الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قال ابن هشام رحمه الله. باب المبتدأ والخبر مرفوعان الله ربنا ومحمد نبينا. المبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية للاسناد. فالاسم جنس يشمل الصريح كزيد في نحو زيد قائم والمؤول في نحو ان تصوموا في قوله تعالى وان تصوموا خير لكم. فانه مبتدأ مخبر عنه بخبر. فانه مبتدأ مخبر عنه بخير وخرج بالمجرد نحو زيد في كان زيد عالما. فانه لم يتجرد عن العوامل اللفظية. ونحو ذلك في العدد واحد اثنان ثلاثة فانها تجردت لكن لا اسناد فيها. ودخل تحت قولنا للاسناد ما اذا كان المبتدأ مسندا اليهما بعده نحو زيد قائم. وما اذا كان المبتدأ مسندا الى ما بعده نحو اقائم الزيدان. والخبر هو المسند الذي تموا به مع المبتدأ فائدة. فخرج بقول المسند الفاعل في نحو اقائم الزيدان فانه وان تمت به مع المبتدأ ايه ده لكنه مسند اليه لا مسند. وبقولي مع المبتدأ نحو قامة لقولك قام زيد وحكم المبتدأ والخبر الرفع ويقع المبتدأ نكرة ان عم او خص نحو ما رجل في الدار االه مع الله؟ ولا عبد مؤمن خير من مشرك. وخمس صلوات كتبهن الله الاصل في المبتدأ ان يكون معرفة لا نكرة. لان النكرة مجهولة غالبة. والحكم على المجهول لا يفيد. ويجوز ان يكون نكرة ان كان عاما او خاصا فالاول كقولك ما رجل في الدار. وقوله تعالى االه مع الله؟ فالمبتدأ فيهما عام لوقوعه في سياق النفي والاستفهام. والثاني كقوله تعالى ولعبد مؤمن نون خير من مشرك وقوله عليه الصلاة والسلام خمس صلوات كتبهن الله في اليوم والليلة. فالمبتدأ فيهما خاص لكون موصوفا في الاية ومضافا في الحديث. وقد ذكر بعض النحات لتسويغ الابتداء بالنكرة صورا. وانهاها بعض المتأخرين الى وثلاثين موضعا. وذكر بعضهم انها كلها ترجع للخصوص والعموم فليتأمل ذلك والخبر جملة لها رابط. كزيد ابوه قائم. كزيد ابوه قائم. ولباس التقوى ذلك خير والحاقة ما الحاقة؟ وزيد نعم الرجل الا في نحو قل هو الله احد. اي ويقع الخبر جملة مرتبطة بالمبتدأ برابط الروابط اربعة. اربعة احدها الضمير وهو الاصل في الربط كقولك زيد ابوه قائم. فزيد مبتدأ اول وابوه مبتدأ ثان والهاء مضاد اليه وقائم خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الاول والرابط بينهما الضمير الثاني الاشارة كقوله تعالى ولباس التقوى ذلك خير فلباس مبتدأ والتقوى مضاف اليه وذلك مبتدأ ثاني وخير خبر المبتدأ الثاني. والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الاول والرابط بينهما الاشارة الثالث اعادة المبتدأ بلفظه. نحو الحاقة ما الحاقة؟ فالحاقة مبتدأ اول. وما مبتدأ ثان حاق خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبر خبر المبتدأ الاول والرابط بينهما اعادة المبتدأ بلفظه الرابع العموم نحو زيد نعم الرجل فزيد مبتدأ ونعم الرجل جملة ونعم الرجل ونعم الرجل جملة فعلية خبره. والرابط بينهما العموم وذلك لان الف الرجل للعموم وزيد ارض من افراده فدخل في العموم فحصل الرب وهذا كله اذا لم تكن الجملة نفس المبتدأ في المعنى. فان كانت كذلك لم يحتج الى رابط. كقوله تعالى قل هو الله هو احد فهو مبتدأ والله احد مبتدأ وخبره. والجملة خبر مبتدأ الاول وهي مرتبطة به. لانها نفس المعنى لان هو بمعنى الشأن. وكقوله صلى الله عليه وسلم افضل ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله. وظرفا منصوبا نحو. والركب اسفل منكم. وجارا ومجرورا كالحمد لله رب العالمين وتعلقهما بمستقر او استقر محذوفين اي ويقع الخبر ظرفا منصوبا كقوله تعالى والركب اسفل منكم وجارا ومجرورا كقوله تعالى الحمدلله رب عالمين وهما حينئذ متعلقان بمحذوف وجوبا تقديرهم مستقر او استقر. والاول اختيار جمهور البصريين وحجاج ان المحذوف هو الخبر في الحقيقة. والاصل في الخبر ان يكون اسما مفردا. وثاني اختيار الاخفش والفارس والزمخشري وحجتهم ان المحذوفة عامل النصب في لفظ الظرف ومحل الجر والمجرور. والاصل في العامل ان يكون فعلا. ولا يخبر بالزمان عن الذات والليلة الهلال متأول. ينقسم الظرف الى زماني ومكاني. والمبتدأ الى جوهر كزيد وعمرو وعرض كالقيام والقعود. فان كان الظرف مكانيا صح الاخبار به عن الجوهر والعرض. تقول زيد امامك والخير امامك. وان كان صح الاخبار به عن العرض دون الجوهر. تقول الصوم اليوم. ولا يجوز زيد اليوم. فان وجد في كلامهم ما ظاهره ذلك وجب تأويله كقولهم الليلة الهلال فهذا على حذف المضاف والتقدير الليلة طلوع الهلال قال ويغني عن الخبر مرفوع وصف معتمد على استفهام او نفي النحو. اقاطن قوم سلمى؟ وما مضروب العمران اذا كان المبتدأ وصفا معتمدا على نفي او استفهام استغنى بمرفوعه عن الخبر تقول اقائم الزيدان وما قائم الزيدان؟ فالزيدان فاعل بالوصف والكلام مستغن عن الخبر لان الوصفة هنا في تأويل الفعل. الا ترى ان المعنى ايقوم الزيدان؟ وما يقوم الزيدان؟ والفعل لا يصح الاخبار عنه فكذلك ما كان في موضعه. وانما مثلت بقاطن ومضروب ليعلم انه لا فرق بين كون الوصف رافعا للفاعل او النائب عن الفاعل. ومن شواهد النفي قوله خليلي يما واف بعهدي انتما. اذا لم تكونا لي على من اطيعوا ومن شواهد الاستفهام قوله اقاطن القوم سلمى امن واوظعنا ان يظعنوا فعجيب عيش من قطن وقد يتعدد الخبر نحو وهو الغفور الودود يجوز ان يخبر عن المبتدأ بخبر واحد وهو الاصل نحو زيد قائم. او باكثر كقوله تعالى وهو الغفور ودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد. وزعم بعضهم ان الخبر لا يجوز تعدده. وقدر لما عدا الخبر الاول في هذه الاية مبتدأت اي وهو الودود وهو ذو العرش واجمعوا على عدم التعدد في مثل زيد شاعر وكاتب وفي نحو الزيدان شاعر وكاتب. وفي نحو هذا حلو حامظ. لان ذلك كله لا تعدد ففيه في الحقيقة. اما الاول فلان الاول خبر والثاني معطوف عليه. واما الثاني فلان كل واحد من الشخصين مخبر عنه بخبر واحد واما الثالث فلان الخبرين في معنى الخبر الواحد اذ المعنى هذا مز وقد يتقدم نحو في الدار زيد واين زيد قد يتقدم الخبر من المبتدأ جوازا او وجوبا. فلول نحن في الدار زيد وقوله تعالى سلام هي. واية لهم الليل وانما لم يجعل المقدم في الايتين مبتدأ والمؤخر خبرا لادائه الى الاخبار عن النكرة بالمعرفة والثاني كقولك في الدار رجل واين زيد وقولهم على التمرة مثلها زبدا. وانما وجب في ذلك تقديمه لان تأخيره وفي المثال الاول يقتضي التباس الخبر بالصفة فان طلب النكرة الوصف لتختص به طلب حثيث فالتزم تقديمه دفعا لهذا الوهم وفي الثاني اخراج ما له صدر الكلام وهو الاستفهام عن صدريته. وفي الثالث عود الظمير على متأخر لفظا ورتبة وقد يحذف كل من المبتدأ والخبر نحوه. سلام قوم منكرون. اي عليكم انتم وقد يحذف كل من المبتدأ والخبر لدليل يدل عليه. فلول نحو قوله تعالى قل اانبئكم بشر من ذلكم النار اي هي النار. فقوله تعالى سورة انزلناها اي هذه سورة والثاني كقوله تعالى اكلوها دائم وظلها اي دائم. وقوله تعالى قل اانتم اعلم ام الله؟ اي ام الله اعلم وقد اجتمع حذف كل منهما وبقاء الاخر في قوله تعالى سلام قوم منكرون فسلام مبتدأ حذف خبره اي سلام عليكم وقوم خبر حذف مبتدأه. اي انتم قوم ويجب حذف الخبر قبل جوابي لولا والقسم الصريح. والحال الممتنع كونها خبرا. وبعد واو المصاحبة الصريحة كنحو لولا انتم لكنا مؤمنين لعمرك لافعلن وضربي زيدا قائما. وكل رجل وضيعته يجب حذف الخبر في اربع مسائل. احداها قبل جواب لولا نحو قوله تعالى لولا انتم لكنا مؤمنين. اي لولا انتم صددتمونا عن الهدى بدليل ان بعده انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم. الثانية قبل جواب القسم الصريح من قوله تعالى لعمرك انهم لفي سكرتهم يعماهون. اي لعمرك يميني او قسمي. واحترزت بالصريح عن نحو عهد الله. فانه يستعمل قسما وغيره تقول في القسم عهد الله لافعلن. وفي غيره عهد الله يجب الوفاء به فلذلك يجوز ذكر الخبر تقول علي عهد الله الثالثة قبل الحال التي يمتنع كونها خبرا عن المبتدأ كقوله. ضربي زيدا قائما. اصله ضربي زيدا حاصل اذا كان قائما. فحاصل خبر. واذا ظرف للخبر مضاف الى كانت تامة وفاعلها مستتر فيها عائد على مفعول المصدر وقائما حال منه. وهذه الحال لا يصح كونها خبرا عنها هذا المبتدأ فلا تقول ضربي قائم. لان الضرب لا يوصف بالقيام. وكذلك اكثر شرب السويق واخطب ما يكون الامير قائما. تقديره حاصل اذا كان ملتوتا او قائما وعلى ذلك فقس الرابعة بعد واو المصاحبة الصريحة. كقولهم كل رجل وضيعته اي كل رجل مع ضيعته مقرونان والذي دل على الاقتران ما في الواو من معنى المعية باب النواسخ لحكم المبتدأ والخبر ثلاثة انواع احدها كان وامسى واصبح واضحى وظل وبات وصار وليس وما زال وما فتئ وما انفك وما برح وما دام فيرفعن المبتدأ اسما لهن وينصبن الخبر خبرا لهن نحو. وكان ربك قديرا النواسخ جمع ناسخ وهو في اللغة من النسخ بمعنى الازالة. يقال نسخت الشمس الظل. اذا ازالته وفي الاصطلاح ما يرفع حكم المبتدأ والخبر وهو ثلاثة انواع ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر وهو كان واخواتها. وما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر وهو ان قواتها وما ينصبهما معا وهو ظن واخواتها ويسمى الاول من باب كان اسما وفاعلا ويسمى الثاني خبرا ومفعولا ويسمى الاول من معمو لي باب ان اسما والثاني خبرا. ويسمى الاول من معمولي باب ظن مفعولا اولا والثاني مفعولا ثانيا. والكلام في باء والكلام الان في بابي كان. والفاظه ثلاث عشرة لفظة. وهي على ثلاثة اقسام. ما يرفع المبتدى وينصب الخبر وبلا شرط وهي ثمانية كان وامسى واصبح واظحى وظل وبات وصار وليس. وما يعمل هذا العمل بشرط ان يتقدم عليه نفي او شبهه وهو اربعة. زال وبرح وفتئ وانفك. فالنفي نحو قوله تعالى ولا يزالون مختلفين وشبهه هو النهي والدعاء. فالاول كقوله صاحي شمر ولا تزل ذاكر الموت فنسيانه ضلال مبين والثاني كقوله الا يسلمي يا دار مي على البلاء ولا زال منهلا بجعرائك القطر وما يعمله بشرط ان تقدم عليهما المصدرية الظرفية وهو دام كقوله تعالى واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا اي مدة دوامي حيا وسميت ماء هذه مصدرية لانها تقدر بالمصدر وهو الدوام وظرفية لانها تقدر بالظرف وهو مدة وقد يتوسط الخبر نحوه فليس سواء عالم وجهول. يجوز في هذا الباب ان يتوسط الخبر بين قوى الفعل كما يجوز في باب الفاعل ان يتقدم المفعول على الفاعل قال الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين اكان للناس عجبا ان اوحينا؟ وقرأ حمزة وحفص ليس البر ان تولوا وجوهكم بنصب البر. وقال الشاعر سليمان جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول. وقال الاخر لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم وعن ابن دروس تويه انه منع تقديم خبر ليس ومنع ابن معط في الفيته تقديم خبر دام وهما محجوجان بما ذكرنا من الشواهد وغيرها وقد يتقدم الخبر الا خبر دام وليس. للخبر ثلاثة احوال احدها التأخير عن الفعل واسمه وهو الاصل كقوله تعالى وكان ربك قديرا الثاني التوسط بين الفعل واسمه كقوله تعالى. وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقد تقدم شرح ذلك والثالث التقدم على الفعل واسمه كقولك عالما كان زيد والدليل على ذلك قوله تعالى اهاؤلاء اياكم كانوا يعبدون فاياكم مفعول يعبدون. وقد تقدم على كانه وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل تمتنع ذلك في خبر ليس ودامة فاما امتناعه في خبر دام فبالاتفاق. لانك اذا قلت لا اصحبك ما دام زيد صديقك ثم قدمت الخبر على فما دام لزم من ذلك تقديم معمول الصلة على الموصول. لان ما هذه موصول حرفي. يقدر بالمصدر كما قدمنا وان قدمته على دامه دون ما لزم الفصل بين الموصول الحرفي وصلته. وذلك لا يجوز لا تقول عجبت مما تصحب وانما يجوز ذلك في الموصول الاسمي غير الالف واللام. تقول جاءني الذي زيدا ضرب. ولا يجوز في نحو جاء الضارب زيدا ان تقدم زيدا على ضارب. واما امتناع ذلك في خبر ليس فهو اختيار الكوفيين والمبرد وابن السراج وهو الصحيح لانه لم يسمع لانه لم يسمع مثل ذاهبا لست. ولانها فعل جامد فاشبهت عسى وخبر ولا فيتقدم باتفاق. وذهب الفارسي وابن جني الى الجواد وذهب الفارسي وابن جني الى الجواز. مستدلين بقوله تعالى الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم؟ وذلك لان يوم متعلق بمصروفا وقد تقدم على ليس وتقدم المعمول بجواز تقدم العامل؟ والجواب انهم توسعوا في الظروف ما لم يتوسعوا في غيرها. ونقل عن سيبويه القول بالجواز قوله بالمنع وتختص الخمسة الاول بمرادفة صارت. يجوز في كان وامسى واصبح واضحى وظل ان تستعمل بمعنى صار كقوله تعالى وبست الجبال بسة فكانت هباء منبثا وكنتم ازواجا ثلاثة فاصبحتم بنعمته اخوانا. ظل وجهه مسودا. وقال الشاعر امست خلاء وامسى اهلها احتملوا اخنى عليها الذي اخنى على لبد. وقال الاخر اضحى يمزق اثوابي ويضربني ابعد شيبي يبغي عندي الادب وغيره ليس وفتئ وزال يجوز وغير ليس وفتئ وزال بجواز التمام. اي الاستغناء عن الخبر نحو. وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. خالدين فيها ما دامت السماوات والارض. ويختص مع فتئ وزال وليس من افعال هذا الباب بجواز استعماله تاما. ومعنى التمام ان يستغنى بالمرفوع عن المنصوب. كقوله تعالى وان كان ذو عسرة فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. خالدين فيها ما دامت السماوات والارض. وقال الشاعر قال ليلك بالاثم دي ، وبات الخلي ولم ترقدي. وبات وباتت له ليلة كليلة ذي العائر الارمد ذلك من نبأ جاءني وخبرته عن بني الاسود. وما فسرناه به التمام هو الصحيح. وعن اكثر البصريين ان معنى تمام هادي دلالتها على الحدث والزمان وكذلك الخلاف في تسمية ما ينصب الخبر ناقصا. لما سمي ناقصا. فعلى ما اخترناه انه سمي ناقصا لكونه لم يكتفي بالمرفوع. وعلى قول الاكثرين لانه سلب الدلالة على الحدث وتجرد للدلالة على الزمان الصحيح الاول وكان بجواز زيادتها متوسطة نحو ما كان احسن زيدا ترد كان في العربية على ثلاثة اقسام. ناقصة فتحتاج الى مرفوع ومنصوب نحو وكان ربك قديرا. وتامة فتحتاج الى دون منصوب نحو وان كان ذو عسرة وزائدة فلا تحتاج الى مرفوع ولا الى منصوب وشرط زيادتها امران احدهما ان تكون بلفظ الماضي والثاني ان تكون بين شيئين متلازمين ليسا جارا ومجرورا كقولك ما كان احسن زيدا اصل ما احسن زيدا فزيدت كان بينما وفعل التعجب ولا نعني بزيادتها انها لم تدل على معنى البتة. بل انها لم يؤتى بها للاسناد. وحذفه كان وحذف نون مضارعها المجزوم وصلا ان لم يلقها ساكن ولا ضمير نصب متصل تختص كان بامور. منها مجيئها زائدة وقد تقدم. ومنها جواز حذف اخرها وذلك بخمسة شروط وهي ان تكون بلفظ مضارع وان تكون مجزومة والا تكون موقوفا عليها ولا ولا متصلة بضمير نصب ولا بساكن وذلك قوله تعالى ولم اك بغيا اصله اكون. فحذفت الضمة للجازم والواو للساكنين. والنون للتخفيف. وهذا الحذف جاء والحذفان الاولان واجبان. ولا يجوز الحذف في نحو لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب. لاجل اتصال الساكن بها فهي مكسورة لاجله فهي متعاصية على الحذف لقوتها بالحركة. ولا في نحو ان يكنه فلن تسلط عليه لاتصال الضمير المنصوب بها والضمائر ترد الاشياء الى اصولها ولا في الوقوف عليها. نص على ذلك ابن خروف وهو حسن لان الفعل الا الموقوف عليه اذا دخله الحذف حتى بقي على حرف او حرفين وجب الوقف عليه بهاء السكت كقولك ع ولم يعه فلم يك بمنزلة لم يعي. فالوقف عليه باعادة الحرف الذي كان فيه اولى من اجتلاب حرف لم يكن الا يقال مثله في لم يعي لان اعادة الياء تؤدي الى الغاء الجازم بخلافه لم يكن فان الجازم اقتضى حذف الضمة لا النون كما بينا. وحذفها وحدها معوضا عنها ما في مثل اما انت ذا نفر. ومع اسمها في مثل ان خيرا والتمس ولو خاتما من حديد. من خصائص كان جواز حذفها ولها في ذلك حالتان فتارة تحذف وحدها ويبقى الاسم والخبر ويعوض عنها ماء وتارة تحذف مع اسمها ويبقى الخبر ولا يعوض عنها شيئا فالاول بعد ان المصدرية في كل موضع اريد فيه تعليل فعل بفعل. كقولهم اما انت منطلقا انطلقت. اصله انطلقت ان كنت منطلقا فقدمت اللام وما بعدها على الفعل للاهتمام به او لقصد الاختصاص. فصار لان كنت منطلقا انطلقت ثم حذف الجار اختصارا كما يحذف قياسا من ان كقوله تعالى فلا جناح عليه ان يطوف بهما اي في ان يطوف بهما ثم حذفت كان اختصارا ايضا. فانفصل الضمير فصار ان انت ثم زيدما عوضا فصارت انما انت ثم ادغمت النون في الميم فصار اما انت وعلى ذلك قول العباس ابن مرداس ابا خراشة اما انت ذا نفر فان قومي لم تأكلهم الضبع اصله لان كنت فعمل فيها ما ذكرنا والثاني بعد ان ولو الشرطيتين. مثال ذلك بعد ان قولهم المرء مقتول بما قتل به. ان سيفا السيف وان خنجرا فخنجر. والناس مجزيون باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر. وقال الشاعر لا تقربن الدهر ال مطرف ان ظالما ابدا وان مظلوما اي وان كان ما قتل به سيفا فالذي يقتل به سيف وان كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير وان كنت وان كنت وان كنت مظلوما. ومثال بعد لو قوله عليه الصلاة والسلام التمسوا ولو خاتما من حديد وقول الشاعر لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا جنوده ضاق عنها السهل والجبل اي ولو كان ما تلتمس خاتما من حديد ولو كان الباغي ملكا. وما النافذة عند الحجازيين كليس ان تقدم الاسم ولم يسبق بان ولا بمعمول الخبر الا ظرفا او جارا ومجرورا ولا اقترن الخبر الا نحو ما هذا بشرا. اعلم انهم اجروا ثلاثة حروف من حروف مجرى ليس في رفع الاسم ونصب الخبر وهي ما ولا ولاة ولكل منها كلام يخصها. والكلام الان في ماء واعمالها عمل ليس هي لغة الحجازيين وهي اللغة القويمة. وبها جاء التنزيل. قال الله تعالى ما هذا بشرا؟ ما هن امهاتهم ولاعمالها عندهم ثلاثة شروط ان يتقدم اسمها على خبرها والا تقترن الزائدة ولا خبرها بالا. فلهذا اهملت في قولهم في المثل ما مسيء من اعتب لتقدم الخبر. وفي قول الشاعر بني غدانة ماء انتم ذهب ولا صريف ولكن انتم الخزف لوجودهن المذكورة وفي قوله تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل وما امرنا الا واحدة لاقتران خبرها بالا وبنو تميم لا يعملون ما شيئا ولو استوفت الشروط الثلاثة. فيقولون ما زيد قائم ويقرؤون ما هذا بشر. وكذا لا النافية. في شعري بشرط تنكير معموليها نحو تعزى فلا شيء على الارض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا. الحرف الثاني مما يعمل عمل ليس لا كقوله تعزى فلا شيء على الارض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا ولاعمالها اربعة شروط ان يتقدم اسمها ولا يقترن خبرها بالا ولا يكون اسمها وخبر وان يكون اسمه وخبرها نكرتين. وان يكون ذلك في الشعر لا في النثر. فلا يجوز اعمالها في نحو لا افضل منك احد ولا في نحو قال احد الا افضل منك ولا في نحو لا زيد قائم ولا عمر. ولهذا غلط المتنبي في قوله اذا الجود لم يرزق خلاصا من الاذى فلا الحمد مكتوبا ولا المال باقيا وقد صرحت بشرطين الاخيرين ووكلت معرفتي الاولين الى القياس على ماء. لان ما اقوى من الله. ولهذا تعمل في النفي. وقد اشترطت في الا يتقدم خبرها ولا يقترن بالا. فاما اشتراط الا يقترن الاسم بان فلا حاجة له هنا لان نشمل لا يقترن بان ولاة لكن في الحين ولا يجمع بين جزئيها والغالب حذف المرفوع نحو ولا تحين منص الثالث مما يعمل عملا ليس لات. وهي لا النافية زيدت عليها لتأنيث اللفظ او للمبالغة. وشرط اعمالها ان يكون اسمها وخبرها لفظ الحين والثاني ان يحذف احد الجزئين والغالب ان يكون المحذوف اسمها كقوله تعالى فنادوا حينما نص والتقدير والله اعلم. فنادى بعضهم بعضا ان ليس الحين حين فرار. وقد يحذف خبرها ويبقى اسمها كقراءة بعضهم ولا تحينوا بالرفع صلى الله على محمد