تعالى وقل ان خير الناس بعد محمد وزيراه قدما ثم عثمان الارجح ورابعهم خير البرية بعدهم علي حليف الخير بالخير منجح. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه باحسان الى يوم الدين تقدم الكلام على فضل الخلفاء الراشدين بالاجمال وهنا يذكر المصنف عليه رحمة الله تعالى ترتيب الصحابة من جهة الفضل. وذكر ان افضلهم هو ابو بكر وعمر ولذلك هنا قيد الافظلية بما بعد محمد صلى الله عليه وسلم من امته. وذلك انهم خير البرية بعد الانبياء والمرسلين ولذا قال ان خير الناس بعد محمد وزيراه. اي ابو بكر وعمر والوزير هو ما ما يمتد به الازر. وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام فظلهما في احاديث كثيرة على غيرهما. من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام ما من نبي الا وله وزيران من اهل السماء والارض ووزراي جبرائيل وميكائيل من اهل السماء ومن اهل الارض ابو بكر وعمر. وقد ثبت ان الصحابة علي رضوان الله تعالى كانوا في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر وعمر على غيرهم من الصحابة. ولذلك يقول عبد الله بن عمر كما في الصحيح كنا زمن النبي عليه الصلاة والسلام نفضل فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نمسي وقد جاء ذلك من وجه اخر عن عبد الله ابن عمر عليه رضوان الله تعالى عن ابن سعد ابن وابي نعيم في هذه الحلية قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد ولا يقول شيئا وهذا يدل على فضلهما ومكانتهما. وذلك انهما من السابقين الداخلين في الاسلام. وممن ازر النبي عليه الصلاة والسلام في دعوته. وهذا هو اصل عام ان السابقين افضل من اللاحقين. وكلهم في فضل الصحبة يشتركون وان الله عز وجل قد رضي عنهم ورضوا عنه. الا ان ابا بكر وعمر قد اشترى في مؤازرة النبي عليه الصلاة والسلام والسبق في الصحبة. فاستحق الفضل والمزية على غيرهم من عليه رضوان الله تعالى وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام فضل ابي بكر وفضل عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى صريحا على غيرهم كما جاء في من حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى ان النبي عليه الصلاة والسلام سئل اي الناس افضل هو احب اليك فقال النبي عليه الصلاة والسلام عائشة قيل من الرجال؟ قال ابوها. قيل ثم من؟ قال عمر وهذا نص في فظلهم على سائر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم ان منهاج اهل السنة والجماعة في بيان الفضل وفضل الصحابة. ان السابقين افضل ممن جاء بعدهم وافضل السابقين اهل البيعة بيعة البيعة تحت الشجرة ثم من شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وافظلهم العشرة المبشرون بالجنة وافضل العشرة خلفاء الراشدين الاربعة وافضلهم ابو بكر وعمر وهذا الذي عليه اهل السنة والجماعة انهم لا يقدمون احدا من الصحابة على ابي بكر وعمر ومن قدم احدا من الصحابة على ابي بكر وعمر فقط ضل وتزندق. ولذلك اذا كان هذا في حق الصحابة ان يقدم احدهم على ابي بكر وعمر فكيف بغيره من اولياء الله سبحانه وتعالى؟ فكيف بغيرهم من خلق الله عز وجل من يقدم الضالين وغيرهم على الصحابة؟ لا شك كان ذلك ضلال وزندقة. ولذلك يقول الامام احمد عليه رحمة الله من قدم علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله على ابي بكر وعمر في الفضل لكن نسب فهو رافظي زنديق. فهو رافظي زنديق هذا في لمن قدم علي ابن ابي طالب على ابي بكر وعمر فكيف بمن قدم غير علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى بمن هو دونه في المنزلة بل ان علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى هو بنفسه يقدم ابا بكر وعمر على نفسه ولذلك قد جاء في الصحيح من حديث محمد بن حنفية وهو ابن علي بن ابي طالب انه سئل عن افضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن ابن ابي طالب فقال ابو بكر قيل ثم ماذا؟ قال عن عمر قال فخشيت ان يقول عثمان فقلت ثم انت. قال ما انا الا واحد من المسلمين. وتقديم عثمان ابن عفان عن علي ابن ابي طالب هو الذي عليه عامة اهل السنة. وذهب بعضهم وهم قلة من اهل السنة وهذا ينسب لبعض السلف الثوري وغيره بتقديم علي بتقديم علي ابن ابي طالب على عثمان ومن قدم علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى على عثمان فقد خالف. ولذلك يقول العلماء ان التشيع عند الاوائل اذا وصفوا احدا بالتشيع من التابعين فمرادهم بذلك انه يقدم علي ابن ابي طالب على عثمان. وان الغلو في التشيع لم ينتشر ويشتهر الا بعد ذلك من تقديم علي ابن ابي طالب على ابي بكر وعمر وكذلك سأله علي ابن ابي طالب انما انما غلا فيه بعد ذلك ثم قال ورابعهم خير البرية بعدهم والبرية هي الخلف. ولذلك الله سبحانه وتعالى هو الذي برأها اي خلقها فخير البرية بعد محمد صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى قال حليف الخير حليف الخير بالخير منجح وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج بنته فاطمة عليها رضوان الله تعالى وابو السبقين الحسن والحسين وهو من اقرب الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن السابقين الى الاسلام. وهو في الفضل بعد عثمان بن عفان عليه رضوان الله تعالى. والذي عليه عامة للسنة بل اجماعهم ان فضل الخلفاء الراشدين بحسب خلافته بحسب ترتيبهم في الخلافة ومن قدم علي ابن ابي طالب على عثمان فهو مخالف في ذلك. الا انه لا يبدع ويضلل. ولكنه يوصف بالمخالفة. بما عليه السلف اذا حفظ لعثمان حقه وللصحابة بالاجمال حقهم فانه يقال انه على منهج اهل السنة والجماعة الا انه خالف ففي ذلك بتقديم علي بن ابي طالب على عثمان. ولذلك اذا وصف العلماء احدا من التابعين وجملة من اتباع التابعين فالغالي هو ان المراد به تقديمهم علي ابن ابي طالب على عثمان. ولا يريدون بذلك التشيع المعروف في عصرنا واذا اطلق التشيع عند المتأخرين فمرادهم بذلك تقديم علي ابن ابي طالب على الخلفاء الراشدين كلهم والطعن في جملة من من الصحابة عن رضوان الله تعالى كابي بكر وعمر. فمن تلقط احدا من الخلفاء الراشدين؟ فقد ابتدع وظل وتذلق ومن طعن في الصحابة بالاجمال فقد كفر بالله سبحانه وتعالى. وحكى الاجماع على كفره غير واحد من العلماء القاضي عياض وكذلك ابن عساكر وابن كثير وشيخ الاسلام ابن تيمية والقرطبي وابن حزم الاندلسي وغيرهم من من ائمة الاسلام وذلك ان الطاعنة في الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يريد طعنا بصحبتهم لا بهم وذلك انه لا يجمل الطعن في احد من صعد احد الا ويريد الصحبة. ولو اراد الطعن باحد منهم بافرادهم كان يتهم احدا منهم بالجبن او البخل او الغلاء او السذاجة او الدروشة ونحو ذلك فذاك ضال. ضال ولكنه ليس بكافر اما من طعن بهم بالجملة فاجمل الطعن والسب فقد كفر بالله سبحانه وتعالى لانه لان الصحابة ما اشتركوا بشيء من المذمة او سوء الخلق الذي يزعمه اهل البدع ابدا ولكنهم اشتركوا بمزية وفضل وهو الصحبة. فمن طعن بهم في الاجمال فقد طعن في صحبتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في الصحابة بالاجمال او بافرادهم هي بذرة يهودية وذلك انهم يريدون الطعن في الشريعة. فلما كان لا يسلم لهم احد الطعن بالشريعة وبالاسلام والكتاب والسنة ارادوا الطعن بالحملة. ولذلك نشأ الطعن من بعض الصحابة كابي هريرة عليه رضوان الله تعالى واتهم بالكذب وهم ما ارادوا في الحقيقة ابا هريرة ولكنهم ارادوا ما حمله من السنة فاذا طعن في ابي هريرة ويظن البعظ المقصود ابي هريرة بنفسه فانه يترتب على ذلك ان الاحاديث او جملة الاف من الاحاديث يرويها ابو هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام ويتفرد بها وهذا هو الثمرة مما يريدون من اقارب الصحابة. يريدون رد الشريعة والتنقص منها وان يقع في النفوس شيئا من ذلك. كما وقع هذا في جملة من العقلانيين من المتأخرين من طعنوا بالصحابة عليهم رضوان الله تعالى لانهم لا لا يستطيع ان يطعن في الشريعة مباشرة. وهذا من طرائق اليهود ان يطعنوا في الحملة لا ان يطعنوا في المحمول. وهذه حيلة خبيثة في هدم الاسلام ومعالمه. ان يطعنوا في اهل العلم والفاظل. او الصحابة ائمة الاسلام ولا يريدون في ظاهر امرهم ما يحملونه ولكنهم يريدون اشخاصا حتى يتمكن تصديقهم في القلوب فحينئذ تسقط ارائهم بسقوط اصحابها. نعم وانه من الرهط لا ريب فيهم على نجب الفردوس بالنور تسرح. هنا يشير الى انه ومن اهل الجنة وقطع لهم بذلك لثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قل وانهم للرهط والرهط في لغة العرب هو ما دون العشرة. ليقال ما بين الثلاثة الى العشرة. وقيل ما هو اكثر من ذلك؟ قال لا ريب فيهم اي بلا شك ان ذلك الاعتقاد حق لا ريب فيه على نجب الفردوس تسرح والمراد بالنجب هي الابل والنوق الكرام وتساوى جمعها ناجبات ونجب انهم يكونون على هذه النور يوم القيامة في الفردوس يسرحون. والفردوس هو اعلى منازل الجنة. ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح ان في الجنة مئة درجة اعدها الله للمجاهدين. فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الاعلى فان او اوسط الجنة واعلاها. وفوقه عرش الرحمن ومنه تنفجر انهار الجنة ورأى منازلها والصحابة عليهم رضوان الله تعالى من الخلفاء الراشدين وغيرهم هم من ان الفردوس. ولذلك هنا قطع لهم بانهم من اهل الفردوس على نجب اي لوط يسرحون فيها. وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد لهم في احاديث كثيرة كما في حديث ابي هريرة. كما في حديث عليه الصلاة والسلام اسكن احد. وفي حديث ايضا حديث عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد. في المسند والسنن النبي عليه الصلاة والسلام شهد للعشرة المبشرين بالجنة بها. ولذلك اشتهروا بهذا الوصف بعشرة بشرية المبشرين بالجنة ومنهج اهل السنة والجماعة ان لا يشهدون لاحد من اهل الاسلام الجنة بعينه وان انما يقولون ان يرجى له الجنة وذلك لغياب شيء من من اركان الايمان وهو ما يقع في قلب الانسان. ولذلك النبي عليه الصلاة سلام قد انكر على اصحابه حينما شهدوا لاحدهم في الجنة حينما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقصة في ذلك مشهورة. فلا يشهد لاحد ممن هو في الاسلام في ظاهره انه من اهل الجنة الا من شهد له النبي عليه الصلاة والسلام. ولا يشهد لاحد بالنار. بعينه ما لم يتيقن موته على ذلك او شهد له النبي عليه الصلاة والسلام بالنار. او جاء في كتاب الله عز وجل كفرعون. وابي لهب. وامية الخلف قارون وهامان وغيرهم ممن شهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام انهم في النار. اما ما عداهم فيقال انه من اهل النار ان مات على ما هو عليه واهل الايمان يرجى لهم الجنة. وان تيقن انه مات وهلك على كفره فانه يشهد له بالنار بعينه. وهذا نادر. لكنه يقال بالاجمال ان الكفار خالدون في النار. وان اليهود والنصارى وغيرهم ممن خرج عن محمد صلى الله عليه وسلم من اهل النار خالدين فيها. فمن مات منهم على ملته فهو من اهل النار ولا يشهد لاحد بعينه الا من شهد له النبي عليه الصلاة والسلام نعم سعيد وسعد وابن عوف وطلحة وعامر فهر والزبير الممدح. وهؤلاء هم تتمة العشرة المبشرين بالجنة سعيد وسعيد ابن زيد ابن عمرو ابن نفيل ابن عم عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى وسعد وسعد بن ابي وقاص من بني زهرة وعبد الرحمن بن عوف من بني زهرة ايضا وطلحة ابن عبيد الله قال وعامروا فهر وعامر ابو عبيدة ابن الجراح الفهري القرشي قال والزبير هو ابن العوام قال ممدح اي ما الموصوف بالممادح؟ وذلك لمناقبهم كثيرة وقد جاء النبي عليه الصلاة والسلام الشهادة لهؤلاء العشرة بالجنة كما جاء في سنن الترمذي. وكذلك في مسند الامام احمد من حديث عبدالرحمن بن عوف عليه رضوان الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام قال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وسعيد في الجنة وسعد في الجنة وعبد الرحمن ابن عوف في الجنة وطلحة في الجنة وعامر في الجنة والزبير في الجنة. فيقال في هؤلاء العشرة انهم من اهل الجنة قطعا لثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل ما شهد له النبي عن من شهد له النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة هؤلاء فحسب؟ لا. قد شهد النبي عليه الصلاة والسلام لغيره من اصحابه كبلال وعكاشة بن محفط وابي هريرة وعائشة. وفاطمة والحسن. والحسين الاصل في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كلهم في الجنة. واعتقاد اهل السنة فيهم ان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى بالاجمال في الجنة. ولا يشهد لاحد بعينه ممن لم يشهد له النبي عليه الصلاة والسلام انه من اهل الجنة ولكن يطلق بالاجمال ان الصحابة في الجنة وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا ليذادن يوم القيامة اناس عن حوضي من اصحابي فاقول يا رب هؤلاء اصحابي. فيقول الله سبحانه وتعالى انك لا تدري ما احدث بعدك فقال بعض العلماء ان هؤلاء نزرة ممن ارتد من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى وعلمت ردته وقيل انهم ممن كان ظواهرهم الايمان وابطل النفاق ولم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتغير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يعمم ولا يؤثر في فضل الصحابة. بل يقال ان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في الجنة. ولكن لا يقال لاحد منهم ممن لم يشهد له النبي عليه الصلاة والسلام وانما يقال بالعموم ان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى فضلهم بالمنزلة الرفيعة والمكانة ولا يطعن باحد منهم وانهم في الجنة وان الله سبحانه وتعالى رضي عنهم ورضوا عنه. ولذلك يأتي ذكر المصلب عليه رحمة الله تعالى فيما يأتي في بيان فضلهم ومنزلتهم في الكتاب والسنة. نعم. وقل خير قول في الصحابة كلهم ولا تك طعانا وتجرح وهذا هو منهج اهل السنة والجماعة. ان الصحابة يمدحون كلهم. بلا بلا مثلبة ولا نقص. وان ما وقع بين الصحابة من فتنة وفرقة وخلاف. فانه وقع بين اهل فضل فلا يحل الخصومة ممن هو دونه. ولذلك وقع بين الصحابة عليهم رضوان الله تعالى من الخصومة والفتنة ما يعلن وليس لمن جاء بعدهم ومن هو دونهم في المنزلة ان يقيم هؤلاء لانهم اصحاب الشرق والفظل ولذلك عمم المصنف عليه رحمة الله تعالى هنا بلزوم اطلاق الفضل لهم على العموم. قال وقل خير قول في كلهم اي جميعهم بلا استثناء. وانهم من اهل الخير والفضل. فلا يعاب احدهم ولا يثلب بشيء وقع في وذلك انهم بتلك المنزلة واما المنع من عيبهم والطعن فيهم وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ذلك بالاجمال والاطلاق. فقال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي. واصحابه تعريفهم هما اما لقي النبي عليه الصلاة والسلام. على الايمان ومات على ذلك. فمن كان هكذا وصفه فلا يطعن فيه ولا يثلب ولا ولا يعير ولا يسب ولا يستهزأ به بشيء وان وصفه وان وصفه فيه احد من اهل الفضل من الصحابة مثله. فان الصحابة يقع بينهم من خصومة كغيره. لكن انه لا يقيمهم من جاء بعدهم ممن هو دونهم. ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة وهم في ذلك الفضل والجلالة ان يسبوا بعضا فقال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي. فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ولذلك الانسان المؤمن الموحد مأمور بان يطلق الفضل للصحابة كلهم وان لا يكون طعانا اي فيهم قال ولا تك طعانا تعيبوا وتجرحوا. يعتمد كثيرا من الضالة ومن تبعهم بالطعن في الصحابة بشيء قد وقع بينهم وصف بعضهم بعضا كعني قال قال فلان من الصحابة في فلان كذا فهو اذا كذا ليوصف فيهقال فلان وصفه فمن انت؟ فانت حينما تصفه بهذا الوصف تطعن فيه. وليس لك هذا فهم بينهم على منزلة سوية في الفضل. فلا يطعن فيهم من جاء بعده. ولذلك اتفق اهل السنة والعلماء عامة على ان من طعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاجماع. والجملة وسبه مطعن فيهم فقد كفر وهذا لا خلاف فيه واما من سب واحدا منهم كأن يصف فلانا بالجبن او البخل او السدادة. او انه ليس بفقيه. ليس بعالم. ونحو ذلك. ممن يطعن فيه كبعض الشيعة وبعض النواصب الذين طعنوا في احاديث الصحابة وبعضهم ولم يطعنوا فيهم بالاجمال فمن اطلق القول ولم يستثني الا واحد او اثنين او قلة قليلة كما يستثني الروافض ال البيت ويطعنون في وللصحابة عامة فهؤلاء كفار خارجون عن الاسلام. وذلك لتكذيبهم الفضل الذي جعله الله عز وجل للصحابة وما جعل الله سبحانه وتعالى لهم في المنزلة الرفيعة. فمن طعن في ابي بكر او شهد له بالنار فقد كرر. وكذلك عمر لتكذيبه ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواتر عنه في فضل هؤلاء العشرة المبشرين الجنة في احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشير هنا المصنف بقوله لا تك طعانا تعيب وتجرح نشوء فراق الضلال بالطعن الصحابة عليهم رضوان الله تعالى بدافع النصرة لصحابة اخرين وحملهم على ذلك الغيرة. ونشأ في الصحابة فرقتان قديمتان ونشأت فرقة متأخرة بعدها اما الفرقتان فاولهما الشيعة الذين طعنوا في من قدم غير علي على علي وبلغ في غلافهم ان طعنوا في الخلفاء الراشدين الاربعة سوى علي بن ابي طالب. وفي غلافهم من طعن في سائر الصحابة ال البيت فسبوهم وذموهم وطعنوا في امهات المؤمنين فهؤلاء كفار لانهم قد طعنوا بحملة الوحي. فاذا علمنا ان سائر التشريع انما وصل الينا عن هؤلاء الصحابة فاذا قلنا انهم كفار فلا شريعة حينئذ مسلمة. والله عز وجل قد تكفل بحفظ دينه. وهذا من اصول ما ينقض عقيدة الرافضة ويبينوا كفرهم ووضوح انحرافهم عن الايمان. ثم الفرقة الثانية وهم النواصب. الذين نصبوا العداء لال البيت. وذلك بسبب غلو الشيعة في ال البيت وطعنهم في بعض الصحابة عليهم رضوان الله تعالى كمعاوية وعثمان ابن عفان وغيرهم. فارادوا نصرة فوقعوا في المذمة. وهؤلاء من المبتدعة والنواصب اخف من الروافض. وذلك ان النواصب لا يطلقون بالعموم تضليلا تظليل الصحابة بخلاف الروافض الذين يطلقون بالعموم ولا يستثنون الا ال البيت وهم عدد قليل. والصحابة بالالاف بالاجمال. بخلاف النواصب فانهم يطعنون في الواحد والاثنين والثلاثة والاربعة والخمسة من ال البيت عليهم رضوان الله تعالى. والمؤمن الحق الموحد لا يطعن في احد من الصحابة ابدا لا بالاجمال ولا بالتفصيل. وما وقع بينهم من خلاف فان ذلك سلم الله عز وجل منه الانسان في زمنهم فليسلم منه لسانا. ولذلك سئل عمر بن عبد العزيز وكذلك غيره عما وقع بين الصحابة قال ذاك تلك فتنة سلم الله منها سيوفنا فلما لا يسلم الله منها السنتنا والواجب على المؤمن ان يمسك عما وقع بين الصحابة عليهم رضوان الله تعالى فقد يصف احد الصحابة نظيره لشيء بينهم يصفه بالغدر او الكذب ونحو ذلك فهؤلاء في مكانة ومنزلة سوية. فليس لاحد جاء بعدهم ان القيم ذلك مصيب وذلك مخطئ. ولكن اهل السنة فيما وقعت الفتنة بين علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى ومن خالفه قالوا بالاجمال بصواب بصواب علي ابن ابي طالب وان الحق معه. وذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لعمار ابن ياسر كما جاء في الصحيحين ويح عمار تقتله الفئة الباغية. فقتل في صف علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى ولذلك الامام الشافعي عليه رحمة الله في سابقة البغاة في كتابه الام اورد قصة علي بن ابي قصة علي ابن ابي طالب رضوان الله تعالى مع قتاله لبعض الصحابة قد طعن في الامام الشافعي في هذا فانتصر رحمة الله فقال ان لم يضع في باب قتال البغاة قصة علي بن ابي طالب فماذا فماذا يصنع؟ وذلك لظهور النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هذا لا يعني قدحا باحد من الصحابة من خصومه علي ابن ابي طالب بعينه والحاق المذمة والمنقصة لانهم كلهم كانوا اهل اجتهاد وارادوا بذلك صوابا والله عز وجل والله عز وجل ارحم بعباده من ارحم بعباده من عباده نعم فقد نطق الوحي المبين بفضلهم وفي الفتح اين للصحابة تمدح. يقول فقد نطق الوحي المبين بفضله الوحي تقدم انه الكتاب والسنة. ولذلك الكتاب والسنة موصوفان بالاندال والوحي ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى عن النبي عليه الصلاة والسلام وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وذلك ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي. فان كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم علم من الله عز وجل ثابت قبل ان يسأل اجاب السائل حال سؤاله. وان لم يكن لديه علم من الله عز وجل ثابت فانه ينتظر الوحي حتى ينزل ولا يقول شيئا من قبل رأيه والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث يعلى ابن امية ان النبي عليه الصلاة والسلام كان بالجعرانة فجاءه رجل وهو محرم وعليه جبه وهو متظمق بخلوق يعني طيب فقال للنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله ما تقول في رجل متظمس بخلوق وعلي جبة قد اهل بعمرة فنظر اليه النبي عليه الصلاة والسلام ثم اطرق رأسه فنزل عليه الوحي فادبر الرجل قال فاخذ العرق يتصبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه فقال اين الرجل؟ فاوتي به فقال النبي عليه الصلاة والسلام اما فانزعها واغسل عنك اثر الخلوق واصنع في عمرتك ما تصنع في حجك. فيه دليل على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم الا بوحي وانه ان سئل في الحال فاجاب فلعلم سابق من الله عز وجل له. وان لم يكن لديه علم انتظر الوحي كما في هذه الحال ولذلك القرآن والسنة موصوفان بالانزال وبذلك يقال الوحيان الشريفان. قال فقد فقد نطق الوحي الوحي المبين بفضلهم اي بفضل الصحابة عليهم رضوان الله تعالى بالاجمال والايات في ذلك كثيرة ولذلك يقول الله عز وجل رضي الله عنهم ورضوا عنه. والاحاديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة قد تقدم الاشارة اليها كما في صحيح لا تسبوا اصحابي وقوله عليه الصلاة والسلام الصحابة امنة لامتي فاذا ذهب الصحابة اتى امتي ما يوعدون وقال وفي الفتح اية للصحابة تمدحوا وسورة الفتح فيها من الممادح وبيان فضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما لا يشفى واشار الى سورة الفتح بذاتها لكثرة الاي التي تبين بفضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاجمال من غير استثناء. وهذا يدل على العموم. ولذلك يقول الله عز وجل مادحا لهم في سورة الفتح محمد رسول الله. والذين امنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينه ويقول الله سبحانه وتعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة وهذا دليل على رضا الله عز وجل له المثاق والمدح المطلق وكذلك قال الله سبحانه وتعالى رضي الله عنهم عنه وهذا يدل على ان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى بالاطلاق ام فضل ومدح وانه لا يليق بمؤمن الحاق منقصة وعيب باحد منهم. وان كانت وان كان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في الآدمية والبشرية يقع منهم من الخطأ والزلل والذنوب ما يقع وهذا لا خلاف فيه عند عند اهل السنة فهم ليسوا بمعصومين. كما يقول الذلال من من الشيعة والرافضة الذين يقولون بعصمة ال البيت اي انهم معصومون من الخطأ والزلل. فلا يوجد احد معصوم من الخطأ والزلل بالاطلاق من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى. بل يقع منهم الخطأ. ويقع منهم الدمع لكنهم لا يسبون به. ولا يعيرون به ولا يطعنون به. وذلك انهم قد بلغوا بالمنزلة والفضل وتجاوزوا الخنفرة. وانهم لا يوزنون في من؟ عند من جاء بعدهم في الفضل. ولذلك من شيء في قلوبهم لقوله عليه الصلاة والسلام لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهما المد ملء الكفين المعتدلتين مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهما ولا نصيبه. وهذا يدل على مع ان العبرة ليست بظواهر العمل ولكن بما يقع في القلوب. فلا ينتقص من احد من الصحابة وان جهل امره لانه كانوا نصرة للصحابة ومبلغا للدين. فلا يقال ان فلان ابن فلان ائمة الاسلام افضل من ذلك الاعرابي الذي جاء النبي عليه الصلاة والسلام وربط ناقته في المسجد ثم ذهب وان ذلك الامام او ذلك التابعين افضل من ذلك الاعرابي الذي جاع وبال في المسجد ونحو ذلك فهذا ليس على منهج اهل السنة. بل يقال ان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى افضل ممن جاء بعدهم وقد يقع في علم الله ان احدا ممن جاء في الامة بافرادهم خير من بعض افراد الصحابة. ولكنه ليس لاحد ان يقول ذاك افضل من ذاك. ولذلك لا يفظل احد من الصحابة على غيره من الصحابة مما لم يرد في حقه تفضيلا بعينه. فلا يقال عبد الله بن عباس افضل من عبد الله بن مسعود او عبد الله بن عمر افضل من عبدالله بن مسعود. ونحو ذلك فهؤلاء فيقال صحابة وفي الفضل سواء. والتفضيل يفتقر الى نص والفضل جاء بعمومه. والخوض في هذه المسائل والمبالغة في تقييم الصحابة هذا اصله نبتة ورافضية. الذين قد جعلوا الصحابة في الميزان. فمن غالي ومن جافي في هذا الباب. والفرقة الثالثة التي نشأت بعد ذلك هي فرقة العقلانيين الذين ارادوا وهم طوائف من المعتزلة الذين ارادوا رد السنة بالطعن في الصحابة جاء الطعن بابي هريرة. وذلك انه قد روى جملة وافرة من احاديث النبي عليه الصلاة والسلام وتفرد بها لملازمة النبي عليه الصلاة والسلام وارادوا بذلك رد الوحي. من وجه اخر وحيلة بالطعن بالناقل وبالجملة ان من طعن في الناقل اذا كان من اهل الفضل فانه ما اراد الناقلة بعينه وانما اراد المنقول ولذلك منهج العلما عليهم رحمة الله تعالى حينما ينكرون متنا في السنة ويرون عدم الموافقة الاحاديث الاخر وعليه تظهر علامات النكارة وكان رواته من اهل الفضل والجلالة انكروا المتن وحفظوا لهؤلاء الرواة حقهم قوله ولم يطعنوا فيه. بخلاف الزنادقة من اهل الاعتزال واهل العقل ومن نحى نحوهم من اهل البدع المعاصرة والضلال من الملاحدة كالعلمانيين والنبراليين وغيرهم الذين طعنوا في بعض اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وتهكموا وارادوا بذلك طعن ما حملوه فانهم لا يستطيعوا ان يطعنوا بالسنة مباشرة. وانما لحيلة وتبعا طعنوا في النقلة وما ارادوا النقلة وانما ارادوا ارادوا المنقول. نعم وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح يقول وبالقدر المقدور ايقن فان القدر هو ما قدره الله سبحانه وتعالى من مقادير من خلائق. فالله عز وجل قد قسم بين الناس ارزاقهم ما بينهم اخلاقهم. والله جل وعلا قد قدر وجعل لكل شيء قدرا وجاء اثبات القدر في ايات كثيرة من كلام الله سبحانه وتعالى واحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم ان كل شيء بقدر وكان امر الله قدرا مقدورا. وقال الله جل وعلا وقدرنا فنعم القادرون فالله سبحانه وتعالى قد قدر كل شيء يحدث ولذلك قد ثبت عن ابن عباس كما روى البخاري في كتابه الادب قال كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على كفك. انه ومن قدر الله سبحانه وتعالى. ولذلك يجب على المؤمن بل لا يتحقق ايمانه بالله سبحانه قال الا او ان يؤمن بالقدر ولذلك الايمان بالقدر من اركان الايمان. ولذلك لما سئل عن النبي عليه الصلاة والسلام عن الايمان قال ان امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره وباليوم الاخر كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة وجاء عند الامام مسلم من حديث عبد الله ابن عمر عن عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى وهذه تسمى اركان الايمان فالايمان بالقدر من اركان الايمان فمن انكر القدر فقد كفر بالله سبحانه وتعالى لتكذيبه الايات الكثيرة والاحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهرت بدعة انكار القدر في اواخر عصر الصحابة عليهم رضوان الله تعالى. ولذلك قد روى الامام مسلم من حديث عبدالله بن بريدة وكذلك يحيى بن يعمر انهما ذهبا الى عبد الله ابن عمر عن رضوان الله تعالى وكان في المدينة يبلغوه ان اناسا ينكرون القذر قال فاتينا الى عبد الله ابن عمر فقلنا ان ناسا يزعمون ان لا قدر وان الامر انوف اي يستأنف في الحال قال اذا رأيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وان الله بريء منهم ثم قال ولا ولا يكون ايمان احد حتى يؤمن بالقدر ثم اورد قصة قصة جبريل في اتيانه النبي عليه الصلاة والسلام القصة المعروفة. ولا يتحقق الانسان بالقدر الا بايمانه بمراتبه الاربعة. ومراتب القدر الاربعة اولها العلم. اثبات العلم لله سبحانه وتعالى المطلق. فيقال ان الله عز وجل يعلم ما كان. وما يكون. وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وهذا كمال العلم علم مطلق. كامل لا يتطرق اليه نقص او خلل في علم الحوادث كلها. ما مضى وما هو في الحال وما سيأتي وما لم يقدر لو قدر انه سيكون علم الله كيف يكون. وهذا غاية الكمال في العلم فيثبت لله عز وجل العلم والله عز وجل قد وصف نفسه بانه عالم الغيب والشهادة ما يغيب عن علم عن علمه مثقال ذرة. وهذا غاية. في اهل العلم المرتبة الثانية الكتابة ان الله سبحانه وتعالى كتب ما الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض كتب كل شيء ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من حديث ابن العاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلط السماوات السماوات والارض بخمسين الف سنة ولذلك جاء في الخبر من حديث عبادة ابن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال وما اكثر وما اكتب قال اكتب مقادير كل شيء. امره الله عز وجل بما يكتب المرتبة الثالثة اثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى. وان الله عز وجل ما شاء يكون وما لم لم يكن ولذلك اثبت الله عز وجل مشيئة لعبده لكن بعد مشيئته كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله المرتبة الرابعة هي الايجاد والخلق اي ان الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء ومما خلق افعال العباد ولذلك افعال العباد مخلوقة من حركاتهم وسكناتهم واقوالهم والله عز وجل قد خلق الناس وما يعملون قال وبالقدر المقدور اي في واليقين هنا هو كمال الايمان ومراتب علم الانسان وادراكه يكون على مراتب فعلها عين اليقين ثم اليقين ثم غلبة الظن. ثم الشك والمؤمن مأمور باليقين بالايمان بالقدر وكذلك لان الله عز وجل قد امر بذلك وامر بالايمان به النصوص في الامر بالايمان بالقدر واثباته كثيرة في الكتاب والسنة قال فانه دعامة عقد الدين الدعامة