الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين اما بعد قال الشيخ ابن هشام رحمه الله باب العدد من ثلاثة الى تسعة يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث دائما. نحو سبع ليال ثمانية ايام وكذلك العشرة ان لم تركب وما دون الثلاثة وفاعلا كثالث ورابع على القياس دائما ويفرد فاعل او يضاف لما اشتق منه او لما دونه او ينصب ما دونه. اعلم ان الفاظ العدد على ثلاثة اقسام احدها ما يجري دائما على القياس في التذكير والتأنيث فيذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث وهو الواحد والاثنان وما كان على صيغة فاعل تقول في المذكر واحد واثنان وثان وثالث ورابع الى عاشر. وفي المؤنث واحدة واثنتان وثانية وثالثة ورابعة الى عاشرة والثاني ما يجري على عكس القياس دائما فيؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث. وهو الثلاثة والتسعة وما بينهما تقول ثلاثة رجال وثلاث نسوة قال تعالى سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. وثالث ما له حالتان وهو العشرة فان استعملت مركبة جرت على القياس تقول عشر عبدا بالتذكير وثلاث عشرة امة بالتأنيث وان استعملت غير مركبة جرت على خلاف القياس تقول عشرات رجال بالتأنيث وعشر ايماء بالتذكير واعلم ان لاسماء العدد علتي على وزن فاعل اربع حالات. احداها الافراط تقول ثان ثالث رابع خامس ومعناها واحد موصوف بهذه الصفة الثانية ان يضاف الى ما هو مشتق منه فتقول ثاني اثنين وثالث ثلاثة ورابع اربعة ومعناه واحد من اثنين وواحد من ثلاثة وواحد واحد من اربعة قال الله تعالى اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين. وقال الله تعالى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة الثالثة ان يضاف الى ما دونه كقولك. ثالث اثنين ورابع ثلاثة وخامس اربعة. ومعناه جاعل الاثنين بنفسه ثلاثة وجاعل الثلاثة بنفسه اربعة قال الله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم الرابعة ان ينصب ما دونه فتقول رابع ثلاثة بتنوين رابع ونصب ثلاثة كما تقول جاعل الثلاثة اربعة ولا يجوز مثل ذلك المستعمل مع ما اشتق منه خلافا للاخفش وثعلب باب موانع صرف الاسم تسعة يجمعها وزن المركب عجمة تعرفها عدل ووصف الجمع ذي التأنيث كاحمد واحمر وبعلبك وابراهيم وعمر واخار واحاد. وموحدة الى الاربعة ومساجد ودنانير وسلمان وسكران فاطمة وطلحة وزينب وسلمى وصحراء فالف التأنيث والجمع الذي لا نظير له في الاحاد كل منهما يستأثر بالمنع والبواقي لابد من مجامعة كل علة منهن للصفة او العلنية وتتعين العالمية مع التركيب والتأنيث والعجمة وشرط العجمة علمية في العجمية وزيادة على الثلاثة وصفة اصالتها وعدم قبولها التاء فعريان وارمل وصفوان وارنب بمعنى قاس وذليل منصرف ويجوز في نحو هند وجهان بخلاف زينب وسقر وبلخ. وكعمر عند تميم باب حذامي ان لم يختم براء كسفاري وامسي لمعين ان كان مرفوعا. وبعضهم لم يشترط فيهما وسحروا عند الجميع ان كان ظرفا معينا انا الاصل في الاسم المعرب بالحركات الصرف وانما يخرج عن ذلك الاصل اذا وجد فيه علتان من علل تسع او واحدة منها تقوم مقامهما. وقد جمع العلل التسعة في بيت واحد من قال اجمع وزن عادلا النث بمعرفة ركب وزد عجمة فالوصف قد كمل وهذا البيت احسن من البيت الذي اثبته في المقدمة وهو لابن النحاس وقد مثلتها في المقدمة على الترتيب وها انا اشرحها على هذا الترتيب فاقول العلة الاولى وزن الفعل وحقيقته ان يكون الاسم على وزن خاص بالفعل. او يكون في اوله زيادة كزيادة الفعل. وهو مساو له في فالاول كان تسمي رجل قتل بالتشديد او ضرب او نحوه من ابنية ما لم يسمى فاعله. او انطلق ونحوه من الافعال الماضية بهمزة الوصل فان هذه الاوزان كلها خاصة بالفعل والثاني مثل احمد ويزيد ويشكر وتغلب ونرجس على ما العلة الثانية التركيب وليس المراد به تركيب الاظافة كامرئ القيس لان الاظافة تقتظي الانجرار بالكسرة. فلا تكون مقتظية للجر بالفتحة ولا تركيب الاسناد. كشاب قرناها وتأبط شرا فانه من باب المحكي ولا التركيب المجدي المختوم بويه مثل سيبويه وعمرويه. لانه من باب المبني والصرف وعدمه انما قالان في المعرض وانما المراد التركيب المجدي الذي لم يختم بويه كبعلبكة وحظرموت ومعدي كرب العلة الثالثة العجمى وهي ان تكون الكلمة على الاوضاع الاعجمية كابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وجميع اسماء الانبياء اعجمية الا اربعة. محمد صلى الله عليه وسلم وصالح وشعيب وهود. صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ويشترط لاعتبار العجمة امران احدهما ان تكون الكلمة علما في لغة العجم كما مثلنا. فلو كانت عندهم اسم جنس ثم جعلناها على من وجب صرفها وذلك بان تسمي رجلا بالجام او ديباج الثاني ان تكون زائدة على ثلاثة احرف. فلهذا انصرف نوح ولوط قال الله تعالى الا ال لوط نجيناهم وقال تعالى انا ارسلنا نوحا الى قومه ومن زعم من النحويين ان هذا النوع يجوز فيه الصرف وعدمه فليس بمصيب العلة الرابعة التعريف والمراد به تعريف العالمية لان المضمرات والاشارات والموصولات لا سبيل لدخول تعريفها في هذا الباب. لانها مبنية كلها وهذا باب اعراب. واما ذو الاداة والمضاف فان الاسم اذا كان غير منصرف ثم دخلته الاداء او اضيف انجر بالكسرة حال اقتضاؤهما الجر بالفتحة وحينئذ فلم يبق الا تعريف العلمية العلة الخامسة العدل وهو تحويل الاسم من حالة الى حالة اخرى مع بقاء المعنى الاصلي وهو على ضربين واقع في المعارف وواقع في الصفات فالواقع في المعارف يأتي على وزنين احدهما فعال وذلك في المذكر وعدله عن فاعل عمر وجوفر وجحل وجمح والثاني فعالي وذلك في المؤنث. وعدله عن فاعلة نحو حذامي وقطامي ورقاشي وذلك في لغتي تميم خاصة فاما الحجازيون فيبنونه على الكسر قال الشاعر اتاركة تدللها قطامي؟ رضينا بالتحية والسلام. وقال اذا قالت حذامي فصدقوها فان القول مقالة حذامي فان كان اخره راء كسفاري اسم لماء وحضاري لكوكب وبارد لقبيلة فاكثرهم يوافق الحجازيين على بنائه على الكسر. ومنهم من لا بل يلتزم الاعراب ومنع الصرف ومما اختلف فيه التميميون ايضا امس الذي اريد به اليوم الذي قبل يومك فاكثرهم يمنعه من الصرف ان كان في موضع رفع على انه معدول عن امس فيقول مضى امس بما فيه ويبنيه على الكسر في النصب والجر على انه متظمن معنى الالف واللام فيقول اعتكفت امسي. وما رأيته امشي وبعضهم يعرب اعراب ما لا ينصرف مطلقا وقد ذكرت ذلك في صدر هذا الشرح واما سحر فجميع العرب تمنعه من الصرف بشرطين احدهما ان يكون ظرفا والثاني ان يكون من يوم معين. كقولك جئتك يوم سحر لانه حينئذ معدول عن السحر كما قدر التميميون امس معدولا عن الامس فان كان سحر غير يوم معين انصرف كقوله تعالى نجيناهم بسحر. والواقع في الصفات ظربان واقع في العدد وواقع في غيره فالواقع في العدد يأتي على صيغتين فعال ومفعل وذلك في الواحد والاربع وما بينهما تقول احاد وموحد وثناء ومثنى وثلاث ومثنى ورباع ومربع قال النجاري رحمه الله تعالى لا تتجاوز العرب الاربعة. فهذه الالفاظ الثمانية معدولة عن الفاظ العدد الاربعة مكررة لان احاد معناه واحد واحد وثناء معناه اثنان اثنان وكذا الباقي قال الله تعالى قلي اجنحة مثنى وثلاث ورباع فمثنى وما بعده صفة لاجنحة والمعنى والله اعلم اولي اجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة واربعة اربعة. واما قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى. فمثنى الثاني للتأكيد لا لافادة التكرار لان ذلك حاصل بالاول. والواقع في غير العدد اخر وذلك نحو قولك مرض بنسوة اخرى لانها جمع الاخرى واخرى انثى اخر. الا ترى انك تقول جاءني رجل اخر وامرأة اخرى والقاعدة ان كل فعلة مؤنث افعل لا تستعمل هي ولا جمعها الا بالالف واللام او الاضافة لا تستعمل هي ولا جمعها الا بالالف واللام او بالاضافة كالكبرى والصغرى والكبر والصغر. قال الله تعالى انها لاحدى الكبر ولا يجوز ان تقول صغرى ولا كبرى ولا كبر ولا صغر. ولهذا لحنوا العروضيين في قولهم فاصلة كبرى وفاصلة صغرى ولحنوا ابا نواس في قوله كأن صغرى وكبرى من فقاقعها حصباء در على ارض من الذهب فكان القياس ان يقال الاخر ولكنهم عدلوا عن ذلك الاستعمال فقالوا اخر كما عدل التميميون الامس عن الامس وكما عدل جميع العرب سحرة وعن السحر قال الله تعالى فعدة من ايام اخر. العلة السادسة الوصف كأحمر وافضل وسكران وغضبان ويشترط لاعتباره امران احدهما الاصالة فلو كانت الكلمة في الاصل اسما ثم طرأت عليها الوصية لم يعتد بها وذلك كما اذا اخرجت صفوانا وارنبا عن معناهما الاصلي وهو الحجر الاملس والحيوان المعروف واستعملتهما بمعنى قاس وذليل قلت هذا قلب صفوان وهذا رجل ارنب. فانك تصرفهما لعروض الوصفية فيهما الثاني. الا تقبل الكلمة التأنيث. ولهذا يقول مررت برجل عريان ورجل ارمل بالصرف لقولهم في المؤنث عريانة وارملة بخلاف سكران واحمر فان مؤنثهما وحمراء بغير التاء. العلة السابعة الجمع وشرطه ان يكون على صيغة لا يكون عليها الاحاد وهو نوعان مفاعلك مساجد ومفاعيل كمصابيح وطواويس. العلة الثامنة الزيادة والمراد بها الالف والنون الزائدتان نحو سكران وعثمان العلة التاسعة التأنيب وهو على ثلاثة اقسام تأنيث بالالف كحبلى وصحراء وتأنيث بالتاء كطلحة وحمزة وتأنيث بالمعنى كزين وسعال وتأثير الاول منها في منع الصرف لازم مطلقا من غير شرط كما سيأتي. وتأثير الثاني مشروط بالعلمية كما وتأثيره الثالث كتأثير الثاني ولكنه تارة يؤثر وجوب منع الصرف وتارة يؤثر جوازه. فالاول مشروط بوجود واحد من ثلاثة امور وهي اما زيادة على ثلاثة احرف كسعاد وزينب. واما واما تحرك الوسط كسقر ولظى. واما العجمة كما هو جور وحمص بلغ والثاني فيما عدا ذلك هند ودعد وجمل فهذه يجوز فيها الصرف وعدمه. وقد اجتمع الامران في قول الشاعر. لم تتلفع بفضل مئزرها دعد ولم تسقى دعد في العلب فهذه جميع العلل وقد اتينا على شرحها شرحا يليق بهذا المختصر ثم اعلم انها على ثلاثة اقسام الاول ما يؤثر وحده ولا يحتاج الى انضمام علة اخرى وهو شيئا. الجمع والف التأنيث وثاني ما يؤثر بشرط وجود العالمية وهو ثلاثة اشياء التأنيث بغير الالف والتركيب والعجمى نحو فاطمة وزينب ومعدي كلب وابراهيم. ومن ثم انصرف وان كان مؤنثا اعجميا وصولجان وان كان اعجميا ذا زيادة ومسلمة وان كانت مؤنثا وصفا لانتفاء العلمية فيهن. الثالث ما اثر بشرط وجود احد امرين العالمية او الوصفية وهو ثلاثة. وهو ثلاثة ايضا العدل والوزن والزيادة. ومثال تأثيرها مع الصفة واحمر وسكران. باب التعجب له صيغتان ما افعل زيدا واعرابهما مبتدأ بمعنى شيء عظيم. وافعل فعل ماض فاعله مير ماء زيدا مفعول به والجملة خبر ما وافعل به وهو بمعنى ما افعله. واصله افعل اي صار ذا كذا وغد البعير اي صار ذا ذا غدة اي صار ذا فغير اللفظ وزيدت الباء في الفاعل لاصلاح اللفظ فمن ثم لزمت هنا بخلافها فيه فاعي لي كفى وانما يبنيان وانما يبنى فعل التعجب واسم التفضيل من فعل ثلاثي مثبت متفاوت تام مبني للفاعل. ليس اسم فاعله على افعل التعجب تفعل من العجب وله الفاظ كثيرة غير مبوب لها في النحو كقوله تعالى كيف تكفرون بالله؟ وقوله صلى عليه الصلاة والسلام سبحان الله ان المؤمن لا ينجس حيا ولا ميتا وقولهم لله دره فارسا وقول الشاعر يا سيد ما انت من سيد الموطأ كنافة رحب الذراع والمبوب له في النحو صيغتان ما افعل زيدا وافعل به فاما صيغة الاولى ما اسم اسم مبتدأ واختلف في معناه على مذهبين احدهما انها نكرة تامة بمعنى شيء. وعلى هذا القول فما بعده هو خبر وجاز الابتداء بها لما فيه من معنى التعجب كما قالوا في قول الشاعر. عجب لتلك قضية واقامتي فيكم على تلك القضية اعجب واما لانها في قوة موصوفة اذ المعنى شيء عظيم حسن زيدا كما قالوا في شر اهرذانا. ان معناه شر عظيم اغر ذنب. وثاني لانها تحتمل ثلاثة اوجه ان تكون نكرة تامة كما قال سيبا والثاني ان تكون نكرة موصوفة بالجملة التي بعدها. والثالث ان تكون معرفة موصوفة بالجملة التي بعدها وعلى هذين الوجهين فالخبر محذوف والمعنى شيء حسن زيدا عظيما. او الذي حسن زيدا شيء عظيم. وهذا قول الاخفش واما افعل فزعم الكوفيون انها بدليل انه يصغر قالوا ما احيسنه وماء ميلحه. وزعم البصريون انه فعل ماض وهو الصحيح لانه مبني على الفتح ولو كان اسما لارتفع على انه خبر. ولانه يلزم مع ياء المتكلم نون الوقاية. يقال ما افقرني الى عفو الله ولا يقول ما افقري التصغير فشاد ووجهه انه اشبه الاسماء عموما بجموده وانه لا مصدر له. واشبه افعال التفضيل خصوصا بكونه على وزنه. وبدلالة على الزيادة وبكونهما لا يبنيان الا مما استكمل شروطا يأتي ذكرها. وفي احسن ضمير مستتر بالاتفاق مرفوع على الفاعلية راجع الى ما وهو الذي دلنا على سميتها لان الضمير لا يعود الا على الاسماء. وزيدا مفعول به على القول بان افعل فعل ماض ومشبه بالمفعول به على القول بانه واما الصيغة الثانية فافعل فعل باتفاق لفظه لفظ الامر ومعناه التعجب وهو خال من الضمير واصل قولك احسن بزيد احسن انا زيد اي صار ذا حسن كما قالوا اوراق الشجر وازهر البستان واثرى فلان واترب زيد وغد البعير بمعنى صار ذا ورق وذا زهر وذا ثروة وذا متربة اي فقر وفاق وذا غدة تضمين معنى التعجب وحول صيغته الى صيغة افعل بكسر العين. فصار احسن زيد فاستقبح اللفظ بالاسم المرفوع بعد صيغة فعل الامر فزيدت الباء لاصلاح اللفظ فصار احسن بزيد على صيغة امرر بزيد. فهذه الباء تشبه الباء في كفى بالله شهيدا. لان ازيدت في الفاعل ولكنها تخالف من جهة انها لازمة وتلك جائزة الحذف قال سحيم عميرة ودع ان تجهزت غازيا كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا. ولا يبنى فعل التعجب واسم التفضيل الا مما استكمل خمسة شروط احدها ان يكون فعل. ان يكون فعل فلا يبنيان من غير فعل ولهذا خطئ من بناه من الجلف والحمار فقال ما اجلفه وما احمره وشذ قولهما الصه وهو الص ومن شي ظاظ. الثاني ان يكون الفعل ثلاثيا فلا يبنيان من نحو دحرج وانطلق واستخرج. وعن ابي الحسن جواز بنائه من الثلاثي المزيد فيه بشرط لحذف زوائده وعن سيبويه جواز بنائه من افعل نحو اكرم واحسن واعطى. الثالث ان يكون مما يقبل معناه التفاوت فلا يبنيان من نحو ما وفانية لان حقيقتهما واحدة وانما يتعجب مما زاد على نظائره الرابع الا يكون مبنيا للمفعول فلا يبنيان من نحو ضرب وقتل. الخامس الا يكون اسم فاعله على وزن افعل فليبنيان من نحو عمي وعرج وشبههما من افعال العيوب الظاهرة ولا من نحو سويد وحمر ونحوهما من افعال الالوان ولا من نحو لمية ودعجة ونحوهما من علي الحلي التي الوصف منها على وزن افعى لانهم قالوا من ذلك هو اعمى واعرج واسود واحمر والمى وادعج باب الوقف في الافصح على نحو رحمة بالهاء وعلى نحو مسلمات بالتاء اذا وقف على ما فيه تاء التأنيث فان كان ساكنة لم تتغير نحو قامت وقعدت وان كانت متحركة فاما ان تكون الكلمة جمعا بالالف والتاء او لا فان لم تكن كذلك فالافصح الوقف بابدالها هاء تقول هذه رحمة وهذه شجرة. وبعضهم يقف بالتاء وقد وقف بعض السبعة في لقوله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين. وان شجرة الزقوم بالتاء. وسمع وسمع بعضهم يقول يا اهل سورة البقرة فقال بعض من سمعه والله ما احفظ منها اية وقال الشاعر والله انجاك بكفي مسلمة من بعد دماء وبعد ما وبعدي مت كادت نفوس القوم عند الغلصمت وكادت الحرة ان تدعى امت. وان كان جمعا بالالف والتاء فالافصح الوقف بالتاء وبعضهم يقف وبالهاء وسمع من كلامهم كيف الاخوة والاخوات. وقالوا دفن البناة من المكرمة. وقد نبهت على الوقف على نحو رحمة ابي التاء ومسلمات بالهاء بقول بعد وقد يعكس فيهن. وعلى نحو قاض رفعا وجرا بالحذف ونحو القاضي فيهما بالاثبات. اذا وقفت على المنقوص وهو الاسم الذي اخره ياء مكسور ما قبلها. فاما ان يكون منونا او لا. فان كان منونا فالافصح الوقف عليه رفعا وجرا بالحث تقول هذا قاض ومررت بقاض. ويجوز ان تقف عليه بالياء وبذلك وقف ابن كثير على هادي ووالي وواق من قوله تعالى ولكل قوم هادي وما لهم من دونه من والي وما من من الله من واق وان كان غير منون فالافصح الوقف عليه رفعا وجرا بالاثبات كقولك هذا القاضي ومررت بالقاضي ويجوز الوقف عليه بالحذف وبذلك وقف الجمهور على المتعالي والتلاقي في قوله تعالى وهو الكبير المتعال. لينذر يوم التلاقي ووقف ابن كثير بالياء على الوجه الافصح وقد يعكس فيهن. الضمير راجع الى قلب تاء رحمة هاء. واثبات تاء مسلمات وحذف يا ايقاظ واثبات يدي واثبات ياء القاضي اي. وقد يوقف على رحمة بالتاء وعلى المسلمات بالهاء وعلى قاظ بالياء وعلى القاضي بالحذف وليس في نصب قاض والقاضي الا الياء. اذا كان المنقوص منصوبا وجب في الوقف اثبات يائه فان كان ولن ابدل من تنوينه الفا. كقوله تعالى ربنا اننا سمعنا مناديا. وان كان غير منور وقف على الياء كقوله تعالى كلا اذا بلغت التراقي ويوقف على اذا ونحوه ولا نسف عنه ورأيت زيدا بالالف ويجب في الوقف قلب النون الساكنة الفا في ثلاث مسائل احداها اذا هذا هو الصحيح. وجزم ابن عصفور في شرح الجمل بانه يوقف عليها بالنون وبنى على ذلك انها تكتب بالنون وليس كما ذكر. ولا تختلف القراء في الوقف على نحو ولن تفلحوا اذا ابدا. انه الالف. الثانية نون التوكيد الخفيفة الواقعة بعد الفتحة كقوله تعالى لنسفعا وليكونن. وقف الجميع عليهما بالالف وقال قال الشاعر اياك والميتات لا تقربنها ولا تعبد الشيطان والله فاعبده. اصله اعبدا. الثالث تنوين الاسم المنصوب نحن رأيت زيدا هذا وقف عليه العرب بالالف الا ربيعة. فانهم وقفوا على نحو رأيت زيدا بالحذف قال شاعرهم الا حبذا غنم وحسن حديثها لقد تركت قلبي بها هائما دنف كما يكتب لما ذكرت الوقفة لما ذكرت الوقفة على هذه الثلاثة ذكرت كيفية رسمها في الخط استطرادا. فذكرت ان النون في المسائل الثلاث تصور الف بل على حسب الوقف وعن الكوفيين ان نون التوكيد تصور نونا وعن الفراء ان اذا كانت ناصبة كتبت بالالف والا تكتب بالنون فرقا بينها وبين اذن الشرطية والفجائية وقد تلخص ان في كتابة اذن ثلاثة مذاهب الالف مطلقا والنون مطلقا والتفصيل وتكتب الالف بعد واو الجماعة قالوا دون الاصلية كزيد يدعو وترسم الالف ياء ان تجاوزت الثلاثة كاستدعى والمصطفى. او كان اصلها الياء كرامة والفتى واليفا في غيرها كقفا والعصا. وينكشف امر الف الفعل بالتاء كرميت وعفوت والاسم بالتثنية كعصوين لما ذكرت هذه لما ذكرت هذه المسألة من مسائل الكتابة استطردت بذكر مسألتين مهمتين من مسائلها احداها انهم فرقوا بين الواو في قولك زيد يدعو وبينها في قولك القوم لم يدعوا. فزادوا الفا بعد واو الجماعة وجردوا الاصلية من الالف قصدا التفرقة بينهما الثاني ان من الالفات المتطرفة ما تصور الفا ومنها ما تصور ياء. وضابط ذلك ان الالف اذا تجاوز ثلاثة احرف او كانت منقلبة عن ياء مثال ذلك في النوع الاول استدعى والمصطفى وفي النوع الثاني رمى وهدى والفتى والهدى. وان كان ثالثة منقلبة عن واو الف وذلك نحو دعا وعفا والعصا والقفى. ولما ذكرت ذلك احتجت الى ذكر قانون يتميز به ذوات الواو من ذوات الياء. فذكرت انه اذا اشكل امر الكل امر الفعل وصلته بتاء المتكلم او المخاطفة مهما ظهر فهو اصله. الا ترى انك تقول في رمى وهدى رميت وهديت وفي دعا وعفا دعوت وعفوت واذا اشكل امر الاسم نظرت الى تثنيته فمهما ظهر فيها فهو اصله الا ترى انك تقول في الفتى والهدى الفتيان والهديان. وفي العصا والقفى العصوان وما احسن قول الشاطبي رحمه الله تعالى. وتثنية الاسماء تكشفها وان رددت اليك الفعل صادفت منهلا. قال الحريري رحمه الله اذا الفعل يوما غم عنك هجاءه فالحق به تاء الخطاب ولا تقف. فان تره بالياء يوما كتبته بياء والا فهو يكتب بالالف. فصل. همزة اسم بكسر وضم وغسل وابن وابن من وابنة وامرئ وامرأة وتثنيتهن واثنين واثنتين والغلام وايمن الله في القسم. بفتحهما او بكسر في اي من همزة وصل اي تثبت ابتداء وتحذف وصلا وكذا همزة الماضي والمتجاوز اربعة احرف كاستخرج وامره وامر الثلاثي فاقتل واغزو واغز بضمهن واضرب وامش واذهب بكسر كالبواقي. هذا الفصل في ذكر همزات الوصل وهي التي تثبت في الابتداء وتحذف في الوصل والكلام فيهما في فصلين. الاول في ضبط مواقعها فنقول قد استقر ان الكلمة اسم اما اسم او فعل او حرف قد استقر ان الكلمة اما اسم او فعل او حرف فما الاسم فلا تكون همزات همزات وصل الا في نوعين احدهما اسماء غير مصادر وهي عشرة محفوظة اسم وست وابن وابنة وابنم وامرؤ وامرأة واثنان واثنتان وابنان وابن مان وامرآن وامرأتان قال الله تعالى فرجل وامرأتان. بخلاف الجمع فان همزاته همزات قطع. قال الله تعالى ان هي الا اسماء سميتموها فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم. النوع الثاني اسماء هي مصادر وهي مصادر الافعال الخماسية كالانطلاق والاقتداء والسداسية كالاستخراج. واما الفعل فان كان مضارعا فهمزاته همزات قطع نحو اعوذ بالله استغفر الله واحمد الله. وان كان ماضيا فان كان ثلاثيا او رباعيا فهمزاته همزات قطع. فالثلاثي نحو اخذ واكل والرباعي نحو اخرج واعطى وان كان خماسيا او سداسيا فهمزاته همزات وصل نحو انطلق واستخرج. واما الامر فان كان من الرباعي فهمزاته همزات قطع كقولك يا زيد اكرم عمرا. ويا فلان اجب فلانا. واما الحرف فلم تدخل عليه همزة وصل الا على اللام نحو قولك الغلام والفرس وعن الخليل انها همزة قطع عوملت في الدرج معاملة الوصل تخفيفا لكثرة الاستعمال لما حذفت الهمزة من خير وشر في الحالتين للتخفيف وبقية الحروف همزاته همزات قطع النحو ام واو وان. الفصل الثاني في همزة الوصل. اعلم ان منها ما يحرك بالكسر في الاكثر وبالضم في لغة ضعيفة وهو اسم. وقد اشرت الى ذلك بقول همزة اسم بكسر او او ضم ومنها ما يحرك بالفتح خاصة. وهي همز لام التعريف ومنها ما يحرك بالفتح في الافصح وبالكسر في لغة ضعيفة وهي ايمن مستعمل في القسم في قولهم اي من الله لافعلن. وهو اسم مفرد مشتق من اليمن وهو البركة. لا جمع يمين خلافا للفراء وقد اشرت الى هذا القسم والذي قبله بقوله بفتحهما او بكسر همزة ايمن. ومنها ما يحرك بالضم فقط وهو امر الثلاثي اذا ضم ثالثه ضما متأصلا نحو وهو امر الثلاثي اذا انضم ثالثه ضما متأصلا نحو اقتل واكتب وادخل ودخل تحت قولنا متأصلا نحو قولك للمرأة اغزيه يا هند لان اصله اغزوي بضم الزاي وكسر الواو فاسكنت الواو للاستثقال ثم حذفت ثم كسرت الزاي لتناسب الياء وقد اشرت الى هذا بالتمثيل بغزي ومثلت قبلها بغزو لانبه على ان الاصل اغزوي بالضم بدليل وجوده اذا لم توجد ياء المخاطبة وخرج عنه نحو قوله كمشوا فانه يبتدأ بالكسر لان اصله انش يوب بكسر الشين وضم الياء فسكنت الياء اذ قال ثم حذفت لالتقاء ساكنيه ثم ضمت الشين لتجانس الواو ولتسلم من القلب ياء ولهذا مثلت به في الاصل لما يكسر مع التمثيل باضرب. لتنتبه الى انهما من باب واحد. وانما مثلت اذهب دفعا لتوهم من يتوهم انهم اذا ضموا في مثل اكتب وكسروا في مثل يضرب فينبغي ان يفتحوا في مثل يذهب ليكون قد راعوا حركة الهمزة مجانسة حركة الثالث. وانما لم افعل ذلك لان لا يلتبس بالمضارع المبدوء بالهمزة في حال الوقف. ومنها ما يكسر لا وهو الباقي وذلك اصل الباب. وهذا اخر ما اردنا املاءه على هذه المقدمة. وقد جاء بحمد الله مهذب المباني المعاني محكم الاحكام مستوفى الانواع والاقسام. تقر به عين الودود وتكمد به نفس الجاهل الحسود ان يحسدوني فاني غير لائمهم قبلي من الناس اهل الفضل قد حسدوا. فدام لي ولهم ما بي وما بهم ومات اكثرنا غيظا بما يجد انا الذي يجدوني في صدورهم لا ارتقي صدرا منها ولا ارد والى الله العظيم ارغب ان يجعل ذلك لوجهه الكريم مصروفا. وعلى النفع به موقوفا. وان يكفينا شر الحساد ولا طحن يوم التناد بمنه وكرمه انه الكريم التواب والرؤوف الرحيم الوهاب صلى الله على محمد