الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين. محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قال الشيخ ابن هشام رحمه الله. باب الحال وهو وصف فظة يقع في جواب كيف كضربت اللص مكتوفا لما انتهى الكلام على المفعولات شرعت في الكلام على بقية المنصوبات فمنها الحال وهو عبارة عما اجتمع فيه ثلاثة شروط احدها ان يكون وصفا والثاني ان يكون فضله وثالثا يكون صالحا للوقوع في جواب كيف وذلك كقولك ضربت اللص مكتوفا فان قلت يرد على ذكر الوصف نحو قوله تعالى فان في رتبات فان ثبات حال وليس بوصف وعلى ذكر الفضل نحو قوله تعالى ولا تمش في الارض مرحا وقول الشاعر ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء انما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء فانه لو اسقط مرحا وكئيبا فسد المعنى فيبطل كون الحال فضله وعلى ذكر الوقوع في جواب كيف نحو قوله تعالى ولا تعثوا في الارض مفسدين. قلت تبات في معنى متفرقين فهو وصف تقديرا والمراد بالفضل ما يقع بعد تمام الجملة. لا ما يصح الاستغناء عنه. والحد المذكور للحال المبين لا المؤكدة وشرطها التنكير شرط الحال ان تكون نكرة فان جاءت بلفظ المعرفة وجب تأويلها بنكرة. وذلك كقولهم ادخلوا الاول فالاول وارسلها العراق وقراءة بعضهم ليخرجن الاعز منها الاذل بفتح الياء وضم الراء وهذه المواضع ونحوها. مخرجة على زيادة الالف واللام وكقولهم اجتهد وحدك وهذا مؤول بما لا اضافة فيه والتقدير اجتهد منفردا وشرط صاحبها التعريف او التخصيص او التعميم او التأخير نحو. خش عن ابصارهم يخرجون باربعة ايام سواء للسائلين وما اهلكنا من قرية الا لها منذرون. لمن يتموحشا طللوا. شرط صاحب الحال واحد من امور اربعة. الاول الف كقوله تعالى خشعا ابصارهم يخرجون. فخش عن حال من الضمير في قوله تعالى يخرجون. والضمير اعرف المعارف والثاني التخصيص كقوله تعالى في اربعة ايام سواء للسائلين فسواء حال من اربعة وهي وان كانت نكرة ولكنها مخصصة بالاضافة الى ايام. والثالث التعميم كقوله تعالى وما اهلكنا من قرية الا لها منذرون. فجملت لها منذرون من قرية وهي نكرة عامة لوقوعها في سياق النفي ورابع التأخير عن الحال كقول الشاعر فموحشا حال من طلل وهو نكرة لتأخره عن الحال باب والتمييز وهو اسم فضلة نكرة جامد مفسر لمن بهم من الذوات من المنصوبات التمييز وهو ما اجتمع فيه خمسة امور احدها ان يكون اسما والثاني ان يكون فضله. والثالث ان يكون نكرة. والرابع ان يكون جامد. والخامس ان يكون مفسرا لمن بهم من الذوال فهو موافق للحال في الامور الثلاثة الاولى ومخالف في الامرين الاخيرين. لان الحال مشتق مبين للهيئات والتمييز جامد مبين للذوات. واكثر وقوعه بعد المقادير كجريب النخلة وصاع تمرة ومناوين عسل والعدد نحو احد عشر كوكبا تسع وتسعون نعجة ومنه تمييز كم الاستفهامية نحو كم عبدا ملكت فاما تمييز الخبرية فمجرور مفرد كتمييز ذي المئة وما فوقها او مجموع كتمييز العشرة وما دونها ولك في تمييز الاستفهامية المجرورة بالحرف جر ونصب. ويكون التمييز مفسرا للنسبة محولا كاشتعل الرأس شيبا وفجرنا الارظ عيونا وانا اكثر منك مالا او غير محول نحو امتلأ الاناء ماء وقد يؤكدان نحو لا تعثوا في الارض مفسدين وكقوله من خير اديان البرية دينا ومنه بئس الفحل فحلهم فحل خلافا لسيبويه التمييز ضربان. مفسر للمفرد ومفسر النسبة فمفسر المفرد له مظان يقع بعدها احدها المقادير. وهو عبارة عن ثلاثة امور المساحات كجريب النخلة كصاع تمرة والوزن كمنوين عسلا والثاني العدد كاحد عشر درهما ومنه قوله تعالى اني رأيت احد عشر كوكبا. وهكذا حكم الاعداد من الاحد عشر الى التسعة والتسعين وقال قال الله تعالى ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة. وفي الحديث ان لله تسعة وتسعين اسما. وفهم من عطفي في المقدمة العدد على المقادير انه ليس من جملتها. وهو قول اكثر المحققين. لان المراد بالمقادير ما لم ترد حقيقته. بل مقداره حتى انه تصح اضافة المقدار اليه. وليس العدد كذلك. الا ترى انك تقول عندي مقدار رطل زيتا ولا تقول عندي مقدار عشرين رجلا الا على معنى اخر ومن تمييز العدد تمييز كم الاستفهامية وذلك لان كم في العربية كناية كناية عن عدد مجهول الجنس والمقدار. وهي على ضربين استفهامية بمعنى اي عدد ويستعملها من يسأل عن كمية الشيء بمعنى كثير ويستعملها من يريد الافتخار والتكثير. وتمييز الاستفهامية منصوب مفرد تقول كم عبدا ملكته؟ وكم دارا بنيت وتمييز الخبرية مخفوض دائمة. ثم تارة يكون مجموعا كتمييز العشرة فما دونها وتقول كم عبيد ملكت تقول عشرة اعبد ملكت وثلاثة اعبد ملكت وتارة يكون مفردا كتمييز المئة فما فوقها تقول كم عبد ملكت كما تقول مائة عبد ملكت والف عبد ملكت ويجوز خفض تمييزك من استفهامية اذا دخل عليها حرف جر تقول بكم من اشتريت والخافض له من مضمرة لا الاضافة خلافا للزجاج. الثالث من مظان تمييز المفرد ما دل على مماثلة نحو قوله تعالى ولو جئنا بمثله مددا. وقولهم ان لنا امثالها ابلا الرابع ما دل على مغايرة نحو ان لنا غيرها ابلا او شاء وما اشبه ذلك وقد اشرت بقولي واكثر وقوعه الى ان تمييز المفرد لا يختص بالوقوع بعد المقادير. ومفسر النسبة على قسمين محول وغير اول فالمحول على ثلاثة اقسام محول عن الفاعل نحو واشتعل الرأس شيبا اصله اشتعل شيب الرأس على المضاف اليه فاعلا. والمضاف تمييزا. ومحول عن المفعول نحو. وفجرنا الارض عيونا. اصله وفجرنا عيونا من الارض ففعل فيه مثل ما ذكرنا ومحول عن مضاف وغيرهما ومحول عن مضاف غيرهما وذلك بعد افعل تفضيل المخبر به عما هو مغاير للتمييز وذلك كقولك زيد اكثر منك علما اصله علم زيد اكثر وكقوله تعالى انا اكثر منك مالا واعز نفرا. فان كان الواقع بعد اعفى عن التوحيد فان كان الواقع بعد افعل التفضيل هو عين المخبر عنه وجب خفضه بالاضافة كقوله مال زيد اكثر مال الا ان كان افعال التفضيل مضافا الى غيره فينصب نحو زيد اكثر الناس مالا وقد يقع كل من الحال والتمييز مؤكدا غير مبين لهيئة ولا ذات مثال ذلك في الحال قوله تعالى ولا تعثوا في الارض مفسدين ثم وليتم مدبرين ويوم ابعث حيا فتبسم ضاحكا وقال الشاعر وتضيء في وجه الظلام منيرة كجمانة البحر شل نظامها. ومثال ذلك في التمييز قوله تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ووعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة وقول ابي طالب ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا ومنه قول الشاعر وتغلبيون فبئس الفحل فحلهم فحلا وامهم زلاء من طيق. وسيبويه رحمه الله تعالى يمنع ان يقال نعم الرجل رجلا زيد وتأولوا فحلا في البيت على انه حال مؤكدة. والشواهد على جواز المسألة كثيرة. فلا حاجة الى التأويل ودخول التمييز في بباب نعمة وبئس اكثر من دخول الحال. والمستثنى بالا من كلام تام موجب النحو فشربوا منه الا قليلا منهم. فان فقد الايجاب ترجح البدل في المتصل نحو ما فعلوه الا قليل منهم والنصب في المنقطع عند بني تميم وجب عند الحجازيين نحو ما لهم به من علم الا اتباع الظن. ما لم يتقدم فيهما فالنصب نحو قوله وما لي الا ال احمد شيعة وما لي الا مذهب الحق مذهب او فقد التمام فعلى حسب العوامل نحوه وما امرنا الا واحدة ويسمى مفرغ من المنصوبات المستثنى في بعض اقسامه. والحاصل انه اذا كان الاستثناء بالا وكانت مسبوقة بكلام تام موجب وجب بمجموع يعني هذه الشروط الثلاثة نصب المستثنى سواء كان الاستثناء متصلا نحو قام القوم الا زيدا وقوله تعالى فشربوا منه الا قليلا منهم او منقطعا كقولك قام القوم الا حمارا ومنه في احد القولين قوله تعالى فسجد الملائكة كلهم اجمعون ابليس فلو كانت المسألة بحالها ولكن الكلام السابق غير موجب فلا يخلو اما ان يكون استثناء متصلا او منقطعا. فان كان متصلا جاز في المستثنى وجهان احدهما ان يجعل تابعا للمستثنى منه على انه بدل منه بدل بعض من كل عند البصريين او عطف نسق عند الكوفيين. الثاني ان ينصب على اصل الباب وهو عربي جيد والاتباع اجود منه ونعني بغير الايجاب النفي والنهي والاستفهام مثال النفي قوله تعالى ما فعلوه الا قليل منهم. وقرأ السبع غير ابن عامر بالرفع على الابل الدال من الواو في فيما فعلوا وقرأ ابن عامر وحده بالنصب على الاستثناء ومثال النهي قوله تعالى ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك قرأ ابو عمرو وابن كثير بالرفع الابدال من احد وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء وفيه وجهان. احدهما ان يكون مستثنى من احد وجاءت قراءة الاكثر على الوجه المرجوح لان مرجع القراءة الرواية للرأي والثاني ان يكون مستثنى من اهلك فعلى هذا يكون النصب واجبا. ومثال استفهام قوله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. قرأ الجميع بالرفع على الابدال من الضمير في يقنط ولو قرئ الضالين على الاستثناء الاجاز ولكن القراءة سنة متبعة. وان كان الاستثناء منقطعا فاهل الحجاز يوجبون النصب فيقولون ما في فيها احد الا حمارا وبلغة جاء التنزيل قال الله تعالى ما لهم به من علم الا اتباع الظن. وبنو تميم يجيزون النصب والابداد ويقرأ الا اتباع الظن بالرفع على انه بدل من العلم باعتبار الموضع ولا يجوز ان يقرأ بالخفض على الابدال منه باعتبار اللفظ لان الخافظ له من الزائدة واتباع الظن معرفة موجبة. ومن الزائدة لا تعمل الا في النكرات المنفية او المستفهم عنها وقد اجتمع في قوله تعالى ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور واذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه مطلقا اي سواء كان الاستثناء منقطع نحو ما فيها الا حمارا احد او تصل النحو ما قام الا زيدا القوم. قال الكوميد وما لي الا ال احمد شيعة وما لي الا مذهب الحق مذهب وانما امتنع الاتباع في ذلك لان التابع لا يتقدم على المتبوع. وان كان الكلام السابق على الا غير تام ونعني به الا يكون المستثنى من منه مذكورا فان الاسم المذكور الواقع بعد الا يعطى ما يستحقه لو لم توجد الا. فيقال ما قام الا زيد بن كما يقال ما قام زيد وما رأيت الا زيدا. بالنصب كما يقال ما رأيت زيدا وما مررت الا بزيد بالجر كما يقال ما مررت بزيد ويسمى ذلك استثناء مفرغا. لان ما قبل الا قد تفرغ لطلب ما بعدها ولم يشتغل عنه بالعمل فيما يقتضيه والاستثناء في ذلك كله من اسم عام محذور. فتقدير ما قام الا زيد ما قام احد الا زيد وكذا الباقي ويستثنى بغير وسوى خافضين معربين باعراب الاسم الذي بعد الا وبخلا وعدى وحاشى نواصب او قوافض وبما خلى وبما ما عدا وليس ولا يكون نواصب الادوات التي يستثنى بها غيره الا ثلاثة اقسام ما يخفض دائما وما ينصب دائما وما يخفض تارة وينصب اخرى فاما الذي يخفض دائما فغير وسوى. تقول قام القوم غير زيد. وقام القوم سوى زيد. بخفض زيد فيهما غير نفسها بما يستحق الاسم الواقع بعد الا في ذلك الكلام فتقول قام القوم غير زيد بنصب غير كما تقول قام القوم الا زيدا بنصب زيد وتقول مقام القوم غير زيد وغير زيد بالنصب والرفع كما تقول ما قام القوم الا زيدا والا زيد. وتقول ما قام القوم غير حمار بالنصب عند الحجازي وبالنصب او الرفع عند التميميين وعلى ذلك فقس. وهكذا حكم سوى خلافا لسيبويه فانه زعم انها واجبة النصب على الظرفية دائما. الثاني ما ينصب فقط وهو اربعة. ليس ولا يكون وما خلى وما عدا تقول قام القوم ليس زيدا ولا يكون زيدا وما خلا زيدا وما عدا زيدا وفي الحديث ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن والظفر. وقال لبيب الا كل شيء ما خلا الله باطل؟ وكل نعيم لا محالة زائل باب يخفض الاسم اما بحرف مشترك وهو من والى وعن وعلا وفي واللام والباء للقسم وغيره او مختص بالظاهر وهو اوروبا ومنذ ومنذ والكاف وحتى وواو القسم وتاءه. لما انقضى الكلام على ذكر المرفوعات والمنصوبات شرعت في ذكر المجرورات وقسمت المجرورات الى قسمين مجرور بالحرف ومجرور بالاضافة. وبدأت بالمجرور بالحرف لانه الاصل. والحروف الجارة عشرون حرفا. اسقطت منها سبعة وهي خلا وعدى وحاشى ولعل ومتى وكي ولولا وانما اسقطت منها الثلاثة الاول لاني ذكرتها في الاستثناء فاستغنيت بذلك عن اعادتها وانما اسقطت الاربعة الباقية لشذوذها وذلك لان لعل لا يجر بها الا عقيد. قال شاعرهم لعل الله فضلكم علينا بشيء ان امكم شريم. ومتى لا يجر بها الا هذيل؟ قال شاعرهم يصف السحاب. شربنا بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج وكي لا يجر بها الا ما الاستفهامية وذلك في قوله في السؤال عن علة الشيكيمة بمعنى لم؟ ولولا لا يجر بها الا الضمير في قولهم لولاي ولولاك ولولا هو ونادر قال الشاعر اومت بعينيها من الهودج. لولاك في ذا العام لم احجج وانكر المبرد استعماله وهذا البيت ونحو حجة لصبويه عليه. والاكثر في العربية لولا انا ولولا انت ولولا هو قال الله تعالى لولا انتم لكنا مؤمنين وتنقسم الحروف المذكورة الى ما وضع على حرف واحد وهو خمسة الباء واللام والكاف والواو والتاء. وما وضع على حرفين وهو اربعة من وعن وفي ومذ. وما وضع على ثلاثة احرف وهو ثلاثة الى وعلا ومنذ وما وضع على اربعة وهو حتى خاصة. وتنقسم ايضا الى ما يجر الظاهر دون المضمر وهو سبعة. الواو والتاء هو منذ ومنذ وحتى والكاف وربا. وما يجر الظاهر والمظمر وهو الباقي. ثم الذي لا يجر الا الظاهر ينقسم الى ما لا يجر الى الزمان وهو منذ ومنذ تقول ما رأيته منذ يومين او منذ يوم الجمعة وما لا يجره الا النكرات وهو رب تقول رب رجل صالح وما لا يجر الا لفظ الجلالة وقد يجر لفظ الرب مضافا الى الكعبة. وقد يجروا لفظ الرحمن وهي التاء. قال الله تعالى وتالله لاكيدن اصنامكم. تالله لقد اثرك الله علينا وهو كثير قالوا تربى الكعبة لافعلن كذا وهو قليل وقالوا الرحمن لافعلن كذا وهو اقل وما يجر كل ظاهر وهو الباقي او باضافة اسم على معنى اللام كغلام زيد او منه كخاتم حديد او فيه كمكر الليل وتسمى معنوية لانها للتعريف او التخصيص. او باضافة الوصف الى معموله كبالغ الكعبة ومعمور الدار وحسن الوجه تسمى لفظية لانها لمجرد التخفيف. لما فرغت من ذكر المجرور بالحرف شرعت في ذكر المجرور بالاضافة وقسمته الى قسمين احدهما الا يكون المضاف صفة والمضاف اليه معمولا لها. ويخرج من ذلك ثلاث صور احداها ان ينتفي الامران عنك غلام زيد والثاني ان يكون المضاف صفة ولا يكون المضاف اليه مفعولا لتلك الصفة نحو كاتب القاضي وكاسب عياله وثالث ان يكون المضاف اليه معمولا للمضاف وليس المضاف صفة. نحو ضرب اللص. وهذه الانواع كلها تسمى الاضافة فيها اضافة معنوية وذلك لانها تفيد امرا معنويا وهو التعريف ان كان المضاف اليه معرفة نحو غلام زيد والتخصيص ان كان المضاف اليه كغلام امرأة ثمان هذه الاضافة على ثلاثة اقسام احدها ان تكون على معنى فيه وذلك اذا كان المضاف اليه ظرفا للمضاف نحو بل مكر الليل. الثاني ان تكون على معنى منه وذلك اذا كان المضاف اليه كلا للمضاف ويصح الاخبار به عنه كخاتم حديد وباب ساج بخلاف نحو يد زيد فانه لا ايصح ان يخبر عن اليد بانها زيد. الثالث ان تكون على معنى اللام وذلك فيما بقي نحو غلام زيد ويد زيد القسم الثاني ان يكون المضاف صفة والمضاف اليه معمولا لتلك الصفة. ولهذا ايضا ثلاث سور. اضافة اسم الفاعل كهذا لا ضارب زيد الان او غدا. واضافة اسم المفعول كهذا معمور الدار الان او غدا. واضافة الصفة المشبهة باسم هذا رجل حسن الوجه. وتسمى اضافة لفظية لانها تفيد امرا لفظيا وهو التخفيف. الا ترى ان قولك ضارب زيد ان اخفوا من قولك ضارب جيدا وكذا الباقي ولا تفيد تعريفا ولا تخصيصا. ولهذا صح وصف هديا ببالغ مع اضافته الى المعرفة في قوله تعالى هديا بالغ الكعبة. وصح مجيء ثاني حالا مع اضافته الى المعرفة في قوله تعالى ثاني عطفه ولا تجامع الاظافة تنوينا ولا نونا تالية للاعراب مطلقا. ولا ال الا في نحو الضارب جيد والضارب زيد والضارب والضارب رأس الجاني والرجل الضارب غلامه. اعلم ان الاضافة لا تجتمع مع التنوين. ولا مع النون التالية للاعراب ولا مع الالف واللام تقول جاءني غلام يا هذا فتنون. واذا اضفت تقول جاءني غلام زيد فتحذف التنوين. وذلك لانه يدل على كمال الاسم. والاضافة تدل على نقصانه ولا يكون الشيء كاملا ناقصا. وتقول جاءني مسلمان ومسلمون. فاذا اضفت قلت مسلماك ومسلموك. فتحذف قال الله تعالى والمقيم الصلاة انكم لذائق العذاب انا مرسل الناقة. والاصل المقيمين والذائقون ومرسلون والعلة في حذف النون هي العلة في حذف التنوين. لكونها قائمة مقام التنوين. وانما قيدت النون بكونها تالية للاعراب احترازا من النوني المفرد وجمع التكسير. وكذلك كنون حين وشياطين. فانهما متلوان بالاعراب لا تاليان له. تقول هذا يا فتى وهؤلاء شياطين يا فتى. فتجد اعرابهما بضمة واقعة بعد النون. فاذا اضفت قلت اتيك حين طلوع الشمس وهؤلاء شياطين الانس باثبات النون فيهما لانها متلوة بالاعراب لا تالية له. واما الالف واللام فانك تقول جاء الغلام فاذا اضفت تقول جاء غلام زيد وذلك لان الالف واللام للتعريف والاضافة للتعريف فلو قلت الغلام زيد جمعت على الاسم تعريفين وذلك لا يجوز. ويستثنى من مسألة الالف واللام ان يكون المضاف صفة والمضاف اليه معمولا لتلك الصفة. وفي مسألتي واحدة من خمسة امور تذكر. فحينئذ يجوز ان يجمع بين الالف واللام والاظافة. احدها ان يكون المضاف مثنى نحو الضارب زيد الثاني ان يكون المضاف جمع مذكر سالمة نحو الضارب زيد. الثالث ان يكون المضاف اليه بالالف واللام نحو الضارب الرجل الرابع ان يكون المضاف اليه مضافا الى ما فيه الالف واللام نحو الضارب رأس الرجل. الخامس ان يكون المضاف اليه مضافا الى ضمير عائد على ما فيه الالف واللام نحو مررت بالرجل الضارب غلامه