الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قال ابن هشام رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم باب الفاعل مرفوع كقام زيد ومات عمرو ولا يتأخر عامله عنه ولا تلحقه علامة تثنية ولا جمع بل يقال قام رجلان ورجال ونساء كما يقال قام رجل وشذ يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل اوامخرجيهم وتلحقه علامة تأنيث. ان كان مؤنثا كقامة وطلعت الشمس. ويجوز الوجهان في مجازي التأنيث الظاهر نحو قد جاءتكم موعظة من ربكم قد جاءكم بينة وفي الحقيقة المنفصل نحو حضرة القاضي امرأة. والمتصل في باب نعمة وبئس نحو. نعمة المرأة هند وفي الجمع نحو قالت الاعراب الا جمعي التصحيح فكمفرديهما نحو قام الزيدون وقامت الهندات وانما امتنع في النثر ما قامت الا هند لان الفاعل مذكر محذور. كحذفه في نحو او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما وقضي الامر واسمع بهم وابصر ويمتنع في غيرهن. لما انقضى الكلام في ذكر المبتدأ والخبر وما يتعلق به ما من ابواب ناسخ لما انقضى الكلام في ذكر المبتدأ والخبر وما يتعلق بهما من ابواب النواسخ شرعت في ذكر باب الفاعل وما يتعلق به من باب النائب وباب التنازع وما يتعلق به من باب الاشتغال اعلم ان الفاعل عبارة عن اسم صريح او مؤول به اسند اليه فعل او مؤول به مقدم عليه بالاصالة واقعا منه او قائما به مثال ذلك زيد من قولك ضرب زيد عمرا وعلم زيد فالاول اسم اسند اليه فعل واقع منه. فان الضرب واقع من زيد. والثاني اسم اسند اليه فعل قائم به. فان العلم قائم بن زيد وقولي اولا او مؤول به يدخل فيه نحو ان تخشع في قوله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم فانه فاعل مع انه ليس باسم. ولكنه في تأويل الاسم وهو الخشوع. وقولي ثانيا او مؤول به يدخل فيه مختلف في قوله تعالى مختلف الوانه. فالوانه فاعل ولم يسند اليه فعل. ولكن اسند اليه مؤول بالفعل وهو مختلف فانه في تأويل يختلف وخرج بقوله مقدم عليه نحو زيد من قولك زيد قام فليس بفاعل لان الفعل المسند اليه ليس مقدما عليه بل مؤخرا عنه وانما هو مبتدأ والفعل خبر وخرج بقوله بالاصالة نحن زيد من قولك قائم زيد فانه وان اسند اليه شيء مؤول بالفعل وهو مقدم عليه لكن تقديمه عليه ليس بالاصالة لانه خبر فهو في نية التأخير وخرج بقوله واقعا منه الى اخره نحو زيد من قولك ضرب زيد فان الفعل المسند اليه واقع عليه وليس واقعا منه ولا قائما به وانما مثلت الفاعل بقام زيد ومات عمرو ليعلم انه ليس معنى كون الاسم فاعلا ان مسماه احدث شيئا بل كونه مسندا اليه على الوجه المذكور. الا ترى ان عمرا لم يحدث الموت ومع ذلك يسمى فاعلا واذا عرفت الفاعل فاعلم ان له احكاما احدها الا يتأخر عامله عنه. فلا يجوز في نحو. قام اخواك ان تقول اخواك قامة وقد تضمن ذلك الحد الذي ذكرناه وانما يقوم وانما يقال اخواك قاما. فيكون اخواك مبتدأ وما بعده فعلك وفاعل والجملة خبر وثاني انه لا يلحق عامله علامة تثنية ولا جمع. الا يقال قاما اخواك ولقاموا اخوتك ولقمن نسوته بل يقال في الجميع قامة بالافراد كما يقال قام اخوك. هذا هو الاكثر ومن العرب من يلحق هذه العلامات بالعامل. فعلا كان كقوله عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل ملائكة بالنهار او اسما كقوله عليه الصلاة والسلام اوى مخرجيهم قال ذلك لما قال له ورقة ابن نوفل وددت ان اكون معك اذ يخرجك قومك والاصل او مخرجو يهم فقلبت الواو ياء وادغمت الياء وفي الياء والاكثر ان يقال يتعاقب فيكم ملائكة او مخرجيهم بتخفيف الياء والثالث انه اذا كان مؤنثا لحق عامله تاء التأنيث الساكنة ان كان فعلا ماضيا. او المتحرك ان كان وصفا فتقول قامت هند وزيد قائمة امه. ثم تارة يكون الحاق التاء جائزة ثم تارة يكون الحاق التاء جائزا وتارة يكون واجبا فالجائز في اربع مسائل احدها ان يكون المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث. ونعني به ما لا فرج له تقول طلعت الشمس وطلع الشمس والاول ارجح قال قال الله تعالى قد جاءتكم موعظة وفي اية اخرى قد جاءكم بينة والثانية ان يكون المؤنث اسما ظاهرا حقيقي التأنيث. وهو منفصل من العامل بغير الا وذلك قولك حضر القاضي امرأة ويجوز حضر القاضي امرأة. والاول افصح. والثالثة ان يكون العامل نعمة او بئس نحو نعمة المرأة هند ونعم المرأة هن الرابعة ان يكون الفاعل جمعا نحو جاء الزيوت وجاءت الزيوت وجاءت الهنود وجاء الهنود فمن انث فعلى معنى الجماعة ومن ذكر فعلى معنى الجمع. ويستثنى من ذلك جمع التصحيح فانه يحكم لهما بحكم مفرديهما فتقول جاءت الهندات بالتاء لا غيره كما تفعل في جاءتهن وقام الزيدون بترك التاء لا غير كما تفعل في قامة والواجب فيما عدا ذلك وهو مسألتان. احداهما المؤنث الحقيقي التأنيث الذي ليس مفصولا ولا واقعا بعد نعمة او بئس نحو اذ قالت امرأة عمران. الثانية ان يكون ضميرا متصلا كقولك الشمس طلعت وكان الظاهر ان يجوز في نحو ما قام الا هند الوجهان. ويترجح التأنيث كما في قولك حضر القاضي امرأة ولكنهم اوجبوا فيه ترك التاء في النثر لان ما بعد الا ليس الفاعل في الحقيقة وانما هو بدل من وانما هو بدل من فاعل مقدر قبل الا وذلك المقدر هو المستثنى منه وهو مذكر فلذلك ذكر العامل والتقدير ما قام احد الا هند وهذا احد المواطن الاربع التي يضطرد فيها حذف الفاعل. والثاني فاعل المصدر كقوله تعالى او اطعام في يوم ومن ذي مسغبة يتيما ذا مقربة تقديره او اطعامه يتيما. والثالث في باب النيابة نحو وقضي الامر اصله والله اعلم. وقضى الله الامر. والرابع فاعل افعل في التعجب اذ دل عليه مقدم مثله. كقوله تعالى اسمع بهم وابصر. اي وابصر بهم فحذف بهم من الثاني لدلالة الاول عليه وهو في موضع رفع على الفاعلية عند الجمهور والاصل ان يلي عامله وقد يتأخر جوازا النحو. ولقد جاء ال فرعون النذر كما اتى ربه موسى على قدره ووجوب النحو واذ ابتلى ابراهيم ربه وضربني زيد فقد يجب تأخير المفعول كضربت زيدا. وما احسن زيدا وضرب موسى عيسى بخلاف ارظعت الصغرى الكبرى. وقد يتقدم على العامل جواز النحو فريقا هدى. ووجوب النحو اي اما تدعو واذا كان الفعل نعمة او بئس فالفاعل اما معرف بالجنسية نحو نعم العبد او مضاف لما هي فيه نحو ولا نعمة المتقين او