هي العلامة والركيزة الواضحة البينة التي تدل على ايمان الانسان وفيه دليل على ان دار القدر دعامة على نقض دين الانسان قال والدين افيح وقد ظل في باب القدر طوائف فرق وتوهموا بعض النصوص في كلام الله سبحانه وتعالى وبعض النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا بين غال وجافي واهل السنة واهل الاسلام وسط بين ذلك فالقدر مأخوذ من التقدير. والقضاء مأخوذ من الامر والانتهاء قالوا قضي الامر اي انتهى. اما ان يكون بالامر والامر الشرعي او يكون بالامر والقضاء والكون فالقدر لا يكون الا قدرا كونيا اما بالنسبة للقضاء فانه يكون على نوعين قضاء القدر وقضاء شرعي فالقضاء القدري هو المرادف للقدر فيقال قضى الله عز وجل علي كذا اي كتب ومنه قضاء الله وقدره يقال قدر الله وقضى كذا مأخوذ من من انتهاء العمر اي انه حسم وانتهى قضي الامر الذي فيه في استفتيان واما الشرعي فهو الامر الشرعي ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قد ظل في هذا طوائف الطائفة الاولى هم القدرية ويسمون مجوس الامة وانما سمي القدرية مجلس الامة لانهم قد شابهوا المجوس باثبات خالقين وذلك ان المجوس يقولون ان ثمة خالقين النور والظلمة النور خالق الخير والظلمة خالقة الشر وهؤلاء القدرية اثبتوا خالقين فكيف اثبت خالقين؟ قالوا ان الله عز وجل لم يقدر المقادير ولكن الانسان هو الذي يخلق فعله فاثبتوا خالقين. خالق العبد وان العبد خلق فعله فاصبحوا مجوس الامة لمشابهتهم المجوس من هذا الوجه باثبات خالقين وذلك ان القدرية قالوا ان الامر اولوف. اي انه مستحلف في الحال. فلا يعلم به الا حال وقوعه وهؤلاء يتضمن كلامهم انكارا لعلم الله ولا يوجد احد من الطوائف التي تنتمي للاسلام من ينكر علم الله سبحانه وتعالى بالاجمال وينكرون المراتب العلم والكتابة والمشيئة والايجاد بالاجمال ولكن وجد من ينكر القدر وينكر كتابه ويثبت العلم والقدرية يخاصمون بعلم الله سبحانه وتعالى وذلك يقول الامام احمد عليه رحمة الله خاصم القدرية بعلم الله فان انكروه كفروا. وان امنوا به خصم. فان القدر الذي يقول ان الله عز وجل لا يعلم ما يستقبل يقال هل الله عز وجل عالم بما يأتي فان اثبت العلم خصم فان المراد بالقدر هو علم الله عز وجل بما يحدث وانه مقدر له فانه يخصم وان انكر كذب القرآن وكفر الطائفة الثانية هم الجبرية الذين يقولون ان الانسان مجبور على فعله وليس له خيار وليس له مشيئة وان المؤمن والكافر مصيرون وليس لهم اختيار وعقيدة اهل السنة ان المؤمن والكافر في خلق الله عز وجل لهم مشيئة لكنها بعد مشيئة الله. فيرون ان الخلق مصيرون ومخيرون واستدلوا بعموم النصوص في كلام الله سبحانه وتعالى كقول الله عز وجل فيما سبق وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قالوا قضى الله عز وجل بمعنى قدر الا تعبدوا الا اياه فكل عابد عبد الله فهم مجبورون على هذا الفعل فلا يمكن ان يقع شيء الا شيئا قدره الله عز وجل اذا فمن عبد انما عبد الله سبحانه وتعالى والجبرية يقولون بالحلول ان الله عز وجل حال بكل شيء فالله عز وجل هو الذي خلق الاصنام واوجدها وهو الذي اتى بالعابد ليعبد وامره بذلك وقدر عليه قالوا هذا وعبد الله لانه عبد شيئا امره الله عز وجل به وهذا ضلال وبدعة وتقدم الاشارة لبعض حججهم من احتجاجهم بقوله سبحانه وتعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله ولكن الله رمى واحتجاجهم بقوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة قال كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يمشي بها. وقد ظل هؤلاء ويسمون بالحلولية والاتحادية الذين يرون ان الله عز وجل حال في كل شيء واتحد مع مخلوقاته فهم آآ فهم عباد ومعبودون ولذلك كحاروا في هذا الباب حتى انشد بعضهم قال العبد رب والرب عبد فيا ليت شعري من المكلف تاهوا في هذا فلا يعلمون من المكلف ومن الرب وهذا بعد عن نصوص الوحي. فالله عز وجل قد اثبت لخلقه مشيئة. لقوله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله الله عز وجل قد جعل للانسان مشيئة لكنها بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى نعم ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا ولا الحوض والميزان انك تنصح ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا واراد بذلك حياة البرزخ وهي المرحلة بين الدنيا والاخرة وسميت برزخ اي انها بين بين الدنيا والاخرة فيجب على المؤمن ان يؤمن بان الانسان يمتحن ويفتتن وانه يأتيه ملكان يسألانه في قبره من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك وهذان الملكان جاء في حديث انس بن مالك عند الترمذي ان اسمهما منكرا ونكيرا واسناده جيد قد مال الى جودة اسناده الامام احمد عليه رحمة الله ومن باب الفائدة فان اسماء الملائكة عليهم السلام اعجمية كلها الا اربعة وذلك فمنكر ونكير ومالك قازن خازن النار ورضوان هذه عربية وليست اعجمية ما عدا ذلك فانها اعجمية وليست بعربية كذلك الانبياء كلهم اسماؤهم اعجمية الا اربعة ومهود وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم وما ثبت من اسماء الملائكة عليهم السلام منكر ونكير من حديث انس ابن مالك عند الامام عند الامام احمد وكذلك عند الترمذي في سننه كذلك جبريل وميكائيل واسرافيل رقيب وعتيد ورضوان قازن الجنة واما عزرائيل ملك الموت فلم يصح فيه شيء عن النبي عليه الصلاة والسلام واما جاء وانما جاء عند ابي الشيخ في كتاب العظمة من قول ابن وهب حكاية ان اسمه اسرافيل ولا يثبت بذلك شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقول المصنف عليه رحمة الله هنا ولا تنكرا جهلا هنا وصف بالجهالة من ينكر منكرا منكرا ونكيرا والمراد بالجهالة هي المعصية والذنب التي يخالف فيها الانسان الحق سواء على علم او بغير علم. فما عصي الله عز وجل الا فكل معصية جهالة. واراد بذلك هنا العموم سواء على علم او غير علم يجب عليك ان لا تنكر ذلك فان كان بعلم فقد خالفت الدليل وظهر منك مكابرة. للدليل الظاهر امامك فانت على علم به. وان كان عن جهل ولم تنظر في الدليل فيجب عليك ان ان تبحث