الا ولا تكن في القرآن بالوقت قائلا كما قال اتباع لجهم وافتحوا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لا زال مصنفا لرحمة الله تعالى يتكلم على مسألة كلام الله سبحانه وتعالى. وان الله عز وجل قد تكلم على الحقيقة وان القرآن الكريم كلام الله جل وعلا ليس بمخلوق. وحينما ظهر قول الجهمية قول الجام بن صفوان ومن تبعه امتنع وامسك بعض من ظن التورع او الخوف فامسكوا عن القول في هذه المسألة فقالوا انا لا نقول ان القرآن مخلوق والاول نقول انه ليس بمخلوق. وذهب الى هذا بعض من يظن فيه الخير والعلم. وظنوا ان ذلك مسلك وسط. وكذلك انه اوزعموا ان هذا فيه خلاص ومخرجا من هذه الفتنة وهؤلاء في هم شبه من الجهامية وتأثرهم بقول الجهمية ظاهر. وذلك ان الذي دفعهم الى هذه المسألة اي الامساك عن القول فيها ما تقر واجماع هذا القول عند السلف الصالح من الصحابة والتابعين والتورع او الخروج من الخلاف وبعضهم لم يقابل قول المبتدعة ولم يشير الى هذه المسألة اشارة ومعلوم ان ذلك هذا نوع من الامساك وعدم القول بان كلام الله عز وجل ليس بمخلوق والواجب على من اراد الصواب والحق ان يجابه اهل البدع بما يخالف بدعتهم ولذلك الصحابة عليهم رضوان الله تعالى لم ينقل عنهم كثير من النصوص من القول بان القرآن ليس لمخلوق وذلك ان البدعة لم تنشأ في عصره. فلا حاجة الى اظهار هذا القول لذلك لا يقال انه يجب على العامي او الم تعلم ان يتعلم ان كلام الله سبحانه وتعالى ليس بمخلوق بل يقال يجب عليه ان يتعلم ان الله عز وجل تكلم على الحقيقة. لكن ان كان ثمة قول لهذه البدع ظاهر يجب عليه ان يعتقد خلافه. وان يعلن خلافه. ولذلك ذلك كانت مسائل الاعتقاد ومسائل الاسماء والصفات مسلمة. تجري على ظاهرها. ولم يتسبب بافرادها اثباتا لها على الحقيقة وانما كانوا يطلقون الاجمال على سائر الاسماء والصفات على الظاهر وعلى الحقيقة ولكن لما ظهر اقول لما ظهرت اقوال المبتدعة من القول بخلف القرآن ونحو ذلك اصبحت امتنع بالمسائل علم على اهل السنة. ولذلك يجب على المسلم من اراد المنهج الحق ومتبع السنة ان يعلن القول بان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وان الله عز وجل تكلم به على الحقيقة بحرف وصوت. ليقابل قول المبتدعة. ولذلك قال المصنف عليه رحمة الله تعالى هنا بعد ان بين ان كلام الله عز وجل ليس بمخلوق قال ولا ولا تقل قال ولا في القرآن بالوقف طائل اي تتوقف وسطا بين هؤلاء وهؤلاء يحملك على ذلك التورع ما حملك على التوقف الا الهيبة من قول الجهمية ائمة الضلال. قال كما قال اتباع اتباع لجهم واسجح الجام بالصفوان هو من ائمة البدعة وقد اخذ عقيدته هذه من الجعد ابن درهم والجعل من درهم قد اخذ عقيدته من من سمعان وابن سمعان قد اخذها من طالوت وطالوت قد اخذها من نبي الاصم اليهودي الذي سحر النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا واصل عقيدة الجامية ولذلك قد نفوا صفات الله سبحانه وتعالى بالاطلاق. ويظهر هنا ان المصنف عليه رحمة يرى ان من امسك عن هذه المسألة هو كقول اتباع الجهل. ولذلك قال ولا تكن في القرآن بالوقف قائلا كما قال اتباع الجهل معلوم ان اتباع الجهل قالوا بان القرآن مخلوق لم يمسكوا ولكنه اراد بذلك ان يبين ان من سلك الوقف فانه تابع لقول الجهم واتباعه. متهيب لهذه المسألة حتى ذهب الى هذا وتهيب القول هذه المسألة بعض ائمة المسلمين ومن ينتسب الى السنة وعلى رأسهم الامام المتأخرين الامام الشوكاني عليه رحمة الله. فان قد قال في هذه المسألة بالتوقف. ومنهم من لم يقرر في ذلك شيئا قال ان هذه المسألة لا تزيد من الاحكام الشرعية شيئا فيقال ان ثمة حلال من العمر التعبدي من الحرام يكون حلالا لان النص سواء قلنا مخلوقا او ليس بمخلوق فانه لا فرق فان الكتاب والاحكام منها تؤخذ هذا قول ضلال. هذا قول ضلال. فان العبادة كما انها في الجوارح كذلك في الاعتقاد فانه ليس للانسان ان يقول وصفنا الله عز وجل بكذا او وصفناه بكذا فهو المعبود الحق المتفرد بالجلال والعظمة فنحن نعبده ونطلب العبادة له فسواء وصفناه بهكذا او وصفناه بكذا او شبهنا او هذا قول ائمة الضلال. ولذلك يجب على المؤمن الموحد ان يصرح بقول بقول الحق والا يخالف وان لا يتهيب قول دل الدليل عليه لذلك قد اجمع الصحابة علي رضوان الله على القول بان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. ولذلك قد ثبت عن عبد الله ابن عباس كما روى ابن جرير من حديث علي بن ابي طلحة عن عبدالله بن عباس انه قال في قول الله سبحانه وتعالى انه قال في قول الله سبحانه وتعالى قال غير مخلوق وقد روى البخاري عليه رحمة الله تعالى في كتابه التاريخي الكبير من حديث سفيان ابن عيينة قال ادركت جماعة من السلف منهم عمرو بن دينار قال نحوا من سبعين رجلا يقولون ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وقد رواه الدارمي في سوء الاعتقاد للسنة من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار من قوله ونسبوا لجملة من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى. وقد قطع غير واحد من السلف بكفر من قال بان القرآن كلام الله مخلوق. او انه ليس بكلام الله مخلوق قالوا فمن قال من قال ان القرآن مخلوق فقد كفر. ولذلك قد روى ان ركائز اعتقاد اهل السنة وغيره من حديث سفيان الثوري قال قال محمد بن سليمان لا يدخل علي هذا الكافر وجاء في لفظ هذا المشرك ابا حنيفة فانه يقول بان القرآن مخلوقا واهل العلم متقررون عند ائمة اهل السنة كالامام احمد عليه رحمة الله وغيره قرر غير واحد من ائمة الاسلام على ان ابا حنيفة عليه رحمة الله تعالى يقول يوافق ائمة السلف بان القرآن كلام الله عز وجل في مخلوق وهذا هو الصواب عنه وهذا هو قول الائمة الاربعة. واما ما ينسب لابي حنيفة عليه رحمة الله تعالى وما حكاه عنه سليمان فلعله اما ان يكون قولا سابقا واما ان يكون شبه عليه بمثل هذا. والذي عليه المحققون ان انه يقول بما قال به السلف عليهم رحمة الله. نعم ولا تقل القرآن خلق قرأته فان كلام الله باللفظ يوضح. قال ولا تقل قرآن قراته بمعنى حينما تقرأ القرآن فلا تقول ان هذا المقروء مخلوق وذلك تاني شبهة اطلعت اطلعت عليك فتظن ان هذا الصوت الذي تتكلم به ان كان صوتك فهو مخلوق. فتظن ان كذلك المتلفظ به مخلوق ايضا. وهذا هو شبهة من دفع بعض ائمة اهل الضلال من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة طلابية الى القول الناس كلام الله مخلوق. ولذلك يقال ان قارئ القرآن حينما اقرأوا القرآن الصوت صوته والكلام كلام الله. وهذا معلوم فاذا ارتجل رجل كلام غيره فيقال هذا صوت فلان والكلام كلام فلان ولذلك يقال هنا ان القارئ حينما يقرأ القرآن صوته صوت القارئ والكلام كلام باري واما هذه المسألة مسألة لفظي بالقرآن هل هو مخلوق او ليس بمخلوق؟ هذه المسألة قد احدثها بعض الجهمية فقال اللفظ بالقرآن مخلوق. وبعض من اراد تمسكا بالسنة اراد مقابلة الجهمية فقال نفظي بالقرآن ليس بمخلوق ولذلك يقال ان المؤمن الموحد يجب عليه ان يعتقد ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وان اللفظ فهي بدعة محدثة. ولذلك يقول الامام الحنبلي رحمة الله قال فاذا اطلقت هذه الفئة الطائفة لفظية فالمراد بهم هم الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق ولذلك قال الامام حزمي رحمة الله قال من قال لفظي بالقرآن مخلوق؟ فهو جهمي. ومن قال لفظ بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع. والحق ان يمسك الانسان عن ذلك فيقول القرآن كلام الله ليس بمخلوق. واذا قيل له اذا تكلم قال وقرأ القرآن فماذا يقال؟ فيقول حينئذ الصوت صوت قارئ والكلام كلام باري فلا يتفرق لمسألة الخلق ولا غيره. لان مسألة حادثة. ولذلك انما ضل من ضل من ائمة الضلال بسبب كثرة تفريعاتهم وعدم وعدم اجرائهم لمسائل الاعتقاد على ظواهرها حقيقة من غير من غير لزوم فلا يلزم من بعض الصفات صفة اخرى فانت حينما تثبت صفة اليد لله سبحانه وتعالى او صفة القدم او صفة الساق. هل يلزم من ذلك ان تثبت لله جسما؟ هذا الذي فر منه المبتدعة فنفعوا صفات الله سبحانه وتعالى وعطلوها ولذلك يسمون اهل السنة المجسمة لانهم يثبتون اسمى والصفات لله سبحانه وتعالى فهم يسبون فتن لله يدا ولله سمعا وبصرا وعينا وقدما ولله ساقا مما جاء في التفات الله سبحانه وتعالى. قالوا فهؤلاء يفلتون لا يجلسن. بناء على على قاعدة قاعدتهم او تقر في اذانهم ان الصفة يلزم منها صفة اخرى. وهذا اللزوم انما حصل لاستقراء لشيء في من التشبيه. ولذلك توسع كثيرا من الغلاة في الاثبات. فاثبتوا لله سبحانه وتعالى كثيرا من الصفات ما انزل الله عز وجل بها من سلطان. فقال الله عز وجل يتكلم وهذا يقابل معطلة ولاة مثبتة. وقد ذهب الى هذا بعض الائمة وهو خلاف الحق. قالوا في الله عز وجل متكلم اذا فله لسان الله عز وجل خليف في الصفن الصائم اطيب عنده من رائحة المسك بل له انف واثبت صفة الشمع ونحو ذلك هذا كله انما حملهم على ذلك هو تشبيه استقر في اذهانهم. ان معرفة الطيب لا تكون الا بشم وابد ان الكلام لا يكون الا بلسان وكم. فهذا انما حصل عندهم لماذا؟ من ماذا؟ من تشبيه. والا لو قيل لهم ان الله عز وجل فيقول ليس كمثله شيئا وهو السميع البصير. فابعد المثلية مطلقا. فابتعد حينئذ عن الامرين. تبتعد عن التشبيه والتعطيل وتبتعد ايضا عن احداث صفات اخرى يزرع من هذه الصفة التي التي تثبتها. ولذلك اهل السنة يمرون الصفات على ما هي عليه. يثبتونها حقيقة لله سبحانه وتعالى من غير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف. ويمسكون عما زاد عن ذلك. لا يفرقون ولذلك حينما قال الامام احمد عليه رحمة الله في هذه المسألة قال من قال لفظي بالقرآن مخلوق؟ فهو جهل انما حملوا على ذلك فقالوا الجهمية لان السنة لا يقوم بذلك. ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع احدث هذه المسألة ولذلك هذه المسألة ليست لفظية ينبغي للانسان ان يمسك عنها ولذلك قال عليه رحمة الله تعالى هنا قال ولا تقل القرآن خلق قرأته. في حال قراءتك له لا تقل انه مخلوق فامسك عن هذا. فالكلام كلام الله وتعالى تكلم بي على الحقيقة فان كلام الله باللفظ باللفظ يوضح اي هذا اللفظ الذي تتلفظ به هذا صوتك والكلام في الحقيقة هو كلام الله سبحانه وتعالى ليس بمكروه. اذا هذه المسألة هو من عمل المبتدعة. نعم وقل وقل يتجلى الله للخلق جهرة كما البدر لا يخفى وربك اوضح هنا يريد المصنف عليه رحمة الله تعالى ان يثبت صفة التجلي لله سبحانه وتعالى والمراد بذلك رؤية الله سبحانه وتعالى وتجليه لعباده يوم القيامة. والدليل على ذلك لان المقصود الرؤيا بتجلي الرؤية ان الله ان موسى عليه الصلاة والسلام لما سأل الله عز وجل ان يراه تجلى الله للجبل. فالله سبحانه وتعالى يتجلى لعباده يوم القيامة ليروه وهذه المسألة مع المسألة السابقة مسألة كلام الله ومسألة الرؤية ومسألة النزول ومسألة العلو. هذه الصفات هي بالجملة التي ضل فيها اهل البدع وكان فيصلا بين اهل البدع وغيره فمن اراد ان يعرف اهل البدع واهل السنة في باب الاسماء والصفات فعليه بهذه الصفات الاربعة فان من ظل في صفة اخرى لابد ان تكون هذه معها. ولا يمكن لاحد من اهل البدع ليضل في باب صفة غير هذه الصفات ولا تكون هذه احدى هذه الصفات معها. صفة كلام الله عز وجل ورؤية الله ونزوله وعروه سواؤه والله سبحانه وتعالى يتجلى لعباده. وتجلي هنا يتضمن علو الله سبحانه وتعالى. ولذلك قال كالبدر ما يدل على ان الناظر في سفل بل منظور اليه في علو. وهذا من دلالات اثبات علو الله سبحانه وتعالى والعلو لله جل وعلا على نوعين علو مكان وعلو وعلو المكان يتضمن سواه الله عز وجل على عرشه وما جاء وما تبرأ عن ذلك من من من صفات قال ويقول يتجلى الله للخلق جهرة جهرة المراد بذلك المبالغة في الوضوح والظهور وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده. ولا يعلم لاحد من السلف من الصحابة والتابعين ان انكر صفة الرؤية. واحتج بعض المبتدعة بقول الامام عن مجاهد ابن جبر عند تعويله قول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناظرة قال مجاهد اي منتظرة لثواب ربها فيقال هذا قول جاهز ابن جبر عليه رحمة الله في هذه الاية لا يقال انه اراد وبذلك تعويلا ولكنه يحمل على انه يرى ان ان هذه الاية ليست من ايات الصفات مع اثباته من صفة الرؤية في تعويلات اخرى. لاي اخر في كلام الله سبحانه وتعالى فهو قد اثبت رؤية الله عز وجل في غير ما موضع بل ثبت اثباته لرؤية الله عز وجل في هذه الاية كما حكى ذلك غير واحد عن الطبري والدارمي وغيره. وهذا بعض الاية في كلام الله سبحانه وتعالى التي قد اختلف فيها قوم السلف من وغيرهم هل هي من ايات الصفات ام لا؟ فهذا الاختلاف لا يدل على نفي الصفة وانما يدل على خلاف في الاية هل هي من ايات الصفات ام لا؟ فمن قال ان ليست مع ايات الصفات فهو لا ينفي الصفة الورد في هذه الاية لاثبات لامه وجه اخر والايات اشتداد التي قد اختلف فيها السلف عليهم رحمة الله هل هي من ايات الصفات ام لا نحو سبعة مواضع في كلام الله منها هذا الموضع دون غير الناظرة. الموظع الثاني فاينما تولي تسمى وجه الله الموضوع الثالث يوم يكشف عن ساق. يأتي الكلام عليها بابرادها باذن الله عز وجل. كل في موضعه. والذي عليه عامة السلف من الصحابة اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى بل لا يعلم عن احد من السلف من الصحابة والتابعين انه انكر صفة الرؤية. اما تعويل مجاهد ابن جبر فهو انه رأى ان هذه الاية في موضعها على معنى اخر وانها ليست من الصفات مع اثباته من صفة الرؤية من وجه اخر ولذلك قد صنف ائمة الاسلام عليهم رحمة الله في هذه المسألة مصنفات. في اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل يرى حقيقة هذا عن نحو من عشرين من الصحابة. كما ذكر ذلك يحيى بن معين عليه رحمة الله كما نقله عنه الامام الدار القومية عليه رحمة الله تعالى في كتابه الرؤية. وقد صنف في في رؤية الله سبحانه وتعالى غير واحد من الائمة كابن شاهين ابن نشاش والكيلاني يحيى بن عمر الكناني وكذلك الامام الدارقطني وقد ذكر الامام الدارقطني عليه رحمة الله عن يحيى المعين انه قال ثبت عن سبعة عشر من هذا اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى وقد جمعها ابن القيم عليه رحمة الله تعالى في كتابه هذي ارواح الى بلاد الى بلاد الافراح وزاد على هذا العدد. وفي بعضنا ضعف. وقد ثبت عن غير واحد من السلف انهم قالوا لقول الله سبحانه وتعالى لهم الحسنى بعد ان الزيادة هي رؤية الله سبحانه وتعالى ومنهم من قال ان الحسنى هي رؤية الله عز وجل منها من قال ان الجنة الجنة وزيادة هي رؤيا الله سبحانه وتعالى قال مروي عن مجاهد ابن جعفر وغيره. وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لذلك اشار اليه المصنف عليه رحمة الله قال كما البذر كما البذر لا يخفى وربك وربك اوضح وقل يتجلى الله للخلق جهرة كما البدر. الكاف هنا للتشبيه والماء زائدة. قال كما البذر وهو القمر التام حينما يكون بدرا فانه يرعى من غير من غير خفاء من شدة نوحه وقوة صدوعه. ولذلك يسير السائر بالليل في ليلة البدر ليرى طريقه لقوة ضوء القمر. والتشبيه هنا ليس للمرء بالمرء ولكن لحال الرؤية بالرؤية. وهذا من باب التقريب. لا من باب لا من باب من باب التشبيه ولذلك قد روى البخاري ومسلم هذا الحديث حديث جرير ابن عبد الله البجلي النبي عليه الصلاة والسلام قال انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر نعم وليس بمولود وليس بوالد وليس له شبه تعالى المسبح. يقول هنا وليس بمولود وليس عليه رحمة الله تعالى لهذا النفي اراد بذلك ان يبين ان اثبات الله سبحانه وتعالى لا يلزم من ذلك تشبيها بغيره. وهذا فيه رد على من اتهم اهل السنة بانهم مجسمة حينما يثبتون ان الله عز وجل يرى عن الحقيقة قالوا فانتم تثبتون لله يقال ما الدليل؟ قالوا وهل يراعي الا الجسم؟ قيل لهم لماذا قلت ما يرعى الا الجسم؟ الى لامر محسوس قيل بما انكم قلتم ان هذا الامر محسوس فهذا تشبيه. جلبكم على هذا القول مسألة الجسم هو تشبيه وهو انكم اعتدتم في الحياة وفي تعامل الناس ان الانسان لا يرى شيء الا اذا كان باسمه والله عز وجل قد اخبر عن نفسه بقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فاهل السنة لا يثبت ولا يسمع ولا لكنهم يثبتون الصفة ويتوقفون عما عدا ذلك. لان اثبات الجسر قدر زائز عن النفس يجب الامساك عنه. ولذلك هنا اراد ان يرد على اهل البدع الذين يطعنون باهل السنة يكأنهم يشبهون قال وليس بمولود اي ليس بمتفرع عن غيره. والمراد بالمولود هنا هو المتولد عن غيره. والتولد عن له صور كثيرة. لا كما يفهم ويقع الانسان انه يكون بحال الوضع ويكون احبك قبل ذلك بالمزاوجة ثم يكون وضعا ونحو ذلك لا. هو التولد عن الغير او الخروج منه. فقد يتولد شيئا من شيء سواء بمزاوجة او غير مزاوجة. ولذلك اذا اخرج من شجرة تولد هذا العود من هذه الشجرة. واذا اخذ ماء من غدير تولد هذا الماء منه اي اخذ منه وفصل منه. فالله عز وجل ليس بمولود وليس بوالد. والله سبحانه وتعالى لم يتولد من شيء ولم يتولد منه شيء والله عز وجل خالق كل شيء. واراد بذلك عليه رحمة الله المصنف ان ينفي التشبيه مع اثباته لرؤية الله سبحانه وتعالى. وهذا فيه قطع لفريق المبتدعة في مواجهة ومقابلة لاهل السنة. قال وليس له شبه وعلى المسبح كل من عطل او شبه او اول فانه قد انقدح في قلبه تشويه قبل ان ينطق بما قال. ولذلك يقول العلماء كل معطل مشبه وكل مشبه معطل وذلك لشيء قد وتر في نفسه. فكل من قال ان الله عز وجل ليس بسريع وليس ببصير ونحو ذلك يعطلوا اسماء الله عز وجل وصفاته فانما حملهم على ذلك شيء قد وقع في نفوسهم سيء فارادوا توزيها فوقعوا في التعطيل. واهل السنة يثبتون الصفات من غير تمثيل. وينزهون الله سبحانه وتعالى عن اللطائف من غير بخلاف المبتدعة الذين وقعوا وظلوا في هذين البابين تمثلوا وعطلوا. لكن اهل السنة قابلوا التمثيل بالاثبات ونفوا ونفوا التمثيل وقابلوا التعطيل بالتوجيه ونفوا تعطيل اسماء الله عز وجل عن حقيقتها. فكل ما يخطر في بال الانسان وفي عقله ان الله كذلك فالله فوق ذلك ولذلك يجب ان يعتقد الانسان ان الله سبحانه وتعالى فوق ما يتخيله المتخيلون انسان بفطرته يتخيل كل مذكور يقرأ عنده او يقرأ على مسامعه وان كان ذكر الله عز وجل وصفته. وهو معذور بذلك لكنه يجب ان يعلم انه ليس كمثله شيء. هذه واحدة وان يعلم انه ان تخير الله عز وجل على صورة فليعلم ان الله غير ذلك وفوقه قد يقال عن سبب تعطيل المعطلة ومخالفتهم لقول الله سبحانه وتعالى ليس شيء وهو السميع البصير ان نفي المثلية لله سبحانه وتعالى لا يعني تعطيلا. وذلك ان الله عز وجل اراد عن امرين اراد النفي المثلية واراد اثبات الحقيقة. فلله عز وجل سمع وبصر وليس كمثله شيء فلابد من الافلاس ولابد من نفي المثيل. ونفي المثيل هنا في مواجهة في فطرة الانسان وما ينقبح في قلبه وذهنه من المماثلة. ولذلك الانسان حينما يذكر له رجل من الناس او يحكي له احد وقابل فلان ابن فلان فانه يتبادر اليه هيئة معينة وان لم يكن ذلك الرجل اوصافه ولذلك كثير من الناس يقول لاحد حينما يسمع عنه كثيرا يقول انني اسمع عنكم تخيلتك على غير هذه الصفة. مع انه لم يوصف له لانه ينقبح في دين الانسان صورة معينة لكن يجب عليه بحق الله عز وجل الا يعتقدها. ولذلك الانسان لا يمكن ان يشبه احدا من يره الا بشيء قد رآه. اما على جهة الكمال على جهة كمال الصفة. وليس المراد به الكمال والرفعة ولكن به تمام القدر واما بجمع صفات متنوعة فيه. والمقصود من ذلك ان الانسان حينما يذكر له شيء فانه ينقدح فيه ينقدح في ذهنه تشبيها. هذا التشبيه على نوعين. اما ان على هيئة رجل قد رأى او صفة مخلوق قد رآه فجذبها بتمامها على هذا الرجل واما ان يكون بمجموع صفات قد رآها فجمعها وجعلها لهذا الرجل. ولا يمكن ان ان يتخيل مخلوقا قد ذكر عنده على هيئة لم يرها. فان الانسان لا لا يتخيل الا شيئا قد رآه. ولذلك حينما اذكر لك او يذكر لك ان ان فلانا قد رأى مخلوقا غريبا يتبادر الى دينك شيء معين وان لم وان لم يكمل كلامه وهذا الشكل المعين عندما تتخيله قطعا انك قد رأيته اما في يقظة او في منام. ولذلك حينما اتي الى شخص واقول له خذ ورقة وقلما وارسم لي شكلا لم تره هل يمكن؟ لماذا؟ لابد ان يرسم شكلا قد رآه. ابتكر لي شكلا لم تره. وان افتكر سيأتي باشكال مجموعة ويلفق من هنا وهناك وفي النهاية انها قد رأى. اما في حال يقظة او منام اذا الانسان كل ما يتخيله في عقله فهو مخلوق. فان وقع في تشبيه او وقع في دينه تخيل لاي صورة تشبيه ولذلك ينزه الله عز وجل عن ذلك ويعلم ان الله فوق ذلك ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء انه السميع البصير وشيء عام نكرة في سياق النفي تفيد العموم كل شيء ما كان في خيال او مكانة تلفيقا من صفات المحامد ونحو ذلك يجمعها الانسان ان الله عز وجل فوق ذلك لضعف الانسان عن الادراك فاذا كان الانسان يضعف عنه ادراك الحقيقة لو تمكن منها في هذه الدنيا كما سأل موسى ربه سبحانه سبحانه وتعالى ان يرى قال لن تراني وذلك انه لا يستطيع فلما تجلى الله عز وجل للجبل جعله الذكاء. فاذا كان لو مكن من ادراك حقيقة ان لم يستطع فكيف بان يتخيلها؟ ولذلك عقيدة المؤمن في مسألة الاسماء والصفات ان يثبتها على الحقيقة بما يليق بالله سبحانه وتعالى من غير فكيف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل وينفي عن الله سبحانه وتعالى النظير مطلقا وهذا هو عقيدة المسلم ولذلك المسلف عليه رحمة الله تعالى هنا بقوله بعد ان اثبت رؤية الله سبحانه وتعالى قال مع ذلك انني اقول انه ليس بمولود وليس بوالد وليس فله شبه تعالى المسبح. فكما انه يرى لا يعني انه يرى في رؤية غيره. وان الله سبحانه وتعالى يتجلى لا يتجلى لعباده نعم. وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا بمصداق ما قلنا حديث مصرح نعم. رواه جرير عن مقال محمد فقل مثلما قد قال في ذاك تنزح. يقول وقد ينكر الجهم هذا وعندما تقدم ان الجهمية قد انكروا رؤية الله سبحانه وتعالى وذلك انهم قد انكروا العلو اصلا وانكروا سائر صفات الله سبحانه وتعالى فالجاهلية انما يعبدون عدما لانه لا يمكن ان يكون احدا الا بصفاته. ولذلك يقال المعطل يعبد والمشبه يعبد وثنا ولذلك هنا نص على الجهل وذلك انهم ينفون رؤية الله سبحانه وتعالى لانهم ينفون سائر اسماء الله وصفاته فهم يمشون سائر الصفات كالوجه واليد والقدم يسمى ذا الذي يرى فان يكون اصلها انعدام ولذلك الجهلية يعبدون يعبدون عدما يقول وقد ينكر الجاني هذا وعندنا بمصداق ما قلنا حديث مصرح والمراد بقوله هذا هو رؤية الله سبحانه وتعالى وتجليه لخلقه يوم القيامة. يقول بمصداق ما قلنا اي كما قلنا ان الله وتعالى يرى ومع ذلك ليس بوالد ولا مولود وهذا دليل قول الله سبحانه وتعالى في سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. بمصداق ما قلنا حديث مصرح. رواه جرير عن مقال محمد فقل مثلما قد قال في ذاك تنجح. حديث جريم عبد الله البجلي قد رواه البخاري عليه رحمة الله قال تعالى فقال حدثنا مشدد حدثنا يحيى حدثنا اسماعيل ابن خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير بن عبدالله ورواه الامام مسلم عليه رحمة الله تعالى ايضا رواه الامام مسلم من هذا الطريق من حديث اسماعيل به. وهو ان رسول الله صلى الله عليه قال انكم ترون ربكم وانكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر. لا تضامون في رؤيته الله سبحانه وتعالى متواترة جاءت فيها احاديث كثيرة وحديث جابر ابن عبد الله البجلي رغم انه في الصحيحين الا ان اهل الضلال من المبتدعة وغيرهم قد طعنوا فيه. فلا اعلم واحدا من اهل السنة فضلا ان يكون من ائمة النقاد انه الحصاد قد طعنا فيه سوى الامام علي بن المبين عليه رحمة الله. قد طعنوا فيه بسبب قيس ابن ابي حازم وقيس ابن ابي حازم هو من كبار الصابين قال يملك الخلفاء الراشدين ولذلك قد قبل النبي عليه الصلاة والسلام وان النبي يريد ان يسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام فهجر النبي عليه الصلاة والسلام ميتا ولذلك يقول الذهبي عليه رحمة الله تعالى كاد ان يكون صحابيا وهو يروي عن جرير ابن عبد الله. من طعن فيه طعن فيه من وجهين الوجه الاول قالوا ان علي في المدينة قد نقل عن العطار انه قال قيسنا بحازم الحديث ولا اعلم من ائمة السنة من طعن بقيس ابن ابي حازم سواه. العطار وسائر الائمة على بيان فضله وجلالته فهو اجل التابعين من اجلهم فقد ادرك الخلفاء الراشدين الاربعة وهذا الحديث قد روي باصح اسانيد. بل قد جاء من غير طريق اسماعيل ابن خالد عن فبحازم عن جريد. قد رواه الدراسي وغيره من حديث مجاد بن سعيد عن ابي صحيح الشافعي عن وجاء ايضا من حديث ابي هريرة عليه رضوان الله تعالى فهو من وجوه من وجوه عدة واثبات السوء صفة الرؤيا ليست بخاصة ولكنها قد جاءت في ايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة الوجه الثاني الذي طعن فيه بهذا الحديث قيس عند ابي حازم انه قد روي عن ان ابن مدين عليه رحمة الله انه سئل عن هذا الحديث قال ااقبل حديث اعرابي بوالا على قدميه يقصد قتل ابي لقد نقلوا عنه الخطيب البغدادي في التاريخ وغيره. منهم من نفى هذا الناقل عن علي بن مدين عليه رحمة الله. ومنهم من اثبته وقال انه اجاب في الفتنة حينما امتحن الامام احمد علي رحمة الله في مسألة خلق القرآن وكذلك هذه مسألة الرؤية وسئل عن ذلك قالوا فاراد بذلك تعريظا ومثل جلالة قيس ابن ابي حازم ومن في طبقته من كبار التابعين لا تعلم وبهم الاحاديث بل من جاء بعدهم مطابقة لا يعل به الحديث اذا كان من الثقات بتفرده ولا اعلم احدا من الائمة الحفاظ اعل حديثا لتفرد تابعي. سوى ما ينسب لعلي ابن المدينة في هذا الموضع. والذي يظهر والله اعلم ان انا ليس بثابت على ظاهره وان ثبت عن المدير فانما فان كان مكرها على هذا القول وذلك ان بعض اهل السنة قد نفاه عن علي بن مدين عليه رحمة الله. وقد في هذا الحديث من وجه اخر طعن به المعتزلة. قالوا ان هذا الحديث وما في حكمه هو من خبر الاحاد واخبار الاحاد لا تقبل في مسائل الاعتقاد. وهذا قول باطل وجوه الوجه الاول ان رؤية الله سبحانه وتعالى ثابتة من وجوه عدة في السنة تصل الى درجة وقد اثبت غير واحد من الائمة ان رؤية الله عز وجل ثابتة بعدد يستحيل تواطؤ النقلة على على الكذب فيه او مخالفة الصواب. ولذلك قد جاءت في الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يزيد على عشرين حديثا. وقد يعني الصحابة باكثر من سبعة عشر صحابيا. قال رؤية الله سبحانه وتعالى وصنف في هذا الجماعة من الائمة عليهم رحمة الله تعالى في اثبات ان الله عز وجل يرى يوم القيامة وجمعوا فيه من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح ومالا وما لم يصح كما تقدم في احد عمر الكناني كذلك بشاهين والنحاس الامام الدارقطني عليه رحمة الله وهذه المسألة اي مسألة التواتر ومسألة الاحاد هي من المسائل التي قد انزلق في بابها المبتدعة والضلال. ولذلك يرد على ردهم بان هذا الحديث من اخبار الالحاد ان هذا الحديث اولا قد وصل الى درجة التواصل كما حكى عليه كما حكى في غير واحد ائمة على رأسهم الامام يحيى بن نعيم. وكذلك الامام الدار قطني. وكذلك الامام عليه رحمة الله وقبل الحائض بن حجر الوجه الثاني هو ان مسألة تقسيم الحديث الى احاد ومتواتر مسألة لا تسنب وذلك ان ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب العمل به سواء كان احدا او متواترا وذلك اننا لو قلنا بان الاحاد التي ترى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الاخبار التي تروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احد من المتواتر فما هو الاحاد وما هو المتواتر؟ فقد اختلف العلماء عن رحمة الله تعالى في حد الاحادي كحد اعلى في تعريف المستفيض والمشهور. واتفقوا في تعريف واختلفوا في حد الادنى من المتواتر على اقوال ويقال لمن قال بتقسيم المتواتر بتقسيم الحديث الى احاد متواتر فيقال له اما الفائدة من هذا التقسيم قالوا ان الخبر الذي الذي يكون متواترا فانه يفيد علما ضرورية فيقال ان العلم الضروري هو الذي يسلم به الانسان من غير نظر. فكيف عرفت ان هذا الحديث متواتر؟ لم تعرفه الا بالنظر في طرقه ولذلك قد اثبتت انه متواترا بالنظر. فانت اثبتت حقيقة بالنظر ثم بنيت عليها التسليم والضرورة. وكذلك الاحاد لم يتبين لك انه احاضر الا بالنظر ثم جعلت الايمان به من باب النظر. فيقال ان هذا التقسيم لا يفيد صحة او ضعفا على قول الجميع فاذا قالوا اننا حاد باقسامه ما الفائدة من تقسيمه الى غريب وعزيز ومشهور ومستفيض؟ هل يفيد ذلك صحة او ضعفا؟ قالوا لا لا بد من النظر في الاساليب. اذا كان لا بد من وما فائدة من هذا التقسيم؟ هذا مما ادخله المتكلمون. في علوم الاصطلاح في علوم الحديث ومما لا فائدة فيه. بل قد اتكأ عليه اهل البدع في رد السنة. ومنها في هذا الموضع ولذلك حينما نشأ تقسيم الخبر الى احاد متواتر ولم يكن له ثمرة من جهة البدعة قد سكت عنه ائمة اهل السنة باعتبار انه موافق للنظر ان من الاحاد ما ما يبغيه واحد او واحد ومنها ما هو كثرة بغلبة الظن ان الكثرة ان تتواضع الكذب. وان الواحد يتطرأ اليه يتطرق الخطأ. ولكنهم بعد ذلك قالوا ان خبر الواحد يفيد الظن والمتواكل يفيد اليقين ثم بعد ذلك جاءت طائفة اخرى قالوا خبر الاحادي يفيد الظن والله عز وجل يقول في كتابه العظيم اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. فردوا اخبار الاحاد فمنهم من قال نرد اخبار الاحاد في باب الاعتقاد ومنهم من قال لا باخبار الاحاد مطلقا فعرضوها على اهوائهم فردوا كثيرا من السنة. من هذا الباب واصل هذه مسألة وتقسيم الحديث الى احاد متواتر. فيقال ان ما ثبت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا عن واحده النبي عليه الصلاة والسلام يجد الايمان به واعتقاده كما لو جاء في ولذلك الله عز وجل قد امر بطاعة نبيه وامر بالتسليم له والانقياد له وقرن طاعته بطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام مع ان القرآن كله متواتر. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم متواتر وغير ذلك. فجعلها من جهة الايمان والطاعة سواء ومن جهة المعصية والمخالفة سواء. ولذلك يقال ان ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باي انسان كان وصح الاسناد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب العمل به ولكنهم قد يستفادوا من هذا في مسألة الكفر ليقال ان من كان انكر او جحد شيئا متواترا كفر. او من تعول او جحد شيئا ليس بمتواتر لا يكفر يقول رواه جرير ان قال محمد وقل مثلما قد قال في ذاك في ذاك تنجح اي في مثل ما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يتجلى يتجلى لعباده فيرى. فيرى يوم القيامة على الحقيقة والادلة في ذلك من كلام الله سبحانه وتعالى كما تقدم ومن ذلك قول الله عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ الا محجوبون يعني الكفار والمجرمون محجوبون عن رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. فاذا كان هؤلاء محجوبا يدل على اثبات الرؤية لله سبحانه وتعالى من قبل اهل الايمان. وقد كان السلف عليهم رحمة الله يشددون في هذه المسألة ويضللون ويبدعون من انكر رؤية الله سبحانه وتعالى. ولذلك يقول الامام عليه رحمة الله من انكر رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فانه يخشى عليه بان لا يرى الله عز وجل ليحجب من رؤيته ولذلك حينما ناظر الامام الشافعي عليه رحمة الله بشر المريسي المريسي حينما هو ممن يرى الحليب وان الله عز وجل في كل مكان وينفي علو الله سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه بل كان من ضلاله اذا سجد يكون في سجوده سبحان ربي الاسفل كان الشافعي رحمة الله تعالى لما ناظره وتمسك برأيه وادبر قال الامام الشافعي عليه رحمة الله تعالى والله والله ما يفلح نعم وقد ينكر الجهمي ايضا يمينه وكلتا يديه بالفواضل تنفح يقول وقد ينكر الجهمي ايضا يمينه. وقد هنا اذا دخلت على الفعل المضارع فانها تفيد تقليل او تفيد في مادة تحقيقه ما هو المراد وهو المراد هنا. وقد ينكر الجاني ايضا يمينه باعتبار ان وينفي الصفة كلها اصلا. واراد المسلم عليه رحمة الله تعالى باليمين هنا انه ينفي ينفي تلك كلتا كلتا اليدين والله سبحانه وتعالى كلتا يديه يمين وقد جاء في صحيح الامام مسلم عليه رحمة الله ذكر الشمال وهي غير محفوظة بل هي شاذة هنا مسألة باليد يريد الاستيراد وذلك ان الجهمية ينفون وينكرون سباب الله سبحانه وتعالى عامة واليد هي من صفات الله سبحانه وتعالى الذاتية. قال وكلتا يديه تنصحوا اي انه لا يلزم ان يكون ان يعتقد المؤمن ان لله عز وجل يمين وله يد اخرى ان يكون هذا التقسيم كتقسيم كتقسيم ايدي المخلوقين. يمينا واخرى ثمة فضيلة ومفضولة فكنتا يديه متشابهتين بالفضل ولذلك يقول وكيت يديه بالفواضل بالفواضل تنجح في رواية فيما اذكر هنا قال وكيتا يديه بالفواضل تنضح اثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى وقد جاءت فيها احاديث كثيرة جدا بل قد جاء في بيان مدلولها في كلام الله سبحانه وتعالى ما لا يحصى من دلائلها وقد جاء في كلام الله سبحانه وتعالى ذكر صفة اليد على ثلاثة احوال. الحالة الاولى بالافراد ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى تبارك الذي بيده الملك بصفة التثنية كما قال الله عز وجل بل يداه مبسوطتان وكما قال الله عز وجل لما خلقت بيدي الثالثة بصفة نعم يقول الله سبحانه وتعالى والسماء بنيناها بايد فانا لموسعون ولله عز وجل سبحانه ينال. واما ما جاء الافراد جامعة فانه يجوز في لغة العرب. ذكر التثنية بالافراد من باب الجن فتقول وقعت بقدمي او ارض فلان او البلد وفلانة وتريد بقدمك. لا تريد بذلك ان بقدم دون اخرى. وكذلك تقول في باب الافراد سمعت باذني ورأيت بعيني وتمد عينيك كذلك في باب في باب الجمع فتقول لي اذان ولي عيون ولي عرجلا امشي بها ولذلك التثنية هي التي لا تحمل على غيرها. فيقول الله سبحانه وتعالى يديه وقد جاء في مسند الامام احمد ذكر اليمين ذكر اليد الاخرى بالاخرى. وجاء في مسلم بالشمال. وهي غير محفوظة. قد جاء في الصحيح ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكنتا يديه يمين. يريد نفي ما يتقرب الى ذهن الانسان ان اليد اذا اطلقت اليمين فان ما يقابلها شمالا اقل منها مكانة ومنزلة. وهذا ليس بمراد وذلك نفاه بقوله وكلتا يديه يمين اي من جهة المنزلة والمكانة. وصفة اليد اثبتها سائر السلف من الصحابة والتابعين. ولا اعلم احدا من السلف من نفاها. ولكن عند قولهم في قول الله سبحانه وتعالى والسماء بنيناها بايدي قال مجاهد انه قال في قول الله عز وجل قال بقوة فهذا من المواظع في كلام الله سبحانه وتعالى التي قد اختلف فيها السلف هل هي من ايات الصفات ام لا؟ مع اثبات مجاهد نفسه مجاهد نفسه لالي صفة اليد في مواضع اخرى. فهو ليس من صفة اليد لكنه في هذه الاية لا يرى ان اية هذه الايات والصفات لما؟ لانه يرى انه في لغة العرب وهذا معروف مسلما في لغة العرب ان ثمة جمع فيقال انت ويقال ايدي. قالوا فالايد هي المراد بها القوة ونظير هذا في خلافهم عند قول الله سبحانه وتعالى يوم يكشف عن ساق قالوا عن شدة ممن حمل على ظاهره اثبات صفة الساق لله سبحانه وتعالى وكذلك هذا مروي المجاهد فانه قال عن شدة وروي كذلك عن عبد الله ابن عباس. فيقال معروف في لغة العرب ان الساق تكون بمعنى الشدة ولذلك تقول العرب قد كشفت الحرب عن ساقها اي عن شدتها والمراد بذلك يومئذ يكشف عن ساق. اي عن شدة وهول يوم القيامة فلا يستطيع من لا يسجد من لم يسجد في الدنيا لله سبحانه وتعالى ان يسجد يوم القيامة. وهذا لا يعني اختلافا في ذات وانما يعني اختلافا في الاية هل هي من ايات الصفات ام لا؟ وهذا ايسر بكثير مع ان عامة العلماء عليهم رحمة الله تعالى على ان هذا الموضع في هذه الاية هي من صفات الله سبحانه وتعالى نعم وقل ينزل الجبار في كل ليلة بلا كيف جل الواحد المتمسح نتوقف هنا