ضمير مستتر مفسر بتمييز مطابق للمخصوص نحو بئس للظالمين بدلا الفعل والفاعل كالكلمة الواحدة فحقهما ان يتصل وحق المفعول ان يأتي بعدهما. قال الله تعالى وورث سليمان داوود وقد يتأخر الفاعل عن المفعول وذلك على قسمين جائز وواجب فالجائز كقوله تعالى ولقد جاء ال فرعون النذر وقول الشاعر جاء الخلافة او كانت له قدرا كما اتى ربه موسى على قدر. فلو قيل في الكلام جاء النذر ال فرعون لكان جائزا وكذلك لو قيل كما اتى موسى ربه وذلك لان الضمير حينئذ يكون عائدا على لفظا ورتبة وذلك هو الاصل في عود الضمير والواجب كقوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه وذلك لانه لو قد وذلك لانه لو قدم الفاعل هنا فقير ابتلى ربه ابراهيم لزم عوض الضمير على متأخر لفظا ورتبة وذلك لا يجوز وكذلك نحو قولك ضربني زيد وذلك انه لو قيل ضرب زيد اياي لزم فصل الضمير مع التمكن من اتصاله وذلك ايضا لا يجوز وقد يجب ايضا تأخير المفعول في نحو ضرب موسى عيسى لانتفاء الدلالة على فاعلية احدهما ومفعولية الاخر فلو وجدت قرينة معنوية نحو ارضعت الصغرى الكبرى واكل لكم مثرى موسى او لفظية كقولك ضربت موسى سلمى. وضرب موسى العاقل عيسى. جازت تقديم المفعول على الفاعل وتأخيره عنه لانتفاء اللبس في ذلك واعلم انه كما لا يجوز في مثل ضرب موسى عيسى ان يتقدم المفعول على الفاعل وحده كذلك لا يجوز تقديمه عليه وعلى الفعل. لان لا يتوهم انه مبتدأ. وان الفعل متحمل لضميره. وان موسى مفعول ويجوز في مثل ضرب زيد عمرا ان يتقدم المفعول على الفعل لعدم المانع من ذلك قال الله تعالى فريقا هدى. وقد يكون تقديمه واجبا كقوله تعالى ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى فايا مفعول لتدعو مقدم عليه وجوبا لانه شرط والشرط له صدر الكلام وتدعو مجزوم به واذا كان الفعل نعمة او بئس وجب في فاعله ان يكون اسما معرفا بالالف واللام نحو نعم العبد او مضافا لما فيه كقوله تعالى ولنعم دار المتقين فلا بئس مثوى المتكبرين او مضمرا مستتيرا مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز كقوله تعالى بئس للظالمين بدلا اي بئس هو اي البدل بدلا واذ استوفت نعمة فاعلها الظاهر او فاعلها المظمر وتمييزه جيء بالمخصوص بالمدح او الذم فقيل نعم الرجل زيد ونعم رجلا زيد واعرابه مبتدأ والجملة قبله خبر. والرابط بينهما العموم الذي في الالف واللام ولا يجوز بالاجماع ان يتقدم المخصوص على الفاعل فلا يقال نعم زيد الرجل ولا على التمييز خلافا للكوفيين فلا يقال نعم زيد رجلا ويجوز بالاجماع ان يتقدم على الفعل والفاعل نحو زيد نعم الرجل ويجوز ان تحذفه اذا دل عليه دليل قال الله تعالى انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب. اي هو اي ايوب باب النائب عن الفاعل يحذف الفاعل فينوب عنه في احكامه كلها مفعول به فان لم يوجد فما اختص وتصرف من ظرف او مجرور او مصدر. ويظم اول الفعل مطلقا. ويشاركه ثاني نحو تعلم وثالث نحو طلق ويفتح ما قبل الاخر في المضارع ويكسر في الماضي. ولك في نحو؟ قال الكسر مخلصا ومشما ضما والضم مخلصا يجوز يجوز حذف الفاعل اما للجهل به او لغرض لفظي او معنوي. فالاول كقولك سرق المتاع. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لم يعلم السارق والراوي. والثاني كقولهم من طابت سريرته حمدت سيرته. فانه لو قيل حمد الناس سيرته اختلت السجعة. والثالث قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا ساحله لكم واذا قيل انشذوا فانشذوا. وقول الشاعر وان مدت الايدي الى الزاد لم اكن باعجلهم اذ اجشع القوم اعجلوا فحذف الفاعل في ذلك كله لانه لم يتعلق غرض بذكره. لانه لم يتعلق غرض بذكره. وحيث حذف فعل الفعل فانك تقيم مقامه المفعول به وتعطيه احكامه المذكورة له في بابه فتصيره مرفوعا بعد ان كان منصوبا وعمدة بعد ان كان فضله وواجب التأخير عن الفعل بعد ان كان جائز التقديم عليه له الفعل ان كان مؤنثا. تقول في ضرب زيد عمرا ضرب عمرو. وفي وفي ضرب زيد هندا ضربت هند فان لم يكن في الكلام مفعول به ناب الظرف او الجار والمجرور او المصدر تقول سير فرسخ وصم رمضان ومر بزيد وجلس جلوس الامير ولا يجوز نيابة الظرف والمصدر الا بثلاثة شروط احدها ان يكون مختصا فلا يجوز ضرب ولا صيم زمن ولا اعتكف مكان لعدم اختصاصها فان قلت ضرب ضرب شديد. وصام زمن طويل. واعتكف مكان حسن. جاز لحصول الاختصاص بالوصف الثاني ان يكون متصرفا لا ملازما للنصب على الظرفية او المصدرية فلا يجوز سبحان الله بالضم على ان يكون نائب مناب فاعل فعله المقدر. على ان تقديره يسبح سبحان الله الا يجاء اذا جاء زيد على ان اذا نائب عن الفاعل لانهما لا يتصرفان الثالث ان لا يكون المفعول به موجودا فلا تقول ضرب اليوم زيدا خلافا للاخفش والكوفيين. وهذا الشرط ايضا جار في والمجرور والخلاف جار فيه ايضا. واحتج المجيز بقراءة ابي جعفر ليجزى قوما بما كانوا يكسبون قول الشاعر وانما يرضي المنيب ربه ما دام معنيا بذكر قلبه. فاقيم بما وبذكر مع وجود قوم من وقلبه واجيب عن البيت بانه ضرورة وعن القراءة بانها شاذة. ويحتمل ان يكون القائم مقام الفاعل ضميرا مستترا في بالفعل عائدا على الغفران المفهوم من قوله تعالى قل للذين امنوا يغفره اي ليجزى الغفران قوما وانما اقيم المفعول به غاية ما فيه انه المفعول الثاني وذلك جائز واذا حذف الفاعل واقيم شيء من هذه الاشياء مقامه وجب تغيير الفعل بضم اوله ماضيا كان او مضارعا. وبكسر ما قبل اخره في الماضي وبفتحه في المضارع. تقول ضرب ضربوه. واذا كان مبتدأ بتاء زائدة او بهمز وصل شارك في الضم ثانيه اوله في مسألة التاء وثالثه اوله في مسألة الهمزة تقول في تعلمت المسألة تعلمت المسألة بضم التاء والعين. وفي انطلقت بزيد انطلق بضم الهمزة قال الله تعالى فمن اضطر اذا ابتدأ بالفعل قيل اضطر بضم الهمزة والطاء. وقال الهدى سبقوا هوية واعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرعوا واذا كان الفعل الماضي ثلاثيا معتل الوسط نحن قال وباعه جاز لك فيه ثلاث لغات. احداها وهي الفصحى كسر ما قبل الالف فتنقلب الالف ياء الثاني اشمام الكسرة شيئا من الضم تنبيها على الاصل وهي لغة فصيحة ايضا. الثالثة اخلاص ظم اوله. فيجب بالالف واوا فتقول قولا وبوعا. وهي قليلة