به فانه ثابت لا تنكرا جهلا فان انكرت فانك جاهل عن وجهي فيجب على المؤمن ان يعتقد ان المؤمن يفتن في قبره وانه يسأل عن ربه ونبيه ودينه وان المؤمن يفسح له في قبره. واما ضمة القبر فقد جاء في احاديث عن رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها معلولة واما الحديث الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سلم منها احد لسلم منها سعد بن معاذ جاء في رواية اذا سلم منها احد لسلم منها هذا هذا الغلام فانها من كرة قال ولا تنفرا جهلا نكيرا ومنكرا ولا الحوظ والميزان انك تنصح واراد بالحوض ميزان الايمان بالبعث وان الله عز وجل يبعث الناس يوم يوم القيامة يبعث الخلاء فليحاسبون. واراد باراده الميزان. هنا الدلالة على ان الانسان يحاسب يوم القيامة فتوزن سيئاته وحسناته فالله عز وجل قد كتب واحصى على الانسان كل شيء يعمله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها لذلك يوضع في الميزان الحسنات والسيئات وقال بعض اهل السنة ان الانسان يوزن بنفسه وهو قول لاهل السنة واستدلوا ببعض الاحاديث في قول النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن مسعود كما قال في ساقيه قال والله انهما لفي الميزان اثقل من جبل احد لما كان كان احمس الساقين فالحوظ قد جاء فيه ادلة كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما جاء في الصحيح الا لا يزادن اناس عن حوضي كما تقدمت الاشارة اليه وكذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام انا فرقكم على الحوض اي سابقكم اليه والميزان قد جاء اثباته في كلام الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله عز وجل عن نفسه قال وضع الميزان اي الميزان الذي ينصبه الله عز وجل يوم القيامة لتزن اعمال العباد من خير وشر وقال بعض العلماء وهذا ثابت عن رسوله صلى الله عليه وسلم في حديث صاحب البطاقة ان الذي توزن السجلات كما جاء في الرجل الذي لم يعمل خيرا قط قال فتعرض له سجلات مد البصر فقيل اتنكر من ذلك شيء؟ فيقول لا يا ربي وقيل هل بقي لك شيء لم توفى؟ فيقول لا فتخرج له بطاقة. هي لا اله الا الله فتوضع في كفة. وتلك السجلات في كفة فتطيش تلك السجلات وترجح لا اله الا الله توزن السجلات وثبت ايضا انها توزن الاعمال التي يعملها العبد وقد جاء ايضا في حديث في وصى النبي عليه الصلاة والسلام بسورة البقرة وال عمران انهما تأتيان يوم القيامة فغمامتان او كريايتان يظلان الانسان يوم القيامة ويكون الميزان قبل قبل ان يقاد الناس الى الجنة والنار. والميزان انما كان لاقرار العباد ومخاطبتهم بما يعقلون والا فالله عز وجل يحصي كل شيء. ولذلك الله عز وجل قد جعل للانسان شهيدا من نفسه فتنطق يده ورجله تشهد عليه وكذلك بشرته وتشهد الارض التي يمشي عليها وجعل له من الملكين ما يكتب عليه الحسنات والسيئات ولذلك يجب على المؤمن ان يؤمن لان الله عز وجل يبعثه يوم القيامة ويقره بما عمل من خير وشر والايمان بالقدر والايمان بالبعث والنشور يوم القيامة هو دليل الكتاب هو الدليل الدليل عليه من الكتاب والسنة. متوافر متوافر كن متظافر من شكك في ذلك كفر بل ان الملاحدة واهل العقل قد مالوا الى الايمان بالبعث والنشور لان بالايمان به سلامة وذلك يقول ذلك يقول ابو العلاء المعري وهو من هو ممن اتهم بالزندقة حينما جاءه منكر البعث والنشور ماذا قال لهم؟ قال ممتثلا يقول قال المنجم والطبيب كلاهما. لا تبعث الاموات قلت اليكما ان صح قولكما فلست بخاسر او صح قولي فالخسار عليكما وذلك ان العقل يقول ان الانسان ينبغي ان يحتاط في نفسه فاذا قال انسان وكان ذلك مجرد عن دليل. لنفترض ان ثمة بعث ونشور فالمؤمن بهذا البعث والنشور والمعد له اما سالم واما فاعل. فائز ان كان تم تابعث ونشور وناج وسالم ان لم يكن ثمة شيء ومن لم يؤمن بالبعث والنشور هالك ان كان ثمة بعث ونشور وسالم ان لم يكن ثمة شيء. واي الرابح؟ من امن ولذلك يقول ابو العلا قال المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الاموات قلت اليكما انصح قولكما فلست بخاسر اي الانكار او صح قولي فالخسار فالخسار عليكما وهذا يخاطب به المناحل بالعقل كيف والمؤمن مأمور بالايمان؟ وجاءت نصوص بذلك كثيرة في الكتاب والسنة. ببيان البعث والنشر وهذا امر من المسلمات من شكك به كفر. فضلا عن من؟ جحد به. فمن شكك بالبعض ونشور الله عز وجل يهشو الناس يوم القيامة ويحاسبهم عما فعلوا فقد كفر بالله سبحانه وتعالى وخرج من الاسلام نعم وقل يخرج الله العظيم بفضله من النار اجسادا من الفحم تفرح فيه دليل على اثبات الجنة والنار. اراد المصلي بيان ان اثبات الجنة والنار. من اعتقاد اهل الاسلام ومن انكر ذلك فقد كذب بنصوص الكتاب والسنة. وان الله عز وجل ما خلق الجنة والنار الا لتكون الجنة لاهل الايمان والنار لاهل الكفر والعصاة ان لم يرحمهم الله عز وجل وهنا قال يخرج الله العظيم بفضله من النار قول هنا بفضله اي ان الله عز وجل متفضل على عباده كلهم سواء من دخل النار مستحق العقوبة او من من رحمه الله عز وجل وغفر له ذنبه وادخله الجنة مباشرة ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام ما من احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان داركني الله برحمته ولذلك الناس يدخلون الجنة بفضل الله ورحمته ولو عامل الله عز وجل بعدله الناس بعدله ما دخل الجنة لا احد ولذلك هنا ذكر الفضل يقول يقول هنا وقد يخرج الله وقل يخرج الله العظيم بفضله من النار اجسادا من الفحم تطرح والمراد بذلك من دخل النار من اهل من اهل الايمان ممن استحق النار وفيه دليل على ان بعض اهل الايمان يدخلون النار لانهم استوجبوها لان الله عز وجل لم يغفر لهم ذنبهم ذلك ويغفر الله عز وجل لمن شاء. واعتقاد اهل السنة ان اهل المعاصي والذنوب مآلهم الى الجنة وهم من اهل الجنة قطعا اما في ابتداء او مآلهم بعد دخولهم النار ان لم يرحمهم الله عز وجل ويعتقد اهل السنة ان اناسا من اهل الايمان من العصاة من اهل الكبائر يدخلون النار. واراد بذلك اثبات مخالفة الخوارج والمعتزلة الذين يرون انهم مرتكبي الكبائر منزوع الايمان وانهم خالدون في النار ابدا كالكفار وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح قال يخرج المؤمنون من النار ويوقفون على قنطرة بين الجنة والنار يتقاضون حقوقا كانت بينهم ويقول النبي عليه الصلاة والسلام يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ثم قال عليه الصلاة والسلام يخرج من النار اقوام قد تفهمت اجسامهم فيخرجهم الله عز وجل من النار فيلقيهم في نهر الحياة. وفي رواية نهر الحياء فينبتون كما تنبت الحبة في السيل وهذا يدل على انه لا يبقى في النار احد من اهل الايمان. ولكن الله عز وجل يعذب فيها من شاء من شاء بعدله. نعم على النهب في الفردوس تحيا بمائه كحد حميم السيل اذ جاء يطفح. قال قد تقدم انهم يخرجون من النار قد تفهموا وجاء في بعض الاحاديث حديث ابي هريرة في الصحيح الا مواضع السجود فيلقون في نهر الحياة وجاء في رواية نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في السير وذلك لكي يكمل لهم نعيم الجنة نعم وان رسول الله للخلق شافع وقل في عذاب القبر حق موضح يقول وان رسول الله للخلق شافع في اثبات الشفاعة للنبي عليه الصلاة والسلام والشفاعة مأخوذة من الشفع وهي ضد الوتر. فالوتر هو الواحد فاذا كان له معه نظير له فانه اما شفيع ولذلك تسمى الشفاعة شفاعة اذا لم يقدر الانسان بنفسه فيستشفع بغيره فيتقوى لقضاء حاجته وما يريد ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام يشفع للناس يوم القيامة لكي يفصل بينهم يوم العرظ. فيذهبون الى ادم فيقول اذهبوا الى ابراهيم ويقول ابراهيم اذهبوا الى الى موسى وعيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيأتي عند العرش الله عز وجل فيدعو الله عز وجل فيشفع للناس عند الله عز وجل ان يفصل بينهم فيفصل الله عز وجل بينهم يوم القيامة والشفاعة الاصل فيها انها منفية الا ما اذن الله عز وجل به والشفاعة عند العلماء في نظر بنصوص الشرع شفاعتان شفاعة منفية وهي الشفاعة التي يطلبها الكفار من الاولياء والصالحين الاصنام والاوثان وذلك انهم يرجون منها شفاعة عند الله سبحانه وتعالى والشفاعة المثبتة هي شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام للخلق ان يوصل بينهم يوم القيامة ولبعض الكفار كعبي طالب وقيل انه لا يشرع للكافر الا لابي طالب وقيل لابي لهب ويتكلم عليه. وقيل وكذلك شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لبعض اهل الايمان ان يخرجوا من النار. وكذلك شفاعة اهل الايمان لبعضهم فيشفع الشهيد لسبعين من اهله ويشفع الابن لابيه وصاحب لصاحبه فيكون من اهل الجنة. وكذلك الشفاعة تكون لاهل بين اهل الجنة الذين لم يدخلوا النار. ليصل هذا الى مرتبة في هذا فيكونون سواء. وهنا اشار الى شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام بقوله وان رسول الله للخلق شافع اي يوم العرض. والشفاعة كذلك العامة لاهل الايمان وقل في عذاب القبر حق موضح يتقدم الاشارة الى عذاب القبر والفتنة التي تقع فيه النبي عليه الصلاة والسلام قد بين عذاب القبر في قصة نفسي بعود لما جلس على شفير قبر وكذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام استغفروا لاخيكم وصل له الثبات فانه الان يسأل لذلك قال حق موضح والنبي عليه الصلاة والسلام يشفع للامم كلها بان يفصل بينها يوم العرب. ويشفع لعمه ابي طالب خاصة من اهل الكفر لا يشركوا في ذلك احد على الصحيح والكفار لا يشفع لهم احد ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى ما لهم من ولي ولا شفيع يوم القيامة وهذا نفي عام تام ليس لهم شفيع يوم القيامة لا نبي ولا نحو ذلك من خلق الله سبحانه وتعالى قال رسول الله للخلق شافع والمراد بذلك الشفاعة من عمل الخلق ويرد عليه ايضا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لاهل الايمان ان يدخل الجنة وان يخرج اهل الايمان من النار ممن كتب الله عز وجل لهم النار اما الكفار فلا يشبه النبي عليه الصلاة والسلام الا لعمه ابي طالب ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام انه في ضحاح من نار يغلي منه دماغه في النار وذلك خفف عنه علينا خفف عنه بشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام له. وذلك لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام في اول امره فقد نافح عنه دافع عنه لما كان النبي عليه الصلاة والسلام في مكة فقد وقف في وجه كفار قريش لما حبس النبي عليه الصلاة والسلام بشعب مكة فلا يجلب له طعام ولا هو ومن امن من امن معه كان ابو طالب يبعث له بالطعام حمية قد وقع في قلب أبي طالب تصديق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الا انه لم يتبعه قولا وفعلا ولذلك يقول نية والله ليصل اليك بجمعهم حتى اوسد بالتراب دفينا فاصدع بامرك ما عليك غباوة وابشر بذاك وقر منه عيونا ودعوتني وزعمت انك صادق ولقد صدقت وكنت ثم عمينا وعرضت دينا لا محالة انه من خير اديان البرية دينا لولا الملامة او حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك يقينا ومصدق بقلبه لكنه ما حمله على ذلك ما حمله ذلك على الايمان خشية العار فبقي عاره الى قيام الساعة. اذا اراد احد ان يمثل باخف اهل النار عذابا مثل بابي طالب العار الحق والحقيقة هو بالبعد عن الوحي والبعد عن الاتباع ولذلك لحقه عار الى قيام الساعة. جاء في البخاري ليس على شرطه النبي عليه الصلاة والسلام قد شفع لابي لهب انه يسقى في النار بقدر هذه واشار النبي عليه الصلاة والسلام الى اسأل الامام يكون ثمة شيء من حفرة يسيرة قال يسقى بقدرها من الماء وذلك انه قد اعتق مرضعة النبي عليه الصلاة والسلام وكانت امة عنده لما كان النبي عليه الصلاة والسلام صغيرا لما توفيت امه فشفع له بذلك فيسقى بها ماء بقدرها ماء في النار وقد اعله بعض العلماء عليهم رحمة الله ما عدا ذلك فلا يسع النبي عليه الصلاة والسلام لاحد مطلقا من اهل الكفر الان نقف الى في هذا القدر ونكمل ما تبقى في وننهي هذه الرسالة باذن الله عز وجل في المجلس القادم بعد العصر ونكتفي بذلك باذن الله صلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد