الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قال الامام ابن هشام رحمه الله باب الاشتغال يجوز في نحو زيدا ضربته او ضربت اخاه او مررت به رفع زيد بالابتداء فالجملة بعده خبر ونصبه باضمار ضربت واهنت وجاوزت واجبة الحذف فلا موضع للجملة بعده ويترجح النصب في نحو زيدا اضربه للطلب ونحو والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما متأول وفي نحو والانعام خلقها لكم للتناسب ونحو ابشرا منا واحدا نتبعه وما زيدا رأيته لغلبة الفعل. ويجب في نحو ان زيدا لقيته فاكرمه وهلا زيدا اكرمته لوجوبه ويجب الرفع في نحوه خرجت فاذا زيد يضربه عمرو. لامتناعه ويستويان في نحو. زيد قام ابوه عمرو اكرمته للتكافؤ وليس منه وكل شيء فعلوه في الزبر. وازيد ذهب به ظابط هذا الباب ان يتقدم اسمه ويتأخر عنه فعل عامل في ضميره ويكون ذلك الفعل بحيث لو فرغ من ذلك المعمول وسلط على الاسم الاول لنصبه مثال ذلك زيدا ضربته الا ترى انك لو حذفت الهاء وسلطت ضربت على زيد لقلت زيدا ضربت. ويكون زيدا مفعولا مقدما وهذا مثال ما اشتغل فيه الفعل بضمير الاسم. ومثاله ايضا زيدا مررت به فان الضمير وان كان مجرورا بالباء الا انه في موضع نصب بالفعل ومثال ما اشتغل فيه الفعل باسم عامل في الضمير نحو قولك زيدا ضربت اخاه فان ضرب عامل في الاخ نصبا على مفعولية والاخ عامل في الضمير خفضا بالاضافة. اذا تقرر هذا فتقول يجوز في الاسم المتقدم ان يرفع بالابتداء وان تكون الجملة بعده في محل رفع على الخبرية وان ينصب بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور فلا موضع للجملة حينئذ لانها مفسرة. وتقدير الفعل في الاول ضربت زيدا ضربته وفي الثاني جاوزت زيدا مررت به ولا تقدر مررت لانه لا يصل الى الاسم بنفسه وفي الثالث اهنت زيدا ضربت اخاه. ولا تقدر ضربت لانك لم تضرب الا الاخ واعلم ان للاسم المتقدم على الفعل المذكور خمس حالات. فتارة يترجح نصبه وتارة يجب وتارة يترجح رفعه وتارة يجب وتارة يستوي الوجهان. فاما ترجيح النصب ففي مسائل منها ان يكون الفعل المذكور فعل طلب وهو الامر والنهي والدعاء. كقولك زيدا اضرب وزيدا لا تهن. واللهم ذكر حمد وانما يترجح النصب في ذلك لان الرفع يستلزم الاخبار بالجملة الطلبية عن المبتدأ. وهو خلاف القياس لانها لا تحتمل الصدق والكذب ويشكل على ذلك نحو قوله تعالى وسارقوا والسارقة فاقطعوا ايديهما. فانه نظير قولك زيدا وعمرا اضرب اخاهما. وانما رجح في لذلك النصب لكون الفعل المشغول فعل طلب وكذلك قوله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما والقراء السبعة قد اجمعوا على الرفع في الموضعين وقد اجيب عن ذلك بان التقدير مما يتلى عليكم حكم السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما فالسارق والسارقة مبتدأ ومعطوف عليه. والخبر محذوف. وهو الجار والمجرور. واقطعوا جملة مستأنفة. فلم يلزم الاخبار بالجملة الطلاقية عن المبتدع ولم يستقم عمل فعل من جملة في مبتدأ مخبر عنه بغيره من جملة اخرى. ومثله زيد فقير فاعطه وخالد مكسور فلا تهن. وهذا قول سيبويه. وقال المبرد الموصول بمعنى الذي والفاء جيء بها لتدل على كما في قولك الذي يأتيني فله درهم. وفاء السببية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. وقد تقدم ان شرط هذا الباب ان الفعل لو سلط على الاسم لنصبه. ومنها ان يكون الاسم مقترنا بعاطف مسبوق بجملة فعلية كقول قام زيد وعمرا اكرمته. وذلك لانك اذا رفعت كانت الجملة اسمية. فيلزم عطف الاسمية على الفعلية وهم ما متخالفان. واذا نصبت كانت الجملة فعلية لان التقدير واكرمت عمرا اكرمته. فتكون قد عطفت فعلية على فعلية وهما متناسبان والتناسب في العطف اولى من التخالف. فلذلك رجح النصر قال الله تعالى خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين. والانعام خلقها اجمعوا على نصب الانعام لانها مسبوقة بالجملة الفعلية وهي خلق الانسان ومنها ان يتقدم على الاسم اداة الغالب عليها ان تدخل على الافعال. كقولك ازيدا ضربته وما زيدا رأيته قال تعالى ابشرا منا واحدا نتبعه واما وجوب النصب ففيما اذا تقدم على الاسم اداة خاصة بالفعل كادوات الشرط والتحضير كقولك ان زيدا ان رأيته فاكرمه. وهلا زيدا اكرمته. وكقول الشاعر لا تجزعي ان منفسا اهلكته. فاذا هلكت فعند ذلك فاجزعي واما وجوب الرفع ففيما اذا تقدم على الاسم اداة خاصة بالدخول على الجملة الاسمية. كاذ الفجائية كقولك خرجت فاذا زيد يضربه عمرو فهذا لا يجوز فيه النصب لانه يقضي تقدير الفعل لانه يقتضي تقدير الفعل. واذا الفجائية لا تدخل الا على الجملة الاسمية. واما الذي يستويان فيه فضابطه ان يتقدم على الاسم عاطف مسبوق بجملة فعلية مخبر بها عن اسم قبلها كقولك زيد قام ابوه وعمرا اكرمته وذلك لان زيد قام ابوه جملة كبرى ذات وجهين. ومعنى قولي كبرى انها جملة في ضمنها جملة ومعنى قولي ذات وجهين انها اسمية الصد فعلية العجز فان راعيت صدرها رفعت عمرا. وان كنت قد عطفت جملة اسمية على جملة اسمية وكنت قد عطفت جملة اسمية على جملة اسمية وان راعيت عجوزها نصبته وكنت قد عطفت جملة فعلية على جملة فعلية. فالمناسبة حاصلة على كلا التقديرين فاستوى الوجهان وما الذي يترجح فيه الرفع فما عدا ذلك؟ كقولك زيد ضربته. قال الله تعالى جنات عدن يدخلونها اجمعت السبعة على رفعه وقرأ شاذا بالنصب وانما يترجح الرفع في ذلك لانه الاصل. ولا مرجح لغيره. وليس منه قوله تعالى. وكل شيء فعلوه في الزبر. لان تسليط الفعل على ما قبله انما يكون على حسب المعنى المراد. وليس المعنى هنا انهم فعلوا كل شيء في الزبر. حتى يصح على ما قبله وانما المعنى وكل مفعول لهم ثابت في الزبر. وهو مخالف لذلك المعنى. فالرفع هنا واجب لا راجح والفعل المتأخر صفة للاسم. فلا يصح له ان يعمل فيه وليس منه ازيد ذهب به. لعدم اقتضاء النصب مع جواز التسليط باب في التنازل. يجوز في ضربني وضربت زيدا اعمال الاول واختاره الكوفيون فيضمر في الثاني كل ما يحتاجه او الثاني واختاره البصريون. فيضمر في الاول مرفوعه فقط نحو جفوني ولم اجفل اخلاء وليس منه كفاني ولم اطلب قليل من المال لفساد المعنى يسمى هذا الباب باب التنازع وباب الاعمال. وضابطه ان يتقدم عاملان او اكثر ويتأخر معمول او اكثر كونوا كل من المتقدم طالبا لذلك المتأخر مثال تنازع العاملين معمولا واحدا قوله تعالى اتوني افرغ عليه قطرا. وذلك لان اتوني فعل وفاعل ومفعول يحتاج الى مفعول ثاني افرغ فعل وفاعل يحتاج الى مفعول. وتأخر عنهما قطرا وكل منهما طالب له ومثال تنازع العاملين اكثر من معمول ضرب واكرم زيد عمرا ومثال تنازع اكثر من عاملين معمولا واحدا كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم. فعلى ابراهيم مطلوب لكل واحد منها هذه العوامل الثلاثة ومثال تنازع اكثر من عاملين اكثر من معمول قوله عليه الصلاة والسلام تسبحون وتحمدون وتكبرون دبرا كل صلاة ثلاثا وثلاثين. فدبر منصوب على الظرفية وثلاثا وثلاثين منصوب على انه مفعول مطلق. وقد تنازعهما كل من العوامل الثلاثة السابقة عليهما اذا تقرر هذا فنقوله لا خلاف في جواز اعمال اي العاملين او العوامل شئت وانما الخلاف في المختار فالكوفيون يختارون اعمال الاول لسبقه. والبصريون يختارون اعمال الاخير لقربه فان اعملت الاول اضمرت في الثاني كلما يحتاج اليه من مرفوع ومنصوب ومجرور. وذلك نحن قام وقعد اخواك وقام وضربتهما اخواك. وقام ومررت بهما اخوات. وذلك لان الاسم المتنازع فيه. وهو اخو في المثال في نية التقدير فالضمير وان عاد على متأخر لفظا لكنه متقدم الرتبة وان اعملت الثاني فان احتاج الاول الى مرفوع اظمرته فقلت قام وقعد اخواك. وان احتاج الى منصوب او مخفوض حذفته فقلت ضربت وضربني اخوك. ومررت ومر بي اخوات. ولا تقل ضربتهما ولا مررت بهما. لان الضمير على متأخر لفظا ورتبة انما اغتفر في المرفوع. لانه غير صالح للسقوط. وليس كذلك في المنصوب والمجرور وليس من التنازع قول امرئ القيس ولو ان ما اسعى لادنى معيشة كفاني ولم اطلب قليل من المال وذلك لان شرط هذا الباب ان يكون العاملان موجهين الى شيء واحد كما قدمنا ولو وجه هنا كفاني واطلب الى قليل فسد المعنى. لانها لو تدل على امتناع الشيء لامتناع غيره. فاذا كان ما بعدها كان منفيا نحو لو جاءني اكرمته. واذا كان منفيا كان مثبت النحو لو لم يسيء لم اعاقبه على هذا فقوله انما اسعى لادنى معيشة من في لكونه في نفسه مثبتا وقد دخل عليه حرف الامتناع وكل شيء امتنع لعلة ثبت نقيضه. ونقيض السعي لادنى معيشة. عدم السعيد ادنى معيشة وقوله ولم اطلب مثبت لكونه منفيا بلم. وقد دخل عليه حرف امتناع. فلو وجه الى قليل وجب فيه اثبات طلب بالقليل وهو عين ما نفاه اولا. واذا بطل ذلك تعين ان يكون مفعول. اطلب محذوفا وتقديره. ولم اطلب مولت ومقتضى ذلك انه طالب للملك وهو المراد. فان قيل انما يلزم فساد جعله من باب التنازع لعطفك لم اطلب على كفاني ولو قدرته مستأنفا كان نفيا محضا غير داخل تحت حكم لو. قلت انما يجوز التنازع بشرط ان يكون بين العام لين ارتباط وتقدير الاستئناف يزيل الارتباط باب المفعول منصوب قد مضى ان الفاعل مرفوع ابدا. واعلم الان ان المفعول منصوب ابدا. والسبب في ذلك ان الفاعل لا يكون الا واحدا والرفع ثقيل والمفعول يكون واحدا فاكثر والنصب خفيف. فجعلوا الثقيل للقليل والخفيف للكثير. قصدا وهو خمسة. هذا هو الصحيح. وهي المفعول به تضربت زيدا والمفعول المطلق وهو المصدر كضربت ضربا والمفعول فيه وهو الظرف كصمت يوم الخميس جلست امامك والمفعول له. فقمت اجلالا لك والمفعول معه كسيرت والنيل. ونقص الزجاجي منها المفعول معه فجعله مفعولا به. وقدر سرت وجاوزت النيل ونقص الكوفيون منها المفعول له فجعلوه من باب المفعول المطلق مثل قعدت جلوسا. وزاد السيرافي سادا وهو المفعول منه نحو واختار موسى قومه سبعين رجلا. لان المعنى من قومه. مسمى الجوهري المستثنى مفعول دونه المفعول به وهو ما وقع عليه فعل الفاعل كضربت زيدا. هذا الحد لابن الحاجب رحمه الله. وقد استشكل بقولك ما زيد ولا تضرب زيد واجاب بان المراد بالوقوع انما هو تعلقه بما لا يعقل الا به الا ترى ان زيدا في المثالين متعلق بضرب وان ضرب يتوقف فهمه عليه او على مقام مقامه من المتعلقات ومنه المنادى ومن المفعول به المنادى وذلك لان قولك يا عبد الله اصله ادعو عبد الله. فحذف الفعل وانيب يا عنه. وان انما ينصب مضاف كيا عبد الله او شبهه كيا حسنا وجهه ويا طالعا جبلا ويا رفيقا بالعباد او نكرة غير مقصودة كقول الاعمى يا رجلا خذ بيدي. يعني ان المنادى انما ينصب لفظا في ثلاث مسائل. احداها ان يكون مضافا كقولك يا عبد الله ويا رسول الله وقال الشاعر الا يا عباد الله قلبي متيم باحسن من صلى واقبحهم بعلا الثانية ان يكون شبيها بالمضاف. وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه. وهذا الذي به التمام اما ان يكون اسما مرفوعا بالمنادى كقولك يا محمودا فعله ويا حسنا وجهه ويا جميلا فعله ويا كثيرا بره او منصوبا به كقولك يا طالعا جبلا او مخفوضا بخافظ متعلق به كقولك يا رفيقا بالعباد. يا خير من زيد او معطوفا عليه قبل النداء كقولك يا ثلاثة وثلاثين. في رجل سميته بذلك. الثالثة ليكون نكرة غير مقصودة كقول الاعمى. يا رجلا خذ بيدي وقول الشاعر فيا راكبا اما عرظت فبلغا ناداه ما يمن نجران الا تلاقي. والمفرد المعرفة يبنى على ما يرفع به كيا زيد ويا زيدان ويا زيدون يا رجل لمعين يستحق المنادى البناء بامرين افراده وتعريفه ونعني بافراده الا يكون مضافا ولا شبيها به. ونعني بتعريفه ان يكون مرادا به معين. سواء كان معرفة قبل النداء وعمرو او معرفة بعد النداء بسبب الاقبال عليه كرجل وانسان تريد بهما معينة فاذا وجد في الاسم هذان الامران استحقا ان يبنى على ما يرفع به لو كان معربا. تقول يا زيد بالضم ويا زيدان بالالف ويا زيدون بالواو. وقال الله تعالى يا نوح قد جادلتنا يا جبال او معه فصل وتقول يا غلام بالثلاث وبالياء فتحا واسكانا وبالاف اذا كان المنادى مضافا الى ياء المتكلم كغلام جاز فيه ست لغات احداها يا غلام باثبات الياء الساكنة. كقوله تعالى يا عبادي لا خوف عليكم والثانية يا غلام بحذف الياء الساكنة وابقاء الكسرة دليلا عليها. قال الله تعالى يا عبادي فاتقون الثالثة ضم الحرف الذي كان مكسورا لاجل الياء. وهي لغة ضعيفة. حكوا من كلامهم يا ام لا تفعلي ضم وقرأ قال رب احكم بالحق بالضم الرابعة يا غلامي بفتح الياء. قال الله تعالى يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم. الخامسة يا غلام بقلب الكسرة التي قبل الياء المفتوحة فتحة. فتنقلب الياء والف لتحركها وانفتاح ما قبلها. قال الله تعالى يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله. يا اسفا على يوسف السادس يا غلام بحذف الالف وابقاء الفتحة دليلا عليها كقول الشاعر ولست براجع ما فات مني بلهفة ولا بليت ولا لون. اي بقول يا لهفة. وقولي وتقول يا بثلاث اي بضم الميم وفتحها وكسرها وقد بينت توجيه ذلك ويا ابتي ويا امتي ويا ابن امي ويا ابن عم بفتح وكسر ويا ابتي ويا امتي ويا ابن ام ويا ابن عم بفتح وكسر والحاق الالف او الياء للاولين قبيح وللاخيرين ضعيف اذا كان المنادى المضاف الى الياء ابا او اما جاز فيه عشر لغات. الستة المذكورة ولغة الست المذكورة ولغات اربع اخر. احداها ابدال الياء تاء مكسورا. وبها قرأ السبعة ما عدا ابن عامر يا ابتي ابدال الياء تاء مكسورة وبها قرأ السبعة ما عدا ابن عامر في يا ابتي الثانية ابدالها تاء مفتوحة. وبها قرأ ابن عامر الثالثة يا ابتاه بالتاء والالف وبها قولي شاذا الرابع يا ابتي بالتاء والياء وهاتان اللغتان قبيحتان والاخيرة اقبح من التي قبلها وينبغي الا تجوز الا افي ضرورة الشعر واذا كان المنادى مضافا الى مضاف الى الياء مثل يا غلام غلام. لم يجز فيه الا اثبات الياء مفتوحة او ساكنا الا ان كان ابن ام او ابن عم فيجوز فيهما اربع لغات. فتح الميم وكسرها وقد قرأت السبعة بهما في قوله تعالى قال ابن امة ان القوم استضعفوني. قال يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي. والثالثة اثبات الياء كقول الشاعر يا ابن امي ويا شقيق نفسي انت خلفتني لدهر شديد. والرابعة قلب الياء الفا كقوله يا بنت عم لا الومي واهجعي وهاتان اللغتان قليلتان في الاستعمال فصل ويجري ما افرد او اضيف مقرونا من نعت المبني وتأكيده وبيانه ونسقه المقرون بال على لفظه او محله وما اضيف مجردا على محله ونعت اي على لفظه والبدل المجرد والنسق المجرد كالمنادى مستقل مطلقا. هذا الفصل معقود لاحكام تابع المنادى والحاصل ان المنادى اذا كان مبنيا وكان تابعه نعتا او تأكيدا او بيانا او نسقا بالالف واللام. وكان مع ذلك مفردا او اضافا وفيه الالف واللام. جاز فيه الرفع على لفظ المنادى والنصب على محله. تقول في النعت يا زيد الظريف بالرفع والظريفة بالنصب وفي التأكيد يا تميم اجمعون واجمعين. وفي البيان يا سعيد كرز وكرزا وفي النسق يا زيد والضحاك والضحاك قال الشاعر يا حكم الوارث عن عبدالملك قال الشاعر يا حكم الوارث عن عبدالملك روي بالرفع آآ روي برفع الوارث ونصبه وقال الاخر فما كعب ابن امامة وابن اروى باجود منك يا عمر الجواد والقواف منصوبة وقال الاخر الا يا زيد والضحاك سيرا فقد جاوزتما خمر الطريق. وقال الله تعالى يا جبال معه والطير وقرأ شاذا والطير وهذه امثلة المفرد وكذلك المضاف الذي فيه ال تقول يا زيد الحسن وجهي والحسن الوجه. وقال الشاعر يا صاحب الضامر العنسي. يروى برفع الضامر ونصبه. فان كان التابع من هذه الاشياء مضافا وليس فيه الالف واللام تعين نصبه على المحل كقولك يا زيد صاحب عمرو ويا زيد ابا عبدالله ويا تميم كلهم او كله ويا تميم كلكم او كلهم. ويا زيد ابا عبدالله. قال الله تعالى قل اللهم فاطر السماوات وان كان التابع نعتا لاي تعين رفعه على اللفظ. لقوله تعالى يا ايها الناس يا ايها النبي وان كان التابع بدلا او نسقا بغير الالف واللام. اعطي ما يستحقه لو كان منادى. تقول في البدل يا سعيد قرز بضم كرز بغير تنوين كما تقول يا كرز. ويا سعيد ابا عبد الله بالنص كما تقول يا ابا عبدالله وفي النسق يا زيد وعمرو بالضم ويا زيد وابا عبدالله للنصب وهكذا ايضا حكم البدل والنسق لو كان المنادى معرب ولك في نحو يا زيد زيد فتحهما او ضم الاول اذا تكرر المنادى المفرد مضاف النحو يا زيد زيد اليعمولات جاز لك في الاول وجهان. ولك في نحو يا زيد زيدا ليعملات فتحهما او ضم الاول. اذا تكرر المنادى المفرد مضاف النحو يا زيد زيد ليعملا جاز لك في الاول وجهان. احدهما الضم وذلك على تقدير وذلك على تقديره منادى مفردا. ويكون الثاني حينئذ اما منادى سقط منه حرف النداء واما عطف بيان واما مفعولا بتقدير اعني والثاني الفتح وذلك على ان الاصل يا زيد ليعملات زيد ليعملات. ثم اختلف فيه. فقال سيبويه حذف ليعمل من الثاني لدلالة الاول عليه واقحم زيد بين المضاف والمضاف اليه. وقال المبرد حذف ليعمل من الاول لدلالة الثاني عليه. وكل من القولين فيه تخريج على وجه ضعيف. اما قول شيبويه ففيه الفصل بين المتضارفين. وهما كالكلمة الواحدة. واما قول المبرد ففيه الحذف من الاول لدلالة الثاني عليه وهو قليل والكثير عكسه