تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ففي هذه المجالس نبتديها باذن الله تعالى بشرح عوائل حائية بن ابي داوود عليه رحمة الله وهذه الحائية هي بين مجمل اعتقاد ائمة السلف. من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم وسلكها اليوم والحائية هي قد جاءت بالمجمل من الاعتقاد وعددها ثلاثة وثلاثون بيتا. وقد زيد في بعضها من بعض الائمة عليهم رحمة الله تعالى كابن شاهين وابن بناء وغيرهم وقد اراد المصنف عليه رحمة الله ان يبين في هذه العقيدة ما كان عليه السلف والائمة من اهل قصره ولذلك قد ثبت عنه انه قال بعد كتابته لهذه لهذه المنظومة قال وهذا ما اقول وهذا ما يقوله ابي وهذا قول سائر العلماء ومن قال خلاف ذلك فقد كذب والمؤلف عليه رحمة الله هو بالمقام والمكان المعروف فهو عبدالله بن سليمان بن الاشعة السدستاني ابو بكر صاحب المصنفات الشهيرة امام حافظ جليل له قدر معروف في السنة والاتباع وكذلك في الحفظ والدراية والرواية. وقد زكاه العلماء عليهم رحمة الله تعالى عامة وهو من علماء من علماء القرن الثالث هو اوائل الرابع فولد عام مئتين وثلاثين. بالهجرة او توفي عام ثلاث مئة وستة عشر عن ست وثمانين سنة وهو ابن ابي داوود صاحب السنن. وقد اعتنى والده وارتحل به وسافر به وطاف به البلدان ليتلقى عن العلماء وقد اثنى عليه سائر فلم يطعن به احد منهم. وقد جاء عن ابي داوود عليه رحمة الله تعالى صاحب السنن انه اشار اليه وقال وقد ريد تكذيب ايضا عن الاصفهاني عليه رحمة الله والمراد بذلك هذا التكذيب هو ورود الخطأ عليه من غير تعمد وهذا لغة عند العرب. وقد اختص به اهل الحجاز. وهذا وارد في اشهر العرب وجاء عن لسان النبي عليه الصلاة والسلام ولسان اصحابه انهم يطلقون الكذب ويريدون به الخطأ. من غير تعمد. ولذلك يقول الشاعر كذبتك عينك ام رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا. فالعين ما تتعمد الكذب ولكنها توهم صاحبها ولذلك يقول ابو طالب كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ما دام فيه بالسيف قائم. وآآ كذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما في السنن واصل الحديث في الصحيحين لما افتى ابو الشنابل علي رضوان الله تعالى شريعة الاسلمية بخلاف السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام كذب ابو السنابل والمراد بذلك اخطأ وكذلك عبادة بن الصامت عليه رضوان الله تعالى لما قال له قيل له ان الوتر واجب قال من قال بذلك؟ قال ابو محمد قال كذب ابو محمد وعلى هذا يحمل قول المصائب عليه رحمة الله قول ابو داوود على قول ابي داوود عليه رحمة الله تعالى في المصنف عليه رحمة الله وهو في الديانة والاستقامة وكذلك العلم والفضل بالمقابر المعروفة بل قال الامام الذهبي عليه رحمة الله تعالى حينما ترجم له في السير قال وليس هو بالمقام بنابيس وذلك لفضله ومكانته وعلو منزلته وكعبه ولو مصنفات شهيرة ككتاب المصاحف وهو اشقرها. وكذلك له كتاب البعث وله الناسخ والمنسوخ والنوادي الحائية وغيرها وكتبه مشهورة متداولة فله ايضا كتاب السنن وليس هو راضي متداول والمصنف عليه رحمة الله تعالى انما صنف هذه المنظومة الحائية وسمي الحائية لان اخرها هو حرف الحاء وذلك للحاجة اليها فانها قد وقعت في عصره وفي قائد عصره فتنا تموج كالقول بخلق القرآن ولذلك قد ابتدع بعد التمهيد بالتمسك بالسنة وبكتاب الله عز وجل بذكر في مسألة مهمة وهي القول بان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وذلك يريده فيه الرد على اهل البدع. من الجاهلية والمعتزلة والاشاعرة والطلابية وغيرهم الذين قالوا قالوا بخلاف ذلك بكلامه عليه السلام من الصحابة والتابعين. والدليل على ذلك ان المسلم عليه رحمة الله اول ما ابتدأ به بعض التمهيد للتمسك بالاصول هو الكلام على ان القرآن كلام الله وذلك انه قال بان هذه الفتنة قد شاعت وذاعت في عصره فاحتاج الى نفيها. ونبذها وبيان ان الحق والصواب على خلافها نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال الامام الحافظ عبد الله بن سليمان ابن ابي داود الثاني رحمه الله تعالى تمسك بحبل الله واتبع الهدى ولا تك بدعيا لعلك تفلح. قوله تمسك المراد بذلك هو الاخذ بقوة. ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعبر عليها بالنواتج والامساك هو القبض باليدين وكذلك العناية بالاتباع والابتداع قال بحبل الله والمراد به ما ينجو به الانسان قال واتبع الهدى والهدى المراد به بذلك الدلالة ورشاده على معنيين في كلام الله سبحانه وتعالى بمعنى الدلالة بمعنى التوفيق والهداية وتأتي بمعنى الدلالة والرشاد. الكلام عليها قال ولا الفكر بدعيا لعلك تفلح والابتداع هو احداث شيء في الدين ما لم ما لم يأتي به الكتاب والسنة ويسمى احداثا ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عائشة من حدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. والفلاح هو النجاة والفوز. المصنف عليه رحمة الله ابتدأ هذه المعاني اشارة الى عصر النجاة والفوز والفلاح والذي ينبغي ان يكون عليه كل مسلم هو ان يتمسك بالكتاب والسنة. ولذلك قال تمسك بحبل الله واتبع الهدى بذلك كلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم. وقال الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم ان كنتم او اعداء فعلق بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. اعتصموا بحبل الله. قيل المراد بذلك كلام الله وقيل المراد بذلك الشهادتين كلاهما مروي عن السلف. فالمراد بذلك هنا هو كلام الله سبحانه وتعالى اي القرآن الكريم. ولذلك عقله بقوله واتبع الهدى. والمراد بالهدى هنا سنة نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا قد جعل كلام عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث جعفر ابن محمد عن ابيه عن جاد ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان اصدق الحديث كلام الله. وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم فما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى هديا لان الانسان يهتدي به ويستدل به على طريق الهداية والخير. وعلى هذا قيل بان المراد من قوله بحبل الله هو القرآن الكريم. وهذه هي الاصول التي تتكئ عليها الشريعة وهي اصل كل حكم شرعي. لا يجوز لاحد ان يعتمد على شيء سواها. لا قول لا قول عالم ولا غيره. ولذلك من نصب احدا من الناس غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لولائه ويعادل لاعدائه فهو من الذين فرقوا بينهم وكانوا شيعة. كما جاء هذا عن غير واحد من السلف عائشة عليها رضي الله تعالى وغيرها. فالعبد مأمور باتباع الكتاب والسنة. وهذا هو الاصل. وكأن المصنف عليه رحمة الله تعالى يريد ان يحاجج من يخالف هذا الاعتقاد. ان مردنا عند الاختلاف هو كلام الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قرن الله عز وجل طاعة نبيه بطاعته. قال اطيعوا الله الرسول ومن خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد خالف الله جل وعلا قد قرن الله سبحانه وتعالى معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معصيته فمن يطع الله فمن يطيع الرسول فقد اطاع الله. وقد جاء عن طاعة النبي عليه الصلاة والسلام مقرونة بطاعة الله في مواضع عديدة وجاءت معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرونة بمعصية الله في مواضع عديدة. ويكفي ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل. يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم وما ينطق عن الهوى ان هو الا يوحى فكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي من الله جل وعلا نزل به جبريل كما نزل بالقرآن على محمد صلى الله عليه كلا وهذا محل اتفاق عند السلف عامة. وفي هذا رد على اهل البدع من وغيرهم. الذين لا يحتجون بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باخبار الاحاديث التي صحت واسانيدها وفيه رد على من لا يحتج الا بالقرآن وقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر كغيره معمور بان يبلغ القرآن فحسب. وهذا غاية في الظلال والبدعة. فالله عز وجل قد امر بطاعته ولذلك يقول السلف كقول عبد الله بن مسعود وغيره ان ما من شيء قد جاء به النبي عليه الصلاة والسلام الا الا وهو في القرآن. ولما سئل عبد الله بن مسعود عن ذلك قال قال الله عز وجل اطيعوا الله واطيعوا الرسول. فامر الله سبحانه وتعالى بطاعة نبيه اي بجميع ما جاء به. فمن عصى الله عصى فمن عصى الله اعطى رسوله ومن عصى رسوله فقد عصى الله. لان الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه. ولم يأتي بشيء من عنده والهدى هي من اسماء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسمى السنة وتسمى الحكمة وتسمى الهدى ولذلك قال الله عز وجل من كتاب الله والحكمة ما هي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. والهدى هي هدى محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث جابر في مسلم قال وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. والسنة كذلك يطلق على ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لقوله عليكم بسنتي وقد امر الله سبحانه وتعالى باتباع سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ولذلك امر الله عز وجل بالدعوة اليها ولذلك امر الله عز وجل نبيه بقوله بل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني قال النبي عليه الصلاة والسلام لما خط لاصحابه خطوطا كما في المسند والسنن من حديث عبدالله بن مسعود حديث عاصم عن زرع عبد الله بن مسعود قال خطأ للنبي عليه الصلاة والسلام خطا وخط عن يمينه خطوطا وعن يساره خطوط قال هذا الصراط المستقيم وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان. ثم سأل قول الله عز وجل وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا واتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. السبل التي تصد عن سبيل الله عز وجل هي البدع والشبهات. فقد روى ابن جرير الطبري في تفسيره حاتم ايضا من حديث ابن ابي نزيح عن مجاهد ابن جبر. قال السبل هي البدع والشبهات ولم يكن الشهوات وذلك ان الانسان يقع منه الشهوة عن علم بالمخالفة فهو ارجى الى التوبة والعودة الى الله سبحانه وتعالى من صاحب البدعة وذلك ان صاحب البدعة يفعلها تعبدا تدينا فان قلبه يشرب حبا لهذه البدعة. ولذلك اصحاب المعاصي والذنوب يتوبون الى الله سبحانه وتعالى اكثر من من اصحاب البدع والشبهات وهذا معلوم ملموس لانهم يذبون عنها ويدافعون عنها لانهم يعتقدون انها دينا ولذلك ما جاء في عن النبي عليه الصلاة والسلام من احاديث كثيرة كما في السنة عبد الله بن احمد لامي عبد الله بن احمد وكذلك عند ابن ابي شيبة في الايمان وفي المصلى فعند ابن خزيمة وغيرهم وكذلك جاء في المسند ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله لصاحب بدعة توبة. المراد بذلك انه لا يوفق لفضله كما فسره الامام احمد عليه رحمة الله. فالقبول ليس المراد بذلك انه تاب واناب بقلب خالص ولكن المراد بذلك انه لا يوفق الى توبة وما جاء في هذه الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءت احاديث كثيرة لكن آآ جلها واهي اذا لا يصح بلا شيء. وتعوذ على الامام احمد عليه رحمة الله تعالى ربما لكثرة طرقها وتعددها على ولاتك بدعيا وهذا من القواعد التي تدل على ان مراد المصنف عليه رحمة الله بحبل الله والهدى الكتاب والسنة قال ولا تكن بدعيا اي تخرج عنهما. وابتداع هو الاحداث. مأخوذ من ابتدع فلان اي ابتكر واحدث. والبدعة مذمومة على الاطلاق لم يأتي على احد من العلماء انه قال بمدح البدعة مطلقا والمراد هنا البدعة الاصلية والبدعة في الشرع التي ليس لها اصلا في كلام الله سبحانه وتعالى ولا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في كلام الله سبحانه وتعالى ذكر الهدي على معنيين. تقدم الكلام عليهما جاء بمعنى الهداية اي التوفيق. والرشاد وجاء معنى الدلالة اما الاولى فهي مختصة بالله سبحانه وتعالى فلا يوفق احد الا الله سبحانه وتعالى فهو المختص بذلك ولذلك قال الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء واما المعنى الثاني فهو الهداية المراد بذلك الدلالة والرشاد ان يدل الانسان غيره على خير قد علم طريقه قبيلة ولذلك قال الله سبحانه وتعالى وبين انه قد دل الانسان الى الخير بقوله وهديناه النجدين ولذلك هدى الله سبحانه وتعالى صمود قال وان فهديناه اي ادللناهم طريق الهداية والرشاد. تستحب العمى على الهدى. يستحب العمى والرشاة والغواية والضلال على طريق الله سبحانه وتعالى وعن سبيل الخير. وما نفاه الله عز وجل بهداية بذلك هو التوفيق فهو مختص بالله سبحانه وتعالى ليس لاحد من الناس. وما يخالف ذلك اي من هداية عليه الصلاة والسلام فهو البدعة. والبدعة مضمومة باطلاق. في كلام الشارع. ولكن قد جاء في كلام بعض السلف مدحا بدعة والمراد بذلك البدعة اللغوية وليس البدعة الشرعية والمراد بالبدعة اللغوية هو احداث شيء لم يكن موجودا سواء كان اصله موجودا في السابقة لكنه مندثر حال ايجابه. كما احيا عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى جمع الناس القيام وما يسميه بعض السلف التراويح ولذلك قال نعمة البدع ابتدعها عمر وقد جاء ملحون في ومثل هذا عن الامام الشافعي عليه رحمة الله وكذلك عن وغيرهم. ولذلك قد اشار الحافظ عليه رحمة الله تعالى في اوائل كتابه جامع الحكم الى المعاني عند كلامه عن حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. والا فالاصل البدع انها مذمومة باطلاق. وكل ما جاء في اداب التعبد مما ليس له اصل في الكتاب والسنة فهو بدعة المضمومة. ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عائشة من احدث في امرنا هذا قد جاء في البخاري معلق من عمل الانسانية امرنا فهو رد والمراد بذلك عليه وهذا نظير قول النبي عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات فانما مغايرتها فلابد لقبول العمل من شرطين الاخلاص والموافقة شرطان لازمان بلا مفارقة. في كل عمل يعمله الانسان. فلابد من الاخلاص لله وكذلك موافقة لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للقرآن تشترك معه انها كالقرآن من جهة ومن جهة لزوم الطاعة ومن جهة التفصيل فانها تأتي مقررة لما جاء في كلام الله سبحانه وتعالى. وكذلك تأتي مبينة لما اجمل وتأتي كذلك مقيدة لما اطلق فالسنة لا غنى عنها. ولذلك امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمسك بها. كما روى الامام احمد والترمذي وغيرهما من حديث امام المسارية ويرويه عن السنن وحجر ابن حجر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بابي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنوازل وهذا تأكيد للتمسك بادعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك قال عليكم بسنة وعلى هنا دليل وعلامة على وجوب اللزوم. عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها. وهذا تأخير عليها بالنواجذ ثم اكدها بمؤكد ثالث بيان شدة خطر المخالفة قال واياكم ومحدثات فان كل محدثة بدعة قال لعلك تفلح الفلاح هو الفوز. ورشاد. فلا يمكن منازل ان يكون ناج الا الا بهذا الوصف. ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى شرط فلاح التقوى فلا يمكن للانسان ان يفلح الا وقد اتقى الله سبحانه وتعالى الله عز وجل لا يمكن ان تتحقق في العبد الا بتمسكه بالكتاب والسنة. واراد عليه رحمة الله تعالى بذلك ان يبين ان ما يأتي من تفاصيل الاعتقاد مبناه على كلام الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبل الله وهدي النبي عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله ودم كتاب الله والسنن التي اتت عن رسول الله تنجو وتربح قوله ودم بكتاب الله من باب الديانة وهو الاعتقاد. من باب ديانة ولذلك يسمى ما يعتقده الانسان دينا قال بكتاب الله كتاب الله عند اطلاقه يراد به كلام الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا قيل الكتاب فالمراد به الوحيين. القرآن والسنة. واذا فعصف عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يختص بالقرآن والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة وزيد ابن خالد الجوالي ان ان رجلا جاء النبي عليه الصلاة والسلام اعرابي قال يا رسول الله اقض ديننا بكتاب الله ان ابني كان عسيرا على هذا. فزنا بامرأته عليه. جاء على الغنم يقضياننا بكتاب الله ان ابني كان عفيفا على هذا فزنا بامرأتي فقيل لي على ابنك القتل. والرجل قال ففديت ابني بمائة من الغنم ووليده فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الغنم والوليدة فرد عليك وعن ابيك جلد مائة وتغريد عام. وجاء في رواية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاقظين بينكما بكتاب الله. فمن نظر ان النبي عليه الصلاة والسلام حكم باحكام اولها اما الغنم والوليدة فاض عليك؟ وهذا بالنص لا بالاجمال ليس في كلام الله سبحانه وتعالى القرآن لكنه جاء بالاجبار باعادة الحقوق الى اهلها. اما رد عليك هذا الحكم. الحكم الاخر وعن ابنك الجلبونية. جاء في كلام الله سبحانه او فعل الزانية والزاني تزود كل واحد منهما مائة زوجة. الحكم الثالث هو عامة وهذا ليس في كلام الله سبحانه وتعالى. ما قوله لاقوين بينكما بكتاب الله الحكم الرابع قوله عليه الصلاة والسلام واغضب يا انيس لامرأت هذا فان اعترفت ترجمها والرجل في كلام الله سبحانه وتعالى كما في الصحيحين في حديث عمر وممن نسخ نفذه وبقي بقي حكمه الشيخ هو شيخة اذا زنيا ترجمهما البتة وآآ كتاب الله اذا اطلق على هذا الاجمال فالمراد به كلام الله عز وجل وكلام نبيه وهذا يدل على الاقتران في الاحتجاج والمساواة. الا ان الله سبحانه وتعالى قد جعل لكلامه منزية ليست لغيره. فقد جعل كلامه الحرف بحسنة الى عشر حسنات الى سبع مئة ضعف وهذا ليس كلام احد قال الله سبحانه وتعالى واختص به في بعض العبادات كالصلاة وغيرها والاوراد ونحو ذلك واما السنة فاجتمعت مع القرآن بهذا الوصف بكتاب الله وكذلك اجتمعت مع القرآن من جهة الاحتجاج فهي من جهة الاحتجاج سوا. فمن احتج بها فهو بالقرآن لا فرق بينهما ولذلك قال الله سبحانه وتعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ومن ردها فقد رد القرآن واقترنت مع القرآن انها تتلى تتلى كالقرآن وقد وصفها التلاوة من العلماء في الامام الشافعي عليه رحمة الله كما في كتاب الام. وكذلك ابن حزم الاندلسي في كتاب الاحكام قالوا والسنة وحي يتلى. والمراد بذلك ان لا تقرأ. ويتعبد بقرائتها فاشتركت مع القرآن بوصف اخر وهو الانزال. اي انها منزلة من السماء. فالله عز وجل قد انزل على نبينا الكتاب والحكمة. وهذا محل اجماع عند العلماء ان السنة نزل بها جبريل كما نزل بالقرآن. قد روى الخطيب البغدادي في وابن عبدالبر في كتابه الجامع وكذلك بداية المراسيم من حديث الاوزاعي عن حسان انه قال ما زال جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بالسنة كما نزل عليه بالقرآن ومما تشترك فيه السنة مع القرآن انها وحي ولذلك قال الله سبحانه وتعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحيحة. وقد وصفها بالانزال كثير من العلماء لذلك في اوائل مصنفاتهم حينما يتكلمون بالحنبلة يصفون السنة بالانزال كما وصف الامام العراقي عليه رحمة الله تعالى في عوائد كتابه طرح التفريق قال الحمد لله منزل الوحيين. المراد بذلك الكتاب والسنة فكل شيء جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول او فعل فهو عن الله سبحانه تعالى بواسطة جبريل الا الصلاة. فقد اخذ حكمها بالاجلال من الله سبحانه وتعالى بلا واسطة قد روى الخطيب البغدادي في الكفاية وابن عبدالبارك في كتابه الجامع وعبد الله بن احمد في السنة وغيرهم ان احمد ابن زيد ابن هارون قال انما هي يعني ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي صالحا عن صالح عن تابع متابع او صاحب وصاحب عن رسول الله ورسول الله عن جبريل وجبريل عن الله. فما من شيء يقف دون دون الله دون الله سبحانه وتعالى. ولذلك ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عن الله جل وعلا فالاصل في اقوال النبي عليه الصلاة والسلام وفي افعاله انها وحي من الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام على الاطلاق وهذا هو الاصل الا ما علم يقينا انه جرى على العادة وهذا نادى كذلك في افعاله النبي عليه الصلاة والسلام على اقسام فعل عبادة وهذا هو الاصل وكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عبادة من افعاله. ولا يخرج ما من الاقسام عن هذا القسم الا بقرينة او نص ظاهرة وتكون القرية نسوب لابد قوية ولذلك امر الله سبحانه وتعالى بالاقتداء بسنة وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامتثال. كما جاء في احكام من عدة بقوله صلوا كما رأيتموني اصلي خذوا عني مناسككم وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين لدي غيرها من وفعل عادة وهذا لا يخرج عن الاول الا بنص او لقرينة ظاهرة. او لمخالفة اجماع الصحابة له وهذا يعرف بالنظر في ولابد للقرائن ان تكون قوية ففعل العادة ما يشترط فيه الناس سواء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنهم وكافرهم. كلبس الازار والربا والعمامة ويبسي الجبة وكذلك الصندل من النعال وغيرها فهذا من العادات. وقد يدخل في هذا على قول البعض تربية شعر الرأس. وهو على قول بعض الائمة انه من العادة التي يفعلها العرب بل كان يمدحون في جاهليتهم من كان له جمة مما يدل على قوته وبأسه وشدته وهذا وهذا معروف. الثالث فعل جبلة عليه الانسان مجبور عليه من غير من غير اختيار. وهو حركة فطرية من نوم وعقبة التي لا يملكها الانسان. وكذلك هيئته في مشيته. فالنبي عليه الصلاة والسلام ان قد وصف انه ان مشاه كأنما يمشي من صبر اي انه كأنه مصبوغ. يمشي في منحدر هذا المعتاد ان الانسان بمشيته لا يتكلف. فالناس يعرفون فلانا من مشيته وان كان بعيدا فيقال هذه مشية فلان فلا يقال ان الانسان يتكلف ويمشي مشية كأنما يمشي من صبب. فالانسان مجهول على المشية على هيئة ونحو ذلك ليس له الاختيار فيها. ويدخل في هذا اصل النوم واصل اليقظة واصل الاكل والشرب لا ما فزع جاء في تفاصيلها كالنوم على الجنب الايمن. او استقبال القبلة حال النوم هذا لا يصح فيه حديث على قول البعض وقد جاء في حديث احياء وامواتا وحديث منكر ولا مجاعة في تفاصيل الاكل وان كان اصله جبنة جدر الانسان على حبه اي كل الناس. وما في تفاصيله كالاكل باليمين وحب وحب تناول الطعام في وقت معين ونحو ذلك كالاسحار ونحو ذلك في الصيام فان هذا جاء بدلالات باللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك بقرائن عدة. ويدخل في هذا الفعل قد نوع من اكل كحب الثريد وحب الدب وحب الكتف من الشاة ونحو ذلك فان هذا يجبل عليه الانسان يخب نوعا من الطعام ونحو ذلك هذا لا يكون من السنة الا اذا اقترن بقرينة اخرى تدل عليه على انه انما فضله بمزية اخرى. فان فعل الانسان هذا الفعل من باب التعبد فانه يثاب على محبته النبي عليه الصلاة والسلام التي في قلبي دفعته لذلك لا يثاب بذلك الفعل ايه وانما خرجت سنة النبي عليه الصلاة والسلام من من قوله كتاب الله هنا لانه قد جاء بعدها بالسنن قال والسنن التي والسنن هي جمع سنة والسنة هي ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير يضيف بعض المتكلمين من اصولين وغيرهم وبعض اهل الحديث من الائمة المتأخرين وغيرهم قولهم او الخلقية او خلقية. وهذا فيما يظهر لا حاجة لايراده. وذلك ان الصفة الخلقية لا يملكها الانسان. والله عز وجل قد خلق الناس في احسن تقويم. والصفة الخلقية داخلة اما في القول او في الفعل. فقد تكون فقد تكون الخلقية قولا صدق والاحسان وقد تكون فعلا كالبشاشة والتبسم وغيرها من الاكرام ونحو ذلك اراد بعضهم اضافة هذه الجمل من قولهم صفة خلقية او خلقية قالوا الخلقية قد جاء فيها اشياء منها اعفاء اللحى وعلى قول بعضهم ان يجعل الانسان له جنة فيقال ان هذه داخلة من ابواب الطرق وابواب الترق داخلة في باب الافعال والدليل على ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام قال انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فيلزمني هذا ان نقول ان الاعمال يثاب الانسان بنيته اما التروك فلا يثاب بالنية فيقال هذا لا يسلم بل ان والافعال لابد فيها من النية اذا اراد الانسان الاثابة لكنه يرتفع عنه الاثم في باب الترق وان عدمت النية ولذلك الوازع الطبعي والوازع الشرعي عند التحذير من المحرم شيال لا فرق بينهما اما من جهة الحظ على الحظ على افعال الخير فلا بد ان يكون وازعا شرعيا فحسب. والمراد من ذلك ان يقال ان الانسان يثاب على تركه المحرم وان لم يحتسب. لان النبي عليه الصلاة والسلام قيد فذلك بالاعمال فيقال الاعمال كلها سواء تسلى اعماله فالانسان لا يثاب على تركه المحرم الا بالنية. ولذلك قال انما الاعمال بالنيات. وقد احتج بعضهم لبعضهم كالاوزاعي ابي حنيفة قالوا ان الانسان في باب السلوك لا يدخل في قوله انما الاعمال بالنيات. ولعل من اورد وجعل من التمام ذكرا خلقية او خلقية قال من باب نزع الخلاف. ولكن عند النظر انه لا حاجة اليها الصفة الخلقية تدخل في باب الاعمال او او من باب الترك. وهي داخلة من باب الا تعلم قول من كل قول او فعل او تقليد او صفة خلقية خلقية من باب الاخلاق فالاخلاق تأتي تأتي انسداد الاقوال وتاني من باب الافعال. ونحو ذلك. وقد جاء تخصيصها في كلام الله سبحانه وتعالى مثلا على خلق عظيم وقيدها بوصف معين من باب الاخلاق ولا حاجة اليها عند النوار وكذلك عندما كل لغته كذلك في الشرع على اصولنا التي عن رسول الله تنجو وتربح قيد هنا عن رسول الله وذلك ان السنة قد مع الوصف بها فيما جاء عن الصحابة ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. قيدها قال اتت عن رسول الله لبيان انه لا حجة بقول احد ممن يوصف بالسني ان فعله سنة كبعض الصحابة كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فاراد نزع الخلاف هنا وما يتبادر الى الذهن ان المراد السنة بالاطلاق مما وصف في حديث كان من السنن التي اتت عن رسول الله اي فحسب. ليست اي سنة تأتي. وذلك انه لا حجة في قول احد في العبادات الا بكلام بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما من وصف فعله او قوله بالسرية كالخلفاء الراشدين. فهذا ليس بحجة. الا اذا اجمع الصحابة فاجماعهم ولذلك يقول الامام رحمة الله الاجماع اجماع الصحابة ومن جاء بعدهم تبعهم له اما ان يكون قول الصحابي فليس بحجة من وجوه الوجه الاول ان الصحابة يختلفوا بعضهم مع بعض لو كان قول واحد منهم حجة لقيل باختلاف الحجة مع بعضها ولا خلاف ذلك. الامر الثاني لو قيل انه حجة لقيل بوحي انه يحمل قائل بذلك. الامر الثالث ان ان قد ثبت عن الصحابة قولان في مسألة في مسألة واحدة والحجة ان الوحي لا يتعدد. وهذا يدل على ان الصحابة عنهم رضوان الله تعالى قولهم ليس بحجة وقد يقال انه حجة من باب من باب الاستدلال والاستئناس لا من باب حسم الخلاف ونزعه. ورفعه. فخلاف الصحابة عليه رضوان الله تعالى موجود فقد اختلطوا مع بعضهم. لم يروجوا ايضا التي يراد بها الحجية قال الصحابة. ان الصحابة قد اختلفوا مع بعض مع علمهم بانهم من خالف بعضهم بعضا. ولو كان قول احدهم اولى من الاخر لكان محل التسليم ولم يقل بذلك احد منهم عليهم رضوان الله تعالى قال تنجو وتربح النجاة هي السلامة ان يسلم الانسان من الشر. ولذلك الانسان ان اراد ان يدخل في مسابقة في شيء من امور الدين والدنيا فان بقي بنفسه ولم يخسر شيئا فهو ناجي ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قد وصف من لم تخطفه تلاميذ جهنم قال مسلم اي نجا منها وان لم يحصل له فوز. واما ما زاد عن ذلك فهو الربح ذلك الانسان يدخل في تجارة فان سلم له راس ماله فانه ناجي. وان زاد على ذلك فانه رابح ولذلك وصفها اي وصف من تمسك بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه ناج ورابح اي حاصل له كمال النجاة وكمال الذبح. وهذا افضل ما يسعى اليه كان وحينما اورد المصنف عليه رحمة الله تعالى هذين البيتين اراد بذلك ان ان ما جاء في هذه الابيات انما هو اعتمادا على الكتاب والسنة. وان الحجة في لا حجة في غيرها في قطع الاستدراك عليه ان يقول انه احتج ردوا قول احد غير كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. وقل مخلوق كلام مليكنا بذلك دان الاتقياء وافصحوا. بدأ المسلس عليه رحمة الله. بكلام على هذه المسألة وهي من المسائل العظام التي قد وقعت فيها الفتنة. ووقع فيها البلاء هذه المسألة لم تكن موجودة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام. ولم يأتي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بهذا النفس مخلوق او غير مخلوق. بهذا اللفظ جاء فيها من حديث عبدالله بن مسعود وهو منكر جدا لكنه قد جاء عن بعض الصحابة واعلى ما جاء في هذا الباب ما رواه ابن من حديث ابو عبد الله بن صالح كاتب النائب عن معاوية صالح عن ابن ابي طلحة عن علي عن عبد الله ابن عباس علي قال الله تعالى انه قال في قول الله سبحانه وتعالى غير بعوج قال غير مخلوق كذلك ما اخذه الدارمي وغيره من حديث عمر بن دينار قال ادركت الصحابة والتابعين ومن جاء بعد محور من سبعين كلهم يقول القرآن كلام الله غير مخلوق ونشأ القول فيها بعد ذلك. ووقعت الفتنة واشتدت في عصر للامام احمد عليه رحمة الله وكان فيها القول شديدا في عوائل المصلي عليه رحمة الله ابن ابي داود. ولذلك ابتدع فيها لانها كانت الفيصل بين اهل البدع وبين اهل السنة فابتدع فيها بقوله وقل اي انها اصبحت علامة على اهل السنة واهل قال بين اهل السنة وبين اهل البدعة قال وقل غير مخلوق الكلام ملكنا. ايجب عليك ان تعتقد وتقول بلسانك ان كلام الله سبحانه وتعالى غير مخلوق وكلام الله سبحانه وتعالى قد اثبته الله عز وجل في كتابه العزيز في مواضع عدة منها قول الله جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله كلام الله وقول الله سبحانه وتعالى وكلم الله موسى تسليما. وقوله سبحانه وتعالى انه ربك وقوله سبحانه وتعالى وناديناه من جانب السوء وقول الله سبحانه وتعالى واذ قال الله يا عيسى فالله عز وجل موصوف بالقول والمناداة والكلام وكلام الله سبحانه وتعالى قد وقعت فيه الفتنة والفرقة فاصبح سيصلا بين اهل الضلال واهل الحق والهداية. وقد دل في هذه الصفة طوائف بل فيها والمعتزلة والاشاعرة والطلابية وغيرهم. فظل فيها لاهل البدع على ثلاثة اقوال ذهب الجاهلية وهم اتباع الجهم بن صفوان الذين قد اخذوا بدعتهم من اليهود. فالجهاد صفوان قد اخذ بدعة من الجهل بالدرهم والجحد في الدرهم قد اخذ ببعته عن اذانه بالشبعان. وابانه الشبعان قد اخذ بدعته من طاغوت الذي سهر النبي عليه الصلاة والسلام وطارق قد اخذ بدعة من اليهودي ولذلك اصل بدعتهم من اليهود عليهم لعنة الله ولذلك الجهمية قد قالوا بان كلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم مخلوق. فاول بدع الضلال والصورة الاولى من صور الضلال ضلال الجهلية. فانهم نفوا ان تكون لله كلاما فتعودوا ما جاء في القرآن الكريم وتحايلوا على كلام الله سبحانه وتعالى كما تحايل الجانب صفوان على قول الله سبحانه وتعالى وكلم الله موسى تكريما فنصب كلمة الله. فجعل المتكلم موسى وكلم الله موسى تكليما. ولكنه يخاصم بقوله لما كلمه ربه. والله سبحانه وتعالى يا فندم فقد اضاف الله عز وجل الكلام اليه بقوله وان احد من المشركين استجارك فعزوه حتى يسمع كلام الله فنفوا اضافة الكلام الى الله وقالوا ان القرآن مخلوق فقد وقعوا في ضلالين انهم قالوا ان القرآن مخلوق وكذلك نفي ان يكون لله كلاما واما الطائفة الثانية فهم المعتزلة فقالوا ان القرآن مخلوق واضافوا الى الله سبحانه وتعالى اضافة المخلوق الى الخالق. قالوا فالاضافة الى في قوله سبحانه وتعالى حتى يسمع كلام الله كاظافة سائر المخلوقات الى الله واضافة الشيء الى الله تكون على حالين يأتي الكلام فيهما بعد ذكر طائفة الثالثة. الطائف الثالث الذي الصورة الثالثة من احوال الضلال في هذه المسألة ضلال الاشاعرة والقلابية. الذين قالوا ان لله عز وجل ان كلاما لكنه بغير حرف ولا صوت. قالوا فالكلام على نوعين كلام النفس يحدث في النفس وليس فيه حر ولا صوت فهذا هو كلام الله. وكلام بحرف وصوت وهذا ليس بكلام الله واعتقاد اهل السنة ان القرآن كلام الله غير مخلوق بحرف وصاد ولذلك كلام الله سبحانه وتعالى يسمع ورداؤه مسمع من الله سبحانه وتعالى القرآن منه نزل ومنه بدأ منه بدأ وعليه يعود. ولذلك كلام الله عز وجل هو القرآن الكريم فالله عز وجل موصوف بالقول وبالمنادات وبالكلام وبالصوت. ثبت هذا كله في احاديث كثيرة وكردان ثبت بعضه في كلام الله سبحانه وتعالى. قد روى الامام احمد في المسند وغيره من حديث عبدالله بن يوسف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلا فيناديهم الله عز وجل بصوت او ننقرض كما يسمع منبعه. فنداء الله عز وجل يسمع يسمعه الناس فواسيا. من بعد كما يسمعه من قرب لا يبطل قول الاشاعرة والكلابية الذين يقولون ان الكلام نفسي ليس فيه حرف ولا صوت. فكلام الله عز وجل مسموع ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى وان اخذوا من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ولذلك عطاه الله عز وجل الكلام اليه بقوله كلام الله. والاظافة اذا اضيف الشيء الى الله سبحانه وتعالى لا يخلو الحالين. الحالة الاولى اضافة الصفة الى الموصوف. وهي المرادة هنا في كلام الله سبحانه وتعالى بقوله الله كسائر الصفات كسمع الله وبصر الله بغير لذلك يقال كلام الله. الحالة الثانية اظافة المخلوق الى الخالق كان يقال الخلق عيال الله والخلق الله الله وعباد الله ونحو ذلك اي مخلوقون من خلق الله. والفرق بين الاول والثاني الحالة الاولى والثانية كيف يفرق الانسان بينهما؟ اذ ان كلا منهما مضاف. فيقال تفرق الاولى والثانية بين اضافة الصفة الى الموصوف واضافة المخلوق الى الخالق ان المضاف اذا كان لا يستقل بنفسه فانه بالاضافة الصفة الى المصوف. فالكلام لا ينكر ان يكون بنفس قيل لابد ان يقوم به قائل فيقال كلام فلان وكلام الله ونحو ذلك. فالكلام الى الله اثبات من باب اضافة الصفة الى الموصوف واذا كان المضاف يقوم بنفسه ويستقل بها يكون من باب لاضافة المخلوق الى الخالق. فيقال خلق الله عباد الله فهؤلاء لهم مشيئة نسأل الله عز وجل لهم كقوله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. من حجج ابي الضلال في هذا الباب في قولهم ان القرآن مخلوق احتجوا بشبه واهية. سواء من العرب او ببعض الظواهر من كلام الله سبحانه وتعالى او بعض لزوم هذه الصفة. الحجة الحجة الاولى لهم. قالوا ان الله سبحانه وصف قوله بوصف حيث قال قد حق القوم مني فقال مني كما قال الله سبحانه وتعالى في قوله جل وعلا سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. فما في السماوات وما في العرض من الله فالقول من الله ايضا اي انها مخلوق من الله. وهذه حجة واهية. وذلك ان الاظافة بمن هنا كما بالاضافة فيه اضافة الصفة الى الموصوف. فيقال بقوله منهم لا يمكن ان تكون من خلق الله لانها اضافة الى الله سبحانه وتعالى ان الكلام يضاف الى الله عز وجل كاظافة الصفة الى الموصوف واما قوله جميعا منه اضافة المخلوق الى الخالق ولذلك يقول اهل السنة ان عيسى كلمة الله القاها الى مريم منه. فقال ضريح منه. هل هو من الله؟ فعيسى كان بكلمة الله كان بكل ولم يكن هو كل. فمن قالوا انه هو الله الذين قالوا فالنصارى ان المسيح هو الله. وذلك ان الله عز وجل يقول وروح منه اي من الله وكذلك من قال انا ابن الله. اذا في الجاهلية قد وافقوا النصارى في هذا الباب ومن جهة هذا الاحتجاج ولكن هذا جهل اللغة العربية اولا وجهل بمعاني القرآن وجهل بالاصول الاسلامية. ثالثا الله سبحانه وتعالى قال وسخر لكم ما في السماوات يا ما في الارض جميعا منهم اي كل ما في هذه هذه من شأنها منه من خلق الله سبحانه يعني خلقها قوله وروح منه اي من الله. اي خلقها. فعيسى ليس هو كن اي كلمة وانما كان بكم وهذا يجوز ان يقال انه من فلان الحجة الثانية الذين احتجوا بها بان القرآن كلام الله قالوا احتجوا ببعض اشعار العرب ان الكلام هو مات سعاد. قالوا قال الاخصل والكلام ما في الفؤاد وانما جعل اللسان على ما في الفؤاد دليلا وقالوا بعض الحلولية ان كل قول يقال هو لخلق الله سبحانه وتعالى ومن ذلك قول الله جل وعلا. وذلك ان كلها موصوفة بالقول ولذلك قال بعض ائمة الملاحدة من الحرورية وغيرهم والكلام منا كله كلامه سواء منا نظنه نصره ونظامه قالوا فالمنفور والمنضود بما في ذلك قالوا كلام الله سبحانه وتعالى كله من الله مخلوق وهذا يجري على قول الاحتجاز بكلام الاخطل يجري على كلام من قال ان الكلام هو ما في النفس. وهذا يجري على كلام الاشاعرة الخلابية فالمعتزلة قد فارقوا الجهمية قد واعتقوهم بان كلام الله المخلوق لكنهم قد خالفوهم باثبات كلام الله واضافته الى الله قالوا لكنه مخلوق الجهمية نفع ان يكون لله كلاما اصلا. وتأول الاشاعرة من كلابية الكلام فقالوا لله عز وجل لكنه كلام النفس من رحاب ولا صوت هذا كله ضلال. الحجة الثالثة من حججهم قالوا نحن نتكلم بكلام الله ونتكلم بغير كلام الله. فهل نقول ان كلامنا بكلام الله ليس بمخلوق وكلامنا الذي هو كلامنا يكون مخلوقا. فنقول حينما نتلو القرآن هذا كلام الله ليس بمخلوق وحينما تكلم بكلامنا نكون مخلوق وهو سيان. وهذا من النوازل التي لا لا يلزم منها. ولذلك اعتقاد واهل السنة قالوا حينما يقرأ القرآن القارئ يقال الكلام كلام بعيد والصوت صوت القارئ فالكلام كلام الله والصوت صوت القارئ ويأتي كلام المصنف عليه رحمة الله تعالى على هذه المسألة. ويحصل التنبيه هنا ان اهل البدع اساس ضلالهم هو تشبيههم الخالق بالمخلوق. فالمعطلة مشبهة والمشبهة والمعوذة قد عطلوا النص عن حقيقته لكنهم صرفوه ليس بمعطلة لكن المشبه فكل معطل مشبه. كيف يكون؟ فمن قال ان هذا ليس من الصفات اصلا؟ فلله عز وجل ليس بكلامه لكن الى بيت اخر او عطله ولا فهو اصلا فكيف يكون المعطل او المشبه؟ يكون معطلا كل من عطل صفة من الصفات لابد ان يكون مشبها. لما؟ لانه قد استقر في نفسه وفي علمه تشبيها فاراد تنزيها فوقعته فوقع في التعقيد. فمن قال كلام الله مخلوق او قال ليس لله كلاما قالوا نحن نتكلم بكلام الله فاذا تكلمنا بكلام الله وتلونا القرآن ونتكلم بكلامنا ونتلوه فهذا يكون لشيء وهذا مخلوق وكذلك حينما يعطلون صفات الله عز وجل كلها كصفة العلو قالوا حينما يعلو الله عز وجل وينزل الى السماء الدنيا هل يخلو عرشه او لا يخلو منه؟ وكذلك قالوا حينما يستوي الانسان على عرشه يكون العرش مساويا او اكبر منه او اصغر منه هذا كله بسبب تشبيههم واهمالهم لقول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فوقع في قلبهم تشبيها فارادوا فوقع منهم تعقيلا. حيث ارادوا التوزيع. ولذلك لا يصرح المعطل بالتشبيه لانه واراد البعد عنه النظرة منه. فوقع في التعطيل. ولذلك يقال ان ما استقر في ذهنك واردت ان تهرب منه وقعت فيما هو اخطر منه وهو التعطيل. ولذلك يجب عليك ان تستقر في ذهنك اصلا قبل ان تنظر في شيء ان الله ليس كمثله شيء. فلا تنظر في مسألة العرش ولا المساواة ولا كيفية النزول وغير ذلك. ولذلك يقال ان الله عز وجل له علو ويستوي على عرشه وينجو الى السماء الدنيا والليل ينقلب من بلد الى بلد وثلث وسوء والثلث الاخير باق في الدنيا على الدوام كيف يرجى الله عز وجل؟ هذا ليس من نهج اهل السنة والسؤال بدعة. وضلال. ومن خطر في ذهنه ان ان الله عز وجل ان نزل خلا عرش منه فقد استقر في ذهنه تشبيه للخالق بالمخلوق. لكنه لا يستطيع ان يبيح به بالتعطيل وهذا اساس بيئة معطلة. وهذا هو الضلال المشبه شبهه فصرحوا بالنجوم يا اخ خالد وقال الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. والكلام في تقريب خلاف البدع في هذه المسألة كلام يطول لكن خلاف اهل البدع في هذه المسألة خلاف خلافا اه اه له اصول وقد يأتي الاشارة الى كثير كثير منه البدعة بقول خلف القرآن قد اتبعها الجهم واخذها عن جعد ابن درهم. ومن قال بان كلام الله عز وجل مخلوق فقد كفر بالله سبحانه وتعالى اصله. وظل عن منهج الله سبحانه وتعالى كذب الله عز وجل فيما اخبره عن نفسه حيث اضاف الكلام الى الله ولذلك حكى غير واحد من ائمة الاسلام ان الجهلية ليسوا من القواعد ثلاثة وسبعين فرقة. لانهم كفار سبعين هم البدعية ولذلك قد اه ثبت عن سفيان الثوري ويوصي بالاسباط قال الجهمية ليس من القواعد الثلاثة وسبعين. وذلك انه من كفروا وكذبوا بما ثبت في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حكى كفاهم غير واحد من العلماء. وقد نص الامام ان ذكاء عليه الله على كفر الجهلية في كتابه سورة اعتقاد اهل السنة ولذلك يقول الامام ابن القيم عليه رحمة الله تعالى في نيته لقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان. قد حكاه عنها قد حكاه المالكائي الامام عنهم حكاه قبله الامام الطبراني. وقد حكي عن اكثر من خمسين من ائمة الاسلام قد حكموا بكفرهم لكنه لا يتجرأ بكفر اعينهم حتى تقام عنهم الحجة وترتفع الشبه التي وقد وقعت قد وقعت عنده ولذلك الامام احمد عليه رحمة الله قد قد كفر الجاهلية لكنه ما كفر احيانا. وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله فمن قال كلام الله مخلوق فقد كفر بالله سبحانه وتعالى بل من قال حرفا من كلام الله مخلوط وهو كافر بالله. وهذه الكلمة كثرية وجامية ليسوا ليسوا من اهل الاسلام وليس من الطوائف المتوعدة بالنار. الطوائف ثلاثة وسبعين هي الطوائف التي تنتمي للاسلام داخلة في دائرة الاسلام لكنها في مؤمنة في بدعة ويدخل في هذا الطوائف الاسلامية ويخرج منها الطوائف التي تزعم اسلاما وهي خارجة من الاسلام يقول وقل غير مخلوق كلام مليكنا يجب على المؤمن ان الله عز وجل فيما وصف به نفسه. وفي كلام الله سبحانه وتعالى يجب على المؤمن ان يثبت ان القرآن غير مخلوق وان يضيفه الى الله كلام مليكنا. قال كلام مليكنا اثبات صفة الملك لله سبحانه وتعالى. وهو الملك المطلق الكمال الذي لا يعتريه نقص. فكل شيء كل شيء تحت ملك الله سبحانه وتعالى وقدرته ومشيئته قال بذلك دان الاتقياء واصفحوا. اي بهذا الاعتقاد قد دان الاتقياء من اهل الاسلام. والايمان ولذلك قد ثبت فعلى المصنت عليه رحمة الله انه قال في اخر رسالته هذه قال هذا ما اقول وهذا ما يقول ابي يعني صاحب السنن على ما يقول علماء الاسلام ومن قال خلاف ذلك فقد كذب والاتقياء من جمع تقي يشتق من التقوى وهو ان يفتقي الانسان مواطن مواطن الشر الشبهة ولذلك التقوى هو ان يحتل كان من المحرمات وان يتبع ما امر النبي عليه الصلاة والسلام به ويجتنب ما نهى عنه وهي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ولذلك قد عرف التقوى غير واحد من السلف كطلق عليه رحمة الله قال تقوى الله ان تطيع الله على نور من الله ترجو ثواب الله. وان تجتنب معصية الله على من الله تخاف عقاب الله. وهذا من اجمل واحسن التعاريف. يتقي الله سبحانه وتعالى قال لذلك دان الاتقياء وافصحوا اي يجب على المؤمن ان يفسح بهذا القول. والافصاح هو ان يبين الانسان ما يعتقد. وليس المراد بذلك المعنى الخاص عند اهل اللغة. الفصاحة هو ان يكون الانسان بليغا وهذا معنى ابر من المعنى الاصلي فالافصاح هو ان يبوح الانسان. لا ان يكتفي بقلبه فقط. ولذلك قد جمع بين الامرين قال وقل ثم قال واصفحوا اي بينوا بغير شبهة ومن غير اطلاق بل يجب على المؤمن ان يبين قوله ولا يفهم من قول المصلي افعله رحمة الله تعالى بقومه قل غير مخلوق كلام مليكنا ولا قوله واصلح الانسان لا يعتقد ويستجيب القول كلا. وهذا له اصل في كلام الله سبحانه وتعالى. ولذلك قال الله عز وجل قولوا امنا بالله الانسان يقول بان الاصل في قوله انه يوافق ما يعتقد. لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الاسلام قال الاسلام وانتشر اله الا الله والشهادة هو ان تعظم وتخبر بما فقر في قلبك نقف الى هذا القبر ونكمل ان شاء الله عصرا. نعم هناك اسئلة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد