى قل تعالوا اتلوا. تقدم الطلب وهو تعالوا. تأخر المضارع المجرد من الفاء وهو اتلو. وقصد به اذ المعنى تعالوا فان تأتوا اتلوا عليكم فالتلاوة عليهم مسببة عن مجيئهم. فلذلك جزم. وعلامة جزم حذف اخره وهو الواو وقول الشاعر قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوا بين الدخول فحوم وتقول ائتني اكرمك. وهل تأتني احدثك؟ ولا تكفر تدخل الجنة ولو كان المتقدم نفيا او خبرا مثبتا لم يجزم الفعل بعده. فالاول نحو ما تأتينا تحدثنا برفع تحدثنا وجوبا ولا يجوز لك جزمه وقد غلط في ذلك صاحب الجمل. والثاني نحو انت تأتينا تحدثنا برفع تحدثنا وجوبا باتفاق نحوي. واما قول العرب اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه. بالجزم. فوجهه ان اتقى الله وفعل وان كان فعلين ماضيين ظاهرهما الخبر الا ان الا ان المراد بهما الطلب. والمعنى ليتقي الله امرؤ وليفعل خيرا وكذلك قوله تعالى هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل لله باموالكم وانفسكم. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم. فجزم يغفر لانه جواب لقوله تعالى تؤمنون بالله ورسوله فجزم يغفر لانه جواب لقوله تعالى تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون. لكونه في معنى امنوا وجاهدوا وليس جوابا لانها غفران الذنوب لا يتسبب عن نفس الدلالة بل عن الايمان والجهاد. ولو لم يقصد بالفعل الواقع بعد الطلب الجزاء امتنع يزنوه كقوله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم فتطهرهم مرفوع باتفاق القراء وان كان مسبوقا طلبي وهو خذ لكونه ليس مقصودا به معنى ان تأخذ منهم صدقة تطهرهم وانما اريد خذ من اموالهم صدقة مطهرة فتطهرهم صفة لصدقة ولو قرئ بالجزم على معنى الجزاء لم يمتنع في القياس كما قرأ قوله تعالى فهب لي من لدنك وليا يرثني. بالرفع على جعلي يرثني صفة لوليا. وبالجزم على جزاء للامر وهذا بخلاف قولك ائتني برجل يحب الله ورسوله فانه لا يجوز فيه الجزم لانك فلا تريد ان محبة الرجل لله ورسوله مسببة عن الاتيان به. كما تريد في قولك ائتني اكرمك بالجزم. لان الاكرام عن الاتيان وانما اردت تأتيني برجل موصوف بهذه الصفة. واعلم انه لا يجوز الجزم في جواب النهي الا بشرط ان يصح تقدير شرط في موضعه مقرون بلا النافية. مع صحة المعنى. وذلك نحو قولك لا تكفر تدخل الجنة ولا من الاسد تسلم فانه لو قيل في موضعهما الا تكفر تدخل الجنة والا تدنو من الاسد تسلم صح بخلاف لا تكفر تدخل النار. ولا تدنو من الاسد يأكلك فانه ممتنع. فانه لا يصح ان يقال الا تكفر تدخل النار والا تدنو من الاسد يأكلك ولهذا اجمعت السبعة على الرفع في قوله تعالى ولا تمنن تستكثروا. لانه لا يصح ان يقال الا تمن استكثر وليس هذا بجواب وانما هو في موضع نصب على الحال من الضمير في تمن فكأنه قيل ولا تمنن مستكثرا. ومعنى الاية ان الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن ان يهب شيئا وهو يطمع ان يتعوض من الموهوب له اكثر من الموهوب فان قلت فما تصنع بقراءة الحسن البصري تستكثر بالجزم قلت يحتمل ثلاثة اوجه احدها ان يكون بدلا من تمن كانه قيل لا تستكثر اي لا ترى ما تعطيه كثيرا. والثاني ان يكون قدر الوقف عليه لكونه رأس اية. فسكنه لاجل الوقف ثم وصله بنية الوقف والثالث ان يكون سكنه لتناسب رؤوس الاي وهي فانذر فكبر فطهر فاهجر الثاني مما يجزم فعلا واحدا لم وهو حرف ينفي المضارع ويقلبه ماضيا. كقولك لم يقم ولم يقعد وكقوله تعالى لم يلد ولم يولد. الثالث لما اختها كقوله تعالى لما يقضي ما امره بل لما يذوق عذاب وتشارك من في اربعة امور وهي الحرفية والاختصاص بالمضارع وجزمه. وقلب وقلب زمانه الى المضي وتفارقها في اربعة امور احدها ان المنفي بها مستمر لانتفاء الى زمن الحال بخلاف المنفي بلم فانه قد يكون مستمرا مثل لم يلد وقد يكون منقطعا مثل هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. لان المعنى انه كان بعد ذلك شيئا المذكورة ومن ثم امتنع ان تقول لما يقم ثم قام لما فيه من التناقض وجاز لم يقم ثم قام والثاني ان لما تؤذن كثيرا بتوقع ثبوت ما بعدها. نحو بل لما يذوق عذاب اي الى الان لم يذوقوه وسوف يذوقونه ولم لا تقتضي ذلك ذكر هذا المعنى الزمخشري والاستعمال والذوق يشهدان به. والثالث ان الفعل يحذف بعدها يقال هل دخلت البلد؟ فتقول حاربتها ولما تريد ولما ادخلها ولا يجوز قاربتها ولم والرابع انها لا تقترن بحرف الشرط بخلاف لم تقول ان لم تقم قمت ولا يجوز ان لم تقم قمت الجازم الرابع اللام الطلبية وهي الدالة على الامر نحوه. لينفق ذو سعة من سعته. او الدعاء نحو ليقضي علينا ربك الجازم الخامس لا الطلبية وهي الدالة على النهي نحو لا تشرك بالله او الدعاء نحو لا تؤاخذنا. فهذه خلاصة القول فيما يجزم فعلا واحدا. واما ما يجزم فعلين فهو احدى عشرة اداة. وهي ان نحو ان يشأ يذهبكم. واين نحن اينما تكونوا يدرككم الموت. واي نحو ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ومن نحو من يعمل سوءا يجزى به. وما نحو وما تفعل من خير يعلمه الله. ومهما كقول امرئ القيس اغرك من ان حبك قاتل وانك مهما تأمري القلب يفعلي ومتى كقول الاخر متى اضع العمامة تعرفوني؟ وايانا كقوله فايانا ما تعدل به الريح تنزل وحيثما كقوله حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا في غابر الازمان واذ ما كقوله وانك اذ ما تأتي ما انت امر به تلفي من اياه تامر اتي وانا كقوله فاصبحت انا تأتيها تستجر بها تجد. فهذه الادوات التي تجزم فعلين ويسمى الاول منهما شرطا ويسمى جوابا وجزاء. واذا لم تصلح الجملة الواقعة جوابا لان تقع بعد اداة الشرط وجب اقترانها بالفاء. وذلك اذا كانت جملة اسمية او فعلية فعلها طلبي او جامد او منفي بلن او ما او مقرون بقدر او حرف تنفيس نحو قوله تعالى وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. انت ترني انا اقل منك مالا وولدا فعسى ربي وما يفعل من خير فلن يكفروا. وما فاء الله على رسوله منهم فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل. ومن يقاتل في سبيل الله في قتل او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما ويجوز في الجملة الاسمية ان تقترن باذا الفجائية كقوله تعالى وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون وانما لم اقيد في الاصل اذا الفجائية بالجملة الاسمية لانها لا تدخل الا عليها فاغناني ذلك عن الاشتراط. فصل الاسم ضربان نكرة وهو ما شاع في جنس موجود كرجل او مقدر كشمس ومعرفة وهي ست الضمير وهو ما دل على متكلم او مخاطب او غائب وهو اما مستتر كالمقدر وجوبا في نحو اقوم ونقوم او جوازا في نحو. زيد يقوم او بارز وهو اما متصل كتائق قوى كافية اكرمك وهاء غلامه او منفصل كانا وهو واياي ولا فصل مع امكان الوصل الا في نحو الهاء من سلنيه بمرجوحية وظننتكه وكنته برجحان. ينقسم الاسم بحسب التنكير والتعريف الى قسمين. نكرة وهي الاصل ولهذا قدمتها ومعرفة وهي الفرع ولهذا اخرتها فاما النكرة فهو عبارة عما شاع في جنس موجود او مقدر. فالاول كرجل فانه موضوع لما كان حيوانا ناطقا ذكرا فكلما وجد من هذا الجنس واحد فهذا الاسم صادق عليه والثاني كشمس فانها موظوعة لما كان كوكبا نهاريا ينسخ ظهوره وجود الليل فانها موضوعة لما كان كوكبا نهاريا ينسخ ظهوره وجود الليل فحقها ان تصدق على متعدد كما ان رجلا كذلك. وانما الف ذلك من جهة عدم وجود افراد له في الخارج ولو وجدت لك ان هذا اللفظ صالحا لها فانه لم يوضع على ان يكون خاصا كزيد وعمرو. وانما وضع اسماء الاجناب واما المعرفة فانها تنقسم ستة اقسام. القسم الاول الضمير وهو اعرف الستة ولهذا بدأت به وعطفت بقية المعارف عليه بثمه. وهو عبارة عما دل على متكلم كانا او مخاطب كانت او غائب كهو وينقسم الى مستتر وبارز لانه لا يخلو اما ان يكون له صورة في اللفظ او لا فالاول البارز كتائي قمت والثاني المستتر المقدر في نحو قولك قم ثم لكل من البارز والمستتر انقسام باعتبار فاما المستتر فينقسم باعتبار وجوب الاستتار وجوازه الى قسمين واجب الاستتار وجائزه. ونعني بواجب الاستتار ما لا يمكن قيام مقامه. ونعني بواجب الاستتار ما لا يمكن قيام الظاهر مقامه وذلك كالضمير المرفوع بالفعل المضارع المبدوء بالهمزة اقوم او بالنون كان اقوم او بالتاء كتقوم الا ترى انك لا تقول اقوم زيد ولا تقول نقوم عمرو ونعني بالمستتر جواز ما يمكن قيام الظاهر مقامه وذلك كالضمير المرفوع بفعل الغائب. نحو زيد يقوم الا ترى انه يجوز لك ان تقول زيد يقوم غلامه. واما البارز فانه ينقسم بحسب الاتصال اتصالي الى قسمين متصل ومنفصل. فالمتصل هو الذي لا يستقل بنفسه كتائب قمت. والمنفصل هو الذي يستقل بنفسه كانا انت وهو وينقسم المتصل بحسب مواقعه في الاعراب الى ثلاثة اقسام مرفوع المحل ومنصوبه ومخفوضه. فمرفوعه كتائق فانه فاعل ومنصوبه كالكافي اكرمك فانه مفعول. ومخفوظه كهائ غلامه فانه مضاف اليه وينقسم المنفصل بحسب مواقعه في الاعراب الى مرفوع الموضع ومنصوبه فالمرفوع اثنتا عشرة كلمة انا نحن انت انتما انت انتم انتن هو هي هما هم هن. ومنصوبه اثنتا عشرة كلمة ايضا اياي ايانا اياك اياك اياكما اياكم اياك اكنا اياه اياها اياهما اياهم اياهن. فهذه الاثنتا عشرة كلمة لا تقع الا في محل النصب. كما ان تلك الاول لا تقع الا في محل الرفع تقول انا مؤمن فانا مبتدأ والمبتدأ حكمه الرفع. واياك اكرمت فاياك مفعول مقدم. والمفعول حكمه النصب. ولا يجوز ان يعكس فلا تقول اياي مؤمن وانت اكرمت وعلى ذلك فقس الباقي. وليس في الضمائر المنفصلة ما هو الموضع بخلاف المتصلة. ولما ذكرت ان الضمير ينقسم الى متصل ومنفصل اشرت بعد ذلك الى انه مهما امكن ان يؤتى تصل فلا يجوز العدول عنه الى المنفصل لا تقول قام انا ولا اكرمت اياك لتمكنك من ان تقول قمت واكرمتك بخلاف قولك مقام الا انا وما اكرمت الا اياك. فان الاتصال هنا متعذر لان الا مانعة منه فلذلك جيء بالمنفصل ثم استثنيت من هذه القاعدة سورتين يجوز فيهما الفصل مع التمكن من الوصل وضابط الاولى ان يكون الضمير ثاني ضميرين اولهما اعرف من الثاني وليس مرفوعا نحو سلنيه وخلتك يجوز ان تقول فيهما سلني اياه. خلتك اياه. وانما قلنا الضمير الاول في ذلك اعرف لان ان ضمير المتكلم اعرف من ضمير المخاطب. وضمير وضمير المخاطب اعرف من ضمير الغائب وضابط الثانية ان يكون الضمير خبرا لكان او احدى اخواتها سواء كان مسبوقا بضمير ام لا. فالاول نحو الصديق كنته. والثاني نحو الصديق كانه زيد. يجوز ان تقول فيهما كنت اياه وكان اياه زيد واتفقوا على ان الوصل ارجح في الصورة الاولى اذا لم يكن الفعل قلبيا. نحو سلنيه واعطنيه ولذلك لم يأتي في التنزيل الا به كقوله تعالى انلزمكموها؟ ان يسألكموها فسيكفيكم الله اه واختلفوا فيما اذا كان الفعل قلبيا نحو خلتكه وظننتكه. وفي الباب كان نحو كنته وكانه زيد فقال الجمهور الفصل ارجح فيهن واختار ابن مالك في جميع كتبه الوصل في كان واختلف رأيه في الافعال القلبية فتارة الجمهور وتارة خالفهم. صلى